|
|
 بيان للناس من الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بيـــان للنـــاس
قال تعالي:"لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أومعروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما" صدق الله العظيم
أثارت الآراء الفقهية التي صرح بها الإمام الصادق المهدي في مؤتمري المرأة والمؤتمر العام لحزب الأمة لغطا كثيرا وتناولها بعض الوعاظ وأئمة المساجد بالنقد والتعليق وبعض هؤلاء المنتقدين تجاوز حد اللياقة فأطلق ألفاظا نابية لاتليق بأسلوب العلماء والدعاة! قال تعالي" واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"
لقد تعرض الإمام الصادق في خطابيه للقضايا الآتية:
1- قضية المرأة وما تتعرض له من انتقاص وظلم يستدل بعض ممارسيه بالنصوص الشرعية التي يؤولونها تأويلا يتنافي مع المقاصد الشرعية.
2- قضية النقاب.
3- قضية تطبيق حد السرقة في ظروف السودان.
4- قضية معاقبة المرتد في عالم اليوم .
وهي قضايا ظلت مكان اهتمام من الفقهاء والعلماء والمفكرين قديما وحديثا وعقدت مؤتمرات كثيرة لمناقشة هذه القضايا وغيرها من المواقف والأعمال التي تمارس باسم الإسلام وتؤدي إلي نقيض مقصوده، إن الهيجان الذي تعامل به بعض الوعاظ والخطباء يدل علي عدم متابعتهم لقضايا الدعوة وما تتعرض له من هجوم وتشويه من أعداء الإسلام،ولم يتابعوا المجهود الذي بذله الإمام الصادق المهدي وأمثاله للتصدي لتلك التحركات التي تسعي للنيل من الإسلام وأهله، أقول لهؤلاء رفقا بهذه الأمة فالأمر ليس كما تظنون. وتعليقا علي الموضوع بصفة عامة أقول الآتي:
أولا: الإمام الصادق المهدي إمام لأكبر جماعة إسلامية في السودان وهي جماعة جاهدت ولازالت تجاهد نصرة للإسلام ودفاعا عن حرماته ولا نحتاج إلي تذكير فمعارك الأنصار من الجزيرة أبا مرورا بشيكان وفتح الخرطوم وكرري وأم دبيكرات شاهدة علي فعالهم, وهي جماعة تنتمي إلي دعوة هدفها الأول إحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيما، ومرتكزاتها تقوم علي التوحيد والجهاد والاجتهاد وتوحيد أهل القبلة والإمامة والجذور والأغوار الروحية للأعمال، وهي تتصدي بالجهاد لرد العدوان علي الدعوة من الخارج وبالاجتهاد لنفض الغبار الذي علق بالدعوة من ممارسات الداخل, علي أساس " يبعث الله لهذا العلم في كل عصر عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" وإمام الأنصار ملتزم بالأسس والمبادئ التي قامت عليها الدعوة وهو مجتهد حسب الاستطاعة لنصرة الدعوة ورد الشبهات عنها، ولعطائه الثر في هذا المجال اختاره الأنصار إماما لهم وأختاره عدد من علماء الإسلام المعتبرين رئيسا لمنتدى الوسطية العالمي.
ثانيا: لقد تحدث الإمام عن المرأة مبينا أن التعامل معها في كثير من الأحيان يتناقض مع تعاليم الإسلام وبين أن الإسلام كرمها أما وأختا وزوجة ودعاها إلي التخلي عن التشبه بالمرأة الغربية, وانتقد ختان البنات، وطالب المرأة بالحشمة والالتزام بالزى الشرعي، وانتقد النقاب باعتباره عادة عربية وليس أمرا شرعيا، وإن كانت هنالك بعض الجهات قد تضررت من التشبيه الذي جاء علي سبيل الطرفة فنحن نعتذر لها ونقول لكم العتبى حتى ترضوا. أما موضوع السيدة عائشة فقد اعتبر أن عمرها عندما تزوجت برسول الله صلي الله عليه وسلم كان أكبر مما ذهب إليه كتاب السيرة وقدم حججا تدعم كلامه. وهو موضوع يخضع للحساب. وأما تطبيق حد السرقة فهو يقره ولكنه يعتبر ظروف السودان الآن أشبه بعام الرمادة الذي عطل فيه ابن الخطاب حد السرقة لشبهة الحاجة، وأما قتل المرتد فيري أن الحكم جاء في حديث آحاد وهو محل خلاف في حجية الأحكام خاصة في ما تعم به البلوى، ويري أن هنالك واقع جديد لابد من مراعاته : فهنالك عدد كبير من المسلمين يعيشون في بلدان غير مسلمة فماذا نفعل إذا تعاملوا معنا بالمثل، وعدد كبير من غير المسلمين يدخل الإسلام كل يوم فلماذا نقفل عليهم الباب، ونص الآية واضح:" لا إكراه في الدين .." إن القضايا التي أثارها الإمام الصادق المهدي قضايا فقهية ينبغي أن يرد عليها الفقهاء حسب أصول المنهج الفقهي إن كانت هنالك ملاحظات فقهية تحتاج إلي توضيح أونقد,فكلنا نسعى لنصرة الإسلام فلنوجه طاقاتنا لهذا الغرض، ونحن نعلم أن هذه القضايا قضايا خلافية فأخذنا بالخيار الذي نعتقد أنه يحقق مقاصد الإسلام ويدفع عنه الشبهات ولنا في ذلك أدلتنا، ونحترم خيارات الآخرين ونفهمها. لقد عقدنا عدة مؤتمرات وسمنارات وورش عمل لمناقشة القضايا التي استجدت في الساحة الإسلامية وفي الساحة العالمية والتي لها تأثير مباشر علي الإسلام والمسلمين، وللهيئة أدبيات كثيرة في هذا المجال لمن أراد الإطلاع عليها.
ثالثا : إن الخلافات بين المسلمين بلغت درجة بالغة السوء وقد أقعدت هذه الأمة عن النهوض المطلوب اتخاذ الحوار وسيلة لحل الخلافات وفض النزاعات ونحن نقترح الميثاق الآتي كأساس للعلاقة بين أهل القبلة:
1- الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجا للحياة استنادا إلي النصوص القطعية في الكتاب والسنة.
2- احترام الاجتهاد الملتزم بالضوابط الشرعية في الفرعيات وتفهم الاختلاف في هذا المجال.
3- حصر المستجدات في الساحة الإسلامية والعالمية وتحديد مرابطها في الشريعة الإسلامية واستصحاب النافع منها بما لايتعارض مع عقيدتنا ومبادئنا.
4- الابتعاد عن التكفير وتوابعه في العلاقة بين المسلمين فعلي ابن أبي طالب سئل بعد قتال أصحاب الجمل " من هؤلاء الذين قاتلوك أمشركون هم؟ قال من الشرك فروا، قيل له أمنافقون؟ قال إن المنافقين لايذكرون الله إلا قليلا، قيل له فمن هم إذا؟ قال: إخواننا بغوا علينا" فلنتبع هذا النهج في التعامل ولنترك التنطع فكثير من المتنطعين لايثبتون في ميادين المعارك الحقيقية.
5- تكوين آلية لفض النزاعات بين الجماعات الإسلامية .
6- الاتفاق علي مؤسسة للاجتهاد تضم كل التخصصات وكل الجماعات والعلماء من أهل القبلة.
7- الاتفاق علي معالم واضحة لخطابنا للآخر تراعي الحكمة التي أمر بها الإسلام.
هذا والله من وراء القصد.
عبد المحمود أبو
الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد
أم درمان: 8 ربيع أول 1430 ه
الموافق: 3 مارس 2009م
|
|
 
|
|
|
|
Nazar Yousif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست