|
|
 المحكمة الجنائية عمر جديد للانقاذ
|
كاننا لا نقراء التاريخ الذى نعيش بعض فصوله الان كلما دخلت الانقاذ فى زاوية او عاشت تحت ضغت دولى حسبنا ذلك هى نهاية هذا النظام وبعدها يتبين لنا اننا كنا مخطئين ولاننا عصبة لا تعترف بأخطائها ولا تتعلم منها نعلق امالا على كل شئ واى مجموعة لاقتلاع هذا النظام الا على هذا الشعب
عندما فشلت محاولة اغتيال حسنى مبارك واعلنت مصر تحمل نظام الخرطوم المسؤولية استبشرت المعارضة خيرا ووعدتنا بانه القاضية وان النظام وقع فى شر اعماله وبالطبع بدءات محاصرة النظام دوليا واقليميا ولكن حياة جديدة كتب للنظام بفعل ضرب امريكا لمصنع الشفاء وقصر نظر المعارضة وضح عندما تبجح احد اركانها بانه هو الذى افشى لامريكا سر هذا المصنع وبالطبع رفض الشعب السودانى هذه العنجهية الامريكية وبذلك فلت النظام من عنق الزجاجة
اتبع النظام قراءته العقلانية لمجريات الاحداث حوله بقرارت رمضان التى ارضت مصر من عدو لكل النظام الى صديق لجزء منه مما الحق الضرر بالمعارضة ولم يتبق لها الا ان تقبل وساطة مزعومة لالحاقه بالنظام حتى لا يعود النصف المشئوم
احداث سبتمبر ضيقت الخناق على النظام وايضا بلا وعى ايدنا وبل هلل بعضنا ان الانقاذ جزء من النظام الارهابى العالمى وظن البعض ان الفرصة قد سنحت ولا يفصلنا بين سقوط النظام والتغيير سوى قرار بوشى بضر الخرطوم وانزال جوى ونحو تلك السيناريوهات الغبية الا ان احداث سبتمبر اعطت الانقاذ عمرا جديدا حيث ان اول ما قامت به الانقاذ هو منع الصحف من تناول سلبى لاحداث سبتمبر يثير غضب امريكا حيث شدد وقتها وزير الاعلام غازى العتبانى بانه لن يتساهل مع كل من لا يلتزم بقراراتها وحنت الانقاذ الراس امام العاصفة وعرضت على امريكا مالم تتوقعه حيث اعطتها كل ملفات منتسبى القاعدة وسلمتها ممتلكاتها داخل السودان وسمحت بوفود السى اى ايه بالتجوال داخل السودان وتفتيش ما تعتقده الاخيرة خلايا قاعدية وبذلك حصلت على رضا امريكا مما خيب آمال الظانين فى احداث سبتمبر نهاية لهذا النظام
جاءت احداث دارفور بعد ان وضعت الحرب اوزارها فى الجنوب وتحول بعض من معارضين دوت كوم الى دارفوريين وحسبوا انها النهاية المحتومة ولكنهم لم يتعلموا من الماضى شى رغم ان قضية دارفور دخلت مستوى العالمية فى فترة وجيزة ايضا الحكومة فى بدايتهاادارت الازمة بطرضيقة غبية ولكنها تداركت الموقف حيث قبلت بمباحثات ابوجا وبضغط من المجتمع الدولى قبلت الحكومة وحركة التحرير باتفاق وضع على عجل وبذلك الاتفاق فرقت الحكومة الدارفوريين من اصحاب قضية الى مجموعات قبلية متناحرة وبالطبع قبل ابوجا بدء انقسام حركة تحرير دارفور من حركة الى فصيلين قبليين دخل احدهم الى القصر والثانى مازال يبحث عن حل
نتج عن محرقة دارفور القرار 1593 الذى قبل به النظام مضطرا وبموجبه حول مجلس الامن ملف التحريات فى الفظاعات التى ارتكبت فى دارفور الى مدعى المحكمة وتطورت الاحداث الى ان تقدم المدعى اوكامبو مطالبا بتوقيف البشير واحدث هذا الامر لغطا واختلافا فى الرؤى بين الحكومة ومن يشاركونها الحكم بصورة او اخرى مما كانوا يسمون انفسهم بمعارضة واليوم هم اقرب الى التقية السياسية لاهم معارضة بمعاناه المعروف ولا هم بحكومة
امريكا فى كل مرة تصرح فيها على السودان التعاون مع المحكمة تتبع قولها انه لا يفعل المطلوب لتحسين علاقته مع امريكا اذن هنالك شئ اخر مراد غير المحكمة وان فعل السودان مايرضى امريكا فلا باس من تحسين العلاقة معه غض النظر عن مستوى تعاونه مع المحكمة وايضاان البعض منا لا يهم ان تحققت العدالة فى ملف دارفور او لا المهم عندهم هو سقوط النظام باى ثمن فهم يعلمون بان تعاون الحكومة مع المحكمة امرا غير منظورا على اقل تقدير فى المرحلة الحالية ولكنه مستعد لتقديم تنازلات جديدة لامريكا فى ملفات اخرى لتخفيف ضغطها على الحكومة مستغلة نفوذها فى مجلس الامن وان فرنسا نفسها لهامن العلاقات الاقتصادية مع الحكومة اكبر من ايمانها بتحقيق العدالة
المجتمع الدولى اكثر ما يستطيع فعله هو فرض قرارات جديدة فى حالة تعنت الحكومة وهذه القرارات لن تكبل الحكومة ولكنها ستكون عبئا ثقيلا للدولة السودانية ورفعها سيكلفنا الكثير ولان البعض لايهم عنده ارتفاع التكلفة فقط ما يهمه هو اسقاط الحكومة وباى ثمن فهنا لا بد من التصدى لهؤلاء اصحاب المرارات والامال الخائبة
الحكومة تسعى لتغيير الوضع الميدانى وذلك باستمالة خليل ولكن الان الامر تغير حيث ان فصائل اخرى لا يمكن لها ان تقبل بالتنازل عن مصالح حققتها لنفسها ولم تغير تلك المصالح فى المعاناة الدارفورية وايضا لا يمكن ان تقبل بها فصائل اخرى تتطلع لتحقيق مكاسب ذاتية اذن ملف العدالة والسلام فى دارفور تحول من قضية متفق عليها على الاقل دارفوريا الى مختلف عليها دارفوريا القضية الان هو كيفية لملمة الاطراف الدارفورية على الحد الادنى من المطالب المتفق عليها وهذه ستكون عصية على تحقيقها وفق مانراه من تنافر حركات دارفور
الضحية فى كل الاحوال هو الانسان الدارفورى الذى لا يرى بارقة امل من الخروج مما هو فيه الان وان خرج الى اين ستقوده هذه الحركات التى امتطت صهوة القبلية
محكمة الجنايات فى تقديرى ستكون انبوب حياة لهذا النظام لانه اتقن اللعب بالبيضة والحجر قبل ان تبدء راينا انها قسمت السودانيين الى معسكرات هنالك من يؤيدها ظن منه انها ستحقق العدالة هم مجموعة من الذين وقع عليهم الظلم وسئموا من تحقيق العدالة داخليا فهؤلاء يستحقون العدالة التى يطلبونها والقصاص من القتلة والمجرمين
هنالك مجموعة اخرى لا يهما عدالة ولا يحزنون فهم ضد الحكومة وياملون باسقاطها باى ثمن وان غبر السودان تحت قرارات اممية مجحفة فهؤلاء هم اخطر من الانقاذ نفسها
هنالك ايضا مجموعة فى موقع وسط فهى لا تدرى اين الحق واى الموقفين صحيح
|
|
 
|
|
|
|
هاشم نوريت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست