|
الجهاز الاستحماري ...للضمان الاستثماري.... تحليل سياسى ـمحمد لطيف ـ صحيفة ( الاخبار ).
|
الجهاز الاستحماري ...للضمان الاستثماري محمدلطيف Tuesday, 03 February 2009 لو أن غزة كانت قد حُررت ....أو أن أنقاضها كانت قد أُزيلت ...أو حتى جراح بنيها قد ضمدت ...لكان مفهوماً بعد ذلك أن تقرأ إعلاناً في الصحف ... يتصدره اسم غزة ...وفى ثناياه ..كلمات من نوع... رائع...وأروع ...
أما أن تكون غزة ومواطنيها تحت الركام ...وجرحاها في المشافي ...وبعض بنيها ما زالت جثثهم تحت الأنقاض إن لم تكن في العراء ..ثم يأتي أحدهم ليروج عن منتج جديد وباسم غزة ...فهذا لعمري مما يربك المراقب ويدفع بالتساؤل المشروع حول حكمة وواقعية هذا النهج ومدى اتساقه مع الفطرة الإنسانية السليمة ...بل ومع أبسط قواعد الذوق ...ومطلوبات الحس الإنساني ...لئن اجتهدت ثم اجتهدت في الاجتهاد لن تجد سبيلاً غير إدراج هذا النهج تحت باب ( المتاجرة بغزة ) وياله من باب...ولن تجد كبير عناء لتجد أن الأمر لا يعدو محاولة لدغدغة المشاعر الإنسانية لمستهدفين مفترضين للتأثير على قرارهم بالتعامل مع هذا ( المنتج الجديد ) كما قال الإعلان...ثم ( المبادرة ) و(الإسراع) بـ (الحجز ) كما قال الإعلان أيضاً..!
ولو أن أصحاب هذا المشروع الاستثماري قالوا في ثنايا إعلانهم ذاك أنهم قرروا تخصيص ولو واحداً في المائة من عائد هذا ( المنتج الجديد ) لدعم أهالي غزة لكان مفهوماً ولجلب بعض الاحترام للمعلن وإعلانه ...ولكن الواقع أن صاحب المنتج الجديد لم يتذكر من مأساة غزة غير اسمها فقط ..زين به إعلانه ليدغدغ مشاعر المتعاطفين مع المأساة الإنسانية في غزة ليسارعوا ...لا إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السموات والأرض ..بل إلى المنتج الجديد ...وهذا عين الاستغباء ..أو الاستحمار كما أوردنا أعلاه ...ولكن الواقع أن الفكرة نفسها لم تخلو من بعض غباء...فالمعلن قد خلط بين ( زبائن ) محتملين لمنتجه الجديد..وبين المتعاطفين مع غزة ...فالفئة الأولى لا شأن لها بغزة ولا بأهلها وهي الفئة المقتدرة القادرة على شراء (المنتج الجديد )أما الثانية فهي فئة الفقراء والمستضعفين وهم الذين يتعاطفون مع رصفائهم في غزة ..ولكن في ذات الوقت لا شأن لهم بـ (المنتج الجديد )... ولا سبيل أمامهم لشرائه.
|
|
|
|
|
|