دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... (Re: Tragie Mustafa)
|
وهذا هو مقال الاخ المقاتل الصنديد طالب حمدان تيه:
Quote:
تعليق على مقال البروفسير حسن مكى:
ماذا نعنى بالقومية السودانية؟! و هل هناك قومية سودانية؟! ام ان ذاك مجرد مصطلح مصطنع و لكنه فارغ المضمون؟!
بقلم طالب حمدان تية على
[email protected]
كتب البروفسير حسن مكى مقالا مثيرا للجدل بالعنوان المزكور بعاليه، وهو عبارة عن اسئلة تهكمية اراد الاجابة عليها بتهكم ايضا مفرغا تلك الاسئلة من مضمونها.
فقد بدأ عنوان مقاله بماذا نعنى بالقومية السودانية؟ و اردفه بسؤال اخر، و هل هنالك قومية سودانية؟ و لكن البروف لم يعرف لنا مصطلح القومية و من ثم ماذا يعنى بالقومية السودانية، بل قفز فوق الحواجز و تناول امريكا كحالة قومية يمكن ان تكون شبيهة بالقومية السودانية. و لكنه نسى ان العقد الاجتماعى قد تم فى امريكا بعد حرب اهلية طاحنة و لكن فى النهاية توصلت الاطراف المتقاتلة الى عقد اجتماعى بالتراضى خلفه دستور يعالج كل شاردة و واردة، و لكن السودان كدولة ليس له عقد اجتماعى يلتزم به باثنياته و اعراقه و قبائله و دياناته بدليل ان الجنوب سيتجه الى الاستفتاء بعد خمس سنوات من الان و كل الادلة و البراهين تفيد بانفصال الجنوب الا فى حالة حصول معجزة من السماء.
ان مشكلة المنظرين العروبيين الاسلاميين من شاكلة البروفسير حسن مكى و من هم على اشاكله امثال الدكتور الشوش العنصرى المتطرف و غيرهم، ليست لهم نظرة شمولية فى تناولهم للقضايا التى تخص الامة، بل تجدهم يختزلونها اختزالا فى نطاق ضيق، و فى كل مرة يثيت لهم الواقع ان ما يدور فى مخيلتهم ليست حقيقة و انما هى امانى يتمنونها.
لقد تأخرت مكونات السودان ليس لظروف جغرافية او مناخية كما ذكر البروفسير، و انما لضيق الافق السياسى و لابتعاد الدين الحقيقى عن الحياة من القائمين على امر البلاد و العباد وأستخدامهم الدين لاغراض الدنيا منذ ان وطئت اقدامهم السودان خاصة و افرقيا عموما بدلا من العمل للاخرة كما يدعو الدين. فلا يعقل ان يغزو العرب السودان و يسيطرون عليه طيلة هذه الفترة التى امتدت لقرابة السبع قرون و يعجزون عن نشر الدعوة فى كثير من اجزاء السودان، بل تركوها عن قصد لتكون لهم مرتعا لاقتصاد المغازىالمتمثل فى اصطياد الوطنيين و الاتجار فيهم و الذين يحكمون الان احفادهم نتاج تلك الظاهرة الغير سوية.
فالذين يحكمون الان بهذه العقيلة الشوفنية المعقدة احد نتاج ذلك الرق و التى تحاول دائما اخفاء تلك الحقائق بالادعاء الذائف بنقاء العرق و قذف الاحرار الذين لم يطالهم الرق و نعتهم بالرقيق بسبب و بدون سبب لدفع تلك السبة عن انفسهم و هذه هى عقدة المدعين للعروبة حقيقة فى السودان لانهم يحاولون جاهدين الادعاء بانهم احرار و نسوا او تناسوا بانهم فى وقت من الاوقات كانت تجرى فى عرقهم دماء العبيد و الاماء الذين تم استرقاقهم من الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور التى تككر فيها هذه الظاهرة الان لانتاج احفاد بنفس الطريقة التى انتجوا بها فى الماضى، فالذى يدور فى دارفور الان ليس بجديد و انما هو تكرار لظواهر سابقة لهذه الممارسة التى كانت شائعة و تمارس يوميا منذ غزو العرب للسودان و افريقيا الى يومنا هذا على وجه الدقة و التحديد، و لا اعتقد ان احدا من الاحياء منهم قد سلم من تلك الظاهرة و قد صدق نقد مع نفسه و حاول جاهدا نقل القوم للاعتراف بالواقع و من ثم التعامل معه، و لكنهم حتى الان مازالوا يغالطون منطق الاشياء.
و لكن الان من الصعب جدا ان يتخيل المتطرفين من المستعربين الهجين فى السودان او مخلفات التسرى ذو العقدة الدونية من التأثير على الوطنيين السودانيين الاحرار بالطريقة التى يتصورونها، لان ذلك العهد قد ولى، بعد ان فقدوا فرص ذهبية كانت كفيلة بتحويل افريقيا كلها الى عرب و مسلمين و ليس السودان وحده. اما الان عليهم بالتصالح مع انفسهم و الاعتراف بالواقع و من ثم معالجة الخلل بالتراضى.
ان امريكا صاحبة العالم اليوم التى يتحدث عنها منظرى العنصريون السمر فى السودان من امثال حسن مكى و الشوش الذى تشوش و عمش نظره، قد كانت توحل فى مستنقع الرق النتن، الا انها قد اعترفت بالجرم الذى ارتكبته و كفرت عن زنوبها و من ثم سعت لمعالجة تلك الظاهرة السيئة بالتدرج عن طريق القانون و الدستور و احترام حقوق الانسان السياسية و المدنية و هى الان تسير فى الاتجاه الصحيح للتخلص من هذه الظاهرة الغير اخلاقية نهائيا، لذا اصبحت دولة عظمى. اما فى السودان، فمازالت هنالك مكابرة من احفاد الذين كانوا يتاجرون بالرقيق و يتعاملون به من عدم الاعتراف بتلك الظاهرة القبيحة و محاربتها. و مثل هذا السلوك لا يساعد فى تماسك مكونات السودان الذى يريده بالبروفسير.
ان الكتب التى كتبت عن السودان و تأريخة كلها كتب ناقصة تعمد كاتبيها اخفاء الحقائق التأريخية بل ابادتها تماما و الشاهد على ذلك دار الوثائق السودانية. فقد كتب تأ ريخ السودان بعقلية احادية التوجه، فهم قد تعمدوا و تحاشوا زكر الحقائق التأريخية تماما لانه لا يروق لها كانما التأريخ هو تسجيل الاحداث التى تروق لنا و اختصار او اخفاء تلك التى لا تروق لنا او الاستهجان بها. فمثلا فى تأريخ السودان الذى يدرس فى احد المراحل الدراسية كان يدرس ود حبوبة كاحد ابطال السودان و افردت له صفحات كاملة، فى حين ان الفكى على الميراوى الذى حارب الانجليز و دوخهم و قضى على اورطات منهم كتبت عنه اسطر لا تتعدى الثلاث، فأى تأريخ هذا الذى يدرس؟ و كيف يستقيم الظل و العود اعوج؟ الا يعتقد الذين كتبوا هذا التأريخ بأنهم يرتكبون جرم ام انهم من السذاجة بهذه الدرجة حتى تفوت عليهم مثل هذه الاشياء؟ و انا اشك فى هذه الاخيرة.
اما فيما يتعلق باللغة المكتوبة كالمروية و غيرها و التى اختفت من الوجود تماما كأنما قد خسفت بها الارض فيسأل عنها الاعراب الذين غزوا السودان. اين ذهبت هذه اللغات و لماذا اختفت من الوجود؟ و هل كان ذلك بفعل فاعل ام انها اندثرت لوحدها؟ فالسودان منذ ان غزاه العرب كان و مازال فى حالة عدم استقرار دائم. فالفترة الوحيدة التى استقر فيها السودان و انتبه لنفسه هى العشر سنوات التى تلت التوقيع على اتفاقية اديس ابابا، فما عداها، فالسودان كالمرجل الذى يغلى. و الشعب السودانى بمختلف اتجاهاته و ميولة ان كانت اثنية او دينية لم يتصالح مع نفسه. فالافارقة المستعربين فى السودان يعيشون باجسادهم هنا و لكن ارواحهم تحلق فى اجواء خارج حدود الوطن، انها تتخيل وطنا لها فى الخيال و هو وطن لا يقبل فيه الذين ترحل ارواحهم لتحلق فى اجوائه، لذا من الصعب جدا ان يكون السودان وطنا و هو فى هذه الحالة المزرية التى لا تشابهه فيه اى دولة موجودة على وجه بالسيطة اليوم، باختصار مازلنا بلا وطن حقيقى يذكر.
ان العقل السودانى قد استلب و فرضت عليه ثقافة و لسان مازالا غريبين عليه رغم هذه السنوات الطوال لعجز الذين ورثوا تلك اللغة من القيام بالدور الريادى الذى كان يمكن ان يقوموا به. و ان كان هنالك تباهى بتناغم الانسانى الافريقى فى ثلثى افريقا، و ان كان لنا راى مخالف لذلك، نقول للبروفسير ان اللغات ارث حضارى بشرى يتعامل بها الانسان حسب هوجته لتلك اللغة او غيرها. فأى مفهم غير هذا فهو عبط و مخالف لقوانين و نواميس الكون بدليل ان اللغة العربية نفسها اكتسبها العرب المستعربة من العرب العاربة و جعلوها لغة لهم يعتزون و يتفاخرون بها كما يعتز و يتباهى و يتفاخر اهلنا فى طجو بلغتهم. فأن كانت اللغة العربية تغطى ثلث افريقيا كما ذكر البروفسير، فأن الانجليزية تغطى اكثر من تسعين فى المائة و تغطى اللغتين الانجليزية و الفرنسية اكثر من خمس و تسعين فى المائة من القارة الافريقية. و لكن ان تعامل العرب بواقعية و شفافية عند غزوهم لافريقبي لكانت افريقا كلها دول عربية بدلا من التحدث عن الثلث و الربع و ما الى ذلك.
و البروفسير يريد ان يتحدث عن ازمنة غابرة و هو يعلم فى قرارة نفسه بان الاسلام قد انتشر فى شمال افريقيا و افريقيا جنوب الصحراء بحد السيف بدافع اقنصاديات المغازى التى كانت هدفا استراتيجبا للمسلمين الغازين من المشرق العربى. فنشر الدعوة لم يكن امرا استراتيجيا بالقدر الذى كان الاتجار بالرقيق و التسرى بالنساء وامتلاك الغلمان و حياة المجون و الدعة من جانب و الاحتراب من الجانب الاخر كظاهرة يومية كانت تسيطر على الحياة فى ذلك المجتمع مما ادى الى افساد الحياة فى افريقيا وفتح افريقيا كسوق للاتجار فى الرقيق للعالم الغربى، و خاصة البرتغالى و الاسبانى و من بعد بقية الدول الاوربية الى ان اختتم ذلك الامبروطورية البريطانية التى لا تغيب عنها الشمس متقفية اثر المسلمين فى اقتصاديات المغازى لان العامل الاقتصادى قد لعب دورا بارزا فى اتجار الانسان بأخيه الانسان، و لكن نحمد لها شعورها بالذنب و الاعتراف بخطأ الاتجار فى الانسان و محاربة ذلك.
فأفريقيا لم تتعرض الى فوضى من السحل و السلب و الاسترقاق الا بعد دخول المسلمين فاتحين لها من اجل استجلاب العبيد و ليس بقصد نشر الدعوة و قد كانت تعرف عندهم ببلاد السود و يعرف المنتسبين لها بالسودان اى العبيد. فالافريقيين قد دخلوا الاسلام لكى لا يكون هدفا للاسترقاق و ليس رغبة فى الاسلام او عن طريق نشر الدعوة فى جو صحى و معافى، و حتى دخولهم الاسلام لم يعفيهم من التعرض الى الرق و الاسترقاق. حتى بعض الاعراب انفسهم قد تعرضوا فى افريقيا الى الاسترقاق من بنى جلدتهم. بأختصار شديد، قد كانت هنالك فوضى و مازالت اثارها باقية فى افريقيا حتى الان، و ما يدور فى دارفور الان خير شاهد على تلك الفوضى.
ان التداخلات التجارية التى كانت تتم فى افريقيا كان معظمها تداخلات متعلقة بالاتجار فى الرقيق و بالتالى لم تكن تداخلات تجارية متكافئة. فالتداخلات كانت استنزافا لافريقيا فى مواردها البشرية و المادية. ان الخصوصية التى اكتسبتها الثقافة السودانية تنحصر فى اجزاء معينة فى السودان و لا يمكن تعميمها بتلك السذاجة. ان الاحادية و النظرة الغير شمولية للسودان و اختصاره فى العقلية الاسلامية العروبية افتراضا لا يقود الى ما نصبوا اليه. فلا بد من تناول الموضوع من جوانبه المختلفة. فسياسة الغش و الخداع و التدليس بهذه الكتابات الناعمة المبطنة من اجل "خم " الناس لا تفيد لاننا اصبحنا نميز بين الغث و الثمين.
ان عصبيات الهامش قد افرزتها ظروف موضوعية منها هذا التفكير الاحادى الاستعلائى الذى يفترض بان السودان كله اسلامى عروبى و يتعامل مع الوضع بهذه الفرضية الساذجة. فالذى يجر الناس فى الاتجاه المعاكس هو المركز الذى ركز كل شىء فى اياديه و ترك الهامش خالى الوفاض، فماذا اذا كان ينتظر البروف من الهامش ان يفعل؟ ان يركع و يستجدى المركز ام يتحرك لتفكيك هذا المركز الذى فشل طيلة الخمسين عاما المنصرمة من احداث تغيير حقيقى يصب فى صالح الامة جمعاع و ليس لصالح صفوة معينة احتكرت السلطة لنفسها؟ ان الثقافات و الموروثات التى يتحدث عنها البروفسير لا تمثل الا شريحة ضيقة جدا و هى التى تحتكر السلطة فى السودان. فهنالك من هم لا يشعرون و لا يحسون بالثقافة و الارث الذى يتحدث عنها البروفسير و هم الاغلبية الصامتة من اهل الهامش الذين يشكلون اكثر من ثمانين فى المائة من الشعب السودانى فى هذا البلد التعس الذى يتحكم فى مقاليده هؤلاء التعيسين. أما حكاية " و ان كبتت او هضمت، سرعان ما تعود مزدهرة فى اطار صحوة او ثورة او مهدية او تجويد دينى او بعث قومى" ما هى الا تطمينات زائفة لان الذى حدث لم يحدث بالتراضى و انما عن طريق القهر و القسر.
ان تشبيه الحالة السودانية بحالة التتر ببغداد هو تشبيه صحيح و لكن الاستدلال به معكوس. فالحالة دائما تنطبق على الغزاة القساة القلوب و ليس على اصحاب الديار الامنين فى ديارهم الذين اغار عليهم لصوص نهابون فى ظلام الليل البهيم. فان توفرت نفس ظروف بغداد للوطنيين السودانيين فأن الوافدين و سواقط الاعراب نتيجة التسرى بالافرقيات مدعى العروبة سيتبنون ثقافة الاصليين لان لهم ثقافتهم و ارثهم ، فهم ليس كالتتار الرجرجة. ان عصبيات الهامش السودانى الذى افرزها المركز الذى مازال سادرا فى غيه بعدم الاعتراف بخطئه و القيام بعلاجه سوف لن تركن للثقافة السودانية التى يتخيلها البروفسير تخيلا، لاننا نرى غير ما يرى بأحاطتنا بالموضوع من كل جوانبه. و ما السياسة القابضة و القاهرة التى يمارسها المركز ما هى الا دليلا لصدقية حديثنا، لان المركز ان كان يثق بثقافته و قدرتها على الانتشار بقوة الدفع الذاتى لما وضع كل تلك القيود و القوانين لمحاربة الثقافات الاخرى و لافساح المجال لثقافته للازدهار على حساب الثقافات الاخرى. لذا فالمركز فى حالة خوف دائم و مستمر و هو يعلم تماما بان فقدانه السلطة لصالح اغلبية الهامش لماتت الثقافة السودانية التى يتغنى و يحلم بهان لذا فهو يدافع عنها بشراسة و يحاول فرضها فرضا لتيقنه بعدم قدرتها على الانتشار لوحدها.
ان القائمين على الامر فى المركز من العصبية بمكان للدرجة التى لا يرون معها منطق الاشياء و استيعاب ما هو مشترك بين اهل السودان على اسوأ الفروض، اذا لماذا يفترض سيادة البروف ان يستوعب ذلك عصبيات الهامش. فالحديث عن النيل المائى بتلك الصورة الاستعلائية حديث فج و نربأ ان يأتى من شخص وصل الى درجة الاستاذية فى اكبر جامعاتنا. فالنيل مصادره فى الجنوب و اكثر مصادره المائية فى تلك البقاع، و مع ذلك لم يعفى ذلك الجنوبيين من التعرض للرق و الاسترقاق و البيع فى اسواق النخاسة. كما انه يجد المتتبع لتأريخ السودان ان المخاطر و الملمات و الاحن التى مرت بالسودان، قد اتته عن طريق النيل الذى يتباهى به بروفسيرنا حسن مكى. اذا وجود النيل وحدة لا يعطى مجموعة معينة الحق فى التحكم فى رقاب الغير. و ليت اخوة العروبة فى اجزاء السودان الغير نيلى يتأملون معنا فى كتابات هذه البروفسير المبطنة و المغلفة بالكبسولات السامة.
أذا النيل وحده لا يكفى لرسم الشخصية السودانية كما يدعى حسن مكى. فهنالك سهول و بوادى و جبال كردفان و دارفور وجبال النوبة و النيل الازرق و البجا. هنالك الغابة و الصحراء على امتداد المليون ميل مربع. ان حصر و اختصار السودان و هويته فى شريط النيل الضيق الذى هجره حتى اهله الى بقاع اخرى فى السودان، يعطى مؤشرا واضحا لعدم جدية البروفسير و تناوله للموضوعات المهمة بسطحية شديدة، فعليه ان يعلم بأنه يخاطب ايضا عقولا نيرة و مستنيرة تختلف معه جملة و تفصيلا لما يعتقده، و عليه يجب ان يتعامل معها بمسئولية و جدية لان المعرفة اصبحت مشاعة لا تعتمد على الدرجات العلمية و انما على تعلم القراءة و الكتابة و الاطلاع على الكتب الجيدة و المفيدة و التى كانت حتى فترة قريبة حكرا على فيئة معينة.
فالحضارة السودانية التى يعنيها البروفسير اتت السودان من الغرب، من الصحراء و ليس من الشمال، من النيل، كما يدعى البروفسير. فتاريخ السودان المزيف لم يحدثنا بمملكة اسلامية واحدة على شريط النيل منذ غزو العرب للسودان حتى هذه اللحظة. و حتى عهد قريب عند غزو الاتراك للسودان كان الاتراك يسيرون بترجمان للتحدث مع الشايقية و الجعليين و كل سكان شريط النيل بلغاتهم المحلية. و لكن كلنا يعلم ان مملكة سنار قد كانت امتدادا طبيعيا للممالك الاسلامية التى امتدت من الغرب على امتداد الشريط السودانى من ممالك وداى و سنقو و تمبكتوا مرورا بمملكة الفور و المسبعات و تقلى و انتهاءا بسنار. فحضارة النيل الذى يريد ان يتحدث عنها البروفسير بخجل هى الحضارة التى لا يعنيها ايها البروفسير لانها قد قبرت مع دخول اجداده مع سبق الاصرار و الترصد، و هى ثقافة الهامش الذى يريد ابتعاثها من جديد، هل فهم البروفسير؟
ان استخدام العنف و القتال قد بدأ به المركز القابض على كل شىء و مازال يستخدمها.ان هذا المركز منذ الاستقلال و حتى الان و خلال الحمسين سنة الماضية هو الذى يحرك الياته الحربية لضرب الهامش. فهذا المركز قد ضرب الجنوب منذ فجر الاستقلال و لم يتصالح معه حتى الان كما ضرب جبال النوبة و النيل الازرق و سحل فيها جميعا اكثر من مليونى روح بريئة.
لقد استخدام المركز ابناء الهامش مرة بأسم الدين و تارة باسم العروبة لحرب بنى جلدتهم لصالح المركز مما جعل المركز يسدر فى غيه لانه لم يزق طعم الحرب، لذا فهو يصر اصرارا على استمرارها. و الان يتجه البروفسير للعرق و هو الصراع المغلف بالدين و العروبة، بينما هو يتفرج كما كان يفعل الرومان عندما يرمون بضحاياهم من السجناء و اسرى الحرب للاسود الجائعة بينما كانوا يشربون و يتلززون من المشهد. فهذا المركز قد قام بضرب الهامش فى دارفور و ازهق فيها اكثر من ثمانمائة الف روح بريئة و شرد الملايين و اغتصب الحرائر. كما جوع المركز البجا و جعلهم عرضة للامراض الفتاكة مثل السل و الدرن. و المركز نفسه الذى يدعى انتمائه للسودان النيلى قد قام بقتل اهل امرى العزل بدون هوادة عندما تعارضت مصالحه هنالك مع مصالح مهمشى امرى، و ما هذا الا فاصل من فواصل المركز ضد الهامش و التى من المتوقع ان تمتد حتى تصل الخرطوم نفسها، فالهامش يابروفسير حسب تعريفنا ليس هامشا جغرافيا، و انما مكانى و ظرفى.
حتى هذه اللحظة لم يقم الهامش بممارسة اى عنف او قتال ضد المركز على كل شىء، لماذا اذا يا بروفسير تقوم بالتضليل. مازلنا فى الهامش ننتظر اليوم الذى يعتمد المركز فيه رؤية التعليم و التربية كأدة للتطور و التزكية و مشروع اقتصادى من اجل العدالة و المساوة و مشروع تشريعى من اجل الحرية و نضالية روحية و فكرة من الانعتاق، فهذه الاشياء كان يجب ان يقوم يها المركز منذ الاستقلال لانه قد احتكر السلطة و الثروة فعليا طيلة هذه الفترة، و لا يجوز للمركز استخدام العنف و القتال فى قفزه نحو الظلام .....الخ. فالواقع يا بروفسير، اخالك تخاطب المركز فى هذه الفقرة و ليس الهامش. و قد كنا نعشم ان تواجه المركز صراحة بما يجول فى خواطرك. اما اذا كنت تعتقد بان الهامش بأستيلائه على السلطة عن طريق الديمقراطية القادمة كما حدث فى الديمقراطية الثالثة سيسقى المركز من نفس الكأس الذى سقاه منه فأنت مخطىء، لان الهامش له قلب و ضمير، و الا لما ترك المركز كل تلك السنين حتى ينصلح حاله، و لكن هيهات.
يفترض البروفسير ان الهامش لا يستطيع ان يقود حركة التأريخ لانه يجهل تراتيبات التأريخ و ايقاعاته و تشكيلاته. و لكن السؤال المطروح، ماذا فعل الذين يعلمون تراتيبات التأريخ و ايقاعاته و تشكيلاته خلال الخمسين عاما الماضية هى فترة حكمهم للسودان؟
ان هذا البروفسير مصاب بغرور و استعلاء غير عادى و يتحدث بجرأة يحسد عليها و لكنها جراة الملك الذى يسير عرايانا فى الموكب بدون ان يدرى بنفسه. انها الغيبوبة الفكرية، و يبدو انه لا علم له بالتغييرات التى حدثت فى الهامش السودانى الذى يتحدث عنه. كما يبدو انه يعيش فى برج عاجى و لا يمشى فى الاسواق و يأكل مما يأكل الناس و يجهل تماما ما يدور حوله و قد خدعته حياته وراء جدران الاسمنت الشاهقة المعزولة و التى لا يرى الا ما فى داخلها. عليك ايها البروفسير ان تفوق من غفوتك قليلا قبل ان يأخذك الطوفان و انت فى امر مريب.
ان اقحام لغة القران و التزرع بان هنالك تقليل من قيمة حرفها الهدف من ذلك تثبيط الهمم و فى تقديرنا لا علاقة بالقران او حروفه القيمة بما يريد ان يطليه علينا البروفسير الهمام. فان كان حفظة القران يقتلون عينا جهارا و تغتصب حرائرهم فى وضح النهار، ماذا بقى بعد ذلك للبروفسير ان يخاف منه. ان لغة القران التى يتحدث عنها البروفسير لم تزدهر بقوتها الذاتية لانها قد فرضت فرضا. كما ان الهدف ليس اللغة و انما التعاليم الدينية التى اتت بها اللغة. اذا فى تقديرنا ان هذه التعاليم يمكن ان تصل عن طريق اى لغة اخرى غير اللغة التى اتى بها القران كما نرى ذلك فى الهند وباكستان و اندنوسيا و الفلبين و نجيريا و غيرها من الدول التى اعتنقت الاسلام.
فسياسة فرض اللغة العربية قد عايشناها فى حياتنا الدراسية عندما كنا طلبة فى المراحل الابتدائية فى اواسط الستينات من القرن الماضى عندما كنا نحرم من التحدث بلغات امهاتنا و نعاقب على ذلك. و عندما دخلنا المدارس الوسطى، تم سحب التدريس باللغة الانجليزية منها و ارغمنا على التعلم باللغة العربية و اللغتين عندى هما لغتى مستعمر. و عند انتقالنا للمدارس الثانوية و جدنا ان اللغة الانجليزية قد سحبت منها ايضا. كما ان كثير منا يحرم من الدخول للجامعات السودانية لرسوبه فى اللغة العربية، ان لم تكن هذه سياسات و سياسات قهرية، ما هى السياسة اذا و كيف كان سيكون شكلها يا بروفسير يا عظيم؟ ام لانك لم تعايش تلك الظروف و الهواجس النفسية و الهلع الذى كنا نعيشها لانك كنت تتعلم بلغة امك فى حين ان غيرك كان يتعلم بلغتك، وكيف اذا تتكافأ الفرص؟
لماذا المغالطة و المكابرة يا عظيم الفرس و الرومان؟ الم تحولوا نظام الدراسة فى جامعة الخرطوم حتى قبل توفير المعينات الكافية من اللغة الانجليزية الى اللغة العربية و قمتم بابتعاث ابناءكم للتعليم فى بريطانيا و كندا و امريكا؟ الم يفعلها عراب التعريب البروفسير ابراهيم احمد عمر؟ اذا لماذا الكذب و التدليس؟ فاللسان السودانى القرانى خرج اقوى مما كا عليه قبل غزو الانجليز للسودان للسياسات التى زكرناها و ليس نتيجة لسياسة الدفع الذتى. و لكن ما يحير كيف يتناول بروفسيرا موضوعا مهما بتلك السطحية و عدم المسئولية و محاولة " الخم" عن طريق اللقب العلمى " بروفسير"، و هذا منتهى انحطاط البحث العلمى. فان كان البروفسير يكتب مثل هذه السخافات، ماذا سيكتب تلامذته يا ترى؟
تلاشى ثقافة الكراهية.
ان تلاشى سياسة الكراهية ليس بالتمنى يا بروفسير و لكن بالعمل الدؤب و تطبيق ذلك على ارض الواقع. فمثل كتاباتك هذه تزيد و تعمق من سياسة الكراهية، لان ما تراه ليس كما يراه من هم لا يدورون فى فلكك. فالسودان منقسم على نفسه نتيجة للسياسات الرعناء الذى يقوم بها المركز نحو الهامش.
اما القومية السودانية بالطريقة التى يتحدث عنها البروفسير ستتلاشى من الوجود بعد خمس سنوات من الان بعد ان يستفتى الجنوبيون فى مصيرهم، فما درس جمهورية الجبل الاسود الذى تم فى خلال هذا الاسبوع الا درس بليغ للذين يريدون الغاء الاخر عن طريق الاستعلاء و الاستبداد اى كان شكله. و وقتها سنبكى جميعنا على سوداننا الضائع من بين ايدينا نتيجة لسياسات هذا المركز الانانية و الذى لم يجد من يقدم له النصح المفيد طيلة هذه الخمسين سنة و كان يغمض عينيه و يهتدى الى كتابات هذا البروفسير السادر فى غيه و المضلل للمركز و وقتها لات ساعة مندم.
اللهم نسالك اللطف بهذا السودان يارب و احفظه من امثال هؤلاء البروفسيرات و الدكاترات الكدارات الذين لم يغيض الله لهم ببصيرة يبصرون بها،
امين.
طالب حمدان تية على
واشنطون دى سى
24 مايو 2006م.
|
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... (Re: Tragie Mustafa)
|
وهذه هي مشاركة مبدعنا عبد الغني بريش :
Quote: ارسل الموضوع لصديق نسخة سهلة الطبع
بسم الله الرحمن الرحيم ---------
رداً على مقال الدكتور/ حسن مكي (القومية السودانية وعصبيات الهامش والشحن العرقي والجهوي)(((نريد ان نرى لك منشورات ومطبوعات وكتب ومؤلفات لا فساد الكلام والفتن والعنصرية)))يا دكتور حسن// عبدالغني بريش اللايمى //الولايات المتحدة الامريكية
[email protected]
أصبح العلم اليوم اوسمة وصور وألقاب، وأُفرغ من جوهره ومضمونه ، تجد شخصا يحمل مؤهلاً أكاديمياً عالياً يسرده لك في نصف ساعة وفي صفحة كاملة ، فهو الأستاذ/ الدكتور/المفكر ،العالم، أستاذ مشارك، أستاذ مساعد، أستاذ زائر/ أستاذ مادة كذا وكذا، الأستاذ/ الدكتور المقيم، الأستاذ /الدكتور المتجول المرتحل في جامعات كذا وكذا، الحاصل على زمالة جمعية كذا وكذا، وهكذا …. الخ،، أما جوهر العلم والفكر فتندهش وتستغرب بقدراته وهشاشتها، ويعزي بعضهم السبب الذي أدى إلى أميَّة الأكاديمي وعدم ثقافته في(العالم الثالث)، الى تركهم العلم مبكرا بعد حصولهم على شهادة الدكتوراة، وبالتالي يصبح البون شاسعاً بين الدكاترة وبين العلم، هذا إن كان الدكتور قد تعلم أصلاً ولم يشتري شهادته من تجار الشهادات المضروبة والمخرومة المنتشرة في دول كثيرة ، حيث يحصل بعض الدكاترة على شهاداتهم بكثير من التسهيلات والمجاملات والتعاطفات والوساطات وبدون كبير عناء 0 هؤلاء الدكاترة كان ينبغي أن يكونوا على قدر المسئولية ،وشعلة يضيئوا الطريق، وأن يتركوا بصماتهم على العلم والثقافة، ولكن وللأسف، أصبحوا معاول هدم للتعليم والثقافة،ومصدر تشويش وتشكيك لما فيه خير وفائدة للبشرية، وكان همهم الوحيد التطبيل للأنظمة والحكومات ليحصلوا على مكاسب شخصية ضيقة 0 وعلى صعيد الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية، تجدهم أقل الناس مساهمة في هذا المجال الهام، همهم الحصول على الترقيات من الحكومات التي يطبلون لها من خلال كتابات بعض القصاصات الورقية المبعثرات الضعيفات لمدح هذا المسئول او ذاك،000000000من هؤلاء الدكاترة مثلا 000"حسن مكي" ويقال انه أستاذ جامعي في الدراسات التاريخية السودانية،لكنه في الحقيقة عرّاب الإنقاذ ومطبله،وهو دائما يطل على شعوبنا السودانية من خلال الفضائية السودانية ليمطرهم بنظريات خاوية لا تستقيم، خاصة عند حديثه عن عروبة السودان وما يسميه هو ب "القومية السودانية" المنشورة على الصفحات الالكترونية، 00وهذا الدكتور بدلا من ان يترك شيئا من علمه للجيل الحالي والأجيال القادمة للإستفادة منه، رفض ان لا يترك شيئا لبنيه، ومجرد التفكير فيه يزعجه ويجلب له الهمّ والغمّ 000ان هذا الدكتور أضاع أجيالا كاملا بقصر رؤيته،وهواه القبائلي العشائري،ونزعته الإقصائية،وميوله الى الإفلاس وعدم المنطق، ويتضح ذلك في مقاله "القومية السودانية وعصبيات الهامش والشحن العرقي والجهوي" رغم عدم وجود شئ اسمه -القومية السودانية بل هناك قوميات سودانية لها خصائصها وسماتها 00الخ - حيث يقول الدكتور(( تطورت الحضارة السودانية ونمت في إطار مواعينها التاريخية،في أخذ ورد وتفاعل مع الحضارة الانسانية حتى انتهت الى صيغتها السنارية،واصبح اللسان العربي اداتها في التوصل مع ذاتها وربها وقيمها0واصبحت لها خصوصياتها الثقافية المستمدة من بيئتها وشكل اللسان العربي والعامل القرآني رافدين مهمين في تكوين العقل السوداني حتى عند الذين حاربوه ورفضوه)) " 00000 ان مقال هذا الدكتور سياسي مغلف بتناقض تاريخي فاضح، ذلك لان الواقع يجافي هذه الدعاية الرخيصة التي يروجها الدكتور لعروبة السودان وعربانه العاجزون قولا وفعلا عن القيام بما فيه فائدة لسودان الوطن والقوميات ،فكان يجب على دكتورنا طالما ذكر ((حضارة مروي ونبتة وكرمة وعلوة وسوبا)) أي الحضارة النوبية العظيمة، حضارة الانسان الأول،عدم إقحام العروبة واللسان العربي واللغة العربية الوافدة من صحاري قاهرة في مسائل تاريخية سودانية لاتحتمل الكذب والغش والتدجيل ،ذلك لان الشعوب السودانية بكل قومياتها لا موقف سلبي لها من اللغة العربية (كلغة) أولاً،وثانيا كون اللغة العربية اصبحت هي الرسمية في السودان هذا لا يعني شيئا استثنائيا كبيرا ولا تحمل مفاجآت،بإعتبار ان القوميات السودانية غير العربية والتي تتكلم العربية تعبر عن ثقافتها واحاسيسها بلغاتها الخاصة،كالنوبة،البجة،الفور 0000الخ ،أي هذه اللغات السودانية لها قواعدها ونظامها وهي صالحة للإستخدام في كل المجالات،و كان لابد من اعتماد احدى اللغات المنتشرة في السودان كلغة رسمية للبلاد، كما في معظم البلدان، 000فمثلا في الولايات المتحدة الامريكية تعتبر اللغات 000 الاسبانية،الهندية،لغة النوير،الفيتنامية 0000الخ لغات معترف بها في بعض الولايات الامريكية الآ ان الانجليزية هي اللغة الرسمية في كل الجمهورية أي لغة الحكومة الإتحادية ولغة "النشيد الوطني" وهذا لا ينقص من قوة اللغات الأخرى واهميتها في المجتمع الأمريكي 00بمعنى هناك عدة قوميات في الجمهورية الامريكية "الدولة" تتعايش مع بعضها البعض في وئام وأمن وسلام بدون عصبية وتطرف وجهوية، ليس طبعا تحت شعار "القومية الأمريكية" بل تحت شعار القوميات الامريكية والدستور الامريكي الموحد لها00 هناك فرق كبير بين (الدولة القومية) والدولة (المواطنية) والثانية هي المهيمنة اليوم،ويقول مثلا الامريكان (الذين كونوا دولتهم من كل قوميات العالم) "أسياد العالم اليوم" عند السؤال من أنتم يقولون (نحن أمريكان) سواء اكان احدهم ينتمي الى القومية -الجرمانية او القومية السكسونية او الأنجليكانية او النوبية او القومية العربية 00الخ ، أي الإنتماء الى أمريكا الوطن والدولة،،،وكذا الهندي والنيجيري والغاني00000الخ، وكان يجب ان يحدث نفس الشئ في السودان لو كان لعربان السودان ذرة عقل واحترام للغير، وأظهروا حرصهم واعترفوا بوجود عدة قوميات سودانية لكل منها صفاتها، خصائصها ،ولغاتها، وثقافتها، وتاريخها، وربما بدرجة اقل دياناتها،000وحتى لو افترضنا جدلا كما قال دكتورنا بأهمية العامل القرآني والاسلامي في وحدة الشعوب، فهذان العاملان غير كاف لخلق ما يسميه -السيد حسن مكي - بالقومية السودانية0000000 نحن نعيش في وطن متعدد الاعراق والاجناس والمعتقدات والأديان والتاريخ والخلفيات،اذن نحن في دولة (المواطنة)لا مجال لنا في الحديث عن (الدولة القومية)كما يزعم السيد حسن مكي ،الذي يقود اتجاها عنصريا يهدف الى إقصاء وإلغاء كل ما هو غير عربي،ولا ندري ماهي مقاييس العروبة ومواصفاتها وآلياتها لدى هذا الدكتور ذات الأركان القبلية والأجنحة العنصرية ،والتي يريد الدكتور ان تنضوي كل القوميات السودانية تحت لواءها، هل هي نفس "القومية العربية" التي هجرها وغادرها "القوميون العرب" وأمينها العام العقيد الأخضر معمر القدافي منذ سنوات احتجاجا على ان الوضع العربي لا يبشر الآ بالمزيد من الإنحطاط في ظل نظام عربي حطّ رحاله بلا مواربة في المعسكر الامريكي، والجامعة العربية التي تحولت مهمتها الى مهمة لتسهيل الاستعمار الامريكي والاوربي في العالم العربي؟؟؟ هل هي نفس القومية التي هزمها الاسرائيليون عسكريا وسياسيا وثقافيا وحضاريا ودبلوماسيا بأقل الأثمان ؟0
هل يريدنا هذا الدكتور ان ننتمي الى قومية البعثيين التي قبض الأمريكان على قائدها وهو يختبئ في جُحُر لا يسع لفأر مريض؟؟، وهل يمكن جنياً ان تنتسب القوميات السودانية الى نفس القومية التي ينتسب إليها اللبنانيون والسوريون والجزائريون 0000الخ؟؟؟ لا ثم الف لا 0
Nations - Nationalism.
(((((One of the most influenial doctrines in history is that all humans are divided into groups called nations.It is an ethical and philosophical doctrine in itself,and is the starting point for the ideology of nationalism.The nationals are the members of the "nation" and are distinguished by a common identity,and almost always by a common origin,in the sense of ancestry,parentage or descent.The national identity refers both to the distinguished features of the group,and to the individual's sense of belonging to it . A very wide range of criteria is used,with very different application.Small differences in pronunciation may be enough to categorize someone as a member of another nation. On the other hand,two people may be separated by difference in personalities,belief system,geographical locations time and even spoken language,yet regard themselves and be seen by others,as members of the same nation.Nationals are considered to share certain traits and norms of behavior,certain duties toward oher members,and certain responsibilites for actions of the members of the same nation.)))))- "إن مشكلة المثقفين في السودان هي مشكلة الأمية المركبة،ولا نعني بها فقط أمية القراءة والكتابة بل أمية الأفكار والإستيعاب الجيد للمواضيع الهامة خاصة التاريخية، لهذا يقول سبحانه وتعالى(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني)،أي يعلمونها حفظاً وقراءة بلا فهم ولا يدرون ما فيه 0 إن مغادرة الدكاترة المكتبات،وعدم اهتمامهم بالابحاث العلمية،ونشر المطبوعات والكتب، شكلت قضية أساسية، جلبت التخلف والخزئ والعار لبلادنا ،ومن ثم أدى الى انتشار الأمية الفكرية بين الوسط السوداني الذي يطلق على نفسه الطبقة المثقفة او المستنيرة 0 نعم إن سر إبداع العلماء هو في التهام الكتب، والنهم في القراءة، وبتضحيتهم بالغالي والنفيس في سبيل الحصول عليها،ففقدان دكاترتنا لذلك الباعث والحافز أدى إلى إخفاق المؤسسة العلمية ابتداءً من الإبتدائي ثم الثانوي والجامعة،ويتضح هذا الإخفاق في التراجع المستمر في كل المجالات السياسية والعلمية والثقافية 000الخ،في السودان 0 إن أمية الدكتور حسن مكي، وفقدانه للثقافة، وتضاؤل معرفته، وتآكل أفكاره وتفاهة اهتماماته وهوسه العروبي ومعاداته لكل ماهو غير عربي، هو الذي دعانا للرد على هرطقاته،حيث يقال عن هذا الدكتور انه عندما يأتي ليلقي محاضرة على طلابه، ينظر حوالي خمس دقائق وهو يحملق في وجوهم ليتذكر الموضوع الذي توقف عنده في المحاضرة السابقة ويقال انه في أحايين كثيرة لا يتذكر تلك المواضيع ،مش غريب أمر هذا الدكتور ؟؟
اشك وهذا من حقي ،من خلال قراءتي لمقال السيد /حسن مكي -القومية السودانية بين عصبية الهامش - ان مرد ذلك المقال العنصري العفن يرجع إلى عقدة النقص التاريخية التي تعاني منها الذات العربية،والتي استشعرتها النخب العربانية السلطوية،إزاء تأريخية القوميات السودانية غير العربية،وحضارتها الضاربة في القدم،وأصولها السودانية الأفريقية،ولم يتجرأ باحث واع متمرس ناجح، بالقول ان اللغة العربية والقرآن هما عامل وحدة لتلك القوميات السودانية،وان الأراء قد تضاربت حول اصول هذه القوميات والسلالات التي تنتمي إليها تأريخيا 0
تتصاعد شكوكنا اكثر فأكثر ،بعقدة نقص الذات والتاريخ التي تعاني منها النخب العربانية الاقصائية أمثال مكي،لما يضج به الأفق بصراخ هذه القوميات السودانية الافريقية الأصل وشكواها بان العربان قد دسوا أنوفهم المسطحة الغليظة في محاولة منهم لتتغلغل في خلايا أدمغتهم، وأنسجة ألسنتهم الافريقية، وبواطن اكفهم بكل جبروتهم وسطوتهم وتآمراتهم،لكن الهوية ليست شيئا يمكن محوها والقضاء عليها بالأباطيل وبرخص الكلام وفساده 0
ان العقدة المفتولة والمتأصلة عند (الدكتور حسن مكي) قد نمت فحرضته ان يشهر سيف سلطاته وجبروته التي نالها من حكومة الانقاذ ،ليفرض على الشعوب السودانية الإنتماء القسري الى "القومية العربية" بإعتبار اللسان والقرآن،ليكونوا لهم خدماً خانعين وحمالة حطب مسحوقين،بقوة أيديولوجية الرعب والقساواة العربانية و
يهدد الكلاب العربانية المسعورة،والذئاب الاسلاماوية المذعورة،لينهش بضراوة القوميات السودانية التي تتعايش معها في وطن واحد، ولتفترس جسمها بالتعريب،والتسيس الأيدولوجي القمعي 000والقمع الفكري والمعرفي،ووضع العصي الفليظة المعرقلة لعجلة هذه القوميات ومسيرتها الطبيعية والموضوعية ،وفرض أجندة عربانية لنسف تكوينها المجتمعي التعددي،وتقويض وحدتها السودانية،وتهديد سلمها الأهلي،وتعميق وعي الفرقة والتفرقة بين مكونات القوميات السودانية 00وويل لهذه النخب الهدامة،وتحيا القوميات السودانية بمختلف لغاتها وثقافتها وخصائصها 000والسلام 000 0
|
ولي عوده غدا صباحا.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
مقال حسن مكى (Re: Tragie Mustafa)
|
ماذا نعني بالقومية السودانية؟ وهل هناك قومية سودانية، أم أن ذاك مجرد مصطلح مصطنع ولكنه فارغ من المضمون، ماهي الخصائص الروحية والنفسية والاجتماعية المشتركة بين الجامعة السودانية؟. إذا كانت أمريكا التي صاغت عقدها الاجتماعي مع الثورة الأمريكية في عام 1765 هي سيدة العالم اليوم وتتحدث عن الشخصية الأمريكية والحضارة العولمية، الا يجوز للسودان الذي انجب كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور، أن يقول أنه يملك شيئاً يسمي الذاتية السودانية والشخصية السودانية، وجماع ذلك القومية السودانية . وإذا تأخرت بعض مكونات السودان لأسباب جغرافية أو مناخية، أن تكون جزءا من هذه المسيرة التاريخية، هل ينفي ذلك وجود هذه المسيرة؟ هل ينتقص من كتاب الطبقات أنه لم يشر إلى بعض مكونات الهامش السناري ؟ هل اجرم سكان النيل الوسيط بابراز مقدراتهم الابداعية في الدفوف وكرمة ومروي من معابد ومدافن واهرامات ومدارس ولغات مكتوبة كالمروية وغيرها - هل جنوا علي عصبيات الهامش؟ تطورت الحضارة السودانية ونمت في أطار مواعينها التاريخية، في أخذ ورد وتفاعل مع الحضارة الإنسانية حتى انتهت إلى صيغتها السنارية، واصبح اللسان العربي اداتها في التوصل مع ذاتها وربها وقيمها. وأصبحت لها خصوصياتها الثقافية المستمدة من بيئتها وشكل اللسان العربي والعامل القرآني رافدين مهمين في تكوين العقل السوداني حتى عند الذين حاربوه ورفضوه، وأصبح التناغم الانساني ليس في السودان فحسب ولكن في ثلثي افريقيا الممتدة بين المتوسط والأطلسي والبحر الأحمر والمحيط الهندي قائما على هذا التناغم، الذي تداخلت فيه الطرق التجارية مع طريق الحج مع قيام السلطنات والممالك، مما وحد العقل الافريقي والانسان الافريقي وبرزت مدارس صوفية افريقية، بايقاعاتها واورادها وطبولها وحقها وباطلها، ومر العقل الإفريقي والإنسان الإفريقي بتجارب وخبرات، كتجارة الرقيق والاستعمار والكنيسة والامبريالية والعولمة واضافت هذه التجارب والخبرات الكثير للثقافة السودانية سلبا وايجابا ولكن لا تزال الثقافة السودانية تكتسب حيويتها وتتجدد في ظل خصوصياتها الإسلامية، حيث في إطار هذه الخصوصية الإسلامية تتم ولادة العائلة بعقد الزواج وتقسم الثروة حسب مطلوبات الشريعة وتودع الحياة بصلاة الجنازة وطقوسها . عصبيات الهامش، التي تريد سوق الناس وجرهم في الاتجاه المعاكس، قد تطغى وقد تستنصر بالعدو ولكن لن تكسب الكثير ولن يكسب السودان بارغامه على التنكب من ثقافته ووراثات قلبه وضميره، لأن خبرات التراكم الثقافي والروحي والعقدي لن تغلب. وإن كبتت أو هضمت، سرعان ما تعود مزدهرة في إطار صحوة او ثورة او مهدية أو تجويد ديني أو بعث قومي . لقد دخل التتر بغداد وسحلوا وقتلوا وحرقوا الكتب، وجعلوا منها جسوراً لعبور خيلهم. ثم ما لبث التتر أن أصبحوا حماة للثقافة الإسلامية، التي جاءوا لاجتثاثها، لأنهم لم يملكوا مشروعا بديلا، لذا ملكتهم أوعية الثقافة الشاخصة الحاضرة بعمقها وبحسن استيعابها وتطويعها لقدرات الإنسان. وعصبيات الهامش السوداني على موعد مع الثقافة السودانية وقريبا يصبحوا جزءا من جندها وناديا من انديتها لأن من عبقرية الثقافة الإسلامية انها لا تلغي الخصوصية وإنما تثريها بالحوار والتفاعل والتطويع والمران . هل عصبيات الهامش السياسي مؤهلة لقيادة النهضة السودانية : سيتوقف هذا على قدرة هذه العصبيات على إدراك واستيعاب ماهو مشترك بين أهل السودان، فبدون النيل المائي، لن يكون هناك كبير جدوى لقدر كبير من التراب السوداني، ومن الممكن القول، ان هناك نيلاً ثقافياً أو نيلاً حضارياً، رضعت منه الشخصية السودانية ونمت كما ينمو الطفل على حليب أمه، فإذا أدركت عصبيات الهامش السياسي ثراء هذا النيل الثقافي وتعاطت معه واضافت إليه، فستجد موضعا في تاريخ الحضارة السودانية، وإن تجاهلت هذا النيل الثقافي وركبت موجة العنف والكراهية، فستكون مجرد موجة سالبة من الموجات الكثيرة التي مرت على الحضارة السودانية ثم بادت . يجوز استخدام العنف والقتال، في إطار مشروع اصلاح، يقوم على رؤية للتعليم والتربية كأداة للتطوير والتزكية، ومشروع اقتصادي من أجل العدالة والمساواة ومشروع تشريعي من أجل الحرية والإنسانية، ونضالية روحية وفكرية من أجل الحرية والإنسانية، ونضالية روحية وفكرية من أجل الانعتاق، ولكن لايجوز استخدام العنف والقتال في قفزة نحو الظلام أو لشيوع السلاح أو اختزال لاحساس بالضيق والكرب والثأرات أو لأن الآخر الذي يوظف السياسة يوفر السلاح والعتاد وما أبخس الوظيفة السياسية التي يكون ثمنها حمل السلاح ولاتكون مسنودة ببرنامج إصلاح . سلام الجنوب وسلام دارفور والقومية السودانية : من المأمول أن يكون سلام دارفور وسلام جنوب السودان رصيدين للقومية السياسية، ولن يقدح احد في حق الدارفوريين أو الجنوبيين أو أهل الشرق أو الشمال في القيادة والريادة والأبداع في أوعية القومية السودانية، وليتهم يتصدون لقضايا النهضة وقيادة حركة التاريخ السوداني، ولن يقود حركة التاريخ من يجهل تراتيبيات التاريخ وايقاعاته وتشكلاته . ومن غير المقبول ولا المعقول أن يتصدى لقيادة النهضة السودانية، من يجهل الكيمياء التأليفية للعقل السوداني أو المشترك لخصائص الجماعة السودانية، أو من يجاهر بالعداء للسان النهضة السودانية، أو من يقلل من قيمة الحرف القرآني، لأن اللسان السوداني المكتوب بالحرف القرآني، ازدهر بقوته الذاتية، حيث اتجه اليه الروح السوداني بملايينه، دون سياسات لغوية رسمية. وعبر عن نفسه في إطار هذا اللسان شعرا ونثرا وفنا، وجلس الانجليز على عرش السودان «57» عاماً «1898 - 1955م» وخرج اللسان السوداني القرآني اقوى مما كان عليه قبل 1898، ممثلا في مدارس الشعر والنثر والأدب، من البنا وأحمد محمد علي ومعاوية نور وعبدالله الطيب والبرعي والمحجوب وحضارة السودان والنهضة والكاشف وعائشة الفلاتية دعك من مدرسة المعهد العلمي والمسيد وحركات الاسلام السياسي . ازدهرت الثقافة الإسلامية واللغة العربية بقوتها الذاتية، فلا الشيخ البرعي أو البنا أو الحاردلو أو صلاح بمرسوم رئاسي أو سياسي والملايين من السودانيين يتجهون صوب اللغة العربية نتيجة لتفاعلات اقتصادية وحراك سكاني بينما بعض الصفوة سليل جامعة الخرطوم، تتحرك مختنقة في فضاء الردة اللغوية، لأنّها تسبح ضد تيار التاريخ مهدرة طاقاتها وقواتها وابداعاتها لأنها خاصمت القومية السودانية واوعية النهضة الجامعة والمسارات الكبرى التي تشكل العقل السوداني والأفق . تلاشي ثقافة الكراهية : ستتلاشى ثقافة الكراهية وتصبح مجرد صرخة في واد مع إنسياب العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة وسيقبل السودان الجديد على الحرف القرآني واللغة كأداة توحيد وصمام أمان للمستقبل الذاتي والمصير الجمعي، والأجيال الجديدة لن تقبل بعقلية العوازل اللغوية وسياسات المناطق المقفولة والوصاية الثقافية - والحرف القرآني مكون اصيل من مكونات القومية الأفريقية، كما برز في نموذج غرب افريقيا التي تضم ثلث سكان القارة، مع الفدويين وأحمد بيلو ومع نكروما الذي أحيا اسم غانا بدلا من ساحل العاج، وتزوج من فتحية المصرية، وغانا هي دولة الحرف القرآني القديمة في غرب إفريقيا، لقد فهم ذلك حتي جوليوس نايريري الكاثيوليكي، الذي اتخذ السواحيلية لغة للخطابة والتــداول والسـواحيلية بنت عم العربية وسمى نفسه «المعلم» رمز القراءة والعلم ومفتاح الحضارة القرآنية. لماذا أحب الافارقة كلاي؟ ولم يحبوا غريمه لويس؟ ولماذا الافارقة يحسون بالمشترك مع اوباسنجو في زيه بطابعه الإسلامي / الافريقي وكامتداد ثقافي لدان فوديو، وأحمد بيلو. ليست القومية السودانية اختراعا جديدا أو مشروعا طارئا ولكنه نيل روحي فكري ثقافي اجتماعي، فكما لا يمكن إلغاء النيل المائي أو شطبه او تجاوزه، لكن يحسن ترويضه وتنسيقه ببناء السدود وتعديل المجرى هنا وهناك. فكذلك شأن القومية الســـــــــــــودانية التي ستظل معطاءة ومتوهجـــــة مثلها مثل حوض النيل والله أعلم.
مقال د خسن مكى فى جريدة الراى العام انتقل الى الاعلى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال حسن مكى (Re: mohmmed said ahmed)
|
بسم الله و بسم الوطن وحدتنا مجثمة في وحدة وخصوصية ثقافتتنا وهي ترسخ المفاهيم الوحدوية
ان ماضينا مربوطا بحاضرنا و سوف ينعكس في مستقبلنا و ان هذه الفرضية كثيرا ما استخدمها الساسة و للا سف لامر في نفس يعقوب لان دعواهم التي هي بعثية في اغلبها و تتوقف عند وصولهم للسطة و التحكم في خيرات الشعب دونما النظر لما يوحد الشعوب ويوجه الطاقات لخير الجميع و ان الساسة في بلدي مستعجلون دوما الي اقصر الطرق التي توصلهم الي ما يربون اليه دون اللجوء للبحث العلمي رغم انهم و عدوا الشعب للعودة لاسترجاع الماضي و التاريخ الذي فيه قمة الرفاهية و السيادة الشعبية و قمته الحضارية وبيد ان هذه العدالة و الرفاهية تنحصر في حيذ ضيق وهو حيز النخبة السياسي و سدنة الحكم الجديد . غير اننا هنا ننادي برجوع الي ثقافات السودان القيديمة و ممالك السودان القديمة ما هي الا هي دعوة لادماج جميل ارث التاريخ في الحاضر و هو استلهام القيم الفاضلة من الثقافة القديمة لاضاءة المستقبل و السيرا معا موتحدين بروح الاجدا الذين عمت محاسنهم بقاع المعمورة و مما لاشك فيه انهم اجدادنا جميعا و انا لادلل بواسطة العلم الحديث (الدي -ان -اه.. ) و لكلن ادعوا الي التمعن في المشترك الظاهر و المستتر من مخزوننا الثقافي الذي فيه من العادات الثقافية الطيبة التي يمارسها قاطاع كبير من الشعوب السودانية و لو بدرجات متفاوته الحدة ،سوي ادعوا الانتماء للعرب او الزنوج
ادعوا الي القوص في ركام الحضارة السودانية القديمة للحصول علي مفردات ثقافية وحدوية تساعدنا كثيرا في تجاوز التحديات المعاصرة التي تهدد الوطن بالذوال و التقلص الي دويلات ضعيفة متهالكة و لذلك ندعو علماء نا و باحثينا ان يهتموا باستنهاض الماضي التليد باستراتجية علمية دقيقة و اسس معرفية ثاقبة للرجوع بالماضي لتزاوجة بالحاضر حتي نو اجه متاهات المستقبل و حتي لا يضيع اي مشروع حضاري في ظلامات الامزجة الصفوية النخبوية و الانغلاق في دائرة الانتخاب التاريخي اي ادعوا الي الابتعاد عن النظرة الاحادية للتاريخ و لاخذ من القيم التي تخدم مصلحة هذه الفئة المتحكمة بذمام امر العباد، للتفريق بين المواطنين ، فهيا ندعو بالنظرة المجردة في البحث فيما يوحدنا وهو كثير
و بالقاء نظرة سريعة للمارسات الطقوسية في المنساسبات السودانوية نجدها متكررة و متشابه في العديد من بقاع السودان و كما سلف الذكره تتفاوق هذه السمات الثقافية في درجات لونها من الحدة الي الضبابية من منطقة الي اخري و احيانا تختبئ احداهما تحت عبائة الاخري فتجد ماهو سوداني قديم داخل و ممتزج مع ما هو اكثر حداثه في عهده مثلا و لاحصرا فتجد عادة مسيحية قديمة مختلطة بكوشية مروية تظهر في ممارساة اشخاص مسلمون و هي نفس الممارسة يقوم بها مسحيون و اخرون وان جاءت تحت مسمي اخر و في مناسبة اخري سوف ناتي و نفصل بتناول كل نموزج علي حدي و اتمني من اهل العلم و البحث ان يصوبونا و ياتوا لنا بما يوحدنا في هذا الوقت العصيب فلاشك ان علمائنا قادرون ببحوثهم للوصل ما بين الثقافات الماضية مع الحاضرة للولوج في المستقبل بعد تملك مناهجا تتطورية والادوات علمية تجعلنا قادرين سويا لموا جهة الاخطار اخوتي ما علينا الا ان ننظر في التقاليد السودانية الحية و الفاعلة في ثقافتنا الحالية و التي تواصلة فعاليتها عبر عصور الشعوب السودانية من قبل تكوين ممالكنا القديمة التي ماذلت تؤثر و بقوة في عصرنا الحديث مع العلم ان الشعوب تتفاعل و تنفعل بتليد تاريخا ... واننا نجد هذه القيم الجيدة من تاريخ شعوب السودان و تم قبولها لدينا جميعا و نجدها ممارسة في اشكال عدة و هذا مايميز السلوكيات السودانية من سلوكيات الشعوب المحيط بنا رغم التشابه في بعض السمات و هذا امر طبيعي ... و ان هذا التميز هو الديل لنا خصوصيتنا و باننا قبلنا بعضنا البعض و انفعلنا بسلوكياتنا الثقافية و هذا جاء بعد عهود من التراكم الثقافي المتلاقح والتاريخي الذي اختذن في فنوننا التشكيلية و اشعارنا الشعبية و رقصنا و كلها احدي سمات حيوة الثقافة السودانوية وو حدة مجتمعنا العضوية ... فان الثقافة المادية الظاهرة ماهي الاتعبير كينونة الفكر السودانوي و تواتر اخباره عبر الماضي السحيق و نراها تنعكس في شكل غناء ننفعل به كلنا (عريسنا مرق البحر ..يا عديلة و قطع جرايد النخل ) و رقص و نغم تهتز له اجسادنا في حركات قريبة التشابه و المماثلة برغم اختلاق المكان و المناسبات الشعبية و برعم ختلاف شكل النوبة من النقارة فكلاهما يؤدي و ظفية ايقاعية و احينا كثير نجد الصانع واحد و المواد و النغم واحدة و ان المؤثرات الثقافية متواصلة و مستمرة باقاع منسجم في طبيعتها المعتقداتية و الروحية حتي في في طريقة ادارة وحكم الناس هذا مماجعل من الثقاقة السودانية و عاء حافظا للموروثنا الثقافي و ساعد علي بقاءها وبعدها عن الهزات الثقافية القوية و كل المؤثرات الثقافية الجدية انصهرة في البوتقة السودانوية بصورة انسيابية هادئة هذا هو حال الثقافة المسيحة حيث تلاقحة مع الكوشية و المروية القديمة بل اصبح السودان جذءا من التطور الثقافي المسيحي و الملاحظ ان للسودان مركزا هاما في الديانات القديمة و نجد ذكره في عدد من فصول الكتاب المقدس.. ام عن الثقافة الاسلامية نجدها انسابة بهدؤ فائق و اندمجة في الموروث الكوشي القديم و هذا لما وجدهته الصوفية الاسلامية من انسجام مع الثقافة السودانوية الاقريقية الجزور فكان للاقاعات الافريقة القدح المعلي لاجاد اذن سودانية تصغي وقلب ينفتح للتعاليم الدينية الجديد و لكن بعد تتوافق القيم الاسلامية و نبيل القيم السودانية القديمة مما جعل للسودان طابعه الخاص من تذهد و تصوف فكل هذه الجمل الثقافية الوافدة من عربية و السلامية و افريقية حلت كلها و بنسجام تام بالمكون الحضاري القا ئم في المنطقة السودانيه منذ عهود بالغة القدم قادر علي الاستمرارية و العطاء و الاضافات الذاتية و استعاب الاخر و ترويضة ثم دمجه داخل منظومتة العتيعة و ابرازه كقيمة سودانوية ذات خصوصية
و حتي انتشار و تغلغل الاسلام كان علي يد المستعربة السودانين من اهلنا الفونح و الفور .... هل هي الوحدة ذاتها ؟ ام انا واهم ؟.. واعشق السودان الواحد الحر الديمقراطي؟ .. و مؤمن بان حركة الثقافة السودانوية الوحدوية هي دوما حركة في اتجاه المستقبل المتصل تواترا حضاريا بالماضي و من ثم لايمكن النظر للتراكم الثقافي السودانوي علي اساس دوائر ثقافية منفصلة و منغلغة عن بعضها البعض.. وهذا لاعلاقة له بالتطور الثقافي و ان وجد ضالة عند الساسة النفعين و المطبلين للفرقة و الشتات حتي يسهل لهم هرس عظامنا احادا و مع العلم ان شعوب الشودان تزاوجة و تشابك نسبها و صحب ذلك تشابم و تتداحل تعبيراتهم لكوامنهم الطقوصية و اصبح بحمد اللة التفريق بين اهل الاسرة الواحدة تحت اي حجة ففي الاسرة الواحدة تجد الاصفر و الازرق و البيض و القمحي و فكلنا لا ادم و ادم من تراب فافضلنا الاهل السودان هو الذي يراعي حرماتهم و يصون كرامتهم و يعدل بينهم و يطورهم و يضعهم في مصاف الدول المتقدمة و بيعدهم من الاعانات و الاغاثات السامة و التسول اما سفار الشعوب مقهورين مكسوري الخاطر
نود الان ان نتناول بعض السمات الثقافية المتواصلة و المشبعة بسمات توحيدانا كشعب ممتدة جزور ثقافتة الي ازمان بعيد و لاكنها محتفظة باقاعتها القوية في حاضرنا وفناخذ حديث الدكتور حسن مكي عن تتويج ملوك سنار (و كان تنصيب الشيخ يتم و فق اداب سلطانية لعلها تاثرت بتقاليد النوبة الممزوجةبالتقاليد العربية) و هنا يتتضح لنا مدي استمرارية الثقافة السودانية القديمة التي جعلة لناخصوصة نتفرد بها من رصفائنا و جيراننا العرب و لالفارقة فبرغم من امتدانا لهذه الثقافات و لكن للنا خصوصيتنا و نكهتنا المميذة عن الاخرين وهذا مايجعلنا اندادا و رصفا لا اتباع للثقافات الاخريات و هذا مايميذ لغتنا الكوشية المروية عن المصرية القديمة و الاكسومية القديمة ايضا..
و لللغة و العاداة و الطقوس النوبية اثرها القوي في توحيدة الشعوب السودانية و هذا نراه في اهلنا في جبال الميدوب في جبال مرة بدارفور يذهبون الي تلة حيث يعتلون صخرة يذبحون فيها ذبيحتهم و من ثم يرسمون شارة الصليب علي جبهة الملك و يقوم الملك برسم الصليب علي وجهه وعلي الصخرة و هي دللالة اخري للترابط النوبي و المسيحي الطقوسي و يضيف البعض الي ذلكم التماثل اللغوي ايضا.. ويسود عند اهلنا الميدوب ان اصلهم من دنقلا لان طقوسهم هذه مطابقة لطقوس الاحدين التي تحدث عنهم الاسوني في التاريخ و كذلك شان اهلنا البرتي و برقد فلغتهم شبية جدا بالنوبية الشمالية و هناك بحوث معتبرة تؤيد ذلك
وهنا عادات و طقوس الزواج التي و توضح التواصل و تتشابه في الاداء ففيها الكثير من الظواهر الاحتفالية القديمة و كذلك يظهر الاثر النوبي و المسيحي بقوة ممستمرة في اربعين الولالدة حيث لاتخرج المراة من منذلها لا بعد مضي اربعين يوما و كذلك عند وفاة زوجها حيث تظل في منذلها حتي قضاء الاربعين و لعلنا نلاحظ تداخل هذه العادة مع العدة و هي اسلامية و عند الاربعين يحتفل الناس كل بالصورة التي يراها فهي تتفاوت من تلاوة قران الي الرقص العنيف الذي تزكر فيه محاسن الموتي و الكل يؤمن ان خولفت هذه العادة تصاب المراءة بالعين او الفال السئ و نضيف الي ذلك الذهاب للنيل عند الولادة و الطهور و الزواح و غسل الارجل و الايدي و الوجه (عريسنا مرق البحر ..يا عديلة و قطع جرايد النخل ) و هذه عائده الي قصة رسول ملكة كوش الكنداكة المزكورة في الكتاب المسيحي المقدس في سفر الاوبين او الاخبر ?-?:??-?? و لعله تمثلة ايضا في طقوس التعميد و كذلك عاد تغطيس الاطفال في بعض قري شمال السودان في الماء بينما ينادون ( اغطس غطاس حنا) و لعلهم يعنون حنا المعمداني و هذا في حد ذاته يوحد اهلنا في الشمال الاقصي باهلنا في الجنوب خاصة المسحين منهم هذا اذا افترضنا حدلا توحد المسلمين في كل البقاع السودان
و في جبال النوبة تقوم الام برسم علامة الصليب علي وجهها و وجه ابنها اذا كانت عازمة لزيارة مكان لاول مرة مع مولدها و هذا للحماية من العين و نجد نفس هذه العاد تقوم بها نساء كتم بمرتفعات دارفور عند قبيلة التنجور و هم يدعون الصليب برشام و هذا يعود بي للذاكرة عندما تتدهورة مملكة كوش حينما هاجمها الملك عيزانا ملك اكسوم مماجعله يخلد هجومه علي كوش و تشتيت جيوشها واسر البعض و منهم الاحمر و الاسود وكل هذا مسجل في مسلة اكسوم الشهيرة و لعل الاخوة في مركز الدراسات و البحوث الثقافية بالحركة الشعبية لتحرير السودان ان يتعمقوا اكثر وان ياتوا لنا بالخبر اليقين فلايمكن ان يتحرر من لايعرف قدرنفسه ... غير ان الذي يهمني هنا تاكييد ارتباط اصولنا الشمالية و الغربية و الجنوبية و الشرقية وترابطها ثقافيامما يقوي من توجهنا الوحدوي و لربما تلفزيوننا القومي يساعد علي ذلك و يضحي اكثر قومية مماكان عليه سابقا و فقصة الملك عيزانا تفترض و حدة اصول النوبة في الشمال و جبال النوبة و ششتتهم مرة اخري الظروف الاحترابية بالاضافة للهجرات القديمة للظروف الطبيعية. ...و يدعم ذلك وحدة اسماء القري و المدن في الشمال عبري قلب جبال النوبة الشرقية عبري
كذلك هناك وحدة بين اهلنا حو الخرطوم و الانقسنا ففي جنوب الخرطوم سوبا و في جنوب الانقسنا سوبا (( احلف بسوبا دار الجد و الجبوبة... اللي يطفح الحجر و بغطس المركعوبة)) و ياله من نمط حلفية و لعل طريقة الحلفية في بعض مناطق ضواحي الرصيرص عند اهلي الهمج عندهم ان يقف المرئ عند كومة من النفايات المحروقة و يقدم له ملح و رماد وديقيق من الذرة تتزوقهم و يكسر قطعة من الخشب علي راسه ثم يؤدي القسم و هذا ان دل انما يدل علي تعظيم للمملكة سوبا المندثرة ماديا و الباقية بتواصلها الروحي الثقافي موحدة اهلنا في السوبتين و هذا قليل من كثير فنحن من نسيج واحد و كما قيل ( ان الاسماك المية هي و حدها التي تسبح مع التيار)... وهذا ينطبق علي من يعمقون الفرقة بين ابنا الوطن
وما علينا الا الايمان بان لنا ثقافة متميذة و فريدة برغم اندماج ثقافات اخري فيها و ان نعلم هذا الانضماج جاء وفق شروط ثقافتنا السودانوية وليس املاء من الاخرين فنحن لنا ملوكنا الذين حكموا و تحكموا في دولا عظمي في ذمانهم و اذكر منهم بعانخي ، ترهاقا ،شبتاكا و شبكة فما علينا الا للامعان في الجزء المملوء من الكوب وليس فارغه وهنا تكمن الوحدة و التقدم الانسجام و التناغم الثقافي الوحدوي
و اخيرا لعل اكثر ما يوحدنا هو حبنا لانسان السودان الذي تعلمنا من مردود جبايات و اتوات صناعة ورعاته و مزارعية و عماله وتجاره الشرفاء و ليس تجار التصاديق و الكوتات و محتكري قوت الشعب ، ان مايوحدنا هو ان نبر اهل السودان الذين تقاسموا البؤس و الفقر والتشرد لان الالام هي التي توحدنا لكي نجبهها معا و الفقر و الحاجة تتطلب منا الوعي الثاقب للخروج من متاهة الفرقة و التشرزم فكلنا نعاني و نتالم و نجوع اي كلنا سواء امام قهر جلادينا فهلا دفعنا الظلم و القهرا في وحدة شعبية ذات مصير واحد و ارجوا ان يعم السلام قريبا ارض دارفور ملوك الذمان احدي حضارات السودان كما ارجوا ان يلتئم جرحنا في شرق عثمان دقنة البطل الذي قاوم الاستعمار من اجل كل السودا ن و هو القائل لقادة الاستعمار ردا علي سوائل احدهم و هو كان واهننا في معتقلة قال لهم بطل الشرق اذا اخليتم سبيلي ساعود و احاربكم .... ايجوزا ان يهمل احفاده وترمل حفيداتة و من من منا نحن اخوتهم .. اه ياسودان اما ان لنا ان ننعم بسلام شامل و دائم تنموا و تترعرع فيه ثقافتنا و نعود مرة اخري قبلة للناس
عاش نضال الشعب السوداني المجد والخلود للشهداء و العذة و الكرامة لكل مقهوري شعوب السودان و عاش السودان حرا ديمقراطيا مزدهرة حضارته
عبد الباقي شحتو علي ازرق ا [email protected] [email protected]
..
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Tragie Mustafa)
|
حسن مكى احد القلائل الذين يهتمون بالكتابة والتنظير للمشروع الحضارى الاسلامى وقد يكتب قليلا ناقدا تجربة الانقاذ الا انه يظل مخلصا لانتمائه الايديولوجى وقد اسبغت عليه القاب من الدكتور مرورا بالبروفسير وصولا للخبير الاستراتيجى فى المقال اعلاه يتحدث عن ما يسميه بالقومية السودانية ونحاول التحاور مع الافكار التى وردت يبدا المقال بالسؤال عن القومية ما المقصود بها ماهى الخصائص الروحية والوجدانية والاجتماعية المشتركة بالجامعة السودانية ثم يقارن بين القومية الامريكية والقومية السودانية النى هى اكثر عراقة يقول (تاخرت بعض مكونات الثقافة السودانية لاسباب جقرافية ومناخية فى ان تكون جزءا من هذه المسيرة التاريخية هل ينفى ذلك وجود هذه المسيرة) ولم افهم كيف تتاخرالمكونات الثقافية لاسباب جقرافية ومناخية يقول (هل اجرم سكان النيل الوسيط بابراز مقدراتهم الابداعية فى الدفوف وكرمة ومروى من معابد ومدافن واهرامات ومدارس ولغات مكتوبة كالمروية وغيرها هل جنوا على عصبيات الهامش) حسن مكى يتناسى ان من ابداع كل ذلك ليسوا هم اصحاب المشروع الحضارى ونذكره بما فعله عبد الله محمد احمد فى المتحف القومى وهو يتساءل عن غياب وجود اثار اسلامية احفاد الذين صنعوا تلك الحضارات يوصفون الان بعصبيات الهامش ويريد حسن مكى ينسب الفضل لغير اهله يقول (تطورت الحضارة السودانية ونمت فى اطار مواعينها التاريخية فى اخذ ورد وتفاعل مع الحضارة الانسانية حتى انتهت على صيغتها واصبح اللسان العربىاداتها فى التواصل مع ربهاوذاتها وقيمها) فى هذا الجزء تفصح افكار الدكتور عن نفسها.... سافرة حتى انتهت هذه تذكر بنهاية التاريخ ويا ناس هوى جفت الاقلام ورفعت الصحف الداير يتكلم ياهو دا العربى قدامو والداير يتعبد ياهو دا الدين القيم والعندو قيم تانية يرميها ورا ضهرو ويركب معنا يواصل الدكتور (اللسان السودانى المكتوب بالحرف القرانى ازدهر بقوته الذاتية حيث اتجه له الروح السودانى بملاينه دون سياسات لغوية رسمية وعبر عن نفسه فى هذا الاطار شعرا ونثرا وفنا البنا واحمد محمد على ومعاوية نور وةعبد الله الطيب والبرعى والمحجوب) السان ازدهر بقوته الذاتية يا سبحان الله براهو كدا يا اخى ارجع لقاموس اللهجة العامية لعون الشريف واقرا تاثيرات اللغات السودانية على اللغة المحكية فى السودان وبعدين اول مرة اسمع لغة بتزدهر بقوتة الذاتية......يدعى حسن مكى ان اللغة العربية ازدهرت دون سياسات رسمية يازوا ات الله ما ليك امشى شوف عندنا فى شمال السودان يجلد الطاتلب الذى يقول كلمة واحدة باللغة النوبية ليسش فى داخل الفصل فقط ولكن خارج الحوش ايضا وشوف الاسماء التى يذكرها فى الثقافة السودانية مافى دينق ولا ادروب ولا اساغا (وباستخدام لغة ادبية وعاطفية يختم بالقولهناك نيلا ثقافيا حضاريا رضعت منه الشخصية السودانية ونمت كما ينمو الطفل على حليب امه) الشخصية السودانية رضعت من النيل ومن الغابة ومكن الصحراء حسن مكى انت قول الكلام العديل نيل شنو انت تقصد ثقافة عربية اسلامية بمنظور الجبهة الاسلامية وتريدون فرضها وقد فشلتم حيث المواجهه كانت بالسلاح وتبلورت فى اطار مفاهيم لسودان جديد متعدد قوميته السودانية نتاج تفاعل وتكامل حضارات وثقافات متساوية افكار حسن مكى تاتى مفضوحة ويسهل اصتيادها ولكن الاخطر هى افكار بعض الذين انتموا لليسار فى فترة ما ويروجون لمثل افكار حسن مكى ولكن بطريقة اكثر ذكاء ولؤما ومكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: mohmmed said ahmed)
|
و حتى عهد قريب عند غزو الاتراك للسودان كان الاتراك يسيرون بترجمان للتحدث مع الشايقية و الجعليين و كل سكان شريط النيل بلغاتهم المحلية.
أعلاه سطر مقتبس من موضوع الأخ حمدان تيّه، ردّا علي مبحث د. حسن مكي المشار اليها في فاتحة النوضوع.
أتسائل: ما هو المرجع التاريخي الذي يعتمد عليه الأخ حمدان في ايراد المعلومة المقتبسة أعلاه؟
مصدر عجبي ادراج الشايقيّة و الجعليين ضمن اطار الأعراق السودانيّة التي تتحدّث بلغة أخري عير العربيّة حينما غزا الأتراك السودان. سيزول عجبي أذا كان الكاتب يعني أنّ الشايقيّة و الجعليين كانوا يتحدّثون بلسان عربي لا يفهمه الغواى الأتراك لأنّهم لا يعرفون أو يتقنون الحديث باللغة العربيّّة.
طارق الفزاري
ود زينب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: wedzayneb)
|
الاخ ود زينب
سلام:
Quote: و حتى عهد قريب عند غزو الاتراك للسودان كان الاتراك يسيرون بترجمان للتحدث مع الشايقية و الجعليين و كل سكان شريط النيل بلغاتهم المحلية.
أعلاه سطر مقتبس من موضوع الأخ حمدان تيّه، ردّا علي مبحث د. حسن مكي المشار اليها في فاتحة النوضوع.
أتسائل: ما هو المرجع التاريخي الذي يعتمد عليه الأخ حمدان في ايراد المعلومة المقتبسة أعلاه؟
|
بانتظار.... الاخ طالب حمدان تيه.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... (Re: Tragie Mustafa)
|
شكرا لك يا تراجي لإتاحة الفرصة لقراءة هذا المقال الرصين للدكتور حسن مكي وشكرا جزيلا للأستاذ محمد لإيراده المقال
جوانب من المقال:
الا يجوز للسودان الذي انجب كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور، أن يقول أنه يملك شيئاً يسمي الذاتية السودانية والشخصية السودانية، وجماع ذلك القومية السودانية؟ ............. شكل اللسان العربي والعامل القرآني رافدين مهمين في تكوين العقل السوداني حتى عند الذين حاربوه ورفضوه، وأصبح التناغم الانساني ليس في السودان فحسب ولكن في ثلثي افريقيا الممتدة بين المتوسط والأطلسي والبحر الأحمر والمحيط الهندي قائما على هذا التناغم. ............. لا تزال الثقافة السودانية تكتسب حيويتها وتتجدد في ظل خصوصياتها الإسلامية، حيث في إطار هذه الخصوصية الإسلامية تتم ولادة العائلة بعقد الزواج وتقسم الثروة حسب مطلوبات الشريعة وتودع الحياة بصلاة الجنازة وطقوسها . ............. عصبيات الهامش، التي تريد سوق الناس وجرهم في الاتجاه المعاكس، قد تطغى وقد تستنصر بالعدو ولكن لن تكسب الكثير ولن يكسب السودان بارغامه على التنكب من ثقافته ووراثات قلبه وضميره، لأن خبرات التراكم الثقافي والروحي والعقدي لن تغلب. وإن كبتت أو هضمت، سرعان ما تعود مزدهرة في إطار صحوة او ثورة او مهدية أو تجويد ديني أو بعث قومي . ............. لقد دخل التتر بغداد وسحلوا وقتلوا وحرقوا الكتب، وجعلوا منها جسوراً لعبور خيلهم. ثم ما لبث التتر أن أصبحوا حماة للثقافة الإسلامية. ............. هل عصبيات الهامش السياسي مؤهلة لقيادة النهضة السودانية ؟ سيتوقف هذا على قدرة هذه العصبيات على إدراك واستيعاب ماهو مشترك بين أهل السودان، فبدون النيل المائي، لن يكون هناك كبير جدوى لقدر كبير من التراب السوداني، ومن الممكن القول، ان هناك نيلاً ثقافياً أو نيلاً حضارياً، ............. ما أبخس الوظيفة السياسية التي يكون ثمنها حمل السلاح ولاتكون مسنودة ببرنامج إصلاح . ............. من غير المقبول ولا المعقول أن يتصدى لقيادة النهضة السودانية، من يجهل الكيمياء التأليفية للعقل السوداني أو المشترك لخصائص الجماعة السودانية، ............. ستتلاشى ثقافة الكراهية وتصبح مجرد صرخة في واد مع إنسياب العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة وسيقبل السودان الجديد على الحرف القرآني واللغة كأداة توحيد وصمام أمان للمستقبل الذاتي والمصير الجمعي،
| |
|
|
|
|
|
|
رد (Re: Tragie Mustafa)
|
الاخ عبد الله عقيد كنت اتابع مداخلاتك وظننت فى فترة انك تملك قدر من الموضوعية تشكل ارضية مشتركة للحوار بالرغم من الاختلاف توقفت عند اشا دتك بمقال عنصرى بغيض لاسحاق احمد فضل الله واليوم وصفك لمقال حسن مكى بالرصين اختلف معه
حسن مكى ينطلق من نظرة عبر عنها عبد الرحيم حمدى اقتصاديا فى المحور الذى يختزل السودان فى مثلث دنقلا سنار الابيض السودان بلد متعدد العرقيات والثقافات الكلام دا بقى بديهى حتى لمذيعين التلفزيون الجهلة اى محاولة لحشر القومية السودانية فى لغة واحدة ودين واحد محكوم عليها بالفشل ولو استمرت محاولات القسر حتظهر كل يوم حركات مسلحة مافى دين احسن من دين ومافى لغةافضل من لغةومافى عادات وتقاليد افضل من التانية ومفاهيم تاخر وتقدم اصبحت غير متداولة فى علوم الاجتماع والحضارات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: mohmmed said ahmed)
|
اخي محمد سعيد احمد
شكرا جزيلا لمرورك ,اثرائك للنقاش ,وشكرا لاحضارك المقال لهنا.
اخي موضوع الهويه موضوع مصيري ,وحيوي ,ويفترض الا نمل من تناوله
الا ان يقضي الله امرنا ببلدنا المغلوبه على امرها هذه.
ساعود فقط هناك مقالات ممتازه جائتني بالايميل اود نشرها
لاثراء النقاش وساعود.
تقديري.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Tragie Mustafa)
|
اخي القابض على جمر القضيه
طالب حمدان تيه
كان لقائي بكم في واشنطون انت والعزيز النجومي و العلامه د. قندول , اقيم من اي محاضره
تلقيتها او شاركت بها عن السودان,وقد سعدت اخي جدا بمناقشتكم والاستفاده من غزارة علمكم
وعمق تجربتكم النضاليه,وقد فتحتم لي صدوركم في تلك اليليه الربيعيه الجميله من ليلالي
واشنطون,التي كانت عامره بدفء مشاعركم الاخويه الصادقه التي احطتموني بها,واحلتوا غربتي
بتلك البلاد لاستنئاس بحضوركم المميز ,وما اقصرها من ليله ومؤشرات الساعه تركض مسرعه
امام روعة حديثكم العذب عن رؤيتكم لقضايا الهامش وفرحتكم بي وفرحتي بكم ,وحماسكم
وتفائلكم وثقتكم بأن غدا اجمل لبلادنا,وبرجال مثلكم اخوتي اثق ان غدا اجمل.
وسامحوني اخوتي ان لم تسمح لي تقاليدي ان اعانقكم فردا فردا ولكن صدقوني
تمنيت ان اقبل التراب الذي تسيرون عليه.
فقد رأيت فيكم كل عظماء بلادي ,وشممت في اعطافكم رائحة ابطال كرري وشيئا
من ملهمنا الدكتور جون قرن ومثبت عزائمنا الرائع يوسف كوة وذكرى بطالنا بولاد.
سعيدة ان اقرأ لك يا طالب وفخورة بمقالك العميق و المتبحر في موضوع الهويه
واعتقد احد امنياتي ان اشد الرحال يوما لزيارت الرائع عبد الغني بريش
فلمثله تشد الرواحل,له التحايا الي ان يهون الله امري وازوره.
ولن تكفينا كلمات العالم لاشكركم فقد علمت ما فعله شرفاء النوبه بمختلف
توجهاتهم وانتمائتهم من اجل دارفور بواشنطون,فشكرا لكم وساكتب عنكم
حتى يعرفكم كل الدارفورين,لاننا لا ننسى كل من قدم لنا شيئا.
كتب طالب حمدان تيه هذا الايميل:
Quote: To: [email protected] الاخت تراجى مصطفى نحييك من على البعد كواحدة من القيادات النسائية القادمات بقوة و اللائى فرضن وجودهن من خلال ما نتابع من
كتاباتهن و اهتمامهن كما نحى حركة تحرير السودان فى كسر الحاجز النفسى لاختيارها احد النساء الناشطات لتمثيلهن فى واحدة من اكبر دول
المهجر وهذا ان دل على شىء فانما يدل على النضوج الفكرى لدى الحركة لانه من الصعب جدا وجود عناصر نسائية فى مثل
هذه المجالات و خاصة و ان تراجى واحدة من مناصرى قضايا الهامش ان كانت فى الشرق او الشمال او الجنوب او جبال
النوبة او الشمال النيلى و حتى الخرطوم نفسها باختصار انها قومية التوجه و هذا يصب فى صالح الحركة كما نطلب من الاخوة فى الحركة بشقيها الابتعاد من مناقشة قضاياهم الخلافية على صفحات الانترنت بل يجب ان يكون
بالاتصال المباشر لانكم مازلتم اخوة فى النضال و المصير واحد و مشترك مهما كانت الاسباب و المسببات و العدو يريد
ان يوقع بينكم للاقتتال نيابة عنه لانه لا يستطع رفع السلاح و الاقتتال الا عن طريق طرف ثالث ينفذ له مخططاته و ما
اخوتنا الجنجويد الا ضحية من الضحايا و سيكتشفون ذلك لاحقا قصر الزمن ام طال الاخت تراجى نشكرك على اهتمامك بعرض المقال المثير للجدل الذى كتبه البروفسير حسن مكى للنقاش لانه موضوع مهم و سيفرز
الكيمان بين من هم مع السودان القديم بامراضه و توجهاته الاحادية العروبية الاسلامية الاقصائية و السودان الجديد
ذو التوجه العلمانى الديمقراطى الذى يدعو الى دولة المواطنة و القانون التى تسعى الجميع حيث انه ليست هنالك
منطقة وسطى بين الجنة و النار و حتى اكون جزءا من هذا النقاش سوف اطلب رسميا من الاخ بكرى الانضمام الى البورت و لكن شرطنا الوحيد للاستمرار فى
المستقبل هو تناول القضايا بجدية و احترام عقول المشاركين بكتابة ما هو مفيد و مقنع محول لكى رسالة بريدية باسم الاخ احمد حامد صالح من مالى لعرضها كما الفت نظرك الى موضوعين فى هذا المجال لكل
من الاستاذ امين زكريا و الاستاذ الهلباوى لا بد من ضمهما الى المقالات لمعرفة وجهات النظر المختلفة حتى يتم
اثراء النقاش الى ما فيه فائدة للامة مع تحياتى طالب حمدان تية على واشنطون دى سى
|
شكرا طالب علي ايميلك,وشكرا لتقدمك للانضمام لكوكبة سودانيز اون لاين دوت كم,واليوم عرسا هنا
بانضمام صوتا من اقوى اصوات الهامش ,وقلما من اكثر الاقلام تصدي لموضوع الهويه,وان شاء الله تكمل مداخلاتك
براك من غير ايميل اي شخص ويكرمنا الاخ بكري ابوبكر بمنحك العضويه.
وشكرا لبقية نصائحك بخصوص التزام النقاش للنواحي السياسيه للحركه بعيد عن المنبر,واتمنى
ان يلتزم الجميع ولكن صدقني للاسف هي ليست نقاشات بقدر ماهي تصفية حسابات بين الاجنحه المتصارعه.
لك الود وساعود لاحضر المقالات التي طلبت اضافتها لهذا البوست.
عميق امتناني للكماندوعبد العزيز الحلو
والفاضل د. قندول ابراهيم قندول
والفاضل النجومي احمد المكي .
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رد (Re: Tragie Mustafa)
|
الفاضل احمد صالح
شكرا لمشاركتك معنا وسعيدة انا بهذه الاقلام المهاجره وهي منفعله بقضية الهويه
ومعا من اجل وطن مستوعب لكل مكوناته الاصليه.
وياريتك برضه تقدم لعضوية المنبر للاخ بكري ابوبكر.
Quote: وريث تهراقا .. قبلك إندثر الزمان بعدك الطوفان جاء .. عندك الساعات نامت
هل أجرم سكان النيل الوسيط بإبراز مقدراتهم الإبداعية فى الدفوف و كرمة و مروى من معابد و مدافن و إهرامات و لغات مكتوبة كالمروية وغيرها ؟ هل جنوا على عصبيات الهامش ؟ هكذا تساءل الأستاذ حسن مكى فى مقاله عن القومية السودانية وعصبيات هامشها بشحنه العرقى و الجهوى و ذلك بصحيفة الرأى العام .
تذكرت هنا مقولة مستشار مؤسسات الأعمال الامريكى مايكل هامر حين قال أن من الأشياء التى تظهر له أن مؤسسة ما لديها مشاكل قولها كم كنا جيدين فى الماضى . هذا ينطبق على مقال الأستاذ مكى إذ عدد المنجزات التاريخية للأمم الخالية التى سكنت ضفاف النيل الوسيط ، فى الماضى و ليس اليوم . عندما تفوق ذكريات الماضى ابداع الحاضر و احلام بناء المستقبل فذلك مؤشر بدنو النهاية . تلك رؤية تبحث عن الكرامة و الأيجابية و قيمة الذات بإجترار الماضى على حساب الحاضر. وفى كثير من الأحيان يكون ذاك االماضى غير حقيقى وإنما ماضيا ’متصورا ومجملا. إنها رؤية تركز كل خيالها على جعل الماضى أكثر جمالا مما كان عليه فتتشبث بذلك الماضى عوضا عن تخيٌل مستقبل أفضل و العمل على تحقيقه . ستحل بنا الكارثة إذا فقدنا البوصلة و تقدمنا فى إتجاه إجترار الماضى و إحتكاره . فهل يمكن الجزم بأن بعانخى ليس من أسلاف الهامش؟ و من يستطيع نكران مشاركة نوبة الجبال و غيرهم من اهل الهامش فى بناء مروى و ما قبل مروى ؟
لا أعتقد أن الصراع بين الهامش و النيل الوسيط ، كما يشير الأستاذ مكى ، صراع بين الثقافة المروية بإهراماتها و لغاتها المكتوبة و بين ثقافة هامشية مغايرة . كان أجدر بالأستاذ مكى ، وهو المعروف بالجرأة العلمية ، أن يتساءل : لماذا تم تغييب مروى و ثقافتها ؟ ألم تحافظ أكسوم على إرثها الامهرى و هى أقرب إلى مرابط العرب منا , و اليها كانت هجرة المسلمين الاولى قبل ثمانية قرون من قيام اول دولة اسلامية على هامش النيل الوسيط < مملكة سنار > لماذا نصر أن تاريخنا تواجد بغتة بدخول الإسلام و إنتشار العربية ؟ وإذا صدقنا ذلك ، فكيف للنيل الوسيط أن يحتكر ذلك الإرث علما بأن الحضارة الإسلامية و العربية دخلت فى الاسا س عبر الهوامش شرقا و غربا ؟ ثم ألم يكن النيل الوسيط متلقيا فقط لتلك الحضارة ؟ ماذا أنتج النيل الوسيط من الفلسفة والعلوم منذ البقط إلى كررى؟ علما بأن إسهامات مناطق اخرى فى افريقية فى اثراء الحضارة الإسلامية والعربية لا تخطؤها عين ، استاذنا مكى كان شاهدا على ذلك فى تمبكتو ذاكرة الاسلام فى بلاد السودان ، اين انتاج النيل الوسيط فى علم الفلك فى الجبر فى التاريخ فى اثراء الفقة المالكى ، لا اعتقد ان بين ايدينا سوى اليتيمة طبقات الصوفى ود ضيف الله و شفاهيات من دوبيت الهمباتة . ان كان هناك وسام للنيل الوسيط فى العصر الوسيط فهو ضعف الاسهام فى الحضارة الانسانية ، ماذا قدمنا ؟ اكتشفنا النظارة ! حسنا البذرة ! تاريخنا جله تلقى و عطاؤنا قليل و يتساوى فى ذلك النيل الوسيط و الهامش ، ما بين الاهرامات و قبة المهدى قرون من الظلام توجت بخراب سوبا
قضية الهامش و المركز فى إعتقادى ليس لها جذور فى ذلك الماضى السحيق . إنها نتاج الخيبة الوطنية فى مرحلة ما بعد الإستقلال . فهى قضية معاصرة محورها التجاذب على النفوذ بشقيه الجاه و الثروة . لا أعتقد أن البعد الثقافى فى هذا الصراع بهذا التهويل . فلا أهل الهامش يتطلعون إلى إقصاء اللغة العربية و لا أهل النيل الوسيط يستطيعون الجزم أن من لم يدخل "المدرسة" يفهم أشعار المتنبى و مقامات الحريرى و تعقيدات سيبويه و خطرفات ابى الاسود الدؤلى. "المدرسة" التى علمت صديقى الدكتور يحى فقيرى اللغة العربية و علمتنى انا ايضا التفريق بين الحاء و الخاء ، كان حرًيا بها أن تحفظ لنا التراث النوبى و الدينكاوى و البجاوى والفوراوى و اساطير الشلك وكجور الجبال إلى آخر ما نملك من تراث إنسانى رفيع بدلا من رميها فى مذبلة التاريخ .
نعم. جنت علينا "المدرسة" ومناهجها ، صرنا ببغاوات نردد فى غفلة جماعية : شعب عربى واحد ... جيش عربى واحد . تم حجب تراثنا الوطنى الأصيل لصالح أيديولوجية تسخر من عقيدة معظمنا كما فى "طه القرشى فى المستشفى" و "حليمة بائعة اللبن". هذه التخوفات التى يثيرها أستاذنا مكى معركة فى غير معترك إلا إذا حصرنا السودانوية فى نطاق القرية التى ولدنا فيها فقط . إن السودانوية أوسع بكثير من افق النيل الوسيط و لنا العبرة فيما فعل شيخ الجعليين حين طبق مبدأ "جعلناك منا" كيف استطاع ان يجمع حوله القبائل دون النظر للفصائل بحق كان الاقدمون اكثر حكمة و اكثر مقدرة على لحم اطراف السودان بعضها البعض .
كنت أتوقع أن تكون مخاوف استاذ مكى حول إسكات اللغات و طمس الثقافات السودانية دهرا و قهرا وما يترتب على ذلك من إحتقانات و إضطرابات . كنت أريده أن يدعوا الذين خدعونا و قهرونا إذ قالوا أننا امة صماء نسخا واحدا و فرضوا علينا لغة واحدة ، إن التنوع فينا وهو ثراء عظيم قهروه حتى أصبحت الامة دكتاتورا ، يطرزنا على نسق واحد غير زاه ، فصرنا نستوثق من لبس الجلابية فى الغابات الإستوائية وأصقاع الجليد ، فلا "سوباجو" ولا "كرنقو" و غيرهم يملكون خيارا فى لسان أو أذن ، فإن سعوا إلى الرقص الكنغولى أو المسلسل السنغالى أو نغمات على فركا تورى أو مريم ماكيبا أو الفا بلوندى أو وردى بالمحسية - و ما اروعه بها - إلا وصموا بالعنصرية . الحال عندنا كل من أراد غير ما هو كائن مهدد بأن يفقد الكينونة و الوجود . و بهذا يمكن للوطن ان يضيع من بين ايدينا و لهذا علينا جمعيا ان نعمل على تخطى الماضى و جراحاته و نسعى لبناء المستقبل ، فلنعترف بأننا مسلمون و غير مسلمين ، عرب و أفارقة ، شعوب و قبائل ، فسيفساء أزهى من قميص قرنق الافريقى . يجب أن تكسر الحواجز بيننا . فلنتسامح إن كانت هناك تجاوزات . إذ أنه بعد أن شب طوق الهامش – كما يحلو للبعض- ليس هناك مجال سوى إستقباله كنظير و البحث عن وسائل للتعايش المشترك ، اهم قواعد هذا التعايش المنشود هو الانتقال النوعى لطبيعة الشرعية التى يستند عليها قيام الدولة منذ الاستقلال .
علينا ان نستبدل شرعية الحقيقة المطلقة التى مورست حكومات و معارضة و ما صاحبها من عنف و اقصاء جراء تجسيد الحقيقة فى الانا دون الاخر . علينا استبدال تلك بشرعية الحقيقة التعاقدية المرتكزة على مبدأ الوفاق النسبى التعددى و القائمة على التوسيع المستمر لدائرة المساهمة فى العمل السياسى و مؤسسية الهيئات و التنظيمات و قبول مبدأ السلطات المضادة و التناوب السلمى على السلطة . اذا اقترن ذلك بالحكم الراشد و العدالة و اسراع وتيرة العمل التنموى ، بكل هذا يمكن لنا ان نبنى وطنا نضاهى به الامم . التحية لاستاذى مكى و له العتبى حتى يرضى ، وتعظيم سلام سودان .
احمد حامد صالح بماكو - مالى تلفون 002236372587 [email protected]
|
وبانتظار المزيد,شكرا لك كثيرا.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... (Re: Adrob abubakr)
|
ابوبكر ادروب
شكرا للمرور
بناديها
شكرا لمرورك و راجعه لك.
سيف جبريل
شفت الشوبير ديه كيف:Quote: وبعدين يا تراجى انت ما قالو اصلك تركية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فقط للتحية.
|
ما قلنا نشوف الكمونيه البقت اسمها سودان دي ماشه لوين,بس اعتقادي انه الكمونيه من احلى اطباقنا
ونظل احلى الشعوب بكل جنونا وصراعاتنا ومكابرتنا وكسلنا وكل الصحيح و الاكاذيب حولنا,لاننا سودانين وكفى.
تقديري واعزازي لك.
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... (Re: Tragie Mustafa)
|
ولازالت مزيد من الاقلام ترد على د.حسن مكي
والله يا ناس المشروع الحضاري باين زمانكم فات وغنايكم مات في السودان:
Quote: بروفسور حسن مكى بين احادية التنظير وتغيييب العقل والتفكير
فى محاولة للتضليل الترميزى واعادة انتاج الازمة السودانية
أمين زكريا اسماعيل/ واشنطون الموافق 28/5/2006م.
كتب البروفسور حسن مكى مقلا فى صحيفة سودانيزاونلاين الصادرة بتاريخ 21 مايو 2006م بعنوان( القومية السودانية وعصبيات الهامش والشحن العرقى).
المقالة عبرت عن قصور ذاتى مبنى على خطاب اسلاموعروبى احادى كمحاولة تنظيرية غير واقعية مغيبة عن قصد للعقل والتفكير مع سابق اصرار وترصد لتكرار واستمرار الاخطاء التاريخية الانانية التى قادت الى تازيم قضية الهوية السودانية، وذلك بتفصيله جلابية بمقاسه محاولا الباسها على كل الشعب السودانى رجالا ونساءا متجاهلا كل تنوعاته.
المقالة حوت فى داخلها العديد من التناقضات والتضليلات الترميزية ومقارنات غير واقعية وقراءات غير صحيحة لا ثقافيا ولا اجتماعيا ولا انثروبولوجيا ولا اقتصاديا او سياسيا ولا حتى تاريخيا، وهى متناقضة تماما مع معطيات الحياة السودانية العامة، وهو ما يفقدة العلمية ويضعة فى مصاف الاحكام القيمية المسبقة واللا اضافات للفكر الانسانى الموضوعى المتجدد، وهذا يشير الى ان الدكتور مكى مؤدلج فى قالب فكرى جامد حاول عبره ان يستشهد بحلات تاريخية ووقائع اجتماعية وجغراقية لا تنطبق على واقع الحياة السودانية لا فكرا ولا مضمونا ولا تاريخا، محولا اعطاء مسحات استعطافية سطحية مستغلا الدين، وهو ما يؤكد خوائه الفكرى بتنوع السودان جغرافيا ومناخيا واجتماعيا واقتصاديا وتاريخيا، فبلد كالسودان به اكثر من 700 مجموعة اثنية يتحدثون أكثر من 100 لغة ويدينون بدينات متعدده ويسكنون فى بيئات مختلفة لا يمكن تناول قضاياه فى اطار فكرى احادى معتمد على خطابا دينيا او لغويا او اثنيا ...الخ.
لذلك فان المحاولة اليائسة التى ذهب اليها الدكتور مكى هى استمرارية لاعادة انتاج الازمة الفكرية للهوية السودانية واستمرارية الحرب، لانها ارتبطت بتجميد الفكر والعقل الانسانى، بل واعادة انتاجه فى قالب اسلاموعروبى احادى.
وبوقفة تحليلية لمقال الدكتور حسن مكى فلا بد من الاشارة الى الاتى:-
أولا: عنوان المقال:
(( القومية السودانية وعصبيات الهامش والشحن العرقى والجهوى)).
يقول المثل السودانى( الجواب يكفيك عنوانه) ويبدو ان البروفسور قد تشابة علية البقر فى الخلط الفكرى والعلمى الواقعى فى مصطلحات ومفاهيم كالقومية والعصبية والهامش والعرقية والجهوية فى وضعها فى كوم خم فكرى واحد غير متناسق، بداها فى مقاله بتساؤلات وتعجبات ( ماذا نعنى بالقومية السودانية؟ وهل هنالك قومية سودانية؟! أم ان ذلك مجرد مصطلح مصطنع لكنه فارغ المضمون؟! ما هى الخصائص الروحية والنفسية والاجتماعية المشتركة بين الجامعة السودانية؟!)
عبارات تترآى للقارئ السطحى بان هنالك محاولات جادة من باحث متعمق لنشل السودان من تجارب تكرار الفشل فى تحليل أزمة الهوية السودانية ووضع الحلول المناسبة لها من خلال قراءة الواقع الموضوعى المعاش، ولكن بكل اسف هى محاولة اسفافية استخدم فيها مفردات علمية فى غير موقعها الصحيح واستغل فيها الدرجة الوظيفية والعلمية فى تغييب عقل القارئ البسيط، وهو ما كشفه المقال السطحى الذى لم يجب على تساؤلاته الا فى اطار احادى اسلاموعروبى متجاهلا عن قصد جوهر المشكل السودانى الاكبر المتمثل فى الصراع الثقافى رغم تأثير العوامل الاخرى بدرجات مختلفة سواء كانت سياسية او اقتصادية او مناخيا او جغرافية...الخ.
ثانيا: أمريكا كنموذج:
البروفسور بدأ مقالة بالاستشهاد بامريكا التىصاغت عقدها الاجتماعى مع ثورتها فى عام 1765م، واصفا اياها بسيدة العالم اليوم باعتبارها تتحدث عن الشخصية الامريكية والحضارة والعولمة، فى محاولة غير موفقة لمقارنة وضع السودان الذى مر بحضارة كرمة ونبته ومروى والمقرة وعلوة والفونج ودارفور، فرغم اشارته بان تأخر مكونات السودان كان لاسباب حددها بانه جغرافية او مناخية مما اعاق تكوين الشخصية السودانية، الا ان استاذ التاريخ لم يتمعق حتى فى قراءاته التاريخية والاجتماعية و الاقتصادي والسياسية والعسكرية الحربية التى جعلت من امريكا دولة قيادية عالمية، وبكل بساطة ان اسباب عظمة امريكا هى انها لم تختذل نماءها وتطورها واقعيا فى عامل واح بل استفادت من التنوع لتجعل منه قوة حقيقية، وترجمت ذلك عمليا فى شكل قوانين ودساتير ومؤسسات لا يمكن للعرق او الدين او اللون او اللغة ...الخ ان يقف عاجزا تمييزا فى ثراء تنوعها فى كل مستوياته واكسبها قوة. هذه المرحلة لم تصل اليها امريكا بالصدفة او التراضى التلقائى او السكوت الجماعى ولا عن طريق الاستعلاء او الاستقطاب الثقافى او الاسكات القهرى، بل انها وصلت الى ما علية الان بعد ان تم اقتتال طويل بين البيض انفسهم اى بين داعاة التغيير واصحاب نظرية الكنكشة محاربى التغيير، ودام هذا الصراع مئات السنين، حيث اعترف واقتنع اصحاب نظرية القصور الذاتى بدواعى التحرير الفكرى والعقلى والانسانى بصورة عامة مع تهيئة ظروف متكافئة للمنافسة وغيرها من اشياء اخرى ساهمت فى عظمة امريكا.
لذلك فان المقارنة التى ابتدر بها الدكتور مكى مقاله عن عظمة وريادة امريكا لم يعطها حقها وهو عكس ما يهدف اليه تماما وكانه اراد ان يقول يجب ان لا نستفيد من تجارب الشعوب الاخرى لكى نظل متحاربين ومؤزمين لانفسنا وقضايانا وذلك باختذاله الشخصية السودانية فى اطار اعادة انتاج الناس فى قالب اسلاموعروبى.
فالمقارنة تضليلية لعدم وجود اوجه شبه ولا يستقيم الظل والعود اعوج، وتلك الرؤية الاحادية التى ذهب اليها الدكتور مكى هى متلازمة حقيقية لتفقيم الازمة السودانية ومقارنة غير واقعية، وكأن الدكتور أراد ان يلبس الشعب السودانى حذاءا اصغر منه وبالمقلوب ويصر على انه يحل الازمة السودانية.
ثالثا: أعادة الانتاج ومفاقمة الازمة:
حدد البرفسور حسن مكى اكتساب الثقافة السودانية لحيويتها وتجددها فى خصوصيتها الاسلامية فقط حيث اشار بالنص( فى اطار هذه الخصوصية الاسلامية تتم ولادة العائلة بعقد الزواج وتقسم الثروة حسب مطلوبات الشريعة وتودع الحياة بصلاة الجنازة وطقوسها). وما ذهب اليه الدكتور يؤكد مدى اصرار كثير من النخب السياسية وما يسمونهم بالمفكرين على ادمان الفشل واستمرار الازمة من خلال الطرح المتعمد للاستلاب الفكرى وطمس حقيقية اصل التنوع والخصوصيات التى تشكل ثراءا ووحدة وقوة للشخصية السودانية وهويتها، وذاك التفكير والعقلية الانانية المحدودة هو نذير شؤم لاستمرار الحرب والاقتتال، ولذلك على الشعب السودانى ان يدرك خطورة ذالك.
فالبرفسور حسن مكى واحد من المفكرين محدودى التفكير الذين يقيمون واقع الحياة السودانية بعين واحدة اى من واقع حياته هو الشخصية فى اطار تعملاته اليومية، فهل طقوسه وممارساته اليومية تمارس كما هى فى كل السودان وعلى سبيل المثال هل تمارس فى جنوب السودان وجبال النوبه والنيل الازرق او حتى فى كل العاصمة الخرطوم؟ والسؤال هل حسن مكى لم يكن مدركا لذلك؟ فلا اعتقد ذلك الا ان كان مغيبا كليا او انه اراد تحريك عامل الدين لتأزيم قضية الهوية السودانية، وراد ان يحقق تفوق عرقى عروبى بصورة استعطافية غير واقعية ليضمن استمرارية مشروعة الحضارة الذى بدأ يتآكل من داخله ويهتز بعد ان اكلت ثورتهم ابيها بعد مذكرة العشرة الكرام والتى كان الدكتور مكى احد مهندسيها، فان اكلتم ابيكم فذاك شخص واحد ولكن لن يقف الشعب السودانى مكتوف الايدى امام رؤى غير موضوعية، فالشعب السودانى ليس لديه قصورا اوبنوكا فى خارج السودان ليهاجر اليها ان حدث الاقتتال فلذلك من حقه ان يتعايش بعداله ليحقق بلد مثالى فى تنوعه وقوى فى وحدة.
وكان الاحرى ان يشير منظر التاريخ المكتبى ان حضارة بلاد النوبة المسيحية استمرت حوالى الف سنه وان كانت هنالك تمسكا بالدين وغيره فان الصراع ايضا سيتمر، لذلك فان السودان يتنوعه تشكل لتكون الثقافة الاسلامية او الاسلاموعربية جزء من مكون داخلى للشخصية السودانية وليست عامل حتمى فى تشكيلها وكل الحتميين التاريخيين اصيبوا بخيبة امل وذهبوا الى مذبلة التاريخ لان محاولة طمس هوية الاخر يعنى المقاومة واستمرار الحروب.
رابعا: الفهم السطحى لمفهوم التهميش:
فى عنوان جانبى تساءل الدكتور مكى( هل عصبيات الهامش مؤهلة لقيادة النهضة السودانية؟) ذاكرا بالنص( ان ذلك ستوقف على قدرة هذه العصبيات على ادراك واستيعاب ماهو مشترك بين اهل السودان، فبدون النيل المائى لن يكون هنالك كبير جدوى لقدر كبير من التراب السودانى ...الخ). وهذا بالطبع يناقض بدرجة كبيرة المنطلقات الفكرية الاحادية التى بنى عليها منظر التاريخ الشخصية السودانية، فذاك النيل الذى يتحدث عن اين منابعه وروافده والاراضى التى يمر بها قبل ان يكون نهرا؟ وهل هو نهرا سودانيا ام دينيا ام أثنيا؟
لذلك على الدكتور ان يراجع معلوماته عن العصبية وذلك بالرجوع الى مقدمة بن خلدون حتى يصحح فقره الفكرى والعلمى فى استخدام المصطلحات والمفاهيم فى موقعها العلمى الصحصيح وسيجد حينها ان مفهوم العصبية ينطبق فيه وفى طرحه قبل غيرة.
وان الهامش الذى وصفه بالهامش السياسى لهو تحليل ناقص، وحتى فى اطار رؤيته الناقصة هذه (فالهامش السياسى) غير مرتبط بعرق او دين اوثقافة او لون، ولكنه مرتبط بدرجة تحقيق العدالة فى مستوياتها المختلفة.
فللهامش دوائر كبيرة وصغيرة تتباعد وتتقارب علاقاتها بالمركز، والمركز قد يكون شخصا او جماعة او جهازا للدولة، لذلك فان مستويات التهميش كثيرة ومعقدة وتتفاوت فى درجاتها، فالتهميش قد يكون على اساس النوع( ذكر/ أنثى) او على اساس الفكر اواللغة او الدين اوالتهميش التربوى او الاعلامى او الثقافى او الاقتصادى او الجغرافى او السياسى ...الخ. وتنعكس مستويات التهميش فى الافعال والاقوال والممارسات اليومية سواء على مستوى الدولة او الجماعات او الافراد او النخب او حتى على مستوى الاثنية الواحدة.
لذلك فان دعاة التفوق الاحادى المزيف بالمركز حينما تتضارب مصالهم وتضيق الدائرة يصفون عرب الجزيرة بالعروب او عرب القش او الطقش استصغارا والبقارة والاباله ينسبونهم للحيوان استحقارا، وعندما يتفوق عليهم الحلبى باللون ان كان غير مسلما يصفونه بالنصرانى او الكافر تقليلا وان كان مسلم يصفونه بالحلبى او الحمريطى او حلبسه وينعتون ريحتهم بالنحاس ونافخى الكير وكذلك لا ينجو العربجى والماعو قزاز ومجلد العناقريب، و حينما يصف الدنقلاوى بحلايب التيس فهو استغباءا والنوبى فى الشمال بالبربرى حربا للغة وثقافتهم والنوبة والجنوبيين بالعبيد والخدم قهرا واستعلاءا والغرابة ببياع الترمس والكبكبى والغسال والمكوجى وكذا الكردافه بدعاية الجوع والعطش والبجة والهدندوة بادروب استخفافا، والفلاته بانهم مخلوقون من وراء الضبان(الذباب) استنكارا لوجودهم الانسانى، واولاد المنشية والرياض ونمرة2 مقارنة وغيرها ببقية الاحياء الفقيرة الاخر ، تاتى كلها فى اطار الاستعلاء والتهميش والتفوق الهلامى فى درجاته المختلفة، ويتم التصالح مع المهمشين فى الوقت والظروف التى تتطلب الحاجة لاستغلالهم سواء كان دينيا او عرقا اوغيره.
لذلك فان المعالجات الاساسية للتهميش لا تكمن من الخوف منه او تعويج استخدامه كمصطلح وفهم بقدر الاعتراف به( الاعتراف هو احد اسرار عظمة امريكا التى لم يشر اليها البروفسور)، ويبدأ الاعتراف بالتهميش من المنزل وصولا للابعاد الاخرى بل والعمل على ازالته فى اطار التنوعات المعروفة وليس فى ظل الاحادية، وهذا هو الحل الفكرى السياسى الذى يقود الى توحد السودان تلقائيا.
ولكى يتم ذلك فلا بد من تغيير العقليات الاحادية وعزلها وذلك من خلال ذيادة وعى الناس ووضع قوانيين ودساتير يتفق عليها تشكل العقد الاجتماعى الذى اشار اليه البروفسور بفهم غير متعمق حتى يجد الجميع انفسهم، وهو ما يجنب استخدام العنف والقتال الذى جوزه البروفسور فى اطار تناقضاته الاحادية وكانه اراد ان يقول حلال على بلابل الدوح وحرام على سائر الطير من كل نوح. وحتى تضيق دوائر التهميش وتختفى فعلى النخب السياسية ان تتفوق على انفسها وعلى انانيتها وتقدم تجربه فريدة وسودان جديد يستوعب تنوعه وهذا يتطلب تقديم تنازلات كبيرة.
خامسا: قمة التضليل الترميزى:
فى عنوان جانبى بعنوان( سلام الجنوب وسلام دارفور والقومية السودانية) نلاحظ ان البروفسور مازال مصرا على الا يضع المسميات الصحيحة فى مكانها، فليس هنالك ما يسمى بسلام الجنوب بل اتفاقية وقعت وسميت اتفاقية السلام الشامل ( ويطلق عليها اتفاقية نيفاشا نسبة للمكان الذى وقعت فية بكينيا) وسميت بهذ الاسم رغم انها ابرمت بين الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان وحكومة المؤتمر الوطنى، ورغم الانتقادات التى وجهت لها الا انها اوقفت الحرب التى راح ضحيتها الملايين من الاحياء والاموات وعالجت فى اطارها النظرى قضايا اساسية فى السودان عامة ان نفذت بصورة صحيحة فنها ستقود الى تشكيل الهوية السودانية الصحيحة، وخصوصية الاتفاقية انها أعترفت وخاطبت مشاكل حيوية اجتماعية وثافية واقتصادية وسياسية وعسكرية فى جنوب السودان وجبال النوبة/ جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وأبيى، بل كانت سببا فى اتاحت الفرصة لاتفاقيات اخرى ووضعت دستورا انتقاليا اعطى كل ولايات السودان بلا استثناء حقوقا دستورية و48 سلطة حصرية ومدخلا لتحولات ديمقراطية حقيقية تصون وحدة السودان وحقوق الانسان وتحقق العدالة فى اشكالها المختلفة فى كل ربوع السودان، وكذلك الاتفاق الذى وقع مع حركة تحرير السودان ( جناح منى اركو مناوى) والذى يطلق عليه اتفاق ابوجا ورغم نواقصة والتعنت المقصود فى تطبيق نيفاشا، نجد ان استدلال البوفسور حسن مكى بالاتفاقيتين بالشكل الذى اشار اليه فى مقاله اما ناتج جهله بمحتويتهما وخاصة نيفاشا، أو تضليلا ترميزيا باستخدامة كلمة خير اراد بها باطل، فالاتفاق وبنوده متناقضة تماما مع ما ذهب الية حسن مكى فى احادية وقصوره الذاتى لمعالجة مشكلة الشخصية والهوية السودانية بفهم استعلائى واستقصائى.
فالجبهة الاسلامية التى يتنمى اليها دكتور مكى لم توقع ذاك الاتقاف الا بعد ان فشلت فى حل المشكلة السودانية عن طريق الدين والقبلية وذلك باعلانها الجهاد فى جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الازرق وابيى واستخدامها للقبلية فى دارفور والوانا اخرى فى شرق السودان وقضية النوبيين والمناصر فى الشمال ورغم ان كل الاتفاقيات اعترفت بالاخطاء الا ان البرفسور اراد ان يطبق المثل السودانى المعروف ضربنى وبكى وسبقنى اشتكى وكذلك الفيك بدر بيه.
فالثقافة السودانية المتنوعة وحرية حركتها وابداعاتها التلقائية من الاشياء الجميلة وهى فى ظل ابتعادها عن جهاز الدولة والمنظريين محدودى التفكير لها طعمها الخاص سواء كان ذلك فنا او فلكلورا او تصوفا او ممارسة حياة يوما هو نابع من الوعى الشعبى البيسط بالحريات، وهو الرصيد الحقيقى لتشكيل الهوية السودانية ومهما كانت رؤية مطبلى السلطات فان الايام والسنيين ستجعل من السودان افضل بلد للتعايش السلمى المبنى على العدالة الحقيقية.
سادسا: كيف تتلاشى ثقافة الكراهية:
ختم البرفسور حسن مكى مقالة بعنوان جانبى( تلاتشى ثقافة الكراهية) ذاكرا انها ستتلاشى( مع انسياب العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة وسيقبل السودان الجديد على الحرف القرانى واللغة كاداة توحيد وصمام امان للمستقبل الذاتى والمصير الجمعى..الخ). هذه الخاتمة تجعلك تحزن حزنا عميقا لشخص مصر على الا يخرج من الاطر الحادية بادعاءات تؤكد ان هذا السودان هو وليد اليوم لكى يتشكل كالطين على يد منظر يحلله من داخل مكتبه كانه لم يكن فى السودان الذى عرفه الناس تاريخيا كواحد من اعظم الحضارات العالمية وكانما هويته وشخصيته لا تكون الا بطمس واستيعاب تنوعاته الاصلية، وهذا هو عكس ما جاءت به الديانات والاعراف التى اعترفت باختلاف الالوان والالسن باعتبارة رحمة وثراء، ولكن لحكمة يعلمها الله ذكر ( ان الاعراب أشد كفرا ونفاقا).
السؤال ليس كيف تتلاشى ثقافة الكراهية؟ ولكن من أوجد ثقافة الكراهية وكيف؟ فهل كوكو الموجود فى جبال النوبة الذى يمارس حياته وطقوسه بحرية كان يضطر الى حمل السلاح ان لم يلحقه حسن مكى فى مكانه ويعلن علية الجهاد والابادة العرقية، وهل دينج الذى يرعى بقره فى جنوب السدوان ويمارس رقصه وحياتة فى كافة اوجهها بحرية ان يحمل السلاح ان لم يمسه حسن مكى فى ثقافته وحياته وهل ادروب ان ترك فى حاله وفنجان جبنة بشماله يسوى الدنيا بحالو وكذلك ان لم نهمش الدارفورى والكرفانى والنوبى والمنصورى ونمس حضارتهم وثقافتهم، وكيف لنا ان نصنع سودانا ان لم نترك الراعى بحريته والمزارع بحرية ليحققوا مصالحهم فى حياتهم اليومية المعيشية التى تتطلب تعاونا تلقائيا وتعايشا سلميا بينهما لماذا تتدخل الدولة دائما لاستغلال احدهما اوكليهما لتحقق اهداف انانية. كيف تتلاشى ثقافة الكراهية وحسن مكى يصور السودان انه هو حياته الشخصية بين المكتب والعقد والسماية والمقابر، كيف تزال الكراهية والبرفسور يريد تغيير لغة ودين وثقافة الاخرين التى اعتز بها الخالق نفسه, كيف تزال تلك الثقافة وقد احتل جهاز الدولة مكان الخالق فى توزيع الارزاق فيغنى ما اراد اغنائه ويفقر من يريد افقاره والاخطر من ذلك يقتل من يريد اقصائه.
فشعب السودان يجب ان يعى ان هنالك كثيريين خطريين على تطوره ويجب ان يعملوا جادين لعزلهم، فالسودان سيبنى شخصيته وحضارته وهويته بصورة تلقائية ان وعى الجميع ثراءه تنوعه وتعاملنا معها فى اتجاهها الصحيح وفى ذلك فاننا غير محتاجين ان نرجع الى نظريات صراع الحضارات لصمويل همتنكتون اونظريات الصراع لالفن قولدنر او امتاى اتزيونى ولا غيرهم بقدر ما نحتاج اعطاء هذه الثقافات المتنوعة تعريفا موضوعيا مبدئيا لالتقائها من خلال اتاحة فرصا متكافئة وحرية لتطرح نفسها تعليميا واعلاميا واقتصاديا وسياسيا وحينها فانها ستجيب على التعريف الدقيق للهوية والشخصية السودانية بمكوناتها هى وحينها سيدرك الجميع ان فى التنوع قوة وسيكون السودان واحد من اععظم البلدان بعد ان يترجم ذلك فى شكل قوانيين ودساتير تشكل العقد الاجتماعى الحقيفى وتنعكس فى واقع حياة الناس اليومى من خلال مؤسساتهم التى يتفقون عليها.
أمين زكريا اسماعيل
باحث واخصائى اجتماعى وانثروبولوجى
محاضر جامعى سابق
© Copyright by SudaneseOnline.com
|
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هويتنا مره آخرى ما بين د.حسن مكي وعبد الغني بريش وطالب حمدان تيه.... (Re: Tragie Mustafa)
|
ويتواصل عطاء ابناء النوبه في موضوع الهويه
وهنا تجدون مشاركة آخرى بقلم الدكتور/ تية كمارا كوبى:
Quote:
حسن مكى .... عصفورٌ ساقطٌ وأخلاقٌ هابطة (1 من 5)
بقلم الدكتور/ تية كمارا كوبى
[email protected]
رد على مقال حسن مكي: القومية السودانية وعصبيات الهامش والشحن العرقي والجهوي.
مقال حسن مكى المنشور فى جريدة الرأى العام الإلكترونية بتاريخ 21 مايو 2006م، يحتاج لتشريح تفصيلى دقيق لتفنيد مهاتراته وهفواته التى لا تسوى المداد الذى كُتِبْت بها. فى إعتراضنا لذلك العرض المخزى والمتهور، إتخذنا نهج الرد على كل جملة أو كلمة – إن إستدعى الأمر - وذلك للخلل والفوضى الفكرية فى المقال. وبما أن تعليقنا يعنى بإدحاض خزعبلات حسن مكى المريضة والمسرودة بضعفِ عقلٍ وسقوطِ خُلقٍ فقد نقلنا المقال بكامله فى أجزاءٍ حسبما جاء ردنا عليه. فى إعتراضنا على هيفات المقال كررنا جدالنا وما كنا لنفعل ذلك لولا صرخات حسن مكى المكرورة لذات الموضوع. فى بعض الأحيان أسهبنا كيلا يكون لحسن مكى أملاً وتأملاً فى الخروج من الشِباك التى نسجها حول نفسه.
ما كانت لنا النية البتة فى الرد أو التعليق لما للمقال مضيعة للوقت وطاقة - يجدر بنا إستخدامهما فيما ينفعنا وينفع غيرنا أو يوفر لهم من الزمن ما يفيد – عملاً بقوله تعالى ﴿إذا خاطبهم الجهلاء قالوا سلاماً﴾ (الفرقان 63/25)، إلا أننا إرتأينا أنه لحقٌ وواجبٌ علينا – فالحق يعلو ولا يُعلى عليه - الردُ على باطلِ الكلمِ وذرب اللسان وسوء الأدب من أدعياء العلم والمعرفة طمعاً فى الفلاح ﴿ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾ (آل عمران 3/104). فى الردِ، النذرُ بنهى النفس عن العصبية والهوى وخلع جلباب الهامش الذى ألبستنا إياه الجغرافيا السياسية "السودانية" عنها؛ وكما أفرغنا النفس اللوامة والأمارة بالسوء من الشحنات العرقية والجهوية لنقول الحقائق المجردة نقداً لحسن مكى حتى يفكَر فيما يكتب، ولماذا يكتبه وكيف يكتبه لعله يرجع إلى الصراط المستقيم بإتباع نشر "ثقافة" الوحدة بين السودانيين بغض النظر عن إنتماءاتهم. فإن رجع إلى الغى رجعنا لترويضه ليسلك طريق الحق حتى يتروض (Be used to it). الأسباب التى إستفزتنا دعتنا للرد كثيرة نذكر منها:
(1) الهجوم العنيف على العقل السودانى، الإنسان الافريقى وعقله وإتهامه بالخمول وفقدانه المقدرة على القيادة والريادة، وتنكره مساهمات الأفارقة فى إنشاء حضارات.
(2) التحايل والتضليل بإستعمال "مصطلحات" مبهمة كاللسان السودانى، الحرف القرآنى و"الثقافة الإسلامية" تارةً أُخرى محاولاً الإستنجاد بتحريك العاطفة الدينية والعرقية لبيع أفكاره المضللة المضطربة.
(3) الدعوة الباطلة الهِفة والمضللة التى وجهها حسن مكى لإستخدام الرمزية الدينية كخير أداة لفك ما وصفه ﺒ شِفْرة العقل السودانى، وإزدرائه الشديد والمكرور بالإنسان الافريقى عامة والهامش السودانى على وجه الخصوص.
تعليقات ثنائية القومية السودانية
إبتدر حسن مكى مقاله بمجموعة أسئلة مشروعة – بغض النظر عن عنوان المقال الذى يذرف قيحاً – تضمنت:
ماذا نعني بالقومية السودانية؟! وهل هناك قومية سودانية؟!
أم أن ذاك مجرد مصطلح مصطنع ولكنه فارغ من المضمون؟!
ماهي الخصائص الروحية والنفسية والاجتماعية المشتركة بين الجامعة السودانية؟!.
كادت الغبضة تقتلنى حينما وقعت عيناى – وأحسب كثيراً من السودانيين – على هذه الأسئلة أننا فى آخر المطاف وجدنا معناً وتعريفاً دقيقاً "للقومية السودانية" وخصائصها وأن القومية التى عشنا غيابها طيلة هذه السنين موجودة "هناك"، إلا أننا أُصبنا بخيبة الأمل فى المأمول لأن البروفيسور لم يفشل فقط فى الإدلاء بما يعرف من معانٍ "للقومية السودانية" كإجابة لسؤاله بل لم يفِ، ففاقد الشئ لا يعطيه وترك قلوبنا فارغة كقلب أمِ موسى! الذى يتفوه - كالعارف - بأسئلة عارية ثم لا يتبع سوأته هذه بإجابة أو غطاء فهو جاهل ناقص العلم والمعرفة وكذيب اللسان وأعوجه. لا نشك أن حسن مكى أستوفى وإحتل مكاناً علياً على قائمة هؤلاء "الجهال"؛ ذلك لأنه لم يعرَِف ولا يعرف ما يعنيه بالقومية السودانية أو معنى مصطلح القومية المطلقة (Absolute Nationalism). فالقومية، يا حسن مكى، بالمعنى الأعم والعريض ودون الخوض فى التاريخ والرؤى الفلسفية الأنثربولوجية والإجتماعية، تعنى الإنتماء والولاء المطلق بواسطة حزمة أقوام متباينة إثنياً، دينياً، ثقافياً لإقليم محدد أو دولة/سلطة ذات سيادة كاملة وقوانين نافذة تعبر عن المناشط الإنسانية (الثقافة بمعنها اللغوى والدينى، العادات والتقاليد) وخصائص المجموعات المكونة لذلك الإقليم أو تلك الدولة لتعكس إرادتهم ومصالحهم المشتركة لتحقيق إستقرار ونهضة تلك القومية.(1) دولة أو إقليم كالسودان ذاخرٌ بالتعدد "القومى" المتباين وغنى بمقومات القومية ولكن ينقص أهله الولاء المطلق له لأن ولاءات وإنتماءات بعض مكوناته متجهة إلى قِبلات أخرى. قوانين السودان نافذة ضد شريحة كبيرة من مواطنيه بحكم خصوصية ثقافتها – سنعرفها فيما بعد - ومكوناتها اللغوية والإعتقاد الدينى، العادات والتقاليد. ثُمَ، أن "القلة" الطاغية والمستحكمة فى القوانين النافذة تمردت على "الأغلبية" المستضعفة بالإستحواذ على كل شئ لا تشارك ولا تقبل حتى بمبدأ مشاركة المجموعات الأخرى لها أو السماح لها بممارسة حرياتها. الأستحواذ والطمع فى جمع المال وإكتنازه ثم الإستبداد كلها عوامل تهديد لإستقرار القومية السودانية التى يتظاهر حسن مكى بالحديث عنها.
قومية عربية أم القومية السودانية؟
القراءة المتأنية والحصيفة للمقال توحى - بما لا يدع مجالاً للشك - بتشكيك حسن مكى فى وجود القومية السودانية أصلاً كما يحمل ويوضح سؤاله الثانى فى طرحه العارى من الإجابة مما يعنى ضمناً أن القومية السودانية المعنية هى القومية "السودانية" الإسلامية العربية أو العكس. فإذا كان حسن مكى يعنى القومية العربية، فثمة أسئلة يجب الرد عليها وهى: ما هى فكرة القومية العربية؟ متى ولماذا نشأت وما هو الفِكْر الذى قامت عليه هذه القومية؟
قامت الفكرة لأول مرة فى سوريا العظمى بواسطة مفكرين سوريين وكان بطرس البستانى (مسيحى الديانة) الب الروحى لهذه الفكرة والتى أنشأ لها جريدة نفير سوريا (Nafir Suria) بعد الإضطرابات الإقطاعية التى وقعت فى جبل لبنان (Mount Lebanon) فى العام 1860م. (2) كان البستانى ينادى بفصل الدين عن السياسة ورفع شعار: حب أرض الأباء عقيدة (Love of the Fatherland is Faith). نحسب ونعتقد أن هذه هى أول محاولة يقوم بها شخص غير عربى وغير مسلم لمحاربة الإقطاعية الإسلامية العربية التى أرسى أعمدتها قادة الدولة الأموية العربية الإسلامية فى أرض غير عربية منذ القرن السابع بقيادة معاوية بن أبو سفيان (3). الذى اميل إليه وأرجحه وأظنه يقيناً أن بطرس مال إلى فكرة "القومية العربية" لكى يدرء عن نفسه الشبهة من أصحاب الإقطاع الإسلاموعروبيين، ولكيما يقرَب نفسه إليهم ويقى أهله شر الوسواس الخناس. تبع خطوات بطرس البستانى روابط سرية كجمعية بيروت السرية (Beirut Secret Society) فى عام 1875 فى كلٍ من دمشق، طرابلس (الشرق)، سيدون. كان أهم قادة حركة القومية العربية أمين الريحانى، قنسطنطين زريق، زكى الأرسوزى، أنطون سعده، ميشيل عفلق و ساتى الحصرى ومعظمهم مسيحيين مما يؤكد ميلنا أن منشأ هذه "القومية" عبارة عن غطاء المغلوبيين غير العرب وغير المسلمين فى بحثهم عن "شمسية" تقيهم مرارة الإستعلاء العرقى والدينى.
شهد العام 1913م ميلاد أول تجمهر لبعض المفكرين والسياسيين العرب فى باريس فى أول مؤتمر عربى، أصدروا فيه مشروع قرارت ضمنت: (i) المطالبة بالإصلاح العام فى المنطقة العربية (ii) حكم ذاتى أوسع تحت الإمبراطورية العثمانية (iii) عدم مطالبة المجنديين العرب فى جيش الإمبراطورية للخدمة فى أى منقطة خارج المنطقة العربية إلا فى حالات الحرب و (iv) إستخدام اللغة العربية بصورة اوسع فى التعليم. لم تر هذه التوصيات النور لأن غالبية العرب أعطت ولاءها للدين او المذهب أو العشيرة مما أدى لتنافس وتصادم طموحات الإمبراطورية العثمانية والمطامح العروبية. ولكن سرعان ما ظهر التعصب للعروبة ضد الأتراك العثمانيين عقب تصفية جمال باشا العثمانى لقادة الجمعيات السرية فى بيروت ودمشق فى 1915م و1916م.(4)
فمهما يكن من الأمر وإن كان حسن مكى لا يدرى ولا يكلف نفسه لينهل العلم، فقد بدأت خطوات العملية القومية العربية المترددة – خطوة للأمام وثلاثة خطوات للوراء – فى ما بين عام 1918م وعام 1919م بقيادة شريف مكة الحسين بن على بعد ما رفض العثمانيون تحقيق مطالبه للحصول على ملكية وراثية فى الحجاز (5) حينما شجعت بريطانيا الشريف الحسين بن على للقيام بثورة عربية ضد العثمانيين خلال الحرب العالمية الاولى ودخلت القوات الموالية لإبنه الشريف "فيصل بن عبدالله" دمشق فى العام 1918م، وبالتالى قامت أول محاولة فاشلة للوحدة العربية بتأسيس المملكة السورية تحت فيصل بن عبدالله. كذلك لعبت المعاهدة السرية (سيكس- بيكوتSykes-Picot Agreement) بين فرنسا وبريطانيا دوراً محورياً فى تقسيم المنطقة بينهما كقوى إستعمارية وبالتالى عجَلت بحركات المعارضة ضد الحكم البريطانى. إذن، "فكرة" القومية العربية التى يتبجح فى الحديث عنها ما هى إلا حركة فارغة المحتوى والأهداف وفكرة فطيرة لم ولن يتفق القائمون بأمرها.
كما إن فكرة القومية العربية قامت مستمدة جذوتها من فكرة القومية الألمانية القائمة على وجود قومية ثقافية أساسها اللغة العربية، وما أن إنتهت الحرب العالمية الأولى إلا لتبرز دعوات ودعاة إصلاحيون إسلاميون مثل محمد عبده وجمال الدين الافغانى اللذان ركَزا دعواتهما لقيام حكم عربى مستقل تحت مظلة الإمبراطورية العثمانية لآن "القومية العربية" كانت في نظرهم مفهوما تقسيميا أجنبيا وكل ما يمكن أن يعثر عليه من إشارات إلى العروبة في كتاباتهم كان مرتبطاً إرتباطاً شديداً بإحياء الإسلام والأمة الإسلامية وكما لم يخطر على بالهم أبدا تقديم قضية العروبة على قضية التضامن الإسلامي الأوسع.(6)
مهما يكن من مجادلات القوميون العرب فى تلك الفترة أو اليوم، فإن حال الإسلام آنذاك – وربما اليوم- والمذهبية والقبلية والعشائرية العربية المحلية تعد عوائق ضد مد هذه الفكرة (الحمد لله). ما زاد الطين بلاً وعمَق غرق القوميين العرب فى الوحل، مواقف كلٍ من الدكتور طه حسين وتوفيق الحكيم الداعية لأنتساب مصر إلى أوروبا (نسبة لتفوقها الفكرى والحضارى قبل دخول "العرب" إليها وموقعها الإستراتيجى فى افريقيا) بدلاً من جيرانها العرب "المتخلفين"؛ (7) إلا أن جمال عبدالناصر - المستعرب - لم يمهلهم طويلاً حيث وثب كالقط على الفأر وإستولى على الحكم القائم فى مصر آنذاك لينزلق إلى ميدان القومية العربية من باب معاداته "للإستعمار" وكل ما هو غير عربى. القومية العربية بمفهومها هذا أتخذت اللغة العربية أساساً و"الدين الإسلامى" نهجاً لها منتهكة بذلك حقوق كل من يشاطرهم العيش فى نفس الأرض ولا يشاركونهم اللغة أو المعتقد. ومنها عانى أهل المشرق "العربى" (العراق، سوريا، لبنان، فلسطين إلخ....) وبها إنتهت أمم أفريقيا من المحيط إلى المحيط! القومية السودانية الحقيقية – أو كما يجب أن تكون- بريئة وبعيدة عن تلك التى يعنيها حسن مكى فى الخفاء أو العلن (القومية العربية).
فما قدمناه من تعريف للقومية المجردة وسرد مختصر للعروبة هو أبسط تعريف وسيرة توقعناهما من حسن مكى، مهرج –لا منظَِر - الإنقاذ الاول ولكن خواء والفراغ الذهنى لهذا الرجل حالا دون المحاولة لتعريف معنى القومية، أية قومية، سواء أكانت سودانية أو عربية وعدم وجع رؤوسنا بمصطلح أجوف. الخلاصة أنه لن ينصهر السودان ليصبح دولة ذات ثقافة جامعة لشعبه المتعدد الأعراق والديانات ما لم تتلاشى الحواجز الزجاجية التى بناها أهل المركز النافذ . وليهجر هذا المركز النظر إلى الأغيار بإستعلاء ودونية شديدين. فإن لم يغير حسن مكى وأمثاله مفهومهم للقومية السودانية التى يغطون بها حقيقة ما يؤمنون به فى دواخلهم فسيستمر السودان فى الدوران فى حلقة مفرغة كما سارت وتدور الدول العربية فيها الآن.
ويحك يا كرمة ...لن يدم غدر الاعداء
"إذا كانت أمريكا التي صاغت عقدها الاجتماعي مع الثورة الأمريكية في عام 1765م هي سيدة العالم اليوم وتتحدث عن الشخصية الأمريكية والحضارة العولمية، الا يجوز للسودان الذي انجب كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور، أن يقول أنه يملك شيئاً يسمي الذاتية السودانية والشخصية السودانية، وجماع ذلك القومية السودانية؟"
حسن مكى وحكومته التى تحدث ويتحدث بلسانها هما ألدَ أعداء أمريكا. فهما يحملان لأمريكا الحنق والحقد على ما أنجزه الشعب الأمريكى، وإنه من الإفلاس المعرفى وتخمة الجهل وعدم الموضوعية أن يأتى حسن مكى بأكذوبة مدح الشخصية الأمريكية و"الحضارة العولمية" التى كال لها وأفرغ فيها – إلى هذه اللحظة – كل غيظه، كمعيار لصياغة العقد الإجتماعى. الثورة الأمريكية ضد الإستعمار الإنجليزى قامت بعد 1113 سنة من غزو "العرب" للسودان – بعد سقوط مصر أولاً على أيديهم – تحت مسمى تبليغ رسالة دينية بينما هدف الغزو هو البحث عن المال والرجال، ( وليس من أجل الماء والكلأ أو الدين كما يظن أو يحلو لبعض الناس وما نتج من ذلك البحث من غنى فاحش. أجاد الدكتور طه حسين وصف الفراغ الذى تولد من الغنى الفاحش وإستجلاب العبيد إلى الحجاز والشام - فى عهد الخليفة عثمان بن عفان بواسطة بطانته الوالمة - بما أسماه "بالإستقراطية الفارغة التى لا تعمل شيئاً وإنما يعمل لها ما جلبت من الرقيق".(9) إذن، كان للإستيلاء على مصر وتأمير عمرو بن العاص عليها ثم عزله – لخوف الأمويين من مطامحه الخاصة ودهاؤه المعروف – وتعيين مكانه عبدالله بن سعد بن أبى سرح مطمعاً ومطمحاً عربياً أوعج قلوب أفارقة شمال السودان خاصة(10).
طيلة هذه الفترة – فترة ما بعد الغزو - وما تلاها من فترات، كرَس الغزاة كل جهدهم فى هدم ممالك كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور – كما نضيف مملكة تقلى التى غض حسن مكى طرفه عن ذكرها تهميشاً لها - وما شيَدته وما أقامته تلك الممالك من حضارات. فبدلاً من أن يغوص حسن مكى فى التاريخ القديم ليتعلم الماضى بكل إيجابياته وسلبياته، التى عكف العرب جهدهم لهدم كل ما هو قائم وتعتيم على ما تبقى من آثار الحضارات، أثر التحريف والإخفاء. قبل دخول العرب السودان كان شعوبه يعيشون فى أمن وسلام إلا من بعض الإضطرابات الداخلية المحلية ولم تحجبهم تلك المناوشات من التقدم والإزدهار فى بناء أقدم واخلد الحضارات الإنسانية إلخ...
نعود للحديث عن أمريكا الفتية ونذكَر حسن مكى أنه فى خلال 241 سنة (1765-2006) أصبحت أمريكا "سيدة العالم". هل سأل البروفيسور نفسه لماذا أنجزت الولايات المتحدة هذا العمل العملاق فى الزمن الخرافى ووصلت إلى قمة الحضارة العولمية؟ لا نخال أن حسن مكى لا يشغل "دماغه" بمثل هذه الاشياء وبالتأكيد لم يهتم القزم المنتفخ فى التفكير! ليعلم حسن مكى أن الإنجاز الذى تمَ لم يكن بالكلام الفارغ أو الإستقراطية الفارغة أوالتشبث بصغائر الأمور. نعم، وصلت أمريكا إلى القمة بالعمل الجاد لبناء مجدها مستغلة التعدد الإثنى والدينى، الحرية، العدالة إلخ.... أدبيات أهل الهامش التى يصفها حسن مكى بالعصبيات ثم كال السباب عليهم وعلى الإنسان الافريقى لا تخلو من المناداة "بأمة" سودانية موحدة ذات هدف واحد وخالد - بغض النظر عن تباين المكون الإنسانى فيه وبما يعتقد ذلك المكون. تهدف "عصبيات الهامش" إلى النهوض بالسودان وبإنسانه إلى الأمام. هذا ما ألمح له حسن مكى فى زمنه الضائع وطريقة أفكاره البليدة ولغته الركيكة (الا يجوز للسودان الذي انجب كرمة ونبتة ومروي والمقرة وعلوة وسلطنة الفونج ودارفور..).
مكونات السودان وما أدراك ماهية؟
"وإذا تأخرت بعض مكونات السودان لأسباب جغرافية أو مناخية، أن تكون جزءا من هذه المسيرة التاريخية، هل ينفي ذلك وجود هذه المسيرة؟"
أولاً من قال لحسن مكى أن أحداً منزعجاً ونادماً على تأخر "بعض مكونات" السودان؟ بالعكس "السودانيون" فى غاية السرور بحال مسيرتهم وسيرتهم التاريخية إلى ما قبل عام 652م – تحديداً بعد دخول جيوش عبد الله بن أبى سرح الغازية إلى شمال السودان - حيث بدأ صراعهم المستميت للمحافظة على هذه وتلك المسيرة. ثانياً نقول يقيناً إن حسن مكى يحاول أن يقول بأن "بعض مكونات السودان التى تأخَرت" هى الجموع العربية. وعلى هذا اليقين ايضاً نقول كان فى تأخَُر هذه المكونات خيراً ومناً من الله على السودان خصوصاً وعلى أفريقيا بصفة عامة. المسيرة التاريخية والمجد الذى حققه أهل السودان القديم وافريقيا القديمة ما كانت ستحقق لو لم تتأخر "المكونات" التى اشار إليها حسن مكى. فحال السودان المعاصر الآن، والذى أوصله إليه النهج الإسلاموعروبى، لشهادة على التراجع والتقهقر إلى عصور الظلام. ذلك لأن الخراب والتمزق الذى مرت به "المسيرة التاريخية" منذ 652م، أى خلال اﻟ 1352 سنة الماضية (562-2006)، لا تدعو إلى الحاجة لذلك التاريخ أو الإستهداء بتلك الفئة التى صنعت ذاك التاريخ أو من والاها. إن من المنطق البسيط، لو إستقدمت "بعض مكونات السودان" للمشاركة فى "المسيرة التاريخية" ساعة واحدة لما كان هنالك ما يسمى بالسودان القديم أو الحديث أو المعاصر. لأن "المكون السودانى المتأخر" لم يكن له شُغل ولا غرض إلا طمس كل ما هو "سودانى" أصيل. وفوق كل ذلك عمل ويعمل لإزدراء أهله. نحسب، إن كان حسن مكى يجهل، أنَ المستنيرين والغيوريين للسوداناوية هبوا للتجديد وإعادة التكوين فى "الاوعية" الصحيحة غير باغين فى سعيهم إقصاء أحد بما فى ذلك من تأخَر من "بعض مكونات السودان". فالتاريخ يروى أن أعظم حضارات العالم وجدت فى وادى النيل الخالد. ففى هذا الوادى "المقدس" إزدهرت ونمت هذه الحضارة فى غياب تام للمكون "الإسلاموعروبى" الذى لم يجلب إلا الدمار والركود بل جمود نهضة التاريخ السودانى. وما دام هذا "المكون" يحمل نفس وذات تفكير حسن مكى ومتربع بسخف وتهور والعصبية للعروبة والإسلام على رقاب أهل البلد وعلى مقاليد "الأمة" السودانية، فليس هناك أمل يرجى فى أن يفارق السودان السير نحو التخلف والفناء.
تأخر "المكونات" يا حسن مكى لأمر إلهى أراد به أن يعزل أهل أفريقيا عن أهل جزيرة العرب فى الزمان والمكان (Temporal and Spatial Isolation) لحكمة بعازل الأخدود العظيم الذى شق الارض الصماء شقاً وفتق بحراً مالحاً – البحر الأحمر – ولتقف الجبال الرواسية بين ضفتيه سداً منيعاً. لم يقف غضبُ الله على القوم الضآلين، بل جعل جزيرة العرب صحراء قاحلة جرداء عقاباً لهم، ثُمَ تبعهم فى أفريقيا بصحراء شماله التى تطاردهم أينما ما ذهبوا أو ينوون الذهاب إليه – نحن وراكم والزمن طويل. نظن دون حسرة أن مستعربى السودان من طينة حسن مكى لأكثر من غضب الله عليهم! أخرجهم من جزيرة العرب ليتيهوا فى الأرض سنيناً عدداً ثم رزق أهلها من ثمرات الخيرات من بترول وغيره لنراهم الآن مستميتين الانفس للحاق بدول الخليج . بالطبع لم يفكر أحدهم فى هذا الأمر. اليوم، منَ الله على السودان بالبترول فنرى موسم الهجرة إلى الجنوب؛ أو هجرة عكسية من الخليج صوب السودان مع نضوب موارد البترول هناك. هؤلاء المستعربون شأنهم شأن النمل كلما إشتم رائحة طعام خرج من حجره ليحمل ويدخر ما جادت به الارض! فنملة خرجت ونملة دخلت مما يسبب دوخة وهكذا دواليك!
إذن، لماذا الفصل بين العرب والافارقة فى المبتدأ؟ قد ينبرى متعصب مهين ليعلل بأن الله فضَل أهل الضفة الشرقية من البحر الأحمر على سكان الضفة الغربية منه بإصطفائه لرسل والأنبياء من نهاك. نرد، صحيح أن الله إختار من تلك البقعة أو الجهة أنبياءه ورسله ولكن ليس بسبب تفضيلهم على أحد – غير بنى إسرائيل الذين فضلهم الله على العالمين -، ولكن أرسل رسله لينذرهم بما عصوا ويشرع لهم من شرائع ليصلحوا لهم حياتهم بها وليدعوهم إلى عبادة الله الواحد نهياً عن شدة كفرهم وشركهم بالله والسيآت من الأفعال وظلمهم للناس ولأنفسهم. وما نزل فى العرب فى هذا لكثير. قال تعالى ﴿ لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين﴾ (الشعراء 26/84)، ﴿وهذا كتاب مصدقٌ لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا﴾ (الاحقاف 46/12) وقوله ﴿فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا﴾ (مريم 19/97). كان الإنذار والتنذير باللسان العربى الواضح للعرب لهذا كان الإختصاص "للعرب" – عربىٌ، عربياً وبلسانك أى لسان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام. أما أهل أفريقيا فهم أهل سلم وسلام وفى تواصل مع ربهم لم يدخل عليهم الإضطراب إلا بعد دخول الأديان عليهم بعنف مبشريها. هلا تمعَن حسن مكى فى هجرات بعض الأنبياء إلى أفريقيا؟ نذكر فى الكتاب إبراهيم، يوسف الذى حماه الله ومكَنه فى مِصر، وموسى وُلِد بمصر ثُمَ خاتم النبيين المصطفى (ص) هاجر إلى أفريقيا الشرقية (الحبشة) هرباً من أذية أهله العرب له ورفضهم للدين القويم. هل سأل حسن مكى وبحث لماذا لم يهاجر الرسول (ص) براً إلى أقرب منطقة عربية – قبل الهجرة إلى المدينة - بدلاً من المخاطرة بركوب أمواج البحر؟ بالطبع لم يكلف حسن مكى نفسه ولم يوجع دماغه بالتفكير. لا شك إذاً أن الرسول (ص) كان مأموراً بالهجرة إلى الحبشة من علام الغيوب الذى يعلم ما فى أفريقيا من خير البرية!
مهما يكن من الأمر، لا ريب فى نزاهة تلك الأديان لكونها كلام الله وشرعته، ولكن تربعَ "مهاجرى" السودان على دفة الحكم وتسلطهم على رقاب الناس، نسيانهم للدين ولله يرسل إشارات وتساؤلات عن ماهية دوافعهم الحقيقية.
نضيف فى الكتاب وفى النقد، على الرغم من خلافنا مع البروفيسور حسن مكى، أننا ندعوه لتوخى الحق والحقيقة والتفكير مليَاً فيما يكتب وعليه أن يخلع رداء النفاق وعدم التحدث بلسان الحكومة أو الإسلاموعروبة لأن الحكومات زائلة وكذلك الافراد. ليس هناك حساب وعقاب ضد اية حكومة يوم يُختمُ على الأفواه وتكلم الأيدى وتشهد الأرجل بما كسبت، فكلِ نفسٍ بما كسبت رهينة. فالتمادى فى غش الناس كل الوقت بتحريف الحقائق والتحدث بلغة الجهلاء والجُهال (الأطفال) وإطلاق أسئلة عارية كمن يخاطب الحجارة لإهانة للسائل ومذلة للمسؤول. فالحق يا حسن كلامٌ قديمٌ وخلاصُ المرء فإتبعه لأن فى المراجعة والرجوع إلى الحق خير وفضل بل أفضل من التمادى فى الباطل؛ فقول الحق فى مواطنه يُعظم الله به الأجر ويحسن به الذَِكر أو كما قال الرسول (ص): من كان يؤمن بالله فليقل خيراً أو ليصمت. وأن تُطلق الأسئلة عارية غير مكسوة بإجابات صحيحة أو تغلف بإجابات باطلة ومغرضة لأمرٍ نكيرٍ لا ينفع السودان ولا قوميته.
مصادر وإحالات:
1. منصور خالد. السودان. . السودان. اهوال الخرب..وطموحات السلام. قصة بلدين. دار تراث.
2. H. A. Faris. 1986, ed., Arab Nationalism and the Future of the Arab World.
3. طه حسين الفتنة الكبرى: عثمان ص 105.
4. 2. H. A. Faris. 1986, ed., Arab Nationalism and the Future of the Arab World.
5. عديد دويشا. القومية العربية في القرن العشين.. من الانتصار إلى الاندحار. 2006. عرض / كامبردج بوك ريفيوز.
6. المصدر نفسه.
7. عديد دويشا. القومية العربية في القرن العشين.. من الانتصار إلى الاندحار. 2006. عرض / كامبردج بوك ريفيوز.
8. طه حسين. الفتنة الكبرى: عثمان ص 304.
9. نفسه. ص. 105.
10. نفسه. ص 122.
|
لكن ما فعلا دكتور يا تيه كمارا كوبي....
يسلم قلمك...
اهل الهامش لن يسكتوا ابدا مرة آخرى لاهل المركز....
وسوداننا الجديد قادم لا محاله...
تراجي.
| |
|
|
|
|
|
|
|