|
على عجل و حب ( الذكري الثالثة للراحلة المقيمة صلحه الكارب )
|
على عجل و حب
فى العيادة وحيدا ...ديسمبر عاد والثلاثين منه يزحف محملا بالبرد والحزن و الوحشة والحنين ....عدت من اجازة قصيرة جابت اثناؤها خطواتى ما تيسر من الوطن وسبق العيد هذا العام نهايات السنة ...التقيت الكثير من الاهل و العديد من الاصدقاء واستقبلت ( سكينة) عائدة للديار بعد طول غياب و صبر و انتظار...كان مفرحا انها عادت وانها احتملت العودة فى تجلد و يقين....هاتفت امونة و رباب و جميلة وا ختلست لقاء مع امل وسط زحام المهمات الملقاة على عاتقها الذى لم يبقى فيه مكان لمزيد بينما فى الخارج كان يعلو صوت فضل الله ود جابر الصاخب دوما بالحياة و الحب والذكريات....كان امامى وقتها كباية شاى بي لبن لم اكد اتناولها حتى وجدت نفسى مجددا في الطريق للخرطوم حيث منزلنا الثانى الممتلئ اهلا و احداثا و اصدقاء و طعاما و ضيوف......عاصم الحزين ترك لى مع ( عشة ) اخر قصائده بعد ان تأخرت كالعادة عن الوصول...لم يكن ذلك تاخيرا بقدر ما كان تشبثا بكل ما صادفنى خلال اقامتى القصيرة باشياء لا توجد الا فى الوطن : صوت أمى ستنا ....طعم الشاى في بيتنا.......حوار صاخب بين امال وقمر و اهتمام الأولى بكل شئ الي حدود التميز وعلى حساب الذات ومتطلبلت الجسد الذى لم تريحه النفس الفوارة بالعطاء و المستعدة دوما للمزيد......طلب حاجة خديجة لسيجارة اخرى بصوت خافت كمن يحاول تجنب مشكلة لا بد من حدوثها......مشوار فى الليلة السابقة حاملا حاجة دار السلام حتى تسلم على ابنتها العائدة و اتقانها الذى لم تنقصه السنين للواجب و حديثها المتصل الحلقات كعقد من الجواهر الاصيلة ....مشوار اخر ذات النهار مع (ضفوفة ) للصيدلية التى تداوم بها نهارا قبل ان تذهب فى نفس المساء الى مستشفى البوليس....اخاف على هذه الجوهرة من حرارة قلب امها ومن ال dutifulness of her great father و يبدو ان الاثنين قد اورثاها كل ذلك تاركين للخال الكتابة و الدهشة و الترقب.....ثم مشاوير ود الرسالة اليوماتى و دأبه واهتمامه الملائكى بالحاجات اللئى هاجر عنهن الأولاد والبنات......امنة الوسيلة تاتى بعد لحظات من وصول سكينة يساعدها على المشى عكاز كبير....قبلها بدقائق وصل السمانى يساعده عكاز اضخم بعض الشئ ثم قمر المرابطة بالمنزل و بالقرب منها عصاها.....لاحظت بفزع كيف ان العكاكيز قد اتخذت قرب كل واحد و واحدة مكانا فى متناول الأيدى المرتجف بعضها و المتألم الاخر لكنى لاحظت بفرح كيف انها جميعا تتماسك ..تتحامل و تاتى مسلمة مشتاقة مواسية و محبة......ثم تلك المشاوير الطويلة و الحميمة بين المدن ....اسعدنى ان كنت موجودا لاعزى أخى و صديقى و نسيبى د. ضاوى وابناءه و اهله في وفاة والدته (حاجة التومة) رحمها الله ...هؤلاء الناس الكرماء الذين كانت تاتى من عندهم العربات الكبيرة ملأى بالمواسين و المهنئين عند كل عزاء لدينا و فرح و اسعدني كمان ان كان معى فى ذلك المشوار من الاهل السمانى الوسيلة و مصطفى مرغنى اضافة لاهل الحارة المعروفين واجبا و مجاملة ....و التقيت فى مشواري الاخير عائدا للخرطوم مصحوبا باربعة من الشباب ( الذين دار بينى وبيهم حوار ممتع لم يسبق له ان حدث على ما قالوا بينهم وبين اى من افراد الجيل الاكبر ...حوار ارجو ان تكون له نتائجه الايجابية لى ولهم ..).التقيت اثناء ذلك المشوار بالصديق القديم حافظ صاحب مجمع اسواق حافظ فى الكاملين و استمتعت بونسة و ضيافة على قصرهما ممتعتين كنسمتى صيف..........وهنالك طبعا فى كل مكان وتحت ظل كل شجرة او حيطة فى طول الوطن و عرضه هنالك ( ستات الشاى ) وطوال ترحالى فى كل البلاد لم اجد اعذب من الجلوس اليهن ولا اطعم من الشاى و القهوة تحت أي من تلك الظلال....... كنت اذن اتشبث بكل تلك الامكنة و الناس و التفاصيل لكن كان لا بد من السفر فظروف الشتات كانت كعهدها حاضرة و قاهرة و......عدت و ديسمبر فى منتصفه و الثلاثين منه على بعد اسبوعين والاحساس بالوحشة ازاءه تشتد وطأته ويزيد.. ...الوحشة و الحزن التوأمين منذ ان وجدا و البرد ثالث ثلاثة اذ انا فى الغربة و هذه الاخيرة لا تاتى الا ومعها الليل و الاشجان و المطر.....كنت وسط كل ذلك احاول الوقوف لكن......ارسلت جميلة فى ال e mail ارسلت حلمها ب صلحة...... كنت قد سمعته منها ذات هاتف لكن هذه المرة و انا اقرأؤه اجتاحنى الحزن ...حاصرتنى الفجيعة و اخترقنى الحنين............. على عجل و حب تحضرين ... على عجل و حب ......حتى فى حلم ضنين ؟ و..تلوٍحين للأحباب من دربٍ مسافر... قديسةْ تعتلى ظهر السحاب ولكن بقدر ما تبقى السحابة تمكثين حلواك للأطفال صبح العيد قد وصلت....قصائد مشتهاة و أثمارا نواضج كل حين.................................
يا نخلة....... والله قد خجل الغياب والله قد ذاب الحنين دارت الأيام دورتها مرت ثلاثتها السنين
الوقت مرهون لدى الأحزان .... والحزن سجان .....سجين.؟.. لكننا و العام يهدى العام حملا فوق هامته ثقيل والعين ما شهدت سوامق بعدك فوق واحات النخيل نبذل الكلمات و الأبيات سلوى نسكب الأشعار ماءً سلسبيل لأجيالٍ من العطشى لشعرك للبنيات الطالعات و البنين الطالعين .... العام تلو العام.........قد ناء بالحمل الثقيل.. لكن أطفال المدارس قد شدوا بشعرك فوق مسرحك الجميل رفعوا شعارا ............. و...صدح جمعهموا نهارا وأعلن ان موتك مستحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل يا رحيلا ليس يبدأ ويا مقاما.................. ليس يغشاه الرحيــــــــــل رؤياك حقْ يا شفيفة فأنت اسم و مسمّى .... وانت مفرد صالحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــن
فى الليلة القطبية الساعات تخترقين استار الغياب و تومضين يا صلحة شهاب لكن ليس تحترقين بل تتوهجين و تلمعين ....نجمة فى القطب شمالية و تشرقين شمسا فى الليلة البهيـــــــــة فى اليدين منك....حلوى وعلى الثغرِ ابتسامـــــــة فى العينين سلوى و شوق يتنامى و القامة النبيلة و الفكرة الغمامة ثم تلتقيان صلاح انتما وجمال
عاشت الاسماء والمعانى والرؤى العذبة و الامانى و الحكايات البواكر و اخريات تبتدئ ... و ليالٍ من زماناتٍ ستأتى و نهارات ٍ بعيــــــــــــــدة........ هل يا جميلة تذكرين......؟ ظهيرةً منسية الساعات وبدء امسيّة ؟ كنت فيها طفلةً وحيــــــــــــــــدة الخوف فى العينين و القدمين حافيتين تائهتين تنبح فى الليل الكلاب و يضحك حين تسكت الاعراب فى الغابة البرية الأشواك و الأشواق ملؤك والحنين للأهل و البيت و العشيرة الحلم يا صغيرة ما كان حلما لا و لم تكن طيفا اختك الأميرة لم يكن سفرا ذاك لكنه اياب و ليس مسألةً لكنها جواب و عودةً جديدة من ذلك الجليد و قصة التوهان من جديد عودةً هى : مثلما الأولى حميدة من غابة الاشواك والجريد لم يكن حلما لا ولا تجريد لم يكن حلما فالبصر منك وقتها كان من حديد
و أنا..... .اين اينى من رؤاك ؟ اظننى كنت هناك .... ولي من الرؤية نصيب اظنه مثل ما خص الأسد اظننى ما كنت شاهدا فحسب بل مرافقا وحيد و ذاك يكفينى و يغمرنى و يزيد رؤياك يا جميلة قد غدت اجمل هدايا العيد وهى منه ليلته الوريفة و ثوبه الجديد ومن كل المشاوير المحبة ....مشوارها السعيد والأهم و الأتم : موصلا بالرفقة الحبيبة و الموعد الفريد كنت معاك : دراجةْ اقودها فى سكّة المطار أو عائدا بالجسد المبارك للديار ...و ها انا معاك : الى بوابة الملكوت و مشارف الخلود الى البهاء و الرواء بغير ما حدود الى العوالم الحوالم و الاخوة والصداقة و الحذاقة والاناقة و العلاقة الى الرؤى وضاحة القسمات و اللغة مرتاحة الكلمات و المعانى يقظى و الهموم تنام الى الليالى المطمئنة و النهارات الضواحك الى صباح الخير يا سمحة ومساء النور و الفرحة الى صلحـــــــــــــــــــة الى صلحـــــــــــــــــــة الى صلحـــــــــــــــــــة
و
ا وليس مقدما و عائدا : مجبر الكسور
مرمم الجراح معمدا بالنور معمم الجبين مدثرا يقين موقعا مدوزنا و مطلق السراح دمت يا صلوح ودامت جمالاتك ولتخلد بيننا الدروب عامرة الخطى فلم ترحلى ولن ترحلين
محمد 2008-12-30
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: على عجل و حب ( الذكري الثالثة للراحلة المقيمة صلحه الكارب ) (Re: Sabri Elshareef)
|
أخ صبرى الشريف تحياتى وتشكرات على هذا الوفاء الذى يليق بأهله
Quote: على عجل و حب تحضرين ... على عجل و حب ......حتى فى حلم ضنين ؟ و..تلوٍحين للأحباب من دربٍ مسافر... قديسةْ تعتلى ظهر السحاب ولكن بقدر ما تبقى السحابة تمكثين حلواك للأطفال صبح العيد قد وصلت....قصائد مشتهاة و أثمارا نواضج كل حين.................................
|
وكل قول لودالخليل Quote: لا اظننى بقادر على اضافة حرف واحد جديد |
فإن كنت طلعت بهذا المقطع وصمت فقد أوفيت ....فليس بأجمل منه من صدق أحييك على هذا الحس النبيل .. فما أجملك وأنت تقاسم الآخرين فرح الحزن ندعوا لها بالرحمة ... فهى كماأثارها وذكرباتها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على عجل و حب ( الذكري الثالثة للراحلة المقيمة صلحه الكارب ) (Re: اْسامة اْباّرو)
|
الاعزاء بكل ما لهذه الكلمة من جمال.... ما قدمه اخوى و صديقى صبرى لصلحة و اخواتها و اخوها الوحيد (الذى يكتب هذه الكلمات) هو انبل حتى من الوفاء ذاته اذا كان لاى شئ ان يكون اكتر نبلا و محبة ....اما البوست الذى نعلق نحن جميعا عليه فهو فى الاصل e mail منى لافراد الاسرة ( وصبرى واحد منهم بالطبع) وقد قام هو بانزاله على المنبر العام لsudanese on line واعود مجددا لاضيف ان ما قام ويقوم به الفريد و الشريف و الحبيب صبرى تجاهنا لهو اروع من اى شئ كتبته او لم اكتب
| |
|
|
|
|
|
|
|