|
في القاهرة مؤتمران للشعر في غمرة غيابه عن الساحة الابداعية !!
|
يعقد في القاهرة مؤتمران للشعر في الأسبوع نفسه بل في اليومين نفسهما (من 15 حتى 17 مارس الحالي)، المؤتمر الأول «الملتقى الثاني للشعر العربي» الذي يرعاه المجلس الأعلى للثقافة، والثاني «الملتقى الأول لقصيدة النثر» الذي تنظمه لجنة مستقلة من شعراء قصيدة النثر وتقرر عقده بمقر نقابة الصحفيين المصريين، وهذا التوافق او قل التزاحم على عقد مؤتمرين حول الشعر في الزمان والمكان نفسيهما ليس صدفة، وليس وليد خطة وتنسيق في الوقت نفسه، وليس ايضاً نتيجة لازدهار الشعر في مصر فالقاصي والداني يعرف ما يعانيه من غياب وانحسار على المستويات كافة ـ وانما هو آخر تجليات الصراع والعراك والرفض المستمر بين الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي رئيس لجنة الشعر منظمة المؤتمر الأول وبين جموع الشعراء المصريين من كتاب قصيدة النثر منظمي المؤتمر الثاني. ومعروف أن القصة بتفاصيلها وشخصياتها دارت في القاهرة منذ عامين، فقد قامت لجنة الشعر برئاسة حجازي باستبعاد شعراء قصيدة النثر المصريين من المشاركة في «ملتقى الشعر العربي الأول» الذي عقد في القاهرة مارس 2007 وفاز بجائزته الشاعر الراحل محمود درويش، كما استبعدهم ولا زال يستبعدهم من جوائز الدولة، والشعراء ردوا بـ«مؤتمر الشعر البديل» الذي نظمه الشاعران حلمي سالم وعبد المنعم رمضان وعقد في التوقيت نفسه. والملفت أن كلا المؤتمرين فشل للاسباب نفسها، أي الشللية والانغلاق على اتجاه شعري بعينه على حساب تجاهل التيارات الاخرى، وما زالت الانتقادات تكال لهما حتى اليوم من الغالبية العظمى من الشعراء المصريين. غير أن شعراء قصيدة النثر تخففوا من دور «البديل» بمنظميه السابقين «سالم ورمضان»، وبل جيل السبعينيات كله هذه المرة بقصر ندوات المؤتمر على قصيدة جيل الثمانينيات وما بعده، والأهم أنهم اختاروا خوض مواجهة واضحة قوية مع حجازي ومؤتمره وحتى مؤسسته ابتداء من عنوان مؤتمرهم «الملتقى الأول لقصيدة النثر» الذي يقصد أولاً تدشين قصيدة النثر التي يرفضها حجازي ولجنته، وانتهاء ببرنامجه الذي صيغ بلغة حماسية أقرب للبيانات الثورية، والذي جاء الإعلان عنه مؤخراً بمثابة ضربة استباقية مبكرة لحجازي ولجنته قبل نشر أي شيء عن «الملتقى الثاني للشعر العربي» المزمع عقده في التوقيت نفسه. ولكي يجعلوا المواجهة حاسمة جلية ضمنوا برنامج المؤتمر انتقادات لاذعة لحال الشعر في مصر هذه الايام اعتبروها مبررات وجيهة تثبت ضرورة عقده وفي هذا التوقيت بالذات، ومنها «التراجع الواضح لحضور الشعر فى جميع أجهزة الدولة، وتقلص مركز ترجمة الشعر بالنسبة لكل الأسماء ولكل الاتجاهات وفي رصد جميع الجوائز للرواية والفنون التشكيلية وفنون الصورة عامة وإقصاء الشعر. وكذلك تراجع دور الشعر الجديد وتقليص حضوره على المستوى الرسمي واتهامه بأنه معاد للغة والدين وأنه تدمير للتراث وتجاسر على تاريخه التليد، فضلاً عما تعمد إليه المؤسسة الثقافية الرسمية من إقصاء الشعراء الجدد عن محافلها ومؤتمراتها وجوائزها وترك الساحة للتيارات المحافظة التي تناصب التيارات الجديدة عداء لا ينقطع». كما أعلنوا أن مؤتمرهم يستهدف «تسليط الضوء على تجربة الشعر الجديد في مصر، ووضعه في إطاره الطبيعي والعام، لا سيما وأن هذه التجربة تبدأ بجيل الثمانينيات الذي بلغ بعض شعرائه الخمسين من عمرهم، واستطاعوا إنجاز وتقديم تجارب متفردة امتلكت صوتها الخاص وفرادتها، كما استطاعت رفد الواقع الشعري المصري خاصة والعربي بعامة. وإن المؤتمر سيكون بمثابة التدشين لـ«قصيدة النثر بالذات» التي «تلقى عنتاً شديداً على المستوى الرسمي وتتعرض لإقصاء دائم، ومن شأن ملتقى كهذا أن يساعد على بلورة الكثير من الاتجاهات الشعرية والتكريس النقدي لعدد من التجارب المهمة والمؤثرة في هذا الجيل والأجيال التي تليه». ومن المتوقع ان يشارك في «الملتقى الاول لقصيدة النثر» ما يزيد عن خمسين شاعراً مصرياً من جيلي الثمانينيات والتسعينيات من كتاب القصيدة الجديدة، وتمت دعوة عدد من الشعراء والنقاد العرب لحضور المؤتمر والمشاركة على نفقتهم الخاصة ومنهم لينا الطيبي وصبحي حديدي ومحمد فؤاد ومحمد مظلوم وهالا محمد ونديم الوزة (سوريا) ومحمد خضر ومحمد العباس (السعودية) وعلي المقري وأحمد السلامي (اليمن) ونصير غدير وعلي حبش ود. حاتم الصكر (العراق) وعبد العزيز جاسم ونجوم الغانم (الإمارات) زكريا محمد (فلسطين) يوسف بزي (لبنان) ياسين عدنان (المغرب) ومحمد الصالحي، وعزيز أزغاي (المغرب) وحسين جلعاد (الأردن). وسالم العوكلي وعمر الكدي وصالح قادربوه (ليبيا) وسعد الجوير وصلاح دبشة ومحمد جابر النبهان (الكويت). وقد تشكلت اللجنة التحضيرية لـ«الملتقى الاول لقصيدة النثر» من الشعراء محمود قرني، فتحي عبد الله، صبحي موسى، عاطف عبد العزيز، حسن خضر وغادة نبيل، وستتضمن اعماله خمس ندوات شعرية وأربع جلسات نقدية على مدار الأيام الثلاثة تدور محاورها حول قصيدة النثر المصرية ومشهدها الراهن، صورة بانورامية عامة، والمؤسسة الرسمية وموقفها من قصيدة النثر والإعلام ودوره في تقديم قصيدة النثر، ويشارك فيه عدد من النقاد المصريين اغلبهم من الشباب ومنهم يسرى عبد الله وسامي سليمان وأحمد الصغير ود.بهاء عبد المجيد و عايدى جمعة وأيمن تعيلب وشوكت المصري وأماني فؤاد ود. جمعان الغامدي وشريف رزق وصلاح فاروق وعمر شهريار ود. محمد السيد إسماعيل وعلى الربيعي. أما «ملتقى الشعر العربي الثاني «المعروف بـ«بمؤتمر حجازي» في الأوساط الثقافية المصرية فلم يعلن عن برنامجه حتى الآن، رغم أنه سيُعقد في التوقيت نفسه، ويبدو أنه يواجه مشكلة في ظل توالي اعتذار شعراء عرب ومصريين بينهم أدونيس وسميح القاسم وعبدالمنعم رمضان وحلمي سالم عن حضوره، وطبعاً في ظل إقامة مؤتمر مناهض له في التوقيت نفسه، وما زال برنامجه ومحاوره قيد الإعداد، ولم يعرفه عنه إلا تكهنات حول جائزته التي ذهبت إلى الراحل محمود درويش في دورته السابقة، ويتوقع كثيرون أن تذهب لحجازي هذه الدورة، والبعض يؤكد أن حجازي نفسه يضغط بقوة في هذا الاتجاه!! )
|
|
|
|
|
|