|
تضامناً مع حمار كلتوم ست اللبن
|
(لعشة الفلاتية) أو لغيرها من المغنيات لاأدرى حقيقة نسب الأغنية القديمة والتى كن يتغنين بها بنات السودان فى الأفراح ورجاله فى (القعدات) عن أحدى الغارات شنتها ابان الحرب العالمية الثانية طائرة تابعة لدول المحور على مدينة الخرطوم فاخطأت هدفها بدلاً من أن تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم وعلى الرغم من طرافة الأغنية والمقصود منها السخرية من فشل الغارة وفشل الطليان والألمان فى تحديد هدفهم بدقة على عكس ماجرى لاحقاً فى الغارة على مصنع الشفاء والتى حتى الأن لم يعرف أى سودانى (حكومة وشعب) هل كانت طائرة آم صاروخ ولا(باكورد) ولاحتى وزير دفاعنا الهمام الذى قال بانها طائرة شوهدت فى نواحى بربر ولعله يقصد (كدباس) أو (حلة يونس) لكنى أرجح كدباس لحالة السهر الدائمة بين حيرانها والخيال الخاص لطالبى الشفاء من بركاتها كانت حادثة قصف مصنع الشفاء غامضة ومثلها غموض مصير (كلتوم ست اللبن) بعد فقدها لحمارها العزيز هل واصلت بيع اللبن بعد أن أشترت حمار جديد ولااصلاً كان عندها (دحيشه) ولا عملو ليها (كشف) آم ان الغارة أرعبتها وهى ترى حمارها المسكين يتحول الى اشلاء وكرهت بيع اللبن وتحولت الى بيع الطواقى فى سوق (النسوان) بامدرمان..الغريب فى أمر تلك الأغنية الساخرة والتى تبعث نوع من الضحك الحائر ماأن نصل لمقطع (كتلت حمار كلتوم ست اللبن) هى أنها أغنية تنتمى لحرب لاتخصنا فقد كنا دولة مستعمرة لبريطانيا والتى كانت تدخل الحرب مع حلفائها مع دول المحور اليابان وأيطاليا وألمانيا وكان صراعاً مريرا على موارد العالم وخيراته فى الأصل موضوعه (نحن) الذين نضحك على مقتل حمار كلتوم وعلى (غشامة) طيران الطليان ويبدو أن سخرية أولاد المدن وتعاليهم مسألة ليس جديدة فى توضيح الأفرازات الحالية من الصراع السياسى فى السودان (هامش/مركز) ولكنه حكاية قديمة يقف حمــــــــــار كلتوم ست اللبن شاهداً عليها وعلى تبخيس حق تلك المرأة فى حمارها وحق حمارها فى الحياة والنهيق السعيد..الحروب على قبحها تصنع خيالها واناشيدها وأغنياتها ..لكننى أعتقد أن الحروب التى تخصنا فقط هى التى تستحق (أغنياتنا) الصادقة
بعد كل ذلك الزمن أعلن تضامنى مع كلتوم وحمارها
|
|
|
|
|
|