|
|
 أمريكا في دارفور.. سيناريو التنحي والتمهيد للتدخل الدولي
|
أمريكا في دارفور.. سيناريو التنحي والتمهيد للتدخل الدولي
رصد: نادر بلة
إعداد: القسم السياسي
في إطار منتداه الأسبوعي نظمت الأمانة العامة السياسية بمنبر السلام العادل ندوة سياسية بعنوان »الخطة الأمريكية لحل أزمة دارفور بين سيناريو التنحي والتمهيد للتدخل الدولي العسكري«..
❊ المتحدث الأول المقدم »م« ذو النون التجاني الذي استهل حديثه بالاشارة الى استراتيجية ومآلات الوضع الراهن داخل السودان وتخوف من مسح السودان من خرائط الجغرافيا وبقاء التاريخ فقط، وقال كل الاحتمالات السيئة واردة وعلينا أن نختار أصعب الاحتمالات لمواجهة المرحلة القادمة.. ويعتقد المتحدث أن نخب الإنقاذ الحاكمة في المركز والأقاليم أفسدت الحرب ولم تحقق السلام حتى اللحظة موضحاً بذلك تدخلها في العمل العسكري وأضاف لقد آن الأوان لكي تترجل لمن هم أكثر قدرة وكفاءة في إدارة الحرب القادمة.
ويرى إذا توقفت نخب الإنقاذ »الملكية« كما وصفها من التدخل في الشؤون العسكرية فالجيش السوداني ما زال بخير ولن تتدخل أي قوات أو تحتل السودان.
وبشأن دارفور قال: أمام الرئيس خياران فقط الأول إصداره لقرار رئاسي للاستجابة لمطالب المتمردين وأن رفضوا فلا مناص من الحرب وهو الخيار الثاني ويضيف : ولكن يجب أن تكون حرباً حقيقية مشيراً بذلك ان يقودها رجال متخصصون في إدارة الحرب وليس بالشعارات وخلاف ذلك سوف نهلك.
وعن المبادرات قال: إنها تدخل علينا بغير استئذان والتي بلغ مجملها ٧٣ مبادرة، ويضيف: من غرائب الأرقام ان يكون هنالك ٧٣ فصيلاً من التمرد موضحاً أنه قام بقراءة تجربتها وكانت النتيجة صفراً.
وفي ختام حديثه أكد ذو النون أن الحل في القوة وأضاف أن الرئيس البشير قال »البجيك مشمِّر قابلو عريان« وسوف نقاتل في الصفوف الأمامية وما زال لدينا مزيد من القوة والقدرة.
{ مخطط الشرق الأوسط
المتحدث الثاني العميد »م« وعضو المكتب القيادي بمنبر السلام العادل ساتي محمد سوركتي أشار الى أن الموقف الراهن مليء بكثير من الأضاليل والذرائع والخطر والخبث والخيانات، وتحدث سوركتي عن الأهداف المطلوب تنزيلها في السودان مستدلاً بما قاله عملاؤهم بالداخل والمحاربون الأمريكان والمنظمات الصهيونية موضحاً أن هذه الأهداف لا تنفصل عن الأهداف التي تم تنزيلها في منطقة الشرق الأوسط، سيما وأن السودان جزء من تلك المنطقة وجزء من الوطن العربي الإسلامي، مضيفاً أن للسودان خصوصية عالية ومعروفة واصفاً تلك الخصوصية بالتاريخية.
أما عن العقل الاسلامي الذي قارنه بالعقل الغربي فأرجع الأخير الى أصله اليهودي مروراً بمراحله في البناء والإستخلاص.. موضحاً أنه نتيجة لصراع الحضارات سوف يكون لمصلحة الليبرالية الحديثة، مشيراً الى دخول الأفكار الحربية السائدة والمستغلة لهذه الأسس الفكرية..
ونبه الى أنه حال النظر الى هذه الأمور بعقل سوف نستبصر فعلاً أنها قائمة على أساس خطير وأن أوضح الأشياء هي الحرب الاستباقية مشيراً الى اكتمال تنفيذها في عدد من الدول ويريدون بذلك تنفيذها في السودان.
أما عن سياسات الإضطراب البنَّاء فقال سوركتي إن ما يحدث الآن في السودان من ذرائع وتهميش وقسمة للسلطة والثروة وتفشي الجهوية مقصود به تفرقة مجتمع الدولة الواحدة.. للوصول الى المطلب الأساسي المعلن وهو إقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير محذراً بذلك من أن هذا التفكيك معادٍ وسوف يخلف أجيالاً تتصادم وتتحارب لينفرط عقدها عن رباط المركز.
وأمن المتحدث على أن نيفاشا هي صياغة من صياغات مشروع تفكيك الدولة والمركز. خاصة وأنها تحدثت عن اقتسام السلطة بدلاً من المشاركة فيها وأكد المتحدث أن منهج الاتفاقية منهج يتسق تماماً مع مشروع تفكيك الدولة والمركز.
ويرى سوركتي أن القارة الافريقية هي مفتاح للسودان في الفكر اليهودي وأن الإدارة الامريكية القادمة هي إدارة متخصصة في السودان كما أنها تدير أمرها.. بعلم نفس لذلك جاءوا بأوباما ويشير المتحدث ان أي شخص يأتي الى البيت الأبيض يكون قد تربى في المشروع الصهيوني ويصل الى مرحلة عبادة الشيطان.. ورفع يده للقرنين موضحاً أن أوباما أعلن ما يريد فعله في دارفور.
أما عن محكمة الجنايات الدولية فلقال ساتي انها تُفهم في سياق المشروع الذي يسعى في تشتيت الحكومة كما يريدون قيام حكومة عالمية.. لكي تحكم المنطقة المستهدفة.. منطقة الشرق الأوسط.. ويواصل القول: محكمة الجنايات الدولية تجاوزت السياج وتجاوزت مفاهيم السيادة الوطنية وتطاولها على محاكمة رأس الدولة وإن كل ما يحدث الآن من المحكمة هو تمرير لمبررات يحسبونها أخلاقية - لكي يدينوا الرئيس - ويستطيعون بذلك »فكفكة« رباط الدولة، مستدلاً بما يحدث الآن في دارفور من قبل المنظمات التي جهزت كل ما تتطلبه المرحلة القادمة.. ويرى المتحدث انهم يستغلون العناصر الداخلية والمحلية التي تمهد لهم الطريق.. ويؤكد ان ما يحدث الآن هو »تفكيك« لنظام الدولة.. و»تفكيك« للقوات المسلحة واصفاً قرار طلب القائد الأعلى للقوات المسلحة هو حالة تخاطب معنويات الجيش.. وأوضح سوركتي خطورة المؤامرة وأشار الى أنها معركة جيش ليس إلا.. وأضاف أن الرئيس يتعرض الى ضغوط رهيبة لأن المؤامرة يشترك فيها كثير من القادة العرب وفي تقديره ان المبادرة القطرية اعلنت رأيها والدولة رحبت بأفكارها ثم تدخلت فرنسا وانجلترا وأمريكا.. ويرى انها سوف تذهب الى مآلات أخرى.. وقال ان المطلوب من المبادرة القطرية تنزيل سقف التماسك الوطني المنوط بالدولة أن تحافظ عليه وتصونه وفي رأيه الشخصي في المبادرة قال انه لا يتوقع منها خيراً.
ويخاطب سوركتي العسكريين مشيراً اليهم بأنهم لواء هذه الأمة وهم القوة التي يكون لها واجب اخلاقي لمواجهة المرحلة القادمة.. ويعتقد انه بعد صدور القرار سوف يحدث »تسخين« على تعبيره - لدارفور وبعض المناطق التي دخلها التمرد كما سوف يحدث أيضاًَ »تسخين« في الخرطوم موضحاً أن هذه الحالة سوف تصنع غطاء للعناصر الداخلية.. واقترح على رجال المؤسسة العسكرية أن يعلنوا إعلاناً واضحاً بأن أي استهداف لقيادة الجيش .
وأشار الى إصدار العسكريين لبيان إعتبره موقفاً نابعاً من وطنيتهم ويرى سوركتي انه في ظل ما يحدث الآن يجب على الجيش السوداني أن يتولى إدارة البلاد الى أن يستقيم الأمر.
وفي ختام حديثه طالب العسكريين الموجودين بتشكيل لجنة والاتصال برئيس الجمهورية والعمل على حشد الجيش لمخاطبته.
إختراقات
المتحدث الثالث الخبير الإعلامي ومستشار وزير الإعلام والإتصالات الدكتور ربيع عبد العاطي الذي قال: أود أن أركز على نقاط محددة وأن لا أحلل وأن لا أكثر الحديث في هذه الأيام ، وأضاف: لم يعد هنالك وقت للحديث لأن الصورة قد وضحت تماماً. وأكثر بلد قد شهدت في العشر سنوات الأخيرة مؤتمرات ومناقشات ومبادرات وورش عمل وأحزاباً هي السودان ولكن بالرغم من ذلك لا توجد حلول تنفذ ويرى ربيع ان التدخل الأمريكي الغربي في شؤون السودان سوف يصل الى متاهة موضحاً ذلك ان أراد السودان السلام هم لم يريدوه وإنما أرادوا الاختراق فكانت نيفاشا هي أول الاختراقات.. وأضاف تمنّينا أن تكون نيفاشا هي السلام ولكن حدث الاختراق ولم يحدث السلام.
وتحدث عن الاختراق الثاني وقال ابوجا التي قاموا بصياغتاها حرفاً حرفاً ونصاً نصاً ولقد تم بموجبها تحقيق هدف توزيع دارفور وتوزيع الفصائل التي كانت تحارب ومنها عدد كبير تم شراؤه وبيعه في البورصة العالمية.. بما يشبه ان هناك عدداً كبيراً جداً منهم الآن قد اصبح مرهوناً تماماً بتلك الإرادة خاصة إذا ما نظرنا الى ما يدور حول المبادرة العربية.
وأضاف ربيع ان أي شيء يركز عليه الغرب يكون مسألة مرحلية تقود الى مرحلة أخرى.. وأضاف لم نكن نتصور أن مناطق التركيز سوف تكون من أجل إخراج الأحداث ولكن كنا نعتقد أنه كلما استفدنا حققنا اهدافنا نحن في السودان ولكن للأسف الشديد عقب توقيع أي اتفاقية فإن المصلحة تسير في اتجاه الغرب.. ويتساءل لماذا لم يركزوا على المبادرة القطرية ويوضح أيضاً أن التركيز على المحكمة الجنائية أكثر من التركيز على عملية السلام.. مشيراً بذلك أن الادارة الأمريكية الجديدة لديها وجهة نظر تجاه قضية دارفور في استخدام القوة وفي ضرب السودان موضحاً بذلك منع السودان من خدمات الانترنت وقطع شبكات الاتصال وضرب الطائرات السودانية وأضاف هذا ليس بجديد.. وطالب بضرورة الاستعداد وبحسب اعتقاده ان الحكومة الأمريكية الجديدة تستعد لضرب السودان بإشارته الى وزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون وهي من الداعين للتدخل العسكري بالقوة والقبض على الرئيس.
وقال ان سوزان رايس ستكون ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن وعندما تأتي مذكرة أوكامبو سوف تقوم بالضغط على مجلس الأمن على أساس اصدار القرار.. وهذا الحديث ليس تحليلاً لأن زمن التحليل قد انتهى.
وبشأن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي سيبقى في منصبه ضمن ادارة أوباما قال د. ربيع انه سيكون له رأي بشأن استخدام القوة لأنه وزير للدفاع واستبعد ان يكون الرأي السياسي بيده. لأنه سوف يكون منفذاً للخطة التي ستأتي اليه عبر هيلاري كلينتون وسوزان واللاعب الرئيسي ساركوزي مع بعض العملاء والمساعدين في الدول العربية - طبقاً له.
وأضاف هذا هو الوضع »برمته« أمامكم الآن وأنا مستعد أن أقوله في أي مكان.. حيث لدينا القدرة والقوة على العمل. وطالب ان يكون الحل عاجلاً وغير عادي كما طالب بإعادة النظر في آلية الحكم واعادة النظر في منهج حكم البلاد بتقديم المخلص والوفي والقادر على المجابهة بمثل ما انتصرنا يوم كانت الحرب والشعار »لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله«.
وفي ختام حديثه قال ربيع: اذا انتظرنا ان تثمر المبادرة العربية فسوف نؤخذ على حين غرة!! ولكن الذي يأتي على حين غرة لا يملك رصيداً وهذه البلاد فيها الخيرات والخبرات والقدرات العسكرية وأنا أعتقد أن فترة ٠٢ عاماً لقد أورثتنا الكثير من التجارب والخبرات التي إذا استثمرناها سوف نخرج وننجح.
|
|
 
|
|
|
|
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست