|
|
 ازمة قطاع قزة – قتل للابرياء وضياع للمنهج...
|
ان الحرب بين حماس واسرائيل قد اودت بحياة الكثير من الابرياء والمدنيين كحال كثير من الحروب التى اشتعلت فى بداية الالفية الثالثة والتى استهدفت المدنيين والمرافق والمؤسسات التى لاعلاقة لها بالعمل العسكرى كالمستشفيات والمدارس والمنازل, احداث مؤسفة انهمرت نتيجة لها كمية من الدماء ما كان يجب ان تراق لولا حماقات القادة , ان قضية الشعب الفلسطينى لا يجب التنازل عنها ويجب الدفاع عنها ولكن ليست بهذه الطريقة المتشنجة التى اتبعتها حركة حماس فهذا المسلك لا يجدى لان المقومات العسكرية لهذه الحركة غير مكافئة للقوة الاسرائيلية , فلا يتسبب فى الحرب الا من كان على ثقة انه سيحمى المدنيين ويؤمن لهم وضع يحول بينهم وبين ان يصبحوا دروعاً بشرية لما يقع عليهم من وابل من الصواريخ الاسرائيلية.
ان وضع اسرائيل فى الخارطة الشرق اوسطية وضع دولة جمعت الكثير من اسباب القوة العسكرية والتقنية الحديثة وكل من يريد ان يخاطب هذه القوة بلغة الثورية والقومية العربية التى انطلقت فى خمسينيات و ستينيات القرن الماضى عليه ان يكون على قدر من التسلح والامكانيات الحديثة والمتطورة والا سيكون حديثه مدعاة و استفزاز لهذه القوى التى غالباً ما تكون ردة فعلها ذبح وقتل المزيد ممن لا يملكون الا الايمان بالله , ان لغة الشعارات لابد ان تسندها القوة المطلوبة , فلا يستقيم عقلاً ان يناشد بعض قادة حماس المقيمون فى دول عربية مجاورة اهلهم فى الداخل بالوقوف فى مواجهة الالة والترسانة العسكرية الاسرائيلية وهم عزل ومكشوفى الظهر ...لا يتفق هذا مع ما تعرض ويتعرض له الانسان فى قطاع غزة من ابادة جماعية, ان حماية المدنيين يجب ان تكون فى اولى اولويات الدول والمنظمات والجمعيات , لقد تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلى يهود اولمرت اثناء هذه الاحداث وقال انه لا يستهدف المواطن الغزاوى بل يستدف القوة العسكرية لحماس متناسياً ان هذه القوة مندسة فى وسط المدنيين واى استهداف لها هو استهداف للمدنيين , اما حماس فلم نرى منها حتى الان رد فعل يتناسب و خطبها الحماسية بل اكتفت بمواصلة الوعيد و سكان القطاع يموتون بالمئات وبهذا تكون مسئوليتها فى ما يتعرض له الفلسطينيون اكبر من مسئولية اى طرف اخر اذ انها هى التى بادرت باطلاق صواريخ لا يتجاوز مداها الثلاثين كيلو متراً وهذا المدى لا يمكن ان يكبد الجانب الاسرائيلى شيئاً بالمقارنة مع ما تطلقه الطائرات الحربية الاسرائيلة من قذائف مدمرة.
ان العالم قد دخل مرحلة من التغيرات والتحولات منذ عقدين من الزمان بانهيار ايدلوجيات وامبراطوريات سياية وظهور امبراطورية احادية القطب والتوجه على وشك ان تسيطر على مجريات الاحداث فى الكرة الارضية فعلى الذين يتبنون الدفاع عن حقوق اوطانهم وشعوبهم التعقل فى اطروحاتهم واتباع الدبلوماسية فى حل قضاياهم والابتعاد عن ارتكاب الاخطاء التى تتسبب فى زيادة عزابات ومعاناة الشعوب , فى سبيل تحرير الشعوب وتحقيق ارادتها فان الفرق جد كبير بين طموح هذه الشعوب ومقدرتها فى تحقيق هذا الطموح ..كل شعوب العالم المستضعفة تسعى للخروج من حالتها المزرية والوصول الى التحرر الكامل والتمتع بوجودها ككيانات لها عزتها وكبريائها , ولا يتحقق هذا الهدف الا باتباع نهج استراتيجى بعيد المدى والصبر على التحديات والاستفادة من السوانح التى تطرأ فى هذا الطريق , اذا القينا النظر على الكيان الاسرائيلى كدولة وتسائلنا ..كيف وصل الى ما وصل اليه ؟ فالرد بديهى وهو انه تمكن من تأسيس هذا الكيان عبر مسيرة قرون من التخطيط و التجريب والاخفاق والنجاح فى تعاقب اجيال تعرضت للمضايقات والمعاناة فى اوروبا وروسيا لكنها لم تتوقف عن العمل كشبكة كبرى من التجمعات الاقتصادية والدينية.
لقد اخطأ العرب فى طرح القضية الفلسطينية على اساس انها صراع عربى – اسرائيلى لان حقيقة الاختلاف هو اختلاف عقائد وظلم تاريخى واقع على كل من هو ليس يهودى وذلك نتاج للاعتفاد الخاطئ لدى المتدينين اليهود , لقد اسهم تحييد المسلمين عن هذا الصراع الى استفراد اسرائيل بالمجموعة العربية التى تعتبر قليلة العدد والعدة اذا ما قورنت بدول العالم الاسلامى ,
وهذا الطرح المنقوص ايضاً لا يتوافق واحقية المسلمين فى بيت المقدس باعتباره القبلة الاولى فكلما تشتد المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين نجد صوت العروبة يعلو على صوت الدين وهذا يتنافى مع موجهات ديننا الحنيف والحديث الشريف (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وهنا لم يقل رسولنا الكريم( مثل العرب فى توادهم وتراحمهم) فمظلة الاسلام كبيرة تغطى كل العالم اما المظلة العربية فامتداداتها محدودة جداً , ان الصراع حول هذه البقعةالمباركة هو صراع عقدى بالدرجة الاولى واذا تواصل الهتاف والتوليح بشعار العروبة لا شك ان المسلمين سيخسرون كثيراً.
ان الجهاد فى سبيل الله فى بداية الرسالة المحمدية كان يعنى تكبد الاذى الذى يتلقاه المسلمون من الكفار والمشركين ولم يسلم من ذلك الاذى حتى رسول البرية محمد بن عبد الله لكنه كان على يقين ان حياة المسلم مراحل وان الضعف الذى يعتريه من حين الى اخر ما هو الا حالةعابرة بعدها يكون فى قوة و منعة ثم يوقوم بتوظيف هذه القوة خير توظيف بالدفاع عن الارض والعرض والنفس , ولا يقوم بالاعتداء على احد الا اذا تعرض لمثله , ان البغض العنصرى لليهود لا يقره الدين لان الاصل فى تصنيفهم فى القران الكريم هو تصنيف اعتقاد خاطئ و مفاهيم ضارة وليس استهداف لهم فى اثنيتهم والا لما فتح باب التزاوج معهم فى الفقه الاسلامى , ان كثير من المتشددين ووالمتفيقهين قد اضروا بمقاصد الدين الاسلامى واهدافه فوصموه بما ليس فيه وحصروه فى مساحات ضيقة جاهلين عموميته وانفتاحه الاجتماعى والاقتصادى على الاخر مهما كانت عقيدته وذلك لقوة حجية الدين الاسلامى و مفاهيمه فى اقناع الاخر والوصول به الى قناعات مبنية على التفكر واعمال العقل , ان قوة الدفع الكبيرة للقيم الاسلامية الحقة لا يقهرها احد بل دائماً ما تنموا وتزدهر فى المناخ الايجابى وليس مناخ التوعد والوعيد.
|
|
 
|
|
|
|
اسماعيل عبد الله محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست