هل من حل ديني لقضية المرأة- الجزء الأول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 03:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2009, 10:56 PM

د.عادل سلمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل من حل ديني لقضية المرأة- الجزء الأول

    ان استعمال النصوص الدينيه في إثبات أو نفي فكرة ما عن دور المرأة ومساواتها بالرجل يحتاج في البداية إلى فهم دقيق لمعنى الدين ودوره والهدف منه. وهذا الفهم الواضح لمعنى الدين لا يمكن الوصول إليه إلا إذا أدركنا أن الإنسان ومن فجر التاريخ هو في حالة خسران ولكن حالة الخسران هذه ليست هي أصل في الإنسان. وهذا بدوره يؤدي بنا إلى مفهومين يقتربان من مفهوم الأصل والفرع عند الإستاذ محمود والتي حاول من خلالها حل الكثير من القضايا الدينية مثل قضية المرأة في الدين وهذان المفهومان هما:
    أولا ما هو النموذج الأصلي أو الصورة الأصلية التي على أساسها نقوم نحن بنقد الوضع الحالي للمرأة , إذن لا بد أن يكون هناك نموذج أو صورة أصلية يتم القياس على أساسها وهذه الصورة الأصلية بالطبع لا تنطبق على المرأة فقط إنما على مطلق الكون, فالله سبحانه وتعالى لا بد أن يكون لديه نموذج أولي وصورة أولية تم على أساسها خلق الكون وخلق الرجل والمرأة , تحديد الأدوار وهذه الصورة أو هذا المعيار ليس هو المعيار الغربي العلماني لحقوق الانسان او حقوق المرأة رغم ما فيها من قيم ممتازة وأسس عالية , فعلينا معرفة هذا المعيارأو هذه الصورة الاولى حتى نتمكن من أن نقيس عليها المعيار الذي يجب ان يكون عليه دور المرأة في المجتمع .
    معرفة هذا المعيار يمكن إدراكها بمراقبة الكون والخلق الإلهي لأن سنة الله في خلقه واحدة ولا تبديل لها, فقانون الزوجية موجود في كل مظاهر كونية فكل الأشياء في علاقة بدأ من جسيمات المادة وحتى المجتمع الحيواني مروراً بالمجرات كلها تعيش في عملية عطاء وأخذ وإنسجام طبيعي, وكذلك فإن علاقة العطاء والأخذ في أدنى صورها في الذرات والتي في شكل علاقة موجب وسالب هي التي تؤدي إلى خلق جزيئ جديد, هذا الإنسجام موجود حتى في المملكة الحيوانية, هذا الإنسجام والإتساق لا بد أن يكون في الأصل هو المعيار الإولي للإنسان مثلما هو موجود في الطبيعة. فالإنسجام داخل النفس البشرية وداخل الأسرة, والمساواة في القيمة لكل البشر هي التي تخلق علاقة العطاء والأخذ السليمة التي مركزها الله سبحانه وتعالى , وهذه العلاقة السليمة تقتضي بالضرورة المساواة في القيمة بين الفاعل والمستجيب.
    كل علاقات العطاء والأخذ والتي تهدف إلى الحفاظ على الكائن أو خلق كائن جديد مركزها الله وتتم وفقا للضرورة ما عدا في الإنسان. إن إرادة الله للإنسان هي مقام الخلافة فأعطاه الأمانة "المسئولية". وهي درجة من الحرية ترفع من مقام الكائن البشري وتميزه عن بقية الكائنات وهي منحة وعطية إلهية للإنسان وفق سنة الله للخلق.
    وعلى هذا الاساس فان كل علاقات العطاء و الأخذ بين الفاعل و المستجيب في الكون يحكمها قانون الضرورة , ودرجة المسؤولية والحرية فيها محدودة بحيث لا يمكن ادراكها, ولكن في الانسان قيمة المسؤولية (الامانة) و الحرية عالية وضرورية لأن الحب جوهر هذه العلاقة ومحركها .
    إن الحب هو أعلى قيمة في الوجود ومصدر هذا الحب الحقيقي الإلهي الذي يغمر الكون , وشاءت إرادة الله وقانونه أن تنال حواء النصيب الأكبر من هذا الحب الإلهي والجمال الإلهي وينال آدم النصيب الأكبر من القوة الجسمانية وعندما تحدث عملية العطاء والأخذ المتجانسة والتي مركزها ومحركها الله عندها يحدث التوحد داخل الأسرة.
    من هنا فإنه من الناحية العاطفية نالت حواء من الحب الإلهي القيمة الأعلى حيث خلقت حواء بعد آدم –وختامه مسك- حيث اختتم بها الله خلق الكون لكي تمتلك قيم الحب الحقيق وهي المؤتمنة عليه.
    ثانياً, هذا النموذج وهو المعيار لم يتح له أن يتحقق بسبب عدم حمل آدم وحواء للأمانة فأدى إلى ما يعرف دينياً بالهبوط. فما هو هذا الهبوط, إنه في الأصل إنقطاع عن إنجاز المعيار والنموذج الأولي أي هبوط في قيمة الفرد الإنساني اكسب البشرية الصراع والعداوة والبغضاء. وبغض النظر عن الرؤى المختلفة للشجرة التي أكل منها آدم وحواء وأدت إلى الهبوط, إلا أن الهبوط أبعدهما عن الله والنموذج والاصل وبذلك انقطعت الصلة المباشرة مع الله سبحانه وتعالى وعجزت البشرية عن تحقيق المعيار الأصلي ونشأت العداوة والبغضاء داخل أدم وبين أدم وحواء فتفككت الأسرة وقتل الأخ أخاه. ولأن قيم الحب والخير والجمال "الجنة" هي الدافع للخلق ولأن نصيب حواء من تلك القيم هو الأعلى فإن الهبوط أدى إلى تباعد حواء أكثر عن النموذج الأصلي وكان تباعد آدم أقل.
    بعد هبوط الأنسان بدأ نزول الأديان لإعادة الإنسان إلى النموذج الأصلي الذي فقده وإعادة حواء و أدم للوضع الذي كانا عليه وهذا إن شاء الله سيكون موضوع الحلقة القادمة.
                  

01-28-2009, 12:08 PM

عابدون محمد عابدون
<aعابدون محمد عابدون
تاريخ التسجيل: 07-30-2008
مجموع المشاركات: 2607

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل من حل ديني لقضية المرأة- الجزء الأول (Re: د.عادل سلمان)

    فى انتظار الحلقة الثانية يادكتور ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de