الوحدة والقومية العربية بقلم/ جاكسون يوكي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2009, 09:51 AM

برنابا تيموثاوس

تاريخ التسجيل: 11-03-2008
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوحدة والقومية العربية بقلم/ جاكسون يوكي

    الوحدة والقومية العربية
    وهمناك أن تعطي فلو لم تجد لنا
    لخلناك قد أعطيت من شدة الوهم
    (شبلي شميل)

    جاكسون يوكي [email protected]
    الخصم هو الذي يحدد طبيعة الصراع. إن أساليب وحجج مشكلة السودان المتمثلة في جنوبه، أخذت طبائع مختلفة وتنوع طرق طرحها منذ فجرها إلى الآن. صحيح أنها أخذت من أوائل عهدها طابع الكفاح المسلح، ولكن فيما بعد ظهرت الأحزاب وطرحت بعض الأفكار السياسية لحل سلمي بواسطة الحوار. ولكن نسبة لتذبذب وتنوع حكومات الخرطوم من حكم عسكري دكتاتوري، إلى ديمقراطي أولقراشي نخبوي، أمسى طرق الحوار عقيم ودون جدوى. بالإضافة إلى عدم نضج الفكر السياسي الجنوبي، الذي فشل في تطوير أهدافه وتقديمه بأسلوب يستوعبه الجيل الصاعد، الذين لم يكوُّنوا أصلاً لتوريثها قيادة النضال، من أجل الأهداف المنشودة إن كانت للانفصال أم الوحدة ، لذلك ضعف عنصر الحوار من الداخل. هذه الثغرات قللت من فعَّالية القضية، في الوسط الجنوبي سيما لدى المثقفين.

    فالحركة الشعبية لتحرير السودان لم توضح أهدافها منذ فجرها، وما يطرحه الدكتور قرنق عكس ما يقوله مؤيدوه في وسط الشعب الذين معظمهم يؤيدوا الانفصال. أيضاً الكثير من قادة الاستوائيين منذ انطلاق الحركة الشعبية للتحرير، لم يتفاعلوا مع الحركة سيما قادة الحركة الأولى (أنيانيا)، الذين كان العقيد قرنق شريكهم آنذاك أمثال جوزيف لاقو وبيتر سريلو وجيمس لورو وغيرهم. وفي إحدى المجلات العربية أجرى حوار مع وزير استوائي سابق، سئل عن سبب قلة القادة الاستوائيين في الحركة الشعبية لتحرير السودان، رد قائلاً: "إن الاستوائيين بشكل عام لا يباركون الحركة ولم يرفضوها، وأردف قائلاً لأن الحركة انطلقت دون أن توضح أهدافها لقادة الاستوائية فهم تفاجئوا بإعلانها في الراديو. وبغض النظر عن صحة هذا التصريح أو خطئها. إن الذي قام بها جيش الحركة في مدينة تركاكا لدى أول توغل لها تجاه الاستوائية بث الرعب وتنوعت الشكوك السلبية في نفوس الاستوائيين هذا بالإضافة إلى القذف العشوائي لمدينة جوبا في عام 88 و 89. كل هذا قد يدعم تصريح ذلك الوزير. ولكن عندما أجتمع بالدكتور قرنق وبعض أساقفة الجنوبيين ُسئل عن التصرفات المرهبة للموطنين فرد قائلا: "هل كل ما تعظون به في الكنائس يطبقها الشعب في حياتهم"، عندما أجابوا بالنفي قال: "هكذا الجيش إنهم يخرقون القوانين في ميادين الحرب مثل الشعب في معترك الحياة".

    ولكن حكومة الإنقاذ هي التي وحدت صفوف الحركة والاستوائيين بقوة مرة أخرى، عندما أعادت أحداث عام 1965. والتي فيها أطلقت يد قوات الجيش الوطني في تنفيذ اغتيال المثقفين الجنوبيين، في كل من الاستوائية وبحر الغزال. ويذكر الأستاذ أبل ألير في كتابه "التمادي في نقض العهود والمواثيق" التواريخ التي نفذت فيها المذابح في كل من جوبا يوم 9 يوليو وفي واو 11 يوليو. أعادت الإنقاذ التاريخ مرة أخرى بتنفيذها اغتيالات في مدينة جوبا، لكل من يصرح بعدم ارتياحه للوضع الذي خلقها الإنقاذ، أو كل من يُتهم زوراً بأنه عميل للحركة. ولم يقتل بعض المواطنين وحسب بل حتى بعض ضباط عسكر السجون والشرطة. هذه الحوادث جمعت كل الجنوبيين تقريباً، في خندق واحد ضد حكومة الخرطوم. وأنخرط الكثيرين في غرب الاستوائية وشرقها إلى صفوف الحركة، واكتملت الحركة لتأخذ الطابع القومي بانضمام جبال النوبة وشرق السودان، بالإضافة إلى الأحزاب الشمالية الكبرى فيما بعد.

    إن التطبيقات الخاطئة ونقص التوعية لدى جيش التحرير في بداياتها، ربما يعود إلى تنوع الخطب التي تأتي بحسب هوى العاطفة لإثارة الجيش وإطلاقهم بقوة لميادين الحرب. فمن ضمن الخطب التي وجهها الدكتور قرنق لبعض الجنوبيين نسب إليه ما مفاده هذه المقولة: "إن العرب احتلوا أسبانيا أربعة قرون ولكن الأسبان في آخر المطاف أخرجوا العرب وعادت أسبانية أوربية حرة من قيد العرب، ولكن تأثير العرب في السودان لم يتعدى منذ دخلوها أكثر من مائتين سنة مما يسهل لنا مسألة خروجهم من السودان". ومن هنا شاع أن الحركة ضد العروبة والعرب، ولكن بعض أغاني الحركة في عهدها الأول والتي تحوي كلمات ضد الشماليين أو العرب تدعم هذا الرأي. وربما هذا التصريح ضعيفاً لعدم وجود دليل قاطع، ولكن تصريحات دكتور الترابي في كتابه (الحركة الإسلامية في السودان ص 174) يقول ما هو مفاده: " إن السودان هو ثغر العروبة ويعتبر الجنوب عقبة لامتداد الحركة إسلامية التي بلغت الجنوب متأخراً نسبة للتوترات السياسية فيها ورغم ذلك الحركة الإسلامية اخترقت الجنوب وفتح مجالاً دولياً
    للحركة الإسلامية في السودان " وليس هذا التصريح يتيم من نوعه، لأن الشيخ عبد الله الترابي أكثر منها كثيراً عبر اللقاءات الصحفية. ومن هنا تتضح خلفية ودوافع تصريحات قادة وجيش الحركة، وتبدو كأنها ترد بحرب كلامي وسط صفوفها وشعب المدن التي تحت سيطرتها؛ و هكذا تطبق نظرية التحدي والاستجابة.

    ولكن هل فكرة العروبة هي سبب قيام الحركة الشعبية ؟، أم المشروع الإسلامي في السودان هو السبب؟. يبدو إن المشروع الإسلامي لجنوب السودان، لم يكن ينجح فعلاً كما صرح الترابي، فهو عندما كان يقود جبهة الميثاق الإسلامي وانعقاد مؤتمر المائدة المستديرة، من ضمن الذين يؤيدون تحقيق المطالب الجنوبية المتمثلة في تطوير الجنوب؛ اجتماعياً واقتصادياً وتوفير أسباب المساواة بين مواطنين السودان كافة. وموقفه ذاك كان من أجل تقديم صورة إيجابية ذو نظرة مستقبلية عميقة لكي يمهد لمشروعه الإسلامي لجنوب البلاد، ولكن عندما فشل مؤتمر المائدة المستديرة، حقق الترابي مشروعه عندما أمسى في موقف قوة، وهو الذي كان آنذاك لا يملك غير الفكر الديمقراطي ظهر بهيئة حمام لسلام وحمل وديع. إلا أنه أثبت بقيام ثورة الإنقاذ بأنه كان ذئب في شكل حمل، يتحين سماح فرصة سانحة لينقض على فريسته "الجنوب"، وتحقيق أهدافه ببث فكرة الجهاد في صفوف الجيش والدفاع الشعبي، تجاه "المتمردين الخونة والمارقين" كما يوصف في خطب الرئيس عمر البشير وقادة ثورة الإنقاذ. وبهذا حقق الشيخ عبد الله الترابي أهداف الحركة الإسلامية في الجنوب. ولكن لم يكن من ضمن أهداف الحركة التصدي للمشروع الإسلامي، إلا بعد أُعلن قوانين سبتمبر بإشراف دكتور الترابي، أصبح من ضمن أهداف الحركة الشعبية لتحرير السودان إلغاء الشريعة الإسلامية مقابل التفاوض مع حكومة الخرطوم.

    ولم تكن العروبة أو انتماء السودان إلى القومية العربية، هي الأخرى إحدى أسباب الحركة الشعبية. لأن اتفاقية أديس أبابا نصت على تعليم اللغة العربية في المدارس الجنوبية، وأعترف الجانبان على أن تكون اللغة العربية هي اللغة الأولى أو الرسمية في السودان. وبرغم إصرار الجنوبيين على تدريس اللغة العربية بطريقة خاصة، ليتم التركيز في مدارس الثانوي العالي على اللغة الإنجليزية في المدارس الجنوبية. طبعاً لم يكن ذلك لصالح الجنوبيين، لأن من ضمن نتائج تبسيط اللغة العربية في المدارس الجنوبية، أدى ذلك إلى ضعف التفاعل بين الجنوب والشمال، وصار السودان كأنه يحوي دولتان في دولة واحدة. وإن كان تدريس اللغة العربية في الجنوب مساوية في قوتها للغة الإنجليزية، لكثُر اختلاط الطلبة في كل مراحل التدريس بين الجانبين، ولما كان قد ضعف الحوار السلمي والموضوعي بين الشماليين والجنوبيين، لما كان قد قل الاحترام بين الجانبين. ولكن الحق يقال لأن اللغة العربية في الصفوف الابتدائية إلى المتوسط، كفيل بأن تقوي اللغة العربية في الجنوب. ولكن ضعف تدريس اللغة العربية في الجنوب يعود إلى قلة الكفاءات، لم يكن المدرسين ذو كفاءة جيدة هذا أدى إلى ضعف الاهتمام في وسط الطلبة الجنوبيين.

    ومن ضمن أسباب ضعف اللغة العربية في الجنوب، هو لارتباط اللغة العربية في ذهن الجنوبيين بالإسلام كما أن اللغة الإنجليزية ارتبط في ذهنهم بالمسيحية ويعتبرون الإنجليز أقرب إليهم لأنهم مسيحيين ولذلك لم يكن اللغة العربية محبباً للجنوبيين، ولطالما التدريس في الجامعات كانت باللغة الإنجليزية عدا التخصصات في بعض الكليات فاللغة العربية بالنسبة للطلبة الجنوبيين تنتهي في مرحلة ما قبل الجامعة. وهذا يكشف عدم معرفة الجنوبيين أن المسيحيين العرب لعبوا دوراً فعالاً في تطوير اللغة العربية إعلامياً وثقافياً لا بل أحيوها بعد سباتها لسنين عديدة كما يذكر ألبرت حوراني في كتابه "الفكر العربي في عصر النهضة" وغيره، وغدا استعمال اللغة العربية ليس قاصراً في علوم الدين الإسلامي وحسب في المنطقة العربية. ومن المسيحيين العرب كان الشعراء أمثال إيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة الذين أدخلوا في آداب اللغة العربية الشعر الحديث في العصر الحديث ومن المسيحيين كان مترجمي الكتب العلمية والنظرية من اليونانية إلى العربية والكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) من اللغة العبرية واليونانية إلى العربية. وأشهر المترجمين المسيحيين كما يذكرهم فليب حِتّى في كتابه "تاريخ العرب" يوحنا بن ماسوية المتوفى عام(857) وحنين ابن إسحاق( 809- 73) وثابت بن قُرَّة ومن بعده تلاميذه وأولاده وأحفاده (حوالي 836 – 901) وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. وفي نهايات العهد العثماني كانت للمسيحيين محاولات لتحويل الدولة العثمانية إلى دولة علمانية، ورغم فشل المحاولة إلا أنهم لعبوا دوراً فعالاً لحث العرب على التجديد، وانتقاء بعض أفكار الغرب الصالحة لتطوير الشرق العربي. حتى يستردوا ما فُقِد في السنين الغابرة وإعادة المجد العربي الضائع.

    أيضاً لا يغيب التاريخ ما قام به المسيحيين العرب تجاه القومية العربية، لأن القومية العربية هي من بنات فكرهم اللبنانيون والسوريون، طلبة وخريجي الجامعة الأمريكية في بيروت التي أسسها المرسلين الإنجيليين الأمريكان؛ ذلك الصرح صانع قادة العرب ومفكريها، وسببت اليقظة الفكرية والسياسية التي قام بها المسيحيين؛ و من ناحية أخرى أدت تلك النهضة إلى تحرر المسيحيين من النظام الملي، لأنهم لم يكن متمتعين بالحرية الكاملة كبقية المواطنين. وبثوا في المجتمع العربي أفكار المسواة بين جميع البشر في الإنسانية، مهما كانت خلفياتهم الجغرافية والدينية مسلمين ومسيحيين، فالدين أصله واحد لأن المعبود واحداً. ويبدو أن الذي أدى إلى نجاح تلك الأفكار الدستورية للمسيحيين العرب في الدولة العثمانية، سيما في الشرق هو ضعف وضع المسلمين العرب في الدولة العثمانية، فهم يعتبرون أنفسهم أولى بالخلافة وقيادة المسلمين، لهذا كان من الأيسر أن يتحالفون تضامناً مع أخوتهم المسيحيين العرب فكريا.

    إذاً العوامل التي جمعت كل من المسيحيين والمسلمين الذين كانوا ينحدرون من السريان أو الآراميين والفينيقيين، عامل اللغة العربية التي كانوا يتحدثون بها، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الواحد أي تواجدهم في هذه المنطقة. والموقع الجغرافي أدى إلى التاريخ المشترك بينهم، والذي تمثل في الصراع لجلاء ومناهضة الاحتلال الأجنبي وإعادة زمام القيادة وإلى أبناء المنطقة الواحدة. ولكن رغم أن اللغة العربية هي اللغة المشتركة بينهم نسبة لتزايد عدد المسلمين وغدوا الغالبية العظمى في المنطقة وسيطرت اللغة على التعاملات الرسمية وغيرها، إلا أن الكثير من الشعوب التي تعود خلفيتها إلى السريانية والآشورية والفينيقية حتى الآن محتفظة بلغاتهم الخاصة بالإضافة إلى اللغة العربية. ورغم أن الخلافات في المنطقة بخصوص القومية العربية بعد ظهور القومية المصرية ورفض اللبنانيين سيما المسيحيين فكرة القومية العربية لأنهم اعتبروا أنفسهم فينيقيين حتى دستورهم لم يشمل كلمة عربية فأوزار الخلاف ما فتئ سجال.

    كل هذه المعلومات لم يعرفها الجنوبيين جيل اتفاقية أديس أبابا لقلة الاهتمام باللغة العربية وآدابها. وضعف تدريسها في المدارس الجنوبية، ولكن رغم ذلك إن الجيل الجنوبي الحالي يشتركون مع نظرائهم الشماليين الذين أدرك معظمهم أن أصولهم الأفريقية أقرب للأفارقة منهم إلى العرب، إذ يجمعون ما بين اللغة العربية والإنجليزية مما يجعلهم يستطيعون التعامل مع العرب لأنهم عرب ثقافياً باللغة العربية وهم قريبون للأفارقة نسبة لتشابه الثقافة الأفريقية واشتراكهم في القارة الواحدة وفي نفس الوقت لا يحتاجون إلى وسيط بينهم والغرب. هذه العوامل يجب أن تُفْعّل في الجيل الصاعد من أجل مستقبل وحدوي استراتيجي، لربط السودان وأفريقية السوداء وبين السودان والعالم العربي. وما يحاول أن يفعله معمر القذافي، نسبة معوقاته بالنسبة للدولة السودانية قليلة جداً. إن السودان لديها إمكانيات
    مميزة لغات وثقافات متعددة غير اللغة والثقافة العربية، ورغم أن الإسلام دين الغالبية إلا أن المسيحيين يعتبر من حيث التعداد السكاني في العالم العربي بعد مصر إن اعتبرنا هم تلت عدد سكان السودان أي الجنوبيين والكثير من قبائل النوبة. فهم يسجلون حضور مسيحي جيد، يجب أن لا يستهان بهم. هذه التشكيلة الفسيفسائية النادرة تعطي السودان مكانة مميزة في العالم. و التعمق في الثقافة العربية يجعل المرء يتعمق في ثقافته الخاصة التي لم تصقل بعد بشكل جيد، ويدفعه إلى تصقلها ويغنيها لتتوازن في الوجود السوداني فالحضور الثقافي المحلي الجيد يؤدي إلى الحضور العالمي الجيد. والمعروف أن الأدب الإنجليزي لم يمسي بهذا التأثير العالمي إلا بعد أن أخذت من عدة لغات كما أخذت من اللغة العربية فنيات أدبية وأغنت بها اللغة ولأدب الإنجليز. ويبدو من الوهلة الأولى أن اللغة العربية هي التي تُغْنَى دون اللغات الخاصة ولكن هذه ليست الحقيقة الكاملة فالذي يأخذ ويعطي يستفيد أكثر من الذي يعطي دون أن يأخذ أي الثقافة العربية ستغنى وأيضاً الثقافة الخاصة ستتطور بعملية الأخذ والعطاء، وبهذا سيشكلون ديناميكية فريدة في العالم العربي والأفريقي (to make the different) .

    إلا أن الجدير بذكره، كل هذه الأحلام أي أمال الوحدة والتطلعات القومية في السودان الواحد ستنتهي إلى مزبلة التاريخ إن لم تغير حكومة الخرطوم عدساتها الخاصة لتعدل رؤاها تجاه مشكلة السودان. وهذا ما يعكسه أفقها في مفاوضات مشاكوس. لأن الحكومة والحركة الشعبية لم يتعلموا من التاريخ، وستتكرر ما يشابه أحداث سبتمبر عندما صرح الرئيس السابق جعفر النميري بعد نقضه لاتفاقية أديس أبابا قائلاً: "إن اتفاقية أديس أبابا ليس الإنجيل ولا القرآن ".عند ذاك لم تُشارك الأحزاب التاريخية الكبرى في حل القضية بعد أن سلمت هي الأخرى زمام الحكم للجيش، وبعدما تصالحت الأحزاب مع حكومة النميري شكلوا العامل الرئيسي لنقض الاتفاقية.وتكرر نفس السيناريو بطريقة ما، عندما اغتصب الجيش، الحكم الحالي من الأحزاب كان ذلك بقيادة حزب الجبهة ولكنها الأخرى لم تشرك بقية الأحزاب في القيادة فتحالفت بقية الأحزاب مع الحركة الشعبية و عندما اختلفوا في الرؤى السياسية وانقسم الأحزاب إلى مجموعات ويعود البعض منها لتتمتع بهامش الحرية، ويختلف حزب الجبهة قيادياً ويتحالف الجزء الأضعف مع الحركة الشعبية وهكذا دواليك. هذه السيناريوهات يدعو إلى الحزن واليأس والترحم للشعب الهالك تحت رحمة مأساة القيادة السودانية ذوي المصالح الذين لم يتعلموا دروس الوطنية حتى بالكوارث التي ألحقتها في حق الشعب.

    ولنعيد الفرس إلى مربضه، يستطيع السودان أن يحتفظ بالوحدة ذلك بتصحيح الخطاب المأدلج بالذهنية الإنقاذية أو غيرها من أسباب الديماغوجية ونبذ دواعي التفرقة. لم ولن تستطيع العروبة أن تغير من ثقافات السودان الخاصة، ولا تستطيع القومية العربية أن تغير من الهوية الأفريقية التي تعكسها طلعة السودان العريقة التي أوجدها الله هكذا متنوعة ومنفتحة إن كان الجنوبي أو الشمالي.فكما أن السودان بثقافته المتنوعة تثري اللغة العربية والعروبة كذلك اللغة العربية والقومية العربية سيثري الثقافات الخاصة مهما تبلورت وتجددت، فهي تظل مميزة لأن الوحدة الحقيقية هي الوحدة المتنوعة في بوتقة واحدة.

    (عدل بواسطة برنابا تيموثاوس on 03-18-2009, 09:56 AM)
    (عدل بواسطة برنابا تيموثاوس on 03-18-2009, 10:00 AM)

                  

03-18-2009, 04:42 PM

برنابا تيموثاوس

تاريخ التسجيل: 11-03-2008
مجموع المشاركات: 112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوحدة والقومية العربية بقلم/ جاكسون يوكي (Re: برنابا تيموثاوس)

    جاكسون هذه محاوله الى نبش الحقائق وترك كل زيف تم تلقينه للشعب السودانى بانه عربى فقط
                  

03-19-2009, 05:21 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحال هو ذات نفسه (Re: برنابا تيموثاوس)

    تشكر اخ برنابا على المقالة، وكما ترى معي المواضيع الهادفة التي تناول جذر الاشكالية التي يعاني منها البلد لا تجد قراء، او ان شئت قلت هم اقلية قليلة.

    اغواني العنوان، لكن عندما دخلت وجدت ان كاتب المقالة عبًًر عن رؤيته بطرح سياسي، اشكالية الانقاذ الوطني من جهة والحركة الشعبية، وبالتالي حصر نفسه في زاوية منفرجة، ثم قام باستعدالها في نهاية المقالة، عندما تناول موضوع القومية العربية ضاربا مثلا بلبنان وسوريا...الخ.

    القومية العربية التي نشئت في بلاد الشام، نشات كرد فعل تحرري من ربقة التركية وطبعا بعدها التحرر من الانجلوسكسونية، لذلك محاولات ساطع الحصري، ومن بعده الدكتور زريق، وعفلق وغيرهما، حاولا جمع اشلاء الامة العربية تحت شعار (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) وهو الشعار الذي اخاف الاقليات الاخرى، المارونيين، الارمن، وان كان ابرز دعاة العربية هم عرب مسيحين، لكن في الاخير فكر القومية العربية ارتطم بقضايا جوهرية الصراع الاسرائيلي العربي، والصراعات الداخلية الديمقراطية وبناء الدولة، ليتقزم الان ليكون بين قطاع غزة واسرائيل، اذن من وجهة نظري فكر القومية العربية اساسا ولد محتضرا.

    بالنسبة لنا كسودانيين، ينطبق علينا المثل القائل (اعمي وادووه عكاز) دخلت علينا العروبة دون ان نكن لها جاهزين، فجينييا يصعب نسبتنا هكذا للعرب باسثتناء اقلة من علية القوم الراشيدة، والزبيدية بشرق السودان، وان كانت الثقافة الغالبة هي الثقافةالعربية.

    ما اريد قوله هو ان النخب المثقفة بالسودان للان عجزت في تأطير العنواين الاساسية لاشكالية الهوية وثنائياتها مثل ثنائية (شمال -جنوب) فلم نعد نعرف اين هي حدود الشمال واين هي حدود الجنوب؟؟ وهل الشرق جزء من الشمال ام لا؟ ثنائية مسلمين-مسيحين، غابة-صحراء،
    هم-نحن، وهلمجرا وهي امور وددت من كاتب النص ان يتناولها بشيء من المناولة..

    في سياق اخر حاول بعض كتاب (بتشديد التاء) الجنوب تناول هذه الاشكالية لكن الكتابات كانت على شاكلة رد الفعل، فمثلا نجد ان البرفسور فرانسيس دينق كانت بدايات كتاباته بالانجليزية (طائر الشؤم)، (دينمايكية التعريف الذاتي)، (احاجي الدينكا) ان لم تخن الذاكرة ونحوها من الاعمال.

    اذن وفي الخواتيم بعد الاعتزار عن الاطالة، يبقى الجميع اخفق في وضع الاطار العام لتناول امر الهوية، انبياء العروبة بالشمال، واساطين الافريقيانية بالجنوب والغرب، والحال ياهو الحال.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de