ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2009, 10:37 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي

    إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن قد تهيأت لي إمكانية مواصلة هذه السلسلة من الملفات التوثيقية عن بعض أدبائنا ومبدعينا ، والتي كنت قد بدأت في نشرها من على هذا المنبر الإسفيري الهام – سودانيزأونلاين - ؛ وسعدت لأنها وجدت استقبالاً طيباً من القراء ومن المهتمين بالشأن الثقافي. ولقد نشرت - حتى الآن - ملفات عن:

    1. الشاعر الراحل قرشي محمد حسن
    2. الشاعر صديق مدثر
    3. الفنان الراحل/ التاج مصطفى
    4. الشاعر الراحل/ علي عبد القيوم
    5. الشاعر الراحل/ عمر الطيب الدوش
    6. الشاعر الراحل/ عبد الرحيم أبو ذكرى
    7. أستاذ الأجيال / أحمد محمد سعد

    وها أنا أبدأ اليوم بنشر ملف الشاعر المبدع الراحل / محمد عثمان صالح كجراي.

    جل هذه الموضوعات التي كتبت عن الشاعر/ كجراي (وفاء وتكريما له، وتخليداً لذكراه، وتعريفاً بعطائه الأدبي والوطني ، ونشراً لبعض أشعاره ) كان قد تم نشرها في صحيفة الأيام في عددها رقم 7776 الصادر بتاريخ 20 سبتمبر 2003م – في ملحق "الأيام الثقافي" الذي يشرف عليه الزميل الأستاذ / عثمان شنقر، وذلك تحت عنوان: "كجراي الشاعر والمحارب .. ملف خاص عن الشاعر الراحل محمد عثمان كجراي"

    آمل أن أوفق في نشر ملفات ثقافية جديدة عن بعض أدبائنا وشعرائنا وفنانينا الآخرين ؛ كما أتطلع إلى تجاوب القراء، بإضافتهم إلى ما حوته هذه الملفات ومن ثم إثرائها، وذلك اضطلاعاً منا جميعاً بواجبنا نحو التوثيق للثقافة الوطنية .

    د. عبد القادر الرفاعي
    أول يناير 2009م

    (عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 01-01-2009, 11:32 PM)

                  

01-01-2009, 10:48 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    [B]رسالة إلى كجراي
    بقلم : محمد عز الدين محمد


    (فلتكن لأنك قد حملت الاسم الذي يليق بالإنسان حتى النهاية ) مظفر النواب

    يرجع بنا الزمان القهري للوراء ، وقبل ربع قرن .. نلتقي بمجموعة من الأدباء والشعراء في الجمعية الأدبية بمدرسة مدني الثانوية – من خلال كتاباتهم المختلفة في بناء القصيدة والصور الشعرية المتفردة التي جذبتنا إليها المفرد ة الغربية بفعل القراءات ( المعلقة ) على "قفا نبك" وبعض النصوص المغلقة .
    تعرفنا على جيلي عبدالرحمن أحمد في كتاب ( الأدب والنصوص ) – وصلاح أحمد إبراهيم في ( غضبة الهبباي) – وعلى الملك في ( وهل ابصر أعمى المعرة) – ومحمد عثمان صالح كجراي في ( الصمت والرماد) .
    وكان هذا السفر الأخير محطة وصول لتفاصيل متباينة تبحث عن تأمل وتوازن مقترن بشفافية القارئ الذي يتفاعل مع طقوس وتضاريس العالم الجديد .

    " كخواء مقبرة تعيش على سديم ".

    محاولة جادة اخترقت هذه الحواجز " ألمتينا " ؛ وتمحورت برؤى متناثرة وتداعيات مبهمة" تجاوزت العقلية التي تريد الوصول للفهم ببساطة – بدون مسببات جدلية تبحث عن معادل – لغوي أو لفظي يفك هذا الطلسم الموجود .
    حملتنا المفردة بطريقة عفوية لتكوين الشكل الجديد للقصيدة – لم نستسلم للمعنى أو ما تحمله من دلالات ماضوية أو مستقبلية ، ولكنها كانت مهمة وملحة في تغير المسار الفكري والأدبي والفني – مؤكداً لهذا الانفلات الفجائي ثم النقلة النوعية في "تجربتي" المبكرة بمجلة الإذاعة والتلفزيون - 6 اكتوبر 1980- في خاطرة بعنوان ( وجه المدينة والاطار القديم ) .
    جاءنا كجراي يحمل البشرى لنا وعداً :
    ( ورؤي لا تعرف الجدب ولا يطمرها ذل وقحط) وأيضاً يقول :

    ( اترى أعيش لأشهد الموتى يشقون الدروب

    ويباركون بحيرة الحقد المقدس في ابتهالات الغروب) .

    ذاهباً بهذه الرؤية المأساوية التي تركها الحكم العسكري نوفمبر 1958 في ذلك العهد إلى سؤال مباشر :

    ( اترى سينتفض الرماد؟)

    لقد كان كجراي ممسكا بالأمل في جدية تامة حتى تحقق ما كان يصبو إليه .

    قل للذين يوزعون الظلم باسم الله – في الطرفات

    إن الله في نار الدموع

    وفي صفوف الخبز

    والعربات

    والأسواق

    والغرف الدمار

    البحر- يا صوت النساء الأمهات

    القحط- يا صمت الرجال الأمهات

    الله حي لا يموت

    من قصيدة غناء العزلة ضد العزلة - للشاعر الصادق الرضى.

    أخي كجراي لقد:

    ( عرفناك – عرفنا وجهنا فيك )

    من قصيدة العودة إلى سنار د. / محمد عبدالحي

    وصوتك معنا وفينا .... ولا زال:

    يزلزلنا السأم الدائري

    ويقتلنا الزمن الشاعري

    نحب الحياة ولكننا

    في كتاب الحياة يفاجئنا الموت

    ويتذكرنا الناس مساء الفجيعة

    بعد الرحيل

    من مقاطع شعرية لكجراي

    أخي كجراي :
    لا تحزن فإن الدرب طويل للمرافئ الجديدة والناس في انتظارك لتعلن أن زمان الفجيعة قد ولى؛ ومات صوت القهر وذهب الصمت للجحيم . فهلا فعلت ..!! لك ودي
    .
                  

01-01-2009, 10:55 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)



    وقفات عجلى بين تلال الشرق التسعة
    من كجراي .. إلى الكابلي

    ****

    كجراي .. شاعر الشرق
    بقلم : أحمد فتح الرحمن


    (كاتب ومراسل سابق لجريدة "الأيام" الغراء 1968- 1976 - كسلا)
    ******

    كان محمد عثمان كجراي يعمل بالتدريس، ويستقطر من نسمات شتاء البحر الأحمر الممطر قطرات الأحرف الراعشة التي – دوما – يصوغ منها بعضا من قصائده تلك الجميلة التي كانت مضامينها الثورية تأخذ بتلابيب الحكم العسكري الأول الغاشم .. وكان وقتها يلملم في أناة المزيد من أدوات شاعريته الحديثة النضج ويصوغها قصائد طالعنا بعضها بين دفتى ديوانه الأول ( الصمت الرماد) .

    وكان وقتها الشاعر حسين بازرعة يعمل بكل همته الموهبية التي لا تفتر سعيا وراء التوفيق بين كفتي (الكفر والوتر) ذينك المتعارضين أبدا؛ فظل إثرها يمضي نهاراته وبعضا من أماسية سكرتيرا عاما لنادي حي العرب – سوكرتا- ويناجي في لياليه تلك النجيمات الصغيرة المتلالئة المنعسكة أنوارها كالدنانير الفضية المجلوة على صفحة مياة البحر الأحمر الساكنة .. ويشدو ( أنا والنجم والمسا.. ضمنا الوجد والحنين و ( تتاوره ) شحنة من الشعور الكامن في اغوارالنفس تشده إلى معالم التربه الطرية التي دفنت فيها سرته ..سنكات تلك البلدة الوديعة المخضرة الأجمات العابقة بعطر انفاس شجرات الأراك المنداة ؛ فيواصل الشدو ( في ضرا الأشجار كنا نحكي هوانا) و(كانت لنا أيام في القلب ذكراها ما زالت أطراها يا ليتنا عدنا أو عادت الأيام).
    (صغيرين نرعى البهم ياليت أننا .. اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم) ... مجنون ليلي..

    ثالث الفرسان الشعراء كان ابن حي الموردة أم درمان العريق – مبارك حسن خليفة، ذلك اللماح المتأجج ثورة وحنينا .. الراكض دوما نحو مشرق الشمس، ساعيا أبداً نحو منبع الضوء يريد إن يرتشفه كله من كثرة شوقة وهيامه بالحرية .. ما زالت أتخيلة أمامي رغم مضي ما يزيد على اربعة عقود من الزمان.. كان مبارك أيامها كما يقول عن نفسة ، كبندول الساعة يتأرجح حبا بين مدينتي كسلا وبورتسودان حيث كان يعمل ضمن كتيبة معلمي مدرستها الثانوية، يقطع القفار يعدو به قطار مغبر فيسأم وجهه المترب تلك النسمات الرقيقة المنداة العابقة بشذى زهرات الليمون والبرتقال والمانجو عند المدخل الشمالي الغربي لكسلا – السواقي الشمالية.

    واتيت كمن سار زمانا في الصحراء ..

    تلهبة الريح وتلسعه الرمضاء..

    والريح أراقم تسعى في الظلمة ...

    تفح النار تفح الرهبة والسما ..

    اتيتك يا نبع الرحمة..

    مثوى تارجوج السمحة ..

    كسلا يا أغنية خضراء!

    هنا في الشرق شدا مبارك بو أكير شعره، ثم غادرنا أوائل السبعينات إلى عدن مرتحلا على ظهر زورق بخاري تقاذفته أمواج السياسة ... لذا حق لي أن أصنفه شاعرا شرقاويا إن صح التعبير! يحمل سمات مرتفعات أركويت وسواحل سواكن، وسلاسة ابن المدائن ، كسلا – الخرطوم- بورتسودان- والجزيرة :

    لست وحدك

    شق بالسيف ضمير الظلمة السوداء ناضل

    وارفع الراية يا عرس النضال المر قاتل

    "حدثنا يا عبدالعزيز أو غننا فإن الأمر سيان" ؛ قائل هذه الكلمات المدهشة هو الشاعر الراحل محمد أحمد محجوب، والمخاطب هو عبدالعزيز الكابلي، والد فناننا ومطربنا وشاعرنا عبد الكريم الكابلي (رواد الفكر السوداني – محجوب عمر باشرى). ورث عبد الكريم حلاوة الصوت عن أبية الذي كان موظفا في سواكن، وورث عنه حبه للشعر.. كابلى الذي زادت به قماري بلدنا واحدة، بحسب تعبير مستمع ذواقة بداية الستينات .. كان يقرض الشعر الغنائي وغير الغنائي ، ولكن شهرته القمرية الصوت طغت على شاعريته، وهذا طبيعي فوسيلة اتتشارالغناء بحكم طبيعتها أسرع وأوسع من وسيلة انتشار الشعر:

    لا لمن يوصد في الظلمات للأحرار باب ....

    لا لمن يبذل بين الناس حقداً واحتراب.

    خليل عجب الدور الهواري..شاعر تقرأه أوتسمعه فتعرف للتو أنه سوداني ومن أهل الشرق أيضا. السبت 8/6/1996م التقيته .. الدور ارتوى من نفس النبع الديني أعقبه كجراي- المعهد العلمي أم درمان .. كان يعمل معلما وبعد تقاعدة - وربما قبله - أخذ يعمل مزارعا ... مزارعا حرفة وأسلوب حياة؛ يعتاش من خيرات الزراعة ويعايشها ويتنفسها... ينظمها شعراً جميلا بالغ الصدق والبساطة والعذوبة..إنه يمتاز بروعة التعامل مع العامية.. يؤاخي بين مفرداتها ومفردات الفصحى دون أن يشعرك بأي قدر من الغرابة أو النبو الموسيقي .

    • وتكتمل اللوحة الإبداعية لأبناء الشرق بآخرين يتقدمهم الشعراء شيخ القدال - إبراهيم عوض بشير - والصاغ محمود أبو بكر . إن شجرة الشرق بحق معطاءة كما أسفلت القول في صدر هذا المقال، وإن أشعارهم وإبداعهم في مجالات أخرى مماثلة نافعة، تتزاحم كثيرا في الخاطر وتجذب الاهتمام. وإني كأحد أبناء هذا الشرق لفخور بهم أيما فخار، ولكني لا أقول لقارئ هذه الكلمات المتواضعة كما قال الشاعر الاخطل: "أولئك آبائي فجئني بمثلهم، بل أقول على استحياء "أولئك هم مجمل أو معظم مساهمات الشرق.. إضاءة قبة البناء الفوقي للثقافة السودانية. . ومثلما سعدنا أمس بمساهمة شمال الشمال في ملف "الأيام" المبادرة بتخليد السامق الرائد الفحل جيلي عبدالرحمن ، فإننا سنسعد أكل بموائد الإسهامات الدسمة المتوخاة من أهالي مريدي.. والحرف الموسق في وسط وغرب وجنوب البلاد أن يسارعوا بتقديم إسهاماتهم، وأن يرفعوا الغطاء عن موائدهم العامرة، قل ما فيها أو أكثر وقديما قيل: ( عيب الزاد ولا عيب سيدو) وعداكم إخوتي ذم ..

    (عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 01-02-2009, 12:44 PM)
    (عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 01-02-2009, 12:46 PM)

                  

01-01-2009, 11:00 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    هكذا يورق السنديان
    شعر : محمد عثمان كجراي


    خلف نافذتي في الهزيع الأخير

    تعبث الرياح بالسنديان

    والمزامير تعرب عن بوحها

    والقصائد ممهورة بدم الورد

    خارج خارطة النسيان

    والعصافير منهكة في طريق الصبابة

    تبدأ موسقه الهذيان

    كان قلبي هنا من شهود العيان

    ها أنا في الطريق إليك

    تعثرت في الدرب

    كان المساء يوشوشني بكلام كثير

    لعبير الأنوثه أعزف أغنيتي

    ينزف العطر آهاته في الفراش الوثير

    قمري كان يعبر خلف الغيوم

    فهل أتسلل كالعطر بين الأثير

    فهل أتسلل كالعطر بين الأثير

    سوف أعبر هذا السديم لألقاك يا سيدي

    زائر شفه الوجد

    يطرق باب الهوى في الهزيع الأخير

    *****
    كان من رفقتي طائر قد بنى عشة في الجوار

    صوته رائع ثوبه جلنار

    لم يتح لي وقتا

    لكي نتناول في الفجر بعض الحوار

    في الصباح الذي ظل ينساب مثل انسياب القطار

    دق نافذتي لحظة واستدار

    جارتي القروية قد عشقت لحن أغنيتي

    سحرتها المقاطع حين تكثف دفء النهار

    قد تحول ما كان ينبض في صدرها

    موجة في أعالي البحار

    بين قلبي وبين تراكم لوعتها

    عسل يتقطر في هامش الانتظار

    وبدأنا جنون الصبابة في وطن الأغنيات

    لترصد في غبش الفجر ميلادها...

    وتقيم على شرف العشق أعيادها

    فالطبيعة لا بد أن تتعهد أحفادها

    حينما تستريح على ساحل العمر أجنحة الاغتراب

    أشرع القلب للعشق باباً وللشعر باب

    هكذا يورق السنديان

    ويخضر بالعشب وجه التراب


    *****************
                  

01-01-2009, 11:08 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)



    نخر الدهر على صخر الجدار
    كجراي متابعاً لنشاطنا من على البعد وفي شوق للقاء

    بقلم : د. تاج السر الحسن


    الصديق محمد عثمان كجراى
    التقينا في أم درمان- في الندوة الأدبية.. أعترف بأنه كان لقاء موسميا، لسببين الأول حضوري النادر للسودان لأسباب كثيرة منها الشعر وتبعاته وظروف الاستمرار في الدراسة في جامعة الأزهر الشريف وما تجره مسؤوليتها، ثم ما تلا ذلك من سفر إلى روسيا وبقائي فيها ذلك الزمن الطويل . عدت إلى السودان في يوليو 1964م حيث تبدأ الإجازة في دور العلم الروسية لتنتهي في أغسطس وتبدا في سبتمبر من كل عام. حضرت إلى الوطن بسبب وفاة والدي الخليفة الحسن محمد الحسين التي حدثت بالخرطوم بحرى بعد عودة العائلة من كردفان بسبب مرض الوالد الذي كان يعمل تاجراً بمدينة ( النهود). من الواضح أن كجراي كان متابعاً نشاطنا ونحن في البعد وكان في شوق إلى لقائنا كما كنا نكن له كل الود ونبادله التقدير .

    أقول ذلك بضمير الجمع ليس إجلالا لنفسي لكنا لأننا في حقيقة الأمر مجموعة من الشعراء تربط بيننا مشاعر الاتجاه والتيار الواحد، بل المدرسة الواحدة التي آن الأوان لرصد وجودها الكبير وتحديد قوانين تطورها، واكتشاف معاييرها الجمالية .. كانوا يشكلون شعراء ( الطليعة السودانية ) الذين هم جديرون بهذه التسمية.. فقد كانوا على أجيالهم الثلاثة كما رصدناهم في حركة النقد و الإبداع- الجيل الأول:
    أطلق عليه الشاعر والناقد فضيلي جماع تسمية ( الشعراء الأربعة الكبار ) وهم جيلى عبدالرحمن، صلاح احمد إبراهيم، محمد مفتاح الفيتوري، تاج السر الحسن. أما الجيل الثاني فهو جيل الستينات وهم: محمد المكي إبراهيم، محمد عبدالحي ، الحسين الحسن ، عبدالرحيم أبو ذكرى، النور عثمان ابكر، محمد عثمان كجراي ، حسن الوديع السنوسي .

    اتمنى لو تكلمت

    تكلمت ، تكلمت إلى ما نهاية

    ها أنا في ليلة الذكرى

    ارى وجها مطبوعا على كل المرايا

    قد تألمت طويلا

    وتعذبت لاحساسك

    بالجرح طويلا

    يا أبا خالد ماذا لو تأخرت قليلا

    أما في مجال الموضوع الإفريقي فلكجراي خاصية في شعرة لم يشاركة فيها الا القليل؛ فهو في ذلك الجزء الغالي من شرقنا الحبيب حيث تربط تلك الصلات الإثنية الحميمة بأهل القرن الإفريقي، وعلى الأخص اريتريا الشقيقة.. ففي قصيدته " أكثر من نافذة " التي يهديها إلى المناضلات الإريتريات يقول فيها :

    في لحظة التوهج النازف عبر ساحة النضال

    رأيتها كانت هناك شعلة تضي في معارك القتال

    أغنيه تعشقها الرياح في السفوح والجبال

    أروع مما قيل أو يقال

    أبدع من قصائد الشعر ومن تألق الخيال

    كانت مها حلوة تحلم بالفجر وبالحرية

    أجمل من حورية يلمع فوق خصرها طوق من الرصاص

    وفي الذراع الأسمر الصامد بندقية

    وحينما تدفق الجحيم

    كان وجهها كالهاله النورية

    ولم تعد بطاقة وردية منسية


    يا لروعة الشعر، المنطق ، الصور الموظفة دون تقرير أو هتاف .. إنه الشكل الشعري الجديد - شعر التفعيلة الذي اكتشفه أحمد باكثير، ولويس عوض، ومحمد أحمد محجوب، وصلاح الشرنوبي. وطور مضمونه محمد كمال عبد الحليم، وبدر شاكر السياب
    .
    يتبع..
                  

01-01-2009, 11:14 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    يواصل د. تاج السر الحسن..

    كرس الأستاذان أحمد الطيب زين العابدين ، و د . عبد السلام نورالدين كل ما يملكان من جهد وقدرات ذهنية وإنسانية لخدمة هذا الوطن؛ ولم يبخلا عليه بمواهبهما المبدعة الكبيرة.. وفي رحاب ( دار النسق ) في عمارة عثمان الياس ، بشارع الحرية – الطابق الثالث – ترددت علي الصديقين.. كنت أرجو منهما أن ينشرا كتابي ( الابتداعية في الشعر العربي الحديث ). وهناك التقيت بكجراي الذي جاء بدوره إلى أصدقائة لينشر أيضا ديوانه الجديد ( الليل عبر غابة النيون ). وعلى الرغم من قصر تلك اللقاءات في (دار النسق) ، إلا أننا تحدثنا كثيراً عن الماضي، والذكريات الأدبية، والغربة. شكرت كجراي على القصيدة التي أهداها لي في تلك الايام العصبية ونحن على البعد. كانت القصيدة تتنبأ بحدوث ثورة اكتوبر.. سنعود إلى الحديث عنها لاحقا..

    واجهت (دار النسق) وهي تبذل جهدا لنفض الغبار عن أعمال الأدباء والشعراء والمفكرين السودانيين، واجهت المشاكل التي تعترض الناشرين السودانيين من ندرة الورق ودخوله السوق السوداء ... واحتكار هذه السلعة الاستراتيجية للجهلاء من الناس.. يضاف إلى ذلك انعدام الخبرة .. هذا في داخل السودان؛ أما اذا تصدى الناشر السوداني لهذه القضية خارج السودان فأنه يواجه بالتلاعب في بورصة الأوراق المالية في السوق السودانية ... إضافة إلى المفاجآت التي تواجهه في سوق الكتاب في بيروت ..ثم يعود إلى السودان ليواجه الضرائب وحساباتها الخاصة التي لا تكون الثقافة من بين عناصرها بأي حال من الأحوال. وعلى الرغم من ذلك فقد استطاعت (دار النسق) بجهد الأخوين عبدالسلام وأحمد الطيب أن تحقق نجاحا ملموساً في إصدار العديد من المؤلفات السودانية في ظروف غاية في الصعوبه.. من بين تلك الأعمال مجموعة لابد من سرد الظروف التي أحاطت بإبداع الصديق كجراي لهذه القصيدة .. التي اعتز بأنه أهداها لي.. يقول كجراي في البداية : هذه القصيدة مهداة إلى الصديق العائد الشاعر ت .أ. الحسن ( هذا الإهداء كما نشر في صوت المرأة – اكتوبر 1994) ثم يقدم لها بيت أبي الطيب المتنبي :

    ليس من مات فاستراح بميت
    إنما الميت ميت الإحياء

    كان كجراي يحيي عودتي إلى السودان في ظروف دكتاتورية عسكرية غاشمة... شهد لها الجميع بالإرهاب ومعاداة الشعب .. ومن هنا جاء العنوان. وعلى الرغم من أن عودتي هذه إلى الوطن ...كانت لها أسباب عائلية تبررها ... وهي وفاة والدي الخليفة الحسن محمد الحسين - رحمة الله - وذلك في عام 1964. حدثت الوفاة في أبريل من ذلك العام حضرت برفقة شقيقي المهندس عباس.

    كان أن التقينا : عبدالله حامد الأمين، وابوبكر خالد، ومحمد محمد علي، وعمر الحاج موسى، الذي أصرعلى استضافتنا بمنزله العامر بالملازمين إلى حفل شاي رائع أقيم قبل ذهابنا لحضور الندوة .

    ألقيت في هذه الندوة منتخبات من شعري قدمت لها بحديث عن حركة الأدب السوداني الحديث في مصر والسودن.. هذه الندوة كانت من أوائل الندوات التي نظمت، وجاء أمرها كما ترون تلقائيا – دون ترتيب مسبق- كانت بطبيعة المادة التي قرئت فيها معادية للنظام، وكما لاحظ الأستاذ شبيكة - رحمه الله- "الندوة مليئة بالبوليس السري ياتاج .. ولكن ذلك لا يهمنا – فالمهم هو تربية الأولاد".. هكذا كان يقول ويسحب نفساً من غليونه المعروف !

    لم ندر أن هذه الندوات ستطلق الشرارة الأولى لاندلاع ثورة أكتوبر التى شملت المجتمع السوداني بكل طبقاته وفئاته لتنادي بالحرية والمساواة والديمقراطية والاشتراكية .

    تلك هي الظروف التي أحاطت بكتابة قصيدة الصديق العزيز محمد عثمان كجراي. ملاحظة واحدة أريد الإشارة إليها ، لها دلالتها على معرفة الشاعر الصديق كجراي بالشعر القديم ، تؤكد تأثره به وتفاعله معه حين يكتب معلقا على بعض أبيات القصيدة. إن هذه الشطرة الأخيرة ( لو توكأنا عليه لانهدم) مقتبسة من بيت بشار بن برد :

    إن في بردي جسماً ناحلاً

    لو توكأت عليه لانهدم

    ألا رحم الله كجراي .. فإلى القصيدة ..
    يتبع..
                  

01-01-2009, 11:21 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    العودة إلى الجحيم
    إلى الصديق العائد الشاعر تاج السر الحسن
    شعر : محمد عثمان كجراي


    (ليس من مات فاستراح بميت
    إنما الميت ميت الأحياء)

    شاعر عربي قديم

    ******************

    وكما يهبط كالطل الضياء

    ها أنا عدت إليكم

    قمر غاب عن الشرفة دهراً

    وافد عاد إلى الشرق الغريب

    في دمى نار وعطر وحليب

    في يدي حفنة ماء

    في نشيدي فرحة النصر وأعراس الدماء

    جئت كالأمس وفي قلبي نغم

    عن ليال لم يعشها

    جلينا المتخم في أسر الهوان

    فلنغني صحوة العمر ونجتاز الزمان

    ودعوا الموتى يهزون جذور اللامكان

    ليس للثورة إلا وجهها القاني الذي نعرفه

    من أراد الصمت تيار الذرى يجرفه

    في سديم الذكريات

    فارس سارعلى الدرب فضجت أغنيات

    ***********************
                  

01-01-2009, 11:25 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)


    في حضرة الشاعر كجراى
    بقلم : عمر الحسين فضل الله


    طلب مني الصديق العزيز جابر حسين أن أكتب ذكريات مع الشاعر الكبير محمد عثمان صالح كجراى، حيث أن علاقة الصداقة التي تربطني بالرجلين عميقة الجذور، قاسمها المشترك الفكر والفهم الواحد لقضايا الوطن الحبيب، حيث امتدت تلك العلاقة قرابة ثلاثين عاماً؛ ولا أنكر أنني ترددت كثيرا في أمر الكتابة عن شاعرنا الفحل كجراي، فالرجل قامته سامقة وهو أحد كبار شعراء السودان، إن لم نقل أشعرهم، بجانب مكانته الرفيعة بين شعراء العرب قاطبة.. فقد ضربت شهرته الآفاق على المستويين المحلي والعربي بجانب التزامه الفكري العميق تجاه قضايا شعبة وأمته .. ويلاحظ القارئ المتتبع لأعمال كجراي الشعرية هذا الالتزام الرصين في كل أعماله تقريباً، حيث ارتبطت كل أعماله بهموم التعبير الاجتماعي وقضايا الديمقراطية والتقدم الإنساني والعداله الاجتماعية .

    جمعتني بشاعرنا محنة الوطن عقب ردة يوليو 1971 بعد فشل الانقلاب الذي قاده الشهيد الرائد هاشم العطا ورفاقه، بسجن مدينة كسلا حيث استمر وجودنا بين جدران المعتقل قرابة العام، الشئ الذي قيض لي أن أتعرف على شخصية كجراي عن قرب، حيث لمست فيه أنه يمتاز بشفافية ووضوح تامين، مع نزوع إلى الديمقراطية التي تغذت بالأعمال لا الأقوال فقط، فلم ألمس إطلاقا طوال معرفتي به أنه قد فرض رأيا على أحد أيا كان إلا في حالة أن رأيه قد وجد استحسانا ممن يستمعون إليه في قضية ما، نائياً بنفسة عن أي سقطة توقعه في أي مشاحنة مع أي انسان أو أي مسلك لا ينسجم مع شخصيته وقناعاته الفكرية. وشاعرنا كجراي بجانب حبه للشعر فهو قارئ نهم للكتاب، والزائر لمنزله بمدينة كسلا يلاحظ ذلك في مكتبته العامرة بكل ألوان المعرفة الإنسانية من أدب وفلسفة. كذلك فإن الأستاذ كجراي حباه الله بروح فكهة، فهو خفيف الروح واللسان تنداح النكته من بين شفتيه في سهوله ويسر، الشئ الذي حبب فيه الناس؛ فهو شخصية محبوبة من جميع سكان مدينه كسلا بلا استثناء؛ فالرجل شاعر ألمدينه الأول، وأحد قادة التعليم والفكر والاستنارة الرصينة فيها، والخطيب المفوه الذي لا يشق له غبار .

    أذكر ونحن في المعتقل وفي الأسبوع الأخير من يوليو الأسود عام ،1971 كانت تتنامى إلى أسماعنا عبر عساكر السجن أنباء حمامات الدم في معسكر الشجرة.. وفي سجن كوبر نتلقى تلك الأنباء كالصواعق.. إعدام الشفيع.. إعدام عبدالخالق.. إعدام جوزيف.. وبقية العقد الفريد من الشهداء. في هذا الجو الكئيب والحزين دخل علينا كجراي والذي تأخر اعتقاله حتى ذلك الوقت لظروف اختفائه قاصداً كسب الوقت لدواعي تأمين بعض المتعلقات بعملة السياسي، وقد فعل .

    دخل علينا كجراي مبتسماً هاشاً باشاً، وحيا الجميع وظل يلاطف هذا ويضاحك ذاك الشئ الذي أضفى على المكان والزمان روحا جديدة.. وكعادته سأل عن جميع الرفاق.. من اعتقل ومن لم يعتقل. ولما أطمأن على الجميع تمدد على البرش طلبا للراحة حيث بدا على محياه الكثير من الجهد والإرهاق الذي صادفه في الأيام الماضية.. وبعد ساعة أو ساعتين صحا من نومه لنسمع منه قصيدة باللغة العربية الفصحى في رثاء الشهيد عبدالخالق محبوب.. وبعدها ظل يعطر الزمان المكان بأبياته الشعرية والأدبية طوال فترة الاعتقال.. هذه الأشعار التي ظل يلقيها على مسامعنا كان يسجلها في كراسة أصبحت ديوانا فيما بعد.
    ثم انتخب الشاعر كجراي من بين المعتقلين رئيسا للجنة التي تمثلهم لدى إدارة السجن، والتي حققت الكثير من المطالب المتعلقة بتحسين ظروف حياة المعتقلين من حيث الطعام والعلاج وخلافه، الشئ الذي جعل الحياة ممكنة داخل أسوار السجن.. فالرجل كان شعلة متقدة من الحركة والإبداع في كل المناحي .

    كان للأستاذ كجراي مقدرة كبيرة في حفظ كل الأحاديث التي تدون بين الزملاء وما تحوية من مواقف طريفة وظريفة.. وقد فاجأ الجميع بأن صاغ قصيدة حلمنتيشية طويلة خص كل فرد من المعتقلين بمقطع من الشعر يحكي موقفا طريفا مر به أحدهم.. وقام بإلقاء تلك القصيدة وسط إعجاب الجميع ليس بالقصيدة فقط، ولكن للتسجيل الدقيق للمواقف التي استخدمها الشاعر بصورة لافتة .

    ما يقال عن كجراي كثير لا يستطيع الإنسان أن يجمله في مساهمة واحدة؛ فالرجل أحد ينابيع الثقافة والأدب والمعرفة في بلادنا. عليه فإنني أطلب من الإخوة ذوي الاختصاص في النقد الأدبي ان يوفوا هذا العملاق حقه من المدرسة النقدية التي تضيء للأجيال القادمة الطريق نحو فهم حقيقي لما ظل يقدمه من أدب ملتزم صادق، وفي سبيل ذلك ما صادف من أهوال ومحن .

    أخيراً كتب الصديق جابر حسين مقالا مطولاً بصحيفة (الشارع السياسي) عن ظروف كجراي الصحية.. والمقال كان عبارة عن رسالة إلى كل المهتمين بقضايا الأدب والأدباء.. وبالفعل تم نقله في ذلك الوقت إلى مستشفى (ساهرون) بالخرطوم.. وقد زرته أنا ومجموعة من الأصدقاء هناك، ولم نلاحظ أي عناية به سوى وضعه في غرفة نظيفة وأنيقة الفرش مع وجود جهاز تلفزيون.. وأنني الفت النظر إلى أن كجراي قد عاد إلى أرض الوطن وهو في كامل صحته، ولكن بعد أقل شهر تعرض للإصابة بالملاريا، وتدهورت صحته على إثر ذلك وصاحبت الملاريا بعض التشنجات الشيء الذي استدعى مقابلة الطبيب المختص والذي نصح بإعطائه بعض الأدوية. وبعد الشروع في استعمالها ظهر الأثر الجانبي المعالج في شكل فقدان للذاكرة.. وأذكر عند زيارتنا له أنا والأخ جابر حسين ود . السر خيري، فإن الأخير قد طلب إيقاف تعاطي الدواء، وشرح لنا آثار العلاج الجانبية على العموم هناك أمل لو تضافرت الجهود في علاج الشاعر كجراي فعليه فانني اناشد المهتمين به من أصدقائي من الأطباء والشعراء وجميع عشاق فنه أن نقف يدا واحدة في سبيل عمل كل الممكن لعودة الصحة والعافية لجسد كجراي وانه شبة ناقد الذاكرة ولم تبقى من شخصيته سوى تلك الابتسامة البرئية والنظرات التي تقول الكثير وفي صمت وبمناسب صدور ملف توثيقي عن الشاعر فانني اطلقها صرخة داويه بان اهتموا بصحة هذا الشاعر الكبير.
                  

01-01-2009, 11:30 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)



    بعض الشعراء تنابلة للسلطان

    شعر : محمد عثمان كجراي



    كفكف أحزانك يا قلبي

    الدمعة ميراث الإنسان

    بعض الشعراء تنابلة

    في موكب حاشية السلطان

    والشعر يمر بلحظات

    تتكشف فيها الأحزان

    تتساوى في شرفات الظن

    جميع تخاريف الألوان

    ****************

    وتجدف في صلوات العشق

    جميع مزامير الأوزان

    الحكمة تنبض في قلب المعنى

    هل يجدي القول إذا قلنا ؟

    بعض الحكام قراصنة

    يمشون على رمل المحنة

    أشجان العالم تصفعنا

    حكام يمتشقون السيف

    وقضاة باسم العدل

    أقاموا مذبحة في ظل الزيف

    العالم لا يسع الإثنين

    بعض الشعراء تنابلة للسلطان

    والبعض الآخر عمد في بيت الشيطان

    يا دائرة الأكوان

    العالم لا يسع الإثنين

    الشاعر مجروح الأعماق ومكسور الخاطر

    يتحدث في الطرقات كيوحنا المذبوح

    ويخاطب غانية تتبرج

    عبر دهاليز القصر المفتوح

    يتخبط في دمه المسفوح

    الحاكم في إفريقيا سيف يترصد كل الناس

    ليفاجئنا ببطولات الزمن الغابر

    صوت مبحوح النبر كعاصفة الموج الهادر

    يتشبث بالوهم الحاضر

    يتناسى الناس بأن حصان الحكم قمئ منهوك خاسر

    والسلطة كالبيت المسحور ترحب بالغدر السافر

    ما زال الحافر مطبوعاً

    في رمل الدرب على الحافر


    ********************
                  

01-01-2009, 11:43 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    كجراي .. يغادر قمة اولوس
    بقلم : نزار ميرغني

    *******

    نازلته الخطوب فما عرفت فيه غير شموخ الذرى

    حين تؤرق في حقلها العبقرية

    أخاف عليك منازلة الجاهلين

    مشاكسة الواغلين

    أخاف عليك من الشرطة العسكرية!

    فقلت : لماذا؟

    فقال: لأنك يا سيدي لا تدور مع الرياح

    لا تمسك الحبل من نصفه

    لا ترى في المواقع تصطنع الزيف

    تطرق أبواب كل الملوك

    فيا سيدي هل تنازلت عن تبعات الهوية؟

    قلت : مهلا

    أنا لا ازاود في محفل الوطنية

    ها هنا مربط الفرس المتنمر

    ها أنت ذا قد عرفت لباب القضية !

    ( كجراي )

    استكتبني الأستاذ جابر حسين من قبل عن الشاعر محمد عثمان كجراي وكان ذلك بغرض عمل ملف توثيقي عن الشاعر وكتبت بعنوان ( كجراي .. على قمة اولوس).
    وها هو اليوم شاعرنا ( محمد عثمان كجراي ) يغادر قمته من أعلى اولوس بعد أن ظل زمنا طويلاً قمراً على قمتها حاملا معه أحلامنا بعالم الحب والحرية والديمقراطية .. غادرنا كجراي ومدينته التي أحبها تعاني من مأساة الخراب والدمار الذي أصابها جراء فيضان نهر القاش،وأظنه لم يقو على مشاهدة مدينته الجميلة عروس مدائن السودان وهي في تلك المعاناة والكآبة، والتي تعودنا دائماً عليها في أجمل صورها .. خضرة ورونق وجمال وبهاء .

    غادر كجراي هذه الدنيا بعد صراع طويل مع المرض ... تحمل خلاله الأوجاع والآلام الجسدية والمعنوية والروحية ، وبعد أن أمضى عمره بمشروعه الشعري نحو غايات سامية ونبيلة ومبادئ إنسانية جاهد من أجلها ... تغرد من خلالها بأسلوب قوي في رؤيته الواضحة لقضايا الوطن؛ وجاء ذلك منسجماً ومتلازماً مع مبادئه وأهدافه التي آمن بها .. كان كجراي خلال مسيرته الحياتية ولإبداعية مرتبطاً بجذور هذا الوطن ... مثلما جبال التاكا.

    فبرحيل كجراي فقد السودان واحداً من أعظم مبدعيه التزاما ووعيا بقضايا الوطن والجماهير ومعبراً عن أشواقها وأحلامها وصادقا .... ومغرداً بإشعاره وأهازيجه بكل صدق وأمانة، لم يخن هذه الجماهير، ولم يتراجع عن قضاياها التي ظل محاربا من أجل تحقيقها ؛ ويمكننا هنا قياس تجربته تلك بمجموعة من كبار الشعراء في الوطن العربي أصحاب الواقعية الاشتراكية، أمثال عبدالوهاب البياتي، وبدر شاكر السياب، وصلاح عيد الصبور.

    بغياب كجراي فقدت رابطه (أولوس) الأدبية بكسلا ركنا كبيراً وسنداً تتكئ عليه في مسيرتها الإبداعية الممتدة من زمن بعيد.. فالعزاء لكل أهل رابطة (أولوس) وإلى أرواحهم المتصلة مع بعضها البعض.. إلى الأستاذ جابر حسين، وإلى ميرغني ديشاب – كمال عبدالحليم – مبارك أزرق – بابكر كنديو – حسونه - بدوي حجازي- أحمد طه محمد الحسن – عمر باباعير – سليمان خليفة – كمال أحمد علي – إبراهيم نايل- والي أسرته الصابرة.

    كجراي .. كان حقيقة ومجازاً للذين يعرفون والذين لا يعرفون .. كان حقيقة رافضا لكل أشكال الذل والخنوع والحرمان والظلم الاجتماعي والاستعلاء الثقافي .. وقد تحقق ذلك في ذاته وسيتحقق غداً في ذاتنا .. مجازياً كان شاعرناً مرهفاً ودوداً يخفي هواجسه وقلقه، وكان بعيداً عن أشياء كثيرة وقريباَ منها .. ويخفي بذلك كل الحقيقة .

    فأنا لوح من الطين وخيط من دخان

    كتبوا فيه الرقي والصلوات

    ومراثي مدن الشرق التي ماتت وأعياد الفصول

    آه ماذا للمغني سأقول ؟

    عندما تصهل تحت السور في الليل الخيول

    ومجوس الزمن الآتي يدقون الطبول

    ويعودون من المنفى إلى المنفى فلول

    ( عبد الوهاب البياتي )


    هوامش
    :
    أولوس : أحد قمم جبال التاكا – الجبل الأوسط – سميت باسمه رابطة أولوس الأدبية
                  

01-02-2009, 04:11 AM

أحمد طراوه
<aأحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    ... عزيزنا عبد القادر الرفاعي

    لك منا الشكر الجزيل علي سيرة الشاعر التقدمي ذو القلب الاخدر : كجراي

    .. هنا صورة تجمعه مع الصادق ود آمنة ، احد اشهر رواد شعر المربوعة الشعبي
    شعر ال (فرناكيولير)





    .. و تواصل حركة الشعب السوداني سيرها وهي تردد قول كجراي : قلبي اخدر .. و لسه في ريعان شبابو

                  

01-02-2009, 06:50 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: أحمد طراوه)

    Quote: و تواصل حركة الشعب السوداني سيرها وهي تردد قول كجراي : قلبي اخدر .. و لسه في ريعان شبابو


    لك التقدير أخي العزيز الدكتور أحمد طراوة .. ونتابع مجهوداتك برغبة واهتمام..

    عبد القادر
                  

01-02-2009, 07:07 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    ورحل كجراي المحارب
    بقلم : جمال همد


    (بدم الشاعر
    هذا الحب القاسي
    يكتب تاريخ الروح
    منفيا يتطهر .. لا اسم له وله كل الأسماء )

    عبد الوهاب البياتي

    رحل المحارب كجراي (وكجراي تعنى المحارب باللغة البجاويه ) دون ضوضاء في صباح يوم مطير لم يشأ الرجل أن تخرج جنازته في موكب قد يشترك فيه بعض ( تنابلة – السلطان ) وهو الذي حارب طويلا ضد الزيف والتزييف .. حارب ضد السلطان وتنابلته الذين أرهقوه واستنزفوا بعض جهده .

    ( بعض الشعراء تنابلة للسلطان

    والبعض الآخر عمد في بيت الشيطان

    يا دائرة الأكوان

    العالم لا يسع الإثنين )

    رحل الرجل والقاش الذي تغنى به يدمر كسلا القديمة وكأنه يمحو ذاكرتها؛ وهذا قطعا لا يحتمله الشاعر.. تلك مفارقة غريبة.. القاش الذي يشكل مع سواه ذاكرة كسلا يعمل في محو ذاكرتها وبجنون !! لذا آثر الرحيل وهو الذي حارب من أجل تشكيل وعي جمعي يتوق للحرية والسلام والجمال دون أن يكترث للعنف الذي صاحب مسيرته.. فظل متأبطا لقصيدته المقاتلة طوال نصف قرن من الزمان .

    كجراي اريتريا

    في إفادات عامة و سريعة تحدث الأستاذ محمد وردي ( الصحافة 20 / 8 عن علاقته بالشاعر، والتي بدأت منذ عام 1959م في مدينة بور تسودان وظلت متواصلة؛ وآخر لقاء لهما كان في أسمرا عام 1997م إذا هي تغطي معظم حياة الشاعر الحافلة بالعطاء.. ما أريد تصحيحه هنا أن محمد عثمان محمد صالح ( كجراي ) ارتبط بقضية النضال الإريتري ارتباطاً عضوياً وليس ارتباط مناصر صديق .. فالشاعر ينتمي لقبيلة ( البني عامر ) وهي أكبر قبائل شرق السودان وغرب ارتيريا؛ فقريته ( عد سيدنا عبد الرحيم ) وهي أقرب إلى ( تمرات) الإريترية منها إلى ( عواض) السودانية ، ومن عائلة امتهنت التعليم على ضفتي الحدود ولا زالوا كذلك. وقد ارتبط الشاعر بالنضال الإريتري المنظم في النصف الأول من الستينات إثر جلسة حوار ضمته مع الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم في الخرطوم وبعض شباب جبهة التحرير الإريترية، ليخرج محمد المكي بمقال طويل في جريدة الرأي العام يناشد فيها المثقفين السودانيين وقادة الرأي بدعم نضال الشعب الإريتري ... أما كجراي فقد ارتبط عضوياً بالنضال الإريتري دون أن يرتبط به تنظيمياً فكانت قصائده التي تغنى بها الشعب الإريتري . وكاد بعضها أن يصبح النشيد الوطني، كما كان عليه الحال مع الطلاب الإريتريين الدارسين في الجمهورية العربية السورية.

    أغلى ما أملك يا قلبي

    مهراً لعيون الحرية

    لبلادي في درب الأحرار

    تدك جدار الفاشية

    ما عاد كفاحك يا شعبي

    صفحات نضال منسية

    فارفع راياتك يا شعبي

    في المرتفعات الصخرية

    في حقل الحنطة مخضرا

    وعلى الأحراش الغابية

    من ( ساواة ) حيث الأرض هناك

    قلاع نضال منسية

    من بركة في وديان القاش

    وفي الطرقات الرملية

    *************

    ونشر العديد من النصوص في مجلة (الدوحة) القطرية، كما ساهم في تعليم النشئ الإريتري، وذلل أمامهم كل القوانين الإدارية، وتقديم المعينات ووسائل الإيضاح لمدارس الثورة ( النضال ) في كسلا والمدارس الميدانية في أعوام الثمانينات. وبعد التحرير ارتحل كجراي إلى إريتريا كمواطن إريتري، وليس للانضمام إلى زملائه الديمقراطيين كما قال وردي، حيث ساهم في التعليم من تقديم الاستشارة، إلى ممارسة مهنة التعليم مباشرة رغم كبر سنه ومكانتة الأدبية ؛ كما ساهم في توجيه الطاقات الأدبية والشبابية من خلال إشرافه على ملحمة الآداب والفنون في صحيفة (إريتريا الحديثة). وقطعاً كجراي لم يكن مرتاحاً، وكل زوار أسمر لا حظوا مسحة الحزن عليه.. فلم يسره أن يرى الثورة التي تغنى لها تأكل أولادها بل وتطاردهم وتدفع بهم في غياهب السجون:

    واقسم إني سأغسل عن وجهك العار

    أحرق في ساحة النور كل جذور المحن

    أطلي فأنك يا غادة الشجر ترنيمة الغاضبين

    وأنشودة في فم الغائبين

    ومقبرة للظلام الرهيب على برزخ الذل والانكسار

    وتوقا يقود الخطى لذرى المجد والانتظار

    فمدي يديك فهذا السكوت نذير بقرب سقوط الجدار

    *************

    فإريتريا تنبض في كل عروق قصيدة كجراي وجرحها النازف يطل من بين كل ثناياها... كجراي شاعر القطرين يمثل تمثيلا حقيقيا الوشائج التي تربط الشعبين الإريتري والسوداني؛ ولم يحمل الجنسية الإريتريه بقرار سياسي بل عن انتماء حقيقي .

    لكجراي عشرات النصوص التي تنتظر لترى النور؛ فالفضيحة أن تحتفي بيروت بكجراي في 1962م ليتخذ مقعده وسط القامات: يوسف الخال، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة.. ويظل مهملا في بلديه .. ولم يستطيع إلا طباعة ديوان واحد ( غابه النيون) في الوقت الذي تطبع فيه عشرات المجموعات الشعرية الخالية من الحياة.
                  

01-02-2009, 07:21 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    كجراي ملحمة مليئة بالمعارك والأحلام
    الحزن والتحدي والأمل سمات اتسم بها شعره على صعيد المضمون

    بقلم : د. عبد القادر الرفاعي


    واحداً واحداً ذهبوا

    ويذهبون ويأخذون

    بعض منى معهم كل مرة

    وأبقى لا أدرى ما تبقى

    جبرا إبراهيم جبرا

    في أواخر عام 1961م كنت قد عثرت على ديوان الشاعر كجراي (الصمت والرماد).. أهداني الديوان ابن عمي الأستاذ عثمان الرفاعي – صديق كجراي حتى رحيله.

    وكنت بعدها قد تعرفت عليه شخصياً، وعلى جانب من أفكاره وآرائه في دار الطبيب الشاعر د. محمد عثمان جرتلي حين كان الجرتلي مديراً للصحة في مديرية كسلا.. بهرني كجراي من خلال اتجاهه العقلاني ورؤيته الاجتماعية وأعماله الشعرية التي تناولت قضايا اللغة وحرية الفكر والديمقراطية السياسية والعدل الاجتماعي فضلاً من عنايته القصوى بتطوير المرأة السودانية .

    كان الجيل السائد على الأدب والشعر الحديث في ذلك الوقت هو جيل جيلي عبد الرحمن، وتاج السرح الحسن، والفيتوري، وكجراي والجيل الذي يليه - ولم يكن أطلق علية فيما بعد جيل الستينات - ( عمر الدوش، وعلي عبد القيوم، ومحجوب شريف، ومبارك بشير، وكمال الجزولي، وكمال عبدالله طه ...إلى آخر العقد الفريد) قد ظهر بعد.. الذين يعرفون كجراي يقولون انه شاعر كبير والذين لا يعرفونه يقولون إننا نبحث عن شعرة لكي نقرأه.. هؤلاء لا يعرفون أن كجراي شاعر اغنيات ( ما في داعي – تاجوج – زهرة الزنبق ) .

    الحزن والتحدي والأمل سمات اتسم بها شعره على صعيد المضمون. إذا قرأت شعر كجراي تدرك بأنك أمام شاعر في كل شيئ، بحيث يبدو وكأنه تشكل مع الشعر نهراً واحداً من الحزن والأماني المحبطة، ينساب من طفولته، بل وسنوات عمره كلها. حياة كجراي ملحمة مليئة بالمعارك والأحلام التي لم تتحقق، وكلما اتسعت الأحلام اتسعت الهزيمة ... الحزن الذي كان جدولا صغيرا فاتسع مع مرور الوقت حتى صار سيلا عريضا يجرف الأيام والأحلام والرغبات والأمنيات ووجود الأصدقاء والأحبه ومستقبل الوطن في كل شيئ .

    لكن هذا طبيعي ... سيرة كجراي هي سيرة الناس ، كل الناس في السودان.. فلا الذي حدث في تاريخنا القريب ( في العقود الخمسة المنصرمة ) يدعو إلى التفاؤل . ولا همومنا ولا طموحاتنا الصغيرة، حتى طموحاتنا بالوطن والسعادة والحرية - رغم الكفاح الضاري - وجدت لها مجرى ولا متنفسا ... ما تحققت.. والسؤال لماذا أصبح المثقف في قفص أو أقفاص؟ : يتساءل محمد العلي ! يقول الشاعر سعد الهمزاني :

    (مسافة الظلام

    بين شرقي المدينة وشماليها

    أقل من واحد

    على حافر فرس بيضاء

    مهلا

    تلك الفرس البيضاء

    ماتت

    وإذن

    ظلام المسافة

    بين شمال المدينة وشرقيها

    أكثر من واحد

    على حافر فرس ميته)

    **********

    هل لمست قسوة ( المعادلة )؟ لقد كان الشاعر المثقف يظن بأن الفرس متأهبة ( لقد أضر بجسمها طول الجمام ) ... بإمكاننا في حضرة الشاعر كجراي – أن نتخيل الفرس كما نشاء: الإرادة الاجتماعية، الحمل الجمعي ، الشعب، القيم المحركة للسلوك ... هذه الفرس ماتت .

    ومن هنا أصبح المثقف في قفص حزنه - قفص أمله - الحزن العام والأمل ذلك الذي لا يموت ، لكن ( مسافة الظلام ) في عرسها الدائم وادعة مطمئنه .

    ومع ذلك فالمثقف حين يكون نقياً يبقى فارداً جناحيه مهما تراكمت الأقفاص .... ويبقى السؤال هل أنت تحلم ؟
    والإجابة: لم لا؟
    من الذي اعتقل الشاعر كجراي وأودعة السجن ؟
    • والإجابة : لأن أنظمه الاستبداد شعارها دائماً إما أن تكون معي من دون نقاش أو تكون عدوي من دون نقاش ! لو طاوعت صديقي الناقد الأدبي جابر حسين لكان بالإمكان تكريم الراحل كجراي قبل ستة أشهر قبل رحيله ...القارئ يطالع في هذا الملف أن الكتابه عنه أغلبها لم تشر إلى رحيله، مما يؤكد أن ملف كجراي كان جاهزاً قبل نصف عام .

    حين هجر كجراي المعهد العلمي كتب قصيدته :

    من رحلة المجهول عدت وفي يدي

    أوراقي الصفراء ذكرى أمسيات تمردي

    وحصاد عمري حزمتان من الندم

    وقصيدتان طويلتان من الألم

    يا فتني مات الشروق


    إلى آخر القصيدة ( راجع ديوانه الصمت والرماد ) وحين طرد التجاني يوسف بشير من المعهد العلمي كتب:

    (هو معهدي ولئن حفظت صنيعه فأنا ابن سرحته الذي غنى به)

    ترى ما الوشائج التي ربطت بينهما وكلاها غادر المعهد العلمي ؟ ترى من شردهما ؟ وكيف بقيا رغم المحن في الذاكرة الوطنية .

    في حضرة هذا الإنسان العظيم نتقدم باقتراح محدد هو تأسيس مركز كجراي للآداب والفنون في كسلا وإطلاق اسمه على شارع المليون ... في ذات المدينة وسلام على كجراي في الخالدين .
                  

01-02-2009, 07:28 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)


    أكثر من نافذة مضاءة
    شعر : محمد عثمان كجراي


    **********
    إلى مناضلات الشعب الإريتري

    **********

    في لحظة التوهج النازف عبر ساحة النضال

    رأيتها كانت هناك شعلة تضيء في معارك القتال

    أغنية تعشقها الرياح في السفوح والجبال

    أروع مما قيل أو يقال

    أبدع من قصائد الشعر ومن تألق الخيال

    كانت مهاة حلوة تحلم بالقمر وبالحرية

    أجمل من حورية

    يلمع فوق خصرها طوق من الرصاص

    وفي الذراع الأسمر الصامد بندقية

    وحينما تدفق الرصاص كان وجهها كالهالة النورية

    يضيء في تألق الملامح الرائعة الثورية

    ولم تعد بطاقة ورد منسية

    سيدتي البتول

    تنمرت كالغضب الساحق حين أمطر الرصاص

    انطلق الزناد تحت يدها يفتح درب النور و الخلاص

    كانت هناك تصنع التاريخ بالفداء والجراح

    تقتحم الجحيم في صلابة الصخور في جسارة الرياح

    يا رفقة السلاح

    الفجر فوق صدرها وشاح

    وها أنا افتح باب الشعر لا أمللك غير نغم

    ينساب في أمسية الذهول

    ماذا بوسع الشعر أن يقول

    أدعوك يا أمير السفوح والسهول

    يا وردة تعبق في رمالنا

    بالعطر حين تجذب الرياض والحقول

    نامي كطفل رائع يحلم بالحلم بالخضرة في حدائق البراءة

    للنصر في ربوعنا أكثر من نافذة مضاءة


    **********
                  

01-02-2009, 07:38 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)


    كجراي الشاعر والمحارب

    حوار أجراه : ميرغني ديشاب

    ***************

    "يرتبط مفهوم الحداثة عندي بمفهوم التطور الذي يشمل جميع مناحي الحياة"


    وأنا في الطريق إليه تتابع الأسئلة في ذهني الرجل وقور جاد. وقارة يقول لك : قف عند حدك قد يتجاوز نسائي حدود الحوار صوت في داخلي يهتف اسئلتك محدودة من قبل تلفح بالوقار .
    - أسأله انتصر أنصار الشعراء الحديث على أنصار الشعر التقليدي القديم كيف ترى الفريقين ؟

    • " يرتبط مفهوم الحداثة عندي بمفهوم التطور الذي شمل جميع مناحي الحياة ، وأحدث فيها من التغيير الجذري العميق ما لا يمكن أن يحيطه الحصر ، ولا بد أن يواكب هذا التغيير الشامل تطور في أسلوب التغيير ليلائم ديناميكية هذا التطور المستمر؛ فالمتبني إن قدر له أن يعيش في عصرنا الحاضر، هل كان يصف حروب القرن العشرين بنفس الأسلوب والتعبير الشعري الذي كان يصف به مغامرات سيف الدولة الحمداني ؟ إن قلنا بذلك نكون قد جنينا على هذا الشاعر العظيم ووصفنا الشعب العربي بالجمود الحضاري، وهو أمر تنكرة طبيعة حضارتنا العربية التي أثرت وأضافت إلى التراث الإنساني الكثير، وتأثرت بالحضارات الإنسانية العريقة منذ بداية الترجمة في عصر الترجمة المامون.. فانتصار الشعر الحديث أمر طبيعي لأنه التعبير المتطور لطبيعة الحياة المتطورة" .

    - المعاصرة ليست وقفا على الحضور في ذاكرة الزمن إنما باكتساب مزيد من الشفافية بالتعامل مع الحياة والالتزام، وأسمي ذلك اكتساب الثقافة الوجدانية ما رايك إذا قلت لك أنك مثال للشاعر المتسم بالمعاصرة ؟

    • "اشكرك أولا على حسن ظنك بي ، وليس تعالياً إذا قلت لك أن أداتي التعبيرية ما زالت تبحث عن أفاق لم يطرق بعد الامتداد الزمن الذي يفصلنا عن ذلك العصر السحيق ، يتناسى مساحة التطور الهائلة التي غيرت وجه الحياة يتناسب اللغة العصرية والكلمات العصرية ليتحذلق بالكلمات والوحشية التي وضعتها طبيعة التطور في متاحف المعاجم الاستحالة استعمالها في عالم اليوم فمثل الدكتور عبد الله الطيب لا يمكن أن نصفه بالمعاصرة حتى الفكر الذي يمثلة فكر ممعن في الرجعية ، وبحمد الله من هم على شاكلة الدكتور قلة في بلادنا لا يؤثرون في مسيرة التطور والمعاصرة ."

    ( الأستاذ كجراي متفرد حتى في حكمه على الناس و الأشياء يحمل في قلبه خصيصة الشعراء التي تجعلهم أكثر تمرداً ورفضا ورؤية وإطلالا على الحياة، من النقاء لا يستطيع أن يخفي شيئا ).

    - سبق أن قلت لك أن القارئ يحس بك أكثر في شعرك الحديث الفصيح، أما شعرك الغنائي الدارج فهو كغيره من الشعر الغنائي.

    • "ارتباط الشعر الجاد الحديث بالثقافة هو الذي يجعله نوعاً متميزاً يخاطب قلة قد نسميها الصفوة ؛ وقضايا هذا النوع من الشعر الحديث قضايا معقدة و متشابكة، ويستقطب الشاعر للتعبير عن هذا التعقيد والتشابك كل التجارب الإنسانية ويستفيد من كل منجزات الفكر والعلوم والفنون، بل وقد يستعير ثوب الرجعة ليدخل إلى عالم الأساطير وموروثات التراث الإنساني للاستفادة من طاقاتها التعبيرية الهائلة وأخيلتها الموغلة في دروب البكارة ليتوصل إلى إثارة الوجان، وذلك بخلق الصورة الموحية النابضة ؛ أما الشعر الغنائي الدارج فهو يخاطب عواطف جمهرة كبيرة من الناس بينهم المثقف والعامي الدارج ؛ وموضوعات هذا النوع موضوعات بسيطة لا تخرج عن مخاطبة الوجدان بلغة سهله يستوعبها هذا الجمهور الواسع، يهتم فيها الشاعر بالسهل ويتجنب الإطالة والتعقيد ، وهو لون وضع لتصحبه الأنغام فلا بد أن يكون مثل هذا الشعر كغيره من شعر الأغاني في مختلف لغات العالم ، مع اختلاف بسيط هو حساب التطور الحضاري للأمة .
    ( لو جلست إلى الشاعر كجراي خرجت بانطباع واحد هو أنه شاعر قل ... عيناه فيهما ذلك التوهج الذي يشير إلى داخله حيث يتضاعف في أعماق النفس شفافية حادة... إذا اردت أن تعرف كجراي : أعطه أول كلام فيه رائحة الفكر سينطلق في حديث جاد ممتع كأنه يقرأ في كتاب ).

    - الذين قرأوك في ديوانك الأول ( الصمت والرماد ) هم الصفوة ، ما المانع من طبعة مرة ثانيه ؟

    • لقد طبعت ديواني "الصمت والرماد" مرة واحدة في بيروت، ولكن دور النشر في هذه المدينة العربية - أقال الله عثارها – لا تهتم بالأخلاقيات ، فقد طبعـت (دار الحياة) ديواني هذا ثلاث مرات من غير الرجوع إلي، ولم يكن في تلك الفترة قانون يحمي حقوق المؤلفين ؛ ومع ذلك فأنا لا أمانع من طبعه مرة رابعة أو خامسة.. ولكن كيف ؟ أنت تعرف تكاليف أسعار الطباعة الباهظة وغلاء سعر الورق .. فأنا لا استطيع أن أغامر لأنني لا أملك حتى ما يمكن أن أغامر به .

    - اغنية باسم تاجوج ينتظر المستمع أن تكون جميلة جمال صاحبتها تعليق من فضلك على اغنيتك الجديدة التي سيغنيها الفنان محمد وردي.

    • وإن كان لا بد لي من الإجابة على هذا السؤال، فإنني أقول أن تاجوج الجميلة الأسطورة ، تاجوج المرأة .. التاريخ .. لا تهمني كثيرا في هذا المجال لأنني لم أعايشها عبر امتدادها الزمني. إذن فتاجوج هنا تاجوج معاصرة تعيش في نبضات قلوبنا وتتسلل في غايات مشاعرنا.. تسري في دواخلنا حتى النخاع .. وقد تكون تاجوج هذه مثل ليلى عند المتصوفة يشترك في حبها الجميع.. ولست إلا شاعرا يحاول بالكلمة والنغم أن يملأ فراغ الوجدان بالعاطفة والحب والاعتزاز والشموخ فإن وفقت فيها ونعمت، وإلا فحسبي شرف المحاولة .

    - قالوا عن القلق انه هو الذي يجعل الإنسان يتطور ، أعني أن الخوف على الغد يجعله ينظر إلى نفسه اليوم .. ما قيمة القلق عند الشاعر ؟

    • القلق عامل أساسي وضروري بالنسبة للشعر لأنه يمثل الطاقة التي تحرك الانفعال , إما الانفعال فهو يقود الشاعر على دروب شفافية التعبير والخلق الفني الرائع ، وبغير هذا الانفعال الصادق تصبح كل التعابير سوقية ومبتذلة ، تصبح مجرد كلام يفقد حرارة الصدق الفني.. فحينما يقول الناظم :

    ومن يقل بالطبع أو بالعلة * فذاك كفر عند أهل الملة

    فهذا كلام لم يأت نتيجة انفعال وإنما مجرد كلام مصنوع قدم فيه الناظم بعض الأفكار والحقائق التي تدور في عقلة ، فهو ليس بشعر، لأن الشعر هو التعبير عن الأحاسيس والمشاعر ، ومكان هذا هو القلب وليس العقل.. إذن فالقلق منجم الشاعر.

    ( أعد الشاعر كجراي من أنشط شعراء السودان ، فهو عضو فعال في اتحاد أدباء... يعقد المحاضرات ويقيم الندوات ويشارك ..

    بعض الكتاب يتحدثون اليوم عن إعلامية الأدب ، إلى أي حد يمكن للأدب أن يسهم في التوجه الفكري ؟

    • إعلامية الأدب قد تأتي ضمنا من خلال ما يسمح بالالتزام , وأنا ضد إن يتحول الأدب إلى بوق إعلامي ليساهم في التوجه الفكري ؛ فكل تجارب الأدب هدفها التفسير وتسليط الأضواء على التجربة الإنسانية الثرة وتفسير الرموز مع ما قصد إليه الأديب المبدع والأخذ بيد القارئ والدخول إلى عالم المؤلف ، بل أن ما ينبغي أن يثور عليه الأدباء هو الوقوع تحت مجهر الانطباعية . لأن الانطباع هو الوقوع في ثورة الذوق الشخصي
    .

    (عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 01-02-2009, 07:43 AM)

                  

01-02-2009, 07:51 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)


    في ذكرى المواطن جمال عبد الناصر
    شعر : محمد عثمان كجراي

    من ديوان "الليل عبر غابة النيون":


    *******************

    أحضن المذياع ، أغدو طائرا شب عن الطوق

    تخطى بجناح الزهو أحزان البداية

    حينما اسمع صوتك

    يا أبا خالد تنداح الرؤى السوداء

    ألقى موكب الخضرة يمتد إلى ما لانهاية

    وأرى نافورة الضوء على كل الخلايا

    أعبر المحنة لا اذكر إلا

    أنني في زحفي الصاعد فارقت أسايا

    **********************
                  

01-02-2009, 08:02 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)


    كجراي .... العطر الدافئ ولهفة الشوق الجاسر

    حوار أجراه : أحمد الفضل أحمد



    ***************************************

    في حوارية نهارية قدم منتدى أدباء الجزيرة بحديقة – وقيع الله- جلسة في حضرة كجراي .. محمد عثمان محمد صالح – قرأنا على الحاضرين قصيدتي ( مولاتي التي مسرحها البحر )، و(لوحة ) ... ثم قلت عنه بعد ذلك :
    وهو من كبار شعراء القصيدة الحديثة في السودان .. مع زمان- صلاح أحمد ابراهيم وبقية جيل الخمسينات الذي أكمل إزدهاره في الستينات من القرن المنصرم .. تاجوج في الشرق والملحق قبيلة الحمران – عمر بن أبي ربيعة المقابل في الجمال والوجد – استقى كجراي اخضرار الجمال والمحاسن..!


    وللشاعر ثقافته العربية الغزيرة في دراسته المنهجية ومطالعاته الحداثوية والتقدمية ... في مجموعات البجة ولسانها الراطن المتثاقف مع العربية في تلازم .. ذلك القلب الأخضر، وبرغم الجفاف والهجير الغالب والممتد في المناخ شبه الصحراوي بين التلال والهضاب، تجري الأودية والجداول والنهيرات الهابطة من مرتفعات الحبشة وإريتريا تكون الواحات والدلتا الخصيبة الغنية.. القاش وبركة وحدود نهر العطبرة، ستيت صعوداً لمرتفعات أركويت المعتدلة . وذلك جمال خلاب يحرك النفوس والأفئدة ... وقد صنع – محمد عثمان – وكان معلما له رسالة جاب الآفاق... معلماً كاملا في الزمن القديم الجميل ... ( كتبنا ذلك في قصة نوستالجيا البلدات الصغيرة) لم تنشر بعد ... يا جابر حسين ... كان زمان- حركات التحرر الوطني ومقارعة الاستعمار القديم .... ولكجراي مواقفه الحادة والمحرضة ... في قضية الشعب العربي والإفريقي والآسيوي... تلك الشعوب المطحونه والمكبلة داخل الأفكار والسلطات الرجعية ...! وإريتريا ... ونضالاتها قريبة منه في القلب وملامسة له – العشق والنضال الثوري.. وفي سنواته الأخيرة.. وأصبح فيها مستشاراً كبيراً في التعليم ... وأخيراً الانكفاء في – صمت الرماد – بعد إجهاض تجربة النضال على المستوى المحلي والإقليمي ... كانت قد انهارت الدويلات التقدمية والأفكار المستقبلية.. القهر والقمع والتراجع والانتكاسات ....
    مولاتي :


    يا فؤادي طالما أن حصاد الزمن المرهق

    تقطيب وسخط

    طالما أن حقول الغضب النازف لن تؤرق قط

    فلنولي وجهنا شطر السنى الممرع

    لي في الكوكب النائي محط

    ورؤى لا تعرف الجذب

    ولا يطمرها ذل وقحط...

    الشاعر يضيئ العتمات ويكشف عن المستقبل.. ومتقدما على قومه الركب بالهتاف وإحياء موات النفوس، وما حوله يدعو للتأسي.. والإحباط بعد سقوط الشعارات والتذكارات القديمة، وحتى قبل أن تكتمل دائرة القمر ...) هذا سراب واضمحلال .

    لم نعد نملك حتى بعض شارات الهوية

    بعد أن اصبح ضوء الحرف في الأرض ضحية

    لست إلا شاعراً أوغل خلف البحر في عمق البدايات القديمة

    فرأى عقم النهايات على بحر السديم ...


    ما هو رد الفعل بغير الوقوف والتأمل الأسيف على الأمل الذاهب ... وضمور الأماني الطامحة للخلاص والبشريات الموؤدة ..!؟

    فهذا كل ميراثي

    فما أفدحها من تركة

    فتعالوا ندخل المسرح نلهو

    بين آلاف الوجوه المضحكة


    إلى الطبيعة الأم – العودة والحماية و المأوى لهذه النفوس المنكسرة ... يجد العزاء ... النهوض من الأسفل للمعالي ... الرجوع والدخول من بوابة الطهر والبراءة في وجه الأكاذيب الباطلة التي أفضت للنهايات المحزنة الموجعة – في ( تشكيل اللوحة) ...

    أود أن أصعد للمقصورة

    أصغى إلى الموسيقى السحرية

    المقاطع الحلوة في قصائد الندى

    أقفز فوق حائط السكون و الردى

    أدخل من بوابة الخروج

    أحرق قلب الموت في برية الثلوج

    أعيد كهف الصمت

    أستلقي على الغابات والمروج

    ***
    يتبع...
                  

01-02-2009, 08:47 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الأستاذ / أحمد الفضل أحمد يواصل الحوار ...

    *************

    الفنان يلوذ بالصمت ... يغرق عابداً متفكراً في مخلوقاته المتجلية في سحر الطبيعة ... تكون رؤيته وقورة شفيفة ... الدخول من جديد منطلقاً من عتبات ذلك العالم ما بين الحاضر القاتم الكامد.. يقبض أشعة شمس الصمود بالعزيمة والتطهير عند الفنان المتجدد في ربيعه واخضراره ...
    هذا – الإخضرار – الذي له دلالاته الفسيحة في ذاكرة الشاعر يتواتر على الدوام في معظم قصائده ...

    يا قلبي المترع بالنشوة هذا سيد الفصول

    يخطر في مملكة العشب يرش العطر في مسالك الحقول

    هذا حبيب القلب أوزوريس في شبابه المؤتلق الوديع

    يعبر في موكبه الملون البديع

    هذا زفاف الملك المتوج الربيع

    في قصائد الندى


    الأستاذ عبد الله أبكر
    :
    في قصيدة مولاتي : عصارة التجربة الشعرية الطويلة مع حكمة الشيوخ ... هذا الإنسان في مسيرته الوجودية بتراكمات التجارب السابقة ... يطبع القصيدة بنفسه الهادئ ورسالته الواصلة الواضحة ... هنا فأن الشاعر قد خلع قناعه القديم بقصائده القاصفة في وجه السلطان الجائر ... وخندقه كان مع الفقراء و البسطاء والمساكين… ...

    الأستاذ محمد محمود:
    تلف القصيدة ضبابية وكآبة وهي مباشرة ودالة على كهولة الروح من بعد عصارة التجربة ... !!

    الأستاذ محمد الفاتح أبو عاقلة:
    في خريف العمر الانكفاء على الذات.. ويطبع الجو العام الحزن الشفيف ... مطلع القصيدة هو منفذها ومرحها ليعبر بوابة النص ...
    يا فؤادي ...
    يدير منلوجا خاصاً مع ذاته عندما يحس بصقيع العمر ويستعين بطابع القاموس السوداني في التركيب للنص فيخلع عليه ثيمة الشعر العربي القديمة في بواطنه عند – البحتري –

    يا نديمي ..

    وعند د. ابراهيم ناجى

    يا فؤادى رحم الله الهوى ...


    يأتى – كجراي – بالمفردات الجديدة بشباك الصيد للطيور في البوادي

    مثل خفق دائرى

    من جناحي طائر يأمل أن ينفض خيط الشبكة

    المفردات هنا مثلها على المحلية ... والبحر العربي الجاري في القصيدة هو
    فاعلاتن ... فاعلاتن ... فعولن ... وبالقصيدة مزاوجة وإيقاع ... القرار وجوب وجواب القرار في علم الموسيقى ... تركيب البحور وخلطها ومزاوجتها ... !
    - كجراي – الروح السودانية تكتب للذات السوادنية في خصوصياتها وصراعاتها و استلابها الحضاري الماثل ... و ينفذ داخل الذات في منلوج ينزف دماً

    آه يا عنق الزرافة
    من ترى أهدي دخان الشجن المر إلى أعماقنا
    دشن ميلاد الخرافة

    في – اللوحة – الصورة التشكيلية- يتقاطع الخط الرأسي مع الأفقي مهدية هذا النص السوداني المفتوح المهموم في صميم تجلياته ... نسيج لوحده وغير مأخوذ عن قصائد الآخرين لصدقه ... برغم ما يشتم البعض فيها عن روح ونفس الشاعر محي الدين فارس .

    الأستاذ عبد الله ابكر :
    في قصيدة – لوحة – الصورة الفوتغرافية للطبيعة - بتوزيع ألوانها وتضاريس فصولها وتفصيلات العبارة الرشيقة في سلاستها وجزالتها واتساقها وتنويعاتها ونمنماتها ... شكل الطبيعة السودانية بمناخها وشجرها..

    في غابة الجميز والهبيل

    فالورق الصقيل

    يلمع مثل صفحة المرايا

    يعانق العليق خصر سرحة

    فتطلق الآهة من مغاور الحنايا

    الأستاذ نزار ميرغني :
    القصيدة غنية باللوحات التشكلية ...
    ولدي دراسته مكتوبة ... عن كجراي ... !

    الأستاذ محمد محمود :
    أقدم أسئلة نقدية عن آلية استخدام القواعد والوسائل في فنية القصيدة الحديثة، وما هي الرسالة في وصف البيئة للعمق البشري الإنساني والعاطفي والشعوري ...ثم توظيفه ومن أجل ماذا..؟!

    الأستاذ محمد الفاتح أبو عاقلة :
    وما جدوى القصيدة ... وما جدوى الشعر .. !؟
    رسالي .. أم تربوي أخلاقي؟ وهل بالضرورة أن تلتقي جغرافية الشاعر مع جغرافية الآخر في تطابق في مستوى الخصوصي والفردي ..؟!
    ومع أن لكل أمة خصائصها الذاتية، والإنسان لا يتجزأ .. ألهم والحزن السوداني متجذر في طبقات السودانيين عامة ....
    تحول استخدام بحور الشعر المعروفة لقوالب جديدة بخاصية وترميز وتشكيل ....هنا اللغة مطية للعبور وعدوى شعورية...القارئ والمتلقي والسامع مشارك بفاعلية في النص الشعري .... بإضافاته وتأويلاته وإعادة قراءة النص من جديد ...
    في القصيدة المسطحة لا تجد العمق ....
    وكجراي عميق جداً في استخدامه لرموز – أوزوريس – إله الخصوبة ....
    الرجوع للينابيع والميثلوجيا ...
    ونجد في قصيدة – اللوحة – الرؤية الفلسفية :

    أدخل من بوابة الخروج

    يستخدم – كجراي- الفعل المضارع الذي فيه إشارة ذكية للصيرورة والاستمرارية ..
    فلا انكفاء على الماضي إنما ديمومة راهنة ومستقبلية ممتدة لانهائية ...
    الشاعر لا يضع إجابات وتفسيرات لأنه يفتح أمامنا حقول الرؤية بتفجيره لعديد التساؤلات. والقصيدة عنده – كجراي – لها التحامها وعمقها ونظرها للأشياء ...
    برموزها واستعاراتها من الأساطير .
    استخدم – كجراي- ياء النداء في قصيدة – اللوحة-

    يا زروقي الحالم في ضاحية البحيرة المنسية المهجورة

    أو أن أصعد للمقصورة


    وفي قصيدة – مولاتي –

    يا فؤادي ... الخ

    يعيد خلق القصيدة ويخرج بها لمقاصدها المتسامية على الواقع مضيئة ومستشرفة بعيداً ..

    آه يا عنق الزرافة

    ومن خصائص النداء الخروج إلى الدعاء والرجاء والحزن والسخرية كما هو ثابت في بعض دراسات العلماء المعاصرين لبلاغة النظم العربي ...
    وهذا في جملة الإنشاء التي تضاد الجملة الخبرية التقريرية الباردة ...

    الأستاذ مبارك الصادق :
    قرأ على – المنتدى – دراسة نقدية مكتوبة عن قصائد مختارة في ديوان ( ... الليل عبر غاية النيون ...).
                  

01-02-2009, 09:12 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    أيام مع كجراي
    بقلم : محمد الحسن رشوان


    كنت بقلبي مع الأصدقاء الأحباب بكسلا في محنتهم بعد تمرد القاش، ذلك التمرد الذي لم يشهده لأكثر من سبعين عاماً، حتى جاءت أنباء ناعية لنا قمة من قمم شعرنا الحديث وأحد المناضلين الشعراء القابضين على جمر قضية الحرية والديمقراطية والسلام والإنسانية الأستاذ محمد صالح كجراي ، لم أسمع الخبر في حينه ، كم تمنيت أن تمكنني الظروف بالذهاب إلى مدينة كسلا الحبيبة التي كتبت عنها مقالا بصفحة الأيام الثانية عدد 7187 تاريخ 16/10/2001 ساردا فيها ذكرياتي المفعمة بالمحبة لكسلا وأهلها الطيبين؛ كنت أود الذهاب ( وما زلت ) لمواساة الأصدقاء بكسلا في محنتهم، وفي تلك الأحياء التي لي فيها أصدقاء ومعارف، وزيارة صديقنا الكبير كجراي.. ولكن شاءت الظروف أن يأتي نعيه ومدينته غمرت معظم أحيائها مياه القاش مدمرة للمنازل، مشردة لسكانها.. فكانت مأساتنا مأساتين .

    أذكر أنني قرأت بجريدة الخرطوم بتاريخ 26/5/2001 لقاء صحفيا بمنزل الشاعر الكبير كجراي بكسلا، ومنه علمت بأن صديقنا الشاعر يعاني من مرض فقدان الذاكرة.. وكان ابنه الأستاذ عادل يتحدث نيابة عنه.. وقرأت بصفحة ثقافة الخرطوم العدد 2687 بتاريخ 23/4/2001 قصيدة بعنوان ( الاحتراق في موسم الرياح ) فعادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام التي قضيناها سوياً أنا والأخ الشاعر الكبير محمد عثمان محمد صالح كجراي في إحدى مدن الشرق ( جبيت )، حيث جاءنا منقولا مديراً لمدرستها الابتدائية بنين، وكنت حينها أعمل موظفاً بمكتب تلغراف السكة الحديد، فسعدنا بحضوره. كنت أعرفه على البعد من خلال قصائده التي كان ينشرها في الصحف السودانية.. وبداية كانت جريدة ( الصراحة ) التي أصدرها استاذنا المرحوم عبدالله رجب في مطلع الخمسينات - حاملة شعار "الالتزام بجانب الشعب"- فالتف حولها كل المهمومين بقضايا الشعب والمتطلعين لتحرير بلادنا من نير الاستعمار البريطاني؛ وكان كجراي يكتب فيها من القضارف شعراً وطنياً بهذا الاسم المستعار فكنت أعجب به وأتمنى لقاءه.. وبعد ذلك ظللت اقرأ له ما ينشره في صحفنا المحلية والمجلات الأدبية خارج بلادنا ( الآداب البيروتية والدوحة القطرية ).. كان علما من أعلام الشعر الملتزم بقضايا الوطن، كما كانت له غنائية في منتهى الروعة تغنى بها أشهر مطربي بلادنا، كالأستاذ محمد وردي، وإبراهيم حسين وغيره. وأذكر أننا في جبيت أقمنا احتفالا بذكرى الاستقلال أسهم فيه الأستاذ الشاعر كجراي بقصيدة وطنية .. وهي قصيدة ( مهر الدم الغالي ).. أعطاها للاخ الفنان عثمان لوممبا، العامل بإدارة السكة الحديد آنذاك، قبل يومين من الاحتفال فلحنها هذا المبدع المجهول وقدمها في ذلك الاحتفال؛ وأحسب هذه القصيدة لو تسلمها أحد المطربين المشهورين لكانت اكلشيها ثابتا في كل مناسبة من مناسبات ذكرى الاستقلال، ولا تقل روعة عن نشيد الشاعر المبدع عبد الواحد عبد الله الذي ظل وردي يشدو به في تلك المناسبات العطرة ( نشيد الاستقلال )، ولا تمل آذاننا عن سماعه ابداً .
    يتبع ...
                  

01-02-2009, 09:22 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    يواصل الأستاذ / محمد الحسن رشوان ..

    صدر له إبان الحكم العسكري الأول ( 17 نوفمبر 1958 ) ديوان "الصمت والرماد" .. كان الديوان رمزاً لتلك الفترة التي وئدت فيها الديمقراطية.. ولكن جذوة النضال من أجلها ظلت ناراً تحت الرماد إلى أن هبت عليها رياح اكتوبر 1964 فأحرقت ذلك النظام وتحققت إرادة الشعب.. سعدت جداً بعد ثورة اكتوبر 64 أن يكون بيننا الأستاذ كجراي في مدينة ( جبيت)، فأصبحت لنا لقاءات تارة في منزلة العامر بكرم أهل البجا أبناء الشرق الاشاوس، وتارة بمنزلنا بحي السكة الحديد حيث التقى بالعاملين بالسكة الحديد وتعرف عليهم فأحببهم وأحبوه . كنت يومها أكتب الشعر وأطمح في أن أكون شاعراً، فأعرض عليه ما أكتب ليقوم بباعه الطويل في معرفة الشعر وفنه من عروض وموسيقى ولغة، بمراجعته وتوجيهي. ورغم أننى حتى الآن أكتب الشعر من حين لآخر- وقد بلغت من الكبر ما بلغت- إلا أنني أيقنت أنني لن أكون شاعراً ككجراي وغيره من الشعراء الذين أثروا - وما زالوا يثرون - ساحتنا الأدبية ؛ وأتذكر أبو القاسم الشابي، والتيجاني يوسف بشير، فأوقن بأن الشعر موهبة.. فقد برعوا وهم لم يبلغوا الثلاثين؛ وأنظر لما عاصرت من الشعراء من أبناء جيلنا كالصديق الأستاذ مصطفى سند الشاعر المبدع، فأعزي نفسي بالنثر والكتابات الأدبية. وقد ذكر عميد الأدب العربي طه حسين أنه حاول الشعر ولكنه لم يجد نفسه فيه فاكتفى بالنثر.. فأبدع أيما أبداع. وهكذا أصبحت معجباً بالشعر وتذوقه، وأسعى لصداقة الشعراء والجلوس إليهم وفي حضرتهم .

    عندما أصدر الأستاذ كجراي ( رحمة الله ) ديوانه الثاني (الليل عبر غابة النيون)، كتبت استعراضاً - ولا أقول دراسة - عن ديوانيه ( الصمت والرماد، والليل عبر غابة النيون ) بالملحق الأدبي بجريدة الميدان في فترة الديمقراطية الثانية ( بعد مايو نميري ) ؛ ولقد ظلت الصداقة تربطني بالأخ الصديق كجراي، والذي أهداني نسخة من ديوانه الأول ( الصمت والرماد) عندما جاء لجبيت، ثم نسخة من ديوانه الثاني (الليل عبر غابة النيون) أرسله لي من كسلا - وكنت حينها أعمل بسنار التقاطع في قسم التلغراف - وكتب عليها الإهداء بيده الكريمة . كنت أكتب له في كسلا ويكاتبني في سنار بعد انتفاضة مارس- أبريل 1985، ولكن الظروف التي حلت ببلادنا بعد يونيو 1989، ووأد الديمقراطية للمرة الثالثة ( نوفمبر/ مايو / يونيو) باعدت بيننا ..

    نقلت إلى عطبرة وذات مرة علمت بأنه كان في إريتريا يعمل هناك ثم عاد أخيراً لكسلا.. تقاعد هو، وتقاعدت أنا وصرنا شيوخاً في كرسي المعاش، ولكنني كنت أتحسس أخباره وأسمعها وأتوق إلى لقائه شخصياً أو من خلال ما يكتب حتى عادت جريدة الخرطوم إلى أرض الوطن .. من خلال صفحة ثقافة الخرطوم العدد 2687 تاريخ 23/4/2001 قرأت قصيدة (الإحراق في موسم الرياح) التي كتبها الشاعر الراحل والتي يقول فيها :

    أقول لثلة الأحباب لا تأسوا

    إذا مارن صوت الحزن يقطر من كتاباتي

    فان الحزن يوقظي

    يلاحقني يلون دغل مأساتي

    أنا من أمة سكرى بخمرالصبر

    تخرس صوت آهاتي

    وتخنق لي عباراتي

    يمر العام تلو العام لا الأحلام تصدق

    لا ركام الهم يسقط من حساباتي

    ويخجلني امتداد الصمت

    عري الصمت في حدب المسافات

    *****
    إلى أن يقول :

    وماذا يا رفاق الدرب ما دامت

    تزلزلنا رياح القهر والإحباط في عقم البدايات

    وهذا إنذار كمجذوب يسير على هواه يجد- يظهر في جموع السفر في كل المطارات

    ثم يقول :

    رأيت الليل مسعوراً يمزق لي شعاراتي

    يقود مظلة الإعصار يسخر من معاناتي

    وأذكر أنني كتبت بعدها لذات الصفحة بجريدة الخرطوم مثل هذا المقال في حياة الشاعر الكبير ولكن لأسباب لا أعلمها لم ينشر المقال، فجاءت فاجعة وفاة الشاعر الصديق لتحملني لأكتب هذا المقال بعد وفاته.. وإذا مات الشاعر فأن كلماته ستظل باقية، ويذهب السلطان ودولته، كما عبر بذلك شاعر المهجر الكبير إيليا أبو ماضي في قصيدته السلطان والشاعر . رحم الله صديقنا الكبير كجراي وعزائي لأسرته الكريمة ولكل أبناء الوطن فيه .
                  

01-02-2009, 02:43 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    كجراي .. الشار الثائر
    بقلم الناقد / جابر حسين


    *****
    في ديوان كجراي تطالعنا قصائد كتبت إبان الحكم الأسود وكانت رغم ظروف الكبت وتكميم الأفواه، صيحات مجلجلة في وجة الطغيان العسكري الأول، الذي كان منيخا بكلكله على البلاد ، وقد حالت ظروف فيما مضى ، دون القاء أضواء كاشفة على مضامينها الثورية ، وقد حان الوقت الآن لإعادة تقييمها من جديد.. ومن هذه القصائد اخترت قصيدتين هما :" الصمت والرماد".. و"الافعوان" ..الأولى كتبت في مارس 1995م، وكتبت الثانية في مايو في نفس السنة . في الصمت والرماد كانت سحابات من اليأس تلقي بظلها على نفسية الشاعر ؛ فقد كان الحكم العسكري الغاشم – وقتها – في عنفوان وعز سطوته. وفي ظروف كهذه يصبح التفاؤل ضربا من ضروب الخيال الجامح بالنسبة لكثيرين، وهذا ما جعل الشاعر يحس نوعاً من الغربة والتوحد بأفكارة المعارضة للأوضاع وسط أناس هدأت – أو قل خمدت – وفي شرايينهم دماء المقاومة ، واستنام بعضهم تحت خدر اليأس ( وحدي مع الموتى أصيح )............. ( اكان حتما أن أذوب ؟) ثم يتسأل في حرقة، هل سيمتد به الأجل فيشهد دبيب الحياة يسري في الأوصال الميتة؟ ..اترى يعيش ليشهد الموتى يشقون الدروب ؟ اترى سينتفض الرماد ؟ إن قصيدة الصمت والرماد المسمى بها الديون ، برأيي مزق من مهجة شاعر أعمل اليأس في أحشائة بشفرات حادة فصاح في وجه واقعه الدميم.

    بكل ما يملك من صوت مجروح مدمى

    أترى أعيش لأشهد الموتى يشقون الدروب ؟

    ويباركون بحيرة الحقد المقدس في ابتهالات الغروب ؟

    ويمزقوا اكفانهم تلك التي اهتزت نسيجا من رماد؟

    أترى سينتفض الرماد؟

    إن الشاعر ليخلص إلى هذه النهاية المتسائلة بعد أن يصور في صدر قصيدته واقعه القاسي المر المعاش، ذلك الواقع الذي لون حياته وحياة الآخرين بخواء وحلكة ليل يجوس في عتماته صمت أليم.

    بحسب تعبيره ، واقع مر أحال الحياة إلى شئ كالوهم ( كانت حياة الآخرين ... وحياتنا وهم كأصداء الخطى... في جبهة الأفق البعيد... متاهة للعابرين) .

    وفي قصيدة ( الأفعوان ) نحس امتداداً لهذا الشعور بالتوحد ولكن الشاعر يتخلص من يأسه، وتراه قد اتخذ موقفاً مغايراً ، فهو هاهنا يسخر من خوف الخائفين ويذكرهم بأن الصبح قريب وإن طال ليل الظلم. الفجر أقرب ما يكون.. لقد اتضحت رؤيا الشاعر وها هو يقرأ في لوح الغيب ، كلمات تحدد مستقبل أمته. إنه ينعى على اليائسين صمتهم، ويحاول بقبضته المتفائلة إزالة الغشاوات التي تعصب أعينهم .. إنه يستنفر فيهم همة – يراها – نائمة ويستعدي عليهم قيم الحياة الشريفة التي كادوا ينسوها ..

    أو هكذا تتمزقون

    بقعا من الألم الملوث في ارتعاشات العيون؟

    فتحملون العار فوق رؤوسكم – أفتحملون؟

    والفجر أقرب ما يكون ..

    والشمس تمتهن الحقير.

    إنه هنا يحاول تجميع الصفوف المتفائلة متحفزاً للوثوب على الظلم مهما كانت سطوته شديدة ،حتى لنراه يستهل القصيدة بتصوير الكبت الذي يعاني منه الأحرار وكيف أن الحكم العسكري ( الأفعوان ) ليسمع دبيب النمل وحتى ارتعاشات الظنون تتحول في أذنية إلى صوت مسموع ، ولكنه يقرر كل ذلك بنبرة ساخرة وكأني به يقول ( وإن يكن ) فليس ثمة درب غير العز إن طال الأمد بالمتحفزين أم قصر !

    قالوا دبيب النمل يسمعه

    فعش في عالم الموتى

    حتى ارتعاشات الظنون تناثرت

    في مسمعيه حناجراً صوتاً

    ثم يقول ساخراً ( الصمت أجدى ليتنا كنا بعيش بلا قلوب أو شفاه)

    وما تراه يفرغ من تصوير هذا الجو القاتم حتى ينفلت ثائراً مندداً بمن استكانوا لهذه الأوضاع على ضراوتها وقسوتها فيستاءل:

    أو هكذا تتمزقون ؟

    إنه في هذه القصيدة يتسمع انغاما جديدة ، عادت ترتفع صادحة في أعماق أمته ، إن العبيد في أقبيتهم كرهوا الصمت .
    صحوا على واقعهم وها هو النغم يرتفع في أناة وتؤدة ، نغم المعارضة المكبوته .

    الصمت لا يجدى فاقبيه العبيد

    يهتز في أعماقها نغم جديد

    حقا لقد كان شعر كجراي ، نبراسا يقاوم حلكة الليل البهيم، وكانت كلماته سياطا تلهب ظهر الظلم وتوقظ النائمين وتجمع الصفوف المشتتة ، وشعورى بدوره في المعركة ووقوفه بشعره ملتزما بجانب الناس ، يجعلني لا أرضي لقلمي أن يسجن في دائرة نطاق القصيدتين اللتين تناولتهما بالشرح والاستعراض ، بل لا بد من الإشارة - وإن تكون عابرة- إلى مزايا أخرى فنية يتمتع بها الشاعر فهو خلافا لآخرين غيره لم يستتم للثورية في الشعر أداة لتمريره حتى وإن بدا مجرد شعارات، ولكنه احتفظ بجمالية تمثلت في الموسيقى اللفظية العالية الراقية و الرمز، وقد نأخذ عليه فقط – في تلك المرحلة ، ما أخذه هو على نفسه على قصائده قبل 1956م التي قال أنه أسقطها لأنها لم تعد ترضيه. وما آخرة هو الاستعانة بمؤثرات – عربية هي – ولكنها ليست سودانية كالثلوج وأشجار السرو والصبار والتاريخ ، وللمؤثرات في شعر الرمز أثر بالغ الأهمية ؛ وقد نرى أنه تخلص منها في قصائده اللاحقة في ديوانه الثاني ( الليل عبر غابة النيون) .
                  

01-02-2009, 03:05 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    شكرا الأخ عبد القادر على ايراد هذه الكلمات لشاعرنا الكبير كجراي ويستحق أن نحتفى به فهو سوداني ارتري وارتري سوداني، لقد ولد وعاش في منطقة تقع ما بين ارتريا والسودان او بالاحرى في السودان وارتريا تلك المنطقة التي تجمعنا كشعبين ولكن قد فصلنا المستعمر وجمعنا كجراي.
    أبوهريرة
                  

01-10-2009, 08:18 AM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    Quote: إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن قد تهيأت لي إمكانية مواصلة هذه السلسلة من الملفات التوثيقية عن بعض أدبائنا ومبدعينا ، والتي كنت قد بدأت في نشرها من على هذا المنبر الإسفيري الهام – سودانيزأونلاين - ؛ وسعدت لأنها وجدت استقبالاً طيباً من القراء ومن المهتمين بالشأن الثقافي. ولقد نشرت - حتى الآن - ملفات عن:

    1. الشاعر الراحل قرشي محمد حسن
    2. الشاعر صديق مدثر
    3. الفنان الراحل/ التاج مصطفى
    4. الشاعر الراحل/ علي عبد القيوم
    5. الشاعر الراحل/ عمر الطيب الدوش
    6. الشاعر الراحل/ عبد الرحيم أبو ذكرى
    7. أستاذ الأجيال / أحمد محمد سعد


    لك عظيم التقدير أيها الأخ الأديب الدكتور عبد القادر الرفاعي ، وأنت تضطلع بهذه الرسالة الوطنية العظيمة المتمثلة في التوثيق للمبدعين من الشعراء والفنانين والأفذاذ في مختلف المجالات . هذه الملفات التي تفضلت بإعدادها تنتقل الآن من أضابير قصاصات الصحف القديمة إلى رحابة الفضاءات الإسفيرية العريضة ، حيث يتم ضمها تلقائياً إلى آلات البحث بالشبكة العالمية مثل قوقل وياهو وغيرها . كما أنها تشكل نواة لمكتبة عامرة بسودانيزأونلاين باسم الدكتور عبد القادر الرفاعي لا شك أنها سوف تشكل نافذة ثقافية ثرية ومتجددة ودائمة الفائدة .

    أخي الدكتور عبد القادر الرفاعي

    متعك الله بالصحة وأنت ينوء كاهلك بهذه المهمة الشاقة ، ولعلك من القلائل في هذا الزمن من الذين يوجهون أولوية وجهداً متجردا نحو تأدية مثل هذه الرسالة ، التي أعرف كم تعاني في سبيلها.

    الملفات التي أنجزتها حتى الآن مصدر أعجاب وفخر الكثير من القراء من الأدباء والنقاد .. لا نريد أن نثقل عليك كثيراً ولكننا نتطلع إلى ملفاتك القادمة بشغف .

    محبتي
    عبد المنعم خليفة


    لفائدة القراء والمتابعين لهذه الإسهامات الرائعة للأخ الدكتور الرفاعي ، وتسهيلا لهم متابعتها أقدم فيما يلي الروابط للملفات التي صدرت حتى الآن والمشار إليها أعلاه .[/

    ..
    ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (2) حياته وشعره

    ملف أستاذ الأجيال .. أحمد محمد سعد

    ملف الشاعر الراحل علي عبد القيوم

    ملف الشاعر صديق مدثر

    ملف الشاعر الراحل / عبد الرحيم أبوذكرى

    ملف الشاعر الراحل / عمر الدوش

    ملف الفنان التاج مصطفى

    (عدل بواسطة Abdul Monim Khaleefa on 01-10-2009, 08:33 AM)
    (عدل بواسطة Abdul Monim Khaleefa on 01-10-2009, 11:23 AM)

                  

01-10-2009, 11:27 AM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: Abdul Monim Khaleefa)
                  

01-10-2009, 03:37 PM

أحمد طراوه
<aأحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    شكرا جزيلا استاذنا عبد المنعم خليفة

    جعل الله هذه الملفات / الوثائق ، في ميزان حسناتكم انت و الاديب الكاتب / عبد القادر الرفاعي
    سنحفظها ، و نعض عليها بنواجذ القراءة و التدقيق .. و للحق نحن لم نصدق إمكانية
    إطلالتها (اي الملفات) ، بلسما و إشراقا عند ضحى و منحنى هذا الزمن اليباب

    هي و الله ملفات نيرة ( في درب دنيا السودان الطويل شديد التعاريج )

    و ذات حمولة سوسيو - ثقافية ، و زاخرة بعميق العلاقات الباطنية لواقع مجتمع السودان

    .. بل قل ، هي مذهب رصين و مسؤل في علم التاريخ السوداني .. هي مثل
    افاعيل كرستوفر كودويل ، يوم إنبرى بمنهج ماركس ، يرصد ، و يفهم ، و يحلل
    و قائع ، و ظواهر .. و تاريخ
    الادب و الثقافة عند أمة الأنجليز

    * إن جاد عليك الزمان يا منعم ، إن جاد عليك الغيث ( قصدي غيث هدؤ البال ) فاكتب
    لنا عن رواية الزمن الجميل المسماة ثانوية خور طقت عند خمسينات ذاك
    القرن الماضى .. شعرت باهمية ذلك و انا اقرأ بسعادة مكتوبك في شأن
    تأبين الراحل / فاروق كدودة

    .. يا عبد القادر : إن وزن ودور التاج مصطفى ، و أغنية الملهمة ( شعرا و لحنا )
    في مسار
    غنائية السودان الحديث ، يكاد يعادل دور و وزن ذاك التوجه الجديد الذى قاده
    المبدع المفكر / عبد الخالق محجوب في مسار الحركة الوطنية - السياسية عشية
    إستقلال السودان
    .. لكم السلام و المحبة ، ما غنى شادى او رطان .. لكم السلام ما غنى مفارق الاوطان
                  

01-12-2009, 07:57 AM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: أحمد طراوه)

    الأخوة الأعزاء
    الأستاذ أبوهريرة زين العابدين
    الدكتور أحمد طراوة

    لكما كل الود والشكر الجزيل على كلماتكم المشجعة .

    عبد القادر
                  

01-12-2009, 10:06 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)

    شكرا دكتور عبدالقادر الرفاعي على هذه الأضاءات الهامة التي ترفدنا بها من وقت لآخر
    رغما عن مشغولياتك الكثيرة في بلد المشغوليات. الراحل المقيم كجراي رقم لا يمكن
    تجاوزه في خارطة الشعر السوداني، وما يميزه عن غيره من بعض الشعراء،
    انه مات واقفا كما الأشجار تموت واقفة.

    وبالمصادفة وقع في يدي كتاب قيًم للناقد جابر حسين وانهمكت في قراءته،
    فوجدت أشياء كانت خافية عن حياة الشاعر الثائر الملتزم
    بقضايا أمته. المرحوم كجراي قاتل حتى الرمق
    الأخير وتنقل بين بلديه السودان وأرتريا وصنع
    مجدا للشعر لن ينطفىء وهجه أبد الدهر..

    وهكذا هم الشعراء العظام، يمضون ويموتون
    وتبقى ذكراهم خالدة خلود الدنيا....
    مرة اخرى الشكر الوافر الجزيل
    للدكتور عبدالقادر الرفاعي على هذه المجهودات الضخمة
    وننتظر المزيد عن كوكبة المبدعين الآخرين...
                  

02-01-2009, 11:45 AM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: أحمد طراوه)

    أخي ومودتي الدكتور أحمد طراوة
    التحية والمودة والإعزاز ..
    الدكتور الرفاعي يشكرك على تقييمك الإيجابي لما يقوم به من جهد في التوثيق للثقافة الوطنية.. وضروري أن يجتهد الابن معاوية في البحث عن أغنية "مافي داعي تقول لي مافي يا الربيع في عطره دافي " وهي من كلمات الشاعر الراحل كجراي وينزلها في هذا البوست .. مع تحياتي له .

    Quote: جعل الله هذه الملفات / الوثائق ، في ميزان حسناتكم أنت و الأديب الكاتب / عبد القادر الرفاعي

    يبدو دعواتك للأخ الدكتور الرفاعي جابت دخل سريع !
    Quote: إن جاد عليك الزمان يا منعم ، إن جاد عليك الغيث ( قصدي غيث هدوء البال) فاكتب لنا عن رواية الزمن الجميل المسماة ثانوية خور طقت عند خمسينات ذاك القرن الماضي .. شعرت بأهمية ذلك و أنا اقرأ بسعادة مكتوبك في شأن تأبين الراحل / فاروق كدودة .

    استجابة سريعة إلى حين أن يجود الغيث أهديك أولاً صورة تبلدية قرية خورطقت الشهيرة ، وهي كم أظلتنا بظلها الوريف .. وبالمناسبة العنوان التلغرافي للمدرسة كان "تبلدي".




    كما أهديك هذه المقتطفات من رسالة كنت قد كتبتها بمناسبة اليوبيل الذهبي لمدرسة خورطقت قبل نحو عقد من الزمان ..

    " كانت خورطقت بوتقة انصهرت فيها القومية السودانية .. فلقد تعززت بين طلابها أواصر الإخاء والصداقة، وسط أجواء العلم والمعرفة وحرية الفكر .. وتحت مظلة الحياة الجماعية المشتركة .. وفي ساحات المنافسة الشريفة في فصول الدراسة وميادين الرياضة . احتضنت خورطقت أبناء السودان من الشمال والجنوب والشرق والغرب".

    "الذي ميز خريجي خورطقت ، وساعدهم على بلوغ النجاح الاجتماعي ، وصعود سلم المواطنة الصالحة ، هوالأساس التربوي والتعليمي الراسخ ، ممزوجاً مع سيادة الحرية الفكرية ؛ وهو الإحساس العالي بالمسؤولية الوطنية الذي تولد لدي الرعيل الأول من الخريجين في مرحلة السعي لتحقيق الاستقلال ، وترسيخ السيادة الوطنية ؛ وهو التسامح الناتج من الممارسة الديمقراطية السليمة في الجمعيات واتحاد الطلبة ؛ وهو الإبداع الناتج من العناية الفائقة التي ظلت توجه نحو الفنون والمسرح والأنشطة الرياضية."

    محبتي
    عبد المنعم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de