|
|
|
 Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
أختي العزيزة :
بعد أن أتيت إلى هنا ، تملكني خوف خفي ، ربما لأنني دون الحماية الأسرية المدعومة بنصائح أبي و تحذيرات أمي ، حتى مناكفاتك و إنتقادك لي أعتبرها حماية إفتقدها.
و لكن ، إنها خطى كُتبتْ علينا و من كُتبتْ عليه خطى مشاها .
هذه كلمات مجنونك صلاح . أتذكرين ؟
ألا زال صلاح يبثك حبه و نجواه ؟ إلى أي مرحلة وصلت علاقتكما ؟ ألم يجد عملاً مناسباً بعد ؟ أرجو أن تخبرينني بالتفصيل عن كل شيء ....
أختي الحبيبة :
بالأمس فقط إنتقلت إلى شــقة أخرى في منطقة ويمبلدون ، و بالرغم من أنها بعيدة ، و المسـافة ( بالأندرقراوند ) مملة و مرهقة ، إلا أنني مرتاحة الآن بعد أن إنتقلت من تلك الشقة التي حوّلتْها زميلاتي بالسكن إلى ماخور يعبق بالرذيلة .
نعم ماخور بالمعنى الواضح و الصريح للأسف الشديد.
تصوري ، أحضر للراحة بعد طول عناء ، فأجد غرفتي مغلقة من الداخل ، أسأل إحداهن : لم الغرفة مقفولة ؟ فيأتيني الرد بأن زميلتي بالغرفة بالداخل لديها ضيف.
ضيف ؟
لم أفهم في البداية ، أنت تعرفين عفويتي و سلامة نيتي ،، كنت أحسبه ضيفاً من أقاربهن ،،
و لكن بمرور الأيام عرفت الحقيقة التي أخافتني لدرجة الرعب ،،
فصرت أتحاشى المبيت في الشقة ،، فأتنقل من شقة صديقة إلى أخرى إلى أن وجدت هذه الشقة البعيدة مع سودانيات فاضلات و ( بنات ناس ) ، فلا تشفقوا و لا تقلقوا و لا تخافوا.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
أختي :
الشاب الذي حدثتك عنه ،، لا أدري ماذا أقول لك عنه ، و لكن بإختصار تعلقي به فاق الحد.
إكتشفت بعد فوات الأوان أنه يصغرني بعامين..
أعرف ماذا ستقولين و وجهك يملؤه الدهشة .. و لكنني أحبه يا سلمى ،، أحبه حباً ملك على كل جوارحي،، هل حرام أن أحب من يصغرني ؟
هو الآن هاجسي و وسواسي ،، إن لم أره يوميا ،، أكون كالضائعة و تنتابني حالة من الهستيريا.
صال و جال في قلبي و تنقل في جنباته حتى صار خياله أدرى مني بشعاب جوارحي.
عذراً أختي ،، أعرف أنك ستستغربين لحالتي التي وصلت إليها ،، و لكن هذا الرجل تسلل ببساطة إلى تجاويف عظامي و سكن مع النخاع .
يتلوى مع مفاصلي.
أحرقني ،، و تسرب إلى شراييني دماءاً.
إندس في تربتي ،، فأنبت فيها حدائقاً من زهور السوسن.
و لكن المضحك المبكي ،، هو أنني أســبح في بحر عذابي و حبي ،، و هو تائه في دنيا أخرى .. لم أتوقع أن يلهث وراء تلك الطائشة زميلته ،، التي تتنقل كما النحلة من زهرة لأخرى.
هل تصدقين ؟ هي لا تحس بوجوده ،، و هو يكابد و يجاهد كى يحظى بإبتسامة منها.
و أنا أتلوى في محرقة اللوعة ،، و هو لا يحس.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
أعرف ،، ستقولين صارحيه ،،
و لكنني أقول لك ،، فضحتني تصرفاتي ،، كلهم يعرفون تلهفي عليه ،، فلو أشار بأصبعه سيجدني راكضة إليه ،، أجثو عند قدميه.
هل أنا عديمة إحسـاس و كرامة ؟ أعرف أنك لن تقولينها ، و لكن نظرات الكل هنا تقول بأنه يجب أن أنسحب بكرامتي.
و أنت تعلمين مبدأي في الحب ، فالحب ليس إمتلاك ، و لو دخلتْ مفاهيم الكرامة في قاموس الحـب ، لمات و إندثر.
( يضرب الحب ،، شو بيذل ) تنطبق هذه المقولة الشامية على حالتي تماماً ..
و فعلاً أحس أحيانا بالذلة و الإنكسار ،، و لكن ما أن أقول وا .. كرامتاه و أرغب في الإنتصار لعزتي و شموخي،، حتى ( يطبطب ) حـبه على ثـورتي فتهدأ فورة الكـرامـة و ينطفيء فتيلها المتقد و تموء عزتي كالقطة التي تتمسح بالأرجل ، و يرتعش شموخي كشمعة في مهب الريح.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
رأيته بالأمس ،، متأنقاً متعطراً متهندماً ،، يقف بحيث تمر فتاته فتراه ، ألقيت عليه التحية ،، رد دون أن ينظر إلي ،، وقفت قربه ،، فنظر إلي و في عينيه إستعطاف و رجاء بأن أبتعد ،، فوقفت و أبديت عدم الفهم ....
فقال من بين أسنانه : كيف الحال ؟ معليش أنا مشــغول و منتظر واحد.
قلت في نفسي ،، أعرف أيها التائه عني ما تقصده ،، و لكن أرجوك إنشغل بي وحدي ، فأنا لن أدعك تنتظر ،، تعال وقتما تشاء ،، فسأكون أنا في الإنتظار ،، يتوقف الزمن عند محطة لقياك.
ستسألينني ،، ما الذي أعجبك فيه حتى تندلقين كل هذه الإندلاقة ؟ و أن هناك ألف رجل يتمناني .
أنا نفسي لا أعرف الإجابة على هذا السؤال .
حبه يحمل حراباً مضمخة بسحره الخاص ،، يحمل سيوفاً مدهونة بغموضه المحبب حتى مقابضها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
فقد مد يده ذات صباح جميل و صافحني بحنان دافق.
و هو أول سوداني أراه عند بداية غربتي ،، و فرهد قلبي كما قلب طفل عندما قال لي :
دة يوم جميل و سعيد إني أصابح واحدة من بلدي.
قالها و إبتسامته العذبة ترقد على جانب فمه و هو يقدم لي كوباً من العصير ،، شربته دون أن أعرف ما هو .
و من يومها ،، و أنا أذهب لنفس المكان ،، أجده فيه دائما ،، أتذوق طعم ذالك العصير في فمي ،،
و لكنه يتجاهلني من أجلها ،، و أجلس و أستحضر كلماته تلك ،، فتكتفي نفسي بصداها و رجع سحرها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
حبه يعطيني دافعاً للتفاني في عملي و دراستي .
قوية أنا بحبه ،، و ضعيفة أنا بحبه ،، تناقض فريد يتجاذب حياتي كتروس ماكينة ترفعني تارة ،
و تارة تغور بي إلى واد سحيق لا أمل في الخروج منه.
و لكن ..
تعرفين أختك ،، رغم طيبتي ،، إلا أنني عنيدة ،، لا بد أن أحظى بما أريد ، و بما أنني أتمتع بنَفَسٍ طويل و طولة بال، فسأنتظر حتى تمل منه تلك الغريرة ،، و أعرف أن الأمر مسألة وقت ،، حينها ســيلجأ إليَ ، فأنا أرصده بقلبي و عقلي ،، فلن أجعله يطأ أرضا أخرى غير رمال قلبي العطشى ،،
و وقتها ، عندما تعود طيوره التائهة لواحتي الظليلة الوارفة،سأعلمه معنى الحب، و ألقنه مفرداته،
و أبدأ معه من ألف باء غرامي دون كللٍ أو ملل ،،
و عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي ،، سأدس هذا الحبيب في قوقعتي ، و وقتها سيعرف أن التي تـقبع هاجـدة و مستكينة بقربه ،، هي لؤلؤة كاد قلبها أن ينفجر من نبض حبه.
لك حبي أختي العزيزة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
حَافِـيًـا دَخَلْتُ قَصَّـكَ ؛
مُنتعَِـلا مُتَهَنْدِمًا مُتَعطِّـرًا
حِينَ خرجْتُ ..
أبَا جُهَيْنَةَ .. أيَا رَحيقَ
الكَلِـمْ ..
تَفْـنَـى الْعِـبَاراتُ يَا صديقي ،
وحرفُـكَ الْوَئيدُ الْخُطَى
بَـاقْ ..
لَكَ / بِكَ .. الذَّوْقْ ..
كما لكَ منِّي عِناقُ الأيادي
والقُلُـوبْ ..
احترامي .
أخوك / محمَّد زين .
____________________
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
Quote: و من يومها ،، و أنا أذهب لنفس المكان ،، أجده فيه دائما ،، أتذوق طعم ذالك العصير في فمي ،،
و لكنه يتجاهلني من أجلها ،، و أجلس و أستحضر كلماته تلك ،، فتكتفي نفسي بصداها و رجع سحرها |
وما أوجعه صدى ويا له من سحر كان!!!
تحياتي العزيز أبو جهينة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: walid taha)
|
أخي جلال
سلامٌ على روحك الطيبة
قرأت وقرأت وكسرديتك مثلها تشردت في خرائب التأملات محاولاً الاصغاء جيداً لمعزوفات إنسانية راقية قلت: التأملات هداية وخرائط واضحة احياناً وفي مرات تتحول إلى خرائب لا يفلت بال المحب من كفي خرابها وتعاستها إلا بشق النفس ..وكانت تفعيلات سرديتك كلون السماء أو ماء البحر في الزرقة تتعدد وتتعالى أشجانها وتجلياتها وتبدو مطربة وتبدو نعسا في كلام يمس الشغاف ومن شغف .. تستحق الدهشة والتقدير دهشتي مثل ابتسامتك التي أتخيلها وأنت تكتب وهي تبدو كعنوان خاطرة نيلية..
أقولها بمنأى عن مسمعك: سرديتك تمشي كأن النيل يعزف لحن زرقته!! .. مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتذوق هذا الرحيق المصنوع من ترياقي (Re: ابو جهينة)
|
تِلْكَ مدينةٌ كأنْهَارِ حُبٍّ لَيْسَ
لَهُنَّ سَوَاحِلُ ..!
أبَا جُهَيْنَة ..
هَا قَدْ وَصَلتُ الرِّياضَ ولَمْ تَبْرَحْ
هَامتي دَهْشَـةُ جدَّة ..
كَمَا أنَّني مَا زِلْـتُ أعتَلِفُ ذِكرياتِ
أصدقائيَ الْمَـاتِعَـةَ فيهـا ..
وعلى طريقةِ صديقيَ د. أبي بكر
لكَ أقولُ :
" لكَ مَودَّتي وتقديري "..
احترامي .
أخوك / محمَّد زين .
______________________
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ابو جهينة
محمَّد زين الشفيع أحمد
انعام عبد الحفيظ
walid taha
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست