تميّزت أولى جلسات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، في سويسرا، باتفاقٍ على ضرورة «الخروج من نفق الأزمة الاقتصادية العالمية» وتباين حول «الآليات»، في محاولةٍ لاستكشاف النظام الاقتصادي المقبل، الذي يمكن أن يقي العالم من هزّاتٍ قوية مماثلة خلال القرن الأول من الألفية على الأقل.
وتوحي الجلسة الأولى التي سبقت كلمتي رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الصيني ون جيا باو، بأن التغيرات المطلوبة أكثر مما يتوقع بعضهم، وأن ساحة النقاش لا تخلو من دفاع عن المصالح قبل الانتصار للمبادئ، أو الرغبة الحقيقية في التحول نحو نظام اقتصادي يعالج أخطاء الماضي ويصحح مسار الأهداف الاقتصادية وينظر إلى المستقبل من منظور جماعي.
وقال رئيس الوزراء الصيني ان الازمة العالمية كان لها «تأثير كبير» على بلاده «حيث ارتفت البطالة في المناطق المدينية»، مضيفا ان حكومته تتحرك بفاعلية لمواجهة انعكاساتها. واعطى مسحة تفاؤل حذر في المنتدى عندما قال ان بلاده تعتقد بان بامكانها تحقيق هدف نمو بنسبة 8 في المئة في 2009.
من جهته، دعا بوتين الرئيس الاميركي باراك اوباما الى «التعاون بشكل بناء» مع موسكو في القضايا الدولية، وقال «نأمل للفريق الجديد النجاح» في اشارة الى الادارة الاميركية، مضيفا «آمل ان يكونوا مستعدين للتعاون بشكل بناء».
وطالب متحدثون بأن يساعد المستثمرون المصارف بإيداعها أموالهم، ما يمكنها على الإقراض. واقترح آخرون أن تتلازم خطط الحفز الاقتصادي وضخ الأموال، مع تنسيقٍ بين الحكومات ومؤسسات المال حول برامج الحفز الضرورية والمناسبة كطوق نجاة.
وتحدث في هذا المجال أستاذ الاقتصاد الياباني هايزو تاكيناكا الذي رأى دوراً للدولة لا يقتصر فقط على ضخ المال للخروج من الأزمة «لأن ضخه وحده غير كاف من دون خطة عمل واضحة الأهداف». وحذّر أحد رجال «مورغان ستانلي» استيفان روش، من أن «رجال المال والأعمال لا يمكنهم تجاهل التحديات التي تواجههم هذه السنة، وهي الأولى، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، التي ينكمش فيها الاقتصاد العالمي بهذا المستوى المتدني».
واتفق خبراء، في أولى ندوات المنتدى، على أن النمو الاقتصادي العالمي سيبقى محصوراً سنوات طويلة بمتوسط 2.5 في المئة، وتوقع كبير الاقتصاديين في البنك الدولي جوستين يوفو لين مزيداً من الركود الاقتصادي، إذ لم يبلغ العالم بعد ما يمكن أن يوصف بأنه نهاية تداعيات الأزمة.
وفي مدينة بيليم البرازيلية (ا ف ب)، انطلق «المنتدى الاجتماعي العالمي» الرديف لمنتدى دافوس بمسيرة حاشدة الثلثاء ضمت عشرات الالاف من مناهضي العولمة والهنود، على خلفية الحاجة الماسة الى بدائل للنظام الرأسمالي. وانطلق نحو 70 الف مشارك وفدوا من القارات كافة بحسب المنظمين وعلى رغم من الامطار الاستوائية الكثيفة وهم يرددون «عالم آخر ممكن». والى جانب الازمة الاقتصادية والبطالة، يركز المنتدى الاجتماعي هذا العام على البيئة والامازون. وشارك ناشطو منظمة «غرينبيس» البيئية غير الحكومية، فرفعوا لافتة تقول «انقذوا الكوكب الان». كما حملوا بالونا على شكل بقرة، ترمز الى تدمير غابة الامازون لاقامة مراعي لتربية الماشية.
هنود برازىليون يشاركون في المنتدى المناهض للعولمة في بيليم. (ا ف ب)