مقال جدير بالقراءة للكاتبة بتول جابر الاحمر (( الفشل والتخبط السياسي ))

Quote: الفشل والتخبط السياسي بتول جابر الأحمر/الرياض عودتنا الدول التي كشف الله سترها ،أن تأتينا بغتة كلما مرت بأزمة سياسية خارجية، من أجل لفت أنظار الرأي العام العالمي إلى قضية أخرى جديرة بالاهتمام والمتابعة وتسليط الأضواء عليها، ليتداولها الإعلام العالمي وخاصة العميل منه الذي يلهث في سبق لتجريم الأبرياء، ونقل الأخبار العارية عن الحقائق، لإحكامها والتأكيد عليها بمقابل أو دون مقابل لإرضاء من استعبدوهم في زمن الحرية. فقد ضلوا الطريق عندما اختاروا السودان العنيد قبلتهم الأولى لتمرير نهجهم المفتعل ، بعد أن وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي عندما رسموا لأنفسهم صور المارد الذي لا يقهر، وبسياسة غير رشيدة حفها الفشل وحلت بها لعنة الله بدأوا يتخبطون عندما فشلت مخططاتهم عالمياً، وإن دل ذلك إنما يدل على هشاشة تفكيرهم لبعدهم عن الحق والإصلاح الذي يجلب السعادة لبني البشر وكيفية إرساء دعائمه. وأما أهل السودان أمرهم كله خير لا يحزنهم كيد الأعداء، بل هم أهل ابتلاءات وتعودوا عليها وينتظرونها، لأنهم يعلمون أن في الابتلاء مكاسب لا يفهمها إلا أهل لا إله إلا الله، أهل دين الحق الذي لا يُقهر أهله، وهذا ما لا تستطيع ملة الشر فهمه ولا تريد فهمه، وما يحدث اليوم من محاولات لإدخال الحزن على أهل السودان وبمدخل أولي الأمر منهم ما هي إلا أعلى درجات الفشل والتخبط السياسي. وإن ما حدث من التفاف حول القائد ما هو إلا النصر بعينه، فكانت اللطمة الكبرى عندما خرج أهل السودان جميعاً وبصوتٍ واحد معارضاً ومؤيداً ،إلا أنت يا عمر يا رمز السيادة الوطنية، فكل ما أوقدوا ناراً أطفأها الله بفضل منه. عجبت لأمر هؤلاء ما هي حجتهم تجاه من أطلق في يومٍ ما نداء التعافي والصلح لكل السودانيين داخل وخارج القطر، ووضع الخطة تلو الأخرى من أجل الصلح والإصلاح وتوحيد الآراء وتلاقح الأفكار من أجل بناء وطن معافى وبمشاركة جماعية لا مثيل لها، وفعل كل ما هو ممكن فعله بمقدور البشر وما زال يحمل في جعبته الكثير الذي يؤدي إلى المزيد من التوافق بين أبناء السودان جميعاً، فقد جاءوا إلى السودان فرادى وجماعات من أجل الصلح والإصلاح الذي كادهم اليوم بعد أن بدأ التنفيذ الفعلي الجاد، فقد أعلنت ملة الدمار الحرب، وصار حقاً علينا بأن نذكرهم بمواقف الرجال في إيران، والمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان، وبالحادي عشر من سبتمبر ذلك الجرح الغائر الذي أورثهم الندم وأفقدهم كمال التروي.