|
|
 مبادرة لحل المشاكل السياسية بالتكنولوجيا
|
بسم الله الرحمن الرحيم
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
مبادرة لحل المشاكل السياسية بالتكنولوجيا
الجهاز السحري الذي يسمى الكمبيوتر أصبح شيء مهم في حياة كثير من الناس في شتى المجالات من التعليم إلى التجارة والإدارة. ومع ظهور الإنترنت في منتصف التسعينات تحول هذا الجهاز إلى ساحر كبير يقوم بأشياء تعتبر مستحلية حتى وقت قريب. فظهرت مجتمعات بل جماعات جديدة تجلس يومها ونهارها في هذا الجهاز من اجل أداء العمل ومن أجل التسلية ومشاهدة الأغاني والفيديوهات وغيرها من هوايات مختلفة.
مع هذا التطور اصبحت هناك آثار سلبية كثيرة برغم الإيجابيات الكبيرة التي يقوم بها الكمبيوتر وأصبح أمن الكمبيوتر وأمن المعلومات وسريتها يشكل هاجس كبير للمتخصصين وللحكومات عبر العالم وظهرت حرب سرية ما بين الشركات والدول من أجل الحصول على فائدة تجارية أو محاولة سرقة أسرار الخصم التجاري من أجل تقويضه وابعاد الشركة المنافسة من السوق. لقد حصلت على بكلاريوس في أنظمة تقنيات الكمبيوتر وهندسته وماجستير في أمن السايبر اي الكمبيوتر من أمريكا وكان بحث التخرج لرسالة الماجستير في التجسس السايبري واعمل في مجال الكمبيوتر لذلك سوف يأتي حديثي من منطلق معرفة وخبرة ومتابعة. ومن ضمن المعلومات المدهشة إن أكبر دول تمارس التجسس السايبري ولها وحدات متخصصة هي الصين وإسرائيل، ويحاولون بشكل يومي الدخول على مكاتب الوزراء ووزراة الدفاع في أمريكا أو المصانع والشركات الكبيرة للحصول على آخر التقنيات ومن أجل الحصول على معلومات تفيدهم في مشوارهم التجاري والتقني وهناك حرب كبيرة بين الشركات، هذا بالإضافة لما يسمى بالهاكر اي لصوص الإنترنت فبعضهم يبحث عن مزايا مادية وبعضهم لإثبات الذات لذلك يقومون بتقويض المواقع المشهورة وفي بعض الأحيان تقوم اجهزة الأمن والإستخبارات بذلك أو بتأجير جهات للعمل بالإنابة عنها لتقويض الخصم بتحطيم أنظمته المعلوماتية وتدمير الواجهة التي تسمى الموقع وهذا يماثل تدمير مكان العرض.
لا توجد شركة أو حكومة محلية أو مركزية أو جامعة أو مدرسة تستغنى عن الكمبيوتر واصبحت هناك شبكات اي مجموعة من الكمبيوترات في مبنى واحد او في عدة مباني موصلة ومربوطة برباط واحد يسمى الشبكة، وتخزن المعلومات في مكان يسمى السرفر، فحركة المعلومات ما بين الجهاز والسرفر وعبر الشبكة يحتاج لتأمين خاص لذلك يبحث اللصوص عن اي ثغرة من أجل الدخول للسيستم بغرض تحطيمه أو الحصول على اسرار الشركة.
آخر حدث هناك شركة هنا في أمريكا تقوم بإجراءات بطاقات الإئتمان العالمية مثل فيزا وماستركادر وغيرها من الكروت الإئتمانية وقد استطاعت جهة ما أن تدخل فيروس بشكل متقدم جداً حيث يقوم بنقل معلومات العملاء وارسالهم للجهة التي زرعت هذا الفيروس وبعد أن اكتشفت الشركة ذلك واعلنته فقد فقدت نصف قيمة اسهمها في البورصة مما عرض الشركة لخسارة كبيرة وفي الغالب سوف تغلق أبوابها لأن الثقة إنعدمت فيها وهذا مثال من أمثلة كثيرة. أيضا هناك حادثة مشهورة قبل عدد من السنوات حيث استطاع هاكر أن يدخل على الكمبيوتر الذي يشغل محطة كهرباء في كاليفورنيا غربي الولايات المتحدة مما أدى إلى تعطيلها. قبل فترة أيضاً برزت المافيا كأحد الذين يستخدمون التكنولوجيا لسرقة الأموال فاستطاعوا أن يدخلوا على بنك في إيطاليا وتحويل ما يقارب المائتي مليون لحساب سري آمن في سويسرا.
كل هذه الأمثلة توضح خطورة الأمر لذلك على حكوماتنا الإهتمام بالتكنولوجيا فقد لاحظت ان السودان بدأ يستخدم الخدمة الآلية في الصرافة والكمبيوتر دخل حتى في المعاملات الحكومية، لذلك تأتي أهمية تكوين وحدات متخصصة لحماية هذه الأنظمة التي تساعد الناس في حياتهم. على الجامعات الإهتمام بتدريس مادة واحدة في أمن الكمبيوتر لطلبة الكليات التقنية المتخصصة في شتى الهندسات وخاصة هندسة الكمبيوتر بأنواعها من اجل التوعية بالأمر والإستعداد له. والأفضل ايجاد تؤأمة مع جامعات غربية أو هندية متخصصة فقد برزت الهند كأحد المصدرين للمتخصصين في عالم التكنولوجيا وخاصة في الولايات المتحدة، ففي اغلب الشركات التي عملت بها في هذا المجال دائما اجد شعبة الكمبيوتر بها مجموعة كبيرة من الهنود من مبرمجين ومحللين وفي شتى التخصصات التكنولوجية لأنظمة معلومات الكمبيوتر. أيضاً من الضروري جدا التفكير في توسيع تخصصات الكمبيوتر فقد سألت أحد الطلاب الذين يدرسون هندسة الكمبيوتر في جامعة الخرطوم ويبدو إن المواد غير مواكبة وحتى الكتب قالوا إنهم يصورون من بعض الجهات، لذلك اوصي بتطوير هذه الأقسام وجلب المتخصصين وحتى لو دعا الأمر للتعاقد مع المتخصصين من الخارج لفترة من الزمن لنكتسب منهم الخبرة وبعد ذلك يمكن أن يواصل الطاقم المحلي المشوار ولابد من إنشاء كليات تقنية متخصصة تدرس التخصصات المختلفة للتكنولوجيا وأولها هندسات الكمبيوتر وأمنه وأنظمته.
الطفرة التي حدثت لبعض دول جنوب شرق آسيا قد كان العامل الأساسي فيها التوسع في التعليم التقني والهندسي، مما اعطاهم ميزة في عالم التكنولوجيا واصبحوا يصدرون كلما هو متقدم، واستطاعوا أن يحققوا معدلات تنمية خرافية في منطقة ما يسمى بالنمور الآسيوية. فإذا أستمرينا في التدريس عن طريق التلقين والحفظ وتسميع المعلقات وقصائد المدح والهجاء فسوف تصبح كل حياتنا كلام وإنشاء وهذه آفة عملنا السياسي حيث لا يوجد اعتبار للإنجاز وقياسه ولكن الإنجاز يكون بعدد الكلمات الجديدة التي نضيفها للقاموس وعدد الخطب المكررة والتي نظل نلوكها ونمضغها مضغاً حتى تفقد قيمتها.
لذلك فالمدخل في تغيير كل ذلك بتغيير نمط التعليم فبدلاً من أن نخرج اغلبية الطلاب كمتخصصين في مجالات نظرية هناك فائض فيها ولا تحتاج لها دورات التنمية، علينا تغيير ذلك ويجب أن تكون النسبة الأكبر للمتخصصين في مجالات الهندسات والمعاهد التقنية فهؤلاء هم عماد التنمية. علينا تجريب ذلك فربما يساعدنا ذلك حتى في حل مشاكلنا السياسية وذلك بتوفير فرص عمل ممتازة لعدد كبير من الخريجين مما يساهم في رفع مستوى الطبقة الوسطى الإقتصادي التي بدورها تساعد في استقرار المجتمع ورفع معدلات التنمية لمستوى معقول. أيضا يمكن الإستفادة من جلب العقول المهاجرة والتي اكتسبت خبرات كبيرة في هذه المجالات ولكن يجب تشجيعهم ببرامج رجوع مغرية للوطن ويمكن أن يساهموا بدور كبير في ذلك.
حتى بالنسبة للأحزاب وفي عملها اليومي فهي تحتاج للتكنولوجيا في إدارة نشاطها اليومي، وكما فعل أوباما فلا يمكن أن تكون هناك حملة إنتخابية في المستقبل وبدون أن تخاطب الناس عبر الإنترنت أو عبر الموبايل، وتقريبا كل اسرة سودانية يوجد فيها اكثرمن موبايل وحتى القرى، فالحزب الذي يفكر بشكل متقدم سوف يكتسب ميزة إنتخابية، أما إذا كنا نريد أن نعبي الناس بالطريقة القديمة فقط فسوف لن يكون هناك نجاح كبير. ما حدث عند اعتقال عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني فقد تحرك كل الاكراد في أوروبا وذلك عبر الإيميل حيث قامت المظاهرات في كل المدن. أوصي أن يكون لكل حزب سرفر وطاقم تقني يستطيع أن يسجل العضوية وكل معلومات الحزب الهامة ويخزنها في جهاز تخزين المعلومات سرفر آمن في الخارج. أيضا يمكن أن نستخدم ما يسمى بنظام السيستم الذكي وهو الأنظمة المساعدة في اتخاذ القرار وتحليل المعلومات وتقديمها وجبة جاهزة للسياسيين.
هذا هو العالم اليوم فأتمنى أن نرى بلدنا في قمة عالم التكنولوجيا وأن نطور جامعاتنا وأحزابنا ومنظماتنا لكي نستطيع أن نلحق بركب العالم. فقد فاتتنا الأمم ونحن ما زلنا خارجين من حرب أهلية وداخلين في أخرى في سباق محموم لتدمير الإنسان من اجل اهداف ايديولوجية، فعلينا أن نتفق في تطوير الإنسان السوداني فهل نفعل ام نواصل في الخطب وسياسة الكلام وكلام السياسة الذي لم يوردنا غير المزيد من الجدل والحروب، فهل نطلق مبادرة في حل مشاكلنا السياسية بالتكنولوجيا.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مبادرة لحل المشاكل السياسية بالتكنولوجيا (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
| Quote: لذلك على حكوماتنا الإهتمام بالتكنولوجيا |
الأخ "أبو هريرة " أولا شكرا على هذا البوست القيم وأكاد أوافقك الرأي تماما فيما ذهبت إليه فالتكنولوجيا هي عصب الحياة الآن وأصبحت مطبقة في كثير من مناحي الحياة المختلفة في اتخاذ ما يسمى بالقرار العلمي المبني تماما على البيانات لا على هوى الأشخاص أو ميولهم بغض النظر عنها.
ولكن كما يقال من الخطأ أن ننظر قبل امتلاكنا للبيانات المناسبة ومن ضمن هذه البيانات المهمة في نظري هي الإحصاءات السكانية المتوالية التي من خلالها نستقرئ المستقبل وتكمن المشكلة الحقيقية ليست في امتلاك العتاد hardware والبرامج software فهذه أصبحت الآن بيوت خبرة توفر كثيرا من الحلول الجاهزة ولكن تكمن المشكلة في امتلاك البيانات المناسبة relevant data مع توفر التدريب الكافي الذي يمكن المتدرب من معالجة هذه ا لبيانات وتحليلها حتى يتسنى لنا تكوين مخرجات مقنعة لمتخذي القرار. فامتلاك العتاد والبرامج خطوة أساسية في تملك الهيكل التكنولوجي المناسب للجهة المناسبة أيا كانت ولكن تظل المشكلة الحقيقية هي الجد والمثابرة في تجميع البيانات وتوفيرها بشكل يسهل استخدامه للباحثين في المقام الأول وللمستخدم العادي في المقام الثاني . وإليك مثالا بسيطا يوضح فكرتي أتى صديق عزيز وقام بتجميع بيانات يريد منها استكشاف تسويق منتج معين بين فئات المجتمع المختلفة في الخرطوم الكبرى فأنفق من المبالغ والزمن ما يكفي لإنتاج بياناته بشكل مقنع لكن تكمن المشكلة إن أراد استظهار هذا العمل على خريطة رقمية لمحليات ولاية الخرطوم المختلفة من أين يحصل على هذه الخريطة وما مدى الوثوقية التي يعتمد عليها في اختيار الخريطة الرقمية وتصبح العملية برمتها كمن يحرث في الماء أو من يركض خلف سراب بقيعة ولذلك أقول أن الدولة غائبة تماما عن توفير البيانات أو لنكن أكثر عدلا ونقول أنها متخلفة جدا في طريقة جمع بياناتها وتوفيرها لدافعي الضرائب والزكاة بشكل مقنع وسعر مناسب . وأظن أنه يجب على الدولة الآن التفكير في أرشفة بياناتها ورقمنتها وتصحيحها بشكل يسهل استخدامه للجميع. رغم كل التعدادات السكانية التي صرفت فيها الدولة الكثير من المبالغ الطائلة إلا أن هذه البيانات غائبة تماما عنا ولا ندري كيف نصل إليها هذا إن سلمنا بوجودها .
وأختم قولي بأن لب كل عمل تكنولوجي راشد يعتمد على كم البيانات المصاحبة ، صحتها ، دقتها ، درجة وضوحها وغيرها من المقاييس العالمية التي تختبر بها جودة البيانات وأضم صوتي هنا إلى صوتك لكل مهتم بأمر السودان أن الهم الحقيقي يجب أن يعطى لإنشاء قاعدة بيانات ضخمة يسهل الولوج إليها من خلال الإنترنت بكل سهولة مع وجود بيانات أساسية وإرشادات مصاحبة تعرف المستخدم كيفية استفادته من هذه البيانات وصحيح أن الأمر لن يتم في يوم وليلة ولكن أن نبدأ الآن خير من أن نبدأ غدا ...
ولك خالص شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مبادرة لحل المشاكل السياسية بالتكنولوجيا (Re: ابوهريرة زين العابدين)
|
يا ابوهريرة الكلام بتاعك ده عاوز تطبقو وين ?
ناس الإنقاذ ديل فى اول ايامهم كان جنهم مؤتمرات .
فى واحد من مؤتمراتهم وكان فى قاعة الصداقة
كان فى ورقة مقدمة وعنوانها :
الإستعانة بالجن السودانى المسلم لحل قضايا السودان.
عرفنا الجن وعرفناه مسلم ,, لكن سودانى دى ,, حدى يفهمنى ليها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مبادرة لحل المشاكل السياسية بالتكنولوجيا (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)
|
شكرا عبد العزيز
نحن نخاطب المستقبل ومتى ما جاءت الحكومة الديمقراطية سوف تجد بنيات اساسية سواء كانت تكنولوجية او غيرها ويمكن ان تبنى عليها، حديثنا هنا على مستوى المدارس والجامعات والحكومات المحلية وعلى مستوى التخطيط المركزي فهذه اشياء سوف تبقى للشعب السوداني وكالعادة سوف تذهب الحكومات وتأتي حكومات ولكن المدارس سوف تظل هي المدارس ببنياتها وجامعة الخرطوم هي جامعة الخرطوم مثلا برغم تغيير السياسات من نظام لنظام ولكن العظم سوف يظل هو هو.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابوهريرة زين العابدين
انور الطيب
عبدالعزيز الفاضلابى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست