|
Re: غدر الأشقاء أخطر واقوى من غدر الأعداء (Re: نزار باشري ابراهيم)
|
كتب رئيس تحرير الراية القطرية اليوم
لماذا الهجوم على قطر..؟
بقلم: صالح بن عفصان الكواري ( رئيس التحرير ) .. ظللنا نتابع خلال الأيام الماضية ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الأهوج والوحشي على غزة هجوماً غير مبرر يشنه عدد من الصحف العربية على قطر ورموز قطر ودبلوماسيتها، ليس بسبب إلا لأن قطر قد طالبت بعقد قمة عربية طارئة للجم العدوان الإسرائيلي الذي يحصد كل يوم أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. هذا هو ما نادت به قطر وطالبت به منذ بدء العدوان السافر على غزة، لكنها لم تصر عليه ولم تتمسك به بل تركت خيار انعقاد القمة الطارئة وحتى تحديد مكانها ليقرره المجلس الوزاري العربي الذي ارتأى النظر في إمكانية عقد القمة في ضوء ما تسفر عنه زيارته لنيويورك ولقائه بأعضاء مجلس الأمن من نتائج. وهذه الدعوة التي نادت به قطر جددها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله في نص خطابه أمس لعقد هذه القمة، وترك الخيار لقادة الأمة العربية من جديد مؤكداً أنه ما لم تتوفر لدى الأمة العربية الإرادة فلن يستمع لها المجتمع الدولي.. فقبل أن يستمع المجتمع الدولي علينا أن نستمع نحن إلى مجتمعنا العربي. لم تزايد قطر على مواقف أحد، ولم تتهجم على أحد، فهل تستحق بدعوتها لعقد قمة عربية طارئة لمعالجة الوضع في غزة الصامدة، كل هذا الهجوم غير المبرر. لقد حدث ما توقعته قطر وما كانت تخشاه قيادتها، فها هي قافلة الشهداء في ازدياد والأبرياء يموتون بالمجان في غزة دون سبب جنوه والعالم يتفرج وإسرائيل ماضية في غيِّها.. فهل مثل هذه المهاترات غير المجدية وغير المسؤولة هي التي ستوقف آلة الحرب الصهيونية وتجلب الأمن والأمان لأهلنا في غزة؟!. لا أدري لماذا هذا الهجوم من قبل هذه الصحف الموجهة حسب رأيي عند كل مبادرة أو تحرك إيجابي تقوم به قطر لخدمة أمتها العربية والإسلامية؟.. لماذا يستكثرون علينا القيام بواجبنا الذي يمليه علينا ضميرنا وتحتمه عرى الأخوة الإسلامية والمصير الواحد؟. لماذا تكذب هذه الصحافة الموجهة لماذا تفبرك القصص عن قطر وتلصق بها التهم جزافا وهي بريئة من كل ذلك؟!. لم تزاحم قطر أي بلد عربي في دورها ولم تشكك يوما في مواقفها مهما كانت أو تؤلب الغير عليها، فلماذا تهاجم هذه الصحافة قطر؟. شخصيا، لا أجد سبباً واحدا مقنعا للإجابة عن هذا السؤال.. ربما تكون الاجابة فيما تبثه قناة الجزيرة .. والجزيرة يا سادة قناة فضائية حرة شعارها الرأي والرأي الآخر وإن كانت تنطلق من قطر. المظاهرات المناوئة للعدوان على غزة كانت تنطلق من جميع الدول ومن الدول التي تهاجم صحافتها قطر نفسها والتصريحات المؤيدة والمعارضة لموقف حكوماتها كانت تبثها الجزيرة بالتساوي وبالتزامن مجردة من كل غرض.. فما العيب في ذلك؟. لماذا تنظر هذه الصحافة دائما الى النصف الفارغ من الكوب، لماذا تتوهم ان كل نجاح تحققه قطر مقصود به إغاظة دولهم، كلا ليس هذا من شيم قطر وقيادة قطر وأهل قطر.. على هذه الصحافة ان تترفع عن هذه الأوهام والأكاذيب التي دأبت تلفقها وتلصقها بقطر. وليت هذه الصحف الموجهة اكتفت بتوجيه النقد والتهم الفارغة الجوفاء لقطر بل وللأسف انها تسعى في محاولة فاضحة ومكشوفة للوقيعة بين قطر وشقيقاتها الدول العربية.. انه العيب بذاته والانتهازية الممجوجة والصيد ليس في مياه عكره.. ولكنها نظيفة وعذبة واقصد بذلك علاقات قطر الممتازة بشقيقاتها الدول العربية والاسلامية وجميع دول العالم. أقول مجدداً، ليس هذا وقت هجوم اعلامي واستعراض للعضلات وإلصاق كاذب للتهم وتأكيد أو تبرير للمواقف، فقد سئمنا من هذه الإسطوانة المشروخة ومللنا سماعها وأصبحنا نتوقعها مع كل بادرة إيجابية قطرية نحو الأشقاء والأصدقاء معاً.. والشواهد كثيرة. إذا التزمت قطر الصمت لا سمح الله عما يجري في غزة يصفون ذلك بأنه تخاذل ويشيعون أنها تتعرض لضغوطات خارجية.. وإذا استشعرت مسؤوليتها وواجبها يعتبرونها تغرد خارج السرب وتبحث عن دور لا تستحقه، وإذا حققت النجاح يبخسونها لأن ذلك حسب اعتقادهم ورأيهم لا يتناسب مع حجمها وعدد سكانها. كما قلت، فإن الوقت ليس للمهاترات والهجوم الإعلامي بسبب ودون سبب، كما أنه ليس وقتاً لجرد الحساب، فإن ذلك بيد الشعوب وهي التي تقرره وتحكم به على دولها وقادتها. إنه وقت الاصطفاف والوحدة والتضامن، وقت علينا جميعاً أن نتوحد فيه لأن الكل مستهدف والجميع في قارب واحد، فعلينا أن نستشعر الخطر الذي يهدد الأمة ونبتعد عن اختلاق معارك جانبية ليس هذا وقتها. واجب عليّ أن أذكِّر بأن الصحافة القطرية وحتى اللحظة قد التزمت الصمت تجاه كل ما تبثه وتنشره هذه الصحافة الموجهة بحق قطر.. وهذا دأبها دائماً في عدم السعي لتأجيج المواقف وصب الزيت على النار.. فالنار من مستصغر الشرر ونحن نعي دورنا تماما كصحافة قطرية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة. مواقف قطر واضحة ولا تحتاج لإعلان وليس لديها ما تخشاه أو تخفيه ولذلك فهي لا تنتظر شكراً من أحد نحو ما تفعله وتقوم به لصالح أمتها وليست بحاجة الى من يذكرها بواجبها.. دائماً هي في حق أمتها داعمة ومؤيدة لقضاياها المشروعة، حريصة وأمينة على مصيرها وحقوقها العادلة... على مسافة واحدة من أشقائها يفرحها نجاحهم ويسوؤها فشلهم.. فإذا كان هذا نهجها.. لماذا الهجوم عليها والتشويش على نجاحاتها؟. ليعلم الكل، أن مثل هذه الحملات الاعلامية التي أقل ما يقال عنها إنها ظالمة، مجحفة ومقصودة، لن تثني قطر عن الاضطلاع بدورها، ولن تغير من قناعاتها التي اختارتها بقرارها الوطني وفوق كل ذلك لن تزحزح مواقفها المنحازة أبداً لمصالح أمتها.
| |
|
|
|
|