|
|
 بشرى لمسلمي أمريكا .. منازل بقروض شرعية ... ومؤشّر للأسهم الإسلامية في "وول ستريت"
|
مسلمو أمريكا يتملكون منازل بقروض شرعية
صحف - إسلام أون لاين .نت
حلم امتلا منزل اصبح قريب المنال لمسلمي أمريكا
"يمكن تحقيق النجاح بها".. هكذا قال ستيفن رانزيني رئيس مؤسسة التمويل الإسلامي في ميتشجان وهو يصف تجربة المؤسسة في مجال تقديم منتجات مصرفية متوافقة مع الشريعة الإسلامية؛ لمساعدة مسلمي الولايات المتحدة على امتلاك منازل خاصة بهم، كبديل عن الرهون العقارية التي كانت الشرارة الأولى التي انطلقت منها الأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي والعالمي.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية السبت عن رانزيني قوله: "قبل الأزمة المالية لم يكن هناك تفكير في العمل بالأنظمة المصرفية الإسلامية، ولم أكن أبدا أسمع بها"، وأضاف: "لقد كانت (المصرفية الإسلامية) قابلة للتعلم، ويمكن العمل فيها وتحقيق النجاح أيضا".
وقليل من المسلمين كان بإمكانهم أن يصبحوا أصحاب منازل خاصة، مع كونهم ينأون عن القروض العقارية التي تقدمها البنوك التجارية الربوية، مع تحريم الإسلام التعامل بالربا.
وفي هذا الإطار، دشن مصرف التمويل الإسلامي التابع لجامعة ميتشجان، في ديسمبر 2005 خطة في كامل فروعه لمساعدة عملائه المسلمين، من خلال طرح منتجات متوافقة مع الشريعة الإسلامية؛ لتمكينهم من تملك منازل.
15 ولاية
وتبلغ حجم الأموال التي تم ضخها في إطار برنامج المصرف الذي أطلق عليه اسم "الرهن العقاري البديل" حوالي 80 مليون دولار، لتمويل السكن والعقارات التجارية في 15 ولاية أمريكية.
وفي حين أن العديد من البنوك التقليدية أشهرت إفلاسها بسبب تفاقم الأزمة المالية العالمية، فإن مصرف التمويل الإسلامي سجل كواحد من أفضل البنوك ذات القدرات العالية على الإطلاق، سواء من حيث الموجودات، أو متانة الموقف المالي.
وقد أتم البنك مبيعات 11 منزلا، بمتوسط منزلين أسبوعيا لعملائه من المسلمين، في غضون الشهرين الأخيرين، وينوي إتمام عمليات بيع أربعة منازل مع إغلاقات الأسبوع المقبل، وتتم عمليات التمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية وفق صفقات وترتيبات خاصة بها، وتشمل خططا مشتركة، واتفاقات شراء وبيع، أو اتفاقات شراكات.
وتحكم عمليات الصيرفة الإسلامية ومؤسسات التمويل الإسلامي مجموعة من القواعد، من بينها تقاسم الأرباح والخسائر، وعدم الدخول في شراكات، أو مبادلات مالية، أو تجارية مع أي شركة لها أنشطة تتعلق بتجارة تشمل الخمور، أو المقامرة، أو المواد الإباحية، أو التبغ، أو الأسلحة، أو لحم الخنزير.
عودة إلى الجذور
وبالنسبة لكثير من المراقبين، يعتبر مصرف جامعة ميتشجان، وازدهار المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بشكل عام ليس إلا جزءا من تيار عام.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن عصام صلاح، الخبير في التمويل الإسلامي في المؤسسة الدولية للمحاماة: "هذه الظاهرة جزء من صحوة دينية لا تشهدها الأوساط المسلمة فحسب، بل في مختلف المجتمعات التي تدين بديانات أخرى".
كما أنه من الزاوية الاقتصادية تحدث مصرفيون عن جدوى التمويل الإسلامي، من جهة أن هناك سوقا قوامها سبعة ملايين مسلم يعيشون في الولايات المتحدة؛ حيث يمثلون سوقا متخصصة لا أحد يعمل فيها سوى من يستطيع تقديم خدمات مصرفية متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
ولن تقتصر التجربة على مصرف جامعة ميتشجان، وإنما امتدت لتشمل مصارف أخرى، من بينها "ديفون بنك" في شيكاغو، كذلك لجأت بعض الجهات الرسمية الأمريكية لإدراج قواعد المعاملات الإسلامية في تعاملاتها، مثل إدارة التوجيه السكني في ولاية فرجينيا، باعتبار أن التمويل العقاري الإسلامي بديل مقبول للرهن العقاري.
كما انضمت مؤسسة سيتي جروب المصرفية الأمريكية العملاقة مؤخرا إلى المؤسسات المصرفية التي تقدم منتجات متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وطوال السنوات العشر الماضية، يقدم مؤشر داو جونز للأسهم في وول ستريت، مؤشرا خاصا لأداء أسهم الشركات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
التزام لا خوف
ولا شك أن صفقات قروض خالية من الرهن والفوائد الربوية تعني توفير الراحة النفسية لكثير من المسلمين، ونقلت "نيويورك تايمز" عن محمد عبد السيد، الذي اشترى منزلا بمبلغ 123 ألف دولار، بقرض إسلامي قوله: "في نهاية المطاف، فإن المسألة هي عندما أموت وأقف أمام الله، ويعرض كل شيء فعلته في حياتي، فلا أريد أن أقول أنا لجأت إلى الطريق السهل الذي يخالف ديني بدلا من أن أبحث عن حلول تتفق مع طريق الشريعة الإسلامية".
وقال فارس هوزير، الذي قام مؤخرا بشراء منزل لأسرته في كانتون بولاية ميتشجان: "من صميم قلبي أفعل ذلك؛ اتباعا لأمر ربي وخالقي".
وحصل بنك التمويل الإسلامي على جائزة رابطة المصرفيين الأمريكيين لعام 2009؛ تقديرا لدوره في المساعدة على زيادة عدد من يملكون منازلهم الخاصة في أوساط مسلمي الولايات المتحدة.
وتصاعدت دعوات غربية وعالمية في الأشهر الأخيرة لمزيد من الاعتماد على المعاملات الإسلامية، وتنامت هذه الدعوات بعدما نشأت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية من رحم النظام المصرفي الربوي المعمول به في الغرب.
وكانت هذه الدعوات التي صدرت عن الفاتيكان؛ حيث كتبت صحيفة "أوسيرفاتور رومانو" الناطقة الرسمية باسم الفاتيكان، من أنه يجب على البنوك الغربية تبني القواعد المالية الإسلامية، لاستعادة ثقة عملائها في إطار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
وقالت الصحيفة: إن التعليمات الأخلاقية التي ترتكز عليها القواعد المالية الإسلامية تعمل على التقريب بين البنوك وعملائها، كما أنها تجعل البنوك تتحلى بالروح الحقيقية المفترض وجودها في المؤسسات التي تقدم خدمات مالية.
وازدادت أهمية البحث عن بديل للنظم المصرفية والمالية الغربية التقليدية، مع فشل خطط الإنقاذ التي اعتمدتها البلدان الرأسمالية العتيدة لإنقاذ اقتصادياتها، رغم ضخامة هذه الخطط التي زادت في الولايات المتحدة وحدها على 1500 مليار دولار، أي حوالي 1.5 تريليون دولار في أقلِّ من ستة أشهر، بينما وصلت في ألمانيا ما بين 500 مليار إلى 650 مليار دولار، وفي بريطانيا رقم مماثل.
وعقدت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا مؤخرا أعمال المنتدى الدولي الخامس للاقتصاد الإسلامي، ودعت خلاله قيادات سياسية ودينية من العالم الإسلامية البنوك الإسلامية، في المقابل، لتطبيق ما وصفوه بـ"أعمال تشجيعية" في الغرب؛ للترويج للأنظمة المصرفية الإسلامية.
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست