|
|
 الحزب الشيوعي والطبقة العاملة ... اللهم أجعله خيراً؟؟!!
|
في الخامس والعشرين من مارس ٢٠٠٨ أعلن الحزب الشيوعي عبر صحيفة الميدان عن تقريره السياسي والذي طرح فيه خارطة لدعم علاقته بالطبقة العاملة وذلك عبر رافعات عديدة سوف تكون عملية أساسية لارتباط الحزب في علاقته اليومية بجماهير العاملين . عموما ان كان عبر ما ترنو إليه أمانيهم جهة تنظيماتهم النقابية الحرة أو من خلال التحالف العريض مع تلك التنظيمات وقواعدها عبر طلائعه الحزبية والناشطين من أعضائه وطبقا لذلك ما جاء في رأية حول مواجهة ما حدث من تخريب في الحركة النقابية العمالية ومقاومة السياسات الرامية لطمس معالم استقلال حركة الطبقة العاملة )والذي جاء سياقاً ( الوقوف بثبات الي جانب النقابة الفئوية في البنيان النقابي ورفض نقابة المنشأة التي تهدف الي مصادرة الوجود النقابي المستقل للطبقة العاملة إن واقع الاقتصاد السوداني الذي تكثر فيه المصانع والورش الصغيرة يقتضي كفالة الشخصية الاعتبارية لكافة التكوينات النقابية القاعدية في قوانين العمل0
ما اعلنه الحزب الشيوعي بثبات ضد ما جاء من تغيير وإحلال لتقاليد الحركة النقابية برفض ما سمي بنقابة المنشأة صنيعة مؤتمر الحوار النقابي والذي ووجهت فيه الحركة النقابية الديمقراطية بالحل والتشريد والاعتقال وبذلك يكون الحزب الشيوعي قد عبر الي مرحلة المناداة بالحقوق المستحقة ﻟﻤﺠموع العاملين خاصة وانه قد وصل في تحليلاته الي النقابة الفئوية هي التي عرفتها وعركتها الحركة النقابية منذ نشأة هيئة العمال ولم تتوقف عند ذلك الحد بل بخيالها وذهنها الجماعي المتفق خلقت تحالفاتها مع التنظيمات الاخري كالمزارعين في اتحاداتهم الفرعية وعبر اتحادهم العام وعلي السياق توصل الحزب الي أن الشخصية الاعتبارية لكافة التكوينات النقابية الاخري.
يتفق الحزب الشيوعي ويجد رأيه متسقاً مع أبجديات مسار الحركة النقابية وذلك بمناداته باعادة الروح الي تقاليد ومناهج الديمقراطية في العمل النقابي وذلك بما عرفته حركة النقابات بعقد الجمعيات العمومية وانتشار الاعلام النقابي باصدار الدوريات والنشرات النقابية التي تحمل رأي الجمعيات العمومية والمؤتمرات والمكاتب القائدة بل ذهب الحزب الشيوعي في تقريره السياسي الي أبعد من ذلك وواصل بأن دفوعات دعمه للحركة النقابية ، السعي لاستجلاب أوسع تضامن نقابي لمطلوبات الحركة النقابية والعمال ، ولم يهمل في أن ينبه الي عدم تأجيل المعارك دون الرجوع الي أصل التنظيمالجمعية العمومية أو كما جاء في موجهاته ( بأن الحركة النقابية هي في نهاية الأمر جبهة عريضة لكل العاملين الحادبين علي مصالح العمال صرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية ) . ومن هذا المنطلق توصل الحزب الي اهمية الجمعية العمومية والتي تنطلق منها مطلوبات العمال والالتفاف علي مستحقاتهم لكون أنها تناقش كل ما هو مرتبط بحياة ومعيشة أعضائها دون أي تمييز لافكار بعينها أو لاي انتماء سياسي .
الطبقة العاملة وواجبات الحزب الشيوعى:-
ضمن رؤي الحــزب التي وردت في التقرير السياسي المقدم للمؤتمـــر الخامس ما جاء في الاتي ( أن النضال ضد تفاقم شظف العيش الي حد الاملاق ) أكثر من ٩٥ ٪ من الشعب تحت حد الفقر يستوجب أن تكون المطالب أكثر ثورية ( رادكالية ) في أبعادها ومضامينها الاجتماعية الي جانب تحسين الاجور وشروط الخدمة وصرف الاستحقاقات في مواعيدها. هناك مطالب الدفاع عن القطاع العام ورفض الخصخصة العشوائية والتشريد وزيادة الانفاق الحكومي علي الخدمات وتركيز ودعم أسعار السلع الاستراتيجية وكذلك المطالب الخاصة بالمرأة العاملة كالأجر المتساوي للعمل المتساوي واجازة الحمل والوضع مدفوعة الأجر والاعفاء من الخدمة الليلية ) فيما سبق يحدد الحزب محاور رئيسية بعينها تصب في لب قضايا العمال والقضايا الوطنية الاخري تحت سقف حق المواطنة ، فظروف المعيشة صار من الصعب مجاراتها وفي المقابل أضحت الأجور لاتوازي متطلبات الأسر ومن ضعفها صار العاملون يحددون موقفهم ويعلنون الاضرابات بما في ذلك مطالبتهم بصرف استحقاقاتهم ومتأخراتهم والتي في بعض الولايات فاقت المليارات . عليه تصبح منادات الحزب الشيوعي بضرورة النضال ضد تصاعد وتفاقم أزمة الحياة المعيشية متسقة تماماً مع أماني وحركة العاملين جهة مطالبهم اليومية ومستحقاتهم الاستراتيجية وبالتالي يكون الحزب قد دفع برافعات جديدة لتوطيد علاقته بالطبقة العاملة في ظروفها الجديدة والتحولات التي طرأت علي القضايا والمستجدات علي المسرح النقابي .
دليلنا علي ان الحزب الشيوعي قد وضع نفسه في موضع المتابع لقضايا العاملين ، ما جاء في مطالبته عبر التقرير السياسي ب( التصدي لموضوع العمالة الأجنبية الوافدة في الصناعة والخدمات وذلك بالمطالبة بنص دستوري ومواد في قوانين العمل والخدمة العامة ويعطي الأسبقية في التخديم للعمالة المحلية ويقصر تخديم العمال الأجانب في أضيق نطاق ممكن لاتتوفر به مهارات وطنيه ). والشاهد أن موضوع العمالة الأجنبية قد حاز علي مساحة مقدرة من اهتمام الذين يدركون خطورة الاحلال الجاري الان فقد نقلت الأخبار اليومية من قبل تصريحاً للسيد وكيل وزارة العمل المستقبل كشف فيه عن خطة غير معلنة لابعاد العمالة المحلية في سوق العمل وقال أن حوالي أربعمائة شركة مقاولات أجنبية قابضة تقوم باخفاء أشخاص واستخدامهم في مشاريع اخري غير التنمية وفي تقديرنا وبعد تلك الشهادة وما رمي له الحزب بخصوص العمالة الأجنبية نقول أن الطبقة العاملة كسبت نصيراً بدرجة حزب يدفع معها ويتصدي لتلك القضايا التي صارت تقدح في مستقبل العاملين جميعاً وخاصة بما يخص العمالة الأجنبية .
مقاصد الحزب وقضايا العمال المركزية:-
ربما يسأل سائل عن مقصدنا في هذه االمنحني ولماذا التركيز علي علاقة الحزب بالطبقة العاملة ؟ تكون الاجابة الطبيعية انه ومن الواجب علي الحزب الشيوعي أن ( يأكل مما يليه ) لكون والي الان حتي انعقاد المؤتمر الخامس أنه حزب الطبقة العاملة وان تركيزه ينصب أيضاً علي ما هو خاص ومتعلق بتطور ورفعة ورقي حركة العمال وتنظيماتهم ومثالاُ لذلك ما جاء في سياق التقرير بأن ( الطبقة العاملة في بلادنا رغم السياسات الرامية لشل واضعاف قدرتها علي خوض الصراع السياسي الاجتماعي والنقابي تواصل نضالها بهذا المستوي أو ذلك من أجل حقوقها وحريتها واستقلال تنظيماتها النقابية ومن أجل دعم القطاع العام ورفض الخصخصة العشوائية وسياسات التحرير الاقتصادي ) . إلا ان الحزب وصل في تحليلاته الي ( إن هناك ضرورة ماثلة اليوم تستوجب مواصلة علاقة الحزب بالطبقة العاملة وترقية هذه العلاقة وتجويدها وتتأكد بصورة اكثر مما مضي الصلة المباشرة بجماهير العمال عبر اللقاءات والندوات وكذلك عبر الدراسات حول الأجور ومستوي المعيشة والأوضاع الاقتصادية في البلاد وتاريخ الحركة النقابية السودانية كما تتأكد ضرورة دراسة خريطة المتغيرات في البنيان الاقتصادي وما طرأ من تغيير في التركيب العضوي لجماهير العمال أن هذه الدراسة للمتغيرات تساعد كثيراً في ابتداع أساليب ومناهج العمل المناسب لمواكبتها.
بهذا الاهتمام من الحزب تجاه الطبقة العاملة السودانية يكون الحزب قد دحض أحاديث اﻟﻤﺠلس الهامسة بأنه قد تخلي عن واجباته نحو العاملين عموماً وخاصة جماهير العمال بل ذهب الحزب الي أكثر حميمية ( بأن علاقة الحزب الشيوعي بالطبقة العاملة علاقة تاريخية راسخة تمتد جذورها لبدايات تكوين تنظيماتها النقابية منتصف أربعينات القرن الماضي وقد ظل العمال يجددون ثقتهم في اعداد متزايدة من العمال الشيوعيين وحلفائهم الديمقراطيين ليحتلوا مواقعهم بين قيادات الحركة النقابية لعشرات السنين والواقع أن نضال العمال وانتصارهم في تأسيس حركتهم النقابية ومدهم يد الزمالة الطبقية والتضامن للمزارعين والطلاب وغيرهم كان هو نقطة الانطلاق لتفجير حركة واسعة للتنظيم لكل فئات الشعب علي ضوئها استقام أمر النضال السياسي والاجتماعي الجماهيري في السودان ضد الاستعمار وأنظمة الديكتاتورية المعادية لمصالح الشعب والوطن وفيما بعد من أجل الديمقراطية وتحسين المعيشة والعدالة الاجتماعية.
العمال حدقة وإنسان الحزب الشيوعى:-
للحزب موجهات أساسية أطلقها في تقريره السياسي الموجهة للمؤتمر الخامس لتصبح هذه الموجهات رافعات عمل يومي لعضويته في سبيل مزيد من الدعم لرفعة حركة الطبقة العاملة وتنظيماتها النقابية وفي هذا الخصوص دفع الحزب بعدة موجهات أساسية تبدأ ب( مواصلة الجهد التدريب للنقابيين الجدد من الشيوعيين والديمقراطيين وتعريفهم بكل أساسيات وأركان العمل النقابي والمواظبة علي اعداد الدراسات والنشرات التي تخدم الهدف ) يأتي هذا وينطلق من مسئولية الحزب الشيوعي الطبقية تجاه العمال وتنظيماتهم التي شارك في بنائها منذ بدايات حركة الجماهير العاملة المنظمة في عطبرة الباسلة ولم يكتف الحزب بهذا الرصيد بل نادي بـ( رفع الاهتمام بتوسيع العمل النقابي كمدرسة أولية للنشاط النقابي مثل المنتديات العمالية وفصول محوالامية والنشاط التعاوني الخ .. إذ أن غياب الحريات النقابية والتشريد السياسي والنقابي وأسع النطاق حال دون تشرب شباب الطبقة العاملة بتقاليد وأسس العمل النقابي والحركة النقابية ).
يدرك الحزب الشيوعي تماماً اهمية وجود كادر قوي وسط جماهير الطبقة العاملة وعليه فقد ألا علي نفسه أن يكون المبادر في رفع قدرات الناشطين من عضويته ليلجوا باب الحركة النقابية وخاصة من قطاع الشباب وعملية التأهيل ليست بالجديدة في أدب الحزب فهو تقليد متبع لعموم النقابيين وفي زمن الديمقراطيات كم بعث الحزب من كوادره ومن الديمقراطيين في بعثات نقابية لعدة بلدان صديقة تلقي فيها هؤلاء المناضلون علوم وفنون العمل النقابي . وها هو الحزب يؤكد الان ذات ما ذهب اليه في السابق برفع الاهتمام بتوسيع قاعدة العمل في مجال النقابات وعلي سياق ذلك مضي الحزب في التقرير ( بضرورة توسيع التضامن النقابي العالمي والاقليمي لدعم نضال عمال السودان في معركتهم من أجل الحريات النقابية وبالتالي هناك ضرورة لان تمتد علاقات عمال السودان مع كافة المراكز التي ترعي شئون العمل والخدمة ومع الاتحادات والتكوينات النقابية اقليمياً وعالمياً ).
لم يقف الحزب محايداً وهو يطرح تقريره السياسي علي جماهير شعبنا بل دعم موقفه تجاه حركة الطبقة العاملة بموجهات داخلية تعد من ضمن رافعات بنائه التنظي ي الداخلي وفتح فرصة لعضويته من العمال للترقي في مجالات الحزب التنظيمية والقيادية وذلك وفق ما جاء بأن ( علاقة الحزب التاريخية والفكرية والسياسية والاجتماعية بالطبقة العاملة تشكل أساسا لعملية البناء الحزبي بين جماهير العمال بما يمكن طلائعهم من احتلال مواقع قيادية في الحزب علي كافة المستويات ). وعلي ذات الطريق طريق البناء الحزبي واصل الحزب موجهاته بـ( وضع خطط مناسبة لتركيز البناء الحزبي وسط الطبقة العاملة حسب واقع اﻟﻤﺠال والقطاعات العمالية اﻟﻤﺨتلفة في العاصمة والأقاليم مع وضع إهتمام خاص لدعم البناء الحزبي والديمقراطي بين العمال الفنيين والمهرة بوصفهم طلائع جماهير العمال .) بموضوعية ووضوح عضد الحزب موقفه نحو جماهير العمال بالتزامات داخلية ندفع بطلائعه الي مصاف القيادة الحزبية وبذلك دحض الحزب أي حديث سرا أو جهراَ بان الحزب الشيوعي صار يعزف خارج ( التون ) وأن صوته الصداح قد ( فارق) الا انه قد تأكد أنه حباله الصوتيه علي إنتمائها
جاء في المادة ( ٤) من مشروع برنامج الحزب المقدم للمؤتمر الخامس باب الاصلاح الديمقراطي في جهاز الدولة واﻟﻤﺠتمع جاء ( إصدار قانون ديمقراطي لتنظيم العمل النقابي يضمن تكوين النقابات بالمعيار الفئوي لا بمعيار المنشأة يؤمن استقلالها وحرية الانضمام اليها ويدعم ديمقراطيتها من حيث الهيكلة والاداء ويحظر التدخل الحكومي والحزبي في شئونها كما يحظر المساس بقياداتها بأي شكل طوال توليهم لمسؤوليتهم النقابية أو بسببها فيما بعد ). ليس لنا شهادة أكثر من الذي أوردناه عن خارطة طريق الحزب لدعم الطبقة العاملة ففي تقديرنا أنها كسبت نصيراً بدرجة حزب جمـــاهيري.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
من الله عبد الوهاب
تبارك شيخ الدين جبريل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست