مفكرون ونقاد بدأوا حيواتهم واعدين تحولوا بفضل المؤتمرات والجوائز إلى منشدين يحيون ليالي من البه

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-21-2009, 04:28 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مفكرون ونقاد بدأوا حيواتهم واعدين تحولوا بفضل المؤتمرات والجوائز إلى منشدين يحيون ليالي من البه

    موت الخطيبي ومرض الكتابة
    عزت القمحاوي

    21/03/2009





    لم يعد في كتابة المراثي أي نبل، بل هي كانت كذلك دائما، خارجة من تراث المديح؛ فالشاعر يمدح السلطان الحي من أجل ماله، ويرثي السلطان الميت من أجل مال ابنه السلطان الجديد، ولو كانت الممالك القديمة جمهوريات (غير وراثية) لانقرض فن الرثاء في الشعر العربي.
    الآن يرثي الكتاب الأحياء ـ غالبا لصالح أنفسهم ـ الكتاب الذين لم يعودوا خطرين، لكن المفكر والمبدع المغربي عبدالكبير الخطيبي الذي رحل صباح الاثنين الماضي لم يكن في حياته خطراً على أحد، وموته نقصان حقيقي.
    في المغرب يقولون عن تاريخ الميلاد (تاريخ الازدياد) وهو تعبير جميل وصحيح دلالياً؛ فالعالم يزيد واحداً بالمولود الجديد، لكنهم لا يسمون الرحيل نقصاناً؛ فمسيرة الحياة الفردية بعد ذلك، هي التي تحدد إن كان رحيل هذا الشخص أو ذاك نقصاناً.
    ازداد العالم بمولد الخطيبي في عام 1931 وعاش الكاتب الشاعر الباحث نحو الثمانية والسبعين عاماً أثبت خلالها أن عبوره من الحياة لن يمضي بلا أثر.
    الخطيبي واحد مثل قلة عربية نادرة من أمثال إدوارد سعيد وعبدالفتاح كيليطو، تمكنت من الاندماج في مسيرة الفكر الإنساني، بلا عقد استعلاء أو عقد استئصال للذات، فكتبوا ما لا يمكن لتاريخ الكتابة تجاوزه، مستخدمين المناهج الحديثة وظاهرة الانفتاح بين العلوم الإنسانية من فلسفة ومنطق ومناهج بحث ونقد أدبي، ليكتبوا نصوصاً حديثة من زاوية رؤية تعكس تكوينهم وانتماءهم لمكان يختلف عن المكان الذي نشأ فيه الكاتب أو الفيلسوف الغربي.
    هكذا رصد عبدالكبير الخطيبي الأساطير المعاصرة والعلامات التي رصدها رولان بارت، باختلاف أن تطبيقات الخطيبي على المغرب وبارت على فرنسا، مقدماً مثله، نصوصاً تستعصي على التوصيف، ولا تتنازل عن لذة النص وبهجة القراءة.
    وقد جاء موته في وقت صاخب؛ في الأسبوع نفسه الذي شهد مؤتمرين وجائزة للشعر في القاهرة وجائزتين للسرد بمؤتمرين في الإمارات.
    مؤتمران للشعر أحدهما رسمي، متهم بالهوى والميل لمدارس الشعر القديمة، والآخر أهلي لإعلاء كلمة قصيدة النثر. المؤتمران في التوقيت نفسه بالقاهرة يفصل بينهما ميدان التحرير وعدد قليل من البنايات المهددة بالحريق.
    وللأمانة، فقد ضمت قائمة مؤتمر المجلس أسماء لعدد من شعراء قصيدة النثر، ومن الطبيعي ألا يحتمل المهرجان دعوة كل من يكتبونها، ووجود التمثيل (الذي رفضه شعراء النثر) دليل على أن الرفض ليس فنياً، ولا يجب أن نسحب موقف الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أو كتابه الجديد 'القصيدة الخرساء' على مزاج المؤتمر، ويا ليت الأمر كان هكذا، لكنَ هناك شيئاً لم يستطع الشعراء الغاضبون التعبير عنه. المعركة في جوهرها معركة نفوذ، ومحاولة لتأبيد الوجوه في الفن والكتابة كما في السياسة.
    أظن أن هذا هو وجه المعركة الذي لم يكشف عنه حتى الآن، ولو أن الشباب يكتبون ذات القصيدة الــــتي كتبــــها حجازي لتم إقصاؤهم لأسباب أخــــرى، أو لتم كشف الوجه الحقيقي.
    هذا هو جوهر المشكلة؛ ولو كانت أسباب الرفض كلها فنية لحسم الأمر، ولو كانت سياسية محضاً لانكشف الملعوب، لكن القصائد المرفوعة على أسنة الرماح لا تطلب سلطة لذاتها، بل سلطة لشعرائها.
    تثبيت سلطة الكاتب لا سلطة الكتابة، أكبر أسباب المرض الثقافي العربي. هناك إصرار من حائزي السلطة الثقافية على البقاء في الصورة، لأن البقاء في الصورة تترتب عليه مكاسب غير مسبوقة؛ فلم تعد الكتابة تقبل الاستظلال بالهامش كما كان قبل فورة الجوائز والمؤتمرات التي تقيمها الحكومات ورجال المال.
    قبل هذه الصرعة كان الفرق بين الشاعر الموضوع في المتن تحت الأضواء والشاعر الهامشي غنوة في الإذاعة، بينما الفرق شاسع الآن، جوائز بمئات الآلاف من الدولارات للفائز والمحكمين على السواء. ومن الطبيعي أن من يتمتع بموقع سيدافع عنه بأقصى ما يستطيع.
    المكاسب المطروحة هي التي خلقت ميليشيات ثقافية من نقاد ومبدعين للسيطرة على الميدان. وأصبح من الواجب مناقشة دور رأس المال الخليجي في الثقافة الآن، بلا تشنج وبلا تواطؤ أيضاً.
    في بداية توجه الدول الخليجية وبعض رجال أعمالها إلى منح جوائز أدبية، كان النقاد الذين يعملون تحت 'كفالتهم' يردون على المتخوفين بقولهم إن هذا المحسن على الثقافة أو ذاك أفضل من غيره ممن ينفقون أموالهم في الملاهي وعلى موائد القمار.
    هذا صحيح نظرياً؛ ولكن لو كانت النتيجة إفساداً، فإن فساد القمار أقل ضرراً، لأنه يتم في غرفة شحيحة الضوء، ولا يشعر به أحد خارجها، أما إفساد الثقافة فهو إفساد لأعز ما نملك؛ إفساد لأرواحنا. ومن باب الأمانة أيضاً لا بد أن نناقش دور النقاد الذين يضع محسنو الثقافة هذه الأموال تحت تصرفهم، هل هم جناة أم مجني عليهم، بوصفهم من الرعيل الأول الذي أزاغ المال أبصارهم.
    مفكرون ونقاد بدأوا حيواتهم واعدين تحولوا بفضل المؤتمرات والجوائز إلى منشدين يحيون ليالي من البهجة الزائفة، فتحولوا في أفضل أحوالهم إلى كتابة مراجعات بليدة للكتب، محافظين بكل ما يمكن على سلطاتهم التي حازوها بوصفهم موظفين كباراً لدى حكومة أو مستوظفين لدى مؤسسة خليجية، ضامنين الهيبة الكاذبة بفضل ما بين أيديهم من إمكانيات المنح والمنع.
    لتذهب سلطة الكتابة إلى الجحيم، وليمت المراهنون عليها في صمت كما ذهب عبدالكبير الخطيبي، الذي نكتشف اليوم أن جائزة من الجوائز الكثيرة لم تعرف بابه؛ فهو كاتب بلا سلطة!
    لكن سلطة كتابته على العقول والقلوب ستدوم طويلاً.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de