|
|
 د. حسن الترابى زعيم حزب المؤتمر الشعبى : البشير مسؤول عن «فضيحتنا فى العالم»..والجماهير تخرج
|
د. حسن الترابى زعيم حزب المؤتمر الشعبى : البشير مسؤول عن «فضيحتنا فى العالم»..والجماهير تخرج لتأييده «مكرهة»
أجرى الحوار فى الخرطوم جمعة حمدالله ٢٧/ ٣/ ٢٠٠٩
تصوير - احمد المصري
الترابى أثناء حديثه لـ «المصرى اليوم»
أكد الدكتور حسن الترابى، زعيم حزب المؤتمر الشعبى السودانى، أن الرئيس السودانى عمر البشير «مسؤول عن الجرائم التى ارتكبت فى إقليم دارفور باعتباره رئيسًا للسودان».
وقال الترابى - فى حواره لـ «المصرى اليوم» - «أنا أدين الرئيس بشأن سياساته فى دارفور، والتى تسببت فى هذه الجرائم التى فضحتنا فى العالم أجمع، فهذه السياسات وراء اغتصاب المئات من نسائنا، والمغتصبون فى أعلى المناصب، كما أنها قتلت مئات الآلاف، وأخرجت الملايين من ديارهم».
وفيما يلى نص الحوار:
■ فى البداية ما الفارق بين تجربة اعتقالك الأخيرة وسابقتها..؟
- تم اعتقالى فى السابق بسبب مشكلة الجنوب، حيث كنا نريد استدراكها مبكرًا قبل أن تستفحل علينا ، ونضطر لمعالجتها بعد ضغوط تمارس علينا من الخارج، وظللت فى الاعتقال لمدة ٣٠ شهراً، وفى هذه الفترة قامت الحكومة بحل حزب المؤتمر الشعبى، والغريب فى الأمر أن الحكومة حلّت قضية الجنوب بالتوقيع «كُرهاً» على اتفاقية نيفاشا، وبعد ذلك جاءت أزمة دارفور، وطالبنا بضرورة حل هذه القضية قبل أن تستفحل، ويصبح ميؤساً من حلها، لكن تم سجنى بسبب هذه القضية، وبالرغم من أننا لم نقاتل الحكومة فى الإقليم، فإنها نسبت لنا الحركات المسلحة فى الإقليم حتى يكرهها الغرب.
■ هل كانت تجربة الاعتقال هذه المرة مختلفة..؟
- فى اعتقالى هذه المرة كانت المعاملة سيئة من جانب السلطات، وأثناء الاعتقال زارنى نائب مدير الأمن وهو من الحركة الشعبية، وبمجرد انتهاء هذه الزيارة قالوا لى أعد أمتعتك، وذهبوا بى إلى خارج الخرطوم فى بورسودان، وبما أننى لا أنتمى إلى أقليم سودانى معين، فمنذ أن كنت صغيرًا كنت أجول فى جميع أرجاء السودان مع والدى، وعندما كبرت جعلنى القدر أطوف سجون السودان، من «كسلا» إلى «بورسودان»، وأذكر أن السلطات الأمنية قامت بعزل المنطقة التى كنت معتقلاً بها فى السجن، وهذا أمر كان جديداً.
■ فى رأيك هل كان هناك هدف معين وراء هذا العزل..؟
- نعم .. كانوا يهدفون إلى إحداث قطيعة بينى وبين الآخرين، وأيضاً حتى يتعثر على أسرتى زيارتى.
■ بصراحة.. هل تعرضت للتعذيب داخل السجن..؟
- كلا لم يحدث ذلك، ولكن تم عزلى تماماً، فلم يلتق بى أى ضابط فى السجن، وكما ذكرت فإن نائب مدير الأمن الجنوبى هو الذى قام بالاتصال بمنزلى، واستغل سلطته فى ذلك.
■ هل معنى هذا أن الحركة الشعبية لعبت دوراً فى الإفراج عنك..؟
- هذا ممكن، لكن ليست لدى معلومات عن ذلك، والمعلومات التى لدى تشير إلى أن إحدى الدول تحدثت مع الحكومة فى شأنى.
■ هل هى دولة غربية..؟
- لا، فالدول الغربية استعملت اسمى، لأنها كانت تريد أن تكيل الاتهامات إلى النظام، لكنها دولة عربية تحملت تكاليف قضية دارفور، والغريب فى الأمر أن الحكومة السودانية تدعى أن خليل إبراهيم ، زعيم حركة العدل والمساواة، والذى تفاوضه الآن فى قطر هو الفرع العسكرى للترابى، ومعروف أنهم يقولون هذا حتى تأخذ الدول الغربية موقفاً سلبياً من خليل، بالقول إنه أصولى مثل الترابى وبن لادن، حتى لا يؤيده الغرب، لكن قطر استغربت هذا القول، متسائلة كيف يتم التفاوض مع الفرع العسكرى ويتم اعتقال الأصل؟١.
■ هل العفو عنك مرتبط بمساومة بين الحكومة السودانية وقطر..؟
- لا أعلم، ولكن ما سمعته هو أن المسؤولين القطريين قالوا لهم تعتقلون الأصل، وتفاوضون الآن ما تقولون إنه الفرع، وأنا أؤكد من جديد أنهم ليسوا بفرع منا، فكلنا كنا مجموعة واحدة، واختلفنا حول الحريات والرقابة واللامركزية فى السودان، وعندما خرجنا من الحكم خرجنا سياسة، ونحن نحتمل السجن وجبروت النظام المطلق علينا، لكن زعيم «العدل والمساواة» قال لاجدوى فى المفاوضة مع النظام السودانى، بدعوى أنه لا يقابل الحجة بحجة، وإنما يقابلها بـ«حربة».
■ هل تقصد بحديثك هذا أن خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة فى دارفور انشق عن النظام..؟
- نعم، فخليل لم ينشق علينا نحن فى المؤتمر الشعبى، بل انشق عن حزب المؤتمر الوطنى الذى يترأسه البشير، وعبد الواحد نور زعيم حركة تحرير السودان كان يساريا وانشق من قبل خليل.
■ بالعودة إلى سبب اعتقالك، هل كان بسبب مطالبتك البشير بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية..؟
- هذا كان تصريحًا لى فى الخارج، ولم أقله فى السودان، حيث لا يوجد لنا أى هامش هنا أن نقول رأينا فى الإعلام السودانى، فليس لدينا هذا الهامش من الحرية مثلما عندكم مثلاً فى مصر، وأعود إلى سؤالك فأنا عندما تحدثت لـ «بى. بى. سى» قلت إننى رجل قانون، وسياسياً أنا أدين الرئيس فى سياساته فى دارفور، والتى جرتنا إلى هذه الجرائم التى فضحتنا فى العالم أجمع، بأن نغتصب نساءنا بالمئات، والمغتصبون فى أعلى المناصب، ونقتلهم بمئات الآلاف، ونخرجهم من ديارهم بالملايين، والذى يرتكب كل ذلك يرقى ويصل الى أعلى المناصب، ولذلك فأنا أدين عمر البشير لأنه هو المسؤول.
ففى كل دول العالم يكون الرئيس مسؤولاً عمن يليه من مسؤولين، هذا من الناحية السياسية، ولكن قضائياً فأنا أتركه إلى القانون، وأنا بطبيعتى أحب العلاقات الدولية، والسودان بطبيعة تركيبته السكانية يتكون من قوميات متعددة وشعوب وألوان ومناطق وتاريخ مختلف، ولذلك نحن بطبيعتنا عالميون حيث هناك ٩ دول تجاورنا.
■ لماذا المحاكمة أمام «الجنائية الدولية» تحديداً..؟
- العلاقات القضائية الدولية أفضل لنا من العلاقات السياسية، فالسياسة فيها فيتو وبها ضغوط من القوى على الضعيف، وفيها الغنى والفقير، لكن القضاء لا يعرف الغنى من الفقير ولا يعرف القوى من الضعيف، فيقف فيه الناس سواسية امام القاضى ويعطون الفرصة للدفاع، ولذلك أنا أفضل القضاء، ولابد أن يذهب البشير إلى المحكمة لكى يفدى بلده.
■ لكن ما أتحدث عنه هو رأى القوى السياسية السودانية الأخرى..؟
- أنا التقيت قيادات من هذه القوى فذكروا لى أن موقفهم أكثر حدة من موقفى، لكنهم لا يحتملون السجون لأنهم كبار فى السن.
■ وماذا عن هذه التظاهرات الشعبية التى خرجت تأييدًا للبشير عقب صدور القرار مباشرة..؟
- الرئيس السودانى الأسبق جعفر النميرى سجننا قبل أن يسقط بأربعة أسابيع، قبل ذهابه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأقام الدنيا مظاهرات، ولكن بعد أسبوعين سقط نظامه، وخرجت نفس الجماهير التى تظاهرت لتأييده للتظاهر ضده، وأقصد من ذلك أنه فى موضوع البشير لم تخرج الجماهير طواعية، وعندما أفرجت عنى الحكومة من معتقلى فى «بور سودان» خرج أهل بورسودان إلىّ، بالرغم من أن الإفراج كان سريًا، ففى ذلك الوقت كانت أسرتى فى بورسودان، فاتصل بها الأمن ليبلغهم بأننى موجود فى المنزل بالخرطوم.
■ هل ترى أن حالة التعبئة التى يقوم بها النظام السودانى فى صالح الشعب..؟
- نحن عالة على الغرب، سواء مالياً، أو فى مجال الصحة أو الزراعة وغيرهنا، حتى المصالحات فيما بيننا لا نقوم بها بأنفسنا، وإنما يأتينا الخارج ليقوم بهذه المصالحة، سواء فى القاهرة أو فى أبوجا أو أسمرة أو الدوحة، فكل قضايانا الداخلية فى السودان تحل فى الخارج، فنحن منفتحون على العالم كله، وكما ذكرت السودان ليس لديه قومية منغلقة على ذاتها، خاصة أن أرجاءه منفتحة على ٩ دول تجاوره .
■ البعض يؤكد أن موقفك من قضية «الجنائية الدولية» هو تصفية حسابات مع الرئيس البشير..؟
- بالطبع لا.. وأقول لمن يروج لذلك أنا رجل قانون درست القانون الجنائى، وزرت كل السجون فى الولايات المتحدة، وزرت سجون السودان قبل أن أدخلها معتقلا، فأنا لا أصفى حسابات مع أحد.
■ لكن هناك مخاوف من انهيار الدولة فى السودان فى حال تسليم الرئيس البشير لمحاكمته أمام الجنائية الدولية..؟
- أى دولة التى ستنهار، فعندكم فى مصر مات الكثير من الرؤساء ، هل انهارت الدولة فى مصر؟ وعندنا مات زعماء أيضا هل انهار السودان؟ فديننا الإسلامى يُعلمنا أن محمدًا ليس إلا رسولاً ، فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، فهل انهار الإسلام عندما مات محمد عليه الصلاة والسلام، فالإسلام امتد وتعمق وبعدها حدثت له انهيارات فى مسيرته.
■ إذن أنت ترى أن كل ما يعانيه السودان هو نتاج لأخطاء ارتكبها النظام السودانى..؟
- هذه الأخطاء ارتكبتها الديكتاتورية، أنت إذا طغيت علىّ وأنا لا أملك القدرة على مقاومتك، فإن قلبى سيكون منفعلاً ومشتعلاً، وفى أقرب فرصة تسنح لى إما ضربتك أو فررت منك، فهذه هى طبيعة البشر، فدارفور ظلت تحت الضغط العسكرى، وبعدها انفجرت، يا أخى إذا ضغطت على حزب وألقيت أعضاءه فى السجون والمعتقلات ، فماذا تنتظر منه سوى المقاومه، بحيث لا يصبح له برنامج سوى القضاء عليك، لأن ذلك يعنى الحرية فقط، والمسؤول السياسى فى حزب البشير قال قبضنا على الترابى خوفًا من الجماهير حتى لا تسحقه، لأنها كلها مع الرئيس تسانده، والآن خرجت من السجن، وأخرج إلى المناسبات والجماهير تأتينى من كل أنحاء السودان .
■ هل لديك مخاوف أو مؤشرات تؤكد أن النظام السودانى قد يعقد لك محكمة عسكرية..؟
- لا ليست هناك أى مؤشرات على ذلك، أما بالنسبة للمخاوف، فأنا ليست لدى أى مخاوف من الموت، فأنا شخص كبرت فى السن ، وتملكنى المرض ، والأطباء قالوا لا يوجد أى أمل، فلذلك أنا لا أبالى بكل ذلك، فالحمدلله أسافر فى السودان وأتحدث إلى الناس وعقدت الكثير من المؤتمرات فى كل أنحاء السودان.
■ إذن ما تعليقك على حملة التشوية الكبيرة التى تواجهها من جانب الإعلام السودانى..؟
- الإعلام عندنا مسكين، فهو مجبر على القيام بذلك حتى لا تمنع عنه الدولة الإعلانات.
■ هل تعتقد أن هذا الهجوم لا يعبر عن موقف أصحاب الأقلام التى تهاجمك..؟
- نعم، فأنا ألتقى ببعض هؤلاء ويتحدثون معى، فكلهم مجبرون على ذلك، فصحفهم مجبرة.
■ هل تعتقد أن هناك شراكة حقيقية بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية..؟
- ليست هناك أى شراكة بينهما، فكما قلت لك فى البداية فهناك جنوبى فى جهاز الأمن لا يتم إبلاغه بأى شىء، وهذا ليس ائتلافاً، فهم يطلقون على النائب الأول للرئيس سيلفا كير اسم «الغائب الأول»، حيث يغيب عن كل شىء.
■ معنى هذا أن حزب المؤتمر الوطنى ينفرد بمقدرات الأمور فى السودان..؟
- حزب المؤتمر الوطنى، ليس حزباً، وإنما مجموعة من الأشخاص، فالنميرى كان عنده اتحاد اشتراكى وعندما سقط نظامه لم يبق فى هذا الاتحاد سوى خمسة أشخاص فقط، كلها فقاعة مصنوعة للسلطة، وإذا تطور السودان الآن لما فيه خير يكون أفضل لنا، ولكن إذا سقط واضطرب سيتمزق، وبالتالى جمعه سيكون مشكلة، فقد قمنا نحن السودانيين بثورتين من قبل ضد النظام العسكرى ، الأولى كانت ضد نظام عبود، والأخرى ضد النميرى.
■ لكن ثورة الإنقاذ كانت ثورة ضد الديمقراطية..؟
- ما تحدثت عنه ثورات شعبية، ولكن الإنقاذ ثورة عسكرية محضة، هذا انقلاب عسكرى فكل الانقلابات فى كل البلدان يطلق عليها ثورات.
■ لكنك أنت شاركت فى الإنقاذ ضد النظام الديمقراطى..؟
- هو لم يكن نظاماً ديمقراطياً.
■ إذا عاد بك الزمن للوراء هل كنت ستؤيد الإنقاذ..؟
- وقتها قد أقوم بثورة شعبية وليست عسكرية، فنحن لم نأت فى الإنقاذ حتى نعزل الصادق المهدى أو غيره ، وإنما من أجل انتخابات حرة مطلقة بعيدة عن الطائفية أو التمويل، وغيره.
المصدر
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=204445&IssueID=1357
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد العظيم احمد
Osama Mohammed
صديق الموج
ALMURADABI
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست