|
|
 وأخيرًا تحدث المفتي وليته لم يتحدث!!
|
ضد الوهن
محمد علي عبد الله
وأخيرًا تحدث المفتي وليته لم يتحدث!!
فى البدء أسأل الله تعالى أن يتقبل شهداء غزة وأن يشفي جرحاهم وأن ينصر مجاهديهم وأن يربط على قلوب الثكالى والأرامل والأيتام منهم، حين تفضح غزة فى كل واحد منّا ليس إيمانه بل إنسانيته، حين تبقى صور أشلاء أطفالها الممزقة وصور نسائها الباكية الثكلى ورقة اختبار عسير لجميع بني الإنسان من أي دين كان والى أي عِرق انتسب فإن من لطف تقدير الله على المؤمنين أنه يجعل من محنهم منحًا ومن ابتلاءاتهم انتصارات وفتوحًا، وفى آية غزة عِبر وعظات يمرُّ عليها من لم يوفِّقه الله عز وجل مروره على آيات القرآن بلا تدبُّر ولا تأمُّل، فالله كما أنزل الكتاب الميزان جعل الكون الموزون كله آيات وعِبر، وجعل فى أقداره ما لو تأمَّله العبد أفاد منها فى سائر حياته، ويمكننى أن أسجِّل بعض ما يجب أن نتواصى عليه ونعمل على نشره وبيانه بين أبناء الأمة منه ما هو بديهي لكن تشويشًا ما زال يحجب بعض الأعين عن رؤيته بصورة صحيحة:
1/ إن أحداث غزة جعلت ما يسمى بالمجتمع الدولي أمام أزمة أخلاقية هى الأكبر منذ تأسيس الأمم المتحدة إذ ما يقع فيها من جرائم لا يحتاج إلى لجان تحقيق أممية ولا تقارير دولية إذ يقع فى عصر ثورة الاتصالات التى جعلت نقل ذلك إلى كل مشاهد وعلى الهواء مباشرة أمرًا ممكنًا وسهلاً، ورغم وضوح الجرم الصهيونى اكتفى مجلس الأمن ببيان صحفي يدعو فيه إلى ضبط النفس ثم أعقب ذلك بقرار أراد أن يُنقذ به الكيان الصهيونى بعد فشله فى تحقيق أهدافه فى المرحلة الأولى المتمثلة فى القصف الجوي، والمرحلة الثانية المتمثلة فى الاجتياح البري، وهو بالأمس بدأ مرحلته الثالثة باستخدامه أسلحةً أشد فتكًا وتدميرًا ورعبًا ورغم ذلك كله لم يحقِّق ما يهدف إليه من حربه العدوانية إلا ما أصاب أهل غزة من أذى تدمَّرت فيه المباني لكنها لم تمس معاني الصمود والإباء، ومع ذلك يساوي قرار مجلس الرعب الدولي رقم 1860 بين الجاني والضحية، ويمتنع مجلس حقوق الإنسان فى اجتماعه بالأمس عن إدانة الكيان الصهيوني ويخرج بتكوين لجنة دولية لتقصِّي الحقائق، واللجنة يرفضها الكيان الصهيوني، ومجلس حقوق الإنسان يصمت، والصهاينة يعيشون منذ القرار194 والذي نص على حق العودة وغزة اليوم بآلامها وجراحها وأشلائها تقبر ما يسمى بالمجتمع الدولي قبل أن تقبر شهداءها، ولو استُشهد من أهل غزة مائة ألف لكنهم بإستشهادهم أماتوا فى قلب كل حر وضمير حي أي تعلق بما يسمى بالمجتمع الدولي لكتبت غزة بدماء أبنائها الانتصار الكبير للأمة بل والبشرية جمعاء التى ظلت ضحية دجل كبير يسمى المجتمع الدولي، وقريبًا سيصفِّق لهذا المجتمع الدولي ونزاهته وحياديته وحرصه على حقوق الإنسان أقوام لا خلاق لهم بعد صدور المذكرة المرتقبة، وهؤلاء أيها السادة ليس لهم من الأمة إلا حذاء كحذاء منتظر الزيدي وربما ما هو أنكى من حذاء.
2/ إن غزة تدعو أحرار العالم وحرائره وأصحاب الضمائر الحية أن يقارنوا بين حضارتين: حضارة يقول نبيها عليه الصلاة والسلام لقادة جيوشه لا تقتلوا امرأة ولا شيخًا ولا طفلاً ولا تقطعوا شجرة ولا تُفسدوا زرعًا، وبين حضارة لا تفرِّق بين مسجد ومدرسة أطفال ومنصة إطلاق صواريخ، ولا تفرِّق بين مقاوم وطفل رضيع، وعلى أحرار العالم وحرائره اليوم أن يقارنوا بين حضارة تحكم بالنار على امراة حبست هرة فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض وبين حضارة تحاصر شيوخًا وأطفالاً ونساء فأي الحضارتين أولى بالإرهاب ؟!
3/ إن الملايين ومئات الآلاف التى خرجت فى مدن وعواصم عربية وغربية تناصر أهل غزة وتدعم صمودهم كشفت عن أن المقاومة مشروع أمة وليس مشروع حركة تحاصر هنالك ولا مشروع قطاع فحسب وأن الأمة ارتفع وعيُها فأصبحت تلامس كبد الحقيقة، وتعلم أن جميع الحلول الاستسلامية لم تُجدِ شيئًا ولم تُعِد للأمة حقوقها ولم تحفظ للأمة كرامتها. إن هذه الجماهير التي خرجت تبقى رصيدًا للمقاومة وسندًا عظيمًا لمشروعها، وتقارير استخبارات الصهاينة تقول إن الهجوم على غزة إن لم يقضِ على حماس فسيُنتج أمرًا عكسيًا هو تغذية الأصولية، ولننظر هل ستنتهي (حماس) أم سيشتعل الحماس فى الأمة كلها؟!. وسنن التاريخ ووعود السماء تقول إن أمتنا أمةٌ لا تموت ربما تمرض تتعثر لكنها لا تهلك ولا تندثر.
4/ إن إيمان الجميع بأن التظاهرات والتنديدات تبقى مظهرًا للتعبير عن موقف لكنها لا تجدي فى الضغط على النظام العالمي الديكتاتوري الذي تجاوز كل الأصوات التي عارضته على غزو العراق وتجاوز كل الأصوات التي تطالبه بالخروج من العراق، إن هذا النظام العالمي بتسلطه وغطرسته يفتح أمام الأمة آفاقًا جديدة للتعامل معه، ومجرد البحث عن ما هو العمل وإسقاط الوسائل القديمة من التنديد والشجب هو خطوة فى الوصول إلى الإجابة الصحيحة، وغدًا ستتطاير أشلاء هنا وهناك لكن بطريقة مختلفة تطايُرًا يجعل الأمة تفرح !!.
5/ إن أحداث غزة زادت النظام الرسمي المفضوح أصلاً فضيحة لكن أعظم ما نقرأه فيها من المنح أنها فضحت العلماء الرسميين فضيحة تمنع من يحترم عقله الصلاة خلفهم دع عنك الأخذ بفتواهم، وأخيرًا تحدث المفتي وليته لم يتحدث، تحدث ليقول إن المسيرات التى انتظمت العالم ما هي إلا غوغائية فسادته من الحكام يصفون صواريخ حماس بالعبثية وهو يصف من يتظاهر لنصرتهم بالغوغائية!! فلا أدري ماذا يريد هؤلاء من الأمة، فصواريخ مقاومتها عبثية ومظاهرات مناصريها غوغائية!!، هل يمكن للقوات الصهيونية إذا أرادت أن تخوض حربًا نفسية فى مواجهة الأمة أن تجد من يخدمها أكثر من هذا المفتي وهكذا جعلت غزة الصفوف متباينة وأخيرًا جدًا تحدَّث المفتي وليته لم يتحدث!!
|
|
 
|
|
|
|
فدوى الشريف
Hisham Ibrahim
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست