كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
الحال هو ذات نفسه (Re: برنابا تيموثاوس)
|
تشكر اخ برنابا على المقالة، وكما ترى معي المواضيع الهادفة التي تناول جذر الاشكالية التي يعاني منها البلد لا تجد قراء، او ان شئت قلت هم اقلية قليلة.
اغواني العنوان، لكن عندما دخلت وجدت ان كاتب المقالة عبًًر عن رؤيته بطرح سياسي، اشكالية الانقاذ الوطني من جهة والحركة الشعبية، وبالتالي حصر نفسه في زاوية منفرجة، ثم قام باستعدالها في نهاية المقالة، عندما تناول موضوع القومية العربية ضاربا مثلا بلبنان وسوريا...الخ.
القومية العربية التي نشئت في بلاد الشام، نشات كرد فعل تحرري من ربقة التركية وطبعا بعدها التحرر من الانجلوسكسونية، لذلك محاولات ساطع الحصري، ومن بعده الدكتور زريق، وعفلق وغيرهما، حاولا جمع اشلاء الامة العربية تحت شعار (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) وهو الشعار الذي اخاف الاقليات الاخرى، المارونيين، الارمن، وان كان ابرز دعاة العربية هم عرب مسيحين، لكن في الاخير فكر القومية العربية ارتطم بقضايا جوهرية الصراع الاسرائيلي العربي، والصراعات الداخلية الديمقراطية وبناء الدولة، ليتقزم الان ليكون بين قطاع غزة واسرائيل، اذن من وجهة نظري فكر القومية العربية اساسا ولد محتضرا.
بالنسبة لنا كسودانيين، ينطبق علينا المثل القائل (اعمي وادووه عكاز) دخلت علينا العروبة دون ان نكن لها جاهزين، فجينييا يصعب نسبتنا هكذا للعرب باسثتناء اقلة من علية القوم الراشيدة، والزبيدية بشرق السودان، وان كانت الثقافة الغالبة هي الثقافةالعربية.
ما اريد قوله هو ان النخب المثقفة بالسودان للان عجزت في تأطير العنواين الاساسية لاشكالية الهوية وثنائياتها مثل ثنائية (شمال -جنوب) فلم نعد نعرف اين هي حدود الشمال واين هي حدود الجنوب؟؟ وهل الشرق جزء من الشمال ام لا؟ ثنائية مسلمين-مسيحين، غابة-صحراء، هم-نحن، وهلمجرا وهي امور وددت من كاتب النص ان يتناولها بشيء من المناولة..
في سياق اخر حاول بعض كتاب (بتشديد التاء) الجنوب تناول هذه الاشكالية لكن الكتابات كانت على شاكلة رد الفعل، فمثلا نجد ان البرفسور فرانسيس دينق كانت بدايات كتاباته بالانجليزية (طائر الشؤم)، (دينمايكية التعريف الذاتي)، (احاجي الدينكا) ان لم تخن الذاكرة ونحوها من الاعمال.
اذن وفي الخواتيم بعد الاعتزار عن الاطالة، يبقى الجميع اخفق في وضع الاطار العام لتناول امر الهوية، انبياء العروبة بالشمال، واساطين الافريقيانية بالجنوب والغرب، والحال ياهو الحال.
| |
|
|
|
|
|
|
|