|
|
 تاني يا إذاعة هولندا العالمية : 2009 سنة حاسمة إما نحو السلام أو التصعيد العسكري
|
الخرطوم من زهير لطيف
01-01-2009
يودع السودان عام 2008 ويدخل العام الجديد باحتفلات كبيرة بمناسبة الذكرى 53 للاستقلال وقد تميزت هذه الاحتفالات باستعراض عسكرى ضخم سبقته بأيام مناورات عسكرية أرادت الخرطوم من خلالها وحسب بعض المراقبين توجيه رسالة واضة الى الداخل والخارج بأن قواتها العهسكرية متماسكة وقوية ولازالت لها الكلمة فى فصل الأمور اذا ما تعلق الأمر بأمن ووحدة البلاد وذلك على عكس ما أشيع فى الفترة الأخيرة من وجود خلافات بين المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية.
هاجس المحكمة الجنائية
يستقبل السودانيون العام الجديد وسط حالة من الترقب والحذر لما ستفضى اليه قرارات المحكمة الجنائية حول الاتهامات التى وججهها المدعى العام للمحكمة أوكامبو ضد الئيس السودانى عمر البشيرو ان شهدت الدبلوماسية السودانية تحركا كبيرا في الأشهر الخبرة لمنع صدور قرار المحكمةعلى المستوى العربي والافرقى والاعتماد على الحلفاء والشركاء التقلدين وخاصة الصين ثم روسيا الا أن هذه التحركات لم تأت بنتيجة تذكر حتى الان وقد بدأت الخرطوم تستعد للتعامل مع هذا الموضوع بسياسة الأمر الواقع رغم أنها لا تعترف بالمحكمة الجنائية فى حد ذاتها.
والمحكمة الجنائية ليس التحدى الوحيد للنظام السودانى فهناك مشكلة الصراع فى اقليم دارفور هذا الصراع الذى سيدخل عامه السادس دون بروز بوادر حقيقية توحى باقتراب الحل وخاصة فى ظل اختلافات كبيرة ومعقدة بين الحكومة و الجماعات المسلحة على غرار حركة العدل والمساواة، حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد النور وجناح الوحدة وغيرها.
حظيت المبادرة القطرية بمباركة دولية واقليمية الا أن عدم وجود أرضية حقيقية مشتركة لايجاد مخرج لهذا الصراع قد يجعل من 2009 سنة حاسمة اما نحو السلام أو نحو التصعيد العسكري.
خلاف حتى على عدد السكان
كما أن نقاط الاختلاف الكثيرة بين شركى الحكم المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية تجعل من سنة 2009 سنة صعبة وخاصة فيما ما يتعلق بمشكلة منطقة اببي والتعداد السكنى وقانون الامن والصحافة وغيرها من القوانين التى لا بد أن يبت الأمر فيها قبل انتخابات 2009 والتى تعهد الرئيس البشير فى أكثر من مناسبة باجرائها فى موعدها وبشكل ديمقراطى. كما يخشى المراقبون أن تشهد مناطق كردفان اضطرابات جديدة لتزيد الطين بلة
وفي الجانب الاقتصادي يبدو عام 2009 عاما صعبا على السودان وخاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي ويرى الخبير الاقتصادى حسن ساتى في حديث له بصحيفة السودانى بأن الاقتصاد سيعانى فى العام الجديد اختلالات خطيرة فى التوازن الداخلى والخارجى. وأرجع ساتى اختلال التوازن الخارجي للانخفاض فى أسعار البترول والذى يمثلل 90% من اجمال الصادرات وذكر بأن انخفاض الصادرات من 13 مليار دولار سنة 2008 الى قرابة العشر مليار سنة 2009 مستبعدا انخفاض الواردات والذى يقدر بعشر مليارات دولار.
وتجمع كل الأطراف السودانية بأن الحل لا يمكن الا أن يكون سودانينا سودانيا لحل كل المشاكل التى يشهدها هذا البلد منذ عشرات السنين الا أن تنوع وكثرة المشاكل تجعل من التدخل الاقليمي والدولي أمرا واقعا فى الشأن السودانى.
مذا تقول الاحزاب؟
إذاعة هولندا الدولية التقت ببعض الشخصيات الساسة واستطلعت أرائهم حول ما ينتظر السودان عام 2009 من تحديات
يرى الدكتور مضوى الترابي أمين عام مجلس أحزاب الحكومة بأن سنة 2009 ستكون سنة الحلول بالنسبة للسودان معللا ذلك بأن كل الأطراف السياسية والجماعات المسلحة فى دارفور تدرك بأن لا خيار غير السلام في ظل الأزمة المالية العالمية واستنزاف الموارد فى التسلح والتعب من الاقتتال على مدى السنوات الأخيرة والذى لم يخلف الا الدمار. وعن انعكاسات قرار المكمة الجنائية الدولية المتعلق باتهام الرئيس البشير بجرائم الحرب والابادة الجماعية يرى الكنور مضوى الترابى بأن الفترة الأولى من صدور القرار رسميا قد يؤدى الى حالة بلبلة سياسية قد تعقد ملف المفاوضات مع الحركات المسلحة فى دارفور ويضيف بأن غرفة الطوارئ والتى يرأسها النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكبر والتى تضم العديد من الشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية اضافة الى العديد من الخبراء قد عقدت العديد من الاجتماعات ووضعت سيناروهات مختلفة لانعكاسات هذا القرار على المستوى السياسي والأمنى ويضيف د.مضوى بأن سنة 2009 ستكون سنة الانتخابات وهى انتخابات ستفرض واقعا وخارطة سياسية جديدة وخاصة وأن الشركين الأساسيين في الحكومة المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ملحان على تنظيم الانتخابات فى منتصف العام الجديد أو فى نهايته بأقصى تقدير.
أما على السيد عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطى فانه يرى 2009 عاما صعبا على السودان خاصة اذا ما أقرت المحكمة الجنائية اتهاماتها تجاه الرئيس عمر البشير ويرى بأن العام الجديد سيكون حاسما فاما أن يدخل البلد فى حالة فوضى وإعادتها إلى دائرة الحرب أو اختيار السلام كما أنه يستبعد قيام الانتخابات فى موعدها خاصة مع عدم اسعداد العديد من الأحزاب بما فيها الاتحاد الديمقراطى اضافة الى عدم اقرار البرلمان السودانى للعديد من القوانين التى لا تزال محل خلاف كبير بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية الشركين الأساسين فى الحكومة كما يأمل أن تكون سنة 2009 عاما لتوحيد كل الأجنحة الاتحادية باعتباره مطلب قاعدى يعيد للاتحادين مكانتهم وتأثيرهم فى الانتخابات القادمة.
وللمؤتمر الشعبي والذي يرأسه الشيخ حسن الترابي رؤية أخرى لما ستكون عليه ستة 2009
ويرى الدكتور بشير آدم رحمة أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطنى بأن وصول الديمقراطين فى الولايات المتحدة الأمركية الى سدة الحكم سيغير الكثير في السودان فالعلاقات بين الديمقراطين ونظام الخرطوم سيئة مقارنة بالجمهورين والتى اتسمت علاقاتهما على مدى سنوات الرئيس بوش بالجيدة حسب تعبيره ويضيف بأن الخرطوم قدمت الكثير على امتداد السنوات الأخيرة للادارة الأمركية ولوكالة مخابراتها فى ما يسمى بالحرب على الارهاب.
ويذكرنا الدكتور رحمة بقصف الديمقراطين لمصانع الشفاء للادولية فى عهد الرئيس كلينتون سنة ويخشى رحمة ردود فعل نظام الخرطوم على العديد من الأحزاب السياسية ومنضمات المجتمع المدنى والتى لم تقف ضد اتهامات أوكامبو للرئيس البشير بشكل واضح وبضبف بأن أمرا اخر قد يزيد فى تعقيد الأمور وهى قرارات لجنة التححكيم الدولية والتى ستصدر قرارها المتعلق بأبيي المنطقة البترولية المهمة فى السودان وبأن قرار اللجنة قد يغضب أطرافا مختلفة وقد يعيد منطقة كردفان وأبيي الى دائرة الصراع
أما عن امكانية اجراء الانتخابات فى موعدها فيرى الدكتور رحمة بضرورة قيامها لأنها ستكون المرة الأولى منذ 20 عاما لم يمارس فيها السودانيون عملية ديموقاطية وبأن هذه الانتخابات واذا تمت هذا العام وبشكل ديمقراطى فانها ستفرز الواقع الساسي الحقيقى لمختلف الأحزاب السياسية وعما اذا ما سيترشح الدكتور حسن الترابي يقول أمين العلاقات الخارجية للمؤتمر الشعبى بأن مؤتمر الحزب سيقرر ذلك الا أنه لا يستبعد هذا الأمر كما يضيف بأن الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية لن تكون حاسمة وسيتطلب الأمر دورة ثانية لتحديد رئيس الجمهورية ولم يستبعد الدكتور رحمة أية تحالفات بين حزبه وأحزاب أخرى فى الانتخابات البرلمانية فان يرى بأنه من الممكن الدخول فى تحالفات فى الانتخابات الرئاسية.
النائب البرلمانى وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى سلميان حامد يرى أن أهم حدث عام 2009 هو انعقاد المؤتمر الخامس للحزب وهو أمر انتظره مناضلو الحزب قرابة الثلاثين عاما كما يرى سليمان بأن 2009 ستكون سنة التحديات وخاصة فيما يتعلق بالغاء القوانين التي تحد من الحريات كحرية التظاهر والاجتماعات وقانون الصحافة والغاء الرقابة القبلية اضافة الى قضية التعداد السكنى وهو أمر معقد من الصعب حله.
كما يرى عضو الجزب الشيوعى ضرورة مصالحة سودانية سودانية لا تميز طرفا عن أخر ولا تعطى للمؤتمر الوطنى الحاكم كل المميزات على غرار ما يحدث الان وذلك حسب تعبيره كما حذر الحامد من نتائج كترثية على مستوى الأمن والاستقرار اذا لم توضع مصالح السودان فوق كل اعتبار ورأى أن المبادرة القطيرية ربى تكون ناجحة على المستوى التقنى الا أنه من الصعب الوصول الى حل نهائى فى الصراع الدائر فى دارفور اذا لم يكن هناك استعداد حقيقي من المؤتمر الوطنى وبقية الجماعات المسلحة وكل الأطياف السياسية السودانية للتنازل والعمل على سلم حقيقى واتهم سليمان حزب الرئيس بعدم الجدية للوصول الى سلام حقيقى فى دارفور.
|
|
 
|
|
|
|
فتحي البحيري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست