كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ...
|
كثير منا ياتون الي هذه الحياة و جيبوهم مليئة باوراق الغش ... مليئة بالخداع اما هو فقد حضر الي هذه الدنيا دون اي ورقة... دون اي صحيفة... دون غش...
كثيرون يتمنون الكثير ... اما هو فيتمني ان ينام هادئاً ... كان مجرد رجل اخر ... يظهر و يختفي في احياء المدينة ... يظهر بصمت ليغيب بذات الصمت ... كان انسان بسيط او لنقل كان مجرد الة ..
فالرجل ليس الا الة اذا أسقطت جميع احاسيسه ... كذلك كان صاحبنا ...
كثيراً ما كان يتردد علي محطة القطار لم يفكر يوماً في شراء سيارة ... كان يخشي القيادة ... و رجل المرور ... كان يخشي القانون ...
كان يخشي الكثير و الكثير... كان حبيس الخوف ...
من المنزل الي العمل و بالعكس ...
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ... (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
اما هي فكانت كانت جميلة بكل ما تحمل الكلمة ... او لنقل كانت تمثال للجمال ...
بسيطة هي في كل شي ... الا فكرها ... عيناها تبرقان جمال ...
ممسكة دائماً بالقلم ...
اميرة الكون اذا ابتسمت ... ابتسامتها نور شمس يشع حياة ...
انفاسها تهز عروش الرجال ... الا انها لم تكترث كثيراً لذلك ..
لا ادري ان لم تكن تعلم ذلك او علها كانت تخفي ذلك ...
ما يهم انها لم تستغل سحرها قط ...
لم تغش قط ...
دائمة الحضور هي و صحيفتها ... كانت صحيفتها صديقتها الفضلي لا تستطيع ركوب القطار الا بصحبتها ... كانت صحفية ...
كانت يسارية ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ... (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
هكذا كانت حياتهما حتي التقيا في محطة القطار ذات مرة ...
لم يدري لماذا استوقفه كشك الجرائد ذلك اليوم ... لم يستوقفه كشك من قبل ... لم يشتري جريدة قط ... الا ان اليوم ولدت لديه رغبة في شراء صحيفة ... رغبة ملحة ... لم يفهمها لم يحاول فهمها ... تجاوزت اي غريزة كان قد عرفها ... اليوم سقط اسير شهوة القراءة ...
اشتري صحيفة للمرة الاولي في حياته ...
و عاد يحمل صحيفته في انتظار القطار ...
اما هي فنسيت صحيفتها للمرة الاولي ... اليوم دون الايام استيقظت متاخرة لم تجد متسع من الوقت لشراء صحيفة كالمعتاد ...
كانت تحس انها تسير عارية دون صحيفتها ...
انتهي بها مطاف الركض الي محطة القطارات ...
تستعد لتستقل قطار الحياة الي العمل ...
واقف هو امامها .. يحمل صحيفتها .. شدتها أناقته ... ثقافته .. فهو يحمل تلك الصحيفة ...
هو انسان مثقف ما دام يحمل صحيفة ذلك ما ردده عقلها ...
اتراه يقراء مقالي الاخير ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ... (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
زدانت الأفراح في قلبيهما ...
جمالها ازداد جمالا ببريق عينيه ...
اما هو فازداد لمعاناً ببريق فكرها ...
كانت هي من يخطط و يتحدث و هو من يستمع ...
في سرها خططت كيف ستقضي حياتها معه بكل تفصيلها ...
اما هو فاصبح يحلم بعالم كبير عالم الساسة و السياسة ...
في عالم الأفكار السري عرفت كيف ستسعده و تفك أسره من وحدة رتيبة يشتكي منها ...
اما هو ففي عالم فكره نبتت فكرة الوصولية .. الاصولية ...
تقدم الصفوف اصبح عضو مرموق في حزب مغمور ...
خطيب يأسر الالباب ... كانت هي من تحفظ كل خطاباته الجماهيرية ... فهي من خطها ...
كانت تستمع لكتاباتها مسحورة ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ... (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
في لحظة توهج العاطفة و دون أي سابق إنذار تركها و مضى .....دون تبرير أو توضيح فقط اعتذر عن إكمال المهمة و رحل ...
أرقها و آلمها هذا البرود الذي قوبلت به عاطفتها المتأججة ...
جرح كبرياءها كأنثى هذا الرحيل المفاجىء...
تمنت لو لم تعرفه قط ... تمنت لو انها استيقظت باكراً ذلك اليوم و اشترت صحيفتها ...
و عادت هي وحيدة لصحيفتها ... و سرعان ما كرهت صحيفتها ... فصوره تطاردها ... السياسي الكبير ... العقل الكبير ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ... (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
اما هو فطالت ساعات وحدته كثيرا ...
أيامه باتت تمر كئيبة دون مؤنس أو خليل ...
يقاربه فكرا او عاطفة ...
اصبح وعاء فضفاض ... رجل بلا ملامح
الا ان عناده بقي مسيطرا عليه ...
و سره سيبقى دفين صدره إلى يوم القيامة ...
لم يكن هو صاحب المجد ... الا انه يجلس علي العرش ...
كان يعلم انه سيبقى وحيدا يأكل وحده ينام وحده و يبكي وحده و في المحطة الأخيرة سيموت وحده ...
بيته خاو... بارد... حزين ...
اصبح من ساكني بيوت الاشباح ...
تلك البيوت مخيفة لأنها تخلو من الروح ....
بيوت يكون الهواء فيها ثقيلا ... تمر ساعاتها ببطء شديد ...
سيموت وحده و عند حشرجة الروح لن يجد من يمد يديه ليخفف عنه آلام الخروج
عند حشرجة الروح سيمر أمامه شريط الذكريات و الأعمال و الأقوال و التنهدات و الذاكرة كلها عندها ستكون حاضرة ...
عند تلك اللحظة القريبة البعيدة سيتمنى لو عاد به الزمن أدراجه ليسعدها و تسعده بقربها و لو ساعة من زمن ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ... (Re: Dr. Haitham Mekkawi)
|
Quote: نفس الصحيفة يتصدرها خبر بالخط العريض "انتحار وزير النقل بعد حادث انقلاب قطار ماتت فيه أمرأة"
مثقف اخر يقراء الخبر و يقول لحبيبته " ما انزه هذا الوزير"
تقول هي "نعم يا حبيبي فقد كان عصامياً يسارياً"... |
القصة مبنبة على خيال بديع
احداثها خارج نطاق الوطن الام
بمعنى انك كتبتها مستوحيا اياها من مكان ما
فى هذا العالم
حيث ما اشرت اليه
من علاقة الارتباط بين البطلين
فكلاهما خارج نطاق الحياة اليومية السودانية
اذن نحن امام فضاء قصصى منقول من مناخ اخر
لكن لاباس فهى قصة كما نرى
لها بداية ووسط ونهاية
تبدا بالنظرات وتنتهى بالموت
والموت ليس اخر مطافات القصة فهى لها "ابطال جانبيون "
كمن اشرت اليهم فى الحوار المقتطف عاليه
بل ان وزير النقل ينتحر لان القطار انقلب
ولو كانت القصة سودانية دما ولحما
لما استقال قط
ولربما تمت مكافاته بترقيته الى نائب رئيس
عذرا للاقحام السياسى
لكن السياق هو ما جرنى الى هذا ومقابلة النص بنص واقعى فى حياتنا
اعنى حياتناالسياسية الرخوة
عموما السرد جاء متميزا لكاتب يعرف
كيف يدير شخوصه
ويعرف بغيته من النص
اتمنى لك التوفيق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كان عصامياً يسارياً - محاولة قصصية ... (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
سيدتي ...
مرور نبيل اذدانت به دواخلي كما زين الموضوع ...
فلك كل الشكر النبيل ...
هي مجرد محاولة اولي اتمني ان لا تكون الاخيرة ...
هي و ليدة لحظة ضعف شخصي ... اقف فيها اسير ماض غربة ممتد و شوق لحاضر اتمناه في بلادي ...
وضعت فيها بعض بقايا صور من ماضينا المنسي ...
صور شابها بعض اللبس الغربي ...
فذاكرتنا السودانية يشوبها الكثير من الشوائب و الدواخل ...
اما كون البطلين خارج نطاق الحياة اليومية السودانية ... فكانا يخرجان عن النمطية السودانية حيناً و يمثلون قمة التبعية الفكرية السودانية احياناً ...
حاولت عكس الصورة الا نمطية لادمان الفشل العاطفي الجزئي/ الكلي السودني ...
حاولت ان أعكس دور المرأة السودانية كقائد خفي دوماً و ان اتيحت له فرصة التقدم أثرت علي نفسها و لو كانت من اهل الاختصاص/ الخصاصة ..
حاولت ان أعكس واقع ما يسقط منا في رحلة البحث عن مجد/عرش زائل ناسين ان قمة السعادة تكمن في حياة
فكرية صحية / عاطفية صحية و في اخرها حاولت عكس الايدولوجية السودانية المتوارثة .. دون تفكير ... عبودية فكرية وجدت ابناء بلدي
قد سقطوا فيها حين غفلة ...
و ليس كل ما يلمع ذهباً ذهبت ادراج الريح
لك مني كل الشكر و وافر الاحترام و كوني بخير دوماً
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Dr. Haitham Mekkawi
الطيب بشير
سلمى الشيخ سلامة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست