تقول حقائق عام 1995، ان علي عثمان كان يشغل منصب وزير الخارجية وفـي عـهده وتحديدآ قبيل يوم 26 يونيو قام بعض الكبار فيـها والتابعييـن للجـبهة الأسـلامية القومية بنقل الاسـلحـة من الوزارة سـرآ الحقيبة الدبلوماسـية لسفارة السودان باديس ابابا لتسـليـمها لتنظيم " الجـماعة الأسلامية " المتطرفة لتنفيذ مـخـطط الاغتيال!
*** - كل ماذكرته اعلاه من معلومات لاجـديد فيها ....وهـي ايضـآ معلومات قديمة يعرفها كل سـوداني..... ولكن الشـئ الذي لانفهـمه هـو لماذا ابقي الوزير مصـطفي عثمان الذي خلف علي عثمان بعد نقله للقصـر الكادر الارهابـي بوزارته ولـم يقـم بحـمله تطـهيـر كاملة لكل الذين اشـتـركوا في فضـيـحة الانقاذ ومرمـطوا بسـمعة السودان وبسـببـهم دخل السودان قائـمة الارهابيـة ومازال بـها حتي اليوم ومنذ اربعة عشـر عامآ!!
*** - كل اصابع الاتـهام اتـجـهت نـحـو علي عثمان علي النافع ووزارة الخارجـية وسفارة السودان باثيوبيا. حـتي اليوم ترفض الحكومة القيام بتطـهيـر وزارة الخارجية من الأرهابييـن الذين مازالوا يشكلون قوة ولـهم كلمة نافذة علي الكل. لقـد اصـبحت وزارة الخارجية بالخرطوم محل شـبهة وابتعد منها العقلاء رافضـييـن ان يتقدموا لوظائفها الدبلوماسـية ولان كلمة دبلوماسـي اصـبحـت تعـنـي اشياء كثيـرة لاعلاقـة لـها بالدبلوماسـية!!!
*** - لـماذا رفـض او خاف او تـجـنب الوزير "الطفل الـمعجـزة" وان يقوم بـمعجـزة وينظـف وزارته التـي تعتبـر اعلي وزارات السيادة ويعيـد لـها مـجـدها ويغسل عنـها مالحـقها من شـوائب وغبار?،
*** - *** - لـماذا لـم الوزير الدكتور اكول بنظافة الوزارة بعـد ان غادرها الوزير مـصطـفي عثمان?، ماسـر خـوف الوزير مصـطفي عـثمان واكول من تطـهيـر الوزارة ابان فـترة حكـمهما التـي استـمرت مـنذ عام 1995 وحـتي عام 2008!!!?، لماذا رفضآ مطلب شـعبي والتـزما الصـمت الـمهيـن?، هل كانت هناك قوة اكبـر من صـلاحـياتـهما كوزراء لـهما كلمة نافذة!!!?،
*** - هل وجـود وزراء اخـرين بنفس الوزارة قلل من صـلاحيات الوزراء السابقين....... والـحالـي ايـضآ!!?
*** - اليوم 26 يونيو و الذكري الرابعة عشـر علي .....ضـــياع حـلايـب!!!
*** - ومازال هناك سـؤالآ حـائرآ فـي اذهان مـلاييـن من السودانييـن وهـو لـماذا يرفـض الرئيـس الـمصـري حـسنـي مبارك مقابلة علي النافع عند زيارته لـمصـر ويسـتقبل من الـمسؤوليـن السودانييـن من هـم دونه اقل مرتبة وظيفيـة ?، وفـي نفس الوقـت قابل الرئيـس الـمصـري عـلي عثمان و استـقبله في قصـره عـدة مرات وكـلاهـما ( علي عثمان وعلي قاما برسـم خـطة الأغتيـال )......... وماسـر هـذا الخـيار والفقوس!!!!?،
*** - المتهمون بمحاولة إغتيال مبارك وفق رواية سكرتير الدكتور الترابي: *** - المحبوب عبد السلام يكشف أدق اسرار الفتنة التي تسبب فيها نافع ورهطه الأشقياء!! ---------------------------------------------
Quote: رسالة مفتوحة الي الدكتور نافع علي نافع من المحبوب عبد السلام سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 4/17/2005 4:59 م
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة الي الدكتور نافع علي نافع و قماشة الأيام من خيطان غزلك و هيَّ ضافيةٌ عليك المحبوب عبد السلام لندن – أبريل 2005م
للمرة الثانية خلال عقد واحدٍ يجد السودان المغلوب نفسه في مواجهة الشرعية الدولية الباطشة و لأسباب متشابهة و من ذات الأيدي الممسكة بمقاليد الحكم و السلطان و الأمن و الاقتصاد و الماء و الهواء منذ يونيو 1989. المرة الأولى كانت في يونيو 1995 فيما عرف بالمحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في أديس أبابا و هو في طريقه من المطار الى قاعة مؤتمر القمة الإفريقية، حيث انتهت اصابع الإتهام كافة الى أجهزة الاعلام السودانية التي آوت و موّلت و رحّلت المجموعة المصرية المنتمية لتنظيم الجهاد و التي نفذت و فشلت. الرئيس المصري ما لبث لدى عودته بلاده بعد سويعات نجاته فيما يشبه المعجزة أن صرح باتهامه للسودان، تعينه الظروف كافة و حوله: علاقات متوترة بين البلدين و اطنان من المعلومات تمده بها أجهزته عن تورط أجهزة الأمن السودانية في علاقات بلا حدود مع الجماعة الإسلامية المصرية الموسومة بالارهاب. أثيوبيا سلكت طريق (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا ...) ظلت لاسبوع لا تقول شيئاً و لا تتهم أحداً، و أصدرت بياناً عشية وصول فريق مشترك من المخابرات الداخلية و المخابرات الخارجية الامريكية إلى عاصمتها أنها لم تتوفر بعد على أي أدلة كافية لاتهام السودان. فرحنا ساعتئنذٍ، بل أن الخرطوم كلها قرعت الطبول للبراءة الاثيوبية، فالحبشة ما تزال كما وصفها الرسول صلى الله عليه و سلم- أرض صدق لا يظلم عند مليكها أحد و لكن الفرحة الجاهلة لم تعمر سوى بضع أسابيع و توفرت أثيوبيا على الشواهد الدامغة. خرج علينا رئيس الوزراء الاثيوبي بكلمات كأنها من مآسي شكسبير ( إن محاولة إغتيال الرئيس المصري على أرضنا إغتصاب في رابعة النهار)، وجه المأساة أن رئيس الوزراء الأثيوبي شاكلة أخرى من الرجال يرعى العهد و يمنعه وفأءه أن ينسى تاريخاً قريباً سلخ فيها سنوات من عمره في السودان و أنه دخل عاصمته فاتحاً على ظهر دبابته. لكن من الذي تردى بالعلاقات السودانية الأثيوبية و السودانية الارترية و بلغ بها كل ذلك الوحل ؟! في الخرطوم تزلزلت الأرض شيئاً ما و بدأت ملامح الانشقاق في الصف الانقاذي الاسلامي بارزة لأول مرة. تعطلت اجتماعات القيادة نحو شهر و اعتكف كل في بيته في أعقاب الاجتماع الشهير الذي اعترف فيه علي عثمان وزير الخارجية - يومذاك- لأول مرة امام أكثر بضع و عشرة من أعضاء الصف الأول باشتراكهم في الحادث. يعني نفسه و مجموعة جهاز الأمن في تغييب محكم لزعيم الحركة و رئيس الجمهورية، و أعقب إعترافه باقتراح شنيع زعم أنه يملك كل مبرراته السياسية و الشرعية. تغييب القيادة و الحركة ساعة الائتمار و التآمر و القرار ثم استدعائها و حشدها ساعة الانفاذ و الفشل و المأزق منهج علي عثماني راسخو مزاجٌ أمني غالب ، فالإجتماع أساساً كان من أجل ذلك المقترح الذي لم يقوّ على المضي به وحدهم. الرئيس في آخر الأمر( outsider) كما يقول الأنجليز أو (لا منتمي) بلغة كولن ويلسون و (غريب) بلغة آلبيرت كامو و يسهل توظيف، انتحى به مناجياً علي عثمان - كما يفعل دائماً – و جنده بسهولة لإقتراحه، و اجتاحتهما معاً سيول الغضبة المشيخية المضرية ساعة المساس بحدود الله أو مقاربتها الحرام، المناجاة بالإثم و العدوان حمل عليها القرآن حملة شعواء لولا أنه على قلوبٍ أقفالها و الغريب أن منهم من أدعى أنه تأمل في في سورة محمد خاصة. و الى هذا الاجتماع تحديداً تعزى أصول الإنشقاق في الحركة الإسلامية السودانية التي بلورتها فيما بعد معركة الحريات العامة و اللامركزية أو قضية الدستور و التوالي، ثم أكملت حلقتها الاخيرة مذكرة العشرة في أكتوبر 1998.
أما المجموعة الأمنية بقيادة الدكتور نافع علي نافع فقد تجلى فيها المثل الأمدرماني البليغ (ملك الموت و قد زاره فجأة الموت). الدكتور المدير العام لم يعد نافعا لأيما اعباء ينتظر أقداره و معه حكومة الحركة الاسلامية بل و السودان كله تسونامي العقوبات الاول بتعبير قطبي المهدي – سبقه تسونامي التنقلات : الطبيب مطرف صديق مدير العمليات الخاصة إلى سفارة السودان بنيجيريا ، نائبه المهندس صلاح عبدالله قوش الى التصنيع الحربي، المهندس حسب الله عمر مدير المخابرات المضادة الى السفارة السودان بباريس ، نصرالدين محمد أحمد مدير معهد التدريب الى سفارة السودان بالقاهرة، كمال عبد اللطيف مدير ادارة الولايات الى سفارة السودان بنيروبي. السودان كأنه استراح من شر عظيم و جهاز الأمن يتهيأ لمرحلة جديدة بعد سنوات بيوت الأشباح، و الحركة الاسلامية السودانية قد تقف لحظة لتتأمل في أمر تلك الجماعة. الحركة الاسلامية السودانية من سماتها المدهشة التأدب الشديد مع كل من يوضع فوق رأسها و من بينهم جماعة (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغه). صحيح في السياسة البسيط إن اقالة الدكتور نافع علي نافع و مجموعته يعني اعتراف ضمني بارتكاب الجرم، و لا يشبه اقالة الرئيس السوري لمدير استخباراته بعد اغتيال الحريري، و لكن ساعة الحقيقة كانت أكبر فمغزى قرار الرئيس يشار الى أن مدير أمنه و كأنه قد تقاصر عن مسؤليته في حماية الحريري، و قرار القيادة السودانية يومها كان يقول أن السيل قد بلغ الزبى ، لولا أن الشيطان لا تعتريه فترة أو رهق.. و كذلك الدكتور نافع. كانت الانقاذ يومها لا تزال تغشاها نفحات من عبير فتوتها و عنفوانها فامتصت الصدمة، بل و تجاوزت الهجوم بهجوم مضاد و بدا المنطق المصري و الاثيوبي شديد الضعف أمام إعلامها الذي ترفده الآلاف الأصوات و ملايين القلوب علىامتداد ساحة العالم الاسلامي، فهم يدافعون عن مثال الاسلام الذي شخص على الأرض بعد قرون و عن أعز أحلامهم. كما وجدت مجموعة الدكتور نافع من يعطف عليها و يتعاطف معها فهم في رأي الكثيرين يومها يشملهم أجر من أجتهد و أخطأ، و انهم فوق ذلك كمن شرى نفسه ابتغاء مرضات الله، و غفرت الجماعة أو غفلت أن مقتل المستكبرين دائماً في حظوظ نفوسهم و أنهم غادروا الميدان يطون كشحاً على مستكنةٍ، لم تلبث أن عصفت بالحلم الاسلامي التاريخي و ادخلت الحركة في الفتنة الهوجاء التي امتدت السنتنا و استدارت عليهم. ارتاح الدكتور نافعفي بيته الحكومي و اختار كتاب ابن كثير تفسير القرآن ليجتاز به عزلته المفاجأة و بدى لأول مرة في التاريخ السودان الرجل المناسب في المكان المناسب، لو استطاع معه صبرا. و من بين الملايين التي بذلت خطاها و عرقها و دمائها و صلواتها و دعائها لتشديد صرح الحركة الاسلامية، هنالك ثلة تعتقد أن لها حق خاص في هذا الميراث و انها خلقت من رأس الإله و بينما خلق الآخرون من صدره و قدميه، و من أكثر الذين تتلبسهم مثل هذه الأوهام و تستغرقهم بالكامل هواة الاستخبار و المعلومة. من لدن "مترنخ" و حتى الدكتور نافع، دون أي ميزة واضحة من علمٍ أو أخلاق، أما اذا تناسخت شياطين الوهم مع شياطين الدولة فقد حدث الكمال. فقبل ان تشتغل حرائق دارفور، و التي عبرت ابشع تعبير عما تنطوي عليه نفوسهم من افكار خاطئة، قام فصيل الدكتور رياك مشار المتحالف وقتها مع حكومة الانقاذ بمبادرة فريدة لاصلاح الحال بين قبائل التماس في الجنوب و الشمال تحديدا (الرزيقات، المسيرية و الدينكا) لأنه استشعر بوادر انفراط الحال في ظل استمرار الحرب و استخراج البترول و بين يدي بشائر السلام. قام للمبادرة الدكتور كستيلو قرنق، نجل أحد أكبر سلاطين الدينكا في منطقة أويل هو السلطان رينق وصهرٌ لآخر لا يقل عنه هو السلطان عبدالباقي أكول. و لأن والده كان عضواً يشار اليه بالبنان في حزب الامة و له وشائج تليدة مع تلك القبائل العربية على تخوم الجنوب، جاء اختياره انسب ما يكون سوى أن البلاد كانت قد خلصت للدكتور نافع و جماعته في مفارقة قلبت المعادلة الى مظالمة الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب.. نافع في مستشاراً للسلام. كان الاعتراض الأول أن الدكتور كستيلو إستعان بمنظمة الدعوة الاسلامية، و المنظمة يقوم عليها الدكتور الأمين محمد عثمان، والدكتور الأمين مدهوم بأنه شعبي. قال الدكتور كستيلو للدكتور نافع: (أنا جئت من ألمانيا و لو جاءت معي منظمات أوروبا الانسانية و الكنسية لقلتم ان الجنوبيين يحبون النصارى و الخواجات، و اذا جئنا بمنظمة الدعوة الاسلامية تقولون شعبي). الاعتراض الثاني ان كوستيلو اذا ذهب الى العرب فسيقتلونه، إختار الدكتور كستيلو رداً عملياً على الدكتور نافع هذه المرة، أخذ سيارات منظمة الدعوة الاسلامية و اتصل بنافع عبر هاتف الثريا و اخبره أنه الآن في منطقة الميرم و قد استقبله اصدقاء أبيه القدامى خير استقبال و أن العرب جميعاً يرحبون بمؤتمر الصلح. جاءت نصيحة الكتور جليـة : (يا كـستـيـلو عــد الى الخرطوم و سافر فوراً الى بلادك المانيا). و عندما جاء كستيلو الى الخرطوم و اخبر الدكتور نافع عن الأوضاع لا تبشر بخير و أن المسيرية سيتمردون اذا شقتهم خطوط النفط دون أن تنتبه أو ترعى حاجاتهم. لم يزد قلب الدكتور الآمن دقه و هو يقول: (يا كستيلو هل تظن ان الدولة بسكويت؟ اذا تمرد المسيرية فسنلحقهم بحبوباتهم!) إلتفت الدكتور كستيلو الى ابن اخته في جواره كمن لا يفهم، فقد طال العهد بينه و بين خواص عاميتنا، لكن الاشارة جاءت لتؤكد بأن الدكتور يعني جز الرؤوس. حالة كستيلو أشبه بحالة تيتو عندما قال له خرتشوف لماذا لا تبتلع الجمهوريات من حولك و عندما علت الدهشة وجه تيتو أشار خرتشوف بيده الى أغوار حلقه و هو يردد: (swallow, swallow ) نافع هو خرتشوفونا، لكنه جاء بعد حمل طالت مدته و وُلِد في غير زمانه، خورتشوفونا ملك متوج على حطام مملكة، و قائدٌ بغير معركةً. جمع الدكتور كستيلو أوراقه و خرج و لم يعد، و تبعه كثيرون لم يعودوا (تعبان دينق، رياك مشار، د. لام أكول و آخرون) .. و ذات الذين ورطوا السودان مع الخارج أفسدوه من الداخل. قال الدكتور كستيلو للشيخ حسن الترابي أنه كان يريد مؤتمر الصلح شعبياً و لكن الجماعة رفضوا مجرد الاتصال به و بزعماء الأحزاب، و خشوا أن يذهب الفضل الى آخرين بدلاً عن مستشارية السلام. ضحك الشيخ الترابي و قال: ( هؤلاء لا يعرفون الشعب بل لا يعرفون حتى جيرانهم في بيوتهم ).. يا دكتور نافع ما أقصر الرحلة، ما أطول الثورة.. ما أعظم الفكرة ما أصغر الدولة. كانت الارض قد سلمت لنافع و جماعته بعد هزيمتين صاعقتين و ثالثة... و لكن الشيطان لا يفتر. الجماعة الامنية لها مرشد روحي لا يفتأ يذكرها كان ينبغي أن يذهب معها و لكن الحركة الطيبية وفقاً لنزار قباني- اختارت لي منصبا أرفعاً نائباً أولاً لرئيس الجمهورية في اعقاب استشهاد الزبير محمد صالح. النائب الأول على استحياء قليل وضع الدكتور نافع علي نافع فيما يشتبه أنه تخصصه وزيراً للزراعة.. و لكم ان تسألوا عن مشروع الجزيرة و المناقل و مشاريع النيل الأبيض و الأزرق و صادرات السودان الزراعية في عهد الدكتور الزراعي المختص، و لكن تلك قصة أخرى.. كانت كلمة الدستور بغيضة للجماعة الأمنية السياسية، فهُم (دكاترة بلا حدود) إلا حدود شهواتهم المريعة، أما أن تأتي قيود الدستور بالحريات العامة و لو توالياً سياسياً ( فعلى أجسادنا) كما يحلو للدكتور أن يقول. و لكن التوالي انتصر تحت رآية الشيخ الهمام في شمس نهار الشورى و أحترقت صيحات الدكتور، خذله يومذاك الأقربون يقدمون رِجلاً و يؤخرون أخرى و لكنهم لم يخذلوه فيما وقر في قلب من كفر بالديمقراطية. و في معركة التوالي داخل صف الحركة الاسلامية الملتزم رأينا لأول مرة الفوضى التي أشعلناها في الخارج ترتد إلينا، سُنة الله التي لن تجد لها تبديلا. و لأول مرة يستعمل الترغيب و الترهيب و المخادعة في إعمال قرارت الشورى التي لا يدخلها العضو الا بقسم غليظ في مقدمة منطقية للفجور الفاحش بالخصومة الذي وقع فيما بعد على أشقاء الأمس أعضاء المؤتمر الشعبي اليوم فيما تلى من أعوام. قال لنا الأستاذ الكريم منير شفيق: ( جماعتكم هؤلاء في غاية العجب، كنا في منظمة التحرير الفبسطينية حول عضو في القيادة و أثبتت عليه كل ما يحدث أن يحرم من حضور الاجتماعات و يقصى من منصبه لكن لا أحد يحرمه من مرتبه أو يطرده من بيته، جماعتكم هؤلاء لمجرد اختلاف في الرأي يأخذون حتى الموبايل!!) وذات صباح أكمل الدكتور نافع و صحبه عدتهم للإنتصار لكبريائهم الجريحة و أفكارهم الكسيحة في معركة الرد على انتصار التوالي، و ليفاجئوا مجلس شورى المؤتمر المطني بورقة من خارج أجندته. جاء الرئيس وفقاً لنصائحهم بزيه العسكري ليضفي على الجلسة أجواء الانقلاب و الرهبة و القهر يوافي عشقهم السرمدي و يباعد عن الطبيعة الشورية المدنية الشعبية لمؤسسة الشورى. أطالت مذكرة العشرة التباكي على ضياع المؤسسية و الشورى و تحدثت عن الحركة الاسلامية و لم تذكر المؤتمر الوطني الذي اختطفت جلسته و أحصرت أجندته، و لكن الدكتور نافع ورفاقه كانوا يبكون على أيام جهاز الأمن حينما كانت الحركة الاسلامية ترفدهم بكل شئ و هم يشوهون مثلها و تاريخها، كانوا حانقين على فسحة الحرية حاقدين بوجه خاص على الشيخ الذي أنزلهم من عليائهم و ذكرهم بأنهم مثل سائر جنوده في معركة بناء مجتمع الاسلام قبل دولته. و مهما يكن الذي كتب المذكرة أو تلاها أو نظم أفكارها ممن التقت حماقته أو أحقادة باحقاد المجموعة الأمنية، فإن الدكتور نافع و ثلته كانوا على بصيرة من أمر معركتهم و انها ماضية حتى اقالة الشيخ و ابطال الحريات و اعادة المجد لجهازهم (ذو الشر). كانت الريح تجري رخاءً بالريئس البشير داخل أجهزة الحركة الاسلامية و أروقتها، لا يكاد ينازعه أحد أو يعكر عليه صفوة أيامه حتى عرض له الدكتور نافع و جماعته كما عرّض ابليس لآدم في الجنة، عادوا من هزيمة الاخراج و هزيمة التوالي بطاقة أوفر للشر و وجدوا ضالتهم في هواجس النفس البشرية و ضعفها ثم في موافاة أجندتهم السرية لأجندة النائب الأول. قال النائب الأول لكاتب هذه السطور عشية الحريق الذي أشعلته مذكرة العشرة، و قد جاء الى الاجتماع متأخراً و تسلل منه مبكراً قبل أن تحسم المداولات في أمر المذكرة بعد أن نقلت إليه بالتفصيل ما حدث.. ( هنالك مشكلة بين الرئيس و الشيخ، نعم.. و لكن لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة، أخبروني بأنهم سيقومون بعمل يحل المشكلة و لم أتصور أن يتم بهذه الطريقة.. سنخرج من هذه الفتنة بحزبين أو ثلاثة أو أربع إلا اذا لطف الله و صفد ت الششياطين في رمضان المقبل بعد يومين). و بحساب السياسة البسيط - كذلك – لا تكاد تجد أي مصلحة للنائب الأول في جعل عاليها سافلها و قد عكف الرئيس و الشيخ معاً يخيطان له تاج الامارة، و مهما تكن أفكاره تتناقض جذرياً مع أفكار الشيخ فقد أثبت في مرات عديدة أنه يخلص إلى أهدافه في هدء أكثر. أما الرئيس فقد أفلحوا في بعث الفوضى في عالمه و وضعوه على حافة الجنون: (لن تكون أنت مرشح شيخ حسن للرئاسة على أية حال، سيختار محمد الأمين خليفة أو علي الحاج، الشيخ صار همه كله مع ناس الغرب... الشيخ لا يشربك و يضعك كما تفعل مع زجاجة البيبسي و لكنه يشربك و يعفصك و يلقي بك في سلة المهملات كما تفعل مع علبة البيبسي). يستعيد الدكتور أيام دراسته في أمريكا و يذكر كاوبوياً نزقاً فعلها لأنه لا أحد يفعل ذلك بعلبة البيبسي. ثم أدخلوا الفوضى الى عالم النائب الأول المعتزل المحصن، و دفعوه أن يقول في جلسة عادية للمجلس القيادي يريد أن ينقض في أسبوع واحد ما أثبتته في الاسبوع الماضي: (أنا من اليوم إنسان آخر لقد صمتُّ كثيراً و لكن كل سيوفى سأشرعها منذ هذه اللحظة). و كما أدخلوا الفساد و الفوضى الى اروقة القرار الداخلي للحركة أثاروا لأول مرة نتانة العنصرية و جاهليتها، و لنعرف لأول مرة - كذلك - بعد ربع قرن قضيناه في الحركة الاسلامية أن هناك شايقية و جعليين و دناقلة و أولاد غرب و أولاد بحر... و أن هنالك من يريد جنوب بلا جنوبيين... و اختاروا للفصل الخاتم من فتنتهم مناسبة شديدة الدلالة على بؤس الأخلاق و بؤس النظر، قطع الطريق على انتخاب الوالي من شعب الولاية.. القرار الذي اتخذه المؤتمر العام. و الذي أمَّه عشرة آلآف من كل انحاء السودان. و لهم ان يحقدوا خاصة على مؤتمر اكتوبر 1999 لأنه أفصح لهم عن أوزانهم داخل الحركة حينها أقصى كل جماعة مذكرة العشرة عن مجرد عضوية مجلس الشورى الذي يضم أكثر من ستمائة عضو. و عندما كانوا غارقين في مؤامرات الخرطوم (كان الشيخ يحاصرهم بالولايات كما فعل الإمام المهدي) بتعبير أحد الأساتذة الأجلاء. واقع الأمر أن الشيخ استفرغ وسعه في ترسيح الطبيعة الشعبية للحزب الحاكم و هم كما قال لا يؤمنون أصلاً بالشعبية، اما الذي اذاقهم مرارة الاقصاء فهم ثلة من أنصاره أدارت عليهم مكرهم و أعملوه فيهم بعد أن كان المكر و التآمر منكراً و حراماً في داخل أروقة الحركة الاسلامية، و المكر السئ يحيق بأهله على أية حال. وفي فاتحة أعمال ذلك المؤتمر العام تحديدا عبرت الحركة الاسلامية أو حزبها المؤتمر الوطني لحظات شديدة الأثربالغة العاطفة، إذ استشرى نبأ الخلاف و تسرب الى صحف الخرطوم و حتى الى صحف العالم، أن الشيخ و الرئيس لا يلتقيان منذ وقت طويل. و ذلكم كان واقع الحال بالفعل فقد رفضت بعض القيادات و منهم الدكتورعوض الجاز و الأستاذ ياسين عمر الامام أن يتم اللقاء على ملأ مما عرف يزمها بالقيادة الوسيطة (المجموعة الممسكة فعلا بدولاب العمل اليومي). و استعصم الشيخ يرفض أي لقاء آخر. و أخيراً تمكن كاتب هذه السطور بالذات أن يجمع الصف القيادي بما فيهم الرئيس قبل منتصف ليلة المؤتمر بقلي لفي الصالون الملحق بغرفة الشيخ الترابي الخاصة، و بمساعدة سخية من د.علي الحاج محمد و الأستاذ علي عثمان محمد طه، و قد اتسم اللقاء بكثير من المشاعر الفياضة بعد أكثر من عام على التجافي و الخلاف. و قد انتقلت تلك المشاعر الى جلسة الافتتاح صباح المؤتمر حيث أكد كلاهما أن الذي ينتظر الخلاف و الشقاق سيخيب رجائه. و تجاوب العدد الكبير من المؤتمرين بحناجر باكية و عيون دامعة سوى رجل واحد.. الدكتور نافع أقسم على الملأ أن أي خروج عن سياق خطتهم لن يكون و قد أخذته المفاجأة، فهو لحسن الحظ لمن يشهد اجتماع منتصف الليل. الدكتور نافع من حسناته التي لا فضل له فيها أنه لا يكاد يكتم مشاعره: و كما في تصريحاته الأخيرة بعد قرارات مجلس الأمن أنه سيرد الكأس كأسين الى أمريكا و بريطانيا و فرنسا و مجلس الامن ( يقصد الصاع صاعين) : ( أنت يا مستر مصطفى سعيد رغم المجهود الذي بذل في تثقيفك تبدو و كأنك تخرج من الغابة لإول مرة). استطاع مصطفى سعيدنا أن يبر بقسمه و يدفع أجواء المؤتمر الى عكسها تماماً و يحوله الى حلقة في مسلسل الكارثة التي بدلت ملحمة الحركة الاسلامية الى مأسأة و لعنة. لقد انتصر الشيخ الترابي عبر المؤتمر العام تحت رآيات الشورى و الشفافية و الوضوح و لكن طليعة الشؤم انتكست الى الطريق الذي تعرفه و تألفه.. التآمر ثم التآمر ثم الارهاب ثم القهر.. و كما توهموا أن الاغتيال تحول استراتيجي يمكن أن يغير التاريخ ، خدعوا أنفسهم بأن شق الصف الاسلامي و نقض قراراته سيمضي وفق أهوائهم. إن قرار حل المجلس الوطني الذي دفعوا اليه الرئيس عشية التعديل المرتقب للدستور ليوافي تطور خطة الحركة الموضوعة منذ سنوات هو الذي فتح الطريق أمام فتنة دارفور و فتنة الشرق و أجبرهم على قبول كل الأفكار و المبادئ التي بسطها لهم الشيخ من أصول الاسلام، و لكنهم أذعنوا لها على الأقل نظرياً و وقعوا على أوراقها تحت ضغوط الغربيين الكفارو كفى بها مذلة لمن أبى أن تكون العزة لله و لرسوله و للمؤمنين. و هي مذلة ستمضي عليهم سننها حتى النهاية و قد ساروا طريقها حذو النعل بالنعل، فبعد شق الحركة و بعد تسليم الاسلاميين و بعد تعريض البلد للتشرذم و التقسيم سيأخذ الغرب بخطام أنوفكم حتى تطبعوا مع إسرائيل في مشروع الصفقة التي قد تنجو بكم من محكمة لاهاي و لكنها لن تنجو بكم من ابتزازهم حتى يكبكم على وجوهكم في النار، و ما أحرى الدكتور نافع و ثلته بدعوة الحجاج بن يوسف: ( اللهم أغفر لي، فقد زعم أناس أنك لن تفعل). ثم قدر الله ألا يهربوا بعيداً بجريمة دارفور، أحاطت بهم دماء بريئة و أنفس استعصمت بالجبال و الوديان و الصحارى عن ظلمهم و عكفت تكتب القرآن صباح مساء. لكنهم أدركوها بالطائرات، و أكرر أن الجريمة و المجزرة ليست في عشرة آلآف ينتخبون من ينتخبون و يعضومن من يعضون و لكن الجريمة و الفضيحة أن تقصف شعبك بالطائرات مهما تكن المسوغات و الحجج سوى ما رسخ في القلب من الاستكبار و العنجهية و العنصرية و صدقه الإثم و العدوان. ان الذي أوقع عليكم القرارات 1590، 1592، 1593 هو ما كسبته أيديكم و ليس القوائم التي أعدها قادة المؤتمر الشعبي في الخارج - كما زعم الدكتور نافع و هو يخدع نفسه و يخادع الناس- ، ان الذي يستطيعه كاتب هذه السطور ان يكتب فيكم مثلها كل صباح و يقل لكم في أنفسكم قولاً بليغاً، و لكنه لم يفعل لأن الله سبحانه و تعالى لا يحب ذلك، و لأن بدوياً بسيطاً جاء من اغوار البطانة او مغـاويرها كما جاء الدكتور نافع لقال لنا ( كـعب الاقـربين اتفاتتـوا الامغـاس ) ولأنه أراد ان يلقي ببصره بعيداً نحو المستقبل و يغضه عن أمثالكم. أما أن جحافل ضباط الأمن الأذكياء منهم و الأغبياء المؤهلين منهم والعاطلين عن الموهبة والتأهيل إلا من رضـاً عـرقي او محسوبيـة و أرتال المرتزقة الذين تشترونهم بأموالكم وجيوش الدبلوماسيين والسفراء لم يخبروكم بحقائق العالم الصعبة، وبالذي يستطيع أن يؤثر على قرار امريكا و بريطانيا و فرنسا و مجلس الامن، و يجلبكم من آذانكم الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، و أن امساككم بمقاليد الحياة و الموت في السودان وتداولكم على المناصب في لعبة الشطرنج الانقاذية منذ ستة عشر عاماً لم يسعفكم في فهم طبيعة السياسة الدولية الراهنة و حقائقها فانها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلو ب التي في الصدور. و لو أن قادة المؤتمر الشعبي يقبلون المساومة على المبادئ و الأصول لجلسنا معكم في حل و سهل نرتع في أموال الشعب الحرام و نتطاول في البنيان و نحدث الناس كل يوم بلسان :
و آل يزيد عليهم نعيم غلائل في السحن الزائفة و آل عليًّ عراة حفاة على الرمل يمشون في الصائفة و يسألنا سائل: و فيم اضطرراكم و المرارات و المحن الجمة المسرفة وان شئتم مثل من شاء كنتم .. ففيم و فيم ؟! نجيب : ولكنها الحمية والمعرفة درجنا علي الزود عن شعبنا و ذلك جد مكلف
*** - تعرف ياأنور..... كنت متوقع ظـهور اقلام تابعة للـمؤتـمر الوطنـي فـي (البوسـت) ده ويعلقوا لـماذا جـنـح علي عثـمان وهـو الضليع فـي مـجالات الحـقوق والقوانيـن لارتكاب واحـدة من اكـبـر جـرائـم القانون الجـنائـي?،
*** - كنت ايـضـآ متوقع ان اجـد من يعلل لنا لـماذا قام الدكتـور علي النافع بـهذه الـمؤامرةالغريبـة التـي وماتعـودنا نـحـن السودانييـن القيام بـها وكيف فات عليـه وهـو الدكتور الفاهـم الـمتعلم ان مثل هـذا العمل الأجرامي سـتكون عواقبه علي نظامه الاسـلامـي وخـيـمة ولن يستطـيع قادة الأنقاذ لـمها?،
*** - هـل صـحـيـح وماتردد و قتـها عام 1995، ان النافع قـد هـدد البشـيـر والتـرابي وكل من بالحكـومة واعـضاء الجـبهة الأسـلامية وكبار المسؤوليـن انه وفـي حالـه اعتقاله او ابعاده من منصـبه الكبيـر بالدولة فانه سـيقوم بكشـف ماعنـده من وثائق ومعلومات خـطيـرة ونشـر ما بملفاتهـم المليئة بـمخازيـهم وفضـائـحـهم وفسـادهـم الـمالـي،..... ولـهـذا ابـقاه البشـيـر مـساعدآ له بالقصـر?
*** -الأخ الـحـبـيـب الـحـبـوب، AnwarKing لك مودتـي.
وصـلتنـي مكالـمة تلفونية من أحـد الأخـوة السودانييـن ويقيـم بالقاهرة ويقول مـعلقآ علي مـوضوع (البوسـت): " الـمسؤولون الـمصريون والوزراء ملوا بشـدة من زيارات الوفود السودانية الرسـمية للقاهرة ولـهذا نـجـد ان التغطيات الأعلامـية الـمصرية لزيارات الوفود السودانية ضـعيفة بصـورة واضـحـة مقارنة بالتغطيات الأخري لوفود رسـمية عربية وافريقية. ويعود السـبب اولآ الـي ان بعـض الوجوه السودانية التـي تتـهمها السلطات الـمصرية بانـها وراء مـحاولة اغتيـال الرئيـس حـسـنـي مبارك مازالت فـي مواقعـها بالسودان وكان احـري بالسلطات السودانية ان تتفادي اثارة الحساسـيات مرة اخـري وان تتـجـنب ارسال هـذه الوجـوه الـسودانية الـمكروهـه لدي كافة القطاعات الـمصـرية الـي القاهرة وان ترسل بـدلآ عـنهم شـخـصيات اخـري ، ولكن يبـدو ان العقلية التـي تـحكم الخرطوم تود ان تفرض وبالقوة علي القاهرة تقبـل اسـتقبالـهم حـتـي وان كانوا بالقائـمة السوداء الـمصرية!!!
*** - يقول صـديقي فـي مكالـمته " لـم تـمانع القاهرة فـي دخولـهم للقاهرة، ولكنهـم كـما دخلوها خرجـوا منها (بلا حـس ولاخـبـر!!!)... فـلااحـدآ اهـتم بـهم ولاكانت مقابلاتـهم محـل اهتـمام اعلامـي، وايضـآ حـتي مقابلاتـهم اقتـصـرت علي مقابلات مع مـسؤوليـن مـصـرييـن دون الـمستوي الوظـيفي مقارنة بـمكانة السودانييـن!!!!
*** - يقول صـديقـي ايضـآ " ماأن تـهبط طائرة سـودانية ارض مطار القاهرة الا وينـزل منـها وفد رسـمي سـوداني!!!!، فاضـت بـهم فنادق القاهرة، وزحـموا الوزراء الـمصريين ببـرامج اصـلآ لافائدة يرجـي منها، واحيانآ يصل البشـيـر بجـلالة قدره فيكون استقباله فاترآ رسـميآ واعـلاميآ لانه " اكثـر من الزيارات التي وصلت الـي اكثر من 14 زيارة مقارنة بالرئيـس الـمصـري الذي وخلال 20 عامآ لـم يقم بزيارة السودان الا مـرتيـن، الاولـي كانت عام 2006 بعـد انعقاد مؤتـمر القمـة العربي بالخرطوم والاخـري عنـدما دخل السودان بدون وعلـم الكبار في الخرطوم والتـي سـخـر الناس وسـموها " زيارة داخـلية)!!!!
***- *** - يقول صـديقي " ليت الخـرطوم تـفهم ان القاهرة قـد سـئمت تـمامآ الوفود السودانية سـواء كانت حـكومـية او من شـخـصيات سـودانية كبيـرة!!!
*** - تقول احـداث اعـوام التسـعينيات، ان حكومة الخرطوم كانت تناقش بـجـدية وقتها مع الحكومة الـمصـرية موضوع (حـلايب) ورفعت ووزارة الخارجية السودانية عـدة مـذكرات رسـمية للقاهرة حول وجـهه نظر السودان فـي المشكلة، وان الحكومة السودانية لن تتخـلي عن منطقة (حلايب) ولاتعتـرف بوجـهه النظر الـمصرية القائلة ان الـمنطقة الـمتنازع عليـها هـي منطـقة مـصـرية.
*** - عنـدما كان الدكتور ابو صالح وزيرآ للخارجية عام 1995، اهـتم بشـدة وان يـخـفف من حـدة الاحـتقان التـي اشـتهرت بـها حكومة ذلك الوقت تجاه مصر،وكانت العلاقات السودانيةـ المصـرية قابلة للاشتعال بسبب سيـاسات التـرابي الذي صـعد موضـوع الـخلاف ليصـل الي حـد تبادل الاتـهامات بصـورة لم تعـرفها البلدين من قبل.... بل ووصـلت الـي حـد قيام السودان بارسال قوة مسلحـة اشـتبكت مع قوة مصـرية وراح ضـحـية الحادث عـدة رجال شرطـة سـودانييـن.
*** - *** - كانت الحكومة تميل دومآ تصـعيـد نبـراتـها الحادة ضـد مـصـر، وبلغت ذروة التوتر بعد ان ايد الانقاذ غـزو الكويت وسانـد العراق، وبدأت القوات الايرانيةوالخـبراء العسكرييـن يصلون للسودان. نـما الي علم الحكومة المصرية ان حكـومة الانقاذ تنوي اقامة اكـبر قاعـدة عسكرية ايرانية في افريقيا بـمنطقة (حـلايب)، وتصادف ان وقعـت حادثة مـحاولة اغتيال الرئيـس المصـري في نفس عام قـدوم القوات الايرانية للسودان. عـندها سارعـت مـصر بوضـع يـدها علي منطقة (حـلايب) و(شـلاتيـن) الـي ومنا هـذا!!!!
*** - هدأت نبـرة الانقاذ وماعاد يزأر في وجـه القاهرة واستكان كالقطة وتغيـرت لهـجـته تمامـآ بعـد فشل محاولـة الاغـتيال.و منـذ عام 1995 وحـتي اليوم ماعاد احـدآ في سـودان البشـير ويتكلم ولو هـمسآ عن موضـوع النزاع السوداني الـمصري، سـكت القصـر تـمامآ عن (حـلايب)، وخـرست الحكومة، وخاف المجلس الوطنـي عن الخوض في موضـوع هـو اصـلآ معلق مابيـن البلدين منذ عام 1958!!!
*** - وفـي كل مرة يسافر البشيـر للقاهرة يتـجـنب فتـح موضـوع النزاع مع الرئيس المـصري ولانه ( البشير ) يعرف تمامآ ان سـيسمع من مبارك (كلام كالسـم) لـهذا يلزم الصـمت!!!!،
*** - وايضـآ ماتـجـرأ احـدآ من كبار رجالات القصـر او الحكومة او المسشارين او النواب وان يقولوا رأيـهم صراحة في موضـوع الارض الـمحـتلـة!!!
*** - مـعقولة ياناس،...... نقايض حـلايـب مقابل ان تعـفو القاهـرة عـن الـمجـرم علي عـثمان والنافع!!!
*** - هـذا ماجـناه الانقاذ عليـنا وماجـينا علي احـد!!!
الاثنيـن 01 رمضـان 1424 هـ 27 اكتوبر 2003 العدد 9099.
الـمصـدر: جـريدة ( الشرق الأوسـط ) اللندنيـة.
لندن : محمد الشافعي- ---------------------- *** - تفاعلت قضية عناصر «القاعدة» المحتجزين في إيران، وتوقعت مصادر اصولية في لندن صداما بين الجماعات الأصولية والسلطات الإيرانية من جهة أخرى، عقب تسليم ايران لقائمة باسماء 225 من مشتبهي القاعدة سلمتهم إلى بلدانهم.
*** - وشن اصوليون في لندن هجوماً على الحكومة الإيرانية، واعتبروا أنها تسعى إلى «الحصول على ثمن من الولايات المتحدة مقابل تسليم قيادات، القاعدة».
*** - في الوقت ذاته كشفت مصادر الاصوليين في العاصمة لندن عن اعتقال «ابو حازم» مصطفى احمد حسن حمزة الذي تصفه المصادر الأصولية بأنه زعيم «الجماعة الاسلامية» المصرية المحظورة في ايران. وقالت إن حمزة هو مسؤول مجلس شورى الجماعة في الخارج.
*** - وقالت مصادر وثيقة الصلة بالشأن الاصولي داخل ايران ان مصطفى حمزة وهو مهندس عملية محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا في يونيو (حزيران) عام 1995، موجود في ايران تحت «الاقامة الجبرية» لدى «الحرس الثوري الايراني».
*** - وقال الاسلامي المصري هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن ان مصطفى حمزة «ابو حازم» كان حتى اسابيع قليلة مضت في ضيافة الحكومة الايرانية رسميا، وهم يعلمون صراحة انه زعيم «الجماعة الاسلامية» المصرية، وكذلك يستضيفون محمد شوقي الاسلامبولي «ابو خالد» شقيق قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات و«قيادات اخرى من الجماعة المصرية». واعرب عن مخاوفه ان يكون كذلك «ابو خالد» شقيق الاسلامبولي ضمن القيادات المصرية المحتجزة في ايران، والاخير صادر ضده حكم غيابي بالاعدام في قضية «العائدون من افغانستان» في ديسمبر (كانون الاول) عام 1992.
*** - مشيرا الى ان الايرانيين يعلمون بوجود الاسلامبولي ومصطفى حمزة على اراضيهم. وتردد ان مصطفى حمزة كان يعيش في افغانستان حتى سقوط طالبان. وقال ان والدة الاسلامبولي سافرت الى مصر من طهران مباشرة في اعقاب سقوط طالبان عام 2001. وقال اصوليون في لندن ان مصطفى حمزة ، 46 عاما، ضابط احتياط سابق في الجيش المصري، وصادر ضده حكمان غيابيان بالاعدام في قضية «العائدون من افغانستان» عام 1992، وقضية عسكرية اخرى تتعلق بمحاولة اغتيال رئيس الدولة في اديس ابابا.
*** - وفر من تلك العملية ثلاثة يتقدمهم مهندس العملية ومخططها الاول مصطفى حمزة رئيس مجلس شورى الجماعة المحظورة ونائباه عزت ياسين وحسين شميط، وثلاثتهم موجودة اسماؤهم بصفة رسمية على قائمة المطلوبين من قبل مصر، والتي تضم قياديين متورطين في قضايا «العنف الديني».
*** - وقتل في عملية اديس ابابا، قبل افتتاح القمة الافريقية عام 1995 ، خمسة من «الجماعة الاسلامية» اثناء المواجهة مع الحرس الخاص للرئيس المصري. واوضحت المصادر الاصولية ان السلطات الايرانية ، كانت حتى ايام قليلة تتعامل مع قيادات الجماعة الاسلامية المصرية، على اساس انها ليست من الجماعات الموضوعة في القائمة الأميركية.
*** - واشارت المصادر الى مصطفى حمزة ، لم يكن عضوا يوما في تنظيم «القاعدة» او مرتبطا بأي شكل بتنظيم بن لادن، رغم وجوده في السودان حتى 1994، وافغانستان، وبعد ذلك في اليمن ومنها انتقل الى ايران.
*** - وقالت مصادر اصولية ان مصطفى حمزة صانع رئيسي للاحداث في «الجماعة الاسلامية» المصرية، رغم انه لم يلتحق بصفوف الجماعة الا في السجن اثناء احتجازه في قضية «الجهاد» الكبرى عام 1981، التي نظرتها المحاكم المصرية بعد اغتيال الرئيس المصري الراحل السادات، وهو صديق شخصي لاحمد سلامة مبروك قيادي جماعة «الجهاد» الذي تم اختطافه وترحيله من اذربيجان، والاخير يقضي عقوبة السجن المؤبد في سجن طرة في قضية «العائدون من البانيا» عام 1999.
*** - واضافت المصادر الاصولية ان «ابو حازم» تولى قيادة «الجماعة الاسلامية» المحظورة بعد مذبحة الاقصر التي ادت الى مقتل 58 سائحا في نوفمبر (تشرين الثاني) 1997. واصدر الدكتور السباعي الاسلامي المصري بيانا امس تحت عنوان «قرابين على عتبات المذبح الاميركي، إيران وصفقة مع الشيطان»، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه امس، قال فيه: «إنه لن ينفع إيران لعبها بورقة تسليم أعضاء القاعدة سواء إلى بلدانهم أو إلى اميركا. وتساءل السباعي: «هل ستضحي إيران بمستقبلها وبأمنها القومي وبمنظومتها الفقهية بثمن بخس ومن أجل أماني كالسراب ووعود كاذبة.. وماذا عسى الإيرانيون أن يطلقوا على هذه الصفقة الخاسرة: هل هي صفقة مع الشيطان؟».
طه يطمع في الرئاسة: *** - مريد انقلب على شيخه وطموحه بلا حدود *** - طه يرأس الحكومة السودانية وعينه على الرئاسة --------------------------------------------------------
طلحة جبريل من الخرطوم : *** - يتردد على نطاق واسع هنا أن على عثمان طه نائب الرئيس ، والذي قاد مفاوضات السلام مع جون قرنق ، سيتولى رئاسة الحكومةا لسودانية خلال المرحلة الانتقالية. ونصت "اتفاقية نيروبي" التي وضعت حداً للحرب في جنوب البلاد على تولى جون قرنق منصب النائب الاول للرئيس ، وهو المنصب الذي يشغله حالياً على عثمان طه .
*** - بيد ان مصادر مطلعة تقول إن على عثمان طه يتطلع في الواقع إلى رئاسة الجمهورية ، ويسير نحو الهدف بأناة وتوءدة . ومنذ إزاحة حسن الترابي عن الواجهة وإبعاده عن السلطة يلعب على عثمان طه دوراً أساسيا في الخرطوم . وهو الآن رجل النظام القوي الذي يجمع كل شيء بين يديه .
*** - "على عثمان"كما يختصر السودانيون اسمه، كان في الواقع أحد الأساسيين الذين خططوا لانقلاب 30 يونيو 1989 الذي جاء " بالجبهة القومية الإسلامية" للحكم ، وهو أول تنظيم أصولي تولى السلطة في العالم العربي . كان على عثمان طه زعيماً للمعارضة في البرلمان حين وقع الانقلاب الذي نفذه ضباط موالون للجبهة الإسلامية بقيادة العميد آنذاك عمر حسن أحمد البشير.
*** - يقول على عثمان محمد طه إنه اضطر للتخفي بعد وقوع الانقلاب . ويمضي في روايته قائلاً لصحيفة محلية" كنت ليلة الثلاثين من يونيو مطلوباً للأجهزة الأمنية وفي الموقع الذي كنت فيه أوشكت الشرطة أن تعتقلني وانا أتدبر أمري لانتقل من موقع إلى آخر ، ليلتها لم أكن بمنزلي وعند حدوث التحرك العسكري (الانقلاب) لم أعد إلى داري إلا بعد أسابيع بعد أن استقرت الأوضاع " . ويواصل راوية تغطيها الظلال فيقول " وفاء لمن أوونا في منازلهم تلك الأيام فإننا مدينون لهم كثيراً ...وسنذكرهم عندما يأتي وقت الحديث تفصيلاً عن تلك الايام التي مررنا فيها بمواقف وتجارب طريفة وأحاسيس عجيبة" .
*** - لكن من سوء حظ على عثمان طه أن حسن الترابي الذي أصبح الآن خصماً معتقلاً ادلى برواية مختلفة حين قال في حوار نشر قبل اعتقاله " قررنا في الحركة الاسلامية ان يذهب البشير (الرئيس عمر البشير) ومعه على عثمان طه الى القصر و اذهب انا الى السجن " .كان توزيع الادوار يقتضي ذلك .
*** - يقولون في الخرطوم إن على عثمان طه ينطبق عليه ذلك القول " المريد الذي إنقلب على شيخه " .كان " المريد " هو على عثمان وكان " الشيخ " هو حسن الترابي .
*** - "الشيخ" الآن في السجن من جديد لكن هذه المرة بقرار من الاتباع وليس " باتفاق" معهم ، و " المريد " في القصر يمسك بكل الخيوط . فاوض جون قرنق قرابة سنتين واقتضت المفاوضات ان "يتنازل" على عثمان عن منصبه الحالي " النائب الاول لرئيس الجمهورية " ويتخلى قرنق عن السلاح ويقبل اتفاقية تجعله " نائباً للرئيس " و " رئيساً لحكومة الجنوب " ... وفي وقت لاحق ربما "رئيساً لجمهورية الجنوب " .
*** - وسيتفاوض على عثمان طه لاحقاً مع متمردي دارفور (أقصى غرب البلاد) . وهو الذي سبق وان تفاوض مع المعارضة الشمالية. وهو تحديداً الذي سيوقع معه اتفاقاً الشهر المقبل.
*** - لكن من هو علي عثمان محمد طه رجل النظام القوي ؟ -------------------------------------------------------- *** - ينحدر علي عثمان طه من قبيلة "الشايقية" وهي قبيلة عربية تعيش في أقصى شمال السودان تعود جذورها الى الهجرات العربية الاولى للسودان حيث تقول المصادر إنها جاءت من شمال الجزيرة العربية وجنوب العراق .
*** - قبيلة تعمل في الزراعة على ضفاف النيل ، وكانت القبيلة الوحيدة التي قاتلت الاتراك عندما دخلوا السودان في القرن التاسع عشر . ويفضل "الشايقية" العمل في الجيش تبعاً لخلفيتهم العسكرية كمقاتلين أشداء .
*** - ولد على عثمان طه من أبوين ينتميان إلى قبيلة "الشايقية" في حي شعبي من تلك الأحياء التي كان يقيم فيها الوافدون من "الشايقية" في الخرطوم . جاء والده من قرية " الكرفاب" في منطقة "الشايقية" الى حي " السجانة" الذي كان يقع وقتها في أطراف العاصمة واصبح الآن بعد التمدد العمراني للخرطوم في قلبها .
*** - ولد على عثمان طه(58 عاماً) في " السجانة " وهناك سيفقد والدته "جمال"( اسم يطلقه السودانيون على الذكور والإناث) التي توفيت وسنه لم تتجاوز عشر سنوات .
*** - ثم انتقلت الأسرة الى منازل ملحقة بحديقة الحيوانات على شاطئ النيل ، حيث عمل والد على عثمان حارساً في الحديقة . هناك نشأ وتربى على عثمان والتحق بمدرسة قريبة من " حديقة الحيوانات ".
*** - سيتم تفكيك الحديقة في ظل النظام الحالي وتوزيع حيواناتها على عدة جهات . لم تعد هناك "حديقة للحيوانات" في الخرطوم . وفسر الناس الأمر عدة تفسيرات . وكانت هناك تأويلات .
*** - درس على عثمان طه حتى المرحلة الثانوية في مدرسة "الخرطوم الثانوية القديمة" ثم التحق بجامعة الخرطوم منتصف الستينات بكلية الحقوق . كان الالتحاق بجامعة الخرطوم ، وهي جامعة متميزة ، في تلك السنوات وقفاً على الطلاب النجباء والمجتهدين . والمؤكد ان علي عثمان كان منهم .
*** - انضم على عثمان طه لحلقات " الاخوان المسلمين" في المرحلة الثانوية ، وعندما التحق بالجامعة سيصبح من قياديي التنظيم الطلابي الذي كان يعرف وقتها باسم " الاتجاه الاسلامي " في مقابل التنظيم اليساري الذي يعرف باسم " الجبهة الديمقراطية" .
*** - سيتدرج طه في التنظيم حتى أصبح زعيماً طلابياً ، ليتولى رئاسة " اتحاد طلاب جامعة الخرطوم " . وكل الذين تولوا رئاسة هذا الاتحاد أصبح لهم شأن من بعد في الحياة السياسية في بلد ينشغل أهله بالسياسة بكيفية ملفتة . ومعظم من كانوا معه في ذلك الاتحاد سيتولون مناصب قيادية في دولة " التوجه الحضاري" التي قرر اهل " الاسلام السياسي" تشييدها في السودان ، بعد انقلاب عام 1989 .
*** - بعد التخرج من الجامعة عمل على عثمان محمد طه في سلك القضاء الى أن اصبح "قاضي استئناف " .ثم ترك القضاء بعد ان اصدر حكماً بالاعدام و أدى فريضة الحج بعد ذلك الحكم .ثم تحول الى المحاماة .
*** - عندما تحالف الرئيس الأسبق جعفر نميري مع الإسلاميين ، وكان النميري بدأ يساريا يحتفل بعيد لينين، اصبح على عثمان طه عضواً في البرلمان ، وتقلدت قيادات من الاسلاميين مسؤوليات حكومية أبان فترة التحالف ، وتنقل حسن الترابي وقتها ما بين منصب " النائب العام " و " مستشار الرئيس " . وقبل سقوط نميري بفترة قصيرة إنقلب على "الاسلاميين" واعتقل بعضهم . بيد انهم كانوا استفادوا من نعيم السلطة في بناء تنظيم قوي سيعرف لاحقاً باسم " الجبهة القومية الاسلامية" وضموا اليه بعض الحركات الصوفية التي تعج بها البلاد .
*** - حين انتفض السودانيون ضد نميري عام 1985 و كان وقتها يتعالج في اميركا، استثمر الاسلاميون اعتقال بعضهم من طرف نميري وقدموا أنفسهم "كمضهدين " كذلك من طرف نظام" الرئيس المخلوع " .
*** - خاضت الجبهة الاسلامية الانتخابات على قدم المساواة مع الاحزاب الاخرى في فترة الديمقراطية الثالثة، وحققت نتائج جيدة مستفيدة من قوتها التنظيمية التي شيدتها خلال عهد جعفر نميري .
*** - كان من حسن حظ علي عثمان طه الذي سيصبح الرجل الثاني في التنظيم ،سقوط حسن الترابي في " دائرة الصحافة" جنوب الخرطوم حيث يوجد" حي الصحافة" الذي سميت الدائرة باسمه، وبالتالي لم يصبح الترابي عضواً في البرلمان في العهد الديمقراطي .
*** - أصبح على عثمان طه رئيس المجموعة البرلمانية للحزب في البرلمان وبالتالي " زعيم المعارضة" للحكومة الائتلافية التي كان يقودها الصادق المهدي وتضم "حزب الامة" و " الاتحادي الديمقراطي " . وبدأ نجم على طه يسطع كسياسي لامع.
*** - وفي تلك الفترة راح على عثمان طه يجوب البلاد شمالاً وجنوباً . وكان يخشى في تلك الجولات معسكرات الجيش " للتضامن مع القوات المسلحة التي تقاتل المتمردين في جنوب البلاد " . لكن الجولات وزيارات معسكرات الجيش " لرفع الروح المعنوية للضباط والجنود " كانت تهدف الى أمر آخر سيتضح لاحقاً .
*** - حين وقعت الاحزاب السودانية ميثاقاً ينص على معارضة أي إنقلاب عسكري ومنذ اليوم الاول . تلكأت " الجبهة القومية الاسلامية " في التوقيع . ثم تحول "التلكؤ" الى " تحفظ" و" التحفظ" الى "امتناع" و " "الامتناع" الى تدبير إنقلاب .
*** - وبعد فترة " المطاردة من طرف الشرطة " عقب "انقلاب 30 يونيو" الذي سيصبح اسمه " ثورة الانقاذ" سيتولى على عثمان طه وزارة " التخطيط الاجتماعي " التي كانت ترمي الى "صياغة المجتمع والدولة" بما يتسق ورؤية " الاسلاميين " . ثم اصبح وزيراً للخارجية ليحدد علاقات السودان مع العالم الخارجي .
*** - وتولى بعد ذلك منصب " النائب الاول " ومن خلاله جمع كل الخيوط بين يديه.
*** - رجل الخرطوم القوي صامت . يسمع كثيراً . يتحدث قليلاً . لا أحد يعرف ما يفكر فيه . يربك خصومه .حياة اجتماعية متحفظة . ذكي . عابس إذا أراد، مبتسم إذا رغب . صوته خفيض فيه بحة. يفضل ان يربح بالنقاط وليس بالضربة القاضية . رجل كواليس لا تشده الأضواء .
*** - له ذاكرة فيل . لا ينسى . ينتظر الفرصة ليوظف الوقت لتقوية أوراقه الرابحة .بارع في تكتيك الغموض والتمويه . رجل مناورات . السياسة عنده هي توظيف المال و فن الانتظار .
20 عـامـآ وذكري الـمقولة الشـهيـرة: ----------------------------------------- - لكن من سوء حظ على عثمان طه أن حسن الترابي الذي أصبح الآن خصماً معتقلاً ادلى برواية مختلفة حين قال في حوار نشر قبل اعتقاله " قررنا في الحركة الاسلامية ان يذهب البشير (الرئيس عمر البشير) ومعه على عثمان طه الى القصر و اذهب انا الى السجن " .كان توزيع الادوار يقتضي ذلك .
*** - انتقد وزير الاعلام السوداني التكهنات والاجتهادات التي صاحبت زيارة نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه لمصر خاصة مغادرته القاهرة دون مقابلة الرئيس حسني مبارك. وقال مهدي ابراهيم ان زيارة طه لمصر كانت لهدف محدد هي رئاسة وفد السودان في اجتماعات اللجنة العليا المصرية ـ السودانية المشتركة.
*** - واشار الى ان الرئيس السوداني عمر البشير ابلغ نظيره المصري في اتصال بأنه سيرسل مبعوث خاص لشرح ابعاد الاتفاق، وقال «أنا جئت بناء على ذلك».
*** - واوضح ان زيارة النائب الاول كانت ناجحة، واستقبل احسن استقبال وحقق اتفاقات ناجحة وودع افضل وداع «قابله في الاستقبال الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء وودعه أيضا بنفس الحرارة».
*** - وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول انطباعه بعد لقاء الرئيس المصري وما اذا وُجّه عتاب للحكومة السودانية، قال مهدي ابراهيم ان «اللقاء لم يتعرض لأي سلبيات» وقال ان الرئيس المصري تحدث معه بوعي كامل للاحداث وما يدور في الساحة السودانية، وقال انه «كان يعلم ان الموقف كبير» ولذلك اصطحب في حديثه التاريخ وعمق العلاقة التاريخية بين البلدين وخصوصية العلاقة»، وأكد موقف مصر الداعم لوحدة السودان واستقراره، وأكد «ان عدم لقاء مبارك وطه لم يكن لموقف ما أو لقرار محدد بل كان شيئا طبيعيا». وقال وزير الاعلام السوداني للصحافيين قبل ختام زيارته لمصر ان بلاده تتفهم المخاوف الاقليمية بشأن اتفاق السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها جون قرنق الذي من شأنه خلق انقسام في البلاد، لكنه قال ان القرار النهائي يملكه السودانيون وحدهم. واضاف مهدي ابراهيم انه واثق من ان الفترة الانتقالية التي تمتد لمدة ستة اعوام قبل اجراء استفتاء على الانفصال ستوفر وقتا لاقناع الجنوب كي يبقى جزءا من السودان. وقال «ان شعب السودان يملك حق اتخاذ قرار بشأن مصيره.. مع الاخذ في الاعتبار والتفهم والتقدير لمصلحة الاخرين».
************************************************************************* (2 )- لكن يبقى السؤال الأهم ، و لماذا استقبل الرئيس مبارك النائب الأول علي عثمان محمد طه في زياراته السابقة للقاهرة ، و التي احتفت فيها مصر به و بدا و كأنما تتجاهل أو تتغافل عن إتهامها السابق له . إذاً من الحكمة هنا قراءة التوقيت بصورة دقيقة قبل قراءة الحدث نفسه . و لأدلل لك - عزيزي القارئ - على خطورة توقيت الحدث و ما يتوقع أن يؤدي إليه من مالآت ، راجع معي هذه الخلفية (فلاش باك) للأحداث . "الإستراتيجية" المزعومة ...!!
النائب الأول هل حانت ساعة الرحيل ..!!؟؟ ----------------------------------------------
الأستاذ بكرى الصايغ هذا التاريخ يزعجهم ويعجل بردة الفعل ، فالمجموعات تتسابق فى بيع بعضها فالبعض يعول على الداخل ( تفرغ د.نافع للتعبئة وتفرغ البعض لملاحقة المتشديين ارضاءا للغرب والثعلب يراقب ) شكرا على رتق الذاكرة المثقوبة .
*** - تعرف يانزار،لك مودتـي يانزار ( تلفونك صـلحـو!!!!) عـلي عثمان ده سكـوته الايام فيـها الف علامات اسـتفهام!!!، ولو لاحـظت مـختفي تـمامآ من الساحـة والجـرائد الـمحلية قالت انه في اجازة، ولكن في يونيو عام 1989 ( قبل 20 سـنة ) كان في اجـازة وبعـد كم يوم كده فـي شـهر يوليو من نفس العام لقيناه هـو سـيد البلـد مع باقي عـصـابة 30 يونيو!!!!
الـمصدر: موقع شـبكة قـمرنا السـودانية. أرسل يوم 2-9-1429 هـ.
*** - الترابي يكشف معلومات جديدة وخطيرة حول إنقلاب 30 يونيو!!.... *** - البشير كان ضمن «خلية بعثية»... *** - يعرفني ولا أُميز وجهه.. والحركة جندته كبيراً *** - * * «4» من الإخوان المسلمين رفضوا الإنقلاب والآخرون وأنا منهو أجزنا.... *** قــــــــــرار الإســـــتيلاء على السُّلطة... * * إعدامات ضباط إنقلاب رمضان شگلت «صدم » بالنسب لي.. وقد أخطروني بعد التنفيذ...
كتاب عن «الإنقاذ» في الخرطوم: ------------------------------------------- البشير فوجىء بمحاولة اغتيال مبارك وقال إن الترابي كان يطمح لأن يكون نائب الرئيس ولم ينجح. -----------------------------------
*** - كتاب عن «الإنقاذ» في الخرطوم: البشير فوجىء بمحاولة اغتيال مبارك...
*** - قال إن الترابي كان يطمح لأن يكون نائب الرئيس ولم ينجح...
الخرطوم: إسماعيل آدم: ------------------------
*** - كشف كتاب جديد يتم توزيعه فى الخرطوم، على نطاق واسع حاليا، أسرارا مثيرة حول انقلاب 30 يونيو (حزيران) 1989 ، الذي أتى بالرئيس عمر البشير إلى السلطة، من بينها اعتراف الدكتور حسن الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، بتدبيره الانقلاب، وقال قولته الشهيرة «ذهب البشير إلى القصر الجمهوري رئيسا.. وذهبت أنا إلى كوبر، (أشهر سجون السودان)، حبيسا» لإبعاد الشبهات عنه وعن حركته.
*** - وحسب كتاب «الترابي والإنقاذ.. صراع الهوية والهوى» لمؤلفه الدكتور عبد الرحيم عمر محي الدين، فإن نائب الرئيس الحالي علي عثمان محمد طه هو مهندس الانقلاب، وأن القائد المفترض للانقلاب كان العميد عثمان محمد الحسن (أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة) وليس البشير.
*** - وأن الانقلاب بدأ التفكير فيه منذ عام 1977 بتكوين خلية في الجيش السوداني.
*** - وكشف الكتاب، الذي يقع الكتاب في 664 صفحة الحجم الكبير، عن أن الرئيس عمر البشير تفاجأ بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا فى عام 1995 ، وتحدث عن عزل وتصفيات، طالت المتورطين فى الحادث الذي أزّم العلاقات بين الخرطوم والقاهرة طويلا.
*** - وقدم الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عن دار عكرمة بسورية في فبراير (شباط) الماضي، وتوزعه حاليا مكتبتان في الخرطوم سردا كاملا لتداعيات الخلاف بين البشير والترابي. ويحوي وثائق مثيرة وإسرارا تُكشف لأول مرة.
*** - مؤلف الكتاب الدكتور عبد الرحيم عمر محي الدين، من شباب الحركة الإسلامية، تقلب في عدة مناصب، وكان مساعدا لأمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وعمل مستشارا بسفارة السودان في بيروت.
*** - ساعة الصفر: يقول الكتاب إنه منذ المصالحة مع الرئيس الأسبق جعفر نميري في 1977 ، فكر الإسلاميون في تكوين تنظيم داخل الجيش وفي عام 1987 بدأ التفكير جديا في الاستيلاء على السلطة.
*** - وكون الإسلاميون مكتبا عسكريا خاصا يضم سبعة أشخاص هم: حسن الترابي وياسين عمر الإمام وعلي عثمان محمد طه وعوض الجاز وعبد الله حسن أحمد وعلي الحاج. وكانت اجتماعات هذا المكتب تتم في سطوح منزل ياسين الإمام في حي الثورة في مدينة امدرمان وفكر الإسلاميون في تنفيذ انقلاب لأول مرة في عام 1985.
*** - وحسب إفادات نسبها مؤلف الكتاب الى اللواء عبد الرحيم محمد حسين (وزير الدفاع حاليا)، فإن العسكريين أدوا قسم الولاء في ابريل (نيسان) لتنفيذ انقلاب 30 يونيو 1989 ، ووقتها سأل العميد عمر حسن أحمد البشير الترابي: متى تظهر علاقة الحركة الإسلامية بالانقلاب؟ فرد الترابي: نحن لمدة 30 سنة ما «دايرين حد» يعرف علاقتنا بالنظام.
*** - وكان مخطط تنفيذ الانقلاب في 22 يونيو، ونسبة لاعتقال اللواء الزبير محمد صالح في محاولة انقلابية، اتهم فيها المايويين (نسبة لانقلاب 25 مايو، الذي نفذه نميري عام 1969)، تم تأجيل العملية أسبوعا، وكانت هناك حركات داخل الجيش تتسابق للاستيلاء على السلطة.
*** - وترأس العميد عثمان محمد الحسن اجتماعا حاسما في 28 يونيو، وكان رأيه تأجيل العملية، ولكن وصول العميد عمر حسن أحمد البشير إلى الخرطوم قادما من ميوم في الجنوب للاستعداد للسفر إلى القاهرة لدورة عسكرية، حسم الجدل حول ساعة الصفر، وتحدد يوم الجمعة 30 يونيو 1989 موعدا للاستيلاء على السلطة.
*** - وكان اللواء عبد الرحيم محمد حسين، ومعه المقدم إبراهيم شمس الدين توليا مهمة الاستيلاء على القوات الجوية والمدرعات، ولعب المهندس محمود شريف، دورا مهما في ترتيب الاتصالات بين عناصر الانقلاب، عبر أجهزة خاصة، وتمت السيطرة على الإذاعة والتلفزيون في الساعة الثالثة والنصف من فجر الجمعة 30 يونيو، والمفاجأة كانت تأخر وصول شريط البيان الأول بصوت العميد عمر البشير وأذيع في العاشرة.
*** - وحسب الكتاب، فإن العميد محمد عثمان محمد سعيد ـ كان واليا للخرطوم ـ لعب دورا مهما في تجاوز معضلة سلاح المهندسين، وكادت تحدث مواجهات لحظة اعتقال رئيس هيئة الأركان، وتم التسليم منعا لإراقة الدماء، وللتمويه تم اعتقال حسن الترابي، وتولى علي عثمان وعوض الجاز وياسين عمر الإمام ومهدي إبراهيم إدارة الحكومة في أيام الانقلاب الأولى.
*** - وكان قيادي ـ يعد من صقور الحركة الإسلامية ـ قد اقترح تصفية، رموز الطائفية في البلاد، في اشارة الى الصادق المهدي امام طائفة الانصار الرافد الديني لحزب الأمة المعارض الآن، ومحمد عثمان الميرغني، زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي زعيم طائفة الختمية القاعدة الدينية للحزب، وبرر دعوته الغريبة بزعم إراحة السودان من دوامة حكم وصراعات البيوت الكبيرة.
*** - واختلف العميد عثمان أحمد حسن ـ رئيس اللجنة السياسية آنذاك ـ مبكرا مع مكتب الحركة الإسلامية الخاص، حول إدارة الدولة ومن يتولى ذلك؟ المدنيون أم العسكريون؟ وكان يرى أن تكون علاقة المدنيين بثورة الإنقاذ الوطني علاقة دعم سياسي وشعبي، وان يترك التنفيذ للعسكريين، ونتيجة لهذا الآراء، تم استبداله بالعميد عمر البشير.
*** - محاولة اغتيال مبارك: --------------------------------
*** - يشير الكتاب إلى أن محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك التي جرت في أديس أبابا عام 1995 ، ووجهت أصابع الاتهام للسودان، أثارت كثيرا من الغضب والخلافات الداخلية.
*** - وحسب شهادة بدر الدين طه، الناشط في الحركة الإسلامية منذ 1965 ووالي الخرطوم في التسعينيات، فإن المحاولة وقعت من وراء ظهر عمر البشير. وقال إن الذين يعرفون تفاصيلها في الحركة الإسلامية، هم أقل من عشرة.
*** - وقد تفاجأ عمر البشير بالمحاولة، وبعد عودته من حضور القمة الأفريقية في أديس أبابا، توجه غاضبا إلى الترابي في منزله، ودار حديث بين الاثنين ومنع حتى اللواء عبد الرحيم محمد حسين، أبرز المقربين للبشير، من حضور اجتماعهما.
*** - وبعد ذلك تم إعفاء قيادات الأجهزة الأمنية، ومدير جهاز الأمن آنذاك، وتم تكليف اللواء عبد الرحيم محمد حسين طرد الأجانب من السودان.
*** - الترابي والرئاسة: يقول الكتاب: بعد استشهاد اللواء الزبير محمد صالح (النائب الأول للرئيس) بسقوط طائرته في جنوب السودان، قال مسؤولون إن الترابي الذي يسعى إلى السلطة، ويتمنى أن يحكم السودان، ذهب إلى الرئيس عمر البشير يحمل ترشيحات لثلاثة أشخاص لمنصب النائب الأول للرئيس بعد استشهاد الزبير، وهي على النحو التالي: حسن الترابي وعلي عثمان طه وعلي الحاج.
*** - وقال الترابي للبشير: إخوانك كلفوني تقديم هذه الترشيحات لتختار واحدا منها.
*** - وحاول الترابي ـ كعادته ـ توضيح رأيه من خلال تجربته الطويلة في التعامل مع (علي) و(علي) مبديا ملاحظات سلبية مليئة بالتجريح وتقليل الشأن، مما يهيئ البشير لاختياره هو شخصيا.
*** - وفي رده على الترابي قال البشير: «شوف يا شيخ أنا لا يمكن أن أكون رئيسا عليك، ونفسيا لا أقدر على ذلك، لأن شيخ حسن أكبر من يكون نائبا للبشير، أما علي الحاج فهو رجل عشوائي ولا يحترم الوقت، وأما علي عثمان فهو مناسب وارتاح لصفاته وأنا أكبر منه. وتم اختيار علي عثمان طه.
*** - وكان ياسين عمر الإمام من اشد المعارضين لترشيح الترابي، وقال «هذا خبل ويتعارض مع استراتيجيتنا.. نحن قلنا إن الحركة الإسلامية حاكمة، فكيف نأتي بالرجل الأول في الحركة ليكون نائبا.. ولا حتى رئيسا للجمهورية».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة