دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: انعام حيمورة)
|
الأخت الحبيبة إنعام
لك الشكر الجزيل على إيراد المقال هكذا, فقد كنت قد قرأته على صفحات موقع الجريدة بالإنترنت, و لكنني بالطبع لم أعرف كيفية نشره على صفحات الجريدة.
المقال يا عزيزتي يعكس واقعنا نحن الذي نعيش فيه اليوم و نحاول من خلاله أن نوصل اصواتنا و سنظل نكتب, و نعيد و نقول حتى يفهم كل ذي شأن على أمل أن يحس كل طالم
لك من الود الكثير غادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
مقال عميق ومؤثر ... يصلح كخلفية ناطقة خلوب ... إن أردنا التعبير عن مأساتنا الوطنية على خشبة مسرح .
غادة ... كل يوم تكبرين فى ناظري ... وكل يوم أكتشف عمقك المجيد وأحاسيسك الضافية ومناولاتك السهلة الممتنعة وأسلوبك الصحافي الفريد ... متعك الله بالصحة والعافية .
نعم ... القضية أكبر من أبيك الكريم ... والمأساة تجتاح كل ربوعنا وتتفاعل بإضطراد , فكثيرون هم الذين طمرهم الظلم والاصقاع شتى تلك التي دكتها جحافل الأحزان , وفيما نتطلع إلى { فاصلة } توقف هذاالنزيف ... تتفاعل الإرهاصات الرامية فى الإتجاه المعاكس ... يا إلهي ... أرانا موعودين بمزيد من النزيف أكثر من أن نهنأ بسلام يعم الجميع ... أرى السودان ملتهبا فى مخيلتي السياسية ... من الغابة إلى الصحراء ... والله يكضب الشينة.
شكرا ... أختى أنعام حيمورة ... فقد جملت صباحي بهذا المقال ...
فيما أضاف إلى أحزاني كذلك .
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
قرأت الموضوع لمرة فحزنت وقرأته ثانية فتبينت كم هو مخيف "عجزنا" في رفع الظلم عن أنفسنا وعن غيرنا وقرأته ثالثة فاستوعبت الدرس الذي كنت قد قرأته لألف لكنه لم يكن أبدا في أي وقت سبق بمثل هذا الوضوح. بارك الله في (أبيك) وأمثاله الذين حفروا ويحفرون على الصخر وبالأظافر ملامح الوطن الحلم أنت قلتها (القضية أكبر من أبي) القضية تتعلق بزمن آخر لن يسقط علينا ثمرة ناضجة من السماء وإنما "نكدح إليه كدحا فنلاقيه!".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: انعام حيمورة)
|
منصور شاشاتي :
Quote: القضية تتعلق بزمن آخر لن يسقط علينا ثمرة ناضجة من السماء وإنما "نكدح إليه كدحا فنلاقيه!". |
بالضبط كدة
__________________________________________________
يا دكتور رشا كيفنك ...
يبقى برفع الموضوع لي غادة اذا عندها في فلاش تنزله او ترسله لي على ايميلي انا بنزله...
___________________________________________________
منوية منتظرين عودتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
القضة أكبر من أبي
صباح مشرق جميل, ظهرت الشمس اليوم على غير عادتها. فحتى أيام قليلة كان الجليد لا يزال يتساقط. ضحكات هاشم و شهاب أبنائي الصغار تملأ البيت برغم البكور. أمسكت بأيديهم الصغيرة و وضعتهم في العربة متجهين نحو المدرسة, و هم لا يزالون يلهون و يلعبون. وصلت, و قبل أن أدلف إلى المدرسة رن هاتفي: رقم يبدو أنه من السودان., حسبت فرق الوقت: ترى كم هي الساعة هنالك الآن؟ رفعت السماعة سريعاً قبل أن تفوتني المكالمة. صوت أختي تحيني و تخبرني على عجالة بأن أبي قد تم استدعاءه للتحقيق معه.
توقفت لحظتها وبدأ حماسي لليوم المشرق يفتر. و سألتها عماذا التحقيق و لماذا. و هي لا تعرف غير أن هنالك شكوى قدمتها القيادة العامة للقوات المسلحة ضده بسبب كتابته لمقال"الجيش السوداني خمسون عاما من السياسة: تأملات مهنية فى إنفجارات السبت". و كان المقال قد نشر بصحيفة الأيام يوم الخميس الموافق 19 أبريل. و قد حلل أبي في ذلك المقال أحداث السبت نظر في الروايتين السائرتين لنفس الحدث: الرسمية و الشعبية. و فند الدعاوى التي وردت في التصاريح الرسمية من وجهة نظر مهنية بحسب خبربته السياسية و العسكرية. وهذا سبب المسألة كما ورد في بيان صحافي للتحالف الوطني السوداني. فقد رأت القيادة العامة للقوات المسلحة في المقال انتقاصاً لهيبتها وطالبت بعوض مالي قدره 100 مليون جنيه.
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
. . .
و عشت لحظات قاسية. تواردت على خاطرى لحظتها ذكريات بعيدة لطفلة غريرة طفقت تجري ذات جمعة قديمة تلهو و تلعب. صوت أمي ينادينى أن ألتزم المنزل و أن أكف و أخوتي عن الإزعاج الكثير الذي كنا نصدر. أخالنى أراهما الآن, أمى و أبى, و هما ينصتان للراديو في محاولة لفهم مغزى تلك الموسيقى العسكرية التى تصدر من الراديو. مارشات, تكهنات, توقعات. و جلست على الأرض بجانب رجل أبى محاولة استيعاب ما يدور حولي. و سمعت أن البيان الأول سيلقيه عليكم "........" . أول ما قاله لى أبى "أمشي لأولاد عمتك فى الصالون, و قولى ليهم مبروك عليكم الجبهة مسكت البلد." و جريت بخفة تتناسب و صغر سنى لأجدهم مجتمعين ايضا حول الراديو و نقلت لهم حديث أبي. و لم أكن أعلم أن كلمات أبي تلك ستغير مجرى حياتي كلها و تقلبها رأسا على عقب.
و مرت أسابيع بعدها وبدأت المأساة باعتقال أبي. و مرت بعدها الأشهر لأقضى ريعان طفولتي ما بين المنزل و السجن وتنتابني الكوابيس ليلاً عن عسكر قساة متجهمين. صارت خطواتي أكثر تؤدة على الأرض و صار الحزن بالقلب يكبر. أين أبي؟ و لماذا هو معتقل؟ ماذا فعل؟ وتسال الطفلة التي كنتها: "هل قتل؟" الإجابة بلا. إذن هل سرق؟ الإجابة ايضا بلا. فهمونى إذن, عقلي يريد أن ينفجر. و مابين خواطرى تلك التى تنتابني وأسئلتي عرفت من أختي بأن والدي بخير و قد تم الإفراج عنه بضمان المحامى ولكن الشكوى منه ستصبح قضية كبرى و تمضى نحو المحكمة. و تنهدت حامدة ربى على أن اليوم انتهى على حال ما. و بقي عليّ أن أستعد لجولة نفسية أخرى بل جولات كما كشفت عن ذلك الأيام.
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
. . .
و بالرغم من قضية والدى, و بالرغم من خواطرى تلك, فهذا الحديث عن أبي و ليس عنه و إنما عن قضية أخرى تكبره و تتعداه. إنها قضية جيل بأكمله: نحن الجيل الذى تضرر من الديكتاتورية و من القمع و عانى من ويلات الحروب و آثارها النفسية. قال لي أحد الأصدقاء، معقبا على مقالات كنت قد نشرتها بأحد المواقع الإليكترونية تعرضت فيها لحجم الألم النفسي الأسري لجيلنا من جراء الاستبداد، إن الشعب السوداني غير متعود على حديث المشاعر, و أن المجتمع منغلق لا يؤمن بعرض خلجات النفس و تفاصيل الألم. و صمت قليلا , ثم قلت له " لربما حان الوقت لكى يتعودوا, و لربما حان الوقت لكى نتحدث عن أنفسنا و يجب عليهم أن يصمتوا و أن يسمعوا, لعلهم يعوا."
و لست أول من كتب فى هذا الأمر أو تحدث عنه. فقد كتب د. عبد الله علي إبراهيم من قبل فى مقاله "وجه فى الزحام: غادة عبدالعزيز خالد" و كان المقال إبان محنة والدى و اعتقاله في دولة الأمارات, و هذه قصة أخرى. كتب د. عبد الله قائلا " جاءت غادة الي زحام السياسة من إقليم الهموم الأصاغر. وربما كان الذي اضطرها إلى هذا المركب هو مأزق أبي خالد النادر," و حقيقة قد كان. و تحدث فى ذات المقال عن الإبن أو الإبنة وكيف يتأذيان من وقع الظلم على الأب أو الأم المعارضة. و لم أكن أنا المثال الوحيد الذى تطرق له د. عبد الله, فقد تحدث عن الأستاذة منى عوض خوجلى قائلا انها بدت له كأنتقوني في التراجيديا الإغريقية تطلب الكشف عن مثوي أخيها المجهول حتي يتفق له قبر ظاهر يزار.
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
. . .
و تحدثت الأستاذة منى نفسها عن اللحظات العصيبة التى مرت بها و أسرتها فى الثامن و العشرين من رمضان عام 1990 و هم لا يعرفون لإبنهم النقيب طيار مصطفى عوض الخوجلي مكانا. تقول منى: " حـركـة غـير طبيعية في الخـرطوم...المـذياع يعلن ترقبوا بيـان هـام! توتر وترقب, ماذا هنـاك؟ تأخـر مصـطفي في رجـوعه للمنزل.ثـم المـذيع يعلن عن بيان هـام.ثم نسـمع, تم اليـوم دحض مـؤامـرة. رجـعت مـن العمل لأجـد الجميع في حـالة بكـاء وارتباك شـديد, أمي وابي في حـالة يرثى لها. كذلك إخوتي و منار و الجيران. سألت بطريقة من يخاف أن يسمع خبر وفاة عزيز لها, فى شنو؟ جـاءني الرد مترددا وخـافتا مـن احـدي الجارات "مافي حاجة كـدي اقعـدي. أخوكي مصطفى قبضوا عليه." ثم تعالى البكاء.
و تواصل منى سردها الحزين عن يوم إعدام أخيها مصطفى, و تقول " في تلك الصـالة الطويلة التي جمعتنا في طـفولتنا ومـراهقتنـا وشـبابنا في ايام المطـر وفي شـتاء الخـرطـوم. نفس الصـالة التي شـهدت نقاشاتنا الحـامية وشجـارنا علي الأمكـنة الأسـتراتيجـية, جلسـنا والعديـد من الجـيران معنا ننتظر أطول و أقسى إنتظار. يجلس أبي في السـرير يحـرك صـدره وذراعية للأمـام والخلف في توتر شـديد, ثم يستغفر. ثم يقول, يا رب, ثم يصمت ليكرر نفس الحركات بينما قدميه تتشابكان على الأرض استدعاءاً للقوة و خوفا من الإنهيار. بينما تجلس أمي فى السرير الذى يقابله فى حزن و يدها تضغط على الجانب الأيسر من صدرها و آهاتها المتقطعة لا تتوقف.
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
. . .
و لست أنا و منى فقط شركاء هذه الأحزان المهيبة. فقد كتبت قصة عن ايمانويل و فرونيكا منذ عدة أسابيع, و هما شابان من جنوب السودان. و تحدث ايمانويل عن بداية الحرب فى قريته و هو ابن ثمانية سنوات. و ما يهمنا الآن قوله إن العديد من أصدقائه قد قتلوا بالرصاص, و البعض قد أكلته السباع, و تحدث عن الألم النفسي الذى كان يعيشه و الكوابيس التي كانت تعتريه. و ايمانويل هو واحد من الجيل الذى كان صغيرا عندما بدأت الحروب و قاسى من ويلاتها و أحد الذين يطلق عليهم الإعلام الدولى "أطفال السودان الضائعون" و أطلق عليهم هذا اللقب لأنهم عاشوا حياتهم هربا فى الأدغال بلا أم أو أب أو دليل. واستضافت إذاعة (أن بي آر) الأمريكية المعروفة العديد من الأطفال الضائعين في برامجها.
من ضمن الشباب الذين استضافتهم (أن بي آر) كان (ميكتوك). ميكتوك هو واحد ضمن ضمن أربعة آلاف لاجئ تم ترحيلهم بواسطة الأمم المتحدة من مخيمات اللاجئين إلى الولايات المتحدة. يقول ميكتوك إنه عندما كان فى الحادية عشرة من عمره لم يكن همه اللعب و لكن كان همه فى الحياة أن يظل على قيد الحياة و أن يحمى الأطفال الأصغر منه سنا من أنياب الحيوانات المفترسة. و يشرح ميكتوك انه كان يمر عليهم أسبوع بأكمله لا يذيقون فيه طعم الأكل و يعيشون فيه على بضعة قطرات من المياه فقط. كل شيئ كان جديد عليهم, الكهرباء و الثلاجة. اليوم تعدى ميكتوك الخامسة و العشرين و لكنه لا يزال غير مستطيع أن ينعم بطعم الأمان. و كيف يشعر به و هو يعلم أن غيره فى هذه اللحظات يمرون بنفس الذى كان يمر به. و يتواصل سرد الكثيرين بلا توقف أو إنقطاع.
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
. . .
في إحدى جلسات النقاش بالجامعة التى كنت أحضر بها رسالة الماجستير تحدثنا عن الحرب. و قال البروفيسور أن هناك دراسة أجريت حديثا مفداها ان كل قتيل او جريح او مفقود فى معظم دول الوطن العربى يحزن عليه على الاقل خمسمائة فرد و يعزى ذلك لكبر دائرة الاهل و لتوثق العلاقات بين أفراد ألاسر. و فى تلك اللحظة حاولت أن أحسب أن كم من خمسمائة فى السودان محزونون من حرب الجنوب و ودارفور ومجدي و جرجس, أسر الشهداء, امهاتهم, أزواجهم, أبنائهم, أخوانهم و أخواتهم, زملائهم. و أذكر أن قلت أننى و بهذه الحسبة, فسأجد أن السودان كله محزون. وهززت رأسى محاولة أن أركز لحظتها فى الدرس مع أستاذى.
و تتفاوت درجات الضرر. فمن لم يعتقل والده أو تقتل والدته صار ربما مشرداً ينتقل بين عواصم الدول. لكم من شباب و شابات فى عمر الزهور بعدوا عن أحضان الأسرة و تراب الوطن بغية لقمة العيش و الحياة الهنية. و ترتبت على هذه الهجرة الواسعة تبعات كثيرة. إحدى الأسر تزوج أبنها قبال عشر سنوات من فتاة و سافر بها إلى محل إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية و عاشا عيشة هنية. و لكن أسرة الفتى لم تر الفتاه غير أيام عرسها, و لم يستطيعا أن يزوروهما هناك أو أن تعود هي نسبة لمشاكل الإقامة و الورق. و الأسوأ من ذاك, أن أبا الفتى نفسه لم يلتق بوالدة عروس إبنه كل هذه المدة. و صارت هذه الزيجة فى رأيي مثال للعلاقات الإجتماعية فى زمان الشقاء و الترحال, بعدما كانت الأسر فى تواددهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر و الحمى. و لا ندرى من نلوم. هل نلوم زماننا و ما لزماننا عيب سوانا!
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
. . .
ليس هذا المقال للتباكي على طفولة غائرة, و إن حق لي ذلك. و ليس محاولة لرفع العقيرة بالبكاء, و إن كان ذلك من مستحقات الوضع. و لكنها محاولة للفت النظر. إن الأطفال الذين عاشوا أوضاع متأزمة بإختلاف أحداثها و درجاتها اليوم هاهم قد كبروا, و اليوم هم يخبرونكم عما حدث لهم جراء ما تفعلون. قرار السجن, التعذيب أو الاعتقال تعانى من جراه آلاف الأسر. ونعاني نحن جيل بعد جيل و ندفع الثمن. ماذا فعلنا لأجيال اليوم لنذود عنهم و نحميهم مما حدث لنا و أنا أشعر انها تتبع خطانا ؟ لا شيئ سوى وقفة عاجز و متفرج للحدث. أرقب صور أطفال دارفور و دوما ما أفكر, هذا الطفل بصورته و هو يهز أمه محاولا إيقاظها و قد أغلقت عينيها للأبد و دموعه على خديه, ترى هل سيأتي عليه يوم و يتعافى من أثر ذلك الحدث؟ و تلكم الطفلة, ذات العيون الساحرة, هل تراها يوما تنظر إلى العصافير و هي تغرد فوق الشجر و تنسى أن الدمار و الخراب كان هاهنا يوما؟ لست أدرى. ألم أقل لكم ان القضية أكبر من أبي!
. . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: انعام حيمورة)
|
Quote: نعم ... القضية أكبر من أبيك الكريم ... والمأساة تجتاح كل ربوعنا وتتفاعل بإضطراد , فكثيرون هم الذين طمرهم الظلم والاصقاع شتى تلك التي دكتها جحافل الأحزان , وفيما نتطلع إلى { فاصلة } توقف هذاالنزيف ... تتفاعل الإرهاصات الرامية فى الإتجاه المعاكس ... يا إلهي ... أرانا موعودين بمزيد من النزيف أكثر من أن نهنأ بسلام يعم الجميع ... أرى السودان ملتهبا فى مخيلتي السياسية ... من الغابة إلى الصحراء ... والله يكضب الشينة. |
الأخ العزيز حيدر قاسم
تعرف, منذ فترة كنت أفكر في عمق هذه القضية إنها ليست عن أبي فقط فالكل لديه أسرة, أم أب زوج أو زوجة أبناء و بنات ما ذنبهم في كل ذلك؟ كتبت المقال قبل أحداث جريدة السوداني و لكن النشر اتى متزامنا معها,, ما ذنب أسرة الصحفي عثمان ميرغني؟ أو أسرة رئيس التحرير محجوب عروة؟ هل فكر فيهم من أمر بالقبض عليهم؟ أم ظل يفكر فقط في تكميم أفواههم؟
لهفي عليك يا وطن
شكرا يا حيدر أن أبدأ يومي بقراءة مثل مداخلتك
كل الود غادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
Quote: أنت قلتها (القضية أكبر من أبي) القضية تتعلق بزمن آخر لن يسقط علينا ثمرة ناضجة من السماء وإنما "نكدح إليه كدحا فنلاقيه!". |
الأخ الكريم منصور
لقد أصبت كبد الحقيقة,, الزمن الذي نرجوه و نتمناه لن يسقط علينا ثمرة ناضجة و إنما لا بد من العمل الحثيث و التعب من أجله حتى نستطع أن نحققه و في يوم ما نعش ذاك الذي كنا نحلم به
و هل نستطيع؟
كل الشكر و التقدير غادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: انعام حيمورة)
|
لقد أصبت كبد الحقيقة,, الزمن الذي نرجوه و نتمناه لن يسقط علينا ثمرة ناضجة و إنما لا بد من العمل الحثيث و التعب من أجله حتى نستطع أن نحققه و في يوم ما نعش ذاك الذي كنا نحلم به
وهل نستطيع ؟؟؟ وهل نستطيع ؟؟؟ وهل نستطيع ؟؟؟ وهل نستطيع ؟؟؟ لكما الحب الغاليات انعام غادة يديكم العافية ام وضاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: غادة عبد العزيز خالد ... القضية اكبر من أبي ... (Re: انعام حيمورة)
|
Quote: القضة أكبر من أبي
غادة عبد العزيز خالد [email protected] صباح مشرق جميل, ظهرت الشمس اليوم على غير عادتها. فحتى أيام قليلة كان الجليد لا يزال يتساقط. ضحكات هاشم و شهاب أبنائي الصغار تملأ البيت برغم البكور. أمسكت بأيديهم الصغيرة و وضعتهم في العربة متجهين نحو المدرسة, و هم لا يزالون يلهون و يلعبون. وصلت, و قبل أن أدلف إلى المدرسة رن هاتفي: رقم يبدو أنه من السودان., حسبت فرق الوقت: ترى كم هي الساعة هنالك الآن؟ رفعت السماعة سريعاً قبل أن تفوتني المكالمة. صوت أختي تحيني و تخبرني على عجالة بأن أبي قد تم استدعاءه للتحقيق معه.
توقفت لحظتها وبدأ حماسي لليوم المشرق يفتر. و سألتها عماذا التحقيق و لماذا. و هي لا تعرف غير أن هنالك شكوى قدمتها القيادة العامة للقوات المسلحة ضده بسبب كتابته لمقال "الجيش السوداني خمسون عاما من السياسة: تأملات مهنية فى إنفجارات السبت". و كان المقال قد نشر بصحيفة الأيام يوم الخميس الموافق 19 أبريل. و قد حلل أبي في ذلك المقال أحداث السبت نظر في الروايتين السائرتين لنفس الحدث: الرسمية و الشعبية. و فند الدعاوى التي وردت في التصاريح الرسمية من وجهة نظر مهنية بحسب خبربته السياسية و العسكرية. وهذا سبب المسألة كما ورد في بيان صحافي للتحالف الوطني السوداني. فقد رأت القيادة العامة للقوات المسلحة في المقال انتقاصاً لهيبتها وطالبت بعوض مالي قدره 100 مليون جنيه.
و عشت لحظات قاسية. تواردت على خاطرى لحظتها ذكريات بعيدة لطفلة غريرة طفقت تجري ذات جمعة قديمة تلهو و تلعب. صوت أمي ينادينى أن ألتزم المنزل و أن أكف و أخوتي عن الإزعاج الكثير الذي كنا نصدر. أخالنى أراهما الآن, أمى و أبى, و هما ينصتان للراديو في محاولة لفهم مغزى تلك الموسيقى العسكرية التى تصدر من الراديو. مارشات, تكهنات, توقعات. و جلست على الأرض بجانب رجل أبى محاولة استيعاب ما يدور حولي. و سمعت أن البيان الأول سيلقيه عليكم "........" . أول ما قاله لى أبى "أمشي لأولاد عمتك فى الصالون, و قولى ليهم مبروك عليكم الجبهة مسكت البلد." و جريت بخفة تتناسب و صغر سنى لأجدهم مجتمعين ايضا حول الراديو و نقلت لهم حديث أبي. و لم أكن أعلم أن كلمات أبي تلك ستغير مجرى حياتي كلها و تقلبها رأسا على عقب.
و مرت أسابيع بعدها وبدأت المأساة باعتقال أبي. و مرت بعدها الأشهر لأقضى ريعان طفولتي ما بين المنزل و السجن وتنتابني الكوابيس ليلاً عن عسكر قساة متجهمين. صارت خطواتي أكثر تؤدة على الأرض و صار الحزن بالقلب يكبر. أين أبي؟ و لماذا هو معتقل؟ ماذا فعل؟ وتسال الطفلة التي كنتها: "هل قتل؟" الإجابة بلا. إذن هل سرق؟ الإجابة ايضا بلا. فهمونى إذن, عقلي يريد أن ينفجر. و مابين خواطرى تلك التى تنتابني وأسئلتي عرفت من أختي بأن والدي بخير و قد تم الإفراج عنه بضمان المحامى ولكن الشكوى منه ستصبح قضية كبرى و تمضى نحو المحكمة. و تنهدت حامدة ربى على أن اليوم انتهى على حال ما. و بقي عليّ أن أستعد لجولة نفسية أخرى بل جولات كما كشفت عن ذلك الأيام.
و بالرغم من قضية والدى, و بالرغم من خواطرى تلك, فهذا الحديث عن أبي و ليس عنه و إنما عن قضية أخرى تكبره و تتعداه. إنها قضية جيل بأكمله: نحن الجيل الذى تضرر من الديكتاتورية و من القمع و عانى من ويلات الحروب و آثارها النفسية. قال لي أحد الأصدقاء، معقبا على مقالات كنت قد نشرتها بأحد المواقع الإليكترونية تعرضت فيها لحجم الألم النفسي الأسري لجيلنا من جراء الاستبداد، إن الشعب السوداني غير متعود على حديث المشاعر, و أن المجتمع منغلق لا يؤمن بعرض خلجات النفس و تفاصيل الألم. و صمت قليلا , ثم قلت له " لربما حان الوقت لكى يتعودوا, و لربما حان الوقت لكى نتحدث عن أنفسنا و يجب عليهم أن يصمتوا و أن يسمعوا, لعلهم يعوا."
و لست أول من كتب فى هذا الأمر أو تحدث عنه. فقد كتب د. عبد الله علي إبراهيم من قبل فى مقاله "وجه فى الزحام: غادة عبدالعزيز خالد" و كان المقال إبان محنة والدى و اعتقاله في دولة الأمارات, و هذه قصة أخرى. كتب د. عبد الله قائلا " جاءت غادة الي زحام السياسة من إقليم الهموم الأصاغر. وربما كان الذي اضطرها إلى هذا المركب هو مأزق أبي خالد النادر," و حقيقة قد كان. و تحدث فى ذات المقال عن الإبن أو الإبنة وكيف يتأذيان من وقع الظلم على الأب أو الأم المعارضة. و لم أكن أنا المثال الوحيد الذى تطرق له د. عبد الله, فقد تحدث عن الأستاذة منى عوض خوجلى قائلا انها بدت له كأنتقوني في التراجيديا الإغريقية تطلب الكشف عن مثوي أخيها المجهول حتي يتفق له قبر ظاهر يزار.
و تحدثت الأستاذة منى نفسها عن اللحظات العصيبة التى مرت بها و أسرتها فى الثامن و العشرين من رمضان عام 1990 و هم لا يعرفون لإبنهم النقيب طيار مصطفى عوض الخوجلي مكانا. تقول منى: " حـركـة غـير طبيعية في الخـرطوم...المـذياع يعلن ترقبوا بيـان هـام! توتر وترقب, ماذا هنـاك؟ تأخـر مصـطفي في رجـوعه للمنزل.ثـم المـذيع يعلن عن بيان هـام.ثم نسـمع, تم اليـوم دحض مـؤامـرة. رجـعت مـن العمل لأجـد الجميع في حـالة بكـاء وارتباك شـديد, أمي وابي في حـالة يرثى لها. كذلك إخوتي و منار و الجيران. سألت بطريقة من يخاف أن يسمع خبر وفاة عزيز لها, فى شنو؟ جـاءني الرد مترددا وخـافتا مـن احـدي الجارات "مافي حاجة كـدي اقعـدي. أخوكي مصطفى قبضوا عليه." ثم تعالى البكاء.
و تواصل منى سردها الحزين عن يوم إعدام أخيها مصطفى, و تقول " في تلك الصـالة الطويلة التي جمعتنا في طـفولتنا ومـراهقتنـا وشـبابنا في ايام المطـر وفي شـتاء الخـرطـوم. نفس الصـالة التي شـهدت نقاشاتنا الحـامية وشجـارنا علي الأمكـنة الأسـتراتيجـية, جلسـنا والعديـد من الجـيران معنا ننتظر أطول و أقسى إنتظار. يجلس أبي في السـرير يحـرك صـدره وذراعية للأمـام والخلف في توتر شـديد, ثم يستغفر. ثم يقول, يا رب, ثم يصمت ليكرر نفس الحركات بينما قدميه تتشابكان على الأرض استدعاءاً للقوة و خوفا من الإنهيار. بينما تجلس أمي فى السرير الذى يقابله فى حزن و يدها تضغط على الجانب الأيسر من صدرها و آهاتها المتقطعة لا تتوقف.
توزعنا نحن على باقي الأمكنة, و الكل مصر على أن لا يكون بعيدا عن المذياع حتى بعد أن رفعنا صوته إلى أعلى مداه. و أنا جالسة على الأرض أمسك إحدى الوسادات أحتضنها و أضغط بها على صدري و بأقصى قوتي كأني أحاول بذلك منع قلبى من شق صدرى و الخروج منه.
مـوسيقي نشـرة الأخـبار..هـنا أم درمان نـذيع علي حضـراتكـم نشـرة أخـبار الثـالثة التي تأتيكـم من.... وإلي حضـراتكـم بيان السـيد رئيس..... ثـم سمعنـا ....الرتبـة....براءة
التجـريـد مـن الرتبـة...الســجـن لمـدة.... ... التجـريـد مـن الرتبـة..الإعـدام
... التجـريـد مـن الرتبـة..الإعـدام ... التجـريـد مـن الرتبـة..الإعـدام .................... مصـطفي عـوض خـوجـلي صـراخ شـديد يشق قلب الدنيـا وأطـرافهـا وجـري مفـزوع ومـذهـول للشـارع مـع كـل أهل الإمتـداد آآآآه يا مصـطفى.
و تنهي منى كلماتها و كأن صراخها يدوي فى أذني أنا. قلبي يتقطع يا منى عليك و حاجة جارة و حاج عوض رحمه الله. فقد توفى الحاج من قريب وفى قلبه حزن لا يبلى. أذكر أن كانت إحتفالات شهداء إبريل بالقاهرة, و كانت حاجة جارة والدة الشهيد مصطفى خوجلى تتحدث و قبالتها حاج عوض. و فى لحظة رأيته و قد رفع نظارته محاولا مسح دمعة انسابت من عينيه سريعا. و أعاد تلك النظارة إلى مكانها, و لكن رؤيتى له من يومها تغيرت.
و لست أنا و منى فقط شركاء هذه الأحزان المهيبة. فقد كتبت قصة عن ايمانويل و فرونيكا منذ عدة أسابيع, و هما شابان من جنوب السودان. و تحدث ايمانويل عن بداية الحرب فى قريته و هو ابن ثمانية سنوات. و ما يهمنا الآن قوله إن العديد من أصدقائه قد قتلوا بالرصاص, و البعض قد أكلته السباع, و تحدث عن الألم النفسي الذى كان يعيشه و الكوابيس التي كانت تعتريه. و ايمانويل هو واحد من الجيل الذى كان صغيرا عندما بدأت الحروب و قاسى من ويلاتها و أحد الذين يطلق عليهم الإعلام الدولى "أطفال السودان الضائعون" و أطلق عليهم هذا اللقب لأنهم عاشوا حياتهم هربا فى الأدغال بلا أم أو أب أو دليل. واستضافت إذاعة (أن بي آر) الأمريكية المعروفة العديد من الأطفال الضائعين في برامجها.
من ضمن الشباب الذين استضافتهم (أن بي آر) كان (ميكتوك). ميكتوك هو واحد ضمن ضمن أربعة آلاف لاجئ تم ترحيلهم بواسطة الأمم المتحدة من مخيمات اللاجئين إلى الولايات المتحدة. يقول ميكتوك إنه عندما كان فى الحادية عشرة من عمره لم يكن همه اللعب و لكن كان همه فى الحياة أن يظل على قيد الحياة و أن يحمى الأطفال الأصغر منه سنا من أنياب الحيوانات المفترسة. و يشرح ميكتوك انه كان يمر عليهم أسبوع بأكمله لا يذيقون فيه طعم الأكل و يعيشون فيه على بضعة قطرات من المياه فقط. كل شيئ كان جديد عليهم, الكهرباء و الثلاجة. اليوم تعدى ميكتوك الخامسة و العشرين و لكنه لا يزال غير مستطيع أن ينعم بطعم الأمان. و كيف يشعر به و هو يعلم أن غيره فى هذه اللحظات يمرون بنفس الذى كان يمر به. و يتواصل سرد الكثيرين بلا توقف أو إنقطاع.
في إحدى جلسات النقاش بالجامعة التى كنت أحضر بها رسالة الماجستير تحدثنا عن الحرب. و قال البروفيسور أن هناك دراسة أجريت حديثا مفداها ان كل قتيل او جريح او مفقود فى معظم دول الوطن العربى يحزن عليه على الاقل خمسمائة فرد و يعزى ذلك لكبر دائرة الاهل و لتوثق العلاقات بين أفراد ألاسر. و فى تلك اللحظة حاولت أن أحسب أن كم من خمسمائة فى السودان محزونون من حرب الجنوب و ودارفور ومجدي و جرجس, أسر الشهداء, امهاتهم, أزواجهم, أبنائهم, أخوانهم و أخواتهم, زملائهم. و أذكر أن قلت أننى و بهذه الحسبة, فسأجد أن السودان كله محزون. وهززت رأسى محاولة أن أركز لحظتها فى الدرس مع أستاذى.
و تتفاوت درجات الضرر. فمن لم يعتقل والده أو تقتل والدته صار ربما مشرداً ينتقل بين عواصم الدول. لكم من شباب و شابات فى عمر الزهور بعدوا عن أحضان الأسرة و تراب الوطن بغية لقمة العيش و الحياة الهنية. و ترتبت على هذه الهجرة الواسعة تبعات كثيرة. إحدى الأسر تزوج أبنها قبال عشر سنوات من فتاة و سافر بها إلى محل إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية و عاشا عيشة هنية. و لكن أسرة الفتى لم تر الفتاه غير أيام عرسها, و لم يستطيعا أن يزوروهما هناك أو أن تعود هي نسبة لمشاكل الإقامة و الورق. و الأسوأ من ذاك, أن أبا الفتى نفسه لم يلتق بوالدة عروس إبنه كل هذه المدة. و صارت هذه الزيجة فى رأيي مثال للعلاقات الإجتماعية فى زمان الشقاء و الترحال, بعدما كانت الأسر فى تواددهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر و الحمى. و لا ندرى من نلوم. هل نلوم زماننا و ما لزماننا عيب سوانا!
ليس هذا المقال للتباكي على طفولة غائرة, و إن حق لي ذلك. و ليس محاولة لرفع العقيرة بالبكاء, و إن كان ذلك من مستحقات الوضع. و لكنها محاولة للفت النظر. إن الأطفال الذين عاشوا أوضاع متأزمة بإختلاف أحداثها و درجاتها اليوم هاهم قد كبروا, و اليوم هم يخبرونكم عما حدث لهم جراء ما تفعلون. قرار السجن, التعذيب أو الاعتقال تعانى من جراه آلاف الأسر. ونعاني نحن جيل بعد جيل و ندفع الثمن. ماذا فعلنا لأجيال اليوم لنذود عنهم و نحميهم مما حدث لنا و أنا أشعر انها تتبع خطانا ؟ لا شيئ سوى وقفة عاجز و متفرج للحدث. أرقب صور أطفال دارفور و دوما ما أفكر, هذا الطفل بصورته و هو يهز أمه محاولا إيقاظها و قد أغلقت عينيها للأبد و دموعه على خديه, ترى هل سيأتي عليه يوم و يتعافى من أثر ذلك الحدث؟ و تلكم الطفلة, ذات العيون الساحرة, هل تراها يوما تنظر إلى العصافير و هي تغرد فوق الشجر و تنسى أن الدمار و الخراب كان هاهنا يوما؟ لست أدرى. ألم أقل لكم ان القضية أكبر من أبي
|
اها ياانعام حيمورة ننزل المقال ونرجع ليهو بعدين ......... تحياتي لك ولغادة
| |
|
|
|
|
|
|
ومجدي و جرجس........ (Re: انعام حيمورة)
|
Quote: في إحدى جلسات النقاش بالجامعة التى كنت أحضر بها رسالة الماجستير تحدثنا عن الحرب. و قال البروفيسور أن هناك دراسة أجريت حديثا مفداها ان كل قتيل او جريح او مفقود فى معظم دول الوطن العربى يحزن عليه على الاقل خمسمائة فرد و يعزى ذلك لكبر دائرة الاهل و لتوثق العلاقات بين أفراد ألاسر. و فى تلك اللحظة حاولت أن أحسب أن كم من خمسمائة فى السودان محزونون من حرب الجنوب و ودارفور ومجدي و جرجس, أسر الشهداء, امهاتهم, أزواجهم, أبنائهم, أخوانهم و أخواتهم, زملائهم. و أذكر أن قلت أننى و بهذه الحسبة, فسأجد أن السودان كله محزون. وهززت رأسى محاولة أن أركز لحظتها فى الدرس مع أستاذى.
|
ومجدي و جرجس.....and Arkangelo
Thanks, En3am and Ghada...
mohamed elgadi http://GhostHouses.blogspot.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ومجدي و جرجس........ (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
Quote: فوق الي حين عوده.. |
الأخت الحبيبة منى
لقد كنت جزءا لا يتجزأ من هذا المقال و كنت إحدي الركائز الأساسية فيه كلما قرأت كلماتك تلك عن يوم مقتل أخاك مصطفى فاضت من عينيّ الدموع
صبركم الله
كل الحب غادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ومجدي و جرجس........ (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
سيظل أخي الشهيد مصطفى عوض خوجلي والوالد عبد العزيز خالد نبراساً نغتدي بهم في الشجاعة وقول الحقيقة مابقينا أحياء فهم نار في علم وشمعة ستضيء رغم أنف الحاقدين .....
لك الرحمة أخي مصطفى ، وفك الله أسرك والدي عبد العزيز وقلبي معك وروحي فداك .....
مودتـــي إنعام ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ومجدي و جرجس........ (Re: عماد محمود علي)
|
Quote: مقال ممتع جدا حرام اقلام زي دي تكون عايشة خارج الوطن |
الأخ العزيز طارق
ما بيني و بين ريم و ما بيني و بين محمد الصغير بإبتسامته الساحرة أعوام كثيرة,, تتعدي أصابع اليدين و هذه يعني أن ما بيني و بينهم جيل كامل,, قلت قبلا أن ريم (خطيبة ولدي) سألتك إذا كانت مغربية و لا سودانية و هذا يضعد حديثي بأن القضية قد تعدت جيلنا للجيل الذي تلانا, و الآن نفس تلك الآفة تنهش في الأجيال التي تليها . .
صدقني يا طارق, القضية فعلا أكبر من أبي و قضية أجيال عديدة
لك من الود أكمله غادة
| |
|
|
|
|
|
|
|