استعدادات البلاد للاحتفال باليوبيل الذهبي... اين هي؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 04:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.ابو بكر سيد احمد الصايغ(بكري الصايغ)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-09-2005, 03:21 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استعدادات البلاد للاحتفال باليوبيل الذهبي... اين هي؟

    استعدادات البلاد للاحتفال باليوبيل الذهبي... اين هي؟
    د.بكري الصايغ


    بعد ايام قليلة قادمة، ستهل على البلاد مناسبة قومية كبيرة، طالما وانتظرناها بفارغ الصبروالشوق الدافق. ستهل على البلاد الذكرى الخمسين على الاستقلال(اليوبيل الذهبي)، وايضا ذكرى خروج اخر جندي انجليزي ومصري من البلاد. وتاتي ايضا وضمن الذكريات القديمة، تلك اللحظة الرائعة، والتي وقفنا فيها بتقديس واحترام امام مشهد ارتفاع اول علم سوداني على سارية القصر . ان من عاصر تلك الايام الاخيرة من ديسمبر عام 1959 (اي تماما مثل هذه الايام قبل خمسين عاما)، يتذكر تماما، كيف كانت وقتها شوارع العاصمة وباقي المدن مزدانة باللافتات التي حيت المناسبة ، وحيت ايضا السودان الجديد المبني على المساواة والعدالة بين الجميع، بلا تمييز في الاديان، وان الكل سواسية امام القوانين. كانت هناك مائات اللافتات الاخرى، التي حيت شهداء الاستقلال، الذين سقطوا في كثير من المواقع القتالية ضد الاحتلال التركي والانجليزي ، وما كانت هناك في الشوارع اصلا اي اعلاما تخص احزابا، اواخرى تمثل جماعات دينية، بل كان العلم السوداني بالوانه الثلاثة، والذي يمثل خصائص وطبيعة البلاد من شماله الى جنوبه، هوالوحيد الذي كان يرفرف فوق اسطح البيوتات والشركات والمصانع.

    تقول كتب التأريخ، انه في نهاية ديسمبر 1955، بدأت الوفود الزائرة، وكبار الشخصيات العربية والعالمية، تصل للبلاد للمشاركة مع الشعب السوداني في اجمل ايام تأريخه. يتذكر الناس، ان اولى الوفود التي وصلت للبلاد وقتها، كان الوفد المصري، الكبير العد، لقد استقبلته الجماهير بصورة رائعة وكبيرة، تقديرا وعرفانا لدور جمال عبد الناصر في تاييده التام لمبدأ حق تقرير مصير السودانيين بانفسهم، بدون اي ضغوطات اواغراءات من الحكومة البريطانية اوالمصرية (وهو عكس الموقف، الذي كان يتشدد فيه الرئيس السابق محمد نجيب، الذي انقلب عليه عبد الناصر في نوفمبر 1954 بسبب المسألة السودانية، واصرار نجيب على عدم خروج السودان من قبضة وحدة وادي النيل ). وجاء ايضا الوفد الكيني، الذي كان مثارا للحيرة وقتها، ان هذا الوفد الكيني الكبير، كان برئاسة....ضابط انجليزي كبير الرتبة!!

    تقول احداث ذلك الزمن من ديسمبر عام 1955، ان الجماهير في الخرطوم قد راحت ومن تلقاء نفسها ، وتشكل مجموعات تقوم بالاشراف على سير التحضيرات للاحتفالات ووضع البرامج الخاصة باستقبال الوفود السودانية القادمة من المناطق البعيدة. لقد شهدت الساحات الشعبية (وخاصة ميدان عبد المنعم بالخرطوم)، مائات من حلقات اهل الذكر، والذين ما هدأت اصوات دفوفهم وطبولهم الا بعد اوقات متأخرة من الليل، وعلى شاطئ النيل، وبدء من المقرن وحتى القصر، انتشرت فرق الفنون الشعبية، القادمة من الاقاليم والمناطق البعيدة للمشاركة وجدانيا وفنيا في هذه المناسبة، وتوزعت ايضا فرق الكشافة الشبابية، تجوب اماكن التجمعات وتقدم الخدمات والاسعافات الاولية لمن احتاج. اما النساء والفتيات في الخرطوم، فقد وقع على عاتقهن مهمة الاهتمام بالاطفال والقصر في الحدائق العامة، وراحت كل واحدة (خرطومية)، ولا تخرج من منزلها ، الا في يدها ما تقدمه للضيوف الزوار من مأكولات ومشروبات(تمر - كركدي- فول مدمس - شاي بالنعناع - قهوة - عصير ليمون - سندوتشات متنوعة).
    اما ان الحكومة الانتقالية، والتي كانت تسير امور البلاد في ذلك الوقت (برئاسة المرحوم اسماعيل الازهري )، فقد راحت وتهتم بالدرجة الاولى، بالانضباط الشديد والتقيد ببرنامج الاحتفالات المكثف، واستقبالات الضيوف والشخصيات الكبيرة بالمطار، والذين وصل عددهم وقتها الى نحو 300 زائر كبير.
    ورقم الامكانيات الفنية في مجالات التصوير والافلام السنيمائية وقتها بصورة كافية، فقد تمت عمليات تصوير للاحتفالات بصورة كبيرة وبايدي سودانية خالصة، ما زالت وحتى اليوم محل اشادة وتقدير، ويقوم جهاز التلفيزيون المحلي حاليا، باستخدام هذه الافلام وابراز لقطات منها متى ما جاءت ذكرى المناسبة القومية.
    .....................والان ...........وبعد 50 عاما من الاستقلال، نقول...............شتان ما بين ديسمبر 1955 ، ........وديسمبر (الانقاذ) !!! اليوم وبعد 50 عاما من الاستقلال، نتلفت يمنة ويسرى ، عسى ان نجد شيئا ولو صغيرا، يؤكد لنا، ان الحكومة الانتقالية ساعية للاحتفال باليوبيل الذهبي للاستقلال!!! نجد الشوارع خالية تماما من اي مظاهر احتفالية، بل ولا حتى علم سوداني نراه مرفوعا فوق اي مبنى او منزل اومؤسسة وطنية اواجنبية!!! بل اقول، اننا الدولة الوحيدة في العالم، وطوال التأريخ العالمي، لا تهتم بذكرى اليوبيل الذهبي!!!! نتلفت يمينا ويسارا، ولا نجد الا وان الحكومة وقد راحت عن عمد مع سبق الاصرار(وتحديدا في هذه الايام وقبيل قدوم الذكرى المجيدة) ، وتغرق البلاد بكم حائل من المشاكل المفتعلة والرخيصة، بهدف وان ينشغل الناس بها، كي وينسوا في خضمها موضوع ذكرى الاستقلال وبذكرى تلك الايام الخوالي، التي كنا فيها بحق وحقيق......اسياد بلد!!!

    يجئ العيد الخمسين .....وعلى ارض البلاد عسكرت جيوش اجنبية، جاءت من كل حدب وصوب ...لتحمي السودانيين من السودانيين.

    يجئ العيد، والذي شهد قبل خمسين عاما خروج الانجليز والمصريين، ليجد الان وبجنوب البلاد، متمردي (جيش الرب) اليوغندي، وقد احتلوا رقعة واسعة من البلاد بسطوا فيها نفوذهم.
    بل ومن غرائب الامور ان حكومة جمهورية الصين الشعبية، والتي تملك المساحاتا الواسعة في بلادها وقد راحت (وكأن اراضيها لا تكفيها) وتحتل اراضي واسعة باسم (سد مروي)، وتحرم الناس من الشرب من مياه الابارالتي تخصهم وقراهم.
    تدخل الذكرى الحزينة هذا العام والبلاد مقسمة ما بين ......................اراضي الدولة واراضي اخرى محررة .... واراضي تحت السيطرة العسكرية في الغرب....واراضي نزعتها الحكومة قسرا من السكان ومنحتها لشركات عربية خليجية.....اراضي تشهد دوما نزاعات مسلحة في الغرب والجنوب والشرق.

    يصادف قدوم اليوبيل الذهبي هذا العام ، والبلاد قد غرقت في مرض الايدز(400000 مصاب) والسفلس والسرطان، (كنا في زمان الخمسينيات لا نعرف من الامراض الا.....الصداع، ان جاز وان نقول الصداع اصلا مرض)، ويأكلون الخبز (المسرطن) ، ويشربون ما تجود به عليهم (شركة المياه) بحسب مزاجها.
    تاتي الذكرى، ونحن بلا ضيوف مهمين!!! الا من جنرالات اجانب يعسكرون غصبا عن انف 35 مليون سوداني!!! وملايين من الوافدين الحاملين كل بلاوي وامراض القارة، واخرون يحملون مؤهلات عالية في النصب والشعوذة والنهب المسلح، والتي اصبحت اعمالا رسمية لهم!!!
    يجئ العيد، والكل في البلاد محبط، بسبب وجود حكومة انتقالية تحكم البلاد منفردة مع شريكها الجنوبي، متجاهلة، وان اهل البلاد هم الوان الطيف، ومما يزيد من الاحباط، انه وهناك.....برلمان!!!!!!! لا يستطيع وان يناقش، اين ذهبت عائدات البترول، ولماذا هي في حساب خاص بعيدا عن البنك المركزي، وهو ايضا .....برلمان!!! لا يستطيع ان يفتح موضوع، هل يملك رئيس الجمهورية حق اصدار قرار جمهوري بنزع 22 مليون فدان من اراضي الشمالية لصالح اثرياء الخليج، وايضا هو ......برلمان!!! لا يقدر وان ينبس بكلمة حول .....هل حقا استوردت الحكومة (براز) يوناني كهدية منها للشعب السوداني بمناسبة اليوبيل الذهبي؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de