صابر العطا ... شاهد عيان على إختطاف طائرة الرئيس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2009, 02:03 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صابر العطا ... شاهد عيان على إختطاف طائرة الرئيس

    الدوحة :إختتم مؤتمر القمة العربي أعماله كالمعتاد ، وكالمعتاد تسربت تفاصيل البيان الختامي من واشنطن قبل أن تصدر من الدوحة.
    كان الرئيس النجم الإعلامي المؤتمر ولا شك ، فقد كانت لحظات مغادرته لمطار الخرطوم مفعمة بالمشاعر ، وحين أقلعت الطائرة الرئاسية وارتفعت في الأجواء واتجهت شرقا شعر الكثيرون في تلك اللحظات أنها ربما تكون الرحلة الأخيرة.
    فشلت جميع المناشدات في ثني الرئيس ، وفشلت كذلك جميع محاولات الدوحة في إرسال رسالة ضمنية من خلال عشرات الأسئلة السخيفة والمحرجة من قناة الجزيرة والتي وجه بعضها لسياسيين سودانيين وبعضها الآخر لسودانيين سآآآكت.
    في الجو رافقت الطائرة 4 مقاتلات تابعة لسلاح الجو السوداني ، وداخل الطائرة كان الرئيس يتبادل الأحاديث الضاحكة مع مرافقيه كعادته في مثل هذه الرحلات ، إلا أن عيون بعض المرافقين والمسئولين الأمنيين كانت تتابع بقلق وتحفز الطائرات الحربية السودانية وهي ترافق الطائرة الرئاسية من بعيد.
    لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها صابر العطا الرئيس في رحلاته داخل وخارج السودان ، فبصفته الصحفية طالما أسندت إليه صحيفته مهمة مرافقة الرئيس في مثل هذه الرحلات ، وفي أحيان أخرى كانت الدعوة تأتيه من ديوان الرئاسة لمرافقة الرئيس. هذه المرة لم يذق صابر طعم النوم قبل الرحلة ليوم كامل ، وتردد كثيرا قبل أن يحزم أمره ويقرر السفر مع الرئيس ، وهذه المرة أيضا كانت المرة الوحيدة التي أخفى فيها خبر سفره مع الرئيس عن زوجته آمال وإبنته الوحيدة عزة ، وتعلل لهم بمأمورية داخلية لتفسير سبب الغياب.
    في الصالة الرئاسية في مطار الخرطوم تمعن صابر كثيرا في الوجوه ، وكانت الضحكات قليلة هذه المرة وخافتة ومكتومة ، وكان هناك أيضا الكثير من الإتصالات عبر أجهزة الإتصالات من مختلف الأنواع والأحجام ، كلام هامس هنا وهناك وحركة دؤوبة وقلقة.
    نحن الآن فوق البحر الأحمر.
    وبينما صابر منهمك في تأملاته وهمومه قرر أن يفتح المصحف لقراءة القرآن الكريم عله يخرج قليلا من حالة القلق التي كانت تنتابه. ,اثناء إنهماكه في التلاوة سمع صوتا مألوفا يتحدث معه قائلا :
    - والله كويس ، الرحلة دي ياصابر خلتك تذكر ربنا ...
    رفع صابر رأسه ليجد الرئيس فوقه وهو يبتسم ، فشعر بالمفاجأة والحرج ، فقد كانت عادته دائما في مثل هذه الرحلات أن يحاول إقتناص الفرصة للإقتراب والتحدث مع الرئيس ، إلا هذه المرة .
    - العفو ياريس ، لكن ما عاوزين نتعبك ، شاعرين بيك أرهقت نفسك شديد في الفترة الفاتت.
    في الدوحة كانت الأجواء مفعمة بالترحاب من قبل أمير قطر ، وحين حانت لحظة الجلسة الإفتتاحية إتضح غياب العديد من الرؤساء والملوك العرب كالمعتاد.
    غاب معمر ليبيا لأنه غاضب من جميع العرب كعادته دائما ، وغاب عبد الله ملك الأردن لأنه غاضب من الدوحة بسبب برنامج هيكل في قناة الجزيرة عن فصول من تاريخ المملكة الهاشمية ، وغاب ملك المغرب لأنه غاضب من الجزائر بسبب البوليساريو ، وغاب قابوس سلطان مسقط لانه صار عازفا عن الحضور وإذا حضر فهو عازف عن الكلام أساسا ، وغاب كذلك الملك عبد الله الذي اكتفى على مايبدو بالقمة المصغرة في الرياض ، وغاب حسني مبارك لأنه علم أن عبد الله السعودية لن يحضر ، وغاب الجميع إحتجاجا على وجود الرئيس الإيراني أحمدي نجاد .
    كالمعتاد حضر رؤساء جزر القمر والصومال وجيبوتي ولبنان وسوريا وموريتانيا التي يبحث رئيسها عن شرعية ، والكويت والأمارات واليمن وتونس وعمرو موسى الذي يصر على حضور جميع القمم ولا أحد يدري لماذا هذا الإصرار!
    في الخرطوم نام الناس على أعصابهم بعد أن تابعوا جلسة الإفتتاح وتأكدوا فيها من وصول الرئيس للدوحة.
    - ياهو داك !!
    - عافي منك يا لجعلي ... عافي منك !!
    - بعد ده ... الله يستر !!
    *********
    غير بعيد من قاعة المؤتمرات حيث كان الرئيس يلقي خطاب السودان ، كانت قد اكتملت في غرفة العمليات الرئيسية بالقاعدة الأمريكية في قطر وبالتنسيق مع مركز القيادة في كاليفورنيا ومراكز القيادة والتصنت والعمليات الإلكترونية التابعة للموساد والاستخبارت البريطانية والفرنسية تفاصيل الخطة المحكمة التي استغرق وضعها سنوات قبل هذا التاريخ : خطة اختطاف طائرة رئيس دولة وهي في الأجواء الدولية ، ودون أن تعلن أية دولة مسئوليتها عن الأمر.
    هذه المرة ولأول مرة في تاريخ العمليات الإستخبارية ستتم عملية لا أب لها ولا أم ، تجنبا لعواقب ما قد يحدث من انفعالات في الخرطوم وربما إلقاء القبض على بعض السفراء الغربيين كرهائن ، أو إعتداءات على موظفي الأمم المتحدة .
    صحيح أن الحركة الشعبية ستتحرك لإجهاض التحركات المتوقعة متذرعة بالحكمة والتعقل في التعامل مع المجتمع الدولي ، ولكن لابد لكل الحسابات أن تكون دقيقة ولا تترك مجالا للخطأ.
    حانت لحظة الوداع من الدوحة ، وصدر البيان الختامي هزيلا باهتا ، وعبر الرؤساء والملوك العرب عن عميق قلقهم وإستنكارهم لقرار محكمة الجنايات الدولية وما قد يتسبب فيه من تعقيد لمشاكل السودان ودارفور ، ولم يفت على صابر العطا أن يلاحظ أن البيان لم يسجل تعاطفا أو دعما صريحا وواضحا للرئيس ، كما أن الرؤساء الذين زاروا الرئيس في مقر إقامته هم رؤساء جزر القمر وموريتانيا والصومال وجيبوتي لا غير.
    حانت لحظة الوداع ،وتخلف أمير قطر عن وداع الرئيس بسبب وعكة مفاجئة قيل أنها ألمت به وأناب عنه ولي العهد ووزير الخارجية ، وفي تلك اللحظات كان التأهب في السيلية وكاليفورنيا والعقول الجبارة في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا الإتصالات وبعض المهندسين الإلكترونيين من شركة البوينج والذين تمت الإستعانة بهم على أهبة الإستعدادات لتنفيذ خطة السيطرة الإلكترونية على الطائرة وإخراجها من سيطرة القبطان حالما تكمل صعودها للإرتفاع النهائي. كان كل شيئ قد حسب بدقة متناهية.
    - سيبدو كل شيئ طبيعيا جدا للطائرات الحربية القطرية والسعودية إذا ما فكروا في مرافقته ، وحتى إذا فعلوا ذلك فطائراتنا الأواكس في المنطقة جاهزة للتعامل مع الموقف.
    أقلعت الطائرة الرئاسية من الدوحة، ومعها طائرات حربية قطرية مرافقة ، وأقلع كذلك قلب صابر العطا ، وردد القبطان : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
    في الخرطوم كانت الأجواء متوترة ، وفي العديد من الخلاوي في أطراف العاصمة إنهمك الألآف من طلاب القرآن الكريم وهم يرددون ياسين وآيات التحصين ، وفي غرف مغلقة أكمل آخرون التجهيزات لاحتفالات النصر والشماتة .
    وانهمك صابر العطا في متابعة الإتصالات والهمهمات هنا وهناك داخل الطائرة.
    ********
    حانت لحظة الصفر ، وبدأ العد التنازلي متبادلا بين السيلية وكاليفورنيا : كاليفورنيا عشرة ، السيلية تسعة ، ثمانية ، سبعة ، ستة ، خمسة ، أربعة ، ثلاثة ، إثنان ، واحد ، صفر ، وفي لحظة إختفت الطائرات الحربية القطرية ، وفي نفس اللحظة إنقطعت إتصالات الطائرة الرئاسية بين برج المراقبة في مطار الدوحة وبرج المراقبة في مطار الخرطوم.
    وفي نفس اللحظة كان الشريط الأحمر يظهر على شاشة قناة الجزيرة :
    عاجل : إنقطاع الإتصال بطائرة الرئيس السوداني .
    في داخل الطائرة الرئاسية : أحكم فجأة إغلاق الباب بين قمرة القيادة وباقي الطائرة ، وصار الرئيس ومن معه من مرافقين في عزلة تامة ، وتعطلت جميع أجهزة الإتصالات ، وهنا في تلك اللحظات الصعبة وقف الرئيس وخاطب جميع من في الطائرة :
    - يا جماعة ... أثبتوا .. الجماعة ديل أصلهم عاوزني أنا ، وما عندنا غير حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل ..
    أخذ جميع من في الطائرة يهتفون بصورة حماسية : حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل ، هي لله ...هي لله ... لا للسلطة ولا للجاه ... لا لدنيا قد عملنا ... نحن للدين فداء ...
    أما صابر العطا فقد إنهمك في ترديد آيات من القرآن الكريم : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ..... وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ... وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون .... وجعلنا ....
    ********
    تلفزيون السودان ظل كعادته خارج الشبكة يواصل في برامجه المملة ، وفي مطار الخرطوم كانت الاستعدادات لإستقبال الطائرة الرئاسية قد اكتملت كأن شيئا لم يكن ، وأربع طائرات حربية تزرع الأجواء جيئة وذهابا بين الخرطوم وبورتسودان ، وفجأة يسمع صابر العطا صوتا فوقه يقول له :
    - صابر .. حكايتك شنو في الرحلة دي ، كلامك شوية .... ونومك كتير ومازي العادة ، أوعه يكون أوكامبو ده أزعجك ؟
    - ... والله بس إرهاق الرحلة ...
    - طيب صح النوم ... خلاص وصلنا.
    من الأسفل لاح النيل ، ثم كبري القوات المسلحة ، وبعد دقائق هبطت الطائرة في مطار الخرطوم ، وبعد لحظات هبط الرئيس ، وهو يسلم على النائب الأول مقهقا وهو يقول :
    - موش قلنا ليكم ... الزراعنا غير الله ... يجي يقلعنا !!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de