|
السدود...والوحدة الجاذبة تحليل سياسيــ محمد لطيف ... صحيفة ( الاخبار )
|
السدود...والوحدة الجاذبة تحليل سياسي محمدلطيف Wednesday, 04 February 2009 العبارة التي أطلقها مؤمن الغالي في المؤتمر الصحفي للإعلان عن برنامج الاحتفال ببدء تشغيل كهرباء سد مروي تصلح تلخيصاً لتفاعلات عديد ة اعتورت مشروع سد مروي نفسه ...
مؤمن الغالي من موقعه المعلن والمناهض للإنقاذ لخص موقفه في عبارة واحدة ( كنت أتمنى أن يكون (جماعتنا ) هم من أنجز هذا المشروع ) والعبارة ببساطتها وجرأتها ومباشرتها تضج بالاعتراف بنجاح المشروع ...حتى أسامة عبد الله عراب المشروع عند معجبيه أو وزير السدود عند البعض أو سبب المصائب عند البعض الآخر بهرته العبارة فأثنى عليها وأشاد بها ..بل ومضى قدماً في توظيفها حين طالب أن تكون هذه العبارة ديدن الجميع في كل عمل قومي سياسي كان أو اقتصادي ...ولكن حتى الذين يرون أن أسامة سبب المصائب لم يكن من سبيل أمامهم غير الاعتراف بنجاح رهان أسامة وكثيرين غيره راهنوا على سد مروي ومشاريعه لتغيير وجه السودان ...أو في أفضل الأحوال الصمت ..!
ولكن ليس وحده برنامج تشغيل كهرباء السد هو الذي جاء به أسامة عبد الله ومعاونوه الى قاعة المؤتمر الصحفي أمس ...بل جاء أسامة متسلحاً بقرار آخر أعلنه رئيس الجمهورية قبل أيام يقر باختصار بحرية اختيار مواقع التوطين بالنسبة للمتضررين من قيام السد ..وقد يقول قائل إن القرار قد جاء متأخراً ...ولكن ليس من رد هنا أفضل من العبارة الخالدة ( أن يأتي متأخراً خير من أن لا يأتي أبداً ) ولا شك أن القرار قد أعاد ترتيب الحالة الذهنية والنفسية للمتضررين الحقيقيين من قيام السد... ذلك وببساطة لأن القرار قد نقلهم بخطوة واحدة من خانة المتضررين إلى خانة المستفيدين الحقيقيين من سد مروي لينزل عليهم خبر ( كهربة السد ) برداً وسلاماً ..!
وليس بعيداً عن دور سد مروي في التنمية ..كان دوره السياسي حاضراً حين أعلن الوزير أسامة عبدالله أن كهرباء السد ستصل الرنك في يونيو القادم أي أن الكهرباء ستبلغ التخوم الشمالية للجنوب قبل أقل من نصف العام ..ولو أن سد مروي نجح في ربط الشمال بالجنوب ..ونقل هذا الربط إلى خانة المصالح الحقيقية عوضاً عن محض شعارات تلوكها الألسن لكفاه ..!!
|
|
|
|
|
|