|
|
 اخفاقات قناتي (العربية) و(الجزيرة) إلى متى..؟
|
الاخوة القراء وأعضاء المنبر
السلام عليكم جميعاً..
قبل ايام فكرت في كتابة رسالة لإدارة قناة (العربية) بسبب جملة من الأشياء التي جعلتني أهرب من مشاهدتها كما هربت من تلفزيون جمهورية السودان بلا عودة والحمدلله من ساعتها لم أشعر بآلام في الكلي ولا في القلب ولا في اي مكان من جسمي والحمدلله رب العالمين، نعم أشعر بالألم أحياناً من الجري وراء القنوات الاخبارية بعيدا عن قناة بلادي التي من المفترض أن أجد فيها سلوتي لكن يحدث العكس، والغريبة انني لم أجد مشكلة في سماع ومشاهدة أخبار السودان فهناك مصادر عديدة أثق فيما تقدمه من أخبار بدون كذب ولا لف ودوران ولا وتبث اخبار السودان بكل تفاصيلها وتداعياتها وأحياناً تستطلع كل الاطراف السودانية.
ومن خلال متابعتي لقناة (العربية) شعرت بأهمية كتابة رسالة للمسئولين فيها لشعوري بأن سياسة القناة تحتاج لمراجعة شديدة جدا جداً، والذي دعاني لذلك هو اتفاق عدد من أعرفهم مثقفين ومتخصصون في جوانب ذات صلة بالاعلام افقوا معي فيما رأيته من سلبيات لهذه القناة التي أحبها.
وقبل ايام كنا نناقش الاعلام العربي بشكل عام وبسرعة جدا قفز النقاش إلى القنوات الفضائية العربية باعتبارها الوسيلة الأكثر تأثيراً في العالم.
ما أخُذ على (قناة العربية) عدم اهتمامها بأعظم ما تمتلكه الأم العربية وهي (اللغة العربية) التي يتحدث بها أكثر من 380 مليون شخص (حسب تقديرات موسوعة وكيبيبديا الحرة) إذا لم يكن أكثر من ذلك بكثير، تعتمدون على الاخوة اللبنانيين بشكل غير متوازن، ولا غبار على الاخوة في لبنان لكنهم مؤثرين لدرجة كبيرة وسيما هم يصرون على الحديث أحيانا بلهجتهم المحلية التي لا يحبها إلا الخليجييون والذين لا يتعدون 25 مليون نسمة فيما الباقي من 380 مليون نسمة لا يحبذون ذلك.
حتى لا أتحدث من فراغ أذكر برنامج (بالعربية) والذي نقول عليه تهكماً (بالبنانية) إذ لا تستطيع مقدمة البرنامج الاستمرار في الحديث باللغة العربية أكثر من 4 أو 5 دقائق وبعدها تدخل في لهجتها اللبنانية ويمكن ان تراجعوا عشرات الحلقات التي بثت من هذا البرنامج، وغيره من البرامج التي يتحدث فيها بالبناني.
الامر المهم في نظري هو أن إدارة القناة تتصور ان كل مشاهديها متحررين من كل القيم والتقاليد عندما تظهر المذيعة في برنامج (صباح العربية) من أول صباحات الانسان يجد المذيعة لابسة قصير لدرجة لو فتحت رجليها سنتمتر واحد لرأينا ........، وهذا يحدث بشكل دائم، ومهما حاولت ان لا أشاهد ذلك المنظر لكنني أستغرب في فهم إدارة القناة للحرية وللرسالة الاعلامية هذا ما يدل أن القناة بعد الخمسة سنوات على عمرها لا زلتم في سنة أولى، لا تعرف مع من تتعامل..!!.
الكثير منا يقول ان المملكة العربية السعودية التي نحبها ونجلها تسئ لنفسها عندما تدعم قناة العربية التي تأتينا أحياناً بمظاهر لا تشبه توجه المملكة، بل الكثير منا يصف ذلك بأنه تناقض كبير فيما تمنع المرأة حقوقها الانسانية في السعودية وتتعرى على شاشتكم، قمة الشطط والغباوة وأعذرني لهذه الكلمة لأن العالم أصبح قرية صغيرة جدا جدا والكل يعرف ان المملكة العربية السعودية تدعم القناة بسخاء شديد وليس في ذلك ما يعيب لكن ان تستمر القناة في بث هذه المتناقضات هذا هو العيب.
القناة دون باقي القنوات العربية تقدم برامجاً غاية في الاهمية شخصياً اجد نفسي في كل ما تبثه العربية كل ما يتعلق بمجال محاربة التطرف الديني وتخصيص زمن كبير لدراسة هذه المشكلة أجد أن قناتكم تتفرد في هذا المنحى الذي يمثل أهمية كبرى بالنسبة للعالم قاطبة، لكن القناة في ذات الوقت تحمل بين طياتها الكثير من التناقضات التي تراها مؤذية للمشاهد.
قناة العربية في نظري تجامل كثير جدا جداً في أشياء لا تتحمل المجاملة إطلاقاً مثل ان تحتفظ بالمذيعة التي تقدم برنامج (بالعربي) وأكاد ألمس اجماع المشاهدين من ضعف مستواها إذا قورنت بعدد من مذيعات ومقدمي برامج قناتكم، مثل منتهى الرمحي وميسون عزام وغيرهن، لاأدري لماذا تحتفظ القناة بشخصية في نظري فاشلة لم تستطيع ألبتة الفكاك من مشكلة اللهجة او انها لا تريد الفكاك منها ما يدخل القناة في حرج.
وفي هذا المنحى إذا قارنا (العربية) بـ (الجزيرة) ،جد ان الثانية متقدمة للغاية في مستوى الكادر ولا مجاملة أبداً وهناك صرامة شديدة في الحفاظ على مستوى القناة، برغم أنني أكره (الجزيرة) لدرجة قد لا يتصورها المرء، لكن برغم ذلك أجد أنها تحترم المشاهدين على الأقل في مظهر مذيعاتها ومستواهن اللغوي.
وأرى أن فكاك قناة (العربية) من مشكلة مستوى المذيعين والمقدمين لا تنفك إلا بعمل استطلاعات الرأي المتخصصة في معرفة من هم الكوادر التي يرغب فيها المشاهد وماهي الكوادر التي تنفرهم من الشاشة، للأسف قنواتنا العربية جلها لا تستخدم هذا الأسلوب في معالجة السلبيات وتعتمد على جزء ضئيل من آراء الناس.
ونتيجة لهذه المفارقات ليس (العربية) وحدها بل (الجزيرة) أيضا هرب الكثير من المشاهدين العرب إلى قنوات مثل (أبوظبي) التي تطورت كثيراً جدا جدا ولها باقة برامج سياسية تعالج الاوضاع في العالم العربي والعالم متقدمة جدا في الفهم والمستوى تفوق الكثير من برامج قناتي العربية والجزيرة، وأجمل ما عند قناة (أبوظبي) اللغة العربية الرصينة والجميلة التي تخاطب بها المشاهدين، و (الجزيرة) أصبحت مملة وبائسة حتى النشرات الاخبارية مخصصة لملفات معينة مثل القضية ( الفلسطينية) و(العراق) وأصبحت تعاد بشكل مزعج للغاية، والاخبار تنحصر على مناطق من العالم معينة، لا نجد أخباراً عن امريكا الجنوبية وأفريقيا والدول شرق أوربية إلا ما ندر.
قناة (أبوظبي) أصبحت قناة محببة لعدد كبير من المشاهد وهناك قنوات آخرى بدأت تظهر مثل قناة (العالم) الايرانية زادت نسبة مشاهدتها، فلقد كنا أسيري لقناتين فقط (العربية) و(الجزيرة) أصبحت برامجها منفرة.
(العربية) أصبحت تتاجر ببرامجها من أجل العراق والدولارات الامريكية لكنها خسرت مشاهديها بالدعايات العراقية السمجة والمكررة وكأنها قناة عراقية، وإدارة القناة لا تدري انها عندما تبث دعاية عراقية سياسية او برامج من العراق في هذا الوقت بالذات وبتكرار ممل يهرب المشاهد وقد لا يعود.
كذلك (الجزيرة) كل ساعات البث تقريباً هي لأجل القضية ( الفلسطينية) نعم هي قضية عادلة لا شك في ذلك، واختفت برامج يسري فودة المتقنة الاعداد والتقديم وكما اختفت برامج عديدة أذكر منها ( سري للغاية- نقطة ساخنة- تحت المجهر- يحكى أن).
وفي رأي أن غياب هذه البرامج أثر كثيراً وزاد الاهتمام بالملفات الساخنة وأصبحت تعد بشكل سمج وممل، وفي فترة من الفترات كانت كل شرائح المجتمع السياسية تتابع (الجزيرة) وفي ظني (قد يكون ظن خاطئ) أن الاسلاميين هم وحدهم الذين يتابعون برامج القناة لساعات طويلة وتدنى مستوى تقديم البرامج وقد تابع معي المشاهدين أمس (الاتجاه المعاكس) الذي أصبح اتجاه (واحد) فقط.
ومن جانبي مؤخراً أصبحت تضايقني اعلانات (الخطوط الجوية القطرية) والتي أجد فيها غياب شديد للمهنية العالية التي اشتهرت بها قناة الجزيرة، وأقل ما يقال عنها انها اعلانات سخيفة خاصة عندما تتكرر في بحر ساعة من الزمن أكثر من مرة لكنها تعاد مرات كثيرا في زمن محدود.
خلاصة قولي ان (العربية) و(الجزيرة) تحتاج لمراجعة شديدة جداً جداً حتى لا يخسروا المشاهدين في وقت برزت على السطح قنوات كثيرة تلبي كل رغباتهم.
اخوتي الاعزاء برغم ضغوط العمل في المكتب إلا انني عبرت عن ما بداخلي سأتابع مداخلاتكم..
ولكم كل محبتي وتقديري.
|
|
 
|
|
|
|
khalid abuahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست