محمد محمد علي - لكل عصر بلاغته، وهذه البلاغة لا تصلح لنقد الادب!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2004, 08:44 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد محمد علي - لكل عصر بلاغته، وهذه البلاغة لا تصلح لنقد الادب!

    هذه البلاغة لا حاجة لنا بها*


    قواعد البلاغة كما استقرت على يد السكاكي ومن جاء بعده ، نكبة من النكبات التي حلت بالأدب العربي . فهي عامل من عوامل الجمود والتحجر ، التي جففت ينابيع الأدب وقضت على بهجته وروائه حينا من الدهر . فقد انصرفت الدراسة عن الأدب ونقده ، إلى هذه المصطلحات العقيمة ، تعانى تقسيماتها الشكلية وأمثلتها المبتذلة في " المتون والشروح والحواشي " القاتمة الملتوية العبارة . حتى فهم المتعلمون أن قواعد البلاغة شئ يراد لذاته ، ويطلب منفعته الخاصة ، وإذا كان بينها وبين الأدب سبب فإنها تستمد منه بعض الأمثلة المبتذلة الساقطة مثل قول الناظم :

    قالت متى الظعن يا هذا فقلت لهـــا أما غدا زعموا أو لا فبعد غـــــــد
    فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضت على العناب بالبرد

    أو " عادات السادات ، سادات العادات " وقد يستغني عن أمثلة الأدب بما تجود به قرائح البلاغيين ، من مثل قولهم " رأيت أسدا في الحمام " أو تشبيه وجه المجدور بـ 000 جامدة نقرتها الديكة ! 00 والعياذ بالله .

    والحق أن البلاغة قد اتجهت اتجاها خطيرا ، منذ أن أخرج ابن المعتز كتابه " البديع " هذا الكتاب الذي يرد دعوى المحدثين ، وزعمهم أنهم جددوا في الأدب ، وأتوا بما لم تستطعه الأوائل من البديع الطريف . فقد رجع ابن المعتز بأصول البديع إلى شعر الجاهليين ، وإلى القرآن الكريم والحديث الشريف ، وإلى أدباء الإسلام ، ومن هنا كانت جميع شواهده مستمدة من الأدب . وله فضيلة ثانية تتجلى في نقده القائم على الذوق العربي الأصيل . ولكنه بجانب هذا أساء إلى الجمال الفني ، بوضعه في قوال ومصطلحات تضبط بالرسوم والحدود .
    وقد هيأ هذا الكتاب الجو لرجل أعجمي الذوق فاسد الاتجاه يسمى قدامة بن جعفر ، حاول في كتاب له يدعى " نقد الشعر " أن يفرض مصطلحات البلاغة اليونانية على اللغة العربية فرضا . وحسبك دليلا على فساد ذوق هذا الرجل وفسولة مذهبه ، أنه يفضل بيت أبي نواس :

    وأخفت أهل الشرك حتى أنه لتخافك النطف التي لم تخلق

    على بيت الفرزدق :

    يغضى حياء ويغضى من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم

    لأن بيت أبي نواس أشد إمعانا في المبالغة والغلو ! . وقدامة لم يقف شره عند حمل اللغة العربية على قواعد البلاغة اليونانية ، بل أدخل المنطق الشكلي في دراسة الأدب . وبهذا فتح بابا دخل منه شر مستطير ، جعل كتب البلاغة أشبه بالرطانة منها بالبيان العربي . أنظر إلى تعريفه الشعر : " أنه قول موزون مقفى يدل على معنى ، فقولنا قول دال على أصل الكلام ، الذي هو بمنزلة الجنس للشعر . وقولنا موزون يفصل ما ليس بموزون . وقولنا مقفى فصل بين ماله من الكلام الموزون قواف ، وبين ما لا قوافي له . وقولنا يدل على معنى يفصل ما جرى من القول على قافية ووزن مع دلالة على معنى ، مما جرى على هذا من غير دلالة على معنى " وسخف هذا القول ومقدار ضرره لا يحتاج إلى بيان .

    وقد حمل هذه الراية المشئومة بعد قدامة بن جعفر جماعة من البلاغيين حتى وضعوها في يد السكاكي ، فصب قواعد البلاغة في عجمته وركاكته صبا منكرا ، أفسد الأذواق وأعقم الطباع . من هذه الجماعة صاحب " الصناعتين " أبو هلال العسكري . وأنا لا أحب أن أقف عنده طويلا ، وأفضل القول فيما أرتكبه من شطط ، فحسبي هنا أن أقدم إلى القاري نصا قصيرا ، يدل عليه ويشير إلى جنايته على البلاغة والأدب . يقول أبو هلال في عرض كلامه عن الألفاظ والمعاني . هذا المبحث العقيم الذي شغل به القدماء : " والمعاني منها ما هو مستقيم حسن ، نحو قولك قد رأيت زيدا ، ومنها ما هو مستقيم قبيح نحو قد زيدا رأيته ، ومنها ما هو مستقيم النظم وهو كذب ، مثل قولك حملت الجبل ، وشربت ماء البحر ، ومنها ما هو محال كقولك : آتيك أمس ، وأتيتك غدا 000 الخ . "

    أرأيت هذه التقاسيم العقيمة ، والأمثلة السخيفة ؟! . ذلك هو المنهج المعوج الذي انزلقت فيه قواعد البلاغة ، تحمل في طريقها كل ساقط ورقيع وفسل مـن القـول ، حتى وصلت الينا بغثائها القذر .

    بعد هذه المقدمة أحب أن أقول : أن دراسة قواعد البلاغة لا تضع في يد الدارس لها – إذا عصمه الله من شرها – معيارا مستقيما للنقد الأدبي . فهي في معظمها قوالب خاوية ، لا تحمل شيئا غير قيمتها التاريخية . خذ مثلا أهم قاعدة من قواعد البلاغة أعنى بها القاعدة التي تقرر وجوب مطابقة الكلام لمقتضى الحال . فهي الأساس الذي يقوم عليه علم المعاني ، وهو أهم قسم من أقسام المباحـث البلاغيـة ، فانك حين تقف على هذه القاعدة أول مرة ، تروعك وتبهرك وتظن أنك بفهمك إياها تقع على مصباح ينير طريقك ، ومعيار تضع به كل كلام في موضعه ، أليس الأديب محكوما عليه بمقتضى هذه القاعدة أن يراعى حالة المخاطب النفسية وفهمه وذوقه ؟ وما دام الأمر كذلك ، فقد أصبح سبيلك واضحا وخطتك معلومة ، فما عليك إلا أن تدرس حال من وجه إليهم الحديث ثم تحكم .

    لكنك لا تتقدم بمصباحك هذا خطوة واحدة حتى ترى نفسك كقابض على الماء خانته فروج الأصابع كما يقول الشاعر . لأنك ستجد روائع شامخة من روائع الأدباء الكبار ، لم تقابل من معاصريهم المتذوقين للأدب بالترحيب والاستحسان . وإلا فما معنى هذه الضجة التي اصطخبت حول شعر جرير والفرزدق ، وجعلت لكل واحد منهما أنصارا يتعصبون له وخصوصا يتعصبون عليه ؟! . وما معنى هذه الحركة النقدية العنيفة التي نهضت لتفضيل أبي تمام على البحتري ، أو تفضيل البحتري على أبي تمام ؟!. وما معنى هذه العواصف التي ثارت حول شعر المتنبي وهو نائم – كما يدعى – ملء جفنيه عن شواردها ؟! .

    أتظن سبب هذا كله الهوى المتحكم ، والغرض المتسلط ؟ أم تظنه يرجع إلى أسباب أخرى ، تندرج تحتها السرقات والخروج عن مذاهب العرب في الأداء ؟ . ظن ما شئت ولكن تذكر أن الباعث الأول للنقد هو أن كلام الشاعر ، لم يقع من نفس الناقد موقعا حسنا ، وبعبارة أخرى لم يطابق مقتضى حاله . ولماذا نذهب بعيدا ؟ فأنت واجد في قواعد البلاغة نفسها ، ما يطفئ مصباحك ويدع قاعدتك أثرا بعد عين . ذلك هو باب الخروج عن مقتضى الظاهر الذي يأخذ الزمام من حالة المخاطب ، ويضعه في يد المتكلم ، فيعطيه حرية لا حد لها في تقرير حال المخاطب . فهو يستطيع أن يخاطب المنكر بغير توكيد ، ويستطيع أن يؤكد الخبر لخالي الذهن عن مضمونه ، الخ . وحجته معه .

    ثم ما هذه التقسيمات السخيفة للتشبيه والاستعارة وما جدواها ؟ فقد كان يكفى أن يقال هنا مجاز ، وهنا تشبيه ، لأن معرفة أقسام التشبيه والاستعارة ، بل معرفة صحتها واستقامتهما لا تبصر المتعلم ببلاغة الكلام وحسنه . فالتشبيه المستقيم يمكن أن يتمثل في الكلام الجيد ، ويمكن أن يتمثل في الكلام الغث . يمكن أن يتمثل في بيت المتنبئ الرائع في وصف سيف الدولة :

    يهز الجيش حولك جانبيه كما نفضت جناحيها العقاب

    ويتمثل في هذا البيت الساقط :

    وكأن الهلال نون لجين غرقت في صحيفة زرقاء

    وكذلك القول في الاستعارة المستقيمة أو المفيدة كما يسميها عبد القاهر الجرجاني . فالاستعارة في مثال المتأخرين ، رأيت أسدا في الحمام لا عيب فيها ، ولكن الكلام كله هو المعيب . فإذا أنتقل بك القول إلى إجرائها ، فقد انتقلت إلى الهذر بعينه . وخاصة التبعية التي يجرى فيها التشبيه من الكليات إلى الجزئيات كما يجرى الداء في أوصال المرضى . وما يسمونه المجاز العقلي ما هو ؟ أمجاز هو أم وسوسة من وساوس المتكلمين والمتصوفة ؟ ! . إذا قال قائل " أمطرت السماء أو فاض النيل " ولم يكن القائل ملحدا ، كان ذلك مجازا . لأن السماء لا تمطر بنفسها والنيل لا يستطيع أن يفيض ، وإنما الله جل جلاله هو الذي يفعل ذلك ! .
    وفي فنون البلاغة شئ يسمى البديع ، يبتلى المتعلمون والمعلمون بدراسته وتذوقه ، وهو سم زعاف ، إذا تمكن من نفس امرئ فقد أسباب العافية الأدبية جميعهـا ، وصار لا يعجب إلا بالطلاء الزائف والتفكير المأفون . فالأدب عنده ألفاظ لها جرس ووشى ومغالطات بهلوانية ، ثم لا شئ ، واليك ما يطلقون عليه حسن التعليل ، ويعرفونه بأنه إنكار العلل الطبيعية للأشياء والاتيان بعمل أدبية مستملحة . فأنه لا حسن فيه ولا ملاحة إلا عند من فقدوا الحاسة الأدبية ، بل هو فساد يتناول التفكير كما يتناول الذوق . تأمل سخف الفكرة ، وسماجة التعليل في هذا البيت ، وهو يعتبر من أمثلة الباب الجيدة :

    وما كلفة البدر المنير قديمة ولكنها في وجهه أثر اللطم

    السواد الذي يرى على صفحة البدر ليس قديما ، وليس ناجما عن علـة طبيعيـة ، بل هو أثر اللطم ، لطم البدر وجهه في مناحة المرثى ! . فأين العلة الأدبية المستملحة ؟! وهل من يستملح مثل هذا يصلح لفهم الأدب وتذوقه ؟! وليس هذا الباب شر أبواب البديع ، وأحقها بالزراية والاستهجان ، ولكنه مثال يدل علـى نظائـره ، ويستطيع القارئ أن يقرأ آثار البديعيين من القاضي الفاضل إلى عهد قريب ، ليرى سوء ما صنع شغفهم بالبديع ، والتزامهم إياه . بل يمكنه أن يصعد إلى عهد ابن العميد ، فإن حب البديع والتزامه غض من أدب الرجل ، وأدب مدرسته ، ونال منه .

    من هذا العرض السريع يتضح لنا أن قواعد البلاغة لا تصلح معيارا لنقد الأدب وتقويمه .

    ____________________________
    محمد محمد علي - (الصوت )22/8/1954
    "لا ادري هل المقصود جريدة :صوت السودان؟"

    نقلا عن كتاب: محاولات في النقد - محمد محمد علي

    * * **
    هذا الجزء الاول ويليه الجزء الثاني ،

                  

03-16-2004, 09:00 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجزء الثاني من مقال محمد محمد علي! (Re: Agab Alfaya)

    هذه البلاغة لا حاجة لنا بها ( 2 )


    انتهينا في حديثا السابق إلى أن قواعد البلاغة لا تصلح معيارا للنقد الأدبي . وذلك لأن الجمال الفني ، أمر لا تحده هذه الظواهر البيانية ولا تدل عليه ، فهو قوة نفسية تشيع في الأسلوب كله ، وهو جذوة منتقدة من حرارة النفس وفتوتها . فكم من كلام استوت تشبيهاته واستقامت استعاراته ، ووافق هوى المخاطب وأرضى مثله الأعلى في الفن ، ولبس من الوشى والزخرف حبرات مفوفه ، مات بموت مناسبته ، لم يتجاوز تأثيره الموقف الذي أعد له . وكم من أثر أدبي تدفق من نفس صاحبه تدفق السيل ، وانحدر انحداره ، لا يأبه لما في طريقه ، ولا يبالي أركب نجدا جديبا ، أم تدفق في سهل ممرع ، بقى بعد فناء دواعيه مثلا يحتذى وشهابا يستضاء به ، ولم ينحصر تأثيره في جيل من الأجيال ، أو بيئة من البيئات . والفن في حقيقته مغامرة تحطم القوالب ، وتهزأ بالمألوف . ولو فقدت الفنون عنصر المغامرة ، واستكانت لارادة عباد القواعد لجمدت في صورتها الأولى ، ولأصبح تاريخ الآداب ضربا من التكرار الممل ، وسجلا لهمود الإحساس الإنساني وتحجره .

    ومن عجيب الأمور وغريبها أن نجد اليوم من يدافع عن قواعد السكاكي ، ويتخذ منها مقياسا لدراسة الشعراء والموازنة بينهم ! . فقد أخرج الأستاذ عباس حسن الأستاذ بكلية دار العلوم كتابا أسماه " المتنبي وشوقي " وازن فيه بين شعر المتنبي وشعر شوقي ، وانتهت به موازنته إلى تفضيل شعر شوقي على شعر المتنبي !. وكان أهم معيار أعتمد عليه في هذه الموازنة العجيبة ، قواعد البلاغة . ومما قاله في الدفاع عن البلاغة القاعدية " لشد ما يؤلمني أن أرى بعض المثقفين والمتأدبين يتأفف حين يسمع البلاغة القاعدية ، ولا يتورع عن اتهامها بإفساد الذوق الأدبي 000 وهو لهذا ينادى بنبذها وتحريم دراستها في معاهد التعليم ، مدعيا أن الملكة الأدبية تنمو بقراءة الأدب نفسه ، وتترعرع عليه وحده ، فلا خير في قواعد البلاغة ودراستها ، ولا غناء في فهم أصولها وفروعها ، وقراءة كتبها . وهذه دعوى جريئة تقوم على كثير من المغالطة أو التسرع . فليست قواعد البلاغة إلا كقواعد النحو ، فقد ساعدنا النحو على فهم الكلام العربي ، من ضبط حركاته ، كما ساعدنا على محاكاته ، قولا وكتابة بغير خطأ . أكان في استطاعتنا أن نصل إلى هذه الغاية الجليلة من طريق القراءة المستمرة والاستماع الطويل إلى الصحيح من كلام العرب 0000 الخ " وبقية دفاع الأستاذ كلها تدور حول هذا المعنى بالشرح والتوضيح .

    وواضح من هذا الكلام أن البرهان الذي يعتمد عليه الأستاذ في بيان أهمية قواعد البلاغة وضرورتها ، هو أنها كقواعد النحو تماما ، والأدباء جميعا متفقون على أن قواعد النحو شئ لا غنى عنه . وقد عرف القارئ رأيي في قواعد النحو في مقال سابق ، فأنا أسلم بجدوى القواعد المستقاة من اللغة الفصحى ، وهي قواعد قليلة مطردة . ومع ذلك أقول أن فائدتها لا تتم إلا بمزاولة الأدب والأنس به . أما قواعد البلاغة فشئ آخر ، لا سبيل إلى مقارنته بقواعد النحو ، لأن مهمة النحو تحرى الصحة في الكلام ، وتحديد المنهج الذي يخرج الكلام بمخالفته عن كلام العرب ، ومن الضروري ومن المألوف أيضا أن نضع للصحة قواعد وحدودا . ولكن البلاغة لا تبحث عن صحة الكلام وخضوعه لما تواضع عليه المتكلمون باللغة العربية ، بل تبحث عن الخواص التي إذا توفرت في نتاج أدبي صار بليغا . فهي تبحث عن الجمال لا عن الصحة ، والجمال أرحب أفقا وأكثر حرية من هذا الأفق المحدود والمضطرب الضيق ، الذي تحاول البلاغة أن تحصره فيه . الجمال تمرد ووثوب ، والقواعد استكانة وهمود ، والجمال تحليق والقواعد اسفاف . ويعجبني في هذا الصدد ما أدركه الناقد الحصيف عبد العزيز الجرجاني وسجله في كتابه " الوساطة " فقد قرر في كلام طويل لا نستطيع إثباته هنا ، نكتفي منه بلمحة دالة ، قرر أن الجمال الفني أمر لا يحدده توفر الخواص والصفات التي درج الناس على تفضيل الكلام المشتمل عليها ، والشهادة بحسنه . وذلك حيث يقول " وأنت ترى الصورة تستكمل شرائط الحسن وتستوفى أوصاف الكمال ، وتقف من التمام بكل طريق . ثم تجد أخرى دونها في انتظام المحاسن والتئام الخلقة ، وتناسب الأجزاء ، وتقابل الأقسام ، وهي أحظى بالحلاوة وأدنى إلى القبول ، وأعلق بالنفس ، وأسرع ممازجة للقلب . ثم لا تعلم وإن قايست ونظرت وكرت سببا لما خصت به مقتضبا 00 "

    وإذا كان علم الجمال لا يزال يحبو ، والنقاد يلمون به ويستعينون به في حذر ، فأحرى بقواعد البلاغة الأثرية أن تتواضع وأن تعرف مكانها اللائق بها . وهناك قضية يجب أن تكون واضحة في أذهاننا هي أن لكل عصر بلاغته ، وهذا أمر معترف به في تاريخ الآداب ، فالشعر العباسي والجاهلي ، مهما تكن قوة الوشائج التي تجعل من الشعر العربي في عصوره المختلفة شعر لغة واحدة ، ومهما يكن من جمود الشعر العربي ولزومه عمود الشعر الجاهلي . فنحن بمجرد سماعنا قصيدة أو أبياتا نحدد مكانها من التاريخ مع استثناء الشذوذ والمفرقات . ونحن اليوم قد فقدنا الإحساس بمعاني كثير من الأدوات التي كانت تستعمل للتوكيد في رأي البلاغيين مثل إن وأن وقد 00 الخ . وأخذ أدباؤنا وشعراؤنا الكبار ، يستعملونها لمجرد الربط والاستعانة بها على تلاحم أجزاء الكلام . ولعلها كانت كذلك منذ عهد سحيق – فأبو نواس في بيتيه :

    ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم وأسمت سرح اللهو حيث أساموا
    وبلغت ما بلغ أمرؤ بشبابه فإذا عصـــارة كـــل ذا آثــــــــــام

    لا يريد أن يؤكد شيئا لأن ما ذكره هو الصفة التي أشتهر بها بين معاصريه جميعا .

    ولم يكن موقفه هنا موقف يفتخر على نظرائه مما يتباهون بالإمعان في الغواية ، بل هو موقف النادم على ما فرط في جنب الله .


    وسيكون نصيب من يحاول الرجوع بنا إلى الوراء من النجاح ، نصيب أولئك النقاد الذين وقفوا في وجه أبي تمام ، ومن كانوا يسمونهم المحدثين بوجه عام .

    بل أذهب إلى أبعد من هذا فأقول : ان لكل شاعر فحل وكاتب أصيل بلاغته الخاصة المستمدة من طبعه وظروفه ، وهذا معنى قولهم " الأسلوب هو الرجل " والأسلوب في حقيقته مجموعة من الخواص النفسية تنعكس على الجمل والتراكيب . ومن هنا كان لكل شاعر لونه الذي لا تغنى عنه الألوان الأخرى ، ولا هو بمغن عنهـا . ولكل كاتب فنه الذي لا يغنى عن الفنون الأخرى ولا هي بمغنية عنه .

    ولست في حاجة إلى أن أقول أن نظرتنا إلى البلاغة قد تغيرت تغييرا أساسيا تبعا لتغيير الاتجاه في الإنتاج الأدبي والنقد الأدبي . فلم يعد من همنا اليوم أن ننظر فيما اشتملت عليه القصيدة مثلا من تشبيهات واستعارات ومحسنات لفظية ومعنوية ، نفصلها لذلك بيتا بيتا ، ونميزها جملة جملة . وإنما ننظر إلى القصيدة نظرة شاملة ، لاعتقادنا أنها وحدة تساند أجزاؤها جميعا لتفضي بنا إلى جلاء الإحساس الذي خامر نفس الشاعر ، أو الفكرة التي سيطرت على ذهنه ، ونقيس جودة القصيدة بمقدار توفيق الشاعر في الكشف المؤثر عما خامر إحساسه أو لمع في ذهنه .
    وإذا جنحنا إلى شئ من التفصيل فلا يتعدى ذلك البحث عما اشتملت عليه القصيدة من صور ، قد تنتظم الصورة الواحدة منها مجموعة من الأبيات ، وإذا نقدنا الكلمات من جهة الصحة أو الجمال أو تعرضنا للتشبيهات والاستعارات ، فإنما يكون ذلك لتقويم الصورة وتحديد معالمها . وقد تشتمل القصيدة على كثير من الأبيات المعيبة الساقطة ، ومع ذلك نعتبرها قصيدة جميلة ما دامت في جملتها تكشف عن الغرض كشفا رائعا مؤثرا .
    وكثيرا ما تجاوزنا النقد الفني إلى دلالة الشعر النفسية ، إلى ملاءمته لنفس قائلة ، وهنا قد يكون الشعر الذي تزري به قواعد البلاغة أبلغ في الدلالة على أصالته من الشعر الذي تشهد له بالحسن . فإذا أخذنا مثلا تلك القاعدة المشهورة " البلاغة الإيجاز " وواجهنا بها شعر ابن الرومي ، ومنزلة ابن الرومي في الشعر العربي غنية عن الإشارة إليها ، فما أراه يثبت للنقد وسيخرج عن نطاق البلاغة لأنه خارج عن حد الإيجاز . ولكنا إذا نبذنا هذه القاعدة الجامدة ودرسنا حالة ابن الرومي النفسية ودرسنا ملابساتها ، وجدنا شعره بليغا معجزا في بلاغته ، لأنه يصور نفس صاحبه أروع تصوير . ولو أردنا من ابن الرومي أن يجعل الشعر " لمح تكفى إشارته " كما يريد البحتري ، واستجاب لنا لما فهمنا منه شيئا ، ولا فهم هو من نفسه شيئا .

    وإذا كانت قواعد البلاغة لا تصلح معيارا للنقد فإن مزاولتها – وخاصة في كتب السكاكي ومن جاء بعده – تفسد الذوق إفسادا لا يرجى له بعده صلاح . وهذا أمر قد أشرت إليه فيما سلف ولا أحب أن أعود إليه . ولكنني أحب أن أقول : إن قراءة كتب مثل كتابي عبد القاهر الجرجاني " إعجاز القرآن – أسرار البلاغة " مفيدة جدا ، بشرط ألا يركب قارئها الغرور فيعتقد أنه مالك أسرار البلاغة ومفاتيح النقد الأدبي باستيعابه لما اشتملت عليه من ملاحظات وقواعد . وأحببت أيضا أن أجيب على سؤال ربما خامر نفس من يقرأ هذا الكلام هو : هل معنى ذلك أن نترك دراسة البلاغة في مدارسنا ومعاهدنا ، ونحن نرى لها قيمة تاريخية ، ونرى لها قيمة عملية تتجلى في فهم تاريخ الأدب نفسه ، فإننا مثلا لا نستطيع أن نعرف عصور الصنعة ونميزها عما سبقها وما تلاها من عصور إلا بمعرفة هذه القواعد ، ونحن لا نستطيع أن نمضي في قراءة كتاب مثل كتاب ابن رشيق إلا إذا كان لنا إلمام بهذه القواعد ؟.

    وجوابي على هذا السؤال أن دراسة قواعد البلاغة كما نمارسها اليوم مضيعة للوقت ، ومشغلة عن الأدب ، ومفسدة للذوق . ومع ذلك فإني لا أقول بإلغائها وإهمال شأنها ، بل أني أرى من الخير أن ندرس منها مقدارا يساعدنا على فهـم تاريــخ الأدب ، وقراءة كتب الأقدمين بمنهج مخالف للمنهج المتبع اليوم .

    فالبلاغة تدرس عندنا حتى هذه اللحظة بطريقتين : الطريقة القياسية التي تذكر فيها القاعدة أولا ، ثم تشفع بأمثلة تندرج تحتها وهذه الطريقة هي التي تمارس في المعاهد الدينية . والطريقة الثانية الاستنتاجية التي تساق فيها الأمثلة أولا ثم تستنبط منها القاعدة ، وهي الطريقة السائدة في المدارس . وفي كلتا الحالتين تخصص للبلاغة حصص وتفرد لها ورقة في الامتحان . وهذا هو الخطل بعينه ، فاستقلال البلاغة على هذا النحو لا يحقق غرضا حتى عند من يؤمنون بجدواها ، لأنه يباعد بينها وبين الأدب ويضع في أذهان التلاميذ أنها شئ آخر .
    وعندي أنه يجب أن نفصل فن المعاني ، ونلحقه بالنحو ذي القواعد المطردة الذي أدعو إليه ، فهو في حقيقته أعنى فن المعاني فلسفة نحوية ، وهكذا فهمه عبد القاهر الجرجاني . أما فن البيان وفن البديع فيجب أن ندرس القواعد الأساسية منهما ضمن شرح النصوص الأدبية ، باعتبارهما وسيلة من وسائل الشرح والإيضاح ، وبذلك نستطيع أن نستفيد منها في فهم خصائص العصور الأدبية ومميزاتها في تعمد الصنعة والسير على مقتضى الطبع .




    انتهي مقال، محمد محمد علي
                  

03-17-2004, 08:55 AM

ABU QUSAI
<aABU QUSAI
تاريخ التسجيل: 08-31-2003
مجموع المشاركات: 1863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجزء الثاني من مقال محمد محمد علي! (Re: Agab Alfaya)

    أفاد الله يا أخ عجب الفيا . بوستاتك دائما دسمة وقيمة .
    ورحم الله الأستاذ الشاعر محمد محمد علي
                  

03-17-2004, 07:05 PM

Dr.Elnour Hamad
<aDr.Elnour Hamad
تاريخ التسجيل: 03-19-2003
مجموع المشاركات: 634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجزء الثاني من مقال محمد محمد علي! (Re: ABU QUSAI)

    الأخ منعم

    شكرا لك على مثابرتك في تسليط الضوء على إسهامات محمد محمد علي. فهو رجل سبق وقته، ولا تزال رؤيته الثاقبة فيما يتعلق بالنحو، والبلاغة، قائمة، وطازجة، حتى هذه اللحظة. خاصة الجانب الذي يتعلق منها بإصلاح المنهج المدرسي. فقد درسونا البلاغة في المرحلة الثانوية بأقسامها الثلاثة: البيان، والبديع، والمعاني، وحفظنا القواعد، وجلسنا لإمتحان الشهادة السودانية فيها، وأبلينا في الإمتحان بلاء حسنا، ثم ما لبثنا أن نسيناها، ولم يبق في الذاكرة منها سوى القليل، غير المفيد! وربما يمكنني القول، بلا مواربة، ان نسياننا لهل، لم يضرنا في شيء، بل وربما نفعنا ! وقواعد البلاغة، من فرط سماجتها، لا تستقر في ذهن قارئ، أو حافظ. وقد عمد الأدب العربي في عصور انحطاطه إلى المغالاة في الإتيان بالغريب والمستسخف من المعاني، واصبحت كتابة الشعر تعملا، وصنعة، خالية من الروح.

    ومن أمثلة القول السخيف التي لا أزال أذكرها مما لا يزال علقا بذهني من بقايا دروس البلاغة:

    قد يشيب الفتى وليس عجيبا أن يُرى النّوْر في القضيب الرطيب

    فهو اراد أن يقول أن رأسه قد شاب، ولكن جسده لا يزال غضا كالغصن (القضيب الرطيب)، وأن الغصن، على ليونته، ورطوبته، يحمل الزهر الأبيض. (النَّوْر)! ولذلك فإن راسه قد علاه الشيب مثلما يعلو الزهر الأبيض رأس الغصن.

    وورد أيضا:

    كفى بجسمي نحولا إنني رجلٌ لولا مخاطبتي إياك لم ترني

    وقد سخر أحد الأقدمين من هذا البيت فقال: أما صدر البيت فإعرابي في شملة، وأما عجزه، فمخنث يتفكك من مخنثي العقيق.

    ومن أمثلة المبالغات ما ورد من أقوال بعض الشعراء في وصف الخمر. ويبدو أن سبب هذه المبالغات، هو ولع بعض الخلفء بالخمر، خاصة على عصر العباسيين. ولذلك فقد مثلت المبالغة في وصف صفاء الخمر ورقتها، واحدة من طرق التقرب إلى أولئك الخلفاء.

    فمن أقوال أبي نواس في الخمر:

    عطس الصبح في الدجي، فاسقنيها خمرة تجعل الحليم سفيها
    لم أدر من رقةٍ وصفاءٍ، أهي في كاسها، أم الكاس فيها؟

    وصدقني يا منعم، رغم أنني حفظت هذا البيت منذ عشرات السنين، إلا أنني ما اهتديت إلى يومنا هذا إلى أي معنى فيما ورد فيه. وأعني بالتحديد قوله: (أهي في كأسها، أم الكأس فيها؟). فهل اراد أبو نواس أن يقول إن الخمر التي في داخل الكاس شفافة مثل الكاس تماما، ولذلك فهو لم يعرف أيهما داخل الآخر؟ ألا ينطبق هذا على الماء أيضا، وربما بأكثر؟

    وقال أبونواس في الخمر أيضا:
    توهمتها في كاسها فكأنما توهمت شيئا ليس يدرك بالعقل
    وقال في وصفها أيضا:
    وقد خفيت من لطفها فكانها بقايا يقين كاد يذهبه الشكُّ

    والأمثلة لسخيف القول، في الأدب العربي، مما تتم صناعته قصدا، وعمدا، لا يحصيها العد. وقد أخذ الشعراء في فترة من الفترات يتصيدون الجناس، والطباق، والمقابلة، وصنوف الإستعارة، والكناية، والمجاز، تصيدا. وأصبح الشعر بذلك مجرد صناعة لا روح فيها. إن الفطرة السليمة تباعد بين المرء وبين ذلك النوع من التعمل. ومعلوم كيف أسرف الشعراء في المبالغات اللفظية الخالية من المعنى في عهود انحطاط الأدب العربي. وقد عالج الكتاب المحدثون حقبة اإنحطاط الأدب العربي، في كتب كثيرة. ومن حسن الحظ أن النهضة الأدبية قد باعدت بين الناس وبين تلك الأنواع من النظم. وكما تفضل محمد محمد علي، وهو أستاذ ضليع للغة العربية، ومن خيرة من درسوا اللغة العربية في المدارس الثانوية السودانية، أن الوقت قد حان للتخفيف على الطلاب من هذا الحشو الذي لا فائدة وراءه. والذي يتوجب علينا عمله الآن إنما هو تدريس البلاغة، ما عرفها الأقدمون، كجزء من تاريخنا الأدبي، وليس بوصفها قواعد يجب أن نحرص على اتباعها في كتاباتنا اليوم. فعقل اليوم ليس هو عقل الأمس، ولغة اليوم ليست تماما هي لغة الأمس. فاللغة امتداد للفكر، بمعنى أنها ذراعه التي يستخدمها في الإبانة عن نفسه. وقد اختلفت قواعد العبة اليوم، عما كانت عليه بالأمس، اختلافا كبيرا. فنحن ننتج فكرا اليوم، وأدبنا يعبر من ثم، عن هموم حقيقية. ولا مجال لمقارنة حالنا بحال أولئك الشعراء الذين يأتون لبلاط الملوك والأمراء، ليسلوهم بغريب القول، من أجل يطردوا عنهم ما هم غارقين فيه من ملل. فالشعراء، والقيان الحسان المغنيات، وقتال الديكة، وقتال الأسود، كانت كلها تدور في فلك واحد، بغيته في الدوران مجرد طرد الملل عن خلفاء، وملوك، وأمراء، متخمين، فارغين.

    نعم، علينا أن نعطي وزنا معتبرا، لما كان يقوله محمد محمد علي. فالرجل خبير في تدريس اللغة العربية. وواضح أن قد تميز بنظرة ثاقبة مبكرة، وبفطرة سليمة لا يجرفها سفساف القول، ومبتذله. وأحب أن اعيد هذا الجزء مما كتبه، مما أوردته عنه أنت:

    Quote: فالبلاغة تدرس عندنا حتى هذه اللحظة بطريقتين : الطريقة القياسية التي تذكر فيها القاعدة أولا، ثم تشفع بأمثلة تندرج تحتها وهذه الطريقة هي التي تمارس في المعاهد الدينية . والطريقة الثانية الاستنتاجية التي تساق فيها الأمثلة أولا ثم تستنبط منها القاعدة ، وهي الطريقة السائدة في المدارس . وفي كلتا الحالتين تخصص للبلاغة حصص وتفرد لها ورقة في الامتحان . وهذا هو الخطل بعينه ، فاستقلال البلاغة على هذا النحو لا يحقق غرضا حتى عند من يؤمنون بجدواها ، لأنه يباعد بينها وبين الأدب ويضع في أذهان التلاميذ أنها شئ آخر .


    شكرا منعم على إجلاء هذا الوجه المستقبلي من شاعرنا محمد محمد عليه. افاض الله على قبره شآبيب الرحمة الهتون.
                  

03-18-2004, 03:54 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الي ابو قصي! (Re: ABU QUSAI)

    كتر خيرك وبارك الله فيك يا اخي
    الحقيقة افتقدناك ليك مدة ما ظاهر
    ابقي اظهر

    اجمل ما في مقال محمد محمد علي انه سابق لاوانه بكثير
    تجد فيه كثير من الاطروحات التي تسمي حداثية

    ولي عودة
                  

03-24-2004, 04:30 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد محمد علي - لكل عصر بلاغته، وهذه البلاغة لا تصلح لنقد الادب! (Re: Agab Alfaya)

    الدكتور النور حمد شكرا لك علي هذه المساهمة الشحمانة
    كما يقول اخي خالد الحاج

    وبجيك راجع لانها دايرة قعدة
                  

04-03-2004, 05:02 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخ الدكتور النور حمد (Re: Agab Alfaya)

    دائما مساهمتك القيمة دي في البال ،
    بجيك راجع ليها،
    وسوف اتعرض لبعض افكار محمد محمد علي الواردة هنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de