|
|
 أين التخصصية يا قناة النيل الأزرق؟!
|
أين التخصصية يا قناة النيل الأزرق؟!
كنت أشاهد قناة النيل ، وهي تستضيف الصحفي الأستاذ رمضان السيد رئيس تحرير جريدة قوون الرياضية وكان محور الحديث عن المنتخب الوطني خاصة مباراة تنزانيا وكرة القدم عامة وكان يدير الحوار مقدم البرامج أمجد وإحدى المقدمات فضلت الاستماع ومراقبة ما يطرح من آراء بعضها جاء من صميم الموضوع وإن كان الكثير منها لا يفيد المشاهد في شيء وقبل مباراة الهلال ووفاق سطيف الجزائري في البطولة العربية استضافة مقدمتان من القناة احد الصحفيين وكان محور الحديث عن المباراة يوحي للمشاهد كأنهما تقومان باستطلاع عن موضوع غير رياضي وما أدهشني أكثر بعد انتهاء اللقاء الوجيز دلفوا إلى برنامج آخر باستضافة احدي السيدات وكان الموضوع عن مواد التجميل أين التخصص في البرامج يا إدارة القناة؟! .. أم الشمولية من سمة القناة؟!
شخصياً أتابع كل البرامج الرياضية واستمتع بما يدور من تحليل للمباريات وحوار وطرح واقتراحات وحلول وقناعتي الراسخة أن من يقدم البرامج الرياضية أن لم يكن رياضياً يجب أن يكون ملماً بكل قواعد كرة القدم وخططها وأنماطها التكتيكية وتوضيح ما يحدث على ارض الملعب وتبسيطه للمشاهد وتقريب صور التحركات الفردية والجماعية التي ينفذها اللاعبون في الميدان إلى ذهن المشاهد وتوضيح القواعد الخططية التي ينتهجها المدربون في المباريات والاختيارات في ظل المعطيات الموجودة والمهام المطلوب تنفيذها والتغيير المتوقع في طريقة اللعب التي تتطلبها ظروف ومجريات اللقاء.
فالبرامج الرياضية تحتاج إلى الإلمام بالتحليل والتفسيرات والتوضيحات لكي ينقلها المقدم والمحلل للمتلقي، ويجب أن نعتمد في الأساس على خلفية علمية ومعرفة كاملة بكل أصول اللعبة وطرقها وأن يكون المقدم والمحلل صاحبي ثقافة واسعة في واجبات ومسؤوليات العناصر التي تتعلق بشؤون اللعبة الإدارية والفنية والميدانية والجماهيرية ومطلعين جيدين على بيئتها وما يحيط بها ومتسلحين برصيد معلوماتي كبير يساعدها على تحديد رسم الصورة وأبعادها المختلفة، هي الصورة التي في ذهني عن الملامح واللغة المطلوبة التي تتعلق بالبرامج الرياضية في تقديمها وتحليلها عامة وكرة القدم على وجه الخصوص.
والمتابع للقنوات الرياضية العربية تؤكد أنها أصبحت تخصص زمناً مفتوحاً للتحليل والنقد أثناء المباريات والدورات الدولية والمناسبات القارية والعالمية وبعضها يمنح زمناً غير محدد لمتابعة لاحقة يستكمل خلال الحديث.
من خلال المتابعة نجد أن هناك مقدمين ومحللين على قدر عال من الثقافة والتغذية بالمعلومات الرياضية المتنوعة وعلى معرفة تامة بتفاصيل اللعبة وأركانها وأدواتها وخبرة كبيرة من خلال الاطلاع والممارسة يفندون ما يحدث في الملعب ويشرحون الأخطاء ويضعون الحلول بسلاسة ويتناولون ما حدث في الملعب بالتفصيل ويطلقون التفسيرات والتقديرات ولا يصدرون أحكاما.
ولكن للأسف بعض القنوات تغطي برامجها بمن يلبسون عباءة الرياضة عنوة وفرضوا علينا فتحولوا من خلال هذه المساحة التي أتيحت لهم إلى قضاة وجلادين فهم يقيمون الحالة كما يتخيل لهم ويصدرون أحكامهم كما شاءوا أو حسب هواهم.
لا شك أن المساحات الزمنية للبث المباشر المفتوح لهذه البرامج الرياضية تسهم بشكل كبير في تكوين ثقافة كروية فلا بد أن يكون المتحدثون أصحاب مرجعية علمية وثقافية وأهل خبرة ودراية ومعرفة حتى يكون التأثير مفيداً وإيجابياً ومثمرا.
حتى لا تكون هذه البرامج للتسلية والظهور الإعلامي لبعض الشخصيات التي تحب الظهور وتذوب مع الفلاشات وتقدم فواصل من الشد والجذب لا تخلو من المناكفة والسخرية وافتعال الخلاف والخروج كثيراً عن آداب الحوار.
الإعلام المرئي عامة على وجه الخصوص يلعب دوراً مهماً في زيادة الوعي للجماهير والمتابعين ويؤثر بشكل عميق في وعي المشاهد وعلى وجه التحديد الناشئة والشباب الذين يتابعون هذه البرامج فيشكل ما يسمعونه ويشاهدونه قاعدة أصيلة في توجهاتهم وتكوين معارفهم وثقافتهم وتحديد اتجاهاتهم فلا بد لقنواتنا ان تعيد حساباتها وأن تجود برامجها الرياضية لتكون جاذبة.
الأستاذ أمجد مقدم برامج جيد في قناة النيل الأزرق وكذلك الأخوات الكريمات ولا شك في ذلك ولكيلا نخسرهم ككوادر شابة مؤهلة عليهم ألا يقحموا أنفسهم في برامج تحتاج إلى أدوات تختلف عن اللون الذي يقدمونه في البرامج التي تعودنا ان نشاهدهم عبرها.
نجيب عبدالرحيم
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
محمد نجيب عبدا لرحيم
محمد عبد الماجد الصايم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست