ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 10:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2009, 09:24 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح

    ** مأزق الخرطوم في الصحافة العربية/الإقليمية **

    تأرجح موقفنا نحن السودانيين حيال مذكرة التوقيف الصادرة بحق المشير عمر البشير ما بين
    رفض قاطع للمساس بسيادة رمز للدولة و بين ترحيب بقرار طال انتظاره و يُعول عليه الكثير.
    لن أرهق مزيدا من الحبر في القضية ذات الشجون، فقد أُشبعت رقصا و طرقعة أصابع،
    ومازلت أعاني من حرقة في المعدة و مشاكل القولون نتيجة تصريح الرئيس الأخير و لم تفدني
    أي محاليل مع أنني "مُصت" القرار و شربتو و برضو ما فاد ...


    ** لست بصدد التداخل بشكل شخصي في هذا البوست و سأكتفي بإيراد المقالات ذات العلاقة
                  

03-15-2009, 09:40 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: عزاز شامي)



    أزمة عمر البشير... وسيناريو صدام حسين!

    بقلم وحيد عبد المجيد- صحيفة الحياة 15 مارس 2009 م

    يكتب الرئيس عمر البشير الآن سيناريو تراجيديا جديدا قد لا يختلف في جوهره،
    وإن ليس في مشاهده الأساسية، عن ذلك الذي كان صدام حسين بطله والعراق ضحيته.
    يصر البشير على الوصول إلى حافة الهاوية عبر تصعيد متواصل لا ينتج إلا كارثة
    جديدة من طراز تلك التي ابُتلي بها العراق، ولكن من دون أن تشبهها بالضرورة.

    يحدث ذلك بالرغم من أن موقف البشير يبدو أفضل، أو بالأحرى أقل سوءاً، عربياً وإقليمياً.
    فهو لا يمثل تهديداً لدول عربية مجاورة أو غير مجاورة. فضعف السودان، مقارنة بما كانت
    عليه العراق أواخر الثمانينات، يعتبر رصيداً له. وهو لم يشن حرباً على بلد عربي لاحتلاله،
    وإنما على جزء من بلده. وبالرغم من أنه متهم بارتكاب جرائم حرب ضد بعض شعبه، حين أساء
    إدارة نزاع عشائري- اقتصادي فجعله عرقياً- سياسياً، فالنظام العربي الرسمي لا يكترث كثيراً
    لعذابات ملح الأرض بمقدار ما يحفل بالحدود على الأرض.

    ومثل هذا النظام في ذلك مثل بعض الدول الكبرى التي تغري مواقفها البشير بالتصلب، بالرغم
    من أنه لا يصح لعاقل أن يعتمد عليها. فالصين وروسيا، اللتان عرقلتا إصدار مجلس الأمن بياناً
    لإدانة قرار طرد منظمات إغاثة من دارفور، سبق أن شاركتا في إحالة أزمة هذا الإقليم إلى المحكمة
    الجنائية الدولية عبر القرار 1593 الذي أصدره المجلس نفسه في 2005.

    ومع ذلك، يظل المشهد مغرياً للبشير ومشجعاً على التخندق والتصعيد، وخصوصا في ظل تعاطف شعبي عربي
    مفهوم في ظل «عدالة دولية» تزن بميزانين، بالرغم من أن مثل هذا التعاطف لم ينفع صدام حسين من
    قبل في شيء. لكن إذا كان ازدواج معايير المحكمة يبدو مستفزاً بعد أسابيع قليلة على مذابح غزة،
    فهو لا يجيز للبشير أن يأخذ السودان في طريق الهلاك الذي سبقه إليه صدام. وما التضحية بالسودان
    وتكامله الإقليمي وسلامة شعبه، إلا مكافأة لإسرائيل المستثناة من «العدالة الدولية» وللقوى التي
    لا يكف البشير عن اتهامها بأنها استعمارية. فكل حسم من رصيد العرب، وهو جد قليل، يمثل إضافة
    إلى عدوهم الأساسي.

    وبالرغم من أن النظام السوداني أضاع فرصة حل أزمة دارفور في مهدها، لا يزال احتواؤها ووضعها
    على طريق التسوية ممكناً بعون عربي. ولكنه يتوقف على استعداد هذا النظام للارتفاع إلى مستوى
    المسؤولية. ولو أن البشير تعاطى بجدية مع خطة العمل التي قدمها الأمين العام للجامعة عمرو
    موسي في أخر تموز (يوليو) الماضي، لما بلغت الأزمة مبلغها الراهن. وما زالت هذه الخطة صالحة
    لتحرك على أساسها من أجل وضع أزمة دارفور على طريق الحل السلمي، بالرغم من أنها صارت أشد تعقيداً.

    فأي نجاح في اتجاه حل الأزمة الأصل سيؤثر ايجابا في التعاطي مع الأزمات الناجمة عنها، بما في ذلك
    أزمة قرار توقيف البشير، بشرط التنفيذ الفوري للإجراءات القانونية المتضمنة في خطة الجامعة العربية.
    وعندئذ يمكن أن يكون التوجه إلى مجلس الأمن أكثر جدوى وإقناعا، وأن يستهدف طلب وقف الإجراءات التي
    اتُخذت في إطار القرار 1593 بوجه عام، وليس فقط تأجيل تنفيذ قرار توقيف البشير لمدة عام.
    وليس هذا مجرد افتراض أو تمني، لأن فرنسا كانت قد أبدت استعدادا للتعاون في هذا الاتجاه حال التزام
    النظام السوداني بخطة الجامعة العربية. كما أنه لا بريطانيا ولا الولايات المتحدة، راغبة في التورط
    في كارثة ثقيلة أخرى في لحظة تسعى فيها الإدارة الأميركية الجديدة إلى التخفف من أثقال تركة سابقتيها.
    وهي إذ تتطلع إلى الخلاص من المستنقع العراقي تخشى أن تغوص قدماها أكثر في أوحال الأزمة الأفغانية.
    وهذا فضلاً عن الحاجة إلى محاصرة التداعيات الاقتصادية المتزايدة للأزمة المالية العالمية.

    ولذلك، فالأرجح أنها ستشجع ضمناً أي تحرك جاد لحل أزمة دارفور وأي إجراء- حتى إذا كان نصف جاد-
    لمحاسبة من ارتكبوا جرائم حرب وعلى رأسهم المتهمين اللذين سمتهما المحكمة الجنائية الدولية قبل
    أن تتهم البشير، وهما الوزير أحمد هارون والقيادي في ميلشيا الجنجاويد على كوشيب.
    ولكن الأرجح، أيضاً وبالمقدار نفسه من الترجيح، أن يؤدي الطريق الذي اختاره البشير إلى تصعيد
    أميركي- غربي تدريجي يتوسع تدريجياً باتجاه كارثة عربية أخرى من طراز ما حدث في العراق.
    وقد بدأت مقدمات ذلك في تلويح المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس بفرض حظر جوي
    في إقليم دارفور، ومطالبة حركة «العدل والمساواة» بتأسيس برنامج للنفط مقابل الغذاء من أجل
    هذا الإقليم وأهله الذين أصبحوا لاجئين.

    ويشبه ذلك ما حدث في الأزمة العراقية عقب تحرير الكويت في 1991. ويعني ذلك أن «السيناريو العراقي»
    ليس بعيداً عن الطريق الذي يمضى فيه البشير الآن، بل يبدو أقرب مما قد يتصور كثير من العرب. وسيزداد
    هذا السيناريو اقتراباً بمقدار ما تتكاثر التهديدات التي يطلقها كبار المسؤولين السودانيين، بما
    تنطوي عليه من شتائم يتفوق فيها البشير بمسافة بعيدة على صدام. فقد أدخل البشير «لغة» جديدة
    في الخطاب السياسي الهجائي العربي، وأفرط في استخدام مفردة «الحذاء» و «الجزمة»، ووضع الكثير
    من خصومه تحتهما. كما هدد بعصاته «الكلب وأولاد الكلب»، وقال لهم «موصوا قراركم واشربوا ميته».
    أما أكثر تعبيرات هذا الخطاب جدة، فهو وصف المحكمة بأنها «ناموسة في أذن فيل»، ومطالبته
    من يظن أنه سيمتثل لها بأن «يجرب لحس كومه»!.

    وإذا مضى البشير في هذا الاتجاه، فهو يضع سيناريو كارثيا قد تكون نتائجه أفدح من تلك التي
    ترتبت على سيناريو صدام حسين لسببين: أولهما أن قابلية السودان للتفتت أكثر من العراق
    حتى دون حرب لا تبدو مرجحة في الأغلب. والثاني أن امكان محاصرة الفوضى إذا دبت في السودان
    يبدو أقل مقارنة بالعراق. وإذا حدثت الفوضى، مقترنة بالتفتت، سيكون الوضع شديد الخطر على
    المنطقة عموما، وعلى مصر خصوصاً. ولن يقتصر هذا على الإرهاب، الذي سيجد ملاذات آمنة جديدة
    في سودان مفتت ومضطرب وتعمه الفوضى.

    وهذا ما ينبغي ألاَّ يغيب عن العرب الذين يحاولون تأجيل تنفيذ قرار توقيف البشير لعام سيمضي
    سريعاً باتجاه هذا السيناريو المظلم نفسه ما لم يجدوا طريقة لإقناع النظام السوداني،
    أو الضغط عليه، للبدء من فوره في تنفيذ خطة العمل التي قدمها عمرو موسى قبل نحو ثمانية أشهر.

    _____________
                  

03-15-2009, 09:48 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: عزاز شامي)

    منطق الحكم في الخرطوم: «لا تحاسبوني وإلا تسببت بالمزيد»

    بقلم دلال البزري -صحيفة الحياة – 15 مارس 2009 م

    منطق الحكم في الخرطوم: «لا تحاسبوني وإلا تسببت بالمزيد»

    بقلم دلال البزري -صحيفة الحياة – 15 مارس 2009 م

    أخبار المقْتلة الدارفورية كانت تصلنا. لم نكن غافلين عن ارتكابات «الجنجاويد»؛ تلك المليشيات
    الرسمية الخيّالة التي قتلت رجال دارفور واغتصبت نسائها وحرقت بيوتهم وارزاقهم.

    لكن الابليس الاسرائيلي والايقونة الفلسطينية حرمانا من الانكباب على غيرهما. وهناك العادة الذهنية
    التي جعلت اي استشهاد، أي موت نبيل، لا يتم إلا بالأيادي الصهيوينة. ثم ماذا عساها ان تفعل اصوات
    لا تتعدّى اصابع اليد الواحدة امام جحافل الاعلام المقاوم وجماهيره التي باتت منظمة، غير انتظار قرار
    من مؤسسة دولية غربية نفذ صبرها بعد عامين من التهرّب والتسويف، عامين على طلبها تسليم متّهَمين
    رسميَين لارتكابهما جرائم حرب واخرى ضد الانسانية؟ الاول، أحمد هارون، ويا للسخرية، وزير الشؤون
    الانسانية في حكومة البشير. والثاني، علي عبد الرحمن، قائد «قوات الدافع الشعبي» في دارفور،
    والملقب بـ «علي كشيب» (على شبه بعلي الكيماوي. هل نتذّكر؟).

    صدام نتذكره اليوم. يحييه البشير ويحيي روحه «النضالية» ويكرره، لكن بشيء من التبلور.
    صحيح ان ما تمكّن إستخلاصه من تجربة نظيره العراقي ان الرد الوحيد هو المزيد من التبجّح الاستبدادي.
    لكن أُضيف الى سجل ذريعته، أميركا واسرائيل، مزيد من الجرائم في العراق وغزة. حظ سياسي خارق!
    تدعمه آلة تكرار المعاني بالجملة، وتصيغها محتلف طبقات «الامة» من «ابسطها» الى اعقدها. «الجماهير» اولا؛
    ليس المنظمة فحسب، المدفوعة الاجر والمعفاة من العمل (القليل) كي تنزل الى الشارع تأييدا لزعيمها.
    فالمثقف «العضوي»، التلفزيوني غالباً، يليها. ومهما علت رتبته الى «مفكر» ،
    أو ما يوازيه ، فانه محكوم ذهنيا بالصيغة اياها.

    لا يبتعد عنها شبرا واحدا. وقوام هذه الصيغة: جرائم البشير؟ وماذا عن جرائم الامبريالية والصهيونية
    وجرائم حكومات غربية أخرى؟

    ولا يخرج منطق السياسيين الرسميين وغير الرسميين عن هذه المعادلة، وإن بطرف شفاهم. يؤيدون مبدئيا
    القرار الصادر عن المحكمة الدولية لكنهم «يتساءلون» حول «غياب الحماسة الدولية لمحاسبة اميركا واسرائيل».
    كأنهم، وهُم على ما هم عليه من معرفة بموازين القوى، لا يعرفون الجواب. ولكنهم على التباسهم وافتعالهم الاسئلة،
    ادنى حماسا من قادة دول ومنظمات «مقاومة» لأميركا واسرائيل وقد هرع ممثلوهم الرسميون في اليوم التالي للقرار
    ليساندوا سلطان السودان فأحيوا فيه فكرة «تشكيل جبهة مناهضة من الدول الصديقة والحلفاء» قد ينضم اليها شافيز. من يدري!؟ »

    اذاً نحن الآن امام تخنْدق جديد ضد الاتهامات الموجهة للبشير. جماهير واحزاب ومثقفون وسياسون وزعماء
    وقادة ضد إحقاق الحق الممكن، وبمنظومة من الحجج تجد آذانا متشوقة لسماعها.

    أولا ذريعة جرائم اميركا واسرائيل: العدالة الدولية ليست فعلا عادلة بالمطلق، وهي قادرة فقط على «التحرش» بالدول الضعيفة
    «الواقفة في وجهها ». والدول المقصودة متداعية فقيرة منكوبة، تقود المجازر ضد اهلها في حرب اهلية هي طرف فيها.
    والمطلوب عدالة نسبية لم يعرف التاريخ غيرها. والذين يطالبون بإلغاء قرار المحكمة بذريعة التمييز هذا، وباسم عدالة
    مطلقة يعلمون انها لن تتحقق، بل ليس من مصلحتهم تحققها، انما هم لاعبون غير اخلاقيين فوق انهم خاسرون.

    فالبشير عندما يطالب باعفائه باسم مجازر غزة، لا يفعل غير الكشف عن حقيقة التهمة بتماهيه مع جرائم الاقوى.
    كأنه يقول: «أوكي انا مجرم، لكن هناك من اصحاب الحصانة من هو مثلي».

    يقّسِّم احد «العقلانيين» المتناقشين حول المحاكمة الى فئتين. واحدة «طهرانية» لم تعد قادرة على تحمل
    القتل في دارفور، ولا تعير أي اهتمام لردود فعل البشير التدميرية على الاتهام. ثم فئة «البراغماتيين»
    الذين يتساءلون عن جدوى العدالة ان كانت سوف تؤدي الى اشعال الحروب والجرائم. ليس من السهل التعامل
    مع هذه المفاضلة بما تنطوي عليه من ابتزاز ضمني يحاكي الوقائع من زاوية نظر الأقوى على «أرض الواقع»
    والممْسك بحيوات الناس فيها. اما هذا الاقوى، أي الرئيس السوداني، فرده ليس اقل افصاحا عما فهمه وهضمه
    من قرار الاتهام الدولي. الارقام لا تهم حقيقة هنا.

    الحكومة السودانية تعترف بـ10.000 قتيل فقط! فقطّ! وما اهمية العدد هنا؟ حتى لو نقص الفين
    او ثلاثة: 8000 او 7000... فقط ايضا!؟ والرئيس السابق للدولة الصهيوينة العدو التي أغراها
    هلاك المواطن في «دولة» السودان ، موشيه كتزيف ، يستجوبه قضاء بلاده بتهم التحرش والاغتصاب
    لعدد من النساء لا يتجاوز العشرين! فقط عشرين!

    ماذا يكون الرد على تهم القتل؟ التسبّب بالمزيد منه. بطرد أهم منظمات الإغاثة، لتخلو المناطق المنكوبة
    الا من لاجئين عطشى، جياع وتائهين في الصحارى المستباحة. المعادلة بسيطة: إن حاسبتموني على القتل،
    تسبّبت بموت المزيد تجويعاً وتشريداً.

    إبتزاز آخر، معروف ايضاً: أنا السودان والسودان أنا. فلا سودان من غير البشير الا مضرّج بالدم. قاعدة
    اثبتت ايضاً فشلها: ليس لأنها جذبت مزيدا من الاستعمار فحسب. بل لأنها ايضاً فجرت مجتمعا أقعدته التسلطية
    وتخثّر جراحه وعصبياته. مع ذلك يطل البشير على «شعبه» اثر صدور القرار بكلمات واشارات تحيلك الى مناخات
    بدائية وساذجة، ودموية وتسلطية في آن. بغرور وثقة، يكرر دعوة المحكمة الدولية الى بلّ قرارها في الماء وشرب الماء.

    وكأنه بصدد شجار مع احد جيرانه في حارة يغطّيها الغبار. سيما واننا لا نعرف على ماذا ينهض البشير
    عندما يخاطب «جماهيره» التي تفتديه بروحها؟. هل هو يعتلي شاحنة؟ ام شجرة؟ ام صخرة؟ ام كومة مخلّفات؟
    لكن الذي يبدو واضحا تلك العصا المرفوعة فوق رؤوس «الجماهير»، كأنها سيف داموكليتس: الخضوع للإستبداد
    الدموي بالخضوع للتهديد الرمزي. لكن ما ليس رمزيا في رقصة العصا التهديدية هذه، هو تلك الكلمات المصاحبة للاغنية.

    اغان من التراث السوداني تصف القتل المروع للاعداء، وتفرح بالقاء اجسادهم نهبا للجوارح التي تمزقهم ارباً.
    ورجال البشير يتابعون المهمة عبر التهديدات بقطع الالسن والاطراف وبـ «العودة الى التطرف»... «في حال... ».

    والأكثر بدائية، تبنّي النضال «الحذائي» ضد الامبريالية والصهيونية. فعن قرار المحكمة الدولية وقضاتها،
    و «مَن وارءهم» يقول البشير: «كلهم تحت حذائي!». والشيء بالشيء يذكر: فمن ينسى «القطب» اللبناني
    «المقاوم»، الذي رفع العزة والكرامة الى مرتبة جديدة عندما قال عن المحكمة الدولية لمحاكمة
    قتلة رفيق الحريري: «المحكمة على صباطي» (أي حذائي... )


    ________________


    التعديل لضبط الهوامش بشكل يسهل القراءة

    (عدل بواسطة عزاز شامي on 03-15-2009, 09:54 AM)

                  

03-15-2009, 10:32 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: عزاز شامي)

    شكرآ يا عزاز
    ومن قبل ، الشكر موصول
    ل حيدر جني والكيك
    عشان زودتونا بماينشر حول الموضوع في الصحف
    ووفرتوا لنا غمكانية متابعة لصيقة

    وبشأن :
    Quote: لن أرهق مزيدا من الحبر



    أرهق ما غلط

    لكن اهرق اصح

    ودي مراهقة فكرية ساكت مني ، فماتشتغلي بيها

    وواصلي سعيك المفيد في تغطية ماكتب في الصحف
                  

03-15-2009, 10:38 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: أبو ساندرا)

    أرهق ما غلط

    لكن اهرق اصح


    صباح الخير
    والله علشان تعب عيونك
    حأكسر حاجز الحردة من الرد :)

    وحاة مق القهوة العزيز و غالي،
    انا قاصدة اكتبها أُهرق
    بس لعنة المستجدين في اللغة ملاحقانا

    شكرا ليك و ما تعفيني يوم لو لقيتني خاتية في القواعد
    أنا في ذمة كل من قرأ لي و ما صحح لي و هو يعلم ...
                  

03-15-2009, 11:01 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: عزاز شامي)

    معليش يا عزاز
    والله انا كنت واضع نسبة 99% كما ذكرتي
    أي انك كنت قاصدة أهرق لكنك كتبتيها وانت مستعجلة شيئآ
    وهذه تحدث لي كثيرآ
    وكمان بتحدث عند أرقى الكتاب

    Quote: أنا في ذمة كل من قرأ لي و ما صحح لي و هو يعلم ..


    وليس هذا هو القصد

    ديك مناكفة سااااكت
    اعفيي ليي
                  

03-15-2009, 10:59 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: عزاز شامي)

    Quote: لست بصدد التداخل بشكل شخصي في هذا البوست و سأكتفي بإيراد المقالات ذات العلاقة

    أستاذة عزاز
    تحياتي واحترامي

    وكيف يكون رد فعلنا نحن معشر المتابعين إن وجدنا في المادة المنشورة ما نتفق معه أو نختلف حوله ؟؟
    خاصة وأن المقالات المنشورة - حتى الآن - فيها كثير مما يحرض على التلاقح الفكري
    فالظن عندي أن المتداخل في بوست - أى بوست - يتوقع تعقيباً من صاحب/ة البوست إتفاقاً كلياً أو جزئياً أو معارضة صريحة . خاصة إن كان صاحب/ة البوست من الأقلام التي تشد إليها الرحال مثلك .

    _______

    وفي كل الأحوال جزيل الشكر على إطلاعنا على ما يكتب في الصحافة العربية عن همنا المقيم ( أبداً )
                  

03-15-2009, 02:44 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: عزاز شامي)

    الأخ عاطف عمر،
    تحايا و سلامات ...
    أشكرك عميق الشكر على حسن الظن،
    ولكن أعذرني يا سيدي من مناقشة (فحوى) النصوص، فلست بكاتبتها لأحمل وزر قائليها
    وإن لاقت هوى في نفسي و لي أجل المناولة ليس إلا ...

    و الأمر الثاني هو أن مرارتي لم تعتد تحمل حوارا في هذا الأمر،
    فكلما ظننت أن حكومة الخرطوم قد أفرغت ما في جعبتها من صراخ و أحذية
    وأن نمليتها قد فرغت من عدة و كبابي لموص القرار و توزيعه مَنقوعِه
    على الأحبة و الحادبين، خيب القصر الجمهوري ظني و أهداني رقصة في غير موقعها
    أو زيا و خطابا أقرب لاستعداء المُخاطبين منه لاستقطابهم، والغريب المفاجئ
    أنها تلاقي استحساننا من نفر كبير منهم و بدأت في التشكيك في قدراتي العقلية ...

    أضف للأسباب عاليه فشلنا الذريع المريع في خوض مياه الاختلاف و الحوار في السياسة،
    في المسائل العائلية، في كرة القدم، ونسة أعمدة النور ...
    كلها تُصنف في فئة "حوار طرشان"

    و عليه،

    و رأفة مني بنفسي و بصحتي و ما تبقى من شبابي،
    آثرت الاكتفاء بالقراءة و نقل ما تيسر للقراء ...
    لأكفي نفسي طبقات من مرارة على قتلى و مشردين و مهمّشين ...
    و شعب سلم تلابيبه لعاطفته العمياء
    ورمز سيادة – جُبرنا عليه–
    لا يقرأ التاريخ و يؤسس لتاريخ جديد لا يكتب بل يشرب!

    النبي أعفو لي يا أخوانا ...
    صحتي ما بتستحمل!


                  

03-15-2009, 02:57 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: عزاز شامي)

    Quote: بسيادة رمز للدولة


    والله لسة ما قريت البوست كويس ... لاكين ما اعتدت غلطة لغوية زى دى من عزاز شامى ....

    الرئيس ... كمنصب دستورى ... هو الرمز المادى ... للسيادة الإفتراضية للدولة ....

    وتصادف إنو شاغل هذا المنصب الدستورى الرامز لسيادة الدولة ... من المؤتمر الوطنى ... وإسمو البشير ...

    فرفضنا أى مساس ... برمز لسيادة الدولة ... لو قاصدانا ...

    ... ومدة تقرى التعليق دا ... انا اكون رجعت لى باقى البوست ....













    ... المهم ....
                  

03-15-2009, 03:14 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    عزوز
    الحمد لله الذي خلق منك زولة عندها وكت وفاضية عشان تقرا كل هذه المقالات..
    واضح انو ايامك باسطة..



    ايو واللهي..
                  

03-15-2009, 03:20 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    رجعت لى باقى البوست .... وكفّارة وسلامتك من الحوار .... (طرشان أو سمعان!)

    حالة الإكتئاب الحالية دى حالة الكل .... والمسقبل المظلم مهيمن على مخيلات الكل ... الذين ماصوا والذين رفضوا الموص! وهو ما حذرنا منه "الطرش" مراراً وتكراراً ولكن يبدو أن العيب ليس "الطرش"، بل الحياة نفسها .... فقد قال الشاعر:

    لقد أسمعت إذ ناديت حياً
    ولكن لا حياة لمن تنادى!












    .... المهم ......
                  

03-15-2009, 03:29 PM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    عزوز

    ممكن نشوف صحف تانية غير الحياة اللبنانية

    امكن نجد بصيص امل
                  

03-15-2009, 03:43 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: khaleel)

    بالمناسبة يا عزاز ...

    .. حلّيتى لى مشكلة إصطلاحية كبيرة بى "حوار الطرشان" دى ....

    .. وانا شلتها وتانى ما برجعا ليك ....














    .. المهم .....
                  

03-15-2009, 03:51 PM

العوض المسلمي
<aالعوض المسلمي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 14076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    عزاز سلام

    نتابع
                  

03-15-2009, 05:00 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: العوض المسلمي)

    العزيزة عزاز ... تحياتي
    بمثل هذه القراءات الدقيقة لأزمة مذكرة الجنائية الدولية ، وتداعيتها الخطيرة على الواقع السوداني ، لاسيما قراءة المحلل المرموق وحيد عبد المجيد ، يمكننا أن نتلمس صوت العقل والمنطق ؛ الذي يرى من وراء الأحداث بعض الوقائع الخطيرة التي يمكن أن تحدث في السودان . للأسف كل المعطيات الواردة من الخرطوم تصب في تجاهل كبير بخطورة مايمكن أن ينتج على قرار محكمة الجنايات . وبصورة كشفت عن الطبيعة الراسخة في تعاطي النظام مع الأزمات الخطيرة كما لوكانت تحدث في الصين البعيدة . مرفق مقالي بعنوان (السودان ومذكرة أوكامبو) الذي كتبته في شهر أغسطس الماضي عقب صدور مذكرة الاتهام .
    Quote: السودان ، ومذكرة أوكامبو بقلم محمد جميل أحمد
    الرياض
    التداعيات السياسية التي نجمت على خلفية ، الإدعاء في مذكرة أوكامبو ضد الرئيس عمر البشير في 14 يوليو الماضي ، لا يمكن قراءتها في إطارها الضيق المتعلق بوضع النظام السوداني فحسب ؛ بل هي تداعيات ستكون مؤشرا لتغييرات استراتيجية أخرى في المحصلة النهائية لمسيرة التفكيك الضمني لبنية الدولة في السودان ، أو ما تبقى منها ، بعد تسعة عشر عاما من حكم نظام البشير .
    ذلك أن المشهد السياسي الذي ستحيل عليه القراءات السريعة للحدث ، قد لا يكون هو مما كان مضطردا باستمرار إزاء نتائج كل التكتيكات والالتفافات التي كان يتعاطى بها النظام مع الأزمات في الداخل والخارج ، لكسب الوقت .
    كما أن المشكلة الأساسية لا تكمن في استدراك الإحساس بالذنب حيال ماجرى من فظاعات في دارفور (على ما أراد أن يوحي به النظام ، عبر الزيارة الأخيرة للبشير إلى دارفور) ولا فيما يمكن أن يؤول إليه أمر السودان من تفكك وانهيار .
    المشكلة كانت دائما في اختبار النظام لطريقة مناورات ظل يحسبها باستمرار فاعلة ومخلـَّصة له من المآزق ، فيما كانت هذه الطريقة تخلق أزمات ظلت تتراكم بصورة تضيق عليه الخناق لجهة استحالة حلولها بذلك الأسلوب البهلواني .
    والحال أن الأزمات التي كانت تتراكم ، والتداعيات التي كانت تنشأ عنها ، والسيرة السيئة لطريقة تعامل النظام في تطبيقه لاتفاقات (نيفاشا) مع الحركة الشعبية ، والاتفاقيات الهوائية التي تفوق الحصر مع حركات المعارضة السياسية في الداخل ؛ كل ذلك كان يشير في النهاية ، إلى أن طبيعة التعاطي هذه مع الأزمات لايمكن أن تتغير في عقلية النظام . وهنا تكمن خطورة النتائج التي ستنشأ عن هذه الأزمة الجديدة ؛ فطبيعة هذه الأزمة ليست من قبيل جهة تربطها حسابات سياسية كجميع الأطراف التي تعاطى معها النظام سابقا، بما في ذلك المفاوضات العسيرة بخصوص إقرار قوات (اليونوميد) في دارفور، مع الأمم المتحدة . فوجود العناصر المادية (قوات بشرية ، مصالح) لدى الأطراف التي دخلت في الاتفاقات التي عقدتها مع النظام ، كانت هي منشأ تلك الحسابات التي قد تفضي إلى تنازل ما ، أو تكون مدعاة للمناورة والتسوية. أما فيما خص مذكرة أوكامبو ، فهي تابعة لجهة مستقلة : المحكمة الجنائية الدولية ، وهذا ما يضع النظام أمام هامش ضيق وخطير للمناورة . كما أنه في حال قبول الإدعاء من طرف القضاة بعد النظر فيه ، ستكون للترتيبات الملزمة للدول الأعضاء في مجلس الأمن للتعاطي مع الحكم الصادر على البشير ؛ نتائج سيئة وأكثر تعقيدا للأزمة في الداخل السوداني . هذا في حال صدور حكم من المحكمة الجنائية الدولية . أما الوضع في الداخل وحتى قبل صدور هذا الحكم ، فسيظل مراوحا في مكانه ، كانعكاس لرأي المؤتمر الوطني الحاكم ، دون أي تأثير ، لامن طرف الحركة الشعبية الشريكة في الحكم ، من ناحية ، ولا من طرف قوى المعارضة والأحزاب التقليدية فيها خصوصا
    فالحركة الشعبية ، فضلا عن تبرمها من أسلوب تنفيذ اتفاقية نيفاشا من طرف المؤتمر الوطني ، لأكثر من ثلاث سنوات ، لا تريد أن تكون طرفا خصما في مواجهة المجتمع الدولي الذي تعرف دوره في الترتيبات التي أفضت إلى اتفاق نيفاشا كما أنها في نفس الوقت تضع عينها على الجنوب كملاذ مستقل في حال تدهور الأوضاع مستقبلا ، رغم اللجنة الحكومية التي تكونت أخيرا بقيادة سلفا كير لمواجهة تداعيات مذكرة أوكامبو .
    أما الأحزاب السياسية، فربما كان في اتفاق (التراضي) الذي تم توقيعه بين حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي، وبين المؤتمر الوطني، ما يشير إلى أي مدى أصبح نفوذ المؤتمر الوطني مسيطرا عبر السلطة والقوة.
    حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي ، هو الحزب الوحيد الذي يملك القدرة على خلق تكتيكات عابرة لجسمه السياسي ، من خلال تنسيق بعض حركات دارفور وعلاقته السابقة بها ، كحركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم . ولكن حراكه هذا نسقي ومسدود الآفاق ، فالترابي هو عراب التجربة الإسلاموية أصلا ، وتحركاته لا تأخذ معناها إلا ضمن نصاب وطني مشترك مع المعارضة ، وهذا غير موجود حتى الآن.
    لكن خطورة المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي تكمن في قدرة هذا الأخير على توريط النظام أكثر في مواجهة المجتمع الدولي عبر العديد من الأوراق السرية التي يمكن أن يلعب بها الدكتور الترابي، باعتباره شاهد ملك على تاريخ هذا النظام .
    ورغم تدخلات الهيئات والأطراف الإقليمية كالجامعة العربية ، والاتحاد الأفريقي بدعوة من النظام ؛ إلا أن هناك رابطا خفيا ، يجعل هذه الأطراف تنشط بقوة ـ لاسيما الاتحاد الأفريقي ـ الذي استبق النكير على هذه المذكرة بدافع الإحساس الذي يضمر دفاعا خفيا عن الذات أيضا، وعلى طريقة (أكلت يوم أكل الثور الأبيض) .
    أما الجامعة العربية فستصطدم كل جهود أمينها العام عمرو موسى ، بتعنت النظام عبر صلفه العتيد الذي لايرى في كل الكوارث المحدقة بالسودان سوى مؤامرات خارجية ، لن تنال منه شيئا .
    وفي خضم هذه التداعيات ، ربما كانت تصريحات الرئيس السنغالي عبد الله واد ، هي الأكثر عقلانية وشفافية ، حتى أنها بدت كتغريد خارج السرب الأفريقي. فالرئيس السنغالي قدم نصيحة للبشير ونظامه، وأرسل إشارات واضحة بخصوص التزامه التام بقرار المحكمة في حال صدور حكم على الرئيس البشير.
    ورغم بعض المخارج التي تم تمريرها والإشارة إليها عبر تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير لاحتواء الأزمة ، والتلويح بإمكانية مخرج للرئيس البشير من المأزق في حال تسليم كل من (أحمد هارون) و(علي كوشيب) المتهمين بجرائم حرب في دارفور لمحكمة العدل الدولية بلاهاي ، إلا أن سلوك نظام الإنقاذ لايمكن أن يستجيب لمثل هذا العرض ؛ لا لأن ذلك أخف الضررين ، ولكن لأن الأمر قد يفضي إلى تسريبات ومعلومات أخرى في حال تسليم أحمد هارون وعلي كوشيب ؛ مما قد يؤدي إلى مضاعفات أخرى في مسار القضية .
    تبدو الآفاق كلها معتمة حيال حل عقلاني، يجنب السودان سيناريوهات أزمة كبرى . ففي ظل حكومة حولت الثوابت الوطنية إلى سقف محدود لمفهومها الأمنى الخاص ، وخلقت تلك الأزمات بيديها ضمن رؤيتها الأحادية التي أفضت إلى مثل هذه الكوارث ورأت في الحروب الداخلية ضد المعارضة جهادا ضد أعداء (الإسلام والعروبة) لايمكن أن يتوقع المراقب اختراقات ، أو توافقات تصب في رؤية إستراتيجية لمصلحة وطنية وازنة .
    فحين تتحول المصالح الوطنية في بنية النظام وتحركاته إلى مجازفات وانتهاكات ، فإن الذي سيحول دون رؤيتها خلال هذه الأزمة الخطيرة ، ليس فقط استجابة النظام الجوفاء التي راهنت باستمرار على حشد وتجميع الموالين في كل منعطف ، بل عجزه أيضا عن الانتباه ، ومن ثم الاستهانة ، بما يمكن أن يقدمه الشريك (الحركة الشعبية) أو قوى أحزاب المعارضة ـ على مافيها من عجز ذاتي ـ أو الهيئات الإقليمية والدولية من حلول .
    فالاحترازات العُصابية للنظام ، التي نهلت طويلا من إحساس يضمر عقلية المؤامرة في كل ردود الأفعال الوطنية والإقليمية والدولية التي تترتب على أخطائه ؛ تجعل من طريقته النسقية المعروفة في التعاطي مع الأزمات هي الخيار الوحيد لسلوكه .
    لكن مثل هكذا خيار في الأزمة الجديدة سيكون (خيار شمسون) الأخير ، خيار وأي خيار ؟!
                  

03-15-2009, 06:43 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: محمد جميل أحمد)

    البشير دا عرفناهو ما بقرا الجرايد يا كافى البلاء مستشارينو ما بقروا كمان!
    الله يكضب الشينة!
    رئيس وزير دفاعو عبدالرحيم ابو عصاية مفروض يخت جزمة فى خشمو يتكتم!
    يديكى العافية يا عزاز وشكرا ليك لاشراكنا متعة القراءة ونوم الكوابيس!
    جنى
                  

03-15-2009, 07:17 PM

جمال هباني

تاريخ التسجيل: 03-13-2005
مجموع المشاركات: 421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين مذكرة ادانة و رقيص الرئيس: قراءة في صحف الصباح (Re: محمد جميل أحمد)


    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de