دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!.
|
الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. الذي يعرف تاريخ الترابي جيدآ يعرف إنة رجل محب للظهور ويتمني دائمآ وان يكون تحـت دائرة الضــوء ومحل إهتمام اجهزة الاعلام المحلية والعامية، يـحب وان يلقب بالشـيخ والدكتور والسيـاسي والدبلوماسي،ويموت كمـدآ وان شـعر وان الاضـواء تبتعـد عنة وغـدا خارج دائرة الاهـتمام.
كانت الايام السابقة مليئة بالاحـداث السـودانية الكبيرة وخصـوصـآ بعـد طـرد الحـكومة لـ يان برونك الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحـدة في السودان،مما جعل هـذا الحدث ويضـع الرئيـس في دائرة الاهتمـام العالمي بعد إصـرار البشـير لاعـودة ليـان برونك وتـحـدية للأمم المـتحدة. وراحت الصحـف الـمحلية والعالمية وتنشــر خبـر قرار البشـير وتضـع الف علامة إستفهـام إستفهـام حول الي سـتصل المـواجهة بيـن الامـملاالمتـحدة والبشـير. سـاهمت الفضـائيات العربيـة بصـورة خـاصة في توسـيع الاهتمـام بالبشـير بعد قرارة واصــرارة طـرد المبعوث الدولـي، كل هـذة الاهتمامات بالبشـير محليـآ وعالـميآ وظـهورة المكثف أخـيرآ في الفضـائيات العـربـية أثار الغـيظ والحـنق لـدي الترابي وهــو يـري سـكرتيرة السـابق ويحـتل واجهة الاعـلام وصــدارة الاخبار ويخـاطب البرلـمان الـذي كان هـو في زمان مـا رئيـسة ورجلة الاول...إمتـلأ التـرابي وهـو يري ان لاأحــدآ يعيـرة إهتـمامآ في ضـوء الاحـداث الـجارية في البـلاد فقـرر وأن يفـجر قنبلة من قنابلة الـدينيـة الـتي إعتاد وان يلقيـها علي الجـميع بهـدف إزاحـة البسـاط من الاخـريين وكلـما شـعــر إنة مهمـــل وتـافة!!!.
كـانت قنبلتـة الاخيرة للفـت الانظار الـمحلية والعالمية اليـة،ان راح وينـكر وجـود أي عـذاب فـي القبـر وأن من يـدعـي بـوجود منـكر ونكيـر هـو في الاصــل إنسـان جاهـل يـؤمن بالتخاريف والقصـص الخـرافيـة!!!.
لايـمهني كثيـرآ مايقولة التـرابي في الامور الـدينية وفتاوية التي أجاز فيـها زواج المسلمة من غير المسلـم وشــرب المـسكر غيـر حرام ، ولايـهمني ماسيـقولة لاحــقآ حـتي وان كان صـحيـحآ!!!، بقـدر مايهـمني ســؤال حـول لـماذا تآتـي فتاوي الترابي ونظـرياتة الغريبـة دائـمآ وعـند ابتعاد دائرة ضـــوء الاعـلام عـنة،وتـجاهل الصـحافة لاخبارة???. --------------------------------------------------------------------------------- -مركز "الخليج" للدراسات الصفحة الأولى> اخبار وتقارير 02:01 آخــر تحديــــث 2006-11-01 الترابي: لا عذاب في القبر الخرطوم - “الخليج”:
نشرت صحيفة “الوطن” السودانية في صدر صفحتها الأولى أمس حديثاً مثيراً جديداً لزعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي، قال فيه إن الجهلاء لم يفهموا حديثه عن ليلة القدر، وأضاف إنه لا توجد ليلة قدر بالمعنى الذي يتصوره أو يصوره بعضهم، وإنما هي مناسبة تشبه العيد، مثل غزوة بدر التي كانت مناسبة فاصلة بين الإيمان والكفر.
وفي موضوع آخر يتعلق بعذاب القبر، قال الترابي: “هناك من يقول بمنكر ونكير وعذاب داخل القبر، وهذا غير صحيح، فالإنسان حينما يموت تصعد روحه لله سبحانه وتعالى، أما الجسد فيتآكل وينتهي ولا يبعث مرة أخرى، وإنما يقوم الله سبحانه وتعالى بخلق جسد جديد من الطين الذي خلق منه الإنسان لنفس الروح”.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: Salah Musa)
|
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
********************
في اي كتاب مكتوب الشعب يعيش مغلوب حق الكلام مسلوب بالحقد شحنت قلوب
شهيتنا في اللالوب
******************** في دولة الأرزال الدين بقي إذلال المر بتقولوا ذلال وإتلموا الككو غزال ******************** الجبهجي النسناس الدين كرامة الناس الدين للعدل أساس الدين للعاري لباس ما قطع اليد والراس
******************** يا حاقد يا مهووس عملت الدين جــاسوس لكرامة الشعب يدوس حتــاخد يا منحوس من شعبنا أقصي دروس ********************
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: بكري الصايغ)
|
..... مـاهـي ردود الفعل العالـمية علي كـلام التـرابي ??.
ابـث وعبـر هـذا الـمنبـر بعضـآ من ردود الفـعل والتي قـمت بنقلهـا من الموقـت الالـكترونـي لــجريدة " إيـلاف " الصـادرة صبـاح اليوم 2 نوفـمبر 2006، ولنـسـآل بعـدها هـل آثري التـرابي المكتبة الاسـلامبـة بتصـربحة هـذا... أم...إبتليـنا بـة وبـفتاويـة????. ------------------------------------------------- 45 :عدد الردود
GMT 18:41:19 2006 الأربعاء 1 نوفمبر العرب رمزي الراوي العرب هم الوحيدون الذين يفهمون القرآن بالكامل. لذلك يفسرون الأيات والسور كما يقضي حاجتهم , فكلما يجري الآن من تشويه للاسلام وانحراف بعض الناس عن الدين سببها العلماء العرب .
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 18:45:36 2006 الأربعاء 1 نوفمبر Ignorant Rabih I don''t really know what else can we expect from an ignorant like this man. It seems that he knows nothing about the islamic religion.
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:08:41 2006 الأربعاء 1 نوفمبر fear allah ya torabi. abu Darweesh fear allah ya zalami,r u insane wallahe anta wa7ed jahel allah yekhalik go open a fruit shop its better than talking about din.
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:11:23 2006 الأربعاء 1 نوفمبر رد احمد الترابي ............. ليس بعد الكفر ذنب رجل هرم يريد ان يظل في دائرة الضوء و لو على حساب دينه
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:11:29 2006 الأربعاء 1 نوفمبر agree with his idelogy kamel abuasabeh this man is telling the truth and i beleive in his theory.
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:15:36 2006 الأربعاء 1 نوفمبر اللهم علمنا ماجهلنا الغبيوي الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أما بعد فيقول عزوجل في القرءان الكريم : النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب ( سورة غافر / ءاية 46 ) . اعلم رحمنا الله وإياك أن من معاني الشهادة الثانية أي أشهد أن محمداً رسول الله أن يصدق الإنسان بعذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين منكر ونكير عليهما السلام، فمن أنكر عذاب القبر كذب القرءان ومن كذب القرءان كفر ، فهذه الآية فيها إثبات عذاب القبر وهي صريحة لأن الله تعالى قال : ] النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة. معناه أن ءال فرعون أي أتباعه الذين اتبعوه على الكفر والشرك يعرضون على النار في البرزخ أي في مدة القبر والبرزخ ما بين الموت إلى البعث يعرضون على النار عرضاً من غير أن يدخلوها حتى يمتلئوا رعباً أول النهار مرة وءاخر النهار مرة ووقت الغداة من الصبح إلى الضحى وأما العشي فهو وقت العصر ءاخر النهار ويوم تقوم الساعة أي يقال للملائكة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب وءال فرعون هم الذين عبدوه واتبعوه في أحكامه الجائرة ليس معناه أقاربه...روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن ابن عباس : مرّ رسول الله على قبرين فقال : (( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم قال بلى أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستـتر من البول )) ثم دعا بعسيب رطب فشقه اثنين فغرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً ثم قال: (( لعله يخفف عنهما )) فهذا الحديث بعد كتاب الله حجّة في إثبات عذاب القبر ، الرسول مر على قبرين فقال : (( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم )) ثم قال : (( بلى)).
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:37:34 2006 الأربعاء 1 نوفمبر لا إله إلا الله سعودية استغفر الله العظيم..ياويله من ربنا هذا .. تراه خررررف..حسبنا الله ونعم الوكيل
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:38:45 2006 الأربعاء 1 نوفمبر islam mushtaq If all islamic scholars were so open-minded, the muslims would be in a much better situation. Unfortunately, muslims are now against progress and new thinking, like the church in the middle ages.
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:44:56 2006 الأربعاء 1 نوفمبر فکر نير وشجاعة فائقة أحمد بن محمد النهري لاحظت من جملة متابعاتي للترابي أنه، خلافا لمعظم مايسمون بعلماء المسلمين يمتلك عقلا نيريا وفکرا ثاقبا تسانده في التعبير شجاعة لاتخاف في الله لومة لائم. نسأل الله أن يکثر من أمثاله في العالم الإسلامي الذي تعصف بهالرياح الشريرة من کل جزيرة قاحلة وجبل أجرد. فلو فکرنا فيما يقوله الترابي لنراه يخالف الأفکار الهلامية التي لا تستند الی أساس علمي، فالميت، کما نراه دائما يتحلل، أما الروح التي هي من أمر ربي، يصعد الی بارئه، وإن من يقول خلاف ذلک إنما يخالف الحقائق العلمية کما کانوا يدعون في السابق بأن الأرض مستوية، وهي في الواقع کروية تميل الی شکل بيضوي. والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:57:03 2006 الأربعاء 1 نوفمبر و لماذا نفكر بالعذاب القبر؟ مصطفى الله الله الله من عقلائنا! العالم يهتم بالعيش و حياة سعيدة و عقلائنا و قائدنا يهتمون بالعذاب الفبر الله اكبر اذا اننا نعيش حياتنا مليئة بالعذاب و لماذا افكر بالعذاب القبر؟ احنا متعودين على عذاب اقوى من عذاب القبر و سيكون عذاب القبر لقمة سهلة الينا و لا اعرف هل عقلائنا و قائدنا يخافون من عذاب القبر؟
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:58:58 2006 الأربعاء 1 نوفمبر و الله دوختنا معك يا ترابي عبد الرزاق بسم الله الرحمن الرحيم علما يبدو ان الشيخ يمر بمرحلة من فقدان السيطرة على عقله فنسأل الله له التثبيت قبل الموت و انا ارى انه من المجدي له الاحتفاظ برأيه له لاننا كأمة اسلامية بحاجة الى من يجمعنا و ليس من يفرقنا و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 19:59:04 2006 الأربعاء 1 نوفمبر فتوه عبدالفتاح لا اعرف ما الدليل الدي جعله يقول هده الفته وكدلك اعتقد ان الامر محسوم في ليلة القدر يوجد دليل في القراءن و السنة و عداب القبر مذكور في القراءن في النهاية هده فتوته وفتاوي الناس جميعا يحاسب عليها الله سبحانه في الاخرة سواء كانت صحيحه او خطأ
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:04:26 2006 الأربعاء 1 نوفمبر رجل بعيد عن الحق عبد العزيز الشمري الترابي رجل صوفي واهل التصوف عندهم ان الرجل العالم مسموح له ان يفتي بدون الرجوع للقران والسنه لانه يقابل الوحي والنبي فلا يحق لاحد ان يعارض كلامه واخيرا الحمد لله على نعمه الاسلام لا تتفاجئو اذا فاجئكم بشيء اقوى مثل القران ليس من الله او النبي ليس على حق عش رجبا ترا عجبا من اهل البدع
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:08:57 2006 الأربعاء 1 نوفمبر الى أحمد بن محمد النهري حسين شاهين نرجو من السيد احمد بن محمد ان يكتب اسمه بشكل صحيح يعني تعليقك ممكن يصدر عن شخص اسمه كوهين بن مائير او شالوم بن اسحاق اما احمد بن محمد فهذا اسم كبير جدا أكبر مما تتخيل انت والترابي !!!
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:12:19 2006 الأربعاء 1 نوفمبر لن يرضوا عنك جمال مسكين هذا الترابي ،جن جنونه منذ أن حرم السلطان الذي كان يصبو إليه . لقد أخرج الله أضغانه وأصبح يطعن في كل شيء ويسعى لإثارة الانتباه إليه بالنبش في مواضيع لاتمثل أولوية للمسلمين .إنها حالة إفلاس فكري يعاني منها هذا البروفيسور،دار العجزة أنسب له من السياسة و دهاليزها
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:16:29 2006 الأربعاء 1 نوفمبر فتاوى الترابى جاءت متأخرة حوالى ربع قرن رضا عبد الرحمن على السيد المحترم حسن الترابى لقد أفتيت اليوم بأن عذاب القبر أكذوبة وقصة خيالية وغير حقيقية وأن الإنسان لا يحاسب فى القبر من منكر ونكير كما يفهم جميع المسلمين منذ سنين ... ولكن هذه القضية الشائكة حسمها العالم والمفكر الدكتور احمد صبحى منصور من أكثر من ربع قرن ... وعلى سبيل المثال أفتى السيد شيخ الأزهر منذ أيام قليلة بان المرتد لا يجوز قتله وهذا أيضا ما يقولة الدكتور احمد صبحى منصور منذ ربع قرن .. ولكن لا حياة لمن تنادى فلابد ان توضع الأمور فى نصابها تحياتى
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:18:37 2006 الأربعاء 1 نوفمبر هكذا دائما يا عرب Elaphomane اقلع الغربيون (الكفار؟) منذ قرون عن المناقشات الفارغة و ترى نقاشات فلاسفتهم قد اثمرت ثورات سياسية و علمية اوصلتهم الى الفضاء و الى استعبادنا... واسمعوا الان ماذا يناقش مثقفونا (؟؟)... قال عذاب القبر قال... شعوب غير نافعة... من اين سياتي اي نصر لهذه الامة ؟ من ;دراسة; علم عذاب القبور ام من المختبرات المتطورة لكليات الشريعة؟
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:22:08 2006 الأربعاء 1 نوفمبر الترابي عالم castro الترابي رجل علم وإن كره البعض افكاره، وكل علماءنا لهم تفكيرهم الخاص بهم والمبني على معطيات علمية أنا شخصيا ربما اميل إلى رأي عالم آخر ولكني احترم كل العلماء المجتهدين ومنهم الترابي
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:24:12 2006 الأربعاء 1 نوفمبر الى الغيبوي ود سلاما الاية نازلة واضحة وصريحة عن ال فرعون وانت تشرحها وتعيد وتقول ال فرعون ..لماذا اذن تريد تعميمها على المسلمين والناس جميعا ... الا تفكر قليلا وايضا اعلم ان الكثير من احاديث الرسول عي غير صحيحة عذا المسند منها اذهب يااخي واقرا الكتب عن كم الاحاديث الي نسبت للرسول وهو منها براء ... ياريت توجه كلامك الجميل عن عذاب الضمير قبل عذاب القبر لمن يقتل الابرياء كل يوم الان بالعراق .... ولاانت ياغبيوبي ولا غيرك يفعل شيء ...
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:35:38 2006 الأربعاء 1 نوفمبر --------- abufathi كل مايقوله الترابي من فتاوي وتوضيحات نابع من فهم صحيح للاسلام ويجب على المسلمين العمل به بدلا من تكفير الرجل او اتباع بعض المتعصبين
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 20:47:51 2006 الأربعاء 1 نوفمبر الترابى و الدراويش شعبان معيو من سنوات و انا اتابع الدكتور الترابى فى كل وارداته و شاردته , نعم اختلف معه فى بعض من امور السياسه و دوره المتصل بجماعة العسكر الفاشيين فى السودان , و لكن فيما يتعلق باجتهاداته فى ما يتعلق بامور الدين و الفقه , ارى انه بداء ينحو نحو عقلنة التفسيرات الدينيه و ينتج خطابا اكثر فهما لما ورد فى كل الايات القرانيه و اتصور ايضا انه من القلائل الدين تصدوا لخطابات الدراويش اصحاب الرؤى المتجمده التى لم تخدم لا الامه و لا النص الدينى الدى نزل مؤيدا للعقل بل يدعوا صراحة الى الى التدبر فى اياته باستخدم العقل كأداة للتحليل و الفك و التركيب و اعادة انتاجه وفق رؤيه اكثر تقدميه تخدم كلا الطرفين الامه و النص الدينى . من هدا المنطلق اتصور ان الدكتور الترابى الاقدر على محاربة الدراويش واعادة الفهم الصحيح للخطاب الدينى .
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 21:15:26 2006 الأربعاء 1 نوفمبر إلى الأخ: أحمد بن محمد النهري أسامة أبوشعبان إلى الأخ: أحمد بن محمد النهري عزيزي الكريم لا تتفلسف فيما لا تفقه الله سبحانه و تعالى أعطانا الحقائق و وهبنا حرية إثباتها و لكن لم يعطنا حرية معرفة الكيفية عندما تتكلم عن البعث, يا أخي الكريم إن الله سبحانه و تعالى إن قال لشيء كن فيكون و هو سبحانه و تعالى هو من يحيي العظام و هي رميم معنا القول أن العظام نفسها التي يحييها و لا يأتي عليها بشيء جديد أتمنى من جميع الاخوة المسلمين عدم الخوض في مثل هذه الامور من الدين لأنها لا تسمن و لا تغني من الجوع و نهاية الكلام: لحم العلماء مسموم و لا يمكننا منازعتهم أو أن نمسهم بسوء و لكن هناك الله تعالى ربي و ربكم له الخصام معهم يوم الحق سلام أسامة
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 22:17:20 2006 الأربعاء 1 نوفمبر اكيد -- sudan لا ادري حقيقة مااقول اكيد هذا الرجل فقد وعيه
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 22:20:30 2006 الأربعاء 1 نوفمبر سؤال ام عمار لماذا کلما ظهر شخصا باراء جدیده ومخالفه لما هو موجود نحاول مهاجمته وتکفیره ؟ هل فرض الاسلام علينا التفكير بطريقه موحده؟
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 22:35:06 2006 الأربعاء 1 نوفمبر الترابي مجددا عبوسي المعاصر لو امتلك العالم العربي اكثر من ترابي لأستطاع ربما احداث بعض التأثير . فنحن لن نتقدم سوى بالجرأة على اقتحام ما قرروه بانه محرم ولا ينبغي مناقشته. حبذا ترابي في الحركة الماركسية العربية وترابي في النجف وآخر في الأعظمية . وترابي في القاهرة وعمان وبغداد والرياض . المهم ليس التحدي اللغوي . بل الجرأة على تسفيه ذلك الذي يتمدد على الفراش دون ان يلفض انفاسه الأخيرة
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 23:57:19 2006 الأربعاء 1 نوفمبر شيئ منطقي nona مفيش حاجه اسمها عذاب القبر لانه كده بالعقل ازاي واحد يموت وروحه تطلع عند ربنا ويكون جسده تحت بيتعذب من غير روح هو اصلا من غير روح مش هيحس بحاجه وفي سؤال محيرني عن الناس الي بتموت وليس لها جثه مثل الناس الي ماتت غرق في البحر والسمك اكلهم او الناس الي ماتت في انفجار وجسدها كله عباره عن اشلال مبعتره فين عذاب القبر بتاعهم اذا افترضنا ان كل واحد ليه عذاب قبر انا شايفه ان ده كلام مش منطقي
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 0:52:31 2006 الخميس 2 نوفمبر رد مسلم هذا يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم اذ مر على قبرين فقال ان صاحبا القبرين يعذان ، احدهما كان يمشي بالنميمة والاخر كان لايستبرأ من بوله
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 1:23:41 2006 الخميس 2 نوفمبر لا اله الا الله محمد رسول الله مسلم اتقو الله ياقوم
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 2:26:23 2006 الخميس 2 نوفمبر لمـــــــــاذا ؟ zonfol لاحظت ان معظم القراء هاجموا الترابي و وصفوه بالعته و التخريف ، لا ادري لماذا ، فكل شيخ له طريقة ، لماذا لم تهاجموا مفتي الازهر الذي افتى بأن حمل المرأة المسلمة قد يمتد الى اربع سنوات ، لماذا لم تهاجموا تونس و شيوخها الذين افتوا بشريعة المرأة الواحدة في تونس ، لماذا لم تهاجموا على بن ابي طالب الذي قال ان القرأن حمال اوجه ؟ حتى اتباع الرسول اختلفوا فيما بينهم و اقتتلوا كما حدث في موقعة الجمل ، حتى الان السنة و الشيعة يتقاتلون في العراق ، فمن على حق الترابي ام انتم الذين اتهمتوه بالتخريف ؟ .
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 2:30:00 2006 الخميس 2 نوفمبر لويل له هيثم لاحول ولا وقوة إى بالله العظيم أقول لكل المشاركين دافعوا عن دينكم دين الإسلام ولا تتعصبوا لفلان مثل الترابي لآنه يخالف ماعليه مئاة الملايين من المسلمين فبا ويله من الله.
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 2:51:40 2006 الخميس 2 نوفمبر واصروا واستكبروا استكبارا Malazada اني أری ايام ما قبل النهضة الاوروبية عندما كان العلماء الاوروبيون يكفرون ويقتلون لآراءهم المخالفة للموروث. واليوم صدق الآية عن العرب والمسلون انفسهم حيث تقول، واسروا واستكبروا استكبارا
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 3:22:40 2006 الخميس 2 نوفمبر عذاب قبر البرزخ احمد في الحقيقة الروح الا تعذب في عالم البرزخ وليس الجسد البالي المراد بقبر البرزخي تعذب الروح فيه
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 4:02:07 2006 الخميس 2 نوفمبر الله اكبر مازن الله يهدينا ويهديه...
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 4:34:10 2006 الخميس 2 نوفمبر ليس إثارة للجدل! السيد الهاشمي لقد تعودنا على المنطق الواحد و الفكر الواحد و القمع للآخرين على الطريقة الوهابية فأصبحت أي نظرة مختلفة عما نراه مثيرة للجدل. ألم يختلف ساداتنا الأئمة الأوائل؟ نعم و لكنهم كلهم مسلمون و اذا كان دين الاسلام هو دين الفكر الواحد فلماذا يوجد سنة و شيعة و في السنة لماذا يوجد أربعة مذاهب؟ إختلاف الفهم موجود و قد كان جواب سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في حجة الوداع لسائليه ; إفعل و لا حرج; فهل نحن على هديه ساثرون؟
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 4:46:06 2006 الخميس 2 نوفمبر يجب أن يذهب عصر الخرافات badder karoum كان الترابي منطقيًا، فقد ولى عصر الجن والخرافات، ويجب تنقية الدين منها، ومن كل الخرافات الآتية من العصور السالفة. وإذا ما تنقى الدين من كل هذه الشوائب والخرافات يمكنه أن يكمل سيره في طريق هدي الانسان إلى الحق والخير...
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 5:36:37 2006 الخميس 2 نوفمبر حرام عليك داليا أنا حقيقي محتاره كيف لشيخ مثله يصرح بمثل هذا الكلام أستغفر الله لنا وله وللمسلمين جميعا
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 5:56:39 2006 الخميس 2 نوفمبر في الامر سعة حقائقي ليس أول من يقول بذلك . الاخوة المعترضون عودوا الى التاريخ الاسلامي وستجدون مقولات الترابي مؤصلة من لدن فقهاء أصوليون . في الامر سعة .. لا تغلقوا ابواب التفكير فيما ألفتوه .
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 6:06:17 2006 الخميس 2 نوفمبر حسبي الله ونعم الوكيل الوليد ياويلك من عذاب القبر
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 6:13:51 2006 الخميس 2 نوفمبر أغلب موروثاتنا كذب ألفة فتأويلات أهل الكهوف وخزعبلات كتبهم الصفراء هي سبب تخلف هذه الأمة. هذا تطور حميد في فكر رجال الدين المستنيرين يذكر فيشكر ولكن نأمل أن لا ينط عبد الصبور شاهين ويحكم على الرجل بالردة
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 6:52:34 2006 الخميس 2 نوفمبر الترابي الحكيم منير الهاشمي أتمنى من علماء المسلمين أن يكونواذو عقلية متفحتة ومتنوره مثل الترابي
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 6:57:46 2006 الخميس 2 نوفمبر انا بما تقول مؤمنيين شعبان شريف شخصيا كنت أملك نفس الهواجس عن عذاب القبر .. وأما فقد أفتي بها الترابي فأننا بما يقول مؤمنون.. فهو أعلم منا في امور الدين ..ولكن لماذا ظل (يخبئ)كل هذا العلم والفتاوي منا طيلة عمله كسياسي ومعارض ويبدو بأن الترابي(رجل الدين ) بدأ يظهر اخيرا ..
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 7:10:38 2006 الخميس 2 نوفمبر فتنة تصيبنا ريما الواضح أن الترابي ليس كما يُقال خرّف أو ما شابه و لكن الظاهر أنه يتعمد و عن قصد أن يشوه عقيدة الاسلام فإن كان يشهد أن لا اله الا الله و أن محمد رسول الله فهل يُعقل أن يكذب القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة؟؟ هناك بعض الناس ممن يظنون أنهم علماء مسلمين يحاولون تشويه هذا الدين الحنيف و القرآن العظيم الذي لا يأتيه الريب من تحته و لا من فوقه و لكن كل تلك المحاولات ليست محاولات فردية بل يقف وراءها أجهزة كاملة و منظمة و بإذن الله كل المحاولات لتشويه و التشكيك بديننا ستبوء بالفشل
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 7:37:46 2006 الخميس 2 نوفمبر لا اله الا الله دكتور علي استغفر الله العظيم انه لا يعترف بالدين الاسلامي وانه لا يستحق ان يقال له ( الشيخ ) اناس و الحكومات العربية اعترضوا عن قول البابا روما بما قال ولكن لاسف لا يعترضون بما يقول هذا ختاماً الهم انصر الاسلام
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 8:22:10 2006 الخميس 2 نوفمبر لاحول ولا قوة الا بالله عواد استغرب هكذا فتوى من هذا القيادي المسلم
--------------------------------------------------------------------------------
GMT 8:36:42 2006 الخميس 2 نوفمبر الأخوة جميل الى الأخوة الأعزاء أصحاب الردود أعلاه الاجابة على ما أورده الاستاذ حسن الترابي في سورة يسن وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (7 قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: بكري الصايغ)
|
16-04-2006, 10:54 ص
الجيلى أحمد
.
تاريخ التسجيل: 27-03-2006 مجموع المشاركات: 497
Re: الكيزان والتبرؤ من الترابى..!! (Re: الجيلى أحمد)
الدكتور حسن عبدالله الترابى,أو كما (يدلعه) تلامذته بالشيخ, هو عراب مشروع النهضه الإسلاميه الحضارى فى السودان..وعلى إختلافات تسمية تجربة مايسمى (بالحركة الإسلاميه) فى السودان فإن هدفها الأساسى كان إقامة دولة إسلاميه- نظر- لوجودها الترابى من أكبر التفاصيل السياسيه والإنقلابيه مرورآ بالحيل الفقهيه والدينيه على إختلافاتها حتى المظهر والشكل وطريقة الحديث والضحك ومصطلحات الخطاب.. بعد صراع القوى الآخير يتم رمى الترابى بل وربما تكفيره وإتهامه بالذندقه والفجور.. لانطيل هنا كثيرآ , فنسأل: -ألا يعنى هذا التبرؤ من الشيخ ورميه بالذندقه والكفر بطلان المشروع الحضارى ومايسمى بالحركة الإسلاميه.. -ماهو موقف الكيزان والمتعاطفين معهم من الجرائم والتجاوزات الأخلاقيه وغيرها من الممارسات التى تمت فى عهد الإنقاذ تحت إمرة الترابى.. أسيئله كثيره نعود لتفصيلها لاحقآ.. المهم أن نسمع رائآ واضحآ من أتباع الجبهه والمتعاطفين معها هنا حول تبرؤهم من الشيخ وتبعات ذلك..
****قبل أن نمضى قدمآ وجب الإشارة لأن الحديث أعلاه وماقد يرد لاحقآ لايعنى البته الشماته أو الوقوف مع المكفرين ومحاكم التفتيش بل على العكس أقف تمامآ مع الترابى ضد أى محاولة لتكفيره أو محاكمته بسبب تصريحاته.. كل الذين كتبوا هنا عن تكفير الترابى وذندقته, نطالبهم برأى واضح حول الحركة الإسلاميه والمشروع الحضارى كتبعات لوصف عرابهم وشيخهم بالكفر والذندقه.. إصباغ أى صفات تكفيريه وأى تخلى عن شيخهم يعنى بطلان حركتهم وكل مابنيت وقامت عليه دعوتهم ومشروعهم ولهذا البطلان أيضآ تبعاته...
---------------------------------------------------------------
نوهت الكثير من الأصدقاء ومن ناقشتهم فى أمر اقوال الترابى الأخيرة, إلى عدم الوقوع فى التحليل الخاطئ للأمر بإعتباره مهاتره ولعبة عابره, الأمر عميق ومدروس بشكل جيد سواء من الترابى أو جماعته (الشعبى), والأمر يشكل نزع جلد كامل وتغيير لصيغ تم التعارف عليها فيما يسمى بالحركة الإسلامية طوال الفترة السابقه..وللأمر الكثير من تداعياته الجانبيه غير ذات الأهميه ,ولكن يبقى المهم فى رأى أن الترابى وجماعته قادرون على العبور بهذه اطفرة الإنقلابيه إلى أرض ما,... يهمنا الآن أن نستنطق كل الجبهجية حول مشروعهم الحضارى وماقامت عليه حركتهم من أباطيل وأكاذيب لاتمت للدين- بإعتبار تكفير شيخهم-.. نقول هذا لأنى أرى أن الكثيرين سيبلعون تكفيرهم هذا,لو لم يخففوا من لغتهم ويعتبرونها لاحقآ أزمة مرحلة على أقل تقدير.. كل الأقوال والفتاوى الآخيره والتى ذج بها الترابى فى معتركه السياسى ستحدث خلخله فى الوضع القائم وبعض الآثار الجانبية ولكنها حتمآ تعرف طريقها إلى حيث ستحتوى لاحقآ ويتم تبنيها, مايهمنا الآن تبيان هذا البطلان فى حركتهم وتثبيته حتى لايفكر الأخوان المسلمين فى حكمنا مجددآ بإسلامهم السياسى,وليتحولوا إلى جماعات ضغط راغبة عن السلطة -كما ذهب بعض مفكريهم-
--------------------------------------------------------------------------------- الترابى قصد من توقيت التصريح بهذه الفتاوى خلخلة النظام القائم بعد أن أصبح خارج السلطة,وقد أوصل رسالة مهمة لصبيته وتلامذته فى المؤتمرين فحواها أنه لايزال قادرآ على صنع الدهشه وقلب الطاولة بيد واحدة ولو بلغ السبعين,, المهم فى الأمر أن الفتاوى والتصريحات الدينيه والفقهيه أصبحت سلاح رئيسى تستخدمة الجبهة فى صراع أجنحتها الداخلى وأيضآ مع الآخرين, وهو النهج الذى تأسست علية الممارسة السياسيه لمؤسسات الإسلام السياسى.. الأمر برمته ينعكس سلبآ على السجال الدينى والمفترض حسمه داخل المؤسسات الدينيه عوضآ عن مؤسسات الحكم والأحزاب السياسيه.. -----------------------------------------------------------------------------------
15-04-2006, 06:31 ص
الجيلى أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: بكري الصايغ)
|
to mr musylama al turabi ++++++++++ شــكرا مني..علي الحقيقة
وفعلا..
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
********************
في اي كتاب مكتوب الشعب يعيش مغلوب حق الكلام مسلوب بالحقد شحنت قلوب
شهيتنا في اللالوب
******************** في دولة الأرزال الدين بقي إذلال المر بتقولوا ذلال وإتلموا الككو غزال ******************** الجبهجي النسناس الدين كرامة الناس الدين للعدل أساس الدين للعاري لباس ما قطع اليد والراس
******************** يا حاقد يا مهووس عملت الدين جــاسوس لكرامة الشعب يدوس حتــاخد يا منحوس من شعبنا أقصي دروس ********************
الجبهجي الكضاب ال للحقوق نهــاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
أوع تقول شرع الله سميهاشريعة الغاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: بكري الصايغ)
|
الـمصــدر: رأى الشعب نوفمبر 3, 2006 ----------------------------------------------------
-آراء الترابي من غير تكفير ولا تشهير
اسلام عليكم رجاء التكرم بنشر هذه الدراسة. لقد انفصلت الهوامش عن النص ولم أستطع ربطها هنا ولكن إن قررتم نشرها بعثتها لكم على ملف وورد. ويمكنكم الاطلاع عليها على مجلة العصر: www.alasr.ws أخوكم/ محمد الشنقيطي تكساس- الولايات المتحدة tel: 18067994785 e-mail: [email protected] www.fiqhsyasi.net
آراء الترابي.. من غير تكفير ولا تشهير محمد بن المختار الشنقيطي
لا تزال الآراء التي أفصح عنها الدكتور حسن الترابي مؤخرا تثير عاصفة من الردود. وقد وجدت من خلال تتبعي للجدل الدائر حولها شيئا من التساهل في النقل، والتسرع في الحكم، واتهام النوايا، ونقص الاستقراء، وصياغة المسائل الفرعية صياغة اعتقادية، والظاهرية التجزيئية في التعامل مع النصوص، وتداخل الأهواء الشخصية والسياسية مع الآراء الشرعية. وهذه نظرات على معظم آراء الترابي المثيرة للجدل، نضع من خلالها هذه الآراء ضمن سياق التراث الإسلامي، آملين من خلال ذلك أن يرتفع الحوار حول آراء الترابي إلى مستوى الحوار المعرفي، بديلا عن خطاب التكفير والتشهير. فلست أشك أن لدى كل من الترابي ومخالفيه من أهل العلم ما يثري الحوار وينفع الأمة، إذا ساد الجِدُّ العلمي وخلصت النية لله رب العالمين.. ولست بالذي يفاجأ إذا أحاط بآراء الترابي الكثير من اللبس وسوء الفهم، فقد كنت أشرت في مقدمة كتابي عن "الحركة الإسلامية في السودان: مدخل إلى فكرها الاستراتيجي والتنظيمي" إلى ما اتسمت به كتابات الترابي من "التجريد في الأفكار والمصطلحات"، مؤكدا أنه "ليس من السهل على شباب الصحوة الإسلامية غير المتمكنين من ناصية اللغة العربية، المتمرسين بالمفاهيم الفلسفية والأصولية، أن يستوعبوا جميع كتابات الترابي بعمق، وهي كتابات تجمع بين تجريدات (هيجلْ) الفلسفية ولغة الشاطبي الأصولية". ومما يحسن بيانه هنا أيضا أن هدف هذه الملاحظات ليس الدفاع عن شخص الترابي، فأنا –بنعمة من الله- ممن يؤمنون بقدسية المبادئ وأرجحيتها على مكانة الأشخاص، بمن فيهم الصحب الكرام رضي الله عنهم، وكتابي المعنون: "الخلافات السياسية بين الصحابة: رسالة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ" رسالة تأصيلية في هذا السبيل نسأل الله قبولها ووصولها.. كما يحسن التأكيد على أني لم ألتق الدكتور الترابي قط، ولا وطئت قدمي أرض السودان الطيبة. ويوم كان الترابي ذا جاذبية سياسية عظيمة وحضور وطني ودولي لم أحضر مؤتمراته، ولا اشتركت في "مؤتمره الشعبي العربي الإسلامي".. أما اليوم فإن الترابي فقدَ الكثير من بريقه السياسي الذي اكتسب به أنصارا وأتباعا في الماضي، ولم يعد ممن يخشى الناس لهبَه أو يرجون ذهبَه كما يقال. فلست إذنْ بالذي تجمعه مع الترابي علائق شخصية أو سياسية تؤثر سلبا أو إيجابا على رأيي فيه وفيما يطرحه من آراء مثيرة، وإنما أنا طالب علم أهتم بتجارب الحركات الإسلامية وفكر قادتها وعلمائها، وقد دفعني البحث في تجربة الحركة الإسلامية في السودان إلى تتبع فقه الترابي عن كثَب، والبحث في سياق أقواله ضمن رؤيته الفكرية العامة. فهدف هذه الملاحظات حصرا هو دفع داء التكفير والتشهير الذي يستسهله البعض اليوم، والحث على أخذ المسائل الشرعية بمأخذ الجد دون تعجل، والعودة إلى منهج العلم والعدل وحسن الظن بأهل العلم، مهما أغربوا أو خالفوا المتعارف عليه من النقول والفهوم، كما أوصى فقيه الأندلس أبي بكر بن عاصم في "مرتقى الوصول": وواجبٌ في مشكلات الحكمِ *** تحسيننا الظن بأهل العلمِ وأرجو من الله عز وجل أن تعين هذه الملاحظات على تبصرٍ أكثر بالمسائل المطروحة، وعدمِ استسهال البتِّ فيها بتسرع، وإمساكِ أهل العلم والعدل بزمام المبادرة فيها، وهم الذين يستطيعون أن يقدموا للأمة ما يفيدها في هذه المسائل، بدلا من تركها منبرا مفتوحا لمتتبعي العورات، المسترخصين تكفيرَ أهل التوحيد وتضليلَهم وتبديعَهم. ورحم الله إمام الحرمين الجويني إذ يقول: " فإن قيل: فَصِّلُوا ما يقتضي التكفير وما يوجب التبديع والتضليل. قلنا: هذا طمع في غير مطمع، فإن هذا بعيد المدرَك ومتوعر المسلك" . ***** لقد وجدت قسما كبيرا مما أنكر على الترابي أمورا اعتقادية أو فقهية منسوبة إليه تحاملا أو سوء فهم، وهي: القول بالفناء الحلولي في ذات الله، وإيمان أهل الكتاب، وإباحة الردة والخمر، وإسقاط الخمار. فلنستعرض هذه الأمور بإيجاز: الفناء في ذات الله قال بمقولة الفناء الحلولي في ذات الله بعض ملاحدة المتصوفة والفلاسفة في الماضي والحاضر. ولم أجد في موضع من مؤلفات الترابي –على مراسي بها وطول اصطحابي لها- استعمال مصطلح "الفناء في الله" ولا "الفناء في ذات الله"، وإنما وجدته يستعمل مصطلح "الفناء في سبيل الله" وأحيانا يستعمل مصطلح "الفناء في أمر الله" فيقول مثلا إن التوحيد "يحرر المؤمن من كل ما يستعبده في النفس والمجتمع ويخلصه لربه، فيلتزم من تلقاء نفسه بأمر الله ويتحد به ويفنى فيه، ولا يستشعر مجانبة ولا حرجا" . وهو قطعا لا يقصد باستعمال هاذين المصطلحين أكثر من استهلاك النفس والمال في نصرة الإسلام، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "ورجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" . كما وجدت الترابي يتحدث عن "مرحلة الفناء" ضمن حديثه عن التطور التنظيمي للحركة الإسلامية، ويقصد به فناء الحركة في المجتمع وذوبانها فيه بعد نضجها وصلابة عودها، مقابل مرحلة التمايز والانحياز عن المجتمع التي تصاحب فترة التأسيس. وإحسانا للظن بخصوم الترابي أرى أن اللبس قد دخل عليهم من شَبَه الاصطلاح هذا، وهم لا يدركون –على ما يبدو- أن استعمال مصطلحات الحلولية الملحدة ليس مرادفا للإيمان بمضمونها، وأن لا مشاحة في الاصطلاح ابتداء، فهذه ألفاظ عربية كانت موجودة قبل أن تظهر عقيدة الفناء الحلولي في الثقافة الإسلامية. ولغة الصوفية واصطلاحاتها سائدة في السودان وغيره من البلدان التي دخلها الإسلام على أيدي المتصوفة، فالدكتور حسن مكي مثلا يتحدث عن "فناء" الجيوش المعاصرة في الدولة . فاستعمال اصطلاحات "القوم" من طرف الترابي أو غيره لا يعني بالضرورة إيمانا بمدلولها عند غلاتهم. وحتى الصوفية الذين يستعملون مصطلح "الفناء في الله" لا يقصد أغلبهم به الحلول، وإنما استعار أغلبهم هذا التعبير المنحرف من فلسفة الأوائل ودرجوا على استعماله من غير علم بمدلوله الأصلي، ولو سألت أغلبهم اليوم عن معناه لما استطاعوا جوابا. وقلَّ أن يطلع الباحث على تشخيص أدق لانحرافات بعض المتصوفة أو تعبير أعمق عنها مثل تشخيص الترابي وتعبيره وهو يصف ما في "واقع الصوفية من بدعيات وجهالة في الاعتقاد والعمل، ومن كثافة طقوس تكاد تستنزف طاقات التدين في المراسم والأشكال، ومن رخاوة شرعية تقعد بصاحبها ساكنا عاجزا، ومن فرْط ولاء واتباع يكاد يحجب عن الله..." . إيمان أهل الكتاب ومن أكثر الأمور إثارة قول خصوم الترابي إنه يقول بإيمان أهل الكتاب، مما يوحي بأنه يسوي بين المسلمين وأهل الكتاب في الاعتقاد، وهذا مثال آخر على التحامل وسوء الفهم. فلم يقصد الترابي يوما أن دين أهل الكتاب في حالته الراهنة صحيح مقبول عند الله تعالى، ولا أنهم غير مطالبين باعتناق الإسلام، ولا هو يسوي بين توحيدنا وتثليثهم، كيف وهو الذي كتب أحد أعمق الكتب وأجملها عن "الإيمان: أثره في حياة الإنسان"، وبين فيه بمنهجه التركيبي البديع أنواع الانحرافات التاريخية التي دخلت على منهاج التوحيد. وهو يُرجع أغلب أمراض التدين لدى المسلمين إلى اتباعهم سنن أهل الكتاب في فهم النصوص وفي تنزيلها على الوقائع. لقد وصف القرآن الكريم أهل الكتاب بالكفر في آيات عديدة يعسر حصرها. كما وصفهم بالشرك في بضع آيات، منها قوله تعالى: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون" وقوله تعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار" . وكلام الترابي صريح بكفر أهل الكتاب وبشركهم. والذين يظنون أن الترابي المتضلع بمعاني القرآن الكريم يجهل ذلك أو لا يقول به مخطئون من دون ريب. ففي كتابه: "السياسة والحكم" وهو آخر ما كتبه من كتب (صدرت طبعته الأولى عن دار الساقي عام 2003) يصم الترابي أهل الكتاب بوصمة الشرك ثلاث مرات في صفحة واحدة، مستشهدا بنصوص القرآن الكريم، فيقول: "فقد كان الكتابيون بعد الدين الحق قد ارتدوا إلى إشراك... وكانوا يحملون على دين التوحيد المتجدد وهم مشركون... وفي شمال الجزيرة العربية تحالف الإشراك كافة كتابيا وعربيا، وأخذ يعدو على المسلمين" . كما وصم الترابي أهل الكتاب بوصمة الكفر أكثر من مرة في نفس الكتاب فتحدث عن "الكفر الكتابي" ضمن وصفه لحال يهود المدينة أيام النبوة. أما تمييز الترابي لأهل الكتاب عن المشركين أحيانا فهو تمييز اصطلاحي، وله أصل في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين..." . قال ابن تيمية: "إن الشرك المطلق في القرآن لا يدخل فيه أهل الكتاب وإنما يدخلون في الشرك المقيد قال الله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين) فجعل المشركين قسما غير أهل الكتاب" . وقال: "فلأجل ما ابتدعوه من الشرك الذي لم يأمر الله به وجب تمييزهم عن المشركين، لأن أصل دينهم اتباع الكتب المنزلة التي جاءت بالتوحيد لا بالشرك" . وكذلك تمييز الترابي بين أهل الكتاب والكفار تمييز اصطلاحي، وله أيضا أصل في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا" . وإذا كان كثيرون لا يرون التباسا في التمييز الاصطلاحي بين أهل الكتاب والمشركين، لكثرة ما تردد في القرآن الكريم، فإن بعضهم يستشكل التمييز الاصطلاحي بين أهل الكتاب والكفار. لكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ممن انتبهوا إلى وجود هذا التمييز في الكتاب العزيز، فقال: "مع أن الكفار قد يُميَّزون من أهل الكتاب أيضا في بعض المواضع كقوله: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) فإن أصل دينهم هو الإيمان، ولكن هم كفروا مبتدعين الكفر" . ومما يثير الإشكال لدى خصوم الترابي استعماله مصطلحات غربية لم يعتدها جل الدارسين بالجامعات الإسلامية، مثل مصطلح Monotheistic Religions الذي يترجم عادة بعبارة "الديانات التوحيدية"، ومصطلح Abrahamic faiths ويترجم عادة بعبارة "الديانات الإبراهيمية" ويراد بهاذين المصطلحين في الجامعات الغربية اليهودية والمسيحية والإسلام. وهي ترجمة غير دقيقة، لأن اليهودية والمسيحية لم تعودا ديانتين توحيديتين ولا ملتين إبراهيمتين، ولكن الترابي ومالك بن نبي وغيرهما من كتاب الإسلام المتضلعين بالثقافة الغربية يستعملونها اصطلاحا، وإن لم يعنوا معناها المتبادر في أصل الوضع اللغوي العربي، أو في الاصطلاح الشرعي الإسلامي. وقد رأينا كيف ميزت آيات من القرآن الكريم بين أهل الكتاب والمشركين وبين أهل الكتاب والكفار تمييزا اصطلاحيا، دون أن ينفي ذلك صفة الشرك والكفر عن أهل الكتاب. ويتحدث الترابي أحيانا عن التراث المشترك بين المسلمين والمسيحيين. وقد أثار هذا النوع من أحاديث الترابي حفيظة البعض، رغم أنه كلام لا غبار عليه، ففي الإسلام والمسيحية –رغم الخلاف في مسائل أساسية من العقيدة- مشتركات كثيرة، اعتقادية وأخلاقية وعملية. ويكفي تصفح العهد القديم (التوراة) والعهد الجديد (الإنجيل) الموجودان الآن –على تحريفهما- لترى أوجه الشبه الكثيرة مع النص القرآني. فقصة آدم ونوح ويوسف وعدد آخر من الأنبياء عليهم السلام تتشابه كثيرا في القرآن الكريم وفي العهد القديم وأحيانا بنسبة لا تقل عن السبعين بالمائة. وهنالك مشتركات كثيرة في مجال الإيمان بالمعاد والجزاء. كما أن الدعوة إلى فضائل الأخلاق من الصدق والأمانة والإنصاف وحسن الجوار...الخ متشابهة في القرآن الكريم وفي "العهد الجديد". لكن الترابي لم يقصد في يوم من الأيام مساواة بين الإسلام وديانات أهل الكتاب الحاليين في التوحيدية أو في الإبراهيمية، بل تواتر كلامه نافيا لذلك. فهو يقول مثلا نافيا عن النصارى صفة التوحيدية: "انقطع النصارى عن الرب الواحد بالواسطات الكنسية، وعن أصل دينهم بالمقولات العقدية لمؤتمرات القديسين" . ويؤكد أن اليهود والنصارى "أشد كفرا بالرسالة المحمدية، غيرة من أصالتها الإبراهيمية" . فهل يقول منصف بعد هذا أن الترابي يسوي بين الوحي الإسلامي الأصيل والمحرَّف الكتابي الدخيل؟! لقد جاء القرآن الكريم مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل، وهو ما يقتضي بقاء شيء من الحق يصدقه القرآن، ولكنه جاء أيضا مهيمنا عليهما، وهو ما يستلزم رد ما يخالف القرآن في نصوصهما المحرفة الحالية. وثنائية التصديق والهيمنة هذه تختصر العلاقة الدينية بين المسلمين وأهل الكتاب. وقد تحدث ابن القيم عن المشتركات مع أهل الكتاب، فقال: "قالوا [أي العلماء الذين يخصون أهل الكتاب بدفع الجزية دون غيرهم من الكفار]: ولا يصح إلحاق عبدة الأوثان بأهل الكتاب، لأن كفر المشركين أغلظ من كفر أهل الكتاب. فإن أهل الكتاب معهم من التوحيد وبعض آثار الأنبياء ما ليس مع عباد الأصنام ويؤمنون بالمعاد والجزاء والنبوات، بخلاف عبدة الأصنام. فعبدة الأصنام حرب لجميع الرسل وأممهم من عهد نوح إلى خاتم الأنبياء والمرسلين. ولهذا أثر هذا التفاوت الذي بين الفريقين في حِلِّ الذبائح وجواز المناكحة من أهل الكتاب دون عباد الأصنام" . وماذا سيكون يا ترى رد فعل المنكرين على الترابي هنا إذا قرأوا هذا الكلام لابن القيم، وهو يعزو فيه إلى "طائفة من أئمة الحديث والفقه والكلام" منهم الإمام البخاري وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الرازي قولهم بأن التوراة الموجودة في أيدي اليهود اليوم غير محرفة أصلا، وأن التحريف وقع في تأويل النص، لا في النص ذاته. قال ابن القيم: "فصل: وقد اختلفت أقوال الناس في التوراة التي بأيديهم هل هي مبدلة، أم التبديل والتحريف وقع في التأويل دون التنزيل على ثلاثة أقوال: طرفين ووسط. فأفرطت طائفة وزعمت أنها كلها أو أكثرها مبدلة مغيرة، ليست التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام، وتعرض هؤلاء لتناقضها وتكذيب بعضها لبعض، وغلا بعضهم فجوز الاستجمار بها من البول. وقابلهم طائفة أخرى من أئمة الحديث والفقه والكلام فقالوا: بل التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل، وهذا مذهب أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال في صحيحه: (يحرفون: يزيلون، وليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله تعالى، ولكنهم يحرفونه، يتأولونه على غير تأويله). وهذا اختيار الرازي في تفسيره. وسمعت شيخنا [ابن تيمية] يقول: وقع النزاع في هذه المسألة بين بعض الفضلاء فاختار هذا المذهب ووهَّن غيره، فأُنكِر عليه، فأحضر لهم خمسة عشر نقلا به... وتوسطت طائفة ثالثة، وقالوا: قد زيد فيها وغُيِّر ألفاظٌ يسيرة، ولكن أكثرها باق على ما أنزل عليه، والتبديل في يسير منها جدا. وممن اختار هذا القول شيخنا [ابن تيمية] في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)... ونحن نذكر السبب الموجب لتغيير ما غير منها، والحق أحق ما اتبع. فلا نغلو غلو المستهينين بها المتمسخرين بها، بل معاذ الله من ذلك، ولا نقول إنها باقية كما أنزلت من كل وجه كالقرآن" . والتوراة الموجودة في أيدي اليهود منذ مجيء الإسلام إلى اليوم هي الأسفار الخمسة الأولى مما يعرف اليوم بالعهد القديم (أسفار: التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية) وليس من ريب أن العلماء القائلين إنها لم تنلها يد التغيير والتبديل قد أخطأوا خطأ جسيما، إذ يكفي تصفح سريع لتلك الأسفار للتوصل إلى استنتاج قاطع بتحريفها. ولو كان الترابي اليوم يقول إن التوراة الحالية لا تزال طرية كما أنزلت من عند الله لاستبيح دمه. رغم أن هذا الخطأ الفادح وقع فيه في الماضي علماء أعلام من حجم الإمام البخاري والإمام الرازي. ورغم ذلك فلا تزال الأمة تجلُّهم، وحق لها ذلك، فهم أهل للإجلال والإكبار. والخلاصة أن ما قيل من قول الترابي بإيمان أهل الكتاب مجرد سوء فهم لتمييزات اصطلاحية يستخدمها أحيانا لدواع لغوية أو لمناورات سياسية. وأن تكفيره والتشهير به بسبب ذلك ينافي العلم والعدل الواجبان في مواطن الخلاف. إباحة الردة والخمر ومما نسبه إلى الترابي خصومه تحاملا أو سوء فهم قولهم إنه يبيح الردة، وهو لم يبحها قط وما يستطيع مسلم أن يبيحها، وإنما يقول الترابي – شأن العديد من العلماء المعاصرين وبعض المتقدمين- إنه لا عقوبة دنيوية قانونية على الردة ما لم تتحول إلى خروج سياسي وعسكري على الجماعة. فالردة تبقى أعظم الذنوب في الإسلام، لأنها هدم لأساس الدين، ولا ينكر الترابي ولا غيره من المسلمين ذلك، لما ورد فيه من آيات محكمات، مثل قوله تعالى: "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" . وغاية ما يقول به الترابي إن عقوبة الردة –إذا لم يصحبها خروج على الجماعة- محصورة في العقوبة الأخروية، وفي ذلك يقول: "وللمجتمع بمشيئته أن يؤمن أو يكفر بالرسالة الحاملة للشريعة، متروكا لأجَل القيامة وحسابها في مواقفه" "ويخلِّي الشرع للإنسان أن يصرف رأيه تثبتا أو تعديلا أو تبديلا، ولو في أصل مذهبه مؤمنا، قد يؤاخَذ على ذلك غيبا في الآخرة، ولكن لا يؤذيه أحد في الدنيا بأمر السلطان" . فالذي يدعي أن الترابي بهذا يبيح الردة، كالذي يدعي أن القرآن يبيح الردة بقوله تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وما أفدحه من خطإ وأعرجَه من فهم!! إن هنالك فرقا شاسعا بين الذنب الواقع بين العبد وربه، وبين الجريمة بالمعنى الجنائي الذي يعاقب عليه الشرع عقوبة قانونية دنيوية، فعدد الكبائر في الإسلام حسب ما يروى عن ابن عباس يناهز السبعين، والشرع لم يجعل لأكثرها عقوبة قانونية دنيوية، ولم يقصد الترابي في حديثه عن الردة أكثر من ذلك.. لكن الذين لا يميزون بين القانون الخلُقي (حق الله) والقانون الحقوقي (حق العباد) في الإسلام يخلطون في هذا الأمر خلطا عظيما. وسنتحدث عن قول الترابي في عقوبة المرتد لا حقا في هذه الملاحظات، لأن ما يهمنا في هذه الفقرة هو بيان التحامل والتأويل السيء الذي لابس الجدل بين الترابي وخصومه. وفي إطار التحامل وسوء الفهم يأتي اتهامهم للترابي بإباحة الخمر، وهو لم يبح الخمر قط، بل جاهد عقودا من الزمن لمحو الخمر من المجتمع السوداني المسلم الذي ابتلي بهذا الداء العضال منتصف القرن العشرين، حتى تحدث الدكتور عبد الوهاب الأفندي عن أن "ثقافة الجيش [السوداني]... كانت محكومة بقواعدها الخاصة التي تعتبر تعاطي الخمر وممارسة الزنا عنوانا للرجولة" . ومرد سوء الفهم هنا هو الخلط بين القانون الخلُقي والقانون الحقوقي في الإسلام مرة أخرى. وهو لبس حاول الترابي في كثير من كتاباته إزالته، وبين أن تعاليم الإسلام أوسع كثيرا من أحكام الشريعة بالمعنى القانوني، فهي تشمل سلطة الضمير، وسلطة المجتمع، وسلطة القانون، أو بحسب تعبيره: "الوجداني الخاص للفرد، والاجتماعي الأخلاقي للمجتمع، والقطعي السلطاني للشريعة" . وهو يؤكد ضمن هذه الرؤية أن القانون لا يطال شارب الخمر إلا إذا بلغت فعلته السلطان، فأصبحت بذلك أمرا عاما. وهذا قول صحيح، ولا يقصد به االترابي أكثر من كون استتار المذنب يجنبه العقوبة القانونية، وهو لم يقل إن ما فعله ذلك المذنب مباحا عند الله عز وجل. فعدم وجود عقوبة دنيوية على الذنب أو عدم إيقاعها لا يجعل الفعل مباحا، وكم من معصية شرعية نصبت لها الشريعة عقوبة أخروية، لكنها لم تعتبرها جريمة جنائية ولم ترسم لها عقوبة قانونية دنيوية. ومن المعلوم أن الشرع يأمر بالستر، ولا يبيح للحاكم التجسس على الناس وتتبع عوراتهم وذنوبهم، وإنما يأمره أن يأخذهم بما يجاهرون به. وقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عز وجل عنها، فمن ألم فليستتر بستر الله عز وجل، فإنه من يبد لنا صفحته نُقمْ عليه كتاب الله" وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: " إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم" . إسقاط الخمار عن المرأة ومن هذا الصنف القول بأن الترابي لا يرى وجوب الحجاب (بمعنى غطاء الرأس)، في حين أن الرجل لم يقل سوى أن القرآن الكريم لا يستعمل لفظ الحجاب بمعنى الخمار، وهو يقصد أن الواجب على عامة المؤمنات هو الخمار أي غطاء الرأس، وليس الحجاب بالمصطلح القرآني الذي يراد به الساتر المادي بين الرجال والنساء، وقد استُعمل في القرآن الكريم ضمن الحديث عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. فكان كلام الترابي في هذه المسألة تحليلا لغويا لا فتيا شرعية، وهو كلام صحيح ودقيق. لكن المتحفزين لتتبع عورات الرجل حملوا كلامه على أنه إسقاط لوجوب الخمار، وكلام الرجل صريح بأنه لا يقصد ذلك ولا يؤمن به. فكتاب الترابي عن "المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع" طافح بالدعوة إلى العفاف والستر بما في ذلك الخمار، وفيه يقول الترابي: "وهديُ النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يبدو من المرأة إلا الوجه والكفان" . وقد بين الترابي المحامل السيئة التي حمل عليها خصومه كلامه عن الحجاب والخمار، فقد سألته صحيفة الشرق الأوسط يوم 21/4/2006: "أثار حديثكم عن الحجاب جدلا واسعا، باعتبار أنه تغطية الصدر من دون الرأس.. فما حقيقة هذا الأمر؟" فرد الترابي: "هذه أكاذيب بعض الصحافيين الذين لم يحضروا الندوة التي تحدثت فيها عن بعض قضايا المرأة المسلمة. فهناك كلمات كُتبتْ لم أقلها، فبعض الصحافيين يستهويهم اسم الترابي فينسبون إلي ما لم أقله. فأنا في تلك الندوة ما كنت أتحدث عن أحكام أصلا، بل كنت أتحدث عن أن لغة القرآن نفسها اختلفت جدا في مصطلحات الناس. فالقرآن تحدث عن الحجاب أنه في حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نساء الرسول عليهن أحكام خاصة عن غير النساء وعلى الرسول نفسه أحكام خاصة من دون الرجال المؤمنين... فالحجاب هو ستار عام ليس هو زي في لبس المرأة. فهو حجاب عام قد يتخذ استعارة في اللغة كأن تصف أن بين الناس وبين القرآن حجابا... قلت في المحاضرة إذا تحدثنا عن زي المرأة لا تتحدثوا عن حجاب والمعركة حول الحجاب والمحتجبة، لكن تحدثوا عن الخمار، تحدثت هكذا بيانا للغة لا الأحكام... ولكن يطير بعض الناس بالأخبار (الترابي أنكر الحجاب) (الترابي يقول إن الحجاب للصدور فقط) كأني أريد أن يكون كل ما تحت الصدر أي من البطن كله يكون كاشفا!! ولكن هذا غباء عظيم وتزوير في الروايات عن الناس. ليت الصحافيين فقط يأخذون سماعة الهاتف ويسألونني ليتثبتوا من مثل هذه الأخبار... أنا لا أسميه أصلا حجابا، أسميه خمارا، لأن القرآن سماه لنا خمارا وسمى لنا الستار في الغرفة حجابا" . ولولا ولع الترابي بالتدقيق اللغوي والاصطلاحي لما اهتم أحد بهذا الأمر أصلا. وعموما فهو لم يفعل هنا سوى أنه آثر استعمال الاصطلاح القرآني على الاصطلاح الفقهي السائد. ***** القسم الثاني من المآخذ على الترابي قضايا فقهية فروعية يصلح الاختلاف فيها، وفيها خلاف قديم طمره تراكم الجهل وطول العهد وانبتات الأمة عن تراثها الزاخر، مثل قتل المرتد، وإمامة المرأة الرجال، وبقاء المسلمة في عصمة زوجها المسيحي، وتنصيف شهادة المرأة بشهادة الرجل في الأموال. وآراء الترابي فيها –في تقديري- منها ما هو مقبول ومستنده قوي رغم إغرابه وقلة القائلين به اليوم، مثل رفضه لقتل المرتد المسالم، وتسويته بين الرجل والمرأة في الشهادة، ومنها ما هو ضعيف المستند، لكنه يبقى من موارد الاجتهاد، وقد قال به علماء أعلام من قبل، فلم يجعلهم ذلك كفارا، ولا حتى أخرجهم شذوذهم عن دائرة "السنة والجماعة"، وهي دائرة أضيق كثيرا من دائرة الإسلام الواسعة. فتحويل هذا الأمر اليوم إلى قضية كفر وإيمان غلو وتهويل، وهو يدل على الروح السياسية والطائفية التي سادت هذا الجدل أكثر من الروح العلمية النزيهة. إمامة المرأة الرجال وخذ مثلا قضية إمامة المرأة الرجال. فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ينسب إلى الإمام أحمد بن حنبل جوازها في بعض الظروف فيقول: "جوَّز أحمد في المشهور عنه أن المرأة تؤم الرجال لحاجة، مثل أن تكون قارئة وهم غير قارئين، فتصلي بهم التراويح، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأم ورقة أن تؤم أهل دارها، وجعل لها مؤذنا. وتتأخر خلفهم وإن كانوا مأمومين بها للحاجة. وهو حجة لمن يجوز تقدم المأموم لحاجة" ويقول ابن تيمية: "قلت: ائتمام الرجال الأميين بالمرأة القارئة في قيام رمضان يجوز في المشهور عن أحمد. وفي سائر التطوعات روايتان" . وهذا الإمام النووي يقول: "قال أبو ثور والمزني وابن جرير تصح صلاة الرجال وراءها حكاه عنهم القاضي أبو الطيب والعبدري" . وهذا ابن رشد يقول: "اختلفوا في إمامة المرأة، فالجمهور على أنه لا يجوز أن تؤم الرجال، واختلفوا في إمامتها النساء، فأجاز ذلك الشافعي، ومنع ذلك مالك. وشذ أبو ثور والطبري فأجازا إمامتها على الإطلاق" . فحديث قول الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان عن "إجماع الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أن المرأة لا تؤم الرجال" تعميم لا يصلح، وتجاهل لقول الإمام أحمد وغيره في هذا الباب. لقد تمنيت لو أن خصوم الترابي تحدثوا في هذا الأمر بلغة فقهية مثل لغة ابن رشد إذ يقول: "وشذ أبو ثور والطبري، فأجازا إمامتها على الإطلاق". فلم لا نقول: "شذ الترابي فقال بإمامتها على الإطلاق"، بديلا عن لغة التكفير والتشهير؟!؟ فليس من علماء الإسلام المعتبَرين إلا وله أقوال شاذة وغرائب، والشذوذ يسمى شذوذا ولا يسمى كفرا أو فسوقا. وكم من رأي فقهي كان شاذا في عصر ثم تلقاه الناس بالقبول في عصر آخر، فابن تيمية رحمه الله لقي عنَتا كثيرا من علماء عصره والعصور الخالفة من بعدهم، لقوله بعدم إيقاع الطلاق ثلاثا في لفظ واحد، لكن أغلب الفقهاء اليوم يقولون بقوله هذا. وبالطبع فإن مستند الترابي في قوله بإمامة المرأة، هو ذاته مستند أبي ثور والطبري والمزني ممن قالوا بإمامة المرأة الرجال في الفرائض، ومستند الإمام أحمد في قوله بإمامتها في التراويح، وهو حديث أم ورقة رضي الله عنها أنها "كانت قد جمعت القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن، وكانت تؤم أهل دارها" وفي رواية: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنا يؤذن لها، وأمرها أن تؤم أهل دارها" وفي رواية ثالثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "انطلقوا بنا نزور الشهيدة. وأذِن لها أن يُؤذَّن لها، وأن تؤم أهل دارها في الفريضة، وكانت قد جمعت القرآن" . وقد تضمن حديث أم ورقة تعيين مؤذن لها مما يرجح صلاة رجل واحد على الأقل خلفها.. كما أن رواية ابن خزيمة تتحدث عن كونها " تؤم أهل دارها في الفريضة" وهو ما ينفي حصر إمامة المرأة الرجال في النوافل أو التراويح فقط. فالذي أراه في هذا الأمر -والله أعلم بالصواب- أن إمامة المرأة الرجال في صلاة الفريضة بالمساجد لا تجوز قطعا، إذ الأصل في الشعائر التوقف، ولم يرد نص بإمامة المرأة الرجال في الفريضة بالمسجد، فيجب القول بتحريمه رغم أنف القائلين بالإطلاق، مثل أبي ثور والطبري والترابي.. وكل ما سوى ذلك -مثل إمامتها أهل بيتها رجالا ونساء في الفريضة، وإمامتها غير أهل بيتها من الأميين وهي قارئة في النوافل والتراويح- فهو من موارد الاجتهاد التي لا ينبغي التحريج فيها، فضلا عن التكفير والتشهير.. وقد بين الفقهاء القائلون بإمامة المرأة الرجال أنها إذا أمتهم فلا تكون أمامهم، بل خلفهم أو محاذية لهم، بل حتى لو أمت المرأة النساء فإنما تقف وسطهن لا أمامهن. وهذا الذي يدل عليه فعل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: ففي الحديث أن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أمَّتا نساء فقامتا وسطهن . وقد احتجت "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان" على الترابي بضعف حديث أم ورقة، وهو احتجاج في غير محله. فقد حسن الألباني هذا الحديث كما رأينا، واعتبره ابن القيم مثالا على "السنة الصحيحة الصريحة المحكمة في استحباب صلاة النساء جماعة لا منفردات" . كما احتج مفتي المملكة العربية السعودية على الترابي بحديث "ألا لا تؤمَّنَّ امرأة رجلا"، وهو احتجاج غريب منه، لأن جمعا من جهابذة علم الحديث صرحوا بضعف هذا الحديث، منهم البيهقي والنووي والمزي والذهبي وابن الملقن وابن القيم وابن كثير وابن حجر والشوكاني والألباني ... وآخرون غيرهم. قتل المرتد وقتاله مثال آخر من مسائل هذا القسم من المآخذ التي أُخذت على الترابي، هو رفضه قتل المرتد. ومن حق الترابي أن يجتهد في موضوع عقوبة القتل على الردة، وله في ذلك مستند من آيات القرآن الكريم، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين. فقد أجمع الصحابة على قتل المرتد المحارب، كما هو واضح من حروب الردة التي قادها الصديق ضد المرتدين عن الإسلام الخارجين على سلطة الخلافة الراشدة. أما المرتد غير المحارب، فقد صح عن بعض الصحابة منهم أبو موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما ما يفيد قتل المرتد المسالم. ففي البخاري:"... زار معاذ أبا موسى، فإذا رجل مُوثَق، فقال: ما هذا؟ فقال أبو موسى: يهودي أسلم ثم ارتد، فقال معاذ: لأضربن عنقه" . وفي المقابل صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يفيد عدم قتل المرتد المسالم، وهو واضح من قول عمر عن رهط من بني بكر بن وائل ارتدوا والتحقوا بالمشركين وقتلهم المسلمون في المعركة: "لأن أكون أخذتهم سِلْما كان أحب إليَّ مما على وجه الأرض من صفراء أو بيضاء، قال:[أنس بن مالك] فقلت: وما كان سبيلهم لو أخذتَهم سلما؟ قال [عمر]: كنت أعرض عليهم الباب الذي خرجوا منه، فإن أبوا استودعتهم السجن" .. والسؤال هنا هو: هل من الوارد أن يتأسف عمر على قتل مرتدين لو كان يؤمن بأن قتل المرتد حد من حدود الله؟ وهل سيتحدث عن إيداعهم السجن لو كان يؤمن بأن حد الردة القتل وهو من هو في الشدة والصرامة في الحق؟!؟ وهل يدرك المسارعون إلى المناداة بإهدار دم المرتد مغزى قول عمر: "لأن أكون أخذتهم سلما كان أحب إليَّ مما على وجه الأرض من صفراء أو بيضاء"؟!؟ فإذا أضفنا إلى ذلك أن اثنين من أعلام التابعين هما الثوري والنخعي أنكرا حد الردة وقالا بالاستتابة أبدا.. وأن بعض علماء الأحناف لا يرون قتل المرأة بالردة لأنها ليست محاربة.. ترجح لدينا ما يقول به الترابي وغيره من المعاصرين من التمييز بين الردة الفكرية، والردة السياسية-العسكرية، فالأولى لا عقوبة عليها في القانون الجنائي الإسلامي، والثانية لها عقوبة تعزيرية تترواح ما بين القتل والسجن وغير ذلك مما تقدره السلطة الشرعية العادلة. وعلة العقوبة هنا تفريق صف الجماعة والخروج على نظامها الشرعي، فهي عقوبة على الجريمة المصاحبة لتغيير الدين لا على تغيير الدين. أما تغيير الدين فعقوبته عقوبة أخروية عند الله تعالى، وهي أغلظ من أي عقوبة دنيوية يتخليها البشر. ومما يرجح التمييز بين الردة الفكرية والردة السياسية-العسكرية أن لفظ الردة في عهد النبوة كان يستخدم استخداما واسعا لا يقتصر على معناها الاعتقادي الذي شاع في كتب الفقه فيما بعد، ومن ذلك: "قال رجل أما سلمة فقد ارتد عن هجرته" . والتمييز بين قتال المرتد المحارب وقتل المرتد المسالم ليس بجديد، فقد عزاه ابن حزم إلى طائفة من أهل العلم، وشرحه بموضوعية فقال: "ومنهم من قال بالاستتابة أبدا وإيداع السجن فقط، كما قد صح عن عمر مما قد أوردنا قبل. ووجوب القتال هو حكم آخر غير وجوب القتل بعد القدرة, فان قتال من بغى على المسلم, أو منع حقا قِبَله وحارب دونه، فرض واجب بلا خلاف، ولا حجة في قتال أبي بكر رضي الله عنه أهل الردة, لأنه حق بلا شك, ولم نخالفكم في هذا, ولا يصح أصلا عن أبي بكر أنه ظفر بمرتد عن الاسلام غير ممتنع باستتابة فتاب فتركه, أو لم يتب فقتله، هذا ما لا يجدونه" . وغاية ما يقال في موضوع قتل المرتد المسالم أن فيه تعارضا لظواهر النصوص، وتباينا في فعل الصحابة رضي الله عنهم، فالذين يتمسكون به من العلماء مستمسكون بظواهر أحاديث صحيحة تأمر بقتل المرتد، مثل قوله صلى الله عليه عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" والذين يرفضون قتل المرتد مستمسكون بظواهر آيات محكمات تنهى عن الإكراه في الدين، ومنها قوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" وقوله تعالى: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" . أما القول بأن الإكراه المنهي عنه في الآية محصور في الإكراه على دخول الدين ابتداء، وأن الإكراه على الرجوع إلى الدين تحت طائلة السيف غير داخل في عموم الآية.. فهذا تكلف بارد، خصوصا وأن الآية وردت بصيغة من أقوى صيغ العموم في اللغة العربية وهي النكرة في سياق النفي والنهي: "لا إكراه". وأما قول ابن حزم: "لم يختلف مسلمان في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل من الوثنيين من العرب إلا الاسلام أو السيف الى أن مات عليه السلام فهو إكراه في الدين" فهذا تعميم بعيد عن الدقة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الجزية من مجوس هجر، وهم عرب وثنيون يعبدون النار. كما وادع النبي صلى الله عليه وسلم قبائل عربية كثيرة، وتوفي صلى الله عليه وسلم وبعضها لمَّا يدخل الإسلام بعد . فإذا كان للمتمسك بأحديث آحاد ظنية الورود والدلالة في موضوع الردة عذرُه الشرعي وثوابه على اجتهاده، فالمتمسك بنصوص القرآن المحكمة أوْلى بالعذر وأحق بالأجر. وإذا كان لنا أن نستسيغ تأويل الآيات المحكمات لتتوافق مع أحاديث الآحاد، أفليس الأوْلى أن نستسيغ تأويل أحاديث الآحاد لتتواءم مع نصوص الآيات؟ لقد تمسك الترابي –ومثله في ذلك كثيرون- بمنطوق الآيات الناهية عن الإكراه في الدين، فقال: "من ارتد عن دينه فلا إكراه في الدين، ولا استتابة أو عقوبة بالسلطان، وإنما التكليف على المؤمنين أن يلاحقوا المرتد بالدعوة والمجادلة، حتى يتوب ويستقر أشد إيمانا، ويخلص صدقا لا مراءاة وخوفا من العقاب العاجل" . وتأولوا الأحاديث الواردة في ذلك بأن المقصود بها فقط الردة الحربية. ويبقى للقاضي المسلم النزيه أن يوازن هذا الخلاف في عقوبة الردة، ويعتبره شبهة كافية لدرء العقوبة كما يراه الترابي ونؤيده فيه، أو يلغي الخلاف ويتمسك بالنظرة الفقهية السائدة دون تدقيق. تنصيف شهادة المرأة ومن مسائل هذا الباب تسوية الترابي بين شهادة الرجل وشهادة المرأة مطلق، خلافا لما يدل عليه ظاهر آية الدَّين في سورة البقرة من التمييز بين شهادتيْهما في المال: "واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، أن تضل إحداهما فتُذكِّر إحداهما الأخرى" . لكن وضع الآية ضمن سياق أعمَّ يظهر أن الأمر من موارد الاجتهاد. فالقول بأن تنصيف الشهادة حكم مُعلَّل بظروف الزمان والمكان في عصر النبوة، يوم كانت المرأة عديمة الخبرة في عالم التجارة والمال قولٌ وجيه. وقد نقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية كلاما يميل فيه إلى هذا التعليل، إذ قال: إن "استشهاد امرأتين مكان رجل واحد إنما هو لإذكار إحداهما للأخرى إذا ضلت، وهذا إنما يكون فيما فيه الضلال فى العادة، وهو النسيان وعدم الضبط.. فما كان من الشهادات لا يُخافُ فيه الضلال فى العادة لم تكن فيه على نصف الرجل" . صحيح أن ابن تيمية لم يسوِّ شهادة المرأة بشهادة الرجل في الأموال فيما نعلم عنه، لكنه فتح الباب للاجتهاد في ذلك إن دعت لذلك مصلحة أو اقتضته ظروف الزمان المتبدلة، إذ يقضي كلامه هنا أن زوال الخوف من النسيان وعدم الضبط -كما هو الحال في شهادة امرأة خبيرة بالمحاسبة وإدارة الأعمال مثلا- يجعل شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل أو تفوقها. وقد رفض الإمام محمد عبده ما ذهب إليه أكثر المفسرين الأقدمين من القول بالنقص في خِلقة المرأة ذهنيا وعاطفيا، وأن ذلك هو السبب في تنصيف شهادتها، فقال: "تكلم المفسرون فى هذا، وجعلوا سببه المزاج، فقالوا: إن مزاج المرأة يعتريه البرد فيتبعه النسيان، وهذا غير متحقق، والسبب الصحيح أن المرأة ليس من شأنها الاشتغال بالمعاملات المالية ونحوها من المعاوضات" . فالشيخ عبده ربط الحكم بالظروف الاجتماعية المتغيرة، ولم يجعل علته أبدية. والذي يتتبع أبواب الشهادة في الفقه الإسلامي باستقراءٍ متوسِّعٍ، يجد أن مدار الأمر كله على حفظ الحقوق، وآية ذلك عدالة الشهود وخبرتهم، دون اعتبار لذكورة أو أنوثة. لاحظْ مثلا قبول شهادة الصبيان فيما يقع بينهم من جراح في المذهب المالكي، رغم أن الأصل رفض شهادة الصبي. ولاحظ قبول شهادة القابلة في قضية استهلال الوليد الدالة على ولادته حيا، حتى قال الإمام أبو حنيفة فيما نقله عنه ابن القيم: "تجوز شهادة القابلة وحدها، وإن كانت يهودية أو نصرانية" . وقد سوَّى القرآن الكريم بين شهادة الرجل والمرأة في اللعان، فطالب أن يشهد كل منهما خمس شهادات تثبت صدقه وكذب خصمه، ولم يجعل على المرأة ضعف ما على الرجل من شهادات، ولا جعل شهادتها نصف شهادة الرجل. فتخصيص المال بتنصيف الشهادة في القرآن الكريم إذن مما قد يكون معللا. كما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة المرضعة الواحدة: "عن عقبة بن الحارث: أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج، فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني، ولا أخبرتني، فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف وقد قيل. ففارقها عقبة، ونكحت زوجا غيره" . وقد علق ابن القيم على هذا الحديث بالقول: "ففي هذا قبول شهادة المرأة الواحدة وإن كانت أمَة" . وقد تواتر قبول علماء الحديث رواية المرأة الواحدة للحديث النبوي، سواء بسواء مع الرجل. وما من ريب أن الشهادة على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كذا) أهم وأعمق أثرا على الملة والأمة من الشهادة على أن فلانا استدان من فلان بضعة دراهم أو دنانير. فما ذهب إليه الترابي من أن تنصيف شهادة المرأة في آية الدَّين حكم معلَّل بعدم خبرة النساء حينها بالتجارة والتوثيق، وأنه يزول بزوال علته حينما يتعلم النساء ويتمرسن بالتجارة قول وجيه واجتهاد مُعتَبر، وليس هو مما يُنكَر. وكم من حكم معلل غير هذا في الكتاب والسنة زال بزوال علته، مثل أمر القرآن الكريم للمسلمين بإعداد الخيل لمواجهة عدوهم لما كانت الحرب على ظهور الخيل هي السائدة، وقد زال الحكم وأصبح إعداد الصناعات الحربية الحديثة هو المطلوب. ومنها أحكام كثيرة في باب الرق والحرب زالت بزوال موضوعها. فلا أحد من علماء الإسلام اليوم يقول بأن أسرى الحروب يمكن استرقاقهم وبيعهم، واستحلال نسائهم سبايا، وغير ذلك من تقاليد الحروب القديمة التي كانت سائدة قبل الإسلام وفي صدر الإسلام. وإنما يتفق الجميع على أن تلك الأمور محدودة بحدود زمانها. فليس في القول بزوال الحكم بزوال علته نقض للنص الشرعي ولا خروج عليه، لأن الذي تغير هو موضوع الحكم وواقع الحال، وليس الحكم الشرعي ذاته. ومثل هذا النوع من الاجتهاد هو اجتهاد في النص، وليس اجتهادا في محل النص. زواج المسلمة من الكتابي ولعل المسألة الوحيدة التي أغرب فيها الترابي جدا هي قوله بزواج المسلمة من الكتابي ابتداء. وهو هنا يتعلق بأدلة نفي أكثر من تعلقه بأدلة إثبات، ويرى أن آية سورة البقرة التي تحرم تزويج المشركين والزواج منهم: "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنَّ... ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا..." لا تنطبق على أهل الكتاب، لأن القرآن الكريم لا يسمي أهل الكتاب "مشركين" في الغالب. كما يرى أن آية الممتحنة: "فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن" من العام الذي أريد به الخصوص لأنها جاءت في سياق الحديث عن الكفار الوثنيين من أهل مكة، ولا يدخل أهل الكتاب في مدلولها. ولم أجد للترابي مستندا قويا في هذه المسألة تبرر مخالفته الفهم المتعارف عليه بين أهل العلم في هذا الباب. بل لا أشك في خطئه في استدلاليْه كليهما: فتعلقه بالتمييز في الاصطلاح القرآني بين المشركين وأهل الكتاب، وبين الكفار وأهل الكتاب لا يسعفه هنا، لأنه تمييز اصطلاحي فقط، والأصل اشتراكهم في صفة الشرك والكفر كما يقرُّ الترابي بذلك. وكذلك اشتراكهم فيما يترتب على ذلك من أحكام، إلا ما دل الدليل على اختلافهما فيه، مثل زواج الرجل المسلم من المرأة الكتابية. وقصر "الكفار" في آية الممتحنة على كفار قريش أو غيرهم من غير أهل الكتاب ادعاء يحتاج إلى برهان، وهو يقتضي أن تكون "ال" في لفظ "الكفار" هنا عهدية لا استغراقية، ولا دليل على ذلك من اللغة حسب ما أعلم. ولا أعلم خلافا بين أهل العلم في تعميم قوله تعالى :"لا هن لهم ولا هم يحلون لهن" على جميع الكفار من وثنيين وأهل كتاب. وهو تعميم جدير أن يؤخذ به، خصوصا وأن الآية كررت التحريم مبالغة وتأكيدا. قال البيضاوي: "والتكرير للمطابقة والمبالغة، أو الأُولى لحصول الفُرقة والثانية للمنع عن الاستئناف" . ومثله قول الألوسي: "قوله تعالى: (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن)... تعليل للنهي عن رجْعهن إليهم. والجملة الأولى لبيان الفرقة الثابتة وتحقق زوال النكاح الأول، والثانية لبيان امتناع ما يُستأنَف ويُستقبَل من النكاح" . ولم تعلل الآية التفريق باحتمال الاضطهاد والفتنة في الدين، رغم أنه احتمال شبه متحقق. وهذا ما يؤكد عموم الآية في كل الكفار، وثنيين وأهل كتاب، محاربين ومسالمين. فمجمل القول هنا أن ظواهر القرآن تقضي بتحريم زواج المسلمة من الكافر عموما، والتمسك بظواهر النصوص حتى تدل القرائن على صرفها عنها أمر لا زم شرعا، دفعا للتسيب ومنعا للقول في دين الله بالأمزجة والأذواق. والذي أراه وجوب التمسك بظواهر هذه الآيات المانعة من زواج المسلمة من الكتابي ابتداء، حتى ولو اعتبرنا بقاءها مع الكتابي الذي تزوجته قبل إسلامها من موارد الاجتهاد، لأنه ورد عن عمر وعلي رضي الله عنهما، وبه يقول الشيخ القرضاوي الآن، عملا بأنه "يغتفر انتهاء ما لا يغتفر ابتداء". ولست أشك في أن الترابي مخطئ خطأ جسيما في فهم آية الممتحنة، وهو خطأ تترتب عليه أمور جسام لها صلة بالأسرة المسلمة، وتربية النشء على الإسلام. لكن تبقى هذه الفروع فروعا، فمخالفة الفقيه الفقهاء السابقين في فرع من الفروع، تأولا منه للنصوص، لا يخرجه من ربقة الإسلام، بل لا يجعله مذنبا وهو يقول ما يدين الله تعالى به مما أدى إليه جهده واجتهاده، بل يبقى مجتهدا مأجورا في حال الخطإ والصواب كليهما. وأغلب ما نظن أنه مخالف للإجماع ليس فيه إجماع أصلا، وإنما نحن نجهل الأقوال المخالفة فيه. وقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "سمعت أبي يقول: من ادعى الإجماع فهو كاذب، لعل الناس اختلفوا ما يدريه ولم ينته إليه، فليقل لا نعلم الناس اختلفوا" . وهذا كلام أهل التحقيق والتدقيق، أما أهل التعميم والتهويل فلا يترددون في نقل الإجماع فيما لم يعلموا فيه مخالفا، فيضيقون واسعا من دين الله. أما محاولة الترابي تبرير زواج المسلمة من الكتابيّ بالمصلحة في قوله: "علينا أن نترك للأقليات المسلمة التي تعيش مع الكتابيين، والذين تهمهم هذه القضية أن يقدِّروا الأمر حق قدره، وأن يزوجوا بناتهم للكتابيين، لعل هؤلاء البنات يأتين بالكتابيين من خلال العلاقة الزوجية إلى الإسلام" فالوقائع لا تعضّده كذلك. ولأني أقمت ولا أزال أقيم في الولايات المتحدة منذ أعوام مديدة، فقد عرفت عن كثب ما يعرفه كل المسلمين في هذه البلاد من أن المصلحة تكمن في منع زواج المسلمة من الكتابي. فقد رأينا رجالا كتابيين كثرا دخلوا الإسلام بإقناع من نساء مسلمات عزيزات الأنفس، رفضن الزواج منهن من دون ذلك. وقد أسلم في مركزنا الإسلامي بولاية تكساس الأميركية صحفي أميركي شاب منذ شهور، بعد أن أقنعته بذلك فتاة تركية مسلمة أراد الزواج منها. أما المسلمات اللاتي تزوجن كتابيين من غير أن يسلموا –وهي حالات نادرة جدا- فقد ضيعن دينهن وأطفالهن، وذُبْن في الثقافة السائدة ذوبان الجليد في النار. رد الأحاديث الصحيحة ومما أثار حفيظة البعض على الترابي رده بضعة أحاديث في البخاري ومسلم، وأكثر هؤلاء ممن اعتادوا الأجوبة السهلة على الأسئلة الصعبة، فأغلب أحكام الشريعة عندهم معلومة من الدين بالضرورة، وجلُّ النصوص محكمة، وجميع أحاديث الصحيحين ثابتة، ولم يترك المتقدمون للمتأخرين من قول. ولقد سمعت أحد هؤلاء يرد على الترابي قائلا: "إذا قال مسلم إن الماء حرام فهو كافر، لأن ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة"، فتعجبت من البون الشاسع بين هذا القول وبين قول الله تعالى: "ولكن من شرح بالكفر صدرا" . كما سمعت آخر يقول: "إن من رد حديثا واحدا صحيحا فهو كافر" وهو لا يدري –على ما يبدو- أن العلامة ابن دقيق العيد جمع مجلدا من الأحاديث الصحيحة، التي لم يعمل بها هذا الإمام أو ذاك من أئمة المذاهب الأربعة. فليس رد حديث آحاد صحيح لاعتقاد مخالفته القرآن، أو مخالفته ما هو أصح منه من الأحاديث، بكفر ولا ذنب، بل هو عمل اجتهادي يلجأ إليه كل المجتهدين في معرض تعارض الأدلة وتواردها على نفس المحل. كما أن هناك فرقا شاسعا بين راد الحديث النبوي إنكارا للرسالة وتكذيبا بحاملها، وبين راد الأحاديث اعتقادا بانتحالها وضعف نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وليس من ريب أن صحيحي البخاري ومسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، وأن مجمل أحاديثهما صحيحة النسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال صحة كل حديث أخرجاه، فقد رد عدد من الحفاظ أحاديث في صحيحيْ البخاري ومسلم، منهم أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبو داود، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والترمذي، والعقيلي، والنسائي، وأبو نعيم، والدارقطني، وابن منده، والبيهقي، وابن الجوزي، وابن حزم، وابن عبد البر، وابن تيمية، وابن القيم، والألباني..الخ. وقد ضعَّف البخاري نفسه أواحدا أو اثنين من الأحاديث الواردة في صحيح مسلم. وفي البخاري ومسلم حوالي أربعين حديثا ردها هذا العالم أو ذاك من هؤلاء الجهابذة. وأكتفي هنا ببضعة أمثلة منها: • حديث أبي الزبير في صحيح البخاري "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلا"ً. قال الذهبي: "هو عندي منقطع" . وقال ابن القيم: "وهذا الحديث غَلَط بيِّنٌ، خلاف المعلوم من فعله صلى الله عليه وسلم الذي لا يشك فيه أهل العلم" . • حديث أبي سفيان في صحيح مسلم الذي طلب فيه من النبي صلى الله عليه الزواج من ابنته أم حبيبة رضي الله عنها. قال ابن القيم بعد مناقشة ضافية: "فالصواب أن الحديث غير محفوظ، بل وقع فيه تخليط والله أعلم". ونقل عن ابن حزم قوله: "هذا حديث موضوع لا شك في وضعه" . وقال ابن تيمية: " "غلَّطه [أيْ مسلماً] في ذلك طائفة من الحفاظ" . • حديث مسلم حول صلاة الكسوف ثمان ركعات. قال الألباني: "ضعيف، وإن أخرجه مسلم" وقال ابن تيمية: "ضعّفه حُذّاق أهل العلم" . • حديث مسلم: "لا تذبحوا إلا مسنة". قال الألباني: "كان الأحرى به أن يحشر في زمرة الأحاديث الضعيفة" . وقد أفرد بعض علماء الحديث كتبا لنقد أحاديثَ في البخاري ومسلم وبيان عللها في السند أو في المتن، أشهرها كتابا الدارقطني: "الإلزامات" و"التتبع". ومنها كتاب: "غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأسانيد المقطوعة" للعطار، وكتاب :"علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم" لأبي الفضل بن عمار. وضعَّف العلامة ناصر الدين الألباني -وهو شيخ علوم الحديث والأثر في عصرنا- عشرات الأحاديث الواردة في أحد الصحيحين. ولا غرابة أن كان أكثر المطعون فيه من صحيح مسلم لا صحيح البخاري. قال ابن تيمية: "جمهور ما أُنكر على البخاري مما صحّحه، يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه، بخلاف مسلم بن الحجّاج، فإنه نوزع في عدة أحاديث مما خرجها، وكان الصواب فيها مع من نازعه" . وعموما فإن التعميم والتهويل حول صحة كل حديث في الصحيحين ونقل الإجماع على ذلك إنما شاع حينما انحطت علوم الحديث، وساد فيها التقليد. لقد رد الترابي بضعة أحاديث مما أخرجه البخاري ومسلم، استنادا إلى فهمه من تعارضها مع نصوص القرآن، لا تشكيكا في السنة ولا طعنا في حجيتها. ولأهل العلم أن يناقشوه في ذلك، وأن يطالبوه بالدليل فيما ادعاه من انتحال تلك الأحاديث، لكن الأمر كله يجب أن يظل نقاشا علميا من غير تكفير أو تشهير من جهتهم، ومن غير تبجح أو استهتار من جهته. رجوع المسيح وظهور الدجال القسم الثالث قضايا اعتقادية خالف فيها الترابي الفهم المتعارف عليه، وأهمها إنكاره رجوع المسيح عليه السلام وظهور الدجال، وكلامه في عصمة الأنبياء. أما مسألة رجوع المسيح فإنكار الترابي لها تعلق منه بظواهر آيات قرآنية مثل قوله تعالى على لسان المسيح عليه السلام: "ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" فهو يرى أن البعدية المذكورة في هذه الآية تنفي ما ذهب إليه الجمهور من أن عيسى بن مريم لا يزال حيا، وسيرجع في آخر الزمان. كما أن قوله تعالى على لسان عيسى: "وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا" يثير إشكالا حول دفعه للزكاة إذا كان حيا يرزق في السماء اليوم!! واعتمادا على ظواهر الآيات رد الترابي أحاديث البخاري ومسلم حول عودة المسيح وظهور الدجال، وألح على أن هذه الأحاديث أثر من آثار الثقافة المسيحية على التراث الإسلامي، تسربت إلى كتب الحديث دون وعي من أهلها، فقال في مقابلته مع الشرق الأوسط يوم 21/4/2006: "الأحاديث تقول يوشك أن ينزل عليكم عيسى ويفعل كذا، فأنا أصرف هذه الروايات إلى أثر الثقافة النصرانية، وأنها نسبت خطأ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم". وبمثل ما يقول الترابي قال العلامة المجدد محمد رشيد رضا من قبل، وكان أكثر تحديدا وتفصيلا فقال: "فنزول عيسى عقيدة أكثر النصارى وقد حاولوا في كل زمان منذ ظهر الإسلام بثها في المسلمين، وممن حاولوا ذلك بإدخالها في التفسير وهب بن منبه الركن الثاني بعد كعب الأحبار في تشويه تفسير القرآن بما بثه من الخرافات" وزاد: "ونحن نعلم أن أبا هريرة روى عن كعب وكان يصدقه... ومثل هذا يقال في ابن عباس وغيره ممن روى عن كعب ، وكان يصدقه" . وبمثل ذلك قال من المعاصرين محمد أبو زهرة ومحمود شلتوت والشيخ المراغي من علماء الأزهر. أما محمد الغزالي فقد نبه إلى نقطة مهمة، وهي أن القول بأن عيسى عليه السلام لا يزال حيا في السماء، تحمل شيئا من "شوائب الألوهية" في المسيحية . وقد توصل الشيخ رشيد رضا إلى أنه "ليس في الكتاب والسنة نص قطعي الثبوت والدلالة على نزول المسيح يوجب على المسلمين الاعتقاد بذلك، وإنما ورد في نزوله أحاديث اشتهرت لغرابة موضوعها وتخريج الشيخين لها، وأكثرها عن أبي هريرة، وهذه المسألة من المسائل الاعتقادية التي يُطلب فيها النص القطعي المتواتر" . أما كعب الأحبار الذي يتحدث عنه رشيد رضا هو الذي قال فيه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في صحيح البخاري: "إن كان من أصدق هؤلاء المحدِّثين الذين يحدِّثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب" . ونقلُ أبي هريرة عن كعب معروف في الأخبار الصحيحة، ومنها الحديث التالي: "عن أبي هريرة أنه قال: خرجت إلى الطور، فلقيت كعب الأحبار، فجلست معه، فحدثني عن التوراة، وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" . وأقل ما يقال في أحاديث البخاري ومسلم حول عودة المسيح ابن مريم وظهور المسيح الدجال أنها غريبة ومثيرة للريبة، وقد أشكلت على علماء أعلام في الماضي، منهم البيهقي وابن حجر وغيرهما، لمعارضة بعضها ليقينيات الوقائع، ومناقضة بعضها لبعض. ففي صحيح البخاري أحاديث توحي بأن الدجال هو الشاب اليهودي الغريب الأطوار صاف بن صياد الذي عاش في المدينة على عهد النبوة. فقد أخرج البخاري "عن محمد بن المنكدر: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد الدجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم " . وورد عن ابن عمر وأبي ذر بأسانيد صحيحة أنهما كانا يحلفان على ذلك . كما ورد في صحيح مسلم عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما شكهما في أن ابن صياد هو الدجال . وقد حاول ابن حجر بتكلف شديد أن يتغلب على الإشكال بالقول إن "ابن صياد هو شيطان تبدّى في صورة الدجال في تلك المدة" وليس هو بالدجال الحقيقي الذي يأتي في آخر الزمان، ونسي أن أحاديث البخاري تدل على شك النبي صلى الله عليه وسلم في أن ابن صياد هو الدجال الحقيقي، ولذلك قال لعمر: "إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله" . فهل استيقن ابن حجر أن ابن صياد مجرد شيطان وليس هو الدجال الأكبر، وغاب ذلك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب وحفصة بنت عمر وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبي ذر الغفاري وأبي سعيد الخدري!؟ ومن أمثلة هذا الاضطراب في أحاديث المسيح ابن مريم والمسيح الدجال حديث في صحيح مسلم يصرح بأن ظهور الدجال ونزول المسيح يكون بعد رجوع الجيش الإسلامي إلى الشام من فتح القسطنطينية مباشرة: "...فيفتتحون قسطنطينية، فبينماهم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل. فإذا جاءوا الشام خرج. فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة. فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمهم. فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته" . والمشكلة في هذا الحديث أن القسطنطينية تم فتحها منذ أكثر من خمسة قرون، وعادت منها الجيوش الإسلامية ظافرة، فما وجدت المسيح ولا الدجال!!! إن أحاديث رجوع المسيح ابن مريم وظهور المسيح الدجال فيها اضطراب وتناقض كبير، أثارا حيرة العلماء الأعلام على مر العصور. فلم يك الترابي أول من شك في صحتها ولن يكون آخرهم. فطالب الثانوية المسلم اليوم يدرك أنه أن الإنسان المعاصر قد وصل إلى كل موطئ قدم من اليابسة، بل اطلع على الكثير مما في باطن الأرض، وصوَّر طبقاتِها الجيولوجية ومعادنَها وكنوزَها، ورحل إلى القمر، وهو الآن يخطط للرحيل إلى المريخ. فهل نلزم هذا الشاب المسلم أن يؤمن بما رواه لنا مسلم في حديث تميم الداري الطويل المشهور أن الدجال موثق بالحديد في جزيرة وصل إليها بحارة عرب ضلوا طريقهم، تحرسه دابة عجيبة الخلق تتحدث اللغة العربية بطلاقة!! قال تميم الداري ضمن خبره الطويل الذي ينسب الإمام مسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم تصديقه فيه: "...حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك! ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية. فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفأَنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يُدري ما قبُله من دبُره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك! ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا وما الجساسة؟ قالت: اعمَدوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق... قال....إني مخبركم عني، إني أنا المسيح [الدجال]، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج. فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما، استقبلني ملك بيده السيف صلتا"!! . وهذه الغرائب غيض من فيض مما ورد في نزول المسيح وظهور الدجال. ويبقى السؤال: أين تلك الجزيرة اليوم بعد أن مسح الإنسان سطح الأرض مسحا؟! وأين الدجال الموثق فيها بالحديد؟! وهل هو الشاب اليهودي ابن صياد الذي عاش في المدينة وحج أو اعتمر إلى مكة كما في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري ؟ أم هو ذلك الرجل الموثَق في تلك الجزيرة النائية الذي تمنعه الملائكة من دخول المدينة ومكة كلتيهما كما في صحيح مسلم أيضا من حديث تميم الداري!؟ ليس مما يخدم الإسلام في شيء –وهو دين العلم والبرهان- أن يتم إلزام الناس بالإيمان بمنقولات مضطربة فيما بينها، مناقضة لبدائه العقل ومدرَكات الحس، بل ذلك فتنة للمسلمين عن دينهم الحق، كما فتنت الكنيسة أتباع المسيح عليه السلام، بتحريفاتها وتأويلاتها المناقضة للعلم والعقل. وليس من العلم والعدل النكير على المشككين في تلك الأخبار المضطربة، مثل الشيخ رشيد رضا ومحمود شلتوت ومحمد الغزالي وحسن الترابي. أما تكفيرهم بذلك فلا يستساغ أصلا، خصوصا عند المطلعين على جملة تلك الأحاديث، وما ذكره فيها أهل العلم من الغرابة والإشكالات. ولولا تكلف التأويل ونقص الاستقراء لدى هؤلاء المكفِّرة لما كفَّروا أحدا بهذا، ولسلكوا سبيل العلم والتحقيق. ومما يحسن التذكير به مقارنةً في هذا المقام أن الإمام البخاري نفسه أنكر حديث مسلم عن أبي هريرة حول الخلق في سبعة أيام، وردَّه إلى مصدره المسيحي، كعب الأحبار. ففي صحيح مسلم "عن أبي هريرة رضي الله عنه: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل" . قال ابن تيمية: "وهذا [الحديث] طعَنَ فيه من هو أعلمُ من مسلم، مثل يحيى بن معين، ومثل البخارى وغيرهما، وذكر البخارى أن هذا من كلام كعب الأحبار" . ثم أيد ابن تيمية ذلك الطعن "لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام" . فإذا كان الإمام البخاري قد رد هذا الحديث الذي رفعه الإمام مسلم –أو أحد رواته- خطأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واكتشف البخاري أنه من كلام كعب الأحبار، فهل يُستغرَب –بعد تراكم المعرفة الشرعية والإنسانية أكثر من ألف عام على عصر البخاري- أن يرد علماء مسلمون بضعة أحاديث أخرى وجدوا بالدليل أن البخاري أو مسلم رفعها خطأ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويكتشفوا أنها من كلام تميم الداري الذي "كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم" كما في صحيح مسلم، أو من كلام كعب الأحبار وهو نصراني آخر أسلم؟!؟ أليس أقل ما يقال في هذا السياق هو قول شيخ الأزهر السابق علي جاد الحق رحمه الله: "ولما كانت أسس العقيدة الإسلامية إنما تثبت بالدليل القطعي الثبوت والدلالة من القرآن والسُّنَّة، فإن مَن جَحد نزول عيسى عليه السلام وعوْدتَه إلى الأرض لا يخرُج عن الإسلام، ولا يُعتبر كافرًا، لأن ما جَحده غير ثابت بدليلٍ قطعيٍّ مِن القرآن أو السنة" ؟ عصمة الأنبياء عليهم السلام ويدخل في هذا الباب كلام الترابي عن عصمة الأنبياء، فالذين يردون على الرجل لا يبدو أنهم يفرقون بين "عصمة البلاغ" و"عصمة التأسي"، ولا يميزون بين العصمة من الكبائر والعصمة من الصغائر. فلا ريب أن الأنبياء معصومون فيما يبلغون عن الله عز وجل، وبدون اعتقاد ذلك تسقط الثقة في الوحي، وعلى هذا القدر من العصمة لم يختلف اثنان من علماء الأمة، ولم يثر الترابي يوما كلمة حول هذا الأمر. وأما عصمة التأسي، أي هل هم معصومون من فعل الذنب ابتداء، أم معصومون من الإقرار عليه فقط، فهذا فيه جدل قديم منذ صدر الإسلام بسبب ظواهر الآيات الدالة على أن بعض الأنبياء ارتبكوا أخطاء أو أصابوا ذنوبا. قال الشوكاني: "وكلام أهل العلم في عصمة الأنبياء واختلاف مذاهبهم في ذلك مدون في مواطنه" . والقدر المتفق عليه من عصمة التأسي أنه لا يتم إقرار الأنبياء على الذنب. قال ابن تيمية: "إن الله سبحانه وتعالى لم يذكر عن نبي من الأنبياء ذنبا إلا ذكر توبته منه، ولهذا كان الناس في عصمة الأنبياء على قولين: إما أن يقولوا بالعصمة من فعلها [أي الذنوب]، وإما أن يقولوا بالعصمة من الإقرار عليها، لا سيما فيما يتعلق بتبليغ الرسالة، فإن الأمة متفقة على أن ذلك معصوم أن يُقرَّ فيه على خطأ، فإن ذلك يناقض مقصد الرسالة ومدلول المعجزة" . ويرى الباقلاني من الأشاعرة، وبعض علماء المعتزلة، أن الأنبياء غير معصومين، لا من الصغائر ولا من الكبائر، بينما يرجِّح ابن تيمية أنهم معصومون من الكبائر لا من الصغائر، ويقول إن ذلك ما يقول به جلُّ علماء المسلمين من مختلف المشارب والمذاهب. قال ابن تيمية: "القول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام... وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء يقولون أن الأنبياء ليسوا معصومين من الصغائر، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول" وزاد ابن تيمية أن "أول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك الرافضة [يقصد الشيعة]" . وقد رد ابن تيمية على المتكلفين في القول بعصمة الأنبياء من كافة الذنوب صغيرِها وكبيرِها، واتهمهم بتحريف كلام الله عز وجل، فقال: "وإن كان كثير من الناس المتكلمين فى العلم يزعم أن هذا ليس بذنب وأن آدم تأول... وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر، وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه فى تحريف كلام الله عن مواضعه. وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة، وأهل الحديث والتفسير، وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ، وجمهور الفقهاء والصوفية، وكثير من أهل الكلام، كجمهور الأشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين، فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى: (وعصى آدم ربه فغوى) وقوله: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)... وهذه نصوص لا تُردُّ إلا بنوع من تحريف الكلم عن مواضعه" . فقول أحد الرادين على الترابي: "في شرعنا –عند أهل السنة– الأنبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله، وعن الشرك، والكبائر، والصغائر، قبل وبعد البعثة" تعميم وتهويل في غير محله. وليت الذين يكفِّرون الترابي بقوله في عصمة الأنبياء يقرأون ما كتبه ابن تيمية: "إن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات... اتفق علماء المسلمين أنه لا يُكفَّر أحد من علماء المسلمين المنازعين في عصمة الأنبياء"" . أما قول "الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان" إن الترابي ينكر عصمة البلاغ، فكلام الترابي صريح بعكسه، بما في ذلك الكلام الذي نقلته عنه الرابطة في بيانها. فهي إذن دعوى من خصم على خصمه دون دليل، وتعميم في موطن يحتاج إلى تدقيق وتفصيل. ومهما يكن من أمر، فليست أي من أقوال الترابي هذه بأشد مخالفة لظواهر النصوص وما تعارف عليه أهل العلم، من أقوال شاذة قال بها علماء أعلام في الماضي، فخرجوا بها عن القول السائد. وكم من علمائنا الأقدمين خالفوا ما اعتقد أنه إجماع، ليس في الفروع فقط، بل في العقائد، وتعرضوا للمحن بسبب ذلك، ومع ذلك انتشر قولهم واشتهر بعد ذلك وأصبح مقبولا، بعد أن تكشفت مداركه من النصوص وسوابقه في تراث الأمة، أو تم عذرهم فيه لما يُعلَم من عمق إيمانهم وحبهم لله ورسوله. وقول ابن تيمية وابن القيم بفناء النار في الآخرة، وهو ما يترتب عليه عدم خلود الكفار في العذاب، يدخل في هذا الباب. وقد رد عليهما بعض العلماء الأقدمين مثل تاج الدين السبكي في كتابه: "الاعتبار ببقاء الجنة والنار"، ومحمد بن إسماعيل الصنعاني في كتابه: "رفع الاستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار"، واهتموهما بمخالفة الإجماع. وبسبب اجتهاداتهما المخالفة لما تعارف عليه فقهاء عصرهم "نودي بدمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله، خصوصاً الحنابلة. فنودي بذلك وقرئ المرسوم" . ولم يكن الخطأ خطأ ابن تيمية أو ابن القيم رحمهما الله، فهما من أعلام الإسلام، وقد قالا بما أداهما إليه اجتهادهما واطلاعهما الواسع. بل كان ثمرة مريرة من ثمار التعصب المذهبي وضيق الأفق عند الطرف الآخر، واستخدام السلطة القاهرة في صراع الأفكار. فما أشبه الليلة بالبارحة، ونحن نقرأ بيان مجمع الفقه التابع لرئاسة الجمهورية السودانية حول الترابي!! ورغم أن مسألة القول بفناء النار قضية كبيرة وخطيرة، حتى قال ابن القيم في "حادي الأرواح" إنها أكبر من الدنيا وما فيها بأضعاف مضاعفة، ورغم أنها تخالف ظواهر آيات عديدة من القرآن الكريم، فقد قال الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي في فتوى له إن كلا من القائلين بخلود النار أو بفنائها مجتهد مأجور: "لا يُنكر عليه ولا يضلَّل ولا يبدَّع، لأن السب والتجريح و تضليل الآخرين وهم ليسوا كذلك فيه إثم ومعصية ويترتب عليه الاختلاف والفرقة التي نهى الله عباده عنها". واعتبر العلامة المحدث ناصر الدين الألباني ابنَ تيمية وابنَ القيم مجتهدين مأجورين في ذلك رغم خطئهما، وهذا الذي يجب القول به. بل دافع عن القول بفناء النار أحد المعاصرين في كتيب بعنوان: "القول المختار لبيان فناء النار". نحو التثبت والتأصيل في عام 1998 أصدر محدِّث اليمن الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته محاضرة في شريطيْ كاسيت بعنوان: "البركان لنسف جامعة الإيمان"، يهاجم فيه جامعة الإيمان في اليمن، وهي صرح من صروح العلم والتقوى والدعوة. وكان الشريط صدمة لرئيس الجامعة، الشيخ العلامة الورع عبد المجيد الزنداني، كما كان صدمة لجميع مدرسي الجامعة وطلابها، ولأغلب العاملين للإسلام في اليمن. ولم يكن مصدر الصدمة محصورا في التحامل الذي بلغ حدا عجيبا، بل في التساهل في الرواية من شيخ محدث متمكن. فقد قال الشيخ مقبل رحمه الله في إحدى شريطيه: "أخبرتني أم مالك وهي أوثق عندي من جميع الإخوان المفلسين" (يقصد الإخوان المسلمين) .. ثم أورد قصة عن أم مالك مفادها أن الشيخ الزنداني تحرسه النساء، ثم علق الشيخ مقبل على ذلك قائلا: "لقد أصبحت قذافيَّ اليمن يا زنداني"!!! تعجبت غاية العجب لما أعلمه من حياة الورع والحيطة السائدة في جامعة الإيمان، والفصل الصارم بين الرجال والنساء، إلى حد منع الأساتذة من دخول قاعات طالباتهم، ونقل الدرس بالبث التلفزيوني إلى قاعات الطالبات.. ومع ذلك يأخذ شيخ محدث برواية كذابة حول أمر على هذا القدر من الخطورة، ويطعن في أعراض أئمة المسلمين ومنابرهم العلمية بناء على تلك الرواية المنحولة. بل كان عجبي أكثر وأنا أعرف أن الشيخ مقبل رحمه الله عالم مبرَّز في علم الجرح والتعديل. فتساءلت بألم: هل يعجز من أفنى حياته منقِّبا في علم الرجال وتوثيق الرواة وتضعيفهم عن الاتصال بالهاتف على جامعة الإيمان أو على الشيخ الزنداني للاستبيان عن صحة ما قالته الكذابة "أم مالك"؟ وهل الشيخ الذي طالما حدَّث طلابه عن الرحلة في طلب الحديث، عاجزا عن السفر بضعة عشرات من الأميال إلى مقر الجامعة، أو التعريج عليها في إحدى زياراته لصنعاء، ليتحقق بنفسه مما نقل إليه عن جامعة الإيمان ورئيسها ومدرسيها. وكان من طرائف ما ورد في الشريطين هجوم الشيخ مقبل رحمه الله على المدرسين الموريتانين في جامعة الإيمان، وقوله إن منهم "الرافضي والأشعري والمعتزلي والمرجئ...الخ" ولأني كنت أحد أولئك المدرسين يومذاك، وأعرف المدرسين الآخرين حق المعرفة، فقد كانت دهشتي عظيمة. تذكرت شريط" البركان لنسف جامعة الإيمان" وأنا أتابع بحزن ما آل إليه الخطاب الشرعي في التعاطي مع قضية الترابي وآرائه المثيرة، وآلمني حقا أن يتحول الحوار في قضايا شرعية على هذا القدر من الخطورة والأهمية إلى تراشق بالكلام، وولوغ في الأعراض، ومحاكمة للضمائر والسرائر، وتعجل في إصدار الأحكام دون تثبت في النقل أو تأصيل للرأي. لقد ورد في بيان مجمع الفقه في السودان ردا على الترابي: "إن كفر اليهود والنصارى يعد من الأمور المعلومة بالضرورة من دين الاسلام، فمن أنكر كفر اليهود والنصارى أو شك في ذلك فهو كافر". وهذا غلو في الصياغة، لأن لازم القول ليس منه، وقائل الكفر ليس بالضرورة كافر. فضلا عن أن الترابي لم يقل كفرا، ولم يتجاوز أن ميز تمييزا اصطلاحيا بين أهل الكتاب والمشركين، وبين أهل الكتاب والكفار، له أصل في القرآن الكريم، وكلامه متواتر بكفر وشرك أهل الكتاب، كما بينا من قبل. لكن المجلس الموقر لم يكلف نفسه عبء التثبت في ذلك. كما وصف بعض المنتسبين إلى العلم الشرعي ومنهج السلف في السودان الترابيَّ بالدجل والكفر والردة والنفاق والزندقة والضلال... وغير ذلك من ألفاظ قاموس التكفير والتشهير. وقد ارتكب الترابي نفس الخطإ فجاءت لغته استفزازية مستهتِرة، ومن ذلك قوله مبررا فتواه بزواج المسلمة من الكتابي: "منع التزاوج بين المسلمات والكتابيين أقاويل لا أساس لها من الدين، ولا تقوم على ساق من الشرع الحنيف، إنما هي أوهام، وتضليل، وتجهيل، وإغلاق، وتحنيط، وخداع للعقول.. والإسلام منها براء". وقوله عن تنصيف شهادة المرأة في الأموال: "ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هي مجرد أوهام، وأباطيل، وتدليس، أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء..." وهذا إطلاق لا مبرر له، وتنكر لآراء سائدة وفهومٍ فقهية متراكمة للنص الشرعي، وحشد لألفاظ مستهجَنة لا يصلح استخدامها من طرف أهل العلم وهم يتحدثون في دين الله. وكان الأوْلى بمن استشكلوا أقوالا للترابي أن يردوها إلى سياقها في فكره وكتبه، أو يستفسروا منه عن مقصوده بها، ومصادر رأيه التي اعتمد عليها. كما كان الأوْلى بالترابي أن يسلك سبيل الحكمة والتأصيل وتقديم الدليل، ويترفع عن المهاترات والمراء. ليس من الصعب على المطلع على مجمل الإنتاج الفكري للدكتور الترابي منذ الستينات إلى الآن، أن الرجل يمتاز باطلاع واسع على مختلف العلوم الشرعية، وعقل تحليلي تركيبي نادر، قادر على سبر المسائل الشرعية، والغوص على أصولها، والتنقيب عن أسسها وفحصها بدقة دون خوف من انهيار البناء. لكن ليس من الصعب أيضا إدراك أن الترابي تنقصه الحكمة في الطرح والرزانة في الأسلوب. والذي يبدو لي أكبر خطإ ارتكبه الدكتور الترابي في حق نفسه أولاً، ثم في حق مستمعيه وقرائه بعد ذلك، هو أنه يقدم نتائج قراءاته الواسعة واجتهاداته الجريئة دون بيان لمقدماتها، فيلقي المسائل إلقاء من غير توضيح لمواردها ومصادرها، ويقذف بالآراء الجريئة المثيرة للجدل دون توثيق لها من كتب التراث الإسلامي، رغم أن أكثر آرائه التي تبدو للقارئ غير المطلع بدَعا مستحدثة لها أصول في نصوص الشرع ، وسوابق من آراء المتقدمين من علماء السلف، ممن لهم هيبة في العقل المسلم المعاصر، المولع بتقديس اجتهاد الأموات واحتقار اجتهاد الأحياء. ولو أن الترابي خاطب حملة الثقافة الفقهية الحاضرة بلغتهم الأثرية السائدة، ووثق آراءه من التراث الفقهي والفكري المتراكم، لنآى بنفسه عن سهام الاتهام، ولوجد من يتفهم مقولاتِه وإن لم يتبنَّها، ومن يقبلُ بها رأيا اجتهاديا مشروعا، وإن لم يوافقه عليها. لقد جنى الترابي على نفسه وعلى الخطاب الشرعي عموما حينما قدم آراءه واجتهاداته مجردة عن الإسناد والتوثيق، فبدت للقارئ غير المطلع إرسالا للكلام على عواهنه، وخروجا على المرجعية الشرعية. ولو سلك الترابي وخصومُه مسلك العلم والعدل، وتحلَّوْا بأدب الخلاف، وتجردوا من صراع السياسة وأهواء التحيز، والتزموا البرهان والدليل المجرد، لكان الجدل الحالي مثمرا، يستفيد منه المسلمون تحريرا لمسائل شرعية على قدر من الأهمية، وحفْزًا لطلاب العلم على مزيد من البحث والتنقيب، وأخذا للمسائل الشرعية بقوة، وعدم استسهال الخوض فيها من غير دليل وتأصيل. من أجل ذلك جاءت هذه الملاحظات دعوة للتثبت والارتفاع بالجدل الراهن إلى مستوى الخطاب الشرعي، الذي يحسن الظن بالمسلمين، ويتنزه عن محاكمة الضمائر، ويفتح الباب لحوار الأفكار في وضَح النهار... فما كان في هذه الملاحظات من حق فهو من الله المتفضل، وما كان فيها من خطل أو زلل فهو مني ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم منه. والله الموفق لكل خير، وفوق كل ذي علم عليم.. ------------------- الهوامش: الجويني: غياث الأمم في التثياث الظُّلَم 1/137 الترابي: الحركة الإسلامية في السودان ص 151 الترابي: قيمة الدين رسالية الفن ص 31 الألباني: صحيح سنن ابن ماجه، الحديث رقم 1414 مكي: الحركة الإسلامية في السودان (1969-1985) تاريخها وخطابها السياسي ص 85 الترابي: الحركة الإسلامية في السودان ص 151 سورة التوبة، الآية 30 سورة المائدة، الآية 72 الترابي: السياسة والحكم.. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع ص 177 الترابي: السياسة والحكم ص 210 سورة البينة، الآية 1 ابن تيمية: مجموع الفتاوى 35/213-214 وابن القيم: دقائق التفسير 2/14 ابن تيمية: مجموع الفتاوى 32/178 سورة النساء، الآية 50 ابن تيمية: مجموع الفتاوى 31/180-181 الترابي: السياسة والحكم ص 30 الترابي: السياسة والحكم ص 44 ابن القيم: أحكام أهل الذمة 1/95 ابن القيم: إغاثة اللهفان 2/351-361 سورة البقرة، الآية 217 الترابي: السياسة والحكم ص 114 الترابي: السياسة والحكم ص 166 سورة الكهف، الآية 29 EL-Affendi : Turabi's Revolution p. 102 الترابي: السياسة والحكم ص 116 الألباني: سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 663 الألباني: صحيح سنن أبي داود، الحديث رقم 4888 الترابي: المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع ص 43 من حوار الترابي مع صحيفة "الشرق الأوسط" يوم 21/4/2006 ابن تيمية: القواعد النورانية 1/78 ابن تيمية: "نقد مراتب الإجماع" مطبوع ملحقا بكتاب ابن حزم "مراتب الإجماع" ص 290 النووي: المجموع شرح المهذب 4/223 ابن رشد: بداية المجتهد 1/153 قال الألباني في إرواء الغليل 2/255 "إسناده حسن" الألباني: صحيح أبي داود، الحديث رقم 592 وقال عن إسناده "حسن" الألباني: صحيح ابن خزيمة، الحديث رقم 1676، وقال: "إسناده حسن" حسن إسناده النووي في المجموع 4/296 ابن القيم في إعلام الموقعين 2/274 البيهقي: السنن الكبرى 3/90 النووي: الخلاصة 2/695 المزي: تهذيب الكمال 10/522 الذهبي: المهذب في اختصار السنن الكبير 3/1103 ابن الملقن: البدر المنير 4/433 ابن القيم: زاد المعاد1/410 ابن كثير: إرشاد الفقيه 1/174 ابن حجر: تلخيص الحبير 2/531 الشوكاني: نيل الأوطار 3/199 الألباني: إرواء الغليل، الحديث رقم 524 انظر صحيح البخاري، الحديث رقم 3444 رواه عبد الرزاق والبيهقي وصححه ابن حزم عن عمر، انظر: المحلى، المسألة رقم 2199 حسَّن ابن حجر إسناده في فتح الباري 12/284 ابن حزم: المحلى، المسألة رقم 2199 صحيح البخاري، الحديث رقم 6922 سورة البقرة، الآية 256 سورة يونس، الآية 99 ابن حزم: المحلى، المسألة رقم 2199 لاستقراء أوسع حول هذه الموادعات طالع كتاب د. محمد حميد الله: "مجموعة الوثائق النبوية للعهد النبوي والخلافة الراشدة" الترابي: السياسة والحكم ص 167 سورة البقرة، الآية 281 ابن القيم: إعلام الموقعين 1/90 محمد عبده: الأعمال الكاملة 4/732 ابن القيم الطرق الحكمية ص 117 صحيح البخاري، الحديث رقم 88 ابن القيم: إعلام الموقعين 1/96 سورة البقرة، الآية 219 سورة الممتحنة، الآية 10 تفسير البيضاوي 5/329 الألوسي: روح المعاني 28/78 ابن القيم: إعلام الموقعين 1/30 من حوار الترابي مع صحيفة الشرق الأوسط السابق الإشارة إليه سورة النحل، الآية 106 سير أعلام النبلاء 5/385 زاد المعاد 2/275 انظر ابن القيم: "جلاء الأفهام" ص 245 وما بعدها ابن تيمية: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 87 الألباني: إرواء الغليل 3/129 ابن تيمية: مجموع الفتاوى/18/18 الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/91 ابن تيمية: قاعدة جليلة ص 86 سورة الصف، الآية 6 سورة مريم، الآية 30 مجلة المنار، المجلد 28، ص 756 عن أقوال هؤلاء المعاصرين انظر دراسة د. أحمد شلبي: "المسيح في نظر المسلمين" المنشور على موقع "البلاغ" من فتوى الشيخ رشيد رضا منشورة على موقع إسلام أون لاين صحيح البخاري، الحديث رقم 2679 صححه ابن حجر في نتائج الأفكار 2/432 والبغوي في شرح السنة 2/553 صحيح البخاري، الحديث رقم 7355 انظر ابن حجر في فتح الباري 13/341 وفي الأسئلة الفائقة 1/34 والنووي في في شرح مسلم 18/47 انظر صحيح مسلم، الحديثان رقم 2932 و2927 فتح الباري 13/328 صحيح البخاري، الحديث رقم 1354 صحيح مسلم، الحديث رقم 2897 انظر: صحيح مسلم، الحديث رقم 2942 انظر صحيح مسلم، الحديث 2927 صحيح مسلم، الحديث رقم 2789 ابن تيمية: مجموع الفتاوى 18/18 نفس المصدر والصفحة صحيح مسلم، الحديث 2942 من فتوى لشيخ الأزهر السابق علي جاد الحق، منشورة على موقع "إسلام أون لاين" الشوكاني: فتح القدير 1/68 كتب ورسائل ابن تيمية في التفسير 15/147 انظر فتاوى ابن تيمية 4/319 ابن تيمية: مجموع الفتاوى 20/88 مجموع الفتاوى 35/100-102 ابن حجر: الدرر الكامنة 1/147
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: بكري الصايغ)
|
الاخــوات والاخــوة الاعزاء، محـمد مختـار جـعفـر، صـــلاح مـوســـــي، الســنـــجــــــك، نـهـال كــــــرار، عبد القـادر دنقوس، عبد الرازق نقــــد، محجـوب عبـداللــــة، هـاشم نوريـــــــت، عبدالماجـد عبدالماجـد، صـبـاح حـســـــيــن، محمد عثمان الـحــــاج، قــــــــرجــــــــة، عاصم الطيب القرشـــي، الـجيـــلي احـمــــد، د. مصطـفي محـــمــــود، تـمــــاضـــــــــــر، عبد المنعم ســـــليــمان، بــدر الـدين الامــــــير،
تحـــية الـود والاعــزاز، والشـكر الـمقدر علي مشـاركاتكم القيـمة وإثراء الـموضـــوع.
ولـكم مـودتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: رأفت ميلاد)
|
فبأي آلاء الولاة تكذبان
ustaz ahmad matter
غفت الحرائق ,
أسبلت أجفانها سحب الدخان
الكل فان ,
لم يبق إلا وجه ربك ذو الجلالة و اللجان
و لقد تفجر شاجبا و منددا و لقد أدان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
و له الجواري السائرات بكل حان
و له القيان ,
و له الإذاعة دجن المذياع لقنه البيان
الحق يرجع بالربابة و الكمان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
عقد الرهان ,
و دعا إلى نصر الحوافر بعدما قتل الحصان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
و قضية حبلى قد انتبذت مكانا ,
ثم أجهضها المكان
فتململت من تحتها وسط الركام قضيتان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
من ما ت ما ت ,
ومن نجى سيموت في البلد الجديد من الهوان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
في الفخ تلهت فأرتان
تتطلعان إلى ا لخلاص على يد القطط السمان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
خلق المواطن مجرما حتى يدان
و الحق ليس له لسان
و العدل ليس له يدان
و السيف يمسكه جبان
و بدمعنا و دمائنا سقط الكيان
فبأي آلاء الولاة تكذبان
في كل شبر من دم ,
سيذاب كرسي و يسقط بهلوان
فبأي آلاء الشعوب تكذبان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: nour tawir)
|
عبدالمنعم استميح الاخ بكرى الصايغ أن اعرج على ذكريات حميمة بعيدة عن موضوع البوست
على ذكر ما اضحك كبيرتنا مقاما وتفاكرا (نور تاور)
بالامس التقيت ود توتى الجنوبى الشمالى عرقا ( وتلك قصة أخرى يانور) صديقنا المشترك
سمير جابر وحدثته عن حوارتنا عبر سودانيز وانلاين وقلت له كلمت عبدالمنعم امواج عنك
أكثر من مرة لكن ياسمير أمواج لم يقل لى حتى الآن سلم على سمير جابر
غضب سمير جابر وقال لى ياود الامير عليك الله ماتخرب سمعتى وتقول للناس أنا كنت بعرف
عبدالمنعم أمواج ياخى امواج ده كان صاحبى فى عهد الجاهلية قلت بس ياسمير امواج ده
ماكان صديقك المدير البتحبو فرد مش مواج ده قاعد فى السودان قلت نعم قال شن طعمو
فهرس: أمواج هو اسم الشهرة لعبد المنعم سليمان فى الدوحة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: بكري الصايغ)
|
راي الشعب -التاريخ : 29/4/2006م ------------------------------------- -------------------------------------
الترابي رجل القرن فكر التجديد والمعاصرة وظاهرة الجمود العقلي (الخمسة حلقات الاولي من خمسة وعشرون)
بقلم / محمد أحمد عثمان التاريخ : 29/4/2006م
يعد دون شك معتنقي الكفر الصراح حتى ولو كانوا من أبناء السلفيين ممن يعتنقون الماركسية الأصولية بنسختها الأوربية التطبيقية غير المُعَدَّلة Applied Marxsism بمعتقداتها اللادينية وبتفسيرها المادي للتاريخ والتي تجزم بأن الأديان بأبعادها السماوية ومفرداتها الإبراهيمية المتمثلة في اليهودية والمسيحية والإسلام ليست سوى أفيوناً مخدراً للشعوب.
والذين يعبدون الأصنام في العصر الراهن كما كان يفعل العديد من العرب في العصر الجاهلي وقد ذهب بهم الإعتقاد بأنها تقربهم إلى الله زلفى فقد دخلوا في عداد المشركين . وتُعرِّف مصطلحات الكفر بأن معتنقه لا يؤمن بعالم الغيب Parapsychology وما وراء الطبيعة metaphysics ويظن بأن عالم الشهادة إنما هو حياته الدنيا ولا حياة غيرها حيث لا بعث ولا قيامه ولا حساب بثوابٍ أو عقاب . والمشرك من أشرك مع الله إلهاً آخر حتى ولو كان هوىً في نفسه (أفرأيتم من إتخذ إلهة هواه) أو حسداً من عند أنفسهم apple of discord كما يفعل دعاة التباغض المتنطعة التكفيريون. ولإن أقام العديد من المسلمين القباب فوق قبور بعض من حسبوهم من أولياء الله الصالحين اعتقاداً منهم بأنها تُنْزل عليهم البركات وتقربهم إلى الله زلفى إلا أنهم لم يكونوا يعتقدوا جازمين بأن هؤلاء الأولياء والصالحين آلهه من دون الله . ولهذا لا يدخل هؤلاء في نطاق الشرك القطعي ولو على سبيل المجاز كما يدفع بهم دفعاً السلفيون الراديكاليون المتطرفون مثل عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم . ولا يعبد أنصار الإمام المهدي عليه السلام (قبة المهدي) ولا يعبد أهل (الخندق) بالولاية الشمالية قبة (الشيخ حمد) ولم يقل أيٌ منهم (وما في القُبَّة إلا الله). وفي هذا السياق تتهم الجماعات الصوفية وحق لها السلفيين المتنطعين بالفظاظة والقسوة والغلظة والحدة في الأسلوب والعبارة والطرح المتزمت عكس ما كان عليه رسول الله (ص) والذي يَدَّعون زوراً وبهتاناً الإقتداء به (ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك).ولِرَمي الرسول (ص) بالغلظة والفظاظة والقسوة لإلغاء صفاته المتنزهة (عزيز عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم) عمد التكفيري السلفي عبد الحي يوسف في ورقته حول (مكانة المرأة في الإسلام) والتي كتبها لمركز بحوث القرآن الكريم والسنة لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في 7/4/2006م إلى الإستدلال بحديث جابر دون إخضاعه لموازين الجرح والتعديل (كان رسول الله (ص) إذا خطب علا صوته وأشتد غضبه وأحمرت عيناه كأنه منذر جيش...).ولو كان صوت رسول الله (ص) أجشاً وجهوراً فلماذا يأمر الله سبحانه وتعالى اصحابه بألا يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي؟ ولأن الصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا ليرفعوا اصواتهم فوق صوت النبي وفق النهج الرباني ما كان لمن أدبه ربه فأحسن تأديبه أن يتحلى بهذه الصفات الذميمة (التي أصبحت من سمات السلفيين في خطابهم المحتد والغليظ) وهو يصدر دعوته ويخاطب أصحابه بسوقية جلافة الأعراب وقد علا صوته وأرغى وأزبد واشتد غضبه وأحمرت عيناه وكأنه في حربٍ حامية الوطيس (كأنه منذر جيش). ويوصم السلفيون الجماعات الصوفية بالشرك إحتجاجاً على فرعيات بدع تمثلت حصراً وإبتداءاً في النظرة نحو القباب والأضرحة والأْولياء والصالحين حتى الإحتفاء بذكرى مولد الرسول الكريم . ولعله وقد دخلت الجماعات الصوفية في متن منظومة المشركين وفق الرؤية السلفية المتنطعة لعبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم وما شاكلهما وبسيفها المسلط في التصنيف والتكفير والطرد من الملة excommunication فلا يجوز لفتيات السلفيين المؤمنات وفقاً للصك السلفي الزواج من فتيان الصوفية المشركين . ولأن الحكام والطغاة والظالمين الذين يهابهم السلفيون لأنهم أولياء النعمة وسدنة السجون والمعتقلات فيتقربون بهم إلى الله زلفى ويتطاولون بعزّهم في البنيان ويتمرغون في النعيم ويضربون عرض الحائط بميكانزم الجرح والتعديل أمام حديث الذباب الناقل للأمراض والآفات والذي يذبونه في مساكنهم (بالبِفْ باف) ويقلبون ظهر المجن لكلمة حقٍ أمام سلطان جائر. وعندما أكتشف كبرنيكس بالقرون الوسطى كروية الأرض ( والأرض بعد ذلك دحاها) وصَمتْه الكنيسة بالهرطقة والخروج على الدين. وجعل السلفيون التكفيريون من (الذبابة) حشرة مقدسة يعقم جناحاها بعضهما بعضاً عند سقوطها في الأشربة والأطعمة بينما كشف العلم التجريبي الحديث خطر الذباب في نقل الأمراض الوبائية مثل الكوليرا. ولأن الرسول (ص) لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى بعلم الله الذي هو فوق كل ذي علمٍ عليم فلن يتناقض حديثه حول جناحي الذبابة بدائهما ودوائهما مع نتائج حركة البحوث العلمية . ولن يتحمل وزر اتهام الرسول المعصوم بالكذب سوى المُدَّلِسين والدجّالين وَوُضَّاع الأحاديث. وبسبب التصدي للطغيان الجائر وقضايا الفقه تم تكفير أبن تيمية عليه رحمة الله وأُدخل السجن ومات فيه . وجابه قبل ذلك أحمد بن حنبل رحمة الله الخليفة الطاغية المأمون العباسي المعتزلي في فتنة خلق القرآن ، وحُبِسَ وجُلِد حتى خُلِعت كتفه. وبالمقابل ذُعِرَ أحد المتنطعين من السلفية التكفيريين المدعو (م .ع) عندما طارده رجال الأمن وللهرب منهم وقد أصابه الذعر حتى الموت إقتحم أحد البيوت الآمنة من حائطها رغم أن السياق يقول (وأتوا البيوت من أبوابها) ولم يجد رقعة يخفي فيها عاره سوى الإختباء تحت سرير إمرأة (نفساء) وهو يردد تحت السرير متهكماً على آيات الله البينات (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل). وردد الإسلاميون بيقين المؤمنين في هذه البلاد ثقافة التحدي أمام كل الأنظمة الشمولية (إنّا إذا رفع السلاحُ بوجهنا ضَجّ السلاح)(وإذا تلعثمت الشفاه تكلمت منا الجراح). وكذلك جأر الشيوعيون ببلادنا أمام نكباتهم بفخر من لا يخشى الموت (أَيُّ المشانقِ لم نزلزل بالثباتِ وقارها) إلا أنه وكما يقول الأديب الفذ الطيب صالح (من أين أتي هؤلاء الناس) السلفيين النواطعة؟؟!.
وبعد أن غرق الفقه السلفي الأصفر في حقول النفط وتلوث العقل السلفي بثقافة الخروج من العصر وكهانة التكفير واحتكار الدين وحجرالعقل بدأت ترتسم في سوح العالمين العربي والإسلامي نتاج ظلامية الداعية الكهنوتي السلفي وهراطقة التنطع والشعوذة والإستبداد الديني. وعجز السلفيون التكفيريون المتنطعة ومن إختبأ تحت عباءتهم من خوالف المؤلفة قلوبهم بالحركة الإسلامية بمفاهيم التبعيض (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) بعد أن أصابهم المس الشيطاني والذعر من السلطان عن التمييز بين (البيع والربا). فالربا حلال في مكيالهم الفقهي المزدوج إذا كان في إحلاله إرضاءاً للسلطان الرزّاق المتصدق بالنعم والمناصب رغم الثبوت الدلالي القطعي لآيات الله في تحريم أكل الربا (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس. ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرَّم الربا). وهكذا أنتج السد القائم على الربا فتنة المناصير بعد أن أضرم علماء السلطان النار على آيات الله البينات. وأباح التكفيريون النواطعة (من زمرة ما أطلق عليها زوراً وبهتاناً بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاه بالسودان) لأنفسهم التلاعب بكتاب الله وجعلوا من أنفسهم مشرعين يهزأون بكتاب الله ويضربون عرض الحائط بآياته البينات ذات الدلالات الثبوتية القاطعة (وأحلّ الله البيع وحرَّم الربا) ويستنبطون في انتهاكهم لنصوص القرآن الأعذار بينما يحكمون بالكفر الصراح والردة والخروج من الملة على من يجأرون بآرائهم في فرعيات لا نص فيها ولا يجدون لهم الأعذار. فالنصوص في عُرف المتنطع السلفي ليست نصوص القرآن التي يذبحونها في محراب الزندقة جهاراً نهاراً وأمام رؤوس الاشهاد كما حدث لآية الربا وكما حدث للحديث النبوي المتواتر في حجة الوداع والذي رواه العرباض بن سارية عندما تجاوز الرسول الأعظم (ص) عن دماء الجاهلية ووضع الربا عن عمه العباس بن عبد المطلب وأجزم بتحريمه القاطع .ويسْتَعدون بباطلهم وافتئاتهم حكام المسلمين بعنف المطمئن إلى السلطان إلى قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق استخفافاً بحرمة دماء المسلمين كما يقول أبوبكر الصديق لكفار مكة ومُشركيها (أتقتلون رجلاً يقول ربي الله) وهم الذين أهدر الله دمهم بكفرهم لأنهم يقولوا على الله ما لا يعلمون. ولإن اباحت الضرورة للمتنطع السلفي بضرورات الأكل والشرب والدفاع والسدود والكهرباء تجاوز آيات الله القاطعة في الربا ونفيها فهل يبيح للفقراء والمساكين الذين لا يجدون قوت يومهم وقد طحنتهم الأمراض والأوبئة واستبد بهم الجوع وبأطفالهم وذراريهم وزغبهم الحواصل اللجوء للمرابين حتى يسدوا رمقهم بأكل أموال الربا؟؟! وتجاوز عمر بن الخطاب في عام الرمادة والمجاعة حد السرقة ولكنه لم ينتهك حُرمة الربا. وفي أوربا عمد المسيحيون كما يرى الشهود الزائرون للمدن الأوربية على تجسيم التماثيل والرسوم منذ القرون الوسطى وعصر النهضة بأعمال رافائيل ومايكل أنجلو ورسومات بوتوسيلي وكارافاجيو وغيرهم لتزيين الكنائس والكاتدرائيات والفاتيكان من الداخل والخارج بتجاسيم لمريم العذراء والمسيح الطفل والرسول ومريم الماجدلية . وجَسَّدت لوحات ليوناردو دافنشي في قمة أعماله الفنية (العشاء الأخير) The Last supper ولوحتيه الشهيرتين (هيام السحرة) Adoration of the Magi و (عذراء الصخور) The Madonna of the Rocks والتي جمعت في إطارها بين مريم العذراء والمسيح الطفل ويحى المعمدان وأحد الملائكة Archangel Uriel. ولم يكن تجسيد مايكل أنجلو ولوحات ليوناردو دافنشي لشخص وناسوت السيد المسيح سوى ضحداً عملياً للاهوت السيد المسيح . ولم يُجَسِّد اليهود والمسيحيون والنصارى الله سبحانه وتعالى (أو الأب) في فكر التثليث الكنسي في صورهم وتماثيلهم تنزيهاً له عن التَشَّكُل والتَحِّيُز في حدود الزمان والمكان . فالإله لا يَتّجَّسد ولا تتحدد أبعاده ولا تؤطر لأنه الأحد والصمد لم يلد ولم يولد (وليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء) (ولم يكن له كفواً أحد ) وأعترضت العديد من المذاهب والمدارس المسيحية بأوربا والولايات المتحدة من كاثوليك وأرثوذوكس وبروتستانت لوثريين وكالفنيين وأنجليكانيين Angilicans على نتائج البحوث التي توصل إليها (دان براون) في كتابه المثير (شفرة دافنشي ) The Da Vinci Code والتي قال فيها بأن السيد/ المسيح (ع.س) تزوج من مريم الماجدلية وأنجب منها ذرية . ولهذا يقول سيمون كوكس S.Cox في كتابه (فَكْ رموز شفرة دافنشي ) Cracking the Da Vinci Code : (إن هذا الإعلان عن عائلة المسيح وزواجه من الماجدلية سوف يضع العديد من التساؤلات الخطيرة حول ألوهية المسيح Divinity حيث أن هذا الافتراض يجعله من لحم ودم الإنسان بدلاً من أبن الله Son of God ) ويرى العديد من الإعتذاريين المسيحيين كما يقول كوكس بأنه (لا توجد أدلة يمكن إستقاءها من البشارات gospels ومقاطع الكتب المقدسة Scriptures بالعهد الجديد New Testament لتأكيد أو نفي إقتران المسيح بمريم الماجدلية ). ويعترف كوكس في كتابه (فَكْ رموز شفرة دافنشي) بأن تعاليم الكنيسة تم انتهاكها من قبل المُنَقِّحين الأوائل redactors والمحررين الذين قاموا بتدوين (العهد الجديد) New Testament وكتابته بعيداً عن النصوص الأصلية عبر إحلال تراجم مُصِّحَحه ومُبِّدِلة للكتاب المقدس Sanitized Version لتلبية أشواق وأغراض آباء الكنيسة Church fathers. ولإثبات نظريته حول آدمية المسيح bloodline وزواجه من مريم الماجدلية والذي بقي سراً arcane محفوظاً لدى (جمعية سرية) بدير سيون Priory of Sion إستقى (دان براون) معلوماته من كتاب (الدم المقدس والكأس المقدسة ) Holy Blood , Holy Grail لمايكل بيقنت وهنري لينكولن وريتشارد لاي . وأفاد (براون ) من كتاب " إلهام الهيكل" Templar Revelation لكليف برنس ولين بيكنت بأن الرسام العظيم ليوناردو دافنشي رمز بالفعل إلى هذه الأسرار في لوحاته . وخلص كوكس إلى أنه (إذا ثبتت بالفعل بشرية المسيح فإننا سوف نواجه هرطقتين heresies two صغرى وكبرى وتتمثل الهرطقة الصغرى بأن الكنيسة كذبت علينا لأكثر من ألفي عام بإخفائها للحقيقة عن المسيحيين لأسباب متعددة). أما الهرطقة الكبرى إذا ما صحت نظرية زواج المسيح (فتقتضي إعادة كتابة تاريخ المسيحية بالكامل وعندها يمكننا فهم طرائق الحياة والإيمان والعالم من حولنا). وتعكس هذه الوقائع حول لاهوت وناسوت المسيح طبيعة الجدال بين المدارس المسيحية المختلفة حول وحدانية الله unification of God. وفي القرون الوسطى دالت المعارك الدموية الرهيبة بين التوحيديين والتثليثيين لعدة قرون . وأنحسر المد التوحيدي الكنسي بسبب دعم الأباطرة لبابوات التثليث. وعكس دان براون في كتابه (شفرة دافنشي) بعضاً من هذا الجدال . وفي كتابه الضخم (قصة الحضارة) يعكس ول ديورانت على لسان مارتن لوثر رائد حركة الإصلاح الديني والتجديد حدة الصراع بين العقل والكتاب المقدس (لا تستطيع أن تقبل كلاً من الإنجيل والعقل فأحدهما لا يفسح الطريق للآخر وأن العقل هو أكبر عدو للإيمان) ولهذا لابد من العِمَى وإلغاء العقل لقبول معطيات دوقما dogma اللاهوت الكنسي . ويعبر فولتير عن ذلك بقوله (لَديَّ مائتي مجلد في اللاهوت المسيحي والأدهى من ذلك أني قرأتها وكأني أقوم بجولة في مستشفى للأمراض العقلية). ويعكس هذا الواقع طبيعة الصراع بين النص اللاهوتي الكنسي المطلق والغير قابل للتفسير والتأويل لمارتن لوثر والعقل المطلق لفولتير والرافض لإستيعاب دوقما اللاهوت الكنسي الغير قابل للاستيعاب والإدراك والتأويل. وبينما تُفرِّق آيات الله البينات بين (الكفار والمشركين) من جهة وأهل الكتاب أصحاب الديانات الإبراهيمية (اليهودية والمسيحية) من الجهة الأخرى درج المتنطعة السلفية التكفيريون بمعاول الهدم لآيات الله ورفضها كما رفضوا آيات تحريم الربا . وأكدت سورة آل عمران أن بعضاً من أهل الكتاب يؤمنون بالله وما أُنزل على محمد (ص) وما نزل عليهم من إنجيل ووصفتهم بالخشوع لله وأنهم لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً مثل التكفيريين وتوابعهم من الأتابك الإسلاميين الظلاميين الذين استبدلوا كلمة الحق أمام السلطان الجائر بإباحة الربا للسلطان الجائر فقاموا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وأكلوا في بطونهم ناراً. وفي ذلك يقول تعالى (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب )- آل عمران199-. وتُبيِّن آل عمران أن من أهل الكتاب أمةً قائمة وساجدة وصالحة تتلوا آيات الله وتؤمن بالله واليوم الآخر وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتسارع في الخيرات (ليسوا سواءاً من أهل الكتاب أمةً قائمة يتلون آيات الله آناء اليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين . وما يفعلوا من خيرٍ فلن يكفروه والله عليم بالمتقين ) آل عمران 113- 115. وهؤلاء اليهود الذين وصفتهم آيات آل عمران 113-115 ليسوا مثل أولئك اليهود الذين ضُرِبت عليهم الذِلّة والمسكنة وغَضِب الله عليهم لكفرهم بآياته ولقتلهم الأنبياء (... وباءوا بغضبٍ من الله وضُرِبت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصموا وكانوا يعتدون) آل عمران 112 وبالمقابل وفي نفس السورة يتناول السياق مصير الذين كفروا بآياتٍ مقابلة ومغايرة تماماً لمآل أهل الكتاب (إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً وأولئك أصحابُ النار هم فيها خالدون. مَثَلُ ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريحٍ فيها صِرٌّ اصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون) آل عمران 116-117. وفي الأثر إن صَحَّ الإسناد ( إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فأشهدوا له بالإيمان) وبني الإسلام على خمس (الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج للمستطيع). ويُخْرِج السلفيون المتنطعون مثل عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم وأشباههما من يقرون بهذه الأركان الخمس من عالم الإسلام ويلقون بهم قسراً في ديار الكفر وذلك لأن أركان الإسلام تتجسد في خزعبلات التكلس العقلي لظل الله في الأرض عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم وما شابههما من دعاة التنطع والكفر ولم يقم الإسلام منذ نشوئه وإرتقائه بعد إلغائه لكهانة الجاهلية على ركائز حقوق الكهنوت الإلهية واحتكار السنة النبوية ومحاصرة مسيرة الفقه الإسلامي وقتل روح الأمة الإسلامية وتجميدها حتى لا تنتقل ولا تتقدم ولا تتطور واخضاع حركة الأمة العقلية بكلياتها لعصور سلفت قال الله فيها (تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يفعلون). ولسنا مسئولين عن إغتيال عمر ومقتل عثمان وعلى والحسين وابن الزبير . ولسنا مسئولين عن ظلم الحجاج وزياد بن أبيه . ولم تكن صراعات الفتنة الكبرى منذ مقتل عثمان دينية بقدر ما كانت صراعاً على الحكم والسلطة . وكل الذي يعنينا عند الرؤية التاريخية للإنتقال الحركي الإسلامي يتمثل في تداعيات الخلافة الراشدة والتي إنتهت بإغتيال على إلى الملك السافر والعضوض للأمويين ومن بعدهم العباسيين حتى الاخشيديين والحمدانيين والأيوبيين والسلاجقة والمماليك . ولسنا مسئولين عن سجن أبي حنيفة النعمان وموت الثوري في الحبس وجلد الإمامين مالك وإبن حنبل وهروب الشافعي بجلده من العراق إلى مصر لتوقي كيد الظالمين.
وأستهل عبد الحي يوسف في ورقته بعنوان (مكانة المرأة في الإسلام) هجوماً غير مؤسس فكرياً ولا منطقياً على دعاة تحرير المرأة من ظلامية المجتمع الذكوري القابض والنافي لهنَّ والذي يجعل من المرأة بعضاً من سقط المتاع وبعضاً من آنية وأوعية المنازل والبيوت وأدوات الزينة والمتعة. ولهذا رأى عبد الحي يوسف في ورقته بأن تناول حقوق المرأة على حد قوله (صار شعاراً للمبطلين ومن يرومون الطعن في الدين ). وأفاد عبد الحي يوسف بأنه صار يسمع من كل منافق عليم اللسان ( حديثاً عن المرأة وحقوقها وواقعها) بحيث يلجأ البعض منهم إلى (تفسير القرآن بهواه والنسب إلى السنة ما ليس منها). وتكمن أهمية المرأة ودورها في المسيرة البشرية الكبرى منذ آدم وحواء (قلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة) والنهي المشترك للذات الإلهية لآدم وحواء على حدٍ سواء (ولا تقربا هذه الشجرة) إلى آسيا إمرأة فرعون التي كفرت ببلاطه بفلسفة أنا ربكم الأعلى وآمنت بشريعة موسى إلى العذراء مريم إبنة عمران التي تضاهي الذكور (وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم) ومعجزة المسيح إبنها والذي أجاب في مهده بالقول الفصل (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً) لمن قالوا لأمه وهي تحمله (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوءٍ وما كانت أمك بَغِّياً ). إلى خديجة بنت خويلد والتي قال فيها رسول الله (ص) (آمنت بي إذ كَذَّبني الناس . وواستني بمالها إذ حرمني الناس. وآتاني الله منها الولد دون غيرها من النساء ) ، إلى فاطمة بنت محمد القانتة والقائمة والصائمة والتي أطعمت إفطارها في حر اليوم القارص هي وزوجها أبن أبي طالب لثلاثة ايام متوالية مسكيناً ويتيماً وأسيرا (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا) والتي كانت تزود عن أبيها وتلعن مشركي وكفار قريش عندما ألقوا عليه كل صروف الأذى من لعن وسب وسلا جذور ، إلى عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين التي قال فيها رسول الله (ص) (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء) والتي نسي عبد الحي يوسف عمداً في ورقته أنها قادت معركة الجمل عقب أحداث الفتنة الكبرى ومقتل عثمان بن عفان في جيش من بين صفوفه حوار رسول الله (ص) الزبير بن العوام وطلحة الخير بن عبيد الله وضد علي بن أبي طالب أمير المؤمنين . وأوجب عبد الحي يوسف في ورقته (على الرجال دون النساء شهود الجمعة والجماعة والغزو والجهاد؟!) إذن لماذا جاهدت الفقيهة المُحَّدِثة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين جيش علي بن أبي طالب في معركة الجمل ؟! وهل يستطيع عبد الحي يوسف أن يتزندق بوصم عائشة بنت أبي بكر (الصديقة بنت الصديق) أم المؤمنين بالإثم بخروجها للجهاد وعورة صوتها في خطبتها العصماء البليغة لحث الجيش على القتال ؟! وهل تقتدي النساء بعائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين أم يقتدين بعبد الحي يوسف ودعاة الفقه المنقوص؟! وفي بلادنا أقالت الحركة الإسلامية المرأة السودانية من عثرتها وقامت بتحريرها من قيود التحنيط السلفي وهيمنة الموروث القبلي فأثرت الساحة السياسية والاجتماعية وقامت بتحريك الأنشطة والفعاليات النسوية لكسب حقوق المرأة من براثن المجتمع الذكوري المسيطر. وكان للترابي رجل القرن اليد الطولى في تحريرها من عقالها عبر محاضراته وخطبه ولياليه السياسية وكتبه ومؤلفاته ولهذا كان إسمه يترنم كنوع من العرفان في أغاني البنات وكن يطلقن إسمه على بعضٍ من أزيائهن وثيابهن دون غيره من التجسيمية الكسولة المغفلة . وتعاني ورقة عبد الحي يوسف بعنوان (مكانة المرأة في الإسلام) والتي كتبها لمركز بحوث القرآن والسنة التابع لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ضعفاً في الأسلوب والعبارة والصياغة والمنهج . ويعود ضعف الأسلوب والعبارة والصياغة عند عبد الحي يوسف بسبب إنحطاط معرفته باللغة العربية وقصوره في فهمها وأستيعابها . ولا يؤدي الجهل باللغة العربية ومصطلحاتها إلى فهم واستيعاب القرآن الكريم والسنة النبوية . والقرآن هو قمة البلاغة اللفظية والتركيب اللغوي والبناء الفني والسمات الفارقة وأوتي الرسول (ص) مجامع الكلم . وفي كتابه (الإعتصام) يقول الشاطبي ( لا يُفهم كتاب الله تعالى إلا من الطريق الذي نزل عليه وهو إعتبار : ألفاظها ومعانيها وأساليبها) ويقول السيوطي في (صون المنطق) على لسان الإمام الشافعي (وما جَهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب) ويقول على إفادة الحسن البصري (إنما أهلكتهم العُجْمَه يتأولونه على غير تأويله). ولمعرفته بلغة العرب كما جاء برسائل أبي العلاء المعري (الجزء الأول) بتحقيق احسان عباس (ص.95) شفى المُعرِّي غيظه من المفتئت (المؤيد بالدين) عندما هاجمه بعنف المطمئن إلى السلطان فدعى عليه قائلاً (والله يجمل الشريعة بحياته). واراد أبو العلاء بالشريعة معنى النهر وأراد بحياته معنى الدم وبالتالي يصبح دعاء أبي العلاء المعري على المؤيد بالدين (أسأل الله أن يجمل النهر بدمه) وهذا بعضٌ من إشكالية اللغة العربية التي لا يفهمها النواطعة التكفيريون. وفي نهجه لتناول موضوع ورقته حول (مكانة المرأة في الإسلام) قام عبد الحي يوسف بتقسيمها إلى (مقدمة عقدية) و (مقارنة بين حالتين) المرأة المسلمة وغيرها وأخيراً بالتساؤل حول (ما هو واقع المرأة الغربية؟). ورغم أن ورقته تحمل عنوان (مكانة المرأة في الإسلام) إلا أن (مقدمته العقدية) لم تتحدث عن المرأة إلا عبر إفادة أبي برزة الأسلمي حول الأنصار بالمدينة والذين كانوا كما يُزعم لا يزوجون الأيامي إلا إذا لم يكن للرسول (ص) حاجة فيهن. وتعكس رواية أبي برزة قول الرسول (ص) لرجلٍ من الأنصار (زوجني إبنتك) ولم يكن الرسول الأكرم (ص) يقصد خطبتها لنفسه وإنما لشخصٍ يدعى (جليبيب). ورفضت أم الفتاة تزويج ابنتها لجليبيب (لا لعمر الله لا تُزَّوِجه) ولكن الفتاة إعترضت على رد رسول الله (ص) خالي الوفاض وقد أتاهم خاطباً فقالت (إدفعوني فإنه لم يضيعني) أي لا يضيعني.وتعكس هذه الواقعة حرية المرأة في الاختيار والامتثال كما أراد الرسول (ص) . ولا تعكس النظرة المنكوسة للمتنطع السلفي للمرأة سوى أنها مخلوق ناقص لا مكان لها سوى مخادع المتعة والإنجاب والحضانة والخدمة وصناعة الثريد . مثلها في ذلك مثل الطِيب الذي يُضمخ به المتنطع السلفي لحيته الكثة في أزمنة الشمولية والغزو الإمبريالي (ألا ليت اللحي صارت حشيشاً / فتعلفها خيول المسلمينا). وتشير الوقائع المثبتة بأن المدعو بلحمه ودمه طلب منه أحد حيرانه الملازمين لمسجده والمعجبين بفقهه السلفي التكفيري أن يخطب له الطبيبة الشابة ولكن شيخه المتنطع اضاع فضيلة الإيثار واتبع سبيل الأثرة والأنانية وشهوة الطمع فخطبها لنفسه . وهذه هي دلالات ولكم في رسول الله أسوةً حسنة في أيامى الأنصار وجليبيب وتعاليم أداء الأمانة وإلتزام السنة في فقه التزاحم الذكوري حول الأنثى عند الداعية التكفيري.
وحول المقارنة بين حالتي المرأة المسلمة والغربية أو الكافرة عموماً يتساءل عبد الحي يوسف في ورقته (مكانة المرأة في الإسلام) عن معاناة المرأة في بلاد الإسلام. وتشمل بلاد الإسلام بالطبع الدول العربية وبعض الدول الأفريقية مثل نيجيريا والآسيوية مثل باكستان وتركيا وبنغلاديش وأفغانستان. ولكنه لا يتساءل عن أوضاع المرأة المسلمة في بلاد الغرب والمجتمعات الغير إسلامية باستراليا والقارتين الأمريكية والأوربية والآسيوية. فمن هذه الوقائع يمكننا أن نرى بأن مشاكل المرأة المسلمة في ديار الإسلام تختلف بالطبع عن مشاكل غير المسلمة بديارها في الغرب من واقع الثقافة والتقاليد والأعراف والمعرفة والنظرة نحو الكون والحياة والإنسان. وكذلك تختلف قضايا المرأة المسلمة بالأقطار الإسلامية عن قضايا المرأة المسلمة بأوربا والأمريكتين وما شاكلها. فالمرأة المسلمة تعاني في ديار الغرب من دخول المدارس والجامعات بسبب منع الحجاب في فرنسا وذلك لأن الإدارة الفرنسية إعتبرت الحجاب شعاراً مستفذاً وترويجاً لتعاليم الإسلام . وتعاني فتيات المسلمين ببلاد الغرب عموماً من مشاكل العنوسة والزواج وفتنة المجتمعات إزاء إشكالية غرائز ونوازع الفطرة وتلبية حاجات الجسد وإغواء ومصائد الشيطان. وتعاني من مشاكل العيش والخروج للعمل و حتمية الاحتكاك بالمجتمع الغربي بغرائزه وفتنه التي لا تحدها حدود. ولأن الإنسان بطبعه وجِبِّلته وبدفع الغريزة مُمتحن ومُبتلى في دينه في امتثاله وتعامله مع الحدود العادلة البينة والمشتبهة بين الحلال والحرام أثبت الله سبحانه وتعالى في السياق القرآني ما يؤكد هذا المعنى (وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)البقرة 35.ومثلما نزغ الشيطان بين يوسف عليه السلام وإخوته الأسباط في مرحلة لاحقة أزلَّ الشيطان آدم وحواء فأقتربا من حمى الشجرة الحرام (فَأَزلَّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه...) البقرة 36، والأمر أكبر من قول الشاعر (أبوكم آدم سَنَّ المعاصي / وَعَلَّمكم مفارقة الجنان) وذلك لأن الإنسان بطبعه خطَّاء كما يقول النبي الأكرم (كل أبن آدم خطَّاءٌ وخيرُ الخطَّائين التوابون). وكان آدم عليه السلام هو أول من سنَّ التوبة النصوح (فتلقى آدمُ من ربه كلماتٍ فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) وعليه وقياساً على هذا المعنى فإن أَزلَّ الشيطان وفق النص القرآني آدم النبي وزوجته حواء فلا غرابة أن تذل وساوس الشيطان المرأة المسلمة في معاطن مجتمعات الفتنة والغواية بالغرب عموماً والقارة الأوربية على وجه الخصوص. وفي بلاد الحجاز ونَجْد بالسعودية عجز الفقه السلفي المنكفئ عن معالجة مشاكل العنوسة المستفحلة والمتراكمة بسبب محاصرة المرأة بين الجدران وإلغاء دورها الاجتماعي بإعتبارها إحدى وسائل الترفيه والمتاع لإشباع حاجات المجتمع الذكوري المتحفذ والمسيطر والقابض. فصوتها عورة ووجهها عورة في المجتمع المحافظ والمحدود ولكنه ليس بعورة في الحج بأيامه المحتشدة والمكتظة والمتداخلة واللصيقة والمحتكة. ورجل الدين السلفي المتنطع هو الذي يفسر نصوص الدين للعامة والدهماء والرعاع. وهو الذي يقوم بتفصيل الفتاوي وفق أهواء السلطان. وهو الذي يحذف ويتخطى ولا يقرأ على المصلين عند إمامته للصلاة إعلان بلقيس في سورة سبأ (إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون). وليس على الحُجاج لبيت الله الحرام حرج في الفقه القبيح للمتنطع السلفي من الموت تحت الأقدام وهم يرمون الجمرات ويرجمون الشيطان في أيام التشريق الثلاث. وقد رمى السلفيون عرض الحائط بالطمأنينة عند أداء الشعائر والصلوات وأزهقوا بفعلهم المتخلف عند الجمرات المئات والألوف من أرواح الحجاج الساعين لبيت الله الحرام . وفي غياب الطمأنينة عند أداء الصلوات في الحرب وقد حمي الوطيس جعل الله صلاة الخوف.ولمجابهة مشكلة العنوسة بالجزيرة العربية بعد سقوط المرأة هناك دون إرادتها في سجن الاكليروس السلفي وبعد بروز المشكلة اجتماعياً وعقب الإفرازات النفسية والسيكلوجية التي اصابت المرأة في المستعمرة الوهابية بالجزيرة العربية وللخروج من الأزمة تراجع (المجمع الفقهي الإسلامي) في مقره بمكة المكرمة والذي يسيطر عليه السلفيون رغم تابعيته لرابطة العالم الإسلامي وفي دورته الثامنة عشرة بتاريخ 8/4/2006م فأجاز (زواج المسيار) الذي يبتسر العلاقة بين الزوجين المسياريين في (الجنس) Sex بحيث يأتي الرجل للمرأة في دارها ليطفئا أشواقهما الجنسية ثم يعود الرجل إلى داره ليعاود الكرة من حين لآخر تلبيةً لحوائج الرغبة الجسدية . وأجاز المجمع الفقهي الإسلامي (زواج المتعة) والذي أطلقوا عليه لإجتناب المصطلحات الشيعية لفظة (الزواج بنية الطلاق). ولمزيد من التباين مع الشيعة في ثقافة المصطلحات اللفظية جعلوا نية الطلاق غير محددة في العقد لإضفاء صيغة الجهالة على المتمتعة. بينما يعمد الفقه الشيعي على تحديد المدة الزمنية في عقود قِران المتعة. ويمكن للشيعي المتمتع والمسافر بالقطار من طهران إلى تبريز أن يعلن زواجه في طهران وطلاقه في تبريز بعد إنتهاء المدة. وأجاز المجمع الفقهي للرابطة وعلى الطريقة الأمريكية والأوربية زواج الأصدقاء Friend’s marriage وأجاز (الزواج المؤقت بالإنجاب). فالعانس التي تقدم بها العمر وكادت أن تدخل في سن اليئس وتشتهي الولد حتى يؤنس وحشتها وتدخره لبلى الدهر يعالج حالتها (الزواج المؤقت بالإنجاب) وهو زواج بغرض الإنجاب والإنجاب فقط عن طريق التلقيح المقنن بالعقود وليس به مودة ولا رحمة للزوجين والأسرة. وعندما تحبل المرأة وتلد يقول لها صاحبها وداعاً وإلى اللقاء. وفي أوربا والولايات المتحدة يمكن للمتطفلين قراءة الإعلانات والملصقات الخاصة لكثير من النساء العوانس يطلبن الفحول بمواصفات خاصة لتلقيحهنّ من أجل الإنجاب وهي حالات مشابهة لحالة تلقيح الثور Sir للقطيع لإنتاج العجول. وسكت السلفية عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم ومحمد سيد وجعفر شيخ إدريس عن هذه الفتاوي سلباً أو إيجاباً. ودون الخوض في صحة أو بطلان هذه الزيجات وعقود الزواج المستحدثة تجدر الإشارة بأن الرسول (ص) لم يتزوج ولا صحابته بالمسيار والأصدقاء والتوقيت بالإنجاب ونية الطلاق . إذن لماذا يخالف السلفيون الوهابية سنن الرسول (ص) في الزواج والنكاح إستجابة للضغوط الاجتماعية والضياع النفسي الذي اصاب النسوة الماجدات بالجزيرة العربية ؟؟! وقبل أن يتساءل المتنطع السلفي التكفيري عبد الحي يوسف في ورقته (مكانة المرأة في الإسلام) حول المرأة في بلاد الإسلام – هل تعاني من الإهمال ؟! وهل تم سلب شخصيتها ؟؟! وهل تعاني عنف متعمد للرجال؟؟! كان عليه قبل أن يطلق هذه التساؤلات أن يراجع وضع المرأة العربية المسلمة في نجد وتهامة والحجاز موطن سادته التكفيريين. وكان عليه أن يستقصي واقع المرأة في مدلولات المذاهب الفقهية السالفة التي سادت البلاد العربية قبل تساؤله عن واقع المرأة الغربية .وكان عليه أن يتوب إلى الله من جريمة الترويج (لختان الإناث) في بلادنا غصباً عن الفتيات القاصرات ورغماً عنهنّ عندما إغتصب الفقيه السلفي المتنطع إرادتهنّ وفي أخص خصائصهنّ رغم ما تعانيه الفتيات نتيجة لهذه العادة الضارة من آلام الطمس وويلاته ورغم معاناتهنّ في تلبية حاجات الغريزة الفطرية وتلبية نداء الجسد ورغم موت العديد منهنّ في الوضوع كما تشير إحصائيات الأطباء والمستوصفات والمستشفيات والعمليات القيصرية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الترابي يبشـر المسلمين: لايوجد شيئ اسمة منكر ونكير، ولاعـذاب في القبـر!!. (Re: بكري الصايغ)
|
الوطن العدد رقم 1257 التاريخ 2006-11-08
بسبب آرائه حول «منكر ونكير» وعذاب القبر.. هجوم كاسح على الترابي ..! أبو زيد :
لو كان هذا شخص غير الترابي لحوكم بالردة ..!
الكاروري : الترابي كان يحتفل معنا بـ«عرس الشهيد»..!كتبت: مشاعر عثمان
آثارت آراء الشيخ الدكتور حسن الترابي، والتي نشرت بـ«الوطن» مؤخراً جدلاً كثيفاً وسط العلماء، ورجالات الدين، وأئمة المساجد؛ حيث ذكر د. الترابي أنه لا يوجد ما يسمى بـ «منكر ونكير» وأنه لا يوجد عذاب في القبر، كما أن «عرس الشهيد» يعتبر «كلام ساكت» .. !! الشيخ أبوزيد محمد حمزة وصف الأفكار الدينية التي أطلقها د. الترابي مؤخراً عبر «الوطن» بأنها بدعة خطيرة واتجاه مزعج معلقاً بالقول : «ما قيلت في تاريخ الاسلام والبشرية» .. واستدرك ابوزيد : «لو أن هذه الاراء قال بها شخص غير الترابي لحوكم بالردة» .. مضيفا أن «الحكومة هي التي يجب أن توقع الردة». أما الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري فقد علّق : «اتعجب حينما يقول الترابي شيئا ًحول عرس الشهيد .. لقد كان مـــن أوائل الذين يشهدون عرس الشهيد معنا »...! وأردف الكاروري حديثه : «أما مسألة مُنكر ونُكير فمثبتة بالكتاب والسنة». فماذا قال الشيخان «أبو زيد» و«الكاروري» تفصيلاً ؟.
أبوزيد لايحق لأي فرد أن يحاكم شخصاً بالردة.. والمعني بهذا الأمر هي الدولة، التي تنتهج منهج الدين الاسلامي.. فعليها أن توقع العقوبة بمن ارتد؛ لأنها هي المسؤولة أمام الله سبحانه وتعالى وحقيقة لم يسبق احداً الترابي في آرائه هذه منذ تاريخ البشرية.. لذلك هذه الآراء تعتبر تغييراً في المفاهيم الإسلامية الثابتة، وتمثل خطورة على الدين الذي من المفترض أن يحميه علماؤه ممثلين في دولتهم، وهذا التغيير لم يمر قط على التاريخ الاسلامي.. فحتى الأئمة اللذين صححوا الأحاديث النبوية الشريفة لم يكذبوها.. «ويا بتي» إذا نفينا عـذاب القــــبر علينا ايضاً أن ننفي و ننكر نعيمه.ولكن نعتبر أن الترابي مسنود .. ولو قال بهذه الفتاوي غيره لأقيم عليه حد الردة. - الترابي منذ زمن بعيد ينكر كل ماهو فوق عقله.. وهذا هو سبب إنكاره للغيبيات. - هنا نقول للترابي أن الجسد كذلك يُعذب، وهذا ثابت بالكتاب والسنة .. وأن ملكين وهما «مُنكر ونُكير» ، يسألان الميّت في القبر : « من ربك .. وما دينك» .. والآية الكريمة تقول: « النار يعرضون عليها غدواً وعشياً».. في إشارة واضحة لعذاب القبر.
الكاروري أما الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري فقد ابتدر حديثه على هذا النحو : - شهدنا أعراس شهداء كثيرين وودعناهم والترابي موجود بيننا !! - أما فيما يتعلق بعذاب القبر فهو مُثبت بنص القرآن والحديث.. وأول مراحل وداعنا لميتنا هي أن نسال له التثبيت في السؤال. أيضاً الترابي من كتب «الإيمان وأثره في حياة الإنسان ».. أين ذهب هذا الكتاب؟.. وأذكى أذكياء العرب عمرو بن العاص لم يمنعه عقله من أن يقول لأبنائه لا تنصرفوا حتى ما أراجع به ربي وأمرهم بالانتظار عند قبره . ومن مقدمــــــات الموت ظهور نعيم أو عـــذاب القبر.. ويقول الله تعالى في القرآن «والملائكــــة باسطو ايديهم أخرجوا انفســـــكم.. اليوم تُجــــزون عذاب الهون».
| |
|
|
|
|
|
|
|