|
مطالب المعارضة المصرية وزيارة جمال مبارك للعاصمة الامريكية !!
|
سطوة «الأخ الأكبر» «المعركة بدأت من واشنطن»، قال الرجل الهادئ معلّقاً على أخبار تسربت من أجهزة الأمن أن «مغربية وتركياً دبّرا حادث الحسين». الرجل لم يهتمّ بمعاني ودلالات بداية مرحلة الخلايا الأجنبية، هو اهتم بزيارة جمال مبارك إلى أميركا هل سيعود جمال الدين محمد حسني سيد مبارك (وهذا هو اسمه في وثائق الحكومة) كما ذهب إلى أميركا؟ الزيارة وسرّيتها استفزتا «شتات» معارضة مصرية أرسلت إلى الرئيس حسني مبارك خطاباً مسجّلاً على عنوانه في قصر العروبة. الخطاب يتضمن خمسة مطالب هي: إلغاء قانون الطوارئ، والإفراج عن سجناء الرأى، وإصدار قانون دور العبادة الموحد، واتخاذ خطوات نحو ترسيخ الديموقراطية، وإعمال مبدأ الفصل بين السلطات، والكف عن التدخل في شؤون القضاء وتأليف جمعية من جميع الأطياف لإعداد دستور عصري. المنظمات اجتمعت هي الأخرى في موقع غير معلن. سرية تردّ على سرية. ومعركة ملعبها الأخ الأكبر. أميركا هي الأخ الأكبر للنظام المصري. والأخ الأكبر يسيطر على النظام بطرق ليست دائماً على هوى أنظمة الاستبداد. وهناك حكاية معروفة وقعت في الثمانينات، وقتها كان الرئيس مبارك وسيطاً في أزمة «أكيلى لورو»، السفينة القبرصية التي خطفها فدائيون فلسطينيون من مجموعة أبو العباس. مبارك أقنعهم بأن يسلموا أنفسهم إلى أجهزة مصرية ستنقلهم من إيطاليا إلى مصر. على أن يخرج جميع ركاب السفينة سالمين. استسلم الخاطفون وعادوا في الطائرة المصرية، لكنهم فوجئوا بطائرات حربية أميركية تقطع الطريق عليهم وتجبرهم على النزول. ولم يكن خافياً وقتها أن الاستخبارات الأميركية عرفت خط سير الفلسطينيين من التنصت على هاتف الرئيس. الأمر لم يعد سراً، بل أصبح خبراً صحافياً، لم يرد عليه مبارك سوى بكلمة واحدة: «أنا مجروح». والإجابة أضافت ناراً إلى جروح شباب غاضب تجمّع أمام بوابة جامعة القاهرة سنة 1985 ليعبّر عن الاحتجاج على قطع طريق طائرة مصرية من دون احتجاج رسمي من الدولة، ومن دون كلمة أكبر من الجرح. كان الأمر غريباً وقتها. والحكاية كشفها بعد ذلك الصحافي الشهير بوب وودورد في كتابه «النقاب». ولم تعلن الرئاسة موقفها حتى الآن من التجسس على الرئيس. هل لا يزال هاتف الرئيس مراقباً؟ وهل هاتفه وحده أم هو وجمال وبقية العائلة؟ عندما تراقب الاستخبارات الأميركية الرئيس، بنصف علانية، فهذا يعني أنه تحت سيطرتها الكاملة. فهو يعرف أنها تعرف عنه كل شيء، وستكون ألعابه معها على المكشوف. كما أنه يعني أن الشبكة الرئيسية للنظام تحت سمع الاستخبارات الأميركية. تفهم المعارضة المشتّتة أن «الأخ الأكبر» هو حدود نظام، قوته مفرطة وبلا حدود. وهذا ما جعلها تختار الزيارة مناسبة لهجوم لم يتوقّعه الأب ولا الابن.
|
|
|
|
|
|