|
ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش
|
ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر
في وداع درويش :
كلما ضاق صدري أيقنت أن كارثة في الطريق .... جلست أنتظر وما القادم يا مولاي ملل هو الإنتظار مميت ذاك الطعم غير أني لا أملك سواهـ . ذات أمسية من أمسيات الخرطوم فاجأنا درويش كثورةٍ شعرية تريد رفع الظلم لا عن كاهل الفلسطينيين بل عن كاهل الانسانية ويومها كنا نحن الشعب السوداني جزء من الانسانية التي تبحث عن انسانيتها التي ضاعت بين ليلة وضحاها . الشاعر قلب أمته ودرويش كان قلباً للإنسانية في أعظم صورها . قطعت وصديقي (حكيم) المسافة مابين (أتني) حتي قاعة الشارقة في ذاك المساء الخرطومي البهي سيراً علي الأقدام كان (حكيم) يقرأ علي مسامعي ما تيسر من خبز درويش وقهوة أمه وريتا والبندقية بعض أشعار يلقيها (حكيم) بطريقة توجع تجعلك أسير المفردة وأسير الحرف وأسير الصور التي تمر من أمامك بذات إنسياب صور الحافلات التي تحمل المواطنين السودانيين من خرطوم الهزيمة الي حيث منازلهم هنا وهناك . (حكيم) يقول أن سيهدي درويش في مساؤنا المرتقب قميصه الذي يرتديه إذ لا يملك ما يهديه لذلك الدرويش الذي تعلق به منذ أن عرف للثورة معني سوي ذلك القميص الذي لطالما إرتداه في شوارع الخرطوم وهو يقوم بجولاته المكوكية من أقصاها الي اقصاها بحثاً عن وطن ... حبيبة ... كتاب .... حق مواصلات .... حق تمباك ... حق جريدة
(2)
قاعة الشارقة إمتلأت بجموع الناس شباب سودانيين وشابات واعدات خرجن لاستقبال شاعر المقاومة الفلسطينية بل شاعر الثورة محمود درويش في إحتفال بهيج ضمن فعاليات مركز الدراسات السودانية بالإحتفاء باليوبيل الذهبي لاستقلال البلاد . أي والله هكذا إتفلنا باستقلالنا والبلاد ترزح تحت وطأة مستعمر جديد فأي قوم نحن ؟ غير أن الداخل للقاعة يلفت إنتباهه أول دخوله ذلك الملصق الكبير الذي وضع بعناية كخلفية لتقول فيما تقول (أهرب يا صديقي فإن الماضي يطاردك) وقد كان . جاء درويش أنيقاً بسيطاً جميلاً كعادته إلتعبت الأكف بالتصفيق وإمتلأت عيون الشعب بالدموع وأنا بكيت حال الناس و(حكيم) لم أجد له أثراً إذ تسرب هكذا . درويش يقرأ بصوتٍ منقطع النظير ويشكر بين الفينة والأخري أخلاق شعبي درويش يقرأ بطريقة تدخلك في تفاصيل التفاصيل تتزكر وأنت برفقته كلما يمكنك ان تتزكر صوت الناي ... حمامات السلام .... دموع الامهات .... عسف السلطة .... فنجان قهوة إحتسيتها في قارعة الطريق ..... حبيبتك ... أصدقائك .... شهداء ماتو وآخرون في الطريق أحلام التغيير .... العدالة الاجتماعية .... صوت الناس .... العمال .... والفلاحين . أحلام وأحلام وأحلام .
(3)
جالس كعادتي وصدري يضيق ساعة فساعة الآن أقرأ خبر عاجل ورد علي طريقة الاثارة يقول فيما يقول : طبيب الشاعر درويش يؤكد(أن الشاعر يمر بمرحلة حرجة إثر عملية جراحية فاشلة في قلبه) . سبحان الله قلب كذاك يشق ؟ هو درويش الذي لطالما هربنا بكلماته لمواجهة الموت فكيف لنا أن نهرب الآن من هذا الحصار حالة أن يحاصرك الموت في رجل هزم الموت بالكلمات رجل أفني جل العمر بحثاً عن وطن وحبيبة وحال مستعدل . عالجت الموقف بقراءته .... ديوان شعر أهدنيه صديق وأنا أهم بالخروج من ذاكرة الشوارع يوما ما كان فيه ميلاد القصيد عاثراً ودرب الحياة يهدي للناس الحزن ولا شئ غير الحزن في تلك الأجواء الماطرة بالأحزان نفدت بجلدي خرجت ولعنت رائحة الدماء كثيراً .... قال لي صاحبي : خذه عله يقنعك ذات يوم أن تعود !!! كان حالماً هذا الصاحب حالماً كدرويش الذي رحل قبل أن يحصد بنفسج الثورة الذي زرعه بإقتدار في قلوب الثوار .
(4)
يقول أحد الذين رافقوهـ حتي الرحيل أن وصيته كانت أن ينزعو عنه أجهزة التنفس حالما حدثت مضاعفات تناقشنا في ذلك الامر كثيراً وفي الاخير رأينا أن ننفذ وصيته وقد كان فأي شجاعة تلك وأي زهد في الحياة وأي وطن بعدك ايها الرجل الوطن !!؟ قالت لا أحد سأعبئ إسمك شهوةً جسدي يلمك من جهاتك كلها جسدي يضمك من جهاتك كلها لتكون شيئاً ما ونمضي باحثين عن الحياة فقال (لا شئ) الحياة جميلة معك الحياة جميلة معك
(درويش)
الآن لن نبكي لكن علينا أن نفكر في طريقة جديدة نهزم بها الموت أو فلنتحفي به طالما لم يكن لدينا خيار سواهـ .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
الجدير بالذكر إن النعي أعلاه كنت قد كتبته في وقت سابق عقب رحيل درويش ! أخرجته بعد قراءتي لبوست العزيز حمور ذيادة وإعلانه عن عدم حبه لدرويش عبر بوست كتبه منذ أيام تحت عنوان (لهذا لم أحبك يادرويش) ! لا أنكر إن البوست قد أساء لكثيرين من قراء درويش بإعتباره الآن في مكان لا يملك فيه حتي حق التصريح ! هنا سأحاول التركيز علي بعض الجوانب التي أهدي فيها درويش للإنسانية جمعاء بلاداً من نور وأوطاناً لا تسكنها سوي أحلام العصافير !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: (حكيم) يقول أن سيهدي درويش في مساؤنا المرتقب قميصه الذي يرتديه إذ لا يملك ما يهديه لذلك الدرويش الذي تعلق به منذ أن عرف للثورة معني سوي ذلك القميص الذي لطالما إرتداه في شوارع الخرطوم وهو يقوم بجولاته المكوكية من أقصاها الي اقصاها بحثاً عن وطن ... حبيبة ... كتاب .... حق مواصلات .... حق تمباك ... حق جريدة
|
خضر حكيم جميل وكأسمه يدرك معنى المحبة .
يا منحوس انت كنت فى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
أَثر الفراشة لا يُرَى أَثر الفراشة لا يزولُ هو جاذبيّةُ غامضٍ يستدرج المعنى، ويرحلُ حين يتَّضحُ السبيلُ هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ أشواقٌ إلى أَعلى وإشراقٌ جميلُ هو شامَةٌ في الضوء تومئ حين يرشدنا الى الكلماتِ باطننا الدليلُ هو مثل أُغنية تحاولُ أن تقول، وتكتفي بالاقتباس من الظلالِ ولا تقولُ... أَثرُ الفراشة لا يُرَى أُثرُ الفراشة لا يزولُ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
عن الشهيد ناجي العلي يحكي :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ناجي العلي
لا أعرف متى تعرفت على ناجي العلي، ولا متى أصبحت رسومه ملازمة لقهوتي الصباحية الأولى، ولكنني أعرف انه جعلني أبدأ قراءة الجريدة من صفحتها الأخيرة·
كان آخر من رأيت في بيروت بعد الرحيل الكبير الى البحر، كانت بيروته الاخيرة وردة تبكي، وكان يسخر من نفسه لأن الغزاة في صيدا ظنوه شيخا طاعنا في السن بسبب بياض شعره، سألني الى اين سأرحل، قلت: سأنتظر الى ان اعرف، وسألته ان كان سيبقى، قال انه سينتظر الى ان يعرف·
لم يكن احد منا خائفا، لأن المشهد الدرامي في بيروت كان اكبر من أية عاطفة، فرسم بيروت وردة وحيدة، ولم نعلم، لم يعلم احد، ان وراء الوردة وحشا يتقدم من مخيماتنا، لم نعلم ان الحناجر والسكاكين كانت تشحذ جيدا، في ذلك الليل، لتقطع اثداء أمهاتنا، فقد كنا غائبين عن وعي التكهن·· ونحن ننظر الى البحر الغارق في البحر·
ورأيته، للمرة الأخيرة في باريس، يتذكر الا بيروت، قلت له مازحا: أما زلت تنجو لأن الغرباء يظنون انك شيخ طاعن في السن؟ كان يشكو من رئيس التحرير السابق: عدت الى المقهى لأضربه فلم اجده، قلت له: اهدأ، فقد آن لك ان تجد التوازن بين يدك الذهبية ومزاجك العاصف، وكان يهدأ رويدا رويدا·· خطرت له خاطرة: تعال نعمل معا، انت تكتب·· وأنا ارسم·
وكنا صديقين دون ان نلتقي كثيرا، لا اعرف عنوانه ولا يعرف عنواني، تكلمنا مرة واحدة حين امتنعت جريدته عن نشر احدى مقالاتي التي ادافع فيها عن نفسي أمام هجمات احدى المجلات، قال: سأدافع عن حقك في التعبير، وسأتخذ موقفا، قلت له اهدأ·
وكنت أكتب، وكان يرسم·
جميع الذين عملوا معه كانوا يقولون انه اصبح جامحا، وان النار المشتعلة فيه تلتهم كل شيء، لأن قلبه على ريشته، ولأن ريشته سريعة الانفعال والاشتعال لا تعرف لأي شيء حسابا، ولأنه يحس بأن فلسطين ملكيته الخاصة التي لا يحق لأحد ان يجتهد في تفسير ديانتها، فهي لن تعود بالتقسيط، لن تعود الا مرة واحدة·· مرة واحدة من النهر الى البحر·· والا، فلن يغفر لأحد، ولن ينجو احد من تهمة التفريط، ولقد ازدادت نزعة التبسيط السياسي فيه اثناء غربته في لندن، فأعلن الخلاف مع الجميع، وخدش الجميع بريشة لا ترحم، ولا تصغى الى مناشدة الأصدقاء والمعجبين الذين قالوا له:
يا ناجي، لا تجرح روحك الى هذا الحد، فالروح جريح·
وكان الأعداء يسترقون السمع الى هذا الخلاف، كانوا يضعون الرصاصة في المسدس، كانوا يصطادون الفرصة·
كنت أكتب، وكان يرسم·
وحين استبدل عبارتي بيروت خيمتنا الأخيرة بعبارته اللاذعة محمود خيبتنا الأخيرة، كلمته معاتبا: فقال لي: لقد فعلت ذلك لأني احبك، ولأني حريص عليك من مغبة ما انت مقدم عليه، ماذا جرى·· هل تحاور اليهود؟ اخرج مما أنت فيه لأرسمك على الجدران·
لم يكن سهلا عليّ ان اشرح له بأن تدخلنا في أزمة الوعي الإسرائيلي ليس تخليا عن شيء مقدس، وبأن استعدادنا لمحاورة الكتّاب الاسرائيليين الذين يعترفون بحقنا في انشاء دولتنا الوطنية المستقلة على ترابنا الوطني ليست تنازلا منا، بل هو محاولة اختراق لجبهة الاعداء·
لم يكن سهلا ان تناقش ناجي العلي الذي يقول: لا أفهم هذه المناورات·· لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية·
كان غاضبا على كل شيء، فقلت له: مهما جرحتني فلن اجرحك بكلمة، لأنك قيمة فنية نادرة، ولكن، بعدما صرت خيبتك الأخيرة لم يعد من الضروري ان نكتب وان نرسم معا، وافترقنا، كما التقينا، على الهواء·
اذكر تلك المكالمة، لأن صناعة الشائعات السامة قد طورتها من عتاب الى تهديد، طورتها ونشرتها الى حد الزمني الصمت، فلقد ذهب الشاهد الوحيد دون ان يشهد احد انه قال ذلك، على الرغم من ان احدى المجلات العربية قد نشرت على لسانه انني عاتبته، وعلى الرغم من انه ابلغ رئيس تحرير القبس بأنه ينوي كتابة رسالة مفتوحة اليّ يشرح فيها عواطفه الايجابية، على الرغم من كل ذلك فإن صناعة الشائعات مازالت تعيد انتاج الفرية، التي لا املك ردا ازاءها غير التعبير عن الاشمئزاز مما وصل اليه المستوى الأخلاقي العام من قدرة على ابداع الحضيض تلو الحضيض·
حين استشهد ناجي العلي، سقطت من قلبي اوراق الأغاني لتسكنه العتمة، الاختناق في الحواس كلها، لا لأن صديقا آخر، صديقا مبدعا، يمضي بلا وداع فقط، بل لأن حياتنا صارت مفتوحة للاستباحة المطلقة، ولأن في وسع الأعداء ان يديروا حوار الخلاف، بيننا الى الحدود التي يريدونها ليعطوا للقتيل صورة القاتل التي يرسمونها وليتحول القتلة الى مشاهدين·
لذلك، فإن اغتيال ناجي العلي، في لحظة الخلاف العائلي العابرة، هو جريمة نموذجية اتقن الأعداء صناعتها بقدرتها على تأويل جرائم اخرى ليس اقلها دناءة التشهير بتربيتنا الأخلاقية، بل محاولة منعنا من تطوير ما يميزنا، قليلا، عما يحيط بنا من انحطاط، وهو: حق الاختلاف في الرأي، ومحاولة محاصرتنا بأحد خيارين: أما القطيع، وإما القطيعة· كان في وسعنا، ومن حقنا، ان نختلف وان نواصل التعبير عن الاختلاف، في مناخ افضل، على ما يعتقد كل واحد منا انه الطريق، أو الأداة، او اللغة، او الشكل، الاقرب الى بلوغ الحرية والوطن، فذلك هو احد مكونات حريتنا الذاتية ووطننا المعنوي، واحدى سمات نشاطنا الوطني المغايرة لامتثال القطيع، لذلك، فإن اختراق العدو جبهة حوارنا هو محاولة لايصال العلاقة بين من استعصوا على ان يكونوا قطيعا الى علاقة القطيعة·
من هنا، فإن الوفاء لشهدائنا ولذاتنا لا يتم بالقطيعة، بل بتطوير مضامين هويتنا الديمقراطية، وخوض معركة الحرية ومعركة الديمقراطية داخل الحالة الفلسطينية بلا هوادة وبلا شروط·
فلا الورد الملكي يبكي علينا·
ولا مسدسات الاغتيال ولغة الاغتيال تجهز من أجل الوطن·
فلماذا يغتالون الشهداء مرة ثانية، بأن يُضفوا عليهم هوية ليست لهم·
إن ناجي العلي لنا، منا، ولنا·· ولنا·
لذا، ليس من حق سفاحي الشعب الفلسطيني ان يسرقوا دمعنا، ولا ان يخطفوا منا الشهيد· فهذا الشهيد الذي كان شاهدا علينا هو شهيد ثقافتنا، شهيد الطرق المتعددة الى الوطن·· وهو أحد رموز الرأي المغاير داخل الحالة الفلسطينية المغايرة لما يحيط بها من قمع·
إن ناجي العلي احد مهندسي المزاج الوطني، وهو احد نتاجات الابداع الوطني هو ابننا واخونا ورفيق مذابحنا وأحلامنا، وخالق حنظلة الخالد، القادر على ان يُسمي هويتنا بتأتأة تضحكنا وتبكينا·
لقد رحل، ولكنه خلّف خلفه تراثا هو تراثنا الجماعي، تراث شعب يتكون بكل ما يمتلك من وسائل التكوّن·
من الطبيعي ان يتكاثر الذباب حول الدم· فهل أخذ الذباب وقتا كافيا ليعتاش من دمنا المسفوك في كل ناحية؟ كفى، كفى·
ان تعميم ابداع ناجي العلي على جيل اليوم وعلى جيل الغد هو مهمتنا، وان تكريم هذا المبدع المتميز هو واجبنا· ومن كان منا بلا خطأ أو خطيئة، فليطبق بصوابه المطلق على عمرنا كله·
لذلك، فإن من أول شروط الوفاء لهذا المسير الطويل الى الوطن والحرية والإبداع، ان ندعو الى تشكيل لجنة وطنية لتخليد ذكرى ناجي العلي، الذي امضى عمره حاملا ريشته الفذة، حافرا في كل صخر اسم وطنه الذي يستعصي على النسيان، الاسم المنذور للنصر·
محمود درويش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
وهنا أيضاَ يواصل هو ناجي العلي خبزنا اليومي ! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناجي خبرنا اليومي
أغبطه كل صباح، أو قل إنه هو الذي صار يحدد مناخ صباحي، كأنه فنجان القهوة الأول، يلتقط جوهر الساعة الرابعة والعشرين وعصاراتها فيدلني على اتجاه بوصلة المأساة وحركة الألم الجديد الذي سيعيد طعن قلبي.. خط .. خطان.. ثلاثة ويعطينا مفكرة الوجع البشري .. مخيف ورائع هذا الصعلوك الذي يصطاد الحقيقة بمهارة نادرة، كأنه يعيد انتصار الضحية في أوج ذبحها وصمتها.
ودائماً أتساءل: من دله على هذا العدد الكبير من الأعداء الذين ينهمرون من كل الجهات ومن كل الأيام ومن تحت الجلد أحيانا؟
إنسانيته المرهفة هي التي تدله، الإنسان الطاهر فيه أشد حساسية من رادار معقد .. يسجل بوضوح كل مخالفة تعتدي أو تحاول الاعتداء، انه الحدس العظيم والتجربة المأساوية، فلسطيني واسع القلب، ضيق المكان، سريع الصراخ وطافح بالطعنات، وفي صمته تحولات المخيم.
احذروا ناجي، فإن الكرة الأرضية عنده صليب دائري الشكل، والكون عنده أصغر من فلسطين، وفلسطين عنده المخيم، إنه لا يأخذ المخيم إلى العالم، ولكنه يأسر العالم في مخيم فلسطيني ليضيق الاثنان معا، فهل يتحرر الأسير بأسره؟ ناجي لا يقول ذلك. ناجي يقطر، يدمر، ويفجر، لا ينتقم بقدر ما يشك، ودائما يتصبب أعداء.
وليس فلسطيني ناجي فلسطينيا بالوراثة وحدها، كل الفقراء في علاقة ناجي فلسطينيون، والمظلومون والمسحوقون والمحاصرون والمستقبل والثورة .. كلهم فلسطينيون.
لم يغلق دائرة الذاكرة، لأنه لم يحمل العذاب من حادثة، ولم يحمل الجرح من واقعه، مفتوح على الساعات القادمة وعلى دبيب النمل وعلى أنين الأرض، يجلس في سر الحرب وفي علاقات الخبز، جوهري جوهري حتى النخاع- هذا هو ناجي الذي يغنيك عن الجريدة ويعني الجريدة عن الكتابة.
وهذا الفنان قليل الاكتراث بالفن، هكذا يبدو لي بقدر ما هو فنان، ولا يبدو لي أن الفن يفرحه أكثر من ذلك لا يبدو أن الفن يعنيه، لأن الفن يسيل من أطراف أصابعه، ولأنه ممتلئ بالناس الذين لا ينضبون.
يحتاجه الغضب والرفض ولا يتألق في النجاح كل ما يملكه وسيلة ولا غاية له إلا في الجمال، لأنه لا يريد الفن لذاته حتى لو أبدع الفن جمالا لذاته، ذلك يعتبره ترفا والناس مازالوا محتاجين إلى القمح، ولكن القمح جميل أيضا يا ناجي.
محمود درويش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: الجدير بالذكر إن النعي أعلاه كنت قد كتبته في وقت سابق عقب رحيل درويش ! أخرجته بعد قراءتي لبوست العزيز حمور ذيادة وإعلانه عن عدم حبه لدرويش عبر بوست كتبه منذ أيام تحت عنوان (لهذا لم أحبك يادرويش) ! لا أنكر إن البوست قد أساء لكثيرين من قراء درويش بإعتباره الآن في مكان لا يملك فيه حتي حق التصريح ! |
خضر .. نعم انو ما قدرت اقرا البوست كلو للاسباب النفسية المعلومة لديك سابقا لكن اعدك بالعودة اليوم تكالبتم عليّ يا دراويش .. فهذا البوست بشكل او اخر رد عليّ فلا مهرب لي من قراءته و الا كان ذلك فعلا معيبا مني و هاجمني الصديق القديم طلال عفيفي بكتاب عن درويش فيبدو أنني موعود بايام مقبلة درويشية النكهة .. أعانني الله فقط اقول ان حالكم ايها الدروايش اسوأ من حالي فان كنت تغضبني من درويش مواجهته لناجي و موقفه السياسي منه فانكم يغضبكم ان يخرج من يقول انه لا يحب درويش و لا يقبل فعلته الفلانيةو موقفه الفلاني لا احجر عليكم في حبكم لدرويش .. فلا تحجروا عليّ في أن لا احبه و لم اقصد ان يسئ اليكم بوستي ذاك و اتمنى ان يكون موقف خضر - كما يقول اهل السياسة - موقف فردي و معزول
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: لم تكن موفقاً حتي في حضورك هنا بذات العقلية التي حاولت بها نعت كل من جاء لأعلان حبه عن درويش (بالدراويش)! فشكراً للحالة إياها إن كانت ستقرننا بدرويش وشكراً لدرويش أن هيأ في قلوب الدراويش من أمثالنا مرقداً لينام ملئ جفونه
|
خفف الوطء يا خضر فليس وصفي لكم بالدراويش مقصودا منه غياب العقل .. و لو كانت مسبة و استسغت الصاقها بك فهل يستقيم ان الصقها بصديق قديم اعرفه منذ ثمانية عشر عاما كطلال عفيفي ؟ او حتى الحاضر الغائب هنا ابراهيم الجريفاوي ؟ هي نسبة الى صاحبكم يا صاح فلنسمها المحموديون ان اغضبتك الدراويش اما حضوري بذات العقلية فحب ناجي و مجافاة درويش ليس حذاء يا خضر البسه عند دخول بوستي و انزعه قبل دخول بوستك .. فان كان دخولي ذاته غير مرغوب فيه في حرم درويش فلك و له اعتذاري
ـــــــ لاحظ اني لا اكره درويش .. انا فقط لا احبه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: حمور زيادة)
|
المسألة لا علاقة لها يا حمور بإلصاق الدروشة علينا وكما قلت لك لا أجداً حرجاً في اي مذمة أو شئ من هذا القبيل لا سمح الله ! لكنني للأمانة شعرت ببعض الألم كونك لم تقرأ ما أردنا إيصاله هناك ! بذات الفكرة التي شاركناك بها ! حقك ياصاح في محبة درويش أو حتي عدم محبته أمر مكفول لك من (الألف للياء) . لا أدري ياحمور من أين أتيت بعدم رغبتي في تداخلك تعلم جيداً إنني أقرؤك بإهتمام ويسعدني للغاية تواجدك والآخرين هنا سوي إتفقوا معي في حب درويش أم إنتعلوه بفكرتك للحظات فقط للمجاملة !
ويا مرحباً بك يا حمور !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ياغريبة أيقظي الجيتار أكثر ! أو لهذا أحببتك يا درويش (Re: خضر حسين خليل)
|
وها هنا يا يا حبيبي سميح القاسم يبكي !!!
لي محمود درويش !!!
ـــــــــــــ
وهَا هُنَّا يا صاحبي دُونَ بابِكْ
عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ
تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً
تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ
وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ
عنِ الثَّروةِ الممكنهْ
عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ
وسِرِّ العَقيدَهْ
وأوجاعِها المزمِنَهْ
وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ
وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ
فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟
جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ:
أينَ الوصيَّهْ؟
نُريدُ الوصيَّهْ!
ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ
لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ
وأنتَ الوصيَّهْ
وسِرُّ القضيَّهْ
ولكنَّها الجاهليَّهْ
أجلْ يا أخي في عَذابي
وفي مِحْنَتي واغترابي
أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ
وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ،
والشَّوكُ أَقسى كَثيراً.
وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ
| |
|
|
|
|
|
|
|