|
الخرطوم إنجمينا ..الحل في زوال الآخر ! محمد لطيف / تحليل سياسى ـ صحيفة ( الاخبار ).
|
الخرطوم إنجمينا ..الحل في زوال الآخر ! الكاتب/ محمدلطيف Friday, 30 January 2009 لا يمكن فصل ما يرشح الآن حول توتر العلاقات السودانية الشادية عن ما جرى مطلع سبتمبر الماضي في دمشق ...حين مر ساركوزي الرئيس الفرنسي من هناك ( حسب الرواية الرسمية للأليزية )
وشارك دون ترتيب مسبق في قمة كان يشارك فيها رئيس الوزراء التركي وأمير قطر بجانب الرئيس السوري بالطبع .. فبعد إنتهاء تلك القمة خرج الأسد بتصريحات طوفت على مجمل قضايا المنطقة ...ولكن في شأن دارفور كان جلياً أن الأسد بدا متأثراً بالرؤية الفرنسية إن لم يتبناها بالكامل فقد كانت النقطة الأولى في مسار تفكيك الأزمة كما قال الأسد في ذلك اليوم ( تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد ومنع أي طرف من تقديم الدعم للفصائل المعارضة للطرف الثاني وعقد مؤتمر لكل الفصائل الموجودة في دارفور من دون استثناء لكي تلتقي مع الحكومة السودانية )
الفرنسيون على يقين من أنه ما لم يتم التوصل لاتفاق حقيقى بين الخرطوم وأنجمينا لجهة نزع فتيل الأزمة التي تشتعل بين الفينة والأخرى وبناء ثقة حقيقية فلن يكون هناك حل لأزمة دارفور ...والحكومتان في الخرطوم وإنجمينا تتفقان مع الفرنسيين في التشخيص ولكن تختلفان في العلاج ...ويبدو أن كل طرف يرى الحل في زوال الآخر ...!!ولعله وبسبب استشراء هذا الفهم تكر مسبحة الأزمة بين الفينة والأخرى أيضاً ...والتصعيد يبدأ دائماً من تحركات الفصائل المعارضة ..هنا أو هناك ... وهجوم حركة العدل والمساواة على مهاجرية وبعض مناطق دارفور سبقه بأيام إعلان من فصائل معارضة مسلحة في تشاد عن التوحد في جبهة واحدة والاستعداد لمواجهة فاصلة مع نظام دبي في انجمينا ...والذين ربطوا بين الهجوم على أم درمان والهجوم الذي سبقه على انجمينا لم يكونوا مخطئين تماماً ... ولعله من باب الغيرة ربما تساءل خليل
ما الذي يجعل المعارضة التشادية تطرق أبواب إنجمينا ولا افعل أنا ...ولكن فات على خليل حساب فوارق جسيمة ماثلة هنا غائبة هناك ...فكيف يمكن تحقيق الرهان الفرنسي في ظل الأزمة الماثلة ..ولئن قيل إن دبي حريص على حل أزمة دارفور بدليل وجوده في باريس لإقناع عبد الواحد بالتفاوض مع الخرطوم ..قالوا ...نعم دبي حريص على الحل ولكن ...بشروطه هو ..لا بشروط الخرطوم ..!
|
|
|
|
|
|