|
مات دينق كوال.... لقد سقطتم في امتحان ..... المروءة!!!
|
قادة التجمع ، الصحافيون ، الكتاب ، الاثرياء السودانيون بالقاهرة ، مات دينق كوال.... لقد سقطتم في امتحان ..... المروءة!!! بقلم د. بكري الصايغ
----------------------------------
حتى لو افترضنا جدلا، وتمشيا مع وجهة نظر بعض السودانيين في القاهرة، ان اعتصام بعضهم، والذي بدأ باحدى حدائق القاهرة في 28 سبتمبر، والذين يدخل اعتصامهم شهره الثالث ( بالمناسبة هو اعتصام يدخل تأريخ السودان بوصفه اطول اضراب لسودانيين خارج حدود بلادهم)، بانه غير شرعي ولا قانوني، وان تحقيق مطالبهم تعتبر واحدة من سابع المستحيلات، وهي ايضا مطالب تعجيزية لاي جهة تتبناها، خصوصا وانها تتعلق برغبة هجرة المائات منهم الى دول محددة (بحسب رغبتهم)، وترفض سفارات هذه الدول في اللقاهرة والمعنية بالامر(كندا وامريكا) وان تتدخل في الموضوع.
ثم حتى ولو افترضنا ثانية، ان نقاط الخلاف، وعدم تباين وجهات النظر والخلافات العميقة ما بين المضربين في ميدان القاهرة، وبعض الجماعات السودانية في القاهرة (قيادة التجمع، الصحافيون، الكتاب، الاثرياء السودانيون، وايضا روؤساء الجاليات السودانية بالمدن الكبيرة في مصر)، قد وصلت الى طريق مسدود، وان الحوار التفاوضي قد تقطعت تماما، عندها اسأل: اللايوافقونني – اهل المنظمات الكبيرة في القاهرة والصحافيين والكتاب واهل الثراء والنعمة و روؤساء الجاليات السودانية، وانه هناك وجها انسانيا اخر كان مفروضا وان يكون هو البارز في الصورة (السودانية - السودانية) وقبل كل شيء؟ واسأل ايضا لماذا نسيت هذه التجمعات السودانية، ان خلافاتنا تأتي دائما في المرتبة الاخيرة في مثل هذه المواقف؟ لماذا احجمت هذه الجهات السودانية (صاحبة البطون البيضاء) في التواصل الانساني مع المضربين، وتلجأ الى اسلوب المقاطعة التامة، و(الصهينة) وعدم المبالاة معهم جملة وتفصيلا، وتتركهم رحمة لمطاردات رجلات امن الدولة السودانية كما وردت في الاخبار التي بثتها كثيرا من المواقع الالكترونية ؟ ان كل الاخبار المحبطة التي تجيء من ال لقاهرة حول هذا الموضوع تقول (ان قيادة التجمع، وفروع الاحزاب الكبيرة وايضا بعض الشخصيات السودانية المرموقين في القاهرة ) قد رفعت يديهاعنهم ومنذ بداية الاعتصام، ولم يواصلهم احد، وكأن هؤلاء المضربين، ما كانوا في يوم من الايام اعضاء في التجمع قبل خنوعه. بل من مهازل الاخبار الاخيرة، ان عضو التجمع الكبير فاروق ابو عيسى، لم يقم بزيارة المعتصمين، الا بعد ان قام الفنان الكبير عادل امام بزيارتهم، بحكم وظيفته في الامم المتحدة املا في حل المشكلة، وايضا وبعد ان قام الامام الصادق المهدي بزيارة للميدان واجتمع بالمعتصمين، عندها شعرابو عيسى بفداحة الخطأ فكانت زيارته (الاجبارية وبدون نفس)، والتي تأخرت اكثر من 5 اسابيع – ونسأله : (كنت وين من زمان؟). حتى الكتاب و الشعراء (وما اكثرهم في القاهرة)، نراهم وقد انزوا بعيدا باحساساتهم المرهفة، ومشاعرهم الرقيقة عن هؤلاء المساكين الغبش. وما سمعنا انهم صاغوا بيت الشعر او كتبوا (ربع مقالة ) او حتى ذرفوا دمعة رثاء!!! تقول الاحصائيات، ان عدد الصحافيين السودانيين المشهورين في القاهرة، يصل عددهم الى نحو 36 صحافيا، وان اغلبهم قد التزم (ضل الحيطة – وانا مالي ومال المشاكل!!!)، اما الاخرين منهم لم يسمعوا اصلاً بهذا الاضراب (ولا يريدون). لقد كنت اتوقع (وهذا اضعف الايمان)، وان تقوم جماعة من اهل التجمع (او اي جماعة سودانية اخرى )، من الصحافيين اوالكتاب اوالتجار الميسورين، بمواصلة هؤلاء المعتصمين خلال ايام شهر رمضان الماضي، وان يسألوا عن احوال الصائمين، ويعاينوا المرضى والاطفال (تماما كما تقوم مثلا لجان الاغاثة الاجنبية في تقديم المساعدات في غرب وجنوب السودان)، ولكن انتهى شهر رمضان وجاء بعده العيد، وما سمعنا طوال هذه المدة، ان احدا من اهل (الراحات)، قد راح ويسال عنهم، او من كلف نفسه وراح يقدم التهنئة ويطلب من المضربين (العفو والعافية ) على ما بدر منه من تجاهل وعدم اهتمام لقضايا المضربين!!! وايضا ولا سمعنا، انه وكانت هناك جهة سودانية قد راحت وتزور الاطفال وتقدم لهم الحلوى والهدايا و(العيدية )، كنوع من تواصل العادات السودانية الاصيلة، التي ما زالت، والحمد لله موجودة بيننا !!! لقد كنت اتوقع، (ويالخيبة توقعاتي)، ان تهتم بعض الجهات السودانية في القاهرة (والتي لها علاقات مع بعض المنظمات الخيرية والصحية بالقاهرة)، على القيام ومعها بزيارات ميدانية لمكان المعتصمين ومعاينة الحالو عن قرب، ونجدة المريض، اومن في حاجة الى الدواء والملابس، ثم والتنسيق ما بين هذه المنظمات الانسانية المصرية وقادة الاعتصام، كنت اتوقع ايضا، ان يكون شعار كل السودانيين في القاهرة، وتضامنهم مع اخوانهم المضربين (الدم للدم يحن)، (انا واخي على ابن عمي)، (الصديق تجده عند الضيق)، (......انا اخوكِ...يا فاطمة!!!). ولكن بعد كل هذه الاحباطات المريعة، والتي ما كنت اتوقعها من اهل الغنى واليسر، والقلم والقرطاس، وجهابذة السياسة من السةدانين بالقاهرة، تجدونني واطرح عدة اسئلة على من يهمهم الامر في القاهرة: 1- ترى هل خاف اصحاب الجاة والسلطة والاغنياء السودانيين (والمرتاحين في اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية) في القاهرة، من زجر وغضب الامن المصري منهم، ان قاموا بالواجب السوداني ومواصلة المضربين؟
2- ترى هل جاء تخاذل الصحافيين والكتاب والشعراء واصحاب العمل الميسوريين بعد اتفاق مسبق مع رجال الامن المصري، بانهم لن يقربوا انفسهم من ميدان المعتصمين؟
3- ترى هل خاف اصحاب الملاك و الجاة والسلطة السودانيين في القاهرة على ما عندهم من عقارات واملاك، او حرصا منهم على الحفاظ لِ(شوية) السمعة والصيت الادبي والسياسي والصحافي التي يملكونها، وان يفقدوها في حالة تضامنهم مع اليروليتاريا السودانية المشرورة في ميدان مراد، فراحوا ويطبقون الشعار الجبان (الباب البجيك منه الريح سدوا واستريح!؟).
4- كنت اود ان اعلق على سلبية المرغني والذي كنت اتوقع منه دورا قياديا في هذا الموضوع، ولكن بما ان فاقد الشئ لا يعطي، فهو نفسه لا يقل تعاسة في وضعه، فقد قررت وان اتجاهل الكتابة عنه.
5- جاءت الاخبار المؤسفة، بوفاة الطفل دينق كوال (بسبب البرد القارس)، كم هو مسكين هذا الطفل، ولد في احراش الجنوب، وكان مسكنه طوال سنوات رضاعته حضن امه الدافئ، واحضان الاخريات من اهله، لم تر عيناه ابدا منزلا، ولا عرف معنى الدفء في البيوت، ولا شكل اناء اللبن، او انتعل حذاء، اوامتلك لعبة. مات في حديقة مقفرة بالقاهرة، تاركا امه الثكلى وحيدة بالحديقة، تلعن الزمن الغادر والنخوة الضائعة. دفن في مقابر المجهولين بالقاهرة، وقد تلحقه امه المكلومة قريبا، لانها تعيش نفس ظروف ابنها المتوفي. كم كان محظوظا المرحوم الخاتم عدلان (اخترته كمثال لانه كان اخرالواصلين للبلاد في تابوت)، والذي مات في الغربة، ووجد منذ لحظات المعاناة في مرضه، ومرورا برقاده في المستشفيات...التضامن والمؤارة والنخوة السودانية الحقة، الامر المفقود تماما في حالة البؤساء بحديقة القاهرة. 6- اما انتم يا اهلي، يا من اتخذتم الحديقة القاهرية وطنا جديدا مؤقتا لكم، فاقول، ان لا احدا (حكومة، منظمات، هئيات)، لن يعبأ بكم، لانكم اصلا – بحسب وجهة نظر، الذين لا نظر لهم ولا دين – قد خلقتم للموت، اما في ادغال السودان، اوفي حدائق الغرباء، والدفن في مقابر المهملين !!! لسان حالكم يقول: بلادي و ان جارت علي عزيزة واهلي وان ضنوا علي كرام ولكن لسان حال اهلنا مع الاسف الشديد يقول لكم..........(ما شغالين بكم شغلة!!!)
7- مع الاسف الشديد، واثناء كتابتي لهذه المقالة، جاء خبر يقول، ان الميرغني رئيس التجمع، قد غادر القاهرة في طريقه الى المدينة المنورة، ولم يعرج على الحديقة للعزاء (نتمنى له سفرا ميمونا وعودا حميدا لارض الوطن...الخرطوم!!! )
واخيرا- لا املك في النهاية الا ان اقول، ان الايام القادمة حاسمة وصعبة للمعتصمين. لانهم يرفضون العودة للخرطوم، ويرفضون البقاء في القاهرة، و في نفس الوقت قاموا بسد كل ابواب الحوار مع اي جهة لا تؤمن بقضيتهم. وزاد من صعوبة الوضع (كما اسلفت سابقا، ان السفارات الاوروبية والكندية والامريكية والاسترالية)، يرفضون التدخل بتاتا في المشكلة السودانية. مما جعل السلطات الامنية المصرية، وان تقرر حسم الموضوع الاعتصام بصورة نهائية. وفي خضم كل هذه الاحباطات والمعاناة، والاخبار السئية الواردة يوميا من القاهرة، يجئ احباط اخر اشد قسوة والما، احباط ملئ بالقرف والنتانة اسمه (ضاعت الاخلاق السودانية في القاهرة).
ملحوظة: قد تكون هناك اتصالات او معونات نقدية وعينية اومساعدات اخرى، قدمتها جهات سودانية في القاهرة للمعتصمين، ويرفضون اصحابها الاعلان عنها اوالحديث حولها، وقد تكون ايضا جرت اتصالات ولقاءات ما بين اصحاب القلوب الرحيمة الطيبة والمعتصمين، فلهم مني التقدير والامتنان (وارجو الا يعتبروا هذا المقال يخصهم).
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مات دينق كوال.... لقد سقطتم في امتحان ..... المروءة!!! (Re: Tragie Mustafa)
|
Quote: قادة التجمع ، الصحافيون ، الكتاب ، الاثرياء السودانيون بالقاهرة ، مات دينق كوال.... لقد سقطتم في امتحان ..... المروءة!!! |
ولسة .. ما تغرك الشعارات والهتافية واللغة الجياشة .. غربال المحكات الحقيقية واضح ودقيق جداً، ودائماً يبين ويبرز بسهولة النفاق وعدم الصدق ، والبعد الحقيقى أو الزائف للمسئولية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مات دينق كوال.... لقد سقطتم في امتحان ..... المروءة!!! (Re: Masaoud Ali)
|
اولا شكرا لك دكتور ابو بكر لقد تحدثيت حديث كافى ززافى حول هذه المساله واشكرك عليه جزيل الشكر. اين هم الاثرياء والصحفيين والمثقفين الذين تتحدث عنهم وهؤلاء ليس فى اهتمامتهم قضية اللاجئين او ما شابه لان اهتمامتهم اكبر من ذلك هذا عن الموجودين فى القاهرة ام عن الموجودين فى السودان فحدث ولا حرج ويقولون فضحتونا هل هذا اسلوب مثقفين ومن ضمنهم الاستاذ الكبير سيد اخمد الخليفه والذى يعلم تمام العلم لماذا توجه ابنه لاستراليا وكيف ؟ لا نريد ان نخوض فى بحور اعمق لكن ردا على تساؤلاتك عن التجمع والحركة وجما هيرهما فاود اسالك سؤالا سيدى منذ متى خققت جهة سودانيه حزبيه او حلافها امال هذا الشعب بعد وصولها للسلطه؟ واين التجمع بعد ان تم تمزيقه وتشتيته اصبخ اليفرق كل خزب فيه تقسم الى يلايه والذى لم يتقسم اندثر وهل تسمى احزابنا اخزاب؟ وليكن فى علمك سيدى ان اجهزة الامن التابعه للحكومة باتت تطارد وتضايق اللاجئين وحصوصا بعد ان افتتح المؤتمر الوطنى دارا له بالقاهرة. يا سيدى ما نحرج به دائما هو التحدث باسم هذا الشعب المسكين والترقى على خسابه وانتهى وراجع تاريخ السودان السياسى كيف نهب هذا الشعب وظلم باسمه؟ وانى استغرب وانك تسال عن التجمع والحركه وخلافه هؤلاء يا سيدى مشغولين بتقسيم الكعكه وحريقه تحرق جماهيرهم واللاجئين انشاء الله يولعوا بجاز. هؤلاء يا سيدى قوم لايخافون من فعل اى شىء من اجل مصالخهم وانت تقول جماهيرهم . ولا حول ولا قوة الا بالله
| |
|
|
|
|
|
|
|