صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2009, 01:06 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة

    صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة


    مدخل..
    (ومقابل ماذا يحشرون شعبهم المشلول في حبسٍ مأساويٍ، حبسٍ اسمه غزة، ويستمرون في إطلاق صواريخ لا تفعل أكثر من حفرٍ صغيرةٍ في أرصفة تل أبيب.. ثم يغضبون عندما تهرشهم إسرائيل القبيحة، بتلك البشاعة، وتجعل بيوت المدنيين ركاما مختلطا بعظامهم، بل يطلقون ألسنتهم بالسباب واتهام العرب والمسلمين جميعا بالتواطؤ والخذلان والخيانات، ولا يتذكرون وسط كل هذا من إساءتهم لشعبهم ومقامرتهم به شيئا)!! [عبد الله ثابت، جريدة الوطن السعودية، العدد: 3015، 3/1/1430هـ].

    (جرّب العرب الحروب فلم تزدهم إلا خبالا وخسارا، وجرّبوا المقاومة المسلّحة فلم تزدهم إلا رهقا وتشتتا وضياعا... "حماس" تنطلق من رؤية جماعة الإخوان المسلمين التي تريد الوصول إلى السلطة بأي ثمنٍ والمحافظة عليها بأي سعر، حتى لو كان الثمن دماء الفلسطينيين ودمار غزّة، وأن يخربوا بيوت الفلسطينيين... إنّ جرح فلسطين الغائر لن يحلّه الغوغائيون، ولن ينقذه المتاجرون به، بل حلّه يكمن في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيدا عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع). [عبد الله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية 1/1/1430هـ].

    ( وذبيحة غزّة التي لم ينِ الجزّار الفاتك الإسرائيلي يعيث فيها تقتيلا وتجريحا وتدميرا هي ذبيحة لها جلاب أوصلها لحتفها، فالجزّار الإسرائيلي لم يستيقظ ذات صباحٍ ليقول سأهاجم غزّة هذا الصباح، ولكنّ المتحرّشين به بلا سببٍ هم الذين جلبوها له على طبقٍ من دمٍ وشعاراتٍ وغوغائيةٍ، وهم الذين قالوا له بلسان الحال اذبحها لنمشي في جنازتها) [عبد الله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية، 8/1/1329هـ].

    (قليل من الألعاب النارية، التي قتلت من الغزاويين أكثر مما قتلت من الإسرائيليين، وتهجم إسرائيل، وينسى الجميع البرنامج النووي الإيراني، وهذا هو كل ما تريده إيران، كما «القاعدة» وكل المنظمات المتطرفة التي لم تحظ بدولة) [تركي الحمد، صحيفة الشرق الأوسط، 3/1/1430هـ].

    (واليوم، ونحن على صدى تبرعات جديدة لفلسطين، نفكر ونسأل، ويخرج السؤال من الحلق إلى الخلق بعد طول صمت: هل تجد السعودية التقدير الشعبي العام بعد ذلك كله؟) [فارس بن حزام، صحيفة الرياض، العدد:14799، 2/1/1430هـ].
                  

01-09-2009, 01:15 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    مواصلة لما سبق:


    قصف بالعبارات!
    هذه عبارات طائفة من الكتابِ والمثقفين تعليقا على حربِ غزةَ الطاحنة التي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة آلاف القتلى والجرحى!

    عبارات – وإن حاولت عبثا أن تجعل بين يديها مقدمات تضامنية مع الشعب المحاصر– لا تنتهي إلا إلى خذلان غزةَ وأهلها، لتكون (قصفا) آخر فوق القصفِ الذي تتعرضُ له!

    وفي حين نجدُ كتابا غربيين بل يهود (مثل روبرت فيسك، وماري فويس، وكاسيلرز) يشنّون حملةً شعواء على إسرائيل ووحشيتها وهمجيتها ويصرحون بأنَّ للمقاومة حقها المشروع، يشنّ إخواننا هؤلاء –غفر الله لهم– حربا شرسةً على المقاومة الفلسطينية!

    لن أدخل هنا في سياقات تخوينٍ وعمالةٍ! فتلك أمورٌ يصعبُ الجزم بها من أجل موقفٍ فكريّ أو رأيٍ سياسيّ، وسأحاول –بصعوبة بالغةٍ– أن أتجرّدَ من العواطف الثائرة لأناقشَ هذه الأطروحاتِ بذات العقلانية التي تزعم أنها تتحلى بها.

    تتبنى هذه الأطروحات في مجملها ثلاث أفكار رئيسية:

    الفكرة الأولى: أنَّ صواريخ المقاومة وألاعيبها القتالية هي السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ، وبالتالي فهي شريكة (للجزار) في جريمة (الذبح)!

    الفكرة الثانية: أنّ المقاومة الفلسطينية الإسلامية إنّما تسعى إلى السلطة من جهة، وتحقيق أجندة خارجية من جهة، وكل ذلك على حساب الفلسطينيين المساكين، متاجرةً بدمائهم، غير عابئة بأرواحهم!

    الفكرة الثالثة: أنَّ المقاومة الفلسطينية لا تشكر جميلا، ولا تحفظُ معروفا، وأنّها تستلم تبرعاتِ الدولِ بيد وترجمهم بحجارة التخوين باليد الأخرى!

    وجِماعُ هذه الأفكار الثلاث أن المقاومة الفلسطينية المسلحة (غلطانة من ساسها لراسها) كما تقول العامة! أو هي غارقةٌ في الرَّطَأِ واللُّغابةِ والتَّهْتارِ والطَّرَطِ (كلها بمعنى الحماقةِ)، ورموزها أصحابُ هذرٍ وكَنْخَبةٍ (كلها بمعنى الخلط في الكلام) كما يقول العرب الأقحاح!

    نواصل
                  

01-09-2009, 01:41 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    طلاب سلطة أم شهادة!

    بعبارة أخرى، تفضي هذه المقولات إلى حقيقةٍ واحدةٍ هي أنَّ خيار المقاومة المسلحة خيار خاطئ من كل جهةٍ. وأن الحلّ –كما قال أحدهم- يكمنُ "في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيدا عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع".

    وسأكون هنا معنيا بمناقشةِ الفكرةِ الأولى فحسب؛ لأنّه من العبثِ أن يصدق عاقل أن أولئك المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، واصطفوا في طوابير الشهادةِ منذ عشرات السنين هم طلاب سلطة! نحن نفهم أن يكون الفارون من المعتركِ، والذين يعيشون في الرفاهيةِ يجنون الملايين، والذين يكتفون بالتصريحات وهم آمنون، نفهم أن يكونوا طلاب سلطة.. لكنْ كيف يكون طالبَ سلطةٍ من يشرع صدره للموتِ، ويطلبُ الشهادة بابتسام؟

    كيف للمقاومة أن تكون باحثةً عن سلطةٍ وكل قياداتها بلا استثناء نالت الشهادةَ أو تعرضت لمحاولة اغتيال؟

    وكيف تكون (متفرّسةً) ذات أجندة إيرانية وهي التي جاءت بطوعها إلى صلح مكةَ، تلك الخطوة التي أغضبت إيران غضبا شديدا لأنّها أعطت للسعودية شرف السبق؟

    وأمّا المنُّ على إخواننا بتبرعاتِنا، والغضب إذا اشتكوا من بعض تقصيرنا، فلا أجد لها مثلا إلا طالبا كلف بثلاثة واجبات، فأنجز واحدا منها على وجهه وأغفل اثنين، فلما لامه أستاذُهُ على ترك الواجبين غضب وقال: ألا يكفيك أنني حللت الواجبَ الأول بإتقان!!

    حسنا.. لقد تبرعنا.. وأردنا بذلك وجه الله لا شكر الناس.. وقد شكرَنا إخواننا مع ذلك علنا ورحبوا بوقفتنا، لكنهم عتبوا علينا أننا تركناهم يموتون ويقتلون وقد كان بوسعنا أن نفعل أشياء كثيرة.

    هل أخطئوا؟!! لا أظن!! ولكن هكذا يظنُّ من يمنُّ على الناس بما أعطاهم.. بل.. بل بما أعطاهم غيره!!

    لذلك قلت: سأقتصر على مناقشة الفكرة الأولى.. فكرة أن صواريخ المقاومة هي سبب المشكلة.

    نواصل
                  

01-09-2009, 03:55 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    مقارنة تكشف الحقيقة


    لنبدأ نقاشنا من هذه المقارنة التاريخية بين ما حدث قبل اثنتين وأربعين سنة وما يحدث الآن.

    في حرب حزيران 67 تمكّنت إسرائيل من تدمير كامل سلاح الجو الأردني، ومعظمِ السلاح الجويّ السوريّ، وعددٍ كبيرٍ من طائراتِ الجيش العراقي!! واستولت على منابع النفط في سيناء!! وسيطرت إسرائيل على منابع مياه الأردن!! وتحكمت في خليج العقبة!! واكتشف العربُ أنّهم خسروا –في خمسة أيام فقط- عشرة آلاف شهيد وجريح، وخمسة آلاف أسير، وأنّه قد شُرّد نحو 330 ألف فلسطيني!!

    وأن إسرائيل قد احتلت أراضي من خمس دول عربية هي: مصر (شبه جزيرة سيناء وغزة)، وسوريا (هضبة الجولان والحمة)، ولبنان (مزارع شبعا)، والأردن (الضفة الغربية والغور)، والسعودية (جزيرتا تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة).. وأنّ ما احتلته إسرائيل في تلك الحرب ضاعف مساحتها ثلاث مراتٍ!! (1)

    وأبشع من هذا كله.. ضاعت القدس!!

    لم تكن إسرائيل وقتها في مواجهةِ الفلسطينيين وحدهم بل واجهت العرب جميعا.. العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ألفين وثلاثمائة دبابة مقابل ألف دبابة إسرائيلية!

    العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ستمائة طائرة بإزاء مائة وسبعٍ وتسعين طائرة إسرائيلية!

    العرب الذين كان تعداد مقاتليهم ثلاثمائة وثلاثين ألفا بإزاء مائتين وخمسين ألفا من الإسرائيليين!

    ومع تفوق ميزان القوى لصالح العرب كان ما كان.. وشهد الخامس من يونيو 1967م أقصر حرب في التاريخ.. حرب لم تدم أكثر من خمسةِ أيام، ضاع فيها كل شيء!!

    انتهت المقاومة.. وانكسرت الجيوش.. واستسلم الجميع!!! وبقيت الجولان وسيناء.. الجولان محتلة حتى الآن وسيناء في حكم المحتلة!!

    واليوم.. ها نحنُ في عاشر يومٍ من أيام حرب غزةَ الغاشمة.. الحربُ التي بدأت بغتةً بعد تطمينات (عربية) للفلسطينيين بألا شبحَ حربٍ يلوح في الأفق!!

    الحرب التي اختارت إسرائيل لبدايتها توقيت الذروة (الحادية عشرة والنصف صباحا) ليزداد عدد الضحايا.

    الحرب التي ألقت وتلقي فيها إسرائيل بثقلها العسكري أطنانا من القذائف على بقعةٍ صغيرة لا تتجاوز مساحتها 300 كم مربع.

    الحرب التي لم تتصد لها إلا المقاومة الفلسطينية دون أن يكون لها عون عسكريٌّ من أيِّ جهةٍ خارجية.

    الحربُ التي كانت فيها الأنظمة العربية عونا على الفلسطينيين بإغلاق المعابر، وكبح المسيرات، والتباطؤ في عقد القمة، والتراخي في اتخاذ قرارات شجاعةٍ مؤثرةٍ.

    الحرب التي كان فيها بعض الفلسطينيين عونا على إخوانهم حتى أنهم لم يجدوا شيئا يقولونه سوى التصريح بأنهم (جاهزون) لملء الفراغ السياسي الذي سيحصل في غزة بعد العدوان!!!
    الحرب التي لعبتْ فيها الآلة الإعلامية لعبتها القذرة فجعلت الضحيةَ مجرما وشغلت الناس بصواريخ المقاومة عن أطنان قذائف الأباتشي!!

    ومع كل هذه الوقائع والحقائق.. فإنَّ صواريخ المقاومة مازالت تنطلق! بل إنها بلغت حيث لم تبلغ من قبل!! وأصابت أكبر قاعدة جوية إسرائيلية!! وبدأ اليهود يختبئون في الملاجئ!!
    وما إن بدأ الاجتياح البريّ حتى حصدت المقاومةُ أرواح عشرات الجنود الإسرائيليين!!

    هل لاحظنا الفرق بين الموقفين؟

    إنَّ يهوديا واحدا داخل إسرائيل لم يصب بالفزع عقيب حرب 67.. وها نحن نرى في حرب غزة مليون إسرائيلي في دائرة الخوف، يدخلون إلى الملاجئ، ويعطلون دراستهم، ويبكون!!
    إنّ مسئولا يهوديا واحدا لم يساوره القلق عشية حرب 67 وفي حرب غزة يرى الملايين عبر شاشات التلفزة وزيرا يهوديا يغلبه الفزع ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداته وتوعداته!!
    كانت ابتسامة ليفي أشكول تتسعُ مع مرور كل يوم من أيام الحرب وما بعدها، وها نحن نرى ابتسامات أولمرت وباراك وليفني تتقلص مع مرور كل يوم!!



    نواصل
                  

01-09-2009, 06:27 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    ما الذي تغير؟

    ما الذي جعل دول العرب مجتمعة تنهزم أمام حرب الأيام الخمسة بينما تصمد حركات مسلحة في وجه حرب ضروس؟

    إن تبني فلسطين الداخل لخيار (المقاومة المسلحة) هو الذي أحدث هذا الفارق الجوهري!

    إن (حجر) الجهاد، و(مقلاع) الجهاد، و(بندقية) الجهاد، و(صاروخ) الجهاد هو ما أحدث هذا البون الشاسع.

    وهذا ما يجب أن نعيه جيدا قبل أن نزعم أن (صواريخ المقاومة) هي مشكلة فلسطين.

    كنا نضرب ونصمت و (نبوس) كف من ضربنا.. على الأقل الآن نضرَب ونضرِب.

    تاريخ حافل..

    وربما كان بالإمكان تصديق أن صواريخ المقاومة وحدها كانت سببا لعدوان إسرائيل لو لم تكن إسرائيل نفسها قد نفذت عشرات المجازر البشعة دون أن تستفزها صواريخ ولا حتى حجارة!

    لقد ارتكبت إسرائيل نحو 70 مجزرة بحق الفلسطينيين بهدف التهجير والتطهير العرقي، برزت منها 17 مجزرة بشعة، منها دير ياسين وقبية واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين وغيرها.
    وأكثر من هذا امتدت مجازر إسرائيل إلى خارج حدود فلسطين!!

    في 11 من فبراير 1970 نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة وقتل 69 عاملا مصريا فيما جرح مائة آخرون.

    وفي الثامن من أبريل 1970 نفذت إسرائيل مذبحة مدرسة بحر البقر بمنطقة بورسعيد قتل خلالها 46 طالبا بالصف الأول وجرح 16 آخرون.

    وفي عام 1982 نفذت القوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتذاك أريل شارون مسئولية مجزرتي صبرا وشاتيلا اللتين قتلا فيهما نحو 1600 شخص.

    وفي عام 18 أبريل 1996 استهدفت مجزرة "عناقيد الغضب" مدينة (قانا) وقتل يومها 109 مدنيين لبنانيون كثير منهم أطفال ونساء احتموا داخل مقر لقوات الأمم المتحدة، وأصيب بالمجزرة 351 شخصا آخرون. (2)




    نواصل
                  

01-09-2009, 03:34 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    هذه نماذج فقط..

    فهل كانت صواريخ المقاومة التي لم توجد إذ ذاك سببا في هذه المجازر؟!

    إن قراءة تاريخ كثير من هذه المجازر يبين بوضوح أنها كانت بمبادأة إسرائيلية! أي أنها لم تكن بسبب استفزاز ما!

    ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا أن كل انتخابات إسرائيلية سبقتها مجزرة عاصفة، فشارون تصدر بعد مذبحته (جهنم المتدحرجة)، وبيريز صعدت به إلى رئاسة الوزراء (عناقيد الغضب)، وليس سرا أن ليفني تخوض عبر هذه الحرب معركة انتخابية، وقد نشرت وكالة فلسطين برس للأنباء بتاريخ 13/11/2008م – أي قبل عدوان غزة بشهر ونصف، وقبل أن تعلن المقاومة انتهاء الهدنة - هذا التصريح: "حذر الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين السفير محمد صبيح من خطورة الفترة التي تدخل فيها إسرائيل انتخابات جديدة والتي يزداد خلالها الهوس واستعمال العنف والقتل خارج نطاق القانون، المدان دوليا لتحقيق أهداف سياسية". (3)

    فهل نظن بعد هذا أن المقاومة لو استسلمت لذبح الحصار، ولو لم تحرك ساكنا لما أصاب غزة ما أصابها، ولما ذبحها (الجزار)؟

    ثم هل من العقل الغفلة عن عشرات التقارير التي ملأت صحف العالم والتي تتحدث عن إعداد لهذه الحرب المدمرة منذ ستة أشهر؟ بل تحدثت عن تواطؤ دولي هنا وهناك؟

    كيف تصبح صواريخ المقاومة سببا بينما إسرائيل تعد للحرب وقت توقف هذه الصواريخ واشتغال الغزيين بمشكلة الحصار؟

    سياسة أم تياسة؟!

    ألم تلتزم المقاومة بكافة التهدئات المقترحة وفيها التهدئة الأخيرة؟

    ألم تتعاط الحركات الجهادية بمرونة كافية مع الطروحات السياسية؟

    من الذي كان في كل مرة يخرق الهدنة ويفسدها؟

    ودعونا ابتداء نصحح خطأ شائعا.. حماس لم تنه الهدنة.. الهدنة كانت تنتهي تلقائيا في 19/12/2008م وما أعلنته حماس أنها لن تجدد الهدنة، وعدم تجديد الهدنة شيء آخر يختلف تماما عن خرقها.

    وخطأ آخر.. لم يكن عدم تجديد الهدنة قرار حماس وحدها.. بل كان قرار جميع الفصائل الفلسطينية في غزة.. كان قرارا إجماعيا.. يمكن أن نتفهمه جيدا عندما نتذكر شروط التهدئة الرئيسة: (وقف العدوان، رفع الحصار، فتح المعابر، نقل التهدئة إلى الضفة الغربية)، هذه هي شروط التهدئة فهل نفذت إسرائيل منها شيئا؟

    واقع الأحداث يخبرنا بما يلي:

    - أردوغان يحمل إسرائيل المسئولية لأنها هي التي لم تلتزم بالتهدئة ورفضت عرضا تركيا للوساطة بينها وبين حماس.

    وهل من العقل أن تطالب غزة بالحفاظ على الهدنة بينما إسرائيل تحاصرها وتخنقها وتمنع عنها الماء والغذاء والوقود والكهرباء؟ هدنة مع حصار وتجويع؟ أهذه سياسة أم تياسة؟
    أم أن العقلانية والحكمة لا تكون إلا بالتسليم المطلق والخضوع التام للإملاءات الإسرائيلية؟



    نواصل
                  

01-09-2009, 04:35 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    خيارات الداخل

    هل نحن أرأف بالفلسطينيين من أنفسهم؟

    المتكلمون عن استفزاز صواريخ المقاومة يصورون للناس أن فلانا وفلانا من القادة يتاجرون بالشعارات وأن الشعب هو الضحية!!
    إن الجواب يأتي من الشعب نفسه..

    الشعب الفلسطيني الذي خرج قبل الحرب بأيام قليلة في حشود ضخمة مؤيدا لخيار المقاومة والجهاد.. ومصطفا مع الحكومة التي اختارها، "ووفقا لوكالات الأنباء فإن هذا الاحتشاد الشعبي كان الأضخم في التاريخ الفلسطيني المعاصر" [من مقالة مهنا الحبيل]

    صدقوني هذه الملايين لم تخرج من أجل سواد عيون فلان أو فلان، أو تعلقا باسم حركة أو حزب، لقد خرجت تأييدا لخيار المقاومة الذي يمثله اليوم فلان وسيمثله غدا غيره.

    جرى ذلك في الوقت الذي عجز فيه (خيار المفاوضات) حتى عن عقد مؤتمره العام بسبب كثرة الانشقاقات والاختلافات التي كان حلها بفصل الكوادر المشاغبة كما قيل!!

    الشعب الذي قيل إن (المقاومة) حشرته في (صندوق) ضيق، وتاجرت بدمه، وجعلته عرضة للعذاب.. هذا الشعب هو الذي يخرج هاتفا للمقاومة مؤيدا لبرنامجها، وهو الذي اختارها ابتداء لتحكمه وقد كان على وعي ببرنامجها ومعرفة بمنطقها المقاوم.

    ثم نأتي نحن لنقول.. مسكين هذا الشعب!! قامر به أبطال حرب الحناجر!!

    نواصل
                  

01-09-2009, 11:08 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    عكس السؤال ..
    وهناك جانب يجب الالتفات إليه..

    دائما ما يتحدث هؤلاء بمنطق: انظروا ماذا سببت المقاومة من دمار باستفزازها لإسرائيل..

    ولكن أحدا منهم لم يطرح السؤال بشكل معاكس: ماذا كانت ستفعل إسرائيل لو لم تكن هناك مقاومة؟!

    ألم تكن إسرائيل إذ قامت تتحدث عن دولة عظمى من البحر إلى النهر؟

    ألم تكن تتحدث عن إبادة كاملة للفلسطينيين؟

    هل نسينا تصريحات ليفي أشكول وجولدا مائير وأشكول وموشي دايان وإسحاق رابين؟!

    ما الذي خفض سقف الطموحات الإسرائيلية وقلل أحلامها؟

    أليست المقاومة المستمرة هي التي أجبرت إسرائيل على بعض التنازلات؟ أليست (السلطة الوطنية) التي يدعو أربابها اليوم إلى ترك خيار القتال وليدة المقاومة والقتال؟ أكان اليهود يسمحون بشيء كهذا على هزاله لولا ما وجدوه من مقاومة صلبة؟

    نواصل
                  

01-10-2009, 07:22 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    الصواريخ والنموذج الإدراكي
    لنطرح المسألة من زاوية أخرى.. هي الزاوية الفكرية الاجتماعية:

    يجب أن ندرك جيدا أن المستوطنين الإسرائيليين هم مجرد مرتزقة، فأكثرهم لم يأت به إلى فلسطين إلا الرخاء المادي الذي وفرته له الحكومة، وإذا كانت الأجيال الأولى منهم ذات بعد ديني عقدي في قدومها إلى فلسطين فإن الأجيال الحالية – ومع تزايد معدل العلمنة – تبحث عن العيش الرخي الهانئ! ويدلك على هذا أن الإعلان عن المستوطنات الإسرائيلية في الصحف الغربية لم يعد يتحدث بمنطق العودة إلى أرض الأجداد!! وإنما بات يتحدث فقط عن مزايا المستوطنة ماديا فقط!!

    إذن الخارطة الإدراكية للمستوطن اليهودي أنه سيأتي إلى أرض ينعم فيها بالرخاء المادي والنعيم والاستقرار.. إذا فهمنا ذلك جيدا أدركنا أن (كل ما ينغص على المستوطنين حياتهم هو في النهاية إحباط للمخطط الصهيوني)!
    المسألة إذن ليست مسألة صواريخ لا تزيد على أن تثقب حفرا في شوارع إسرائيل.

    المسألة أن هذه الصواريخ البسيطة تهز النموذج الإدراكي للمستوطنين من أساسه، وبالتالي تدفعهم للهرب، ومن ثم يفضي ذلك إلى زوال نموذج إسرائيل كدولة آمنة مستقرة. (4) هل فهمنا الآن قيمة الصواريخ؟ بل حتى قيمة الحجر الذي يلقيه الطفل الفلسطيني على اليهود؟

    إن تعطيل الدراسة في جنوب إسرائيل بسبب صواريخ المقاومة يعني شرخا هائلا في البنية الإدراكية التي صرفت إسرائيل مليارات الدولارات لتغرسها في نفوس مواطنيها.

    إن صاروخ المقاومة لا يثقب حفرة في أرض إسرائيل فقط.. بل يثقب الكيان الإسرائيلي بأكمله.


    نواصل
                  

01-11-2009, 02:04 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    الكيل بمكيالين

    من عجيب هذه القضية أن كل دولة عربية تصور مع جوقة مثقفيها ومؤرخيها حروبها التأسيسية والتحررية على أنها حروب كرامة ووطنية، ثم تصور حرب المقاومة في فلسطين على أنها حرب عبثية بصواريخ ورقية؟!
    في عام 1233هـ قرر عبد الله بن سعود آخر أمراء الدولة السعودية الأولى مواجهة إبراهيم باشا والي مصر، على الرغم من الفارق الكبير في العدة والعدد بين دولة ناشئة ودولة راسخة مدعومة من قبل الخلافة العثمانية. انتهت المعركة باستسلام عبد الله بن سعود.


    في عام 1319هـ سار الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأربعين رجلا وثلاثين بندقية ومائتي ريال إلى الرياض لفتحها!! أربعون رجلا فقط ببنادق قديمة يخوضون حربا لفتح مدينة واسترجاع ملك!!
    ومع الفارق الجنوني في العدة والعتاد.. لم نسمع أحدا من إخواننا الكتاب يصف هذه المواقف السعودية بالجنون والتهور واستفزاز الخصم القوي!

    وما بين عامي (1798- 1800) خاض المصريون حروبا كثيرة مع الاستعمار الفرنسي.

    والتاريخ السوري يتغنى بميسلون ومعارك الأبطال مع فرنسا.

    والتاريخ الجزائري يفخر بالمليون شهيد في الحرب مع الاستعمار.

    وقس على هذا كل دول العالم العربي.. كل الأنظمة العربية اليوم تفخر بنضال شعوبها وتحتفل بيومها الوطني.. ألم يكن ذلك النضال غير متكافئ الأطراف؟ ألم يسقط فيه الضحايا؟ ألم تحصل بسببه الكوارث؟ فلماذا كان بطولة في كل تلك الأماكن وكان حماقة وتهورا في فلسطين؟ هل يجيبني أحد أولئك الذين يتهمون صواريخ المقاومة؟

    نواصل
                  

01-11-2009, 02:17 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    أخي العزض

    سلام

    لا تعجبني لغة هؤلاء المخزلون

    وكما قال عبد الباري عطوان

    كانت المقاومة الجزائرية التي حققت النصر واستشهد مليون

    لا شئ اسمه ايقاف المقاومة

    لو أوقفنا المقاومة لتمددت اسرائيل حتى النيل ..

    دولتها الكبرى

    لا لهذه الأصوات المخزلة

    حتى اعود لك التحايا
                  

01-11-2009, 02:40 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: القلب النابض)

    الاخ العوض
    باالله خليك مواصل
                  

01-11-2009, 10:00 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    الأخت القلب النابض
    في تقديري الذين يلقون بصوت اللوم على المقاومة ساءهم عجزهم و عدم مشاركة الآخرين لهم فيه. لا يعقل أن نوجه كل هذه الكميات من اللوم على الضحايا. و هم عندما يفعلون ذلك يتناسون جملة من الحقائق و يتعاملون مع إسرائيل على أساس أنها دولة ذات شرعية و يتناسون تاريخها الدموي و أن العصابات اليهودية التي تجمعت من أرجاء الأرض في عام 1948م لم تكن بحاجة إلى صواريخ حماس لتعمل في الفلسطينيين تهجيرا و تقتيلا.
    تقبلي تحاياي.
                  

01-12-2009, 01:39 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    الأخ محجوب
    شكرا لك على المرور و سأواصل بإذن الله يشجعني على ذلك أن أمثالك يهتمون بما نقلت. مثلك أعجبني تحليل د. أبو ناعمة و تناوله الهاديء لأقوال الداعين لإلقاء كل اللوم على المقاومين و هم يمارسون حقا مشروعا في كل الأعراف الإنسانية و الدينية و لا ينكره صاحب حس سليم. تقبل تحاياي لك و لهذا الفتى الظريف في صورة بروفايلك على أمل أن نورثه العالم على حال أفضل مما وجدناه عليه.
                  

01-12-2009, 04:42 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    القضية هنا..

    إن القضية ليست في (صواريخ) تطلقها المقاومة، بل المشكلة عند إسرائيل هي في المقاومة ذاتها، إنها لا تريد أن يوجد شخص واحد يؤمن بخيار المقاومة، تريد الجميع أن يكونوا مستسلمين مدجنين.. ولعلها بعد ذلك ألا ترضى أيضا! لأنها في النهاية تريد دولة يهودية خالصة!! ولعلنا نتذكر تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا حول أحلامها بدولة يهودية نقية!! مما يعني طرد عرب 48.. هؤلاء الذين ما حملوا سلاحا ولا أطلقوا صاروخا واحدا!!

    فإن قصد إخواننا الكتاب هؤلاء أن الحل الأمثل هو ترك المقاومة بالكلية والتسليم لإسرائيل بكل ما تريد، ومجاراتها في رغباتها فحينئذ يكون للحديث وجه آخر غير هذا.

    وإن كانوا يرون بقاء أصل المقاومة وإنما يتحدثون عن (تكتيكات) مرحلية، فقد بان بالدليل أن هذا وحده لن يكف بطش إسرائيل وعدوانها.

    إنه من المحزن حقا أن نجد كاتبا يهوديا يتفهم هذه الحقيقة بينما نجهلها نحن، يقول كاسريلز وزير المخابرات في جنوب إفريقيا (وهو يهودي معاد للصهيونية): "كان هدف الصهيونية منذ البداية هو طرد المواطنين الأصليين حتى تصبح الدولة دولة يهودية خالصة، وعندما أدرك الفلسطينيون هذا بدءوا في المقاومة"، إنه يفهم جيدا أن المقاومة حالة طبيعية تجاه مستعمر يريد طرد السكان الأصليين، ثم يقول: "هذا هو السبب الرئيسي للصراع من وجهة نظر الكثيرين". (5)


    هكذا يفهم هذا اليهودي أن علة الصراع هي العدوان الإسرائيلي ابتداء، ويصر طائفة من بني قومنا على أن المشكلة كلها هي في صواريخ المقاومة!!

    حكاية التوازن..

    أيها السادة.. قد يظن البعض "أنه لا بد من توازن عسكري حتى تقاوم الشعوب، فإن لم يكن هناك توازن عسكري فالأفضل هو التسليم والبيع، رغم أن التاريخ لم يشهد يوما لشعب يقاوم أنه كان أقوى أو حتى في مستوى المحتل، لكن المقاومة تعني أن يصبح الاحتلال باهظ التكلفة ومن جميع النواحي فيندحر وينتهي" [مقالة د.جمامي]
    _____________

    عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

    (1) انظر: [ فلسطين دراسات منهجية: 304 ] و [الإستراتيجيات العسكرية: 315 ].
    (2) [انظر تفصيلا أوسع لهذه المجازر في http://www.almotamar.net/news/33318.htm]
    (3) انظر: [http://www.palpress.ps/arabic/index.php?maa=ReadStory&ChannelID=46094]
    (4) [ انظر ما كتبه د. المسيري في تجربته الفكرية ص : 524 - 526 ] .
    (5) [http://www.elmessiri.com/articles_view.ph?id=35

    انتهى
                  

01-18-2009, 01:17 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    الاخ العوض
    هذا راي اخر من الوجهة الاخري ، رغم انه يتحدث عن افراد
    الا انهم يشكلون تيار سائد يؤمن بالتبريرية

    Quote: واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
    راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع


    رمضان متولي
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16
    حاول بعض المثقفين التعتيم على الوجه الحقيقي للحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على أهالي غزة بتركيز القضية على مسئولية حركة حماس عن هذه الحرب من ناحية وأن حماس تدير هذه الحرب لصالح طرف آخر هو إيران من ناحية أخرى. ورغم اعتراف بعضهم بتفاعلات الأزمة السياسية في إسرائيل بعد هزيمتها في حرب لبنان 2006 وتأثير ذلك على قرار إسرائيل تحقيق انتصار إنسان رخيص على شعب أعزل لتعويض أثر تلك الهزيمة على مكانة المؤسسة السياسية للكيان الصهيوني، فإنهم في نفس الوقت ركزوا هجومهم أكثر على حركة المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس، في محاولاتهم لتبرير التخاذل والتعاون العربي مع العدوان، أو على أقل تقدير محاولة تبرير رؤاهم النخبوية العاجزة – لأنها لم تطرح حتى الآن بديلا قويا على الأرض – القائمة على أساس ضرورة فصل الدين عن السياسة.

    وأنا هنا لا أناقش آراء الأبواق الإعلامية في الصحف المرتبطة بالحكومات "المعتدلة" التي تهاجم المقاومة الفلسطينية بشكل واضح وصريح من منطلق تبرير تعاون هذه الحكومات ومصالحها المتشابكة مع الكيان الصهيوني. وإنما أناقش آراء بعض المعارضين والمثقفين الذين يتبنون رؤى علمانية لا أعرف كيف اشتقوا منها موقفا أشد في عدائه للمقاومة من عدائه للاستسلام والتواطؤ العربي. ومن هؤلاء ما كتبه مثقفون مثل سامر سليمان وعماد جاد وشريف يونس في صفحات الرأي بجريدة البديل وغيرهم كان العامل المشترك في مقالاتهم مدى واقعية أهداف المقاومة من وجهة نظر عماد جاد ومشكلة ارتباط المقاومة بأيديولوجية دينية من وجهة نظر شريف يونس وسامر سليمان بالإضافة إلى لاواقعية الأهداف والممارسة.

    اعتمد جاد في محاولة تبرير إدانة حركة حماس إلى إعادة سرد الأحداث بطريقة مغلوطة في الجزء الأول من مقاله "العدوان الإسرائيلي والأداء والعربي" بتاريخ 4 يناير بجريدة البديل، حيث زعم إن حركة حماس كانت "تجتهد في منح إسرائيل مبررات شن العدوان" برفضها تجديد التهدئة التي دامت ستة أشهر، فيما كانت إسرائيل تعلن عن رغبتها في تجديد التهدئة. ورغم أن مقالته نفسها تكشف عن التفاعلات الداخلية في إسرائيل التي دفعتها للإعداد لشن عدوان شامل على قطاع غزة، فإنه استخدم هذه المغالطة الأولى لكي يلقي بمسئولية هذا العداون كاملة على حركة حماس وعدم قدرتها على تقدير الموقف مما كبد الفلسطينيين خسائر هائلة في الأرواح. تضمن المقال مغالطات أخرى مثل محاولة تبرئة السياسة المصرية من تهمة التواطؤ مع العدوان وإظهارها بأنها اتخذت موقفا محايدا في محاولة التوفيق بين سلطة عباس وحركة حماس، علاوة على محاولة الإيحاء بأن أحداث التضامن مع الفلسطينيين التي شهدت هجوما على السياسة المصرية جاءت انعكاسا لمؤامرة صيغت في طهران.

    ما يهمني في هذه المقالة هو مناقشة المغالطة الأولى التي عمدت إلى سرد مبتور للأحداث من أجل تحميل حركة المقاومة المسئولية كاملة عن العدوان وتبرئة إسرائيل وأصدقائها في معسكر "الاعتدال" العربي من المسئولية. فهذا السرد المبتور عمد إلى تجاهل حقيقة هامة تتمثل في أنه منذ هزيمة إسرائيل أمام المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ونجاح حماس في الانتخابات الفلسطينية، تزايد الحديث بكثافة بين الأنظمة العربية وإسرائيل والليبراليبن الجدد من المثقفين العرب حول الخطر الإيراني رغم اختلاف الأهداف والدوافع التي التقت جميعها مع هدف الولايات المتحدة في عزل إيران وإضعافها لإحكام سيطرتها على المنطقة. وهكذا تناسى عماد عمدا أنه بمجرد نجاح حركة حماس في الانتخابات قامت إسرائيل باختطاف واعتقال نوابها في المجلس التشريعي وبعض وزرائها، ثم قامت عناصر الأمن في السلطة الفلسطينية بإشعال النار في مكاتب حماس وبدء مرحلة الانفلات الأمني ثم إضراب أجهزة الأمن وعدم استجابتها لوزراء حماس، حتى اضطرت حكومة حماس إلى تشكيل أجهزة أمن أخرى تابعة لها والسيطرة على القطاع فيما قاموا بتسميته "انقلابا" على السلطة في غزة. هذا "الانقلاب" المزعوم اتخذه عباس فرصة لإقالة حكومة حماس، واتخذته الحكومات العربية "المعتدلة" فرصة لإنكار شرعيتها، واتخذته إسرائيل ذريعة لفرض الحصار وشن هجمات بين الحين والآخر لاصطياد عناصر حماس في ظل تهدئة كانت في جوهرها تكبيلا لحركة حماس وحرمانا لها من الرد على الأعمال العدوانية التي استمرت ولم تتوقف للحظة منذ الانتخابات.

    إعادة سرد الأحداث كاملة يكشف أن حركة حماس لم تكن معتدية ولم تبادر برفض التهدئة، التي لم تكن في جوهرها تهدئة من أي نوع مع استمرار الحصار، لأن الحصار في حد ذاته عمل من أعمال الحرب كان مصحوبا أيضا بأعمال عدوانية تمارسها إسرائيل بين الحين والآخر. ولذلك فإنني اعتقد أن خطأ عماد جاد في السرد كان مقصودا ليلقي بالمسئولية على حركة حماس ويبرئ ساحة إسرائيل والحكومة المصرية التي تعاونت معها في فرض الحصار وعدم الاعتراف بشرعية الحركة وانحيازها الكامل لسلطة عباس التي خضعت تماما لشروط إسرائيل غير المحددة أصلا إلا في جانب المطالبة بوقف كل أشكال المقاومة بدون أي مكسب في المقابل.

    ربما كان الخطأ الذي ارتكبته حماس ويورده عماد جاد في الجزء الثاني من مقالته في البديل بتاريخ 11 يناير هو قبول الحركة الدخول في انتخابات سلطة قامت على أساس عملية أوسلو التي ترفضها حماس من حيث المبدأ. كان هذا الخطأ كارثيا بالتأكيد خصوصا وأن من انتخبوا حماس فعلوا ذلك تعبيرا عن عدم ثقتهم في عملية أوسلو وفقدانهم الثقة تماما في السلطة التي قامت على أساسها. لقد كان تصويتا على موت أوسلو، لكن حماس لم تدرك ذلك في حينه، وما لبث الجميع بعد أن نجحت في الانتخابات أن مارس عليها جميع الضغوط حتى يقضي على مصداقيتها كحركة مقاومة - فحتى تصبح جزءا من سلطة أوسلو يجب عليها الاعتراف بمبادئها. ولم تنفع مناورات حماس في دفع الجهات الضاغطة للتجاوز عن هذا الشرط عندما طرحت "هدنة طويلة الأجل" بديلا عن العمل فورا على تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. ولم تكن حماس تستطيع الانسحاب، فقد اتخذت خطوة لا تراجع فيها وإلا فقدت مصداقيتها أيضا في حالة التراجع. ففي حالة قبول مبادئ أوسلو ستفقد مصداقيتها كحركة مقاومة، وفي حالة التراجع عن السلطة بعد كسب الانتخابات ستفقد مصداقيتها كبديل مطروح لسلطة أوسلو، كان هذا هو مأزق حماس التي وضعت نفسها فيه بدخولها الانتخابات من البداية. وأدرك أعداء فكرة المقاومة نفسها ذلك في إسرائيل وفي فتح وكذلك في مصر وأمريكا. الجميع أدركوا مأزق حماس فحاصروها أكثر فأكثر ليحصلوا على ما يريدون. وأخذت حماس تناور مناورات مكشوفة وتعاني من أزمات داخلية وأزمات مع فصائل أخرى حتى جرى ما جرى بعد ذلك من أمور. المهم في هذا الصدد أن المشكلة تبدأ من هناك، ممن يوصفون بـ "سياسيين واقعيين" الذين قبلوا مبادئ أوسلو من الأساس وأقاموا سلطة ليست لها من مقومات السلطة شيء، وسعوا إلى دولة "حلم" ليس فيها من الدولة شئ، فكان فشلها وفشل من لحق بها ومن دار حولها أو بالقرب منها. وهذا ما لا يقوله عماد جاد – الذي يدافع عن تصورات سلطة أبو مازن "الواقعية"، والتي تسعى لأن تهدم بنفسها، ونيابة عن إسرائيل، كل أشكال المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، بل وتحلم أن تقوض قدرة هذا الشعب أصلا على إنتاج أو إعادة إنتاج المقاومة.

    هنا ننتقل إلى موقف آخر، أو زاوية أخرى لنفس الموقف الذي يسعى لإدانة المقاومة ومن يتضامنون معها من خلال وصمها بعدم الواقعية من جانب واختصار هدفها إلى مجرد "تثبيت الإيمان" من جانب آخر. وقد عبر عن ذلك بوضوح مقال شريف يونس في جريدة البديل بتاريخ 7 يناير. ودون الخوض في تفاصيل المقال الذي يسعى تعسفيا إلى وضع جميع من يؤيدون المقاومة في سلة واحدة تربطهم جميعا بصدام حسين وحسن نصرالله واسماعيل هنية، كان واضحا أن المقال يسعى إلى تحويل المواقف التي تركز على نقد العدوان إلى نقد المقاومة باعتبارها ترفع شعارات دينية وأنها لا تمتلك رؤية سياسية "واقعية" لحل الصراع حلا جذريا قابلا للتحقيق. ولا أعرف سببا لمحاولة المطابقة بين أوضاع العراق ولبنان من جانب والوضع في فلسطين من جانب آخر، فهناك فارق شاسع بين الاحتلال العسكري في العراق ولبنان وبين الاحتلال الاستيطاني في فلسطين الذي يهدف إلى إلغاء شعب من الوجود والاستيلاء على أراضيه لتوسع الكيان الصهيوني عليها.

    ويبدو أن ما دفع الكاتب إلى ذلك الربط التعسفي هو تبني حركات المقاومة في هذه الحالات الثلاثة لشعارات دينية والدفاع عن الهوية القومية في مواجهة الغزو والعدوان وهو ما اختصره تحت مصطلح "تثبيت الإيمان". والمقال عموما يركز في انتقاده على كل المواقف التي تتعاطف مع المقاومة بغض النظر عن تبني هذه المقاومة شعارات دينية. ويختتم شريف يونس مقاله بسؤال استنكاري حول ماهية هذا الإيمان وكأن ذلك هو الأهم بالنسبة لحركة المقاومة ومن يؤيدونها بصورة مطلقة تنفصل تماما عن معطيات اللحظة الراهنة.

    سامر سليمان في مقالته بتاريخ 11 يناير تحت عنوان "ما بعد تديين السياسة في فلسطين ومصر" وضع الفكرة نفسها بصورة أكثر وضوحا وحدة عندما نسب كل إخفاقات السياسة في منطقتنا إلى سيطرة التيار الديني مؤكدا أنه: "في كل منطقة سيطر عليها هذا التيار كان المصير هو تفتيت الأوطان، من السودان جنوبا إلى لبنان شمالا، ومن الهند والعراق شرقا إلى الجزائر غربا، والبقية تأتي." ولم ينس في هذا السياق أن ينسب كل الكوارث التي لحقت بالقضية الفلسطينية مؤخرا إلى حركة حماس التي داست، من وجهة نظره، على كل نضالات الشعب الفلسطيني وفصلت غزة عن الوطن الأم وألحقتها بمصر، كما لم ينس الإشارة إلى الوجه الطائفي للشيخ حسن نصر الله "المتحالف مع أسوأ نظم المنطقة: إيران وسوريا، وكأن في لبنان سياسة أخرى غير طائفية حيث تناسى وهو يتحدث عن ذلك أن الدولة اللبنانية كلها قائمة على أساس المحاصصة الطائفية!

    هذه الآراء تطرح قضايا كبيرة يصعب تناولها بدون إخلال في هذه المساحة الصغيرة، حيث تتطلب الكشف عن العوامل الحقيقية داخليا وخارجيا وراء الأوضاع السياسية السائدة في منطقتنا وعوامل نشأة وسقوط الحركات التي تبنت مواقف علمانية وأسباب هيمنة التيار الديني والعوامل التي تغذي بقاء هذا التيار وانتشاره. وكلها أمور لا يمكن تفصيلها في مقال صغير. وهناك العديد من الدراسات التي تناولت كل هذه القضايا تناولا علميا ورصينا لا يسعى إلى التغطية على مواقف بعينها بقدر ما يسعى إلى الكشف عن حقائق. ويكفي أن نشير هنا إلى تناقضات وردت بالمقالين في سياق تبرير النهج الاستسلامي والتوجهات الإصلاحية الفاشلة من خلال التركيز على هيمنة التيار الديني على الحركات المقاومة. وأنا شخصيا أتفق مع الكاتبين في أن أهم مشكلات حماس وحزب الله أنهما حركتين دينيتين لا تمتلكان مشروعا تقدميا يقدم حلا جذريا وقابلا للتحقيق لمشكلة الصراع مع الاستعمار. وأن البديل لذلك "ينبغي أن يكون" قوى تقدمية علمانية وديمقراطية لقيادة النضال وفقا لاستراتيجية واضحة وبتكتيكات صحيحة من أجل تحقيق الهدف (دولة ديمقراطية علمانية واحدة يتمتع فيها الجميع بغض النظر عن الدين أو الأصل العرقي أو القومي بالمساواة في الحقوق والواجبات). لكن هذه الرؤية العظيمة ينقصها وجود هذا البديل في أرض الواقع. وبالتالي ينقصها أهم ركن من أركان إمكانية تحقيقها عمليا. ولابد أن يسعى أصحاب هذه الرؤية بالتأكيد من أجل خلق وتكوين هذا البديل، ولكن ماذا يفعل الناس حتى يأتيهم هذا البديل المنتظر؟ هل يموتون وهم صامتين كالحملان؟ وهل سيولد هذا البديل بدون التجربة وبدون السجال الحي مع الواقع والتفاعل المستمر معه؟ ما هي أدوات هذا التفاعل؟ هل يكتفي الناس بنقد اللحية والبندقية انتظارا للبديل الجماهيري القوي لأن اللحية والبندقية لا تقدم حلا جذريا للصراع قابل للاستمرار والتحقيق العملي في نفس الوقت الذي يقصفون فيه بالطائرات؟ أعتقد أن الانتظار تصور خيالي وليس عمليا على الإطلاق، كما أنه لا يحل أزمة في وضع يكون التفكير النخبوي فيه رفاهية مجرمة حيث لا يتحدث إلا الرصاص. المطلوب والذي لا يمكن القيام بغيره ممن يرغبون في حل طويل الأجل أولا أن يحلوا المعضلة قصيرة الأجل، وهي كيف نواجه العدو الآن وهنا، وفي نفس الوقت يفكرون في حل معضلة الأمد الطويل بكيف يكون لهذا البديل وجود على الأرض يجعله بديلا مطروحا بحق وقابلا للتحقيق. أما غير ذلك فليس إلا عبث فليس بالإمكان هندسة العالم الحقيقي وفقا لتصورات أيديولوجية فاقدة القدرة على ترجمة نفسها في أرض الواقع.

    علاوة على ذلك، فإن تمجيد العلمانية مجردة لا يعني شيئا في جوهره، لأنه لا يشير إلى ماهية هذا البديل الذي يسعى إليه الكاتبان. فسلطة عباس تتبنى تصورا علمانيا، لكنه نفس التصور الذي عبر عن فشله تماما حتى أعلن إفلاسه ورفض المقاومة. والمقالان لا يوضحان موقفهما بصراحة نحو هذا البديل العلماني الذي يريدون، ويكتفيان بترديد أن البديل هو السياسة العلمانية. وهذا التصور يفشل في الكشف عن تناقضات الأيديولوجيا وعلاقاتها المتشابكة مع الواقع، فالأيديولوجيا العلمانية مجردة لا تختلف كثيرا عن الأيديولوجيا الدينية مجردة في إمكانية أن ينتج عن هذه أو تلك توجهات وحشية ومتخلفة، أو تطرح تصورات تقدمية جزئيا في لحظة معينة وحول قضايا بعينها. العلمانية مثلا أنتجت الفاشية في أوروبا، وكانت فظائع الفاشية تفوق كل الفظائع التي شهدها العالم منذ بداية التاريخ المعروف، تماما كما أن الدين أنتج الحروب الصليبية في العصور الوسطى. وأيديولوجيات علمانية هي التي تساند الصهيونية حاليا التي تقوم على أساس ديني وترتكب فظائعها من منطلق ديني وعنصري. والأهم من مجرد طرح فكرة العلمانية كبديل هو قراءة المصالح والأهداف التي تعبر عنها مختلف الأيديولوجيات في سياقاتها في الزمان والمكان - أي هنا والآن. ولذلك لا تصح المساواة بين حركة دينية تواجه احتلالا عنصريا وهمجيا، وحركة دينية تحاول أن تعود بالمجتمع إلى ماضي متخيل ورجعي في نفس الوقت. وقد تنطوي نفس الحركة على هذه التناقضات نظرا للتناقضات الكامنة في الأيديولوجيا الدينية ذاتها. وعلى من يزعم أنه تقدمي ويهدف إلى البحث في حل المسألة السياسية من منطلق تقدمي مبدأي أن يميز بين المواقف على أساس رؤيته السياسية وبرنامجه وقدراته ومعطيات اللحظة. ولا يصدق هذا فقط على الأيديولوجيات الدينية، وإنما أيضا على الأيديولوجيات العلمانية مثل تصورات الليبرالية التقليدية واليسار الإصلاحي وغيرها. فهذه أيضا أيديولوجيات تنطوي على تناقضات تجعل مواقفها متأرجحة ومهتزة، رغم أنها أيديولوجيات علمانية وليست دينية. فمن مدخل رفض الاستخدام السياسي للدين تماهت مواقف سامر سليمان وشريف يونس مع مواقف السلطة والمعبرين عنها في الإعلام الرسمي الذي يدين المقاومة ويدافع عن التعاون والتطبيع مع إسرائيل.

    وأخيرا، فإن الأفكار التي تم تناولها في السطور السابقة تعكس في جوهرها تلاقيا في المصالح منذ عام 2006 بين الأنظمة العربية "المعتدلة" وجماعة المثقفين الذين يروجون لأفكار الليبرالية، حتى وإن كان ذلك تحت صبغة يسارية زائفة، والموقف الاستسلامي للسلطة الفلسطينية في رام الله مع التوجهات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة للقضاء على خطر حزب الله في لبنان وحماس في غزة وإضعاف حكم الملالي في إيران، دون أن يعني ذلك بالتأكيد أن الكتاب الثلاثة يرغبون في التماهي مع المواقف الأمريكية والإسرائيلية، وإنما يعني فقط أن الأفكار التي يروجون لها لا تخدم إلا هذه المواقف بتركيز الهجوم على فكرة المقاومة والدفاع عن لون واحد من ألوان "الواقعية السياسية" التي تساوي بين فكرة الواقعية والاستسلام للأمر الواقع.
                  

01-18-2009, 07:07 PM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: MAHJOOP ALI)

    موقف متميز اخر غطأ عليه ضجيج التبرير الرسمى



    Quote: سعد الدين إبراهيم: السياسة أفسدت الجيوش العربية وحركات المقاومة الشعبية هي من تتصدى لإسرائيل





    القاهرة- آفاق

    1

    قال الناشط الحقوقي المصري البارز ورئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية الدكتور سعد الدين إبراهيم إن حركات المُقاومة الشعبية العربية وليس الجيوش النظامية هي من تتصدى لإسرائيل، وتحبط طموحاتها التوسعية. وحث إبراهيم الجيوش العربية بالابتعاد عن السياسة، وترك الشعوب لتتطور سياسياً، لكي تلحق بديمقراطيات العالم.

    وأشار إبراهيم في مقال بعنوان "حروب المقاومة الشعبية والحروب العربية النظامية" نشرته صحيفة "المصري اليوم" إلى أن مُسلسل استنزاف حركات المقاومة الشعبية لإسرائيل بدأ على يد مُقاتلي حزب الله بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام (1982)، ثم بمواجهة قوات حزب الله لإسرائيل في الحرب التي استمرت 33 يوماً عام 2006 وكذلك ما تخوضه حركة حماس الآن مع إسرائيل في قطاع غزة.


    وجاء في المقال "ورغم أن المعارك ما زالت مُشتعلة إلى تاريخه، فإن الخلاصة واضحة: تنهزم الجيوش النظامية التي انشغلت بالسياسة، وتصمد حركات المُقاومة الشعبية".


    وانتقد إبراهيم تدخل الجيوش العربية في السياسة التي قال إنها بدأت بعد أول هزيمة للعرب على يد إسرائيل في عام (1948/1949). وقال "بدأ مُسلسل انقلاباتها العسكرية: في سوريا (1949)، ومصر (1952)، والعراق (1958)، واليمن (1961)، والسودان (1964)، والجزائر (1966)، وليبيا (1969)".


    وذكر إبراهيم أن هناك بُلدان عربية لم تكن قد شاركت في أي حرب مع إسرائيل إلا أن جيشها دخل معترك السياسة من باب غسل عار الهزيمة وتحرير فلسطين" على حسب قوله.


    وقال "ولكن الشاهد هو أن هذه الجيوش التى استولت على السُلطة بهذه الذريعة، لم تُحرر شبراً واحداً من فلسطين، خلال الستين عاماً التالية لإنشاء إسرائيل، ولم تنتصر عليها في أي حرب خاضتها، ربما باستثناء حرب أكتوبر 1973، التي خاضها الجيشان المصري والسوري، وحررا أجزاء من أراض كانا قد خسراها عام 1967، في بلديهما، ولكن بعيداً عن فلسطين نفسها".


    وأضاف "جيوشنا العربية النظامية، التي انشغل بعضها بالسياسة، لا هي احتفظت بقدرات قتالية توازنها مع إسرائيل، ولا هي تركت مُجتمعاتها تتطور سياسياً على طريق الديمقراطية، كما فعلت بُلدان كثيرة فى العالم الثالث ـ مثل الهند، وتركيا وإندونيسيا، وماليزيا (في قارة آسيا)، والسنغال، ومالى، وغانا، ونيجريا، وجنوب أفريقيا (في قارة أفريقيا).


    واختتم إبراهيم مقاله بقوله "الدرس الأساسي المُستفاد هو أنه حبذا لو بعدت الجيوش العربية عن السياسة، وتفرغت لبناء قدراتها القتالية والتكنولوجية، لتأدية وظيفتها الدفاعية عن التراب الوطني، وتركت لشعوبها أن تتطور سياسياً، لكي تلحق بديمقراطيات العالم".

                  

01-18-2009, 08:10 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صواريخ المقاومة.. مشكلة أم حل؟ د.عادل بن أحمد باناعمة (Re: Elawad)

    لأخ محجوب
    شكرا على على هذه الإضافات الثرة. الوقوف مع الحق الفلسطيني و مع المقاومة في تقديري لا يحتاج لأكثر من الاتساق في المواقف. أن يكون الشخص ضد الظلم في مكان و معه في مكان آخر يجرده من ثياب كثير منها ثوب الإنسانية و الإنصاف.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de