دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
نحن والاخر لعجب الفيا فى عجمان الثقافية
|
نشر فى جريدة الخليج عدد امس اعلان عن ندوة بعنوان نحن والاخر يشارك بها عدد من الكتاب والمفكرين العرب منهم د صالح هويدى العراق وزميلنا عبد المنعم عجب الفيا بورقة بعنوان نحن والاخر الغابة والصحراء السودان نموذجا الندوة مساء اليوم الاثنين نرجو من الاخوة فى الامارات الشمالية المشاركة والتحية للاستاذ الكاتب عبد المنعم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نحن والاخر لعجب الفيا فى عجمان الثقافية (Re: mohmmed said ahmed)
|
الأخ الفاضل محمد وبقية المتداخلين الأكارم.. للأسف الشديد لم يتمكن الأستاذ عجب الفيا من المشاركة ربما لالتزام طارئ في السعودية، وقد اضطررت للحلول محله حتى لا تضيع الفرصة على تجربة السودان ضمن جدلية الأنا والآخر.. أخذا بالقولة المأثورة "إذا غاب أبشنب مرح أبضنب"! إذا كان هناك داع، فيمكن أن أنشر المداخلة المتواضة التي شاركت بها، وحبذا لو حصلنا على ورقة الأستاذ عجب فهي حتما ستكون أكثر إتقانا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نحن والاخر لعجب الفيا فى عجمان الثقافية (Re: mohmmed said ahmed)
|
شكرا أخي محمد، فقط اسمح لي أن أوضح أن هذه المداخلة أعددتها خلال 48 ساعة فقد أبلغت بضرورة المشاركة قبل يومين فقط.
الغابة والصحراء ورمزية التعبير عن التدفق الوجودي في السودان د. محمد الأمين موسى*
• مقدمة
سؤال الهوية الذي طرح نفسه بإلحاح على الشخصية السودانية وهي تطل بقامتها في عهد الاستقلالات الوطنية، جعلها تتأمل ذاتها وتكتشف التميّز الإشكالي الذي يمزج بين مكونات الشكل المتباينة وبين مكونات الوجدان التي ترد من مصادر واضحة التباين. فما بين الملامح العربية المتدثرة ببشرة سوداء، ووجدان يتحكّر في قلب إفريقيا ويشرأب نحو المرابع العربية من الخليج إلى المحيط، جاء سؤال الأنا ليؤرق المبدعين ويربك السياسيين. وإن كان خيال المبدعين قد ساعدهم على تلمس الإجابة في ترتيب لقاء حميم بين الغابة والصحراء وهما طرفي نقيض الجغرافيا السودانية، فإن تهافت السياسيين جعلهم يقدمون الإجابات المتسرعة التي لم توفق في جعل سؤال الهوية يتوارى.
• الغابة والصحراء
معروف أن السودان قد نال استقلاله في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وهي فترة شهدت العديد من الاستقلالات الإفريقية. وبما أن المبدعين هم أكثر قدرة على التعبير عن وجدانهم ووجدان أمتهم، بادر طلائع المثقفين السودانيين المبدعين إلى التعبير عن خصوصية السودان الثقافية والإثنية والجغرافية. فالسودان بلد متعدد الثقافات والديانات، متباين إثنيا، كما أن تعدد مناخاته - المتراوحة ما بين الصحراوي الجاف والبحر الأبيض المتوسط والاستوائي - وجغرافيته المنطلقة من الصحراء الممهورة بتوقيع النيل والسافنا الممتدة إلى الغابة على اتساع مليون ميل مربع مطعمة بالجبال... هذا التعدد جعل سؤال الهوية إشكاليا يحتاج إلى جهد يبذل في فهمه، وإلى إبداع في صياغة إجابة له. هذا الواقع المميز دفع مجموعة من المبدعين السودانيين في ستينات القرن الماضي إلى تصور الهوية السودانية كهوية عربية إفريقية. وهذا التصور يختلف عن المفهوم المبسط للهوية العربية الإفريقية الذي يصنف الإفريقية في مستوى الجغرافية بينما العربية في مستوى الثقافة والإثنية الأمر الذي ينطبق على بعض البلدان العربية الإفريقية مثل تونس. فالإفريقية السودانية تهيمن على الجغرافيا وتتغلغل في الثقافة والإثنية تتقاسمهما مع العربية، بل إن هذه الإفريقية تطغى على المظهر العام. فالسوداني إفريقي اسما وشكلا إلى أن يثبت عروبته. هكذا وجد مبدعو ما بعد الاستقلال ميزة التقاء الغابة والصحراء التي حبا الخالق بها أرض السودان، خير شعار للتعبير عن الهوية التي تشكلت من الديانة الإسلامية والإثنيتين العربية والزنجية.
• رمزية الغابة والصحراء
انطلقت رمزية الغابة والصحراء من التعبير عن المكون العربي في الهوية السودانية بالصحراء، والتعبير عن المكون الزنجي-الإفريقي بالغابة. فعلى الرغم من أن منطلق العروبة اليمني لم يكن صحراويا وأن منتهاها في شمال إفريقيا والأندلس لم يكن صحراويا خالصا، إلا أن شبه الجزيرة العربية التي ترمز لتجذّر العروبة تتشح برمال الصحراء وليس هناك أبلغ من الصحراء كرمز/إيقونة. وفي المقابل نجد أن إفريقيا تتحزم بغابات خط الاستواء، وهي في الحالة السودانية تعبر عن مقابل موضوعي للصحراء يسمح بعقد المقارنات. بالإضافة إلى التعبير عن المكونين العربي والإفريقي، رمزت الغابة والصحراء إلى تباين جنوب السودان وشماله والتقائهما، وإن كانت ثنائية الشمال والجنوب لا تتطابق مع ثنائية العربي الإفريقي. ذلك أن العنصر غير العربي منتشر في شمال السودان بمفهومه الواسع. وهذا نجد أن من تغنى بثنائية الغابة والصحراء ورمّزها في إبداعه غالبا ما ينتمي إلى شمال السودان، وداخل هذا الشمال ينتمي إلى العنصر العربي. فهذه الثنائية ليست حالة معرفية خارجية، وإنما حالة وجودية داخلية استشعرها العديد من أهل السودان. لقد وجد مبدعو الغابة والصحراء في سنار الجغرافية-التاريخ تجسيدا لرمزية الغابة والصحراء. ففي سنار تشكلت سلطنة الفونج التي جمعت بين الزنوجة والعروبة والإسلام إيذانا ببزوغ الهوية السودانية الجديدة. إن رمزية الغابة والصحراء هي رمزية شاعرية توحي بالدفق الوجداني، خاصة وأن جمالية الطبيعة الجغرافية قضت بأن تتدرج الصحراء إلى أن تمتزج مع الغابة. وهذه الجمالية الطبيعية تغري بجمالية شاعرية تطمح إلى تشكيل جمالية ثقافية موازية.
• مبدعو الغابة والصحراء
على الرغم من أن فكرة ثنائية الغابة والصحراء كتعبير عن الهوية السودانية برزت عند العديد من مبدعي الستينات في السودان، إلا أنها كانت أكثر بروزا عند مجموعة من الشعراء وعلى رأسهم محمد عبدالحي ومحمد المكي إبراهيم والنور عثمان أبكر. لقد سبق رمزية الغابة والصحراء، تغني العديد من الشعراء السودانيين الحداثيين بإفريقيا التي يوجدون فيها وتوجد فيهم.. في وجدانهم. وهكذا تغنى محمد مفتاح الفيتوري صاحب: "عاشق من إفريقيا" و"أغنيات إفريقيا" و"اذكريني يا إفريقيا" بإفريقيا؛ وتغنى بها الشعراء محيي الدين فارس وتاج السر الحسن وجيلي عبدالرحمن ومحمد عثمان كجراي. وقد سبق كل هؤلاء الشاعر ورئيس الوزراء الأسبق محمد أحمد المحجوب الذي دعا إلى التوجه القومي ونبذ القبلية والجهوية من خلال الإبداع الأدبي ومناهج التعليم. يعتبر الشاعر النور عثمان أبكر هو أول من ابتكر مصطلح "الغابة والصحراء"، في: "صحو الكلمات المنسية":
مولود الغابة و الصحراء من هذا الطافر كالجبل الأسمر كمنارة ساحلنا الأزرق
وجد د.محمد عبدالحي ضالته في سنار التي يعتبرها البقعة التي عانقت فيها الغابة الصحراء ضالته، فعاد إليها عبر ديوانه: "العودة إلى سنار". يقول في نشيده الثاني:
سأعودُ اليوم ، يا سنّارُ ، حيث الرمزُ خيطٌ، من بريقٍ أسودٍ، بين الذرى والسّفح، والغابةِ والصحراء، والثمر النّاضج والجذر القديمْ.
وهاهو تعاوده نوستالجيا الغابة والصحراء وأهلها حيث يمتد الأفق خارج الحدود السودانية:
صاحبي قلْ! ما ترى بين شعاب الأرخبيلْ أرض "ديك الجن" أم "قيس" القتيل؟ أرض"أوديب" و"ليرٍ" أم متاهات "عطيل"؟ أرض "سنغور" عليها من نحاس البحر صهدٌ لا يسيلْ؟ أم بخار البحر قد هيّأ في البحر لنا مدناً طيفيّةً؟ رؤيا جمالٍ مستحيل؟
أما محمد المكي إبراهيم، فقد تغنى بإفريقيا الأولى في قصيدته "زنزباريات":
... ثم تسلق النهار ربوتنا والدار خذنا إذن لزنزبار حيث يظلل البهار مراقد المحبين، وحيث ننتشي برغوة البحر وبالعنف، وبالأشجار الجذوة الأولى خذنا إلى الرغوة والعقيق حيث يغرد البحر ويسكن الخليج وحيث تستفيق تحت غلائل السحب – المعبأة بأنعم الرحيق – إفريقيا الأولى
• التدفق الوجودي لدى الشخصية السودانية
إن التجربة الإبداعية لأصحاب الغابة والصحراء، ما هي إلا إحدى تمظهرات التدفق الوجودي لدى الشخصية السودانية. ونقصد بالتدفق الوجودي: "الإحساس بالوجود غير المرتبط بحدود المكان والزمان. هذا الإحساس يسم الهوية ويعطي انطباعا بالانتماء الكوني." يتجلى هذا التدفق الوجودي في الانشغال بهموم البشرية وتقمص العديد من قضاياها دون اعتبار لحدود جغرافية أو لتباعد زمني. هذا التدفق الوجودي هو الذي جعل المستمعين السودانيين هم أكثر جمهور القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية لأنها تلبي حاجياتهم المعرفية نحو العالم وكأنهم جزء من بيئتهم القريبة. وهو التدفق نفسه الذي حرك شاعرية المبدعين السودانيين ليتغنوا بنضالات الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. كما أن هذا التدفق الوجود تحول إلى سلوك ملموس بانتشار السودانيين على ظهر البسيطة رغبا ورهبا. فقد بدأ موسم هجرتهم إلى الشمال وإلى الغرب والشرق حتى تجاوزوا الاتجاهات التقليدية وأصبحت الهجرة وطن متنقل. يستشعر المرء هذا التدفق الوجودي عند الطيب صالح وهو يتواصل مع المتنبي أو ذي الرمة أو الصمة القشيري أو حين يتحدث عن بعض الشعراء البريطانيين. وحين يحن الصوفي عبدالرحيم البرعي إلى رسول الورى وخاتم النبيين ويناجي أولياء الله من مصر إلى فاس، يقدم نموذجا آخر للتدفق الوجودي. أما الشاعر تاج السر الحسن فيطوف في آسيا وإفريقيا ممتطيا وجدانه يقبّل الجغرافيا ويحيّ السياسة ويهتم مع ناشدي التحرر:
عندما أعزف ُ يا قلبي.. الأناشيد القديمة ويطل الفجر في قلبي .. علي أجنح غيمة سأغني .. آخر المقطع للأرض الحميمة للظلال الزُرق .. في غابات كينيا والملايو لرفاقي .. في البلاد الآسيوية للملايو .. ولباندونق الفتية لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيدة *** يا صحابي ... صانعي المجد لشعبي يا شموعاً .. ضوؤها الأخضرُ قلبي وعلي وهران يمشي .. أصدقائي والقنال الحر يجري... في دمائي وعلي باندونق ... تمتد سمائي يا صحابي يا قلوبا مفعمات بالصفاء يا جباها شامخات كالضياء عند حلفا عند خط الاستواء
• الغابة والصحراء: عناق أم صراع؟ في الوقت الذي اجتهد فيه المبدعون – متسلحين بشاعريتهم ونظرتهم المثالية الحالمة للحياة – لعقد لقاء عناق بين الغابة والصحراء، كان السياسيون – تدفعهم مصالحهم وبراغماتيتهم – يسعون لعقد لقاء صراع بين الغابة والصحراء.. وللأسف كانت أصواتهم أعلى من أصوات المبدعين. بعد أكثر من أربعة عقود على بروز فكرة الغابة والصحراء كمكون للهوية السودانية، يمكن للمرء أن يقيم تجربتها في تحديد ملامح الهوية السودانية عند النظر إلى الذات وعند التعامل مع الآخر. إن كان واقع الحال يشير إلى فشل فكرة الغابة والصحراء في تكريس هوية سودانية قائمة على الأفروعربية، فقد تكمن الأسباب في عدم قدرتها على استيعاب كل مكونات المجتمع السوداني المتعدد إثنيا وأنثروبولوجيا؛ وفي كونها لم ترض الداعين لهوية عربية إسلامية صرفة، ولا الذين دعوا لهوية إفريقية صرفة وهم كثر؛ كما أن التوجه الأيديولوجي الاشتراكي لأصحاب فكرة الغابة والصحراء جلب لهم معارضة التوجهات الأيديولوجية الأخرى. وعلى الرغم من مرور عقود على هذه التجربة الوجدانية، إلا أنها لازالت تحظى باهتمام الدارسين، ولازالت تلامس وترا حساسا في الوجدان السوداني الذي يصعب عليه انتزاع الغابة أو الصحراء من هويته وهو الممتد وجوديا إلى آفاق أرحب.
*أستاذ الإعلام المرئي بكلية الاتصال – جامعة الشارقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نحن والاخر لعجب الفيا فى عجمان الثقافية (Re: mohmmed said ahmed)
|
العزيز / محمد سيد احمد
الاعزاء
الزنجي
محمد الامين موسى
محمد سني دفع الله
محمد مدني
حيدر حسن ميرغني
اميرة عثمان
اشراقة
شكرا جزيلا لكم على هذا الاهتمام بالورقة الذي يؤكد حرصكم على اهمية الحضور السوداني في مثل هذه المحافل واللقاءات الثقافية ، وكم كنت حريصا ان اكون هنالك الا ان ظروف العمل تابي الا ان تجبرني على السفر خارج الامارات خلال ايام الملتقي كما اوضح مشكورا الدكتور محمد الامين موسى الذي اعتقد انه قد ادي المهمة بجدارية وبخبرة المعلم رغم ضيق الظرف ، وسوف اعد بنشر المساهمة ان شاء الله . واسمحوا لي ان اتوجه بالتحية لاستاذي النور عثمان ابكر الذي كان من المفترض ان يشارك ايضا الا ان ظروفا قاهرة قد منعته هو الاخر .
والتحية لكل رواد الفكر السوداني .
| |
|
|
|
|
|
|
|