|
أهذه افتراءات .. أم (ابتلاءات ) يا شيخنا ؟
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ الحقيقة الأساسية في الوضع السياسي الراهن بالسودان أن الجبهة الإسلامية حالياً هي من يجلس على مقاعد الحكم ، وهي من يجلس على مقعد المعارضة .. وهذه تذكرنا بقصة الإمام ، إمام الجامع ، الذي اشتهر بـ ( الحرفنة ) في الويست .. اشتهر الإمام بأنه كان حريفاً جداً ، ومن النوع الذي ( يجلد الشايب بالتريس) !.. وكان أقرانه في الويست يبكون من ( كل ذلك ) .. وفى يوم من أيام الجمع شهد القوم شهد أقران الإمام معه الصلاة .. فاترع الإمام عليهم خطبة لاهبة .. كان خلالها الإمام حريف الويست يبكي ، ويجعل الجامع كله يبكي .. وفجأة وقعت عينه على أقرانه في الويست .. وكانوا ينظرون إليه بين مصدق لما يرى وبين متأهب لتصديق ما يسمع .. تماماً مثل حال المعارضة ، بين القبض على الترابي ، وقبض الترابي عليهم !.. فما كان من الإمام ألا ان قام بعملية ( الدمج) فقال لأقرانه على سبيل التورية : هنا تبكون ، وهناك تبكون !)..واترع المسجد بمزيد من البكاء حيث لم يلتقطوا من ( إشارة ) الإمام إلا أنها تعنيهم .. نفس الحكاية .. ومهما كان التقييم لهذا الوضع الشاذ ، سواء أكان تقسيماً للأدوار أو (غيرو) من إبداعات زمان الإنقاذ !.. فقد شاءت الإنقاذ ان تضع السودان بين خياراتها ( التأصيلية ).. من لا يؤيد الترابي في ما ذهب إليه من (بسط الحريات ) وإشاعة الديمقراطية ، فما له إلا خيار تعضيد المواقف القاصدة نحو تجسير الهوة ورتق النسيج الاجتماعي و( إجراء الانتخابات) في موعدها!.. وترقص الجبهة مع الذئاب ، بين الفينة والأخرى ترمي بشيخها الترابي في السجن لتأكيد المفاصلة ، فيعقد أنصار الترابي ندوتهم لتأكيد ما تؤكده الإنقاذ .. الترابي دائماً ما يدخل السجن في مناخ عدم استقرار علاقات الجبهة الإسلامية مع مصر .. وهاهو يدخل الآن وقد كادت ..أو كانت وكادت العلاقة بين النظام و مصر تتدحرج الى التوتر ( على هامش قمة غزة ) .. لا أدري كيف بررت الإنقاذ لخالد مشعل وشلح معاً أمر اعتقال الشيخ .. ولا أدري هل تحققت من خيار تبريد الجوف ــ وهى أي الجبهة الإسلامية ـ تطلق التصريحات عن بسط الحريات مقرونة باستشفاعات الاعتذار للشعب عما حدث على لسان المنسوبين الى الإمام الذي ( يبكى و يُبَكي كل الشافو)؟.. وتبقى الجبهة الإسلامية على هذه الحال .. أعلى صوت في خندق المعارضة ، صاحبة القلم ، والدواية ، تكتب ما تشاء و ( تقوم بتوظيف من تشاء عبر لجنة الاختيار للخدمة العامة )!.. وسنفتح قريباً ـ عبر هذه الزاوية ــ أضابير الخدمة العامة و( الإصلاح الإداري ) الذي يأمر بتعيين حاملي شهادة ( مقبول ) ويرمي من الشباك على وجه الشاطر حسن شهادته ( جيد جداً) .. فاصبروا وصابروا .. يظل الشعب كله مشغولاً بالترابي قام ، والترابي قعد ، والترابي سجن ، والترابي انسجن ، والترابي حكم ، والترابي عارض ، والترابي محكوم ، أو سيقدم للمحاكمة !.. فهل هذه ( افتراءات ) ؟ أم هي ابتلاءات ( يا شيخنا)!؟ لعنة الله على هذا النوع من المعارضة التي لا تعرف غير أحاديث الترابي عن( بسط الحريات) ! هذا النوع من المعارضة ، التي لا تجدع ولا تجيب الحجر !.. يا ناس .. يا .. ( ما فيكم بركة )!.. وآخرتا وين ؟ .. سيبقى الترابي في مأمنه .. ليخرج عليكم غداً أيها المعارضون ، يخرج كما خرج بعد سقوط النميري .. ليحدثكم أيضاً عن بسط الحريات )!.. و ( الاستعداد للانتخابات)!.. وعن ( الابتلاءات) !..
|
|
|
|
|
|
|
|
|