كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 طارق الأمين(1ــ2):وجدت نفسي أعاني من أعداء فجائيين!!!
|
طارق الأمين..ربما هذا الأسم كلنا نتفق حول قدرته الأبداعية المتجاوزة والمختلفة..لأنه يمثل حالة من التشابك الأبداعي الذي لايتوافر عادة الا للخارقين..ولكن بنفس قدر إعترافنا به كرقم صحيح في الحركة الثقافية لكن يظل طارق الأمين شخصية لها غموضها الذي لم يجد التفاسير المناسبة لحالته لذلك ظلت الأسئلة الكثيفة تدور وتدور في مخيلة الكثيرين..لهذا يظل طارق كالمغارة وعر المسالك والدروب..وفي هذه الجزئية الأولي حاولت أن أكشف جزء من الغموض..وعلني أكون قد أفلحت في فك بعض الطلاسم والأستفهامات الحائرة.
قد يجهل الكثيرون من هو طارق الأمين...دعنا أولاً وفي سؤال تقليدي أن نقرأ في بطاقتك الشخصية؟
بطاقتي الشخصيه تشبه الكثير من بطاقات ابناء جيلي انامولود خرطومي من حي الديوم الشرقيه العريق والد ي هو الاستاذ المرحوم الامين عوض الحسن خريج الازهر الشريف ومدرس اللغه العربيه في المدارس الاجنبيه والاغريقيه..
بمن تأثرت في تكوين شخصيتك؟
أنامحب للشعر والاداب حيث اني قرأت في مكتبته المنزليه وانا صبي دواويين المتنبي واشعار البحتري وابو تمام ثم ان اخوال اعزاء نشأت بينهم علموني نم الحديث وافدت منهم تجربه ثره فهم ادباء وشعراء فالاستاذ احمد العوض الحسن نائب مدير الاذاعه السابق امتلك ناصيه الابداع وهويقضي الان عقوبه الاقصاء جزاء ابداعه وفقا لما يعرف كذبا بالصالح العام كما ان عمي الدكتور خليفه العوض الحسن اختصاصي الكلي الشهير كان بارا بموهبتي الشعريه واللحنيه في صبا مبكر فكان ان علمني العزف علي اله الطنبوروالعود وانا دون الثامنه
أثر النشاة الأولي في تحديد مسارات شخصيتك؟
نشأت في بلاد الديوم الشرقيه ذات الهوي والهويه الجامعه تلك الازقه الحبيبه التي اهدت البلاد مبدعين شتي من العلماء والفنانين والشيوخ كما اهدت الوطن تجربه حقيقيه للتعايش المدني منذ خمسينات القرن الماضي فكان ترزي ملابسهم هو جون الدينكاوي ومبدعيهم من الشايقيه والفلاته والنوبه والجعليين كانو يمنحون البلاد الرياضه والحب والقفشات والتعايش السلمي والتنوع قوم نشأ بينهم علي عثمان طه ونائب دائرتهم محمد ابراهيم نقد
كيف أكتشفت ميولاتك الأبداعية وخصوصاً موهبة التمثيل؟
كعاده الامور عندنا فان اكتشاف الميول الابداعيه تشوبه الشوائب والصعوبات حيث لا توجد آليه مساعده في ظل عدم الاعتراف الكامل بالفنون ثم الخلفيه الثقافيه التقليديه المتحفظه علي ولوج الابناء والبنات لعالم غامض المستقبل يسمونه الفنون كثير من اهل السودان يعشقون الفنون من غناءها الي رقصها الي الدراما والرسم لكنهم يريدون ذلك بايدي اخرين لا ابناءهم وهذا عمليا صعب الحدوث لذلك فان اكثر النشاط الفني المدرسي ينتهي علي عتبات الجامعات ومنافذ الوظيفه والتخرج او الزواج انها حاله غريبه من التناقض لكن اهل البلاد يبررونها بغموض مستقبل الذين يعملون في الحقل الابداعي في زمان مازال بعض فقهائه يتجادلون حول حرمه الغناء والرسم بل يستنكف بعض قادته من الاعتراف باعجابهم بفنان معين باعتبار عدم لياقه هكذا حديث علي وقار اولئك القاده الغرباء في ظل هذا نشات واجاهد مع غيري لرسم صوره جديده للفنان قوامها ان من لايعترف بدور للفنون في التنميه والتقدم وصناعه الخبر والجمال عليه ان يتحسس القرن الذي يعيش في اسره ليعرف اي عهد يعيش
وهل تطورت تلك الموهبة في الجامعة ونضجت؟
اكتشفت موهبه التمثيل بالمدرسه الابتدائيه نعم تطورت في الجامعه نسبه لزياده النشاط ولجو الحريات الذي درسنا فيه في المرحله الجامعه حيث انني درست الجامعه في فتره الديمقراطيه الثالثه واشد مايحزنني ان المتفوقين في الفنون بالمدارس يتحولون كاذكياء الي دراسه الطب والهندسه وغيرها ويتركون ممارسه الفنون ليلج اليها بعض ضعفاء الفاقد التربوي اقول بعض وليس كل حيث ان البعض الاخر مبدعون حتي وان لم يدرسو الفنون لكنهم موهوبون لكن حسرتي تزداد علي الاذكياء الذين عبرو الي مهن وانشطه اخري بفعل الظروف السائده
وأثر دراسة القانون في تكوين شخصيتك الأبداعية؟
اما دراسه القانون فان اثرها علي الفنون اثر غير مباشر لكنها علي اي حال تعلم المنطق والحجه وتمنح الثقه بالنفس وهي مهنه تحتاج ايضا لاعمال الخيال وللحس المرهف والايمان بقيم الحق والخير والجمال الذي تمثله العداله والحقيقه وهي جوهر القانون.
الهيلا هوب..الفكرة وضرورة وجودها ؟
الهيلاهوب تعني هيا الي المساعده كان وجودها ضروريا لاحداث تغيير ما في النشاط الفني في ذلك الزمان ولازالت الفكره تحمل مقومات بقاءها وقابليه غير محدوده للتطور وقد ثبت صدق نبؤتها وصلاحيتها كشكل من اشكال العرض الخفيف الجاذب والمقبول في ظل تعثر ظروف نهضه المسرح التقليدي في السودان ولا ينكر الا مكابر دورها في الالتصاق الفني والوجداني بهموم الناس واسهامها في اسعادهم وطرح قضاياهم الحيويه
• موهبة التلحين..كيف تقرأ تجربتك فيها؟ وماهي علاقتك بالموسيقي أصلاً؟
اشعر بنفسي كائن موسيقي منذ الطفوله حيث تفعل الالحان في داخلي فعل السحر والانجذاب اغوص مع الموسيقي فترتب اعصابي وتطفئ ضيقي واحزاني حين استمع للموسيقي او اقوم بالتلحين اشعر ان الحياه بخير وان كنوزا شتي يحملها الانسان داخله من شأنها ان تمنح الطاقه اللازمه والضروريه لاستمرار الحياه وتجدد العالم نحو الاجمل مساكين اولئك الذين لايطربون للموسيقي ولم يعرفو سحرها الكامن اما سؤالك عن علاقتي بالموسيقي فقد كنت طالبا بمعهد الموسيقي والمسرح في ذات فتره دراستي للقانون بالجامعه
معالجة المواضيع الأجتماعية بالغناء ودورك الرائد فيها؟
هذا اتركه لتقييم الناس لكن اشكر لك تسميتي برياده ذلك فالانصاف اصبح عمله نادره ولايفوتني ان اتقدم بالتحيه لكل من سبقوني.
لماذا لم تلحن أغنيات غير تلك التي تعالج المواضيع الأجتماعية؟
كل موضوعات الحياه متشابكه وهنالك كثيرون برعو في الاغنيه العاطفيه لكن اري ان من غير المنصف ان يكون غناءنا كله لدموع الهجران وعذابات الحب رغم اهميه ذلك وروعته لكن اري ان بالحياه موضوعات ينبغي الا نحرم عنها سحر الغناء والموسيقي ثم ان الغناء في العالم الان تخطي هذه المرحله واصبح لكل شئ علي اي حال انا احب الغناء جميعه لكن الساحه مليئه بمن اثرو غناء الحب والعاطفه واري ان دوري ينبغي ان يكون مغايرا بعض الشئ
الشاعر الكبير هاشم صديق والأشادة بما تكتب من شعر؟
قلاده شرف ان يعجب استاذ الاجيال المبدع هاشم صديق باغنيه بلدا هيلي انا وهي ان عبرت عن شئ فانما تعبر عن شفافيته الزائده وتواضعه كقامه فنيه كبري حين يشيد بقصيده لشاعر كتبها بعد ملحمته الشهيره بعشرات السنين لازلت تلميذا في حضره هاشم صديق وهذا ليس تواضعا فالتواضع كما يقول صديقي في مجال الفخر ترفع لكن هاشم صديق ادهشني بانصافه وسلامه وجدانه وخلوه من امراض الانا والغيره الضاره لانه يعلم مقامه الشعري الرفيع قله الشكر
• طارق الأمين شخصية خلافية؟
لم يكن ذلك في خطتي ان اصبح مثار خلاف في اراء الناس لكن الامور في مجتمعنا تسير بحده لاتقبل الوفاقيه اصبح مجتمعنا انقسامي في اراءه بطبيعه الحال هلال او مريخ وطني او شعبي حكومه او معارضه هذه السمه الاستقطابيه الحاد ه غير صالحه لكل زمان ومكان خاصه في امر الفنون دعني اكون اكثر صراحه من يجلس في منزله ولا يفعل شيئا لايعاديه احد نعم وجدت نفسي بدون قصد اعاني من اعداء فجائيين غير مبررين عقب كل نجاح لكن مع مرور الوقت تتبدل الاشياء البعض يبذل ضدك المال والوقت والجهد لافشال مشروعاتك الجماليه فقط لكونه ليس جزءا منها البعض تحزنه نجاحات الاخرين ويردها لسبب يريح به نفسه المريضه فيقول ان فلان لم ينجح لكونه الافضل بل لكونه الاسوأ لاني فعل من الاخطاء كذا وكذا ويرسم لنفسه شخصيه وهميه بانه لايرضي لنفسه ذلك ولذلك هو لم يتقدم وقد لاحظت ازديادا في هذه الظاهره خاصه في الاوساط الفنيه وهو شئ محزن لان الغبن والحسد ومحاربه النجاح تطيح بوجدان صاحبها بعيدا عن درب الفنون الذي اول مايحتاجه التصالح مع النفس وبذل الحب تجاه الاخر لذلك انا لااتعامل بالمثل مما اعطي مجالا للهمز واللمز الذي لن استطيع التفرغ له وترك احلامي الابداعيه للضياع هباء وسط هذه الامواج قصيره المدي
• يبدو أنك فقدت الثقة في كل من حولك؟
ثقتي في ربي وفي الناس ونفسي كبيره واعلم ان الشعب السوداني ذكي ولماح ويقرأ مابين السطور خاصه في مثل هذا الزمان القاسي الذي دخل فيه الي اوساطنا مليونيرات مراهقون وكتاب مرتشون ووشاه كاذبون لكن الناس يعرفون يوما بعد يوم لان للحقيقه دائما قوه دفع ذاتي ارجو ان احيي بالمقابل من صمدو امام سهام الكذبه من المبدعين والصحفيين الشرفاء والقراء الاذكياء والملحنيين الذين لم يبيعو الحانهم لتنسب الي فناني الورق ونجوم الانابيب
• كيف تنظر لفكرة الأنقسام في الهيلاهوب،هل هي الأطماع المالية وحب الأستئثار بالأشياء؟
كما ذكرت لك قبل قليل ان الثقافه الانقساميه في المجتمع عصفت بالكثير من قيم التوادد والاخاء فاصبح الانقسام قبل كل التئام لكن في حاله الفنون فليس كل انقسام شر كما في الكيانات الاخري كالاحزاب مثلا وقد ذكر لي صديق ناقد لعله مصعب الصاوي المهذب ان الفنانين تكاثروا في السودان قبلا حين كان كل واحد من افراد الكورس الذي يغنون خلف الفنان يهرع بعد زمن وجيز ليستجلب اربعه اخرين يغنو خلفه كشيالين ثم بخرج عنه احدهم ليعيد الكره باستجلاب اربعه اخرين وهكذا دواليك حتي تكاثر الفنانون رغم طرافه القصه الا اني اري ان انقسام الفنانين فيه كثير من المبادرات التي تثمر فاحيانا يشعر المبدع بانه بستطيع ان يفدم اكثر بمفرده او مع اخرين يقودهم وهذا طموح مشروع كسب السودان بموجبه مجموعات جديده من المبدغين لذا لا اري ضررا ان تنشا مجموعات جديده من مجموعات سابقه طالما انهم لايحملون السلاح بل يحملون الكمنجات والافكار الجديده انه انقسام يفيد حركه الفنون وان يصبح بالسودان 6الف فرقه فذاك امر اراه غير مضر اتمني ان تكون فرقنا الابداعيه اكثر عددا من الاحزاب والحركات المسله وليتنافس المتنافسون ولهم مني جميعا الحب وتحيه الزماله والموده حتي اولئك الذين لم ينشقو بعد ليس هنالك مايدعو للتخوف من الظاهره فهي ايجابيه وتمنح الطاقه اذا كان الفراق باحسان مثل اخلاق السودانيين والذره افضل ما فيها انها تنشطر فتمنح الطاقه ايضا
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
سراج الدين مصطفي
ناذر محمد الخليفة
Hadeer Alzain
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست