قطيعة معرفية ام ديالكتيك معرفي ؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 00:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-09-2005, 01:51 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قطيعة معرفية ام ديالكتيك معرفي ؟!

    في قراءتنا النقدية للتجربة البنيوية وما بعدها - توقفنا عند مفهوم القطيعة المعرفية بحسبانه احد مثالب تلك التجربة اذ قلنا :

    " وتمشيا مع تدمير البنية المرجعية الذي طرحته ما بعد البنيوية رفع الحداثيون شعار ، القطيعة المعرفية . وقد أدى تطبيق هذا الشعار بطريقة غير جدلية وغير تاريخانية إلى الاستهتار بالقيم والتقاليد الأدبية والفنية وإلى الاستخفاف بالتراث الثقافي والأدبي الأمر الذي قاد إلى غياب المعايير حتى اختلط الحابل بالنابل وصار من الصعب جدا أزاء نزعة التجريب المحمومة التي سادت كل النشاط الأدبي ، التمييز بين النص الجيد والنص الرديء إذ أصبح كل نص مهمـا
    كان حظه من النجاح ، إبداع . وهنا يأتي المأخذ الذي أشار إليه دكتور حيدر إبراهيم في مقدمة العدد الثاني من مجلة ( كتابات سودانية ) في محله تماما حينما قال : ( رغم أن لكل ثقافة تاريخها وإن أي قطيعة مع الماضي لا يمكن أن تكون كاملة ، يحاول هؤلاء الشباب أحيانا تهديم كل المعابد ) .
    ومن الاشكالات التي أثارها شعار ( القطيعة المعرفية ) مسألة لتواصل بين الأجيال في الحركة الثقافية . لقد أدت القطيعة المعرفية إلى قطيعة بين الأجيال . وقد أنعكس لك بصورة واضحة في أداء اتحاد الكتاب في فترة الديمقراطية الثالثة فكان جيل الحداثة في وادي وبقية الأجيال في واد آخر . ولا يمكن طبعا قيام أي نهضة ثقافية حقيقة بدون تواصل فاعل بين مختلف الأجيال .
    ".. أعتقد أنه آن الأوان لمراجعة مثل هذه المفاهيم وأي محاولة لتقييم مسار الحركة البنيوية لابد أن تقف لمسألة مفهوم ، القطيعة المعرفية . فهل هنالك حقا قطيعة معرفية أم تراكم معرفي ؟ وإذا كانت هنالك قطيعة فما درجة هذه القطيعة ؟ وهل تتم هذه القطيعة في الزمن وعبر السيرورة التاريخية أم تتم بقرارات فوقية ارتجالية ؟ ." - انتهي .

    وكان ادونيس ابرز رمز حداثي في الادب العربي قد اعترف بوهم القطيعة المعرفية من خلال المآخذ التي اخذها علي المفاهيم الخاطئة للحداثة واسماها :أوهام الحداثة وذلك في كتابه : " الشعرية العربية "واجملها في الاتي :
    إن حداثتنا السائدة هي ، في الحالين ، استيهام . وأقصر كلامي هنا على الظاهرة الشعرية ، فأوجز أوهام حداثتها في النقاط التالية :

    الوهم الأول هو الزمنية . فهناك اتجاه يرى أن الحداثة هي الارتباط المباشر ، اليقظ باللحظة الراهنة . هكذا يرى أن التقاط حركة التقلب في هذه اللحظة دليل على حداثة الملتقط . واضح أن أصحاب هذا الاتجاه ينظرون إلى الزمن على أنه نوع من القفز المتواصل ، التراتبي ، بحيث أن ما حدث الآن ، متقدم بالضرورة على ما حدث أمس ، وأن ما يحدث غدا متقدم عليهما معا . وخطأ هذا الاتجاه هو في أنه يحول الشعر إلى زي ، عدا أنه يغفل أمرا جوهريا هو أن الشعر الأكثر حداثة صدر ويصدر عن عمق زمني يتجاوز اللحظة الراهنة ، ويستبقها . فلا يكتسب الشعر حداثته من مجرد راهنيته ، وإنما هي خصيصة تكمن في بنيته ذاتـها .
    الوهم الثاني هو الاختلاف عن القديم . وأصحاب هذا القول يرون أن مجرد الاختلاف عما سبق دليل على الحداثة وهذه نظرة آلية تحيل الإبداع إلى لعبة من التضاد ، شأن القول بالزمنية . هذه تضاد الزمن " القديم " بالزمن " الجديد " ، وهذه تضاد النص بالنص . هكذا يصبح الإبداع الشعري تموجا سطحيا ينفى بعضه بعضا . هذا عدا أن النظرة البسيطة إلى نصوص أبي نواس مثلا ، أو النفري ، ترينا أنهما أكثر حداثة من نصوص كثيرة " مضادة " لشعراء كثيرين يعيشون بيننا .
    الوهم الثالث هو المماثلة . ففي رأي بعضهم أن الغرب مصدر الحداثة ، وتبعا لهذا الرأي ، لا حداثة خارج الشعر الغربي ومعاييره ، أي لا حداثة إلا في التماثل معه . ومن هنا ينشأ وهم معياري تصبح فيه مقاييس الحداثة في الغرب ، المنبثقة عن لغة وتجربة معينتين ، مقاييس للغة وتجربة من طبيعة مغايرة . وذلك هو الاستلاب الذاتي واللغوي والشعري : ذلك هو الضياع الكامل .
    الوهم الرابع هو وهم التشكيل النثري . ويرى أصحابه أن مجرد الكتابة بالنثر من حيث أنها تختلف مع الكتابة الوزنية القديمة ، وتأتلف وتتماثل مع الكتابة النثرية في الغرب ، دخول في الحداثة . ويبالغ بعضهم فيرى أن مجرد الكتابة بالوزن تقليد وقدم ، ومجرد الكتابة بالنثر تجديد وحداثة . وهذا القول هو الوجه المقابل للقول التقليدي إن الوزن هو ، وحده ، الشعر ، والنثر ، أيا كان ، نقيض للشعر . إن هؤلاء لا يؤكدون على جسد الشعر ، وإنما يؤكدون على لباسه الخارجي : لا يعنون بمادة الشعر ، بل بشكله الوزني أو النثري . غير أن الشعر لا يحدد بالوزن ، وهو كذلك لا يحدد بالنثر . إن استخدام الشكل الوزني ، كمثل استخدام الشكل النثري لا يحقق بحد ذاته الشعرية ولا الشعر . ونعرف كتابة بالوزن لا شعر فيها كذلك نعرف اليوم كتابة بالنثر لا شعر فيها .
    الوهم الخامس هو الاستحداث المضموني . ويزعم أصحابه أن كل نص شعري يتناول إنجازات العصر وقضاياه هو ، بالضرورة ، نص حديث . وهذا زعم متهافت . فقد يتناول الشاعر هذه الإنجازات والقضايا من حيث أنه أدركها عقليا ، لكنه يقاربها من الناحية الفنية – التعبيرية ، بشكل تقليدي : يفشل في أن يتمثل شعريا ما أدركه عقليا . وهذا ما يبرز واضحا في الشعر العربي المعاصر ، منذ شوقي وحافظ ، مرورا بالرصافي والزهاوي ، حتى وقتنا الحاضر ، كما يفعل الشعراء الذين يكتبون أفكارهم الأيديولوجية " الحديثة " . - انتهي كلام ادونيس .

    وكانت الحداثة في الدراسات الانسانية والادبية قد استعارت مفهوم القطيعة المعرفية من العلوم sciences وتحديدا من عالم الفرنسي جاستون بشلار وقد اشار ميشيل فوكو الي ذلك في مقدمة كتابه : " حفريات المعرفة " حيث جاء :

    " .. تحول الاهتمام ، عكس ما سبق ، من الوحدات المتسعة التي كانت توصف كصعور وقرون ن صوب ظواهر الانفصال . فوراء الاتصالات الكبري للفكر ، وراء التجليات العظمي والمتجانسة لروح او عقلية جماعية ، خلف الصيرورة العنيدة لعلم متمسك بان يوجد وان يكتمل منذ بدايته ، وخلف اصرار جنس من الاجناس الادبية ، او شكل من الاشكال ، وفرع معرفي من فروع المعرفة ،او نشاط ما من الانشطة النظرية ، ينكب البحث حاليا علي رصد عواقب الانقاطاعات التي تتباين تباينا كيرا فيما يخص طبيعتها وصفتها . مثل الافعال والعتبات الابستمولوجية التي وصفها بشلار ، والتي تقطع الطريق امام التراكم اللامحدود المعارف ، وتوقف نموها البطيء وتزج بها داخل زمن جديد وتفصلها عن مصدرها الاختباري ودوافعها الاصلية .." - انتهي كلام فوكو .
    من كتاب حفريات المعرفة - ترجمة سالم يفوت .
    اذن فوكو يقر هنا بصريح العبارة باستعارة مفهوم القطيعة المعرفية من بشلار. لمزيد من الايضاح نورد النص الانجليزي لهذا الاستشاهد :

    " attention has been turned ,on the contrary , away from vast unities like periods or centuries to the phenomena of rupture, of discontinuity. Beneath the great continuities of thought, beneath the solid, homogeneous manifestations of a single mind or of a collective mentality, beneath the stubborn development of a science striving to exist and to reach a completion at the very outset beneath the persistence of a particular genre, form, discipline or theoratical activity,one is now trying to detect the incidence of interruptions.Interruptions whose status vary cosiderably. There are the epistemological acts and thresholds described by Bachelard: they suspend the cotinuous of acumulative of knowledge

    From : The Archaeology of Knowledge - Michel Foucault

    الا ان مفهوم القطيعة المعرفية عند بشلار قد تم توظيفه بطريقة غير جدلية في التجربة الحداثية افرغته من دلالته العلمية عند بشلار .
    ان ميشيل فوكو في قراءته للفكر الانساني لا يؤمن بالمفهوم الاممي لتقدم وتطور الفكر الانساني كما هو الحال عند ماركس وفلاسفة التنوير الاوربي : كانت وهيجل . انه يعلي من شان القطوعات المعرفية التي تفصم عري الوحدة الكلية والغائية لهذا الفكر وتبعثره .
    يقول في حفريات المعرفة : " التاريخ الشامل يضم جميع الظواهر حول مركز وحيد - قد يكون مبدأ او دلالة او روح عصر ن او رؤية للعالم ، او صورة اجمالية ، اما التاريخ العام ، فانه يرسم ، علي العكس ، فضاء تبعثر .."
    ولعل هذا هو السبب في احتفاء فوكو بالثورة الايرانية احتفالا شديدا اذ راي فيها دليلا علي صحة قراءته المبعثرة للتاريخ ، وانقطاعا عن الفكر الاوربي الليبرالي السائد .


    يتبع ..

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 12-10-2005, 00:39 AM)

                  

12-09-2005, 02:37 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قطيعة معرفية ام ديالكتيك معرفي ؟! (Re: Agab Alfaya)



    رؤية نقدية ... ميشيل فوكو وتاريخ الثقافة الأوروبية *


    بلور ميشيل فوكو (1926-1984) رؤية منهجية للتاريخ تقوم على أساس التعامل معه بوصفه تاريخ قطائع وتحولات لا تاريخ صيرورة منتظمة موصولة الحلقات. وهذا ما جعل التأويلات النقدية التي تناولته تصنفه ضمن التيار البنيوي، وهو التصنيف الذي كان يرفضه بشدة. لكن سواء قبلنا برفض فوكو تسمية هذه الرؤية السنكرونية بوصف البنيوية أو رفضناه فلا فرق، فالذي يهمنا في هذا السياق هو توكيد خصائص هذه الرؤية المنهجية وإبصار قيمتها ومحدوديتها في آن واحد، مع إبراز السياق الثقافي لانبثاقها ونتائج تشغيلها كإجرائية ناظمة للرؤية إلى تاريخ الفكر.

    إذا كان فوكو يقارب تاريخ الفكر بمنهج تقطيع وتجزيء للزمن التاريخي إلى جملة مراحل بينها فواصل وقطائع،فإنه يفضل أن يصف نفسه ومنظوره المنهجي هذا بوسم الأركيولوجي (الحفري). وهو بذلك يجعل بينه وبين عالم الحفريات مشابهة مقصودة. فالأركيولوجي تتبدى له طبقات الأرض متمايزة، كل واحدة منها تتسم بملامح خاصة، فيعالجها على نحو مستقل عن غيرها. وكذلك الحال في معالجة فوكو لطبقات الثقافة، حيث يستبعد المنظور التاريخي القائم على مفهوم التعاقب والصيرورة المنتظمة الرابطة بين الأسلاف والأخلاف، والواصلة بين السابق واللاحق. لكن إضافة إلى استبعاد الحس التاريخي يحرص فوكو على إنجاز استبعاد شيء آخر هو الذات الإنسانية. فلا يرى وجود ذات فاعلة في التاريخ، بل ثمة بنية خفية ينبغي الكشف عنها يسميها بالإبستمي،وهو نظام متحكم في وعي الإنسان وسلوكه. لذا كان فوكو يستهدف بأركيولوجيته الحفر في بنيات الثقافة من أجل تحديد الإبستمي المتحكم في كل بنية على حدة. هذا الإبستمي يشكل الشروط المحددة للتفكير والسلوك ونمط الحياة. ويحرص فوكو على تقديمه من خلال جهازه المفاهيمي، ويقف بشكل خاص عند مفهوم محوري محدد.

    ففي كتابه الأشهر “الكلمات والأشياء” يعالج أربعة قرون من تكوين الفكر الأوروبي الحديث، منتهيا إلى تصنيفها إلى ثلاث مراحل أو بنيات، الأولى هي التي سادت الوعي والواقع الأوروبي خلال عصر النهضة. والثانية هي التي سادت العصر الكلاسيكي (القرنين 17 و 18 )، والثالثة هي التي ظهرت في الفترة المعاصرة ابتداء من القرن ،19 وخلال مقاربته لهذه البنى لم يكن فوكو يتناول حقلا معرفيا معزولا عن غيره كما هو الشأن في القراءات التاريخية المعهودة،بل كان في دراسته مثلا لعلم الأحياء(البيولوجيا) في العصر الكلاسيكي يحرص على أن يقارن بين الأساليب المنهجية التي يتم بها دراسة الكائن الحي مع الأساليب التي يتم بها دراسة اللغات، وتلك التي يتم بها دراسة الثروة( الاقتصاد).وذلك حتى يثبت تماثل هذه الأساليب وتشابهها في المنطلق المنهجي،ليعود ويؤكد أطروحته القائلة بوجود إبستمي شارط للوعي والسلوك. فمجموع معارف كل لحظة تاريخية محكومة بنظام وقواعد تشكل إبستمي المرحلة.
    فما هو الإبستمي المحدد لكل مرحلة من مراحل التاريخ الثقافي الأوروبي؟
    بالنسبة للمرحلة/البنية الأولى فقد وصفها فوكو بكونها “الحقل الكبير أحادي الشكل للكلمات والأشياء”. إذ خلال هذه اللحظة كانت الكلمات جزءاً من الأشياء. أي إن العلاقة بين الكلمة والشيء كانت علاقة مشابهة، بمعنى أن الكلمات هي الواقع الذي تشير إليه. وبالتالي فالمفهوم المحدد لإبستمي عصر النهضة حسب فوكو هو “التشابه”.

    ثم يتعرض هذا الإبستمي القائم على رؤية التشابه إلى أزمة يجسدها دون كيخوت على نحو مأساوي دال. فدون كيخوت، حسب فوكو، رمز لنهاية إبستمي عصر النهضة، وإيذان بابتداء زمن جديد يتسم بانفصال الكلمات عن الأشياء، وانحلال التشابه وزواله. فدون كيخوت كان يرى التشابه حيثما نظر، لكنه ما إن يقترب حتى يفاجأ بالعكس. إنها مأساة وعي النهضة الأوروبية ورمز انتهاء منظومتها المعرفية، وإرهاص بالانتقال إلى منظومة مفاهيمية جديدة.

    وهذا الانتقال سيبدأ من نهاية القرن 16 حيث سيرتسم في الثقافة الأوروبية تحول نوعي، إذ انفصم ذلك الاتحاد بين الكلمة والشيء، وتبدلت العلاقة الناظمة بينهما من علاقة كينونية مترابطة تقوم على مبدأ التشابه، إلى علاقة “تمثيل”. حيث أصبحت الكلمات مجرد تمثيل للواقع لا جزءا منه.ويحرص فوكو هنا على استحضار مفهوم العلامة كما بلوره منطق بور رويال للتدليل على نظام التمثيل بين الكلمات والأشياء.

    أما في القرن التاسع عشر فسيطرأ تحول جديد، إذ بدل التمركز حول علاقة الكلمة بالشيء، أصبح الإبستمي المنهجي يدفع نحو دراسة البنية الكامنة والمحددة، وأصبح النمط المعرفي المهيمن هو التاريخ.

    هذه باختصار اللحظات المحورية في متن “الكلمات والأشياء”، ومن نافل القول الإشارة إلى أن نظرية فوكو ومنهجه في مقاربة التاريخ الثقافي الأوروبي قد وسعت بحثا ونقدا. وبالامكان أن نستحضر هنا أمثلة عديدة على الانتقادات التي وجهت له، بيد أن الذي نريد أن نلف الانتباه إليه في مقالنا هذا هو أن منهجية فوكو في تحقيب التاريخ وتقطيعه كان لابد لكي تنجح من أن ترتكب أخطاء توثيقية فاحشة أحيانا.وهي الأخطاء التي نرى أغلب القراءات الناقدة لفوكو تنحصر في إبرازها وفضحها. مع أن ذلك قليل قيمة،لأن مثل هذه الأخطاء هو ثمن أي موقف منهجي يأتي بإجرائية ومفاهيم جاهزة. وإذا أردنا أن نستعير لغة باشلار نستطيع إبراز مكمن قوة المنهج وضعفه في كونه يشبه شعاع الضوء، فهو يضيء ويخفي في آن واحد، إذ بمقدار ما يسلط الشعاع إضاءة على منطقة ما، بمقدار ما يعكس بظله على جوانب أخرى محيطة بها فيخفيها. لهذا كان لابد لفوكو من أجل إنجاز ترسيمته الجميلة لتاريخ أوروبا أن يسقط في جدل التجلية والإخفاء، فيختار من النصوص والأسماء ما يؤكد أطروحته ويخفي ما يناقضها.



    د.الطيب بوعزة

    [email protected]
    الخليج الثقافي - جريدة الخليج
    2005, 06, 13- Monday
    رؤية نقدية - ميسيل فوكو وتاريخ
                  

12-09-2005, 11:03 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قطيعة معرفية ام ديالكتيك معرفي ؟! (Re: Agab Alfaya)

    Quote: الوهم الثاني هو الاختلاف عن القديم . وأصحاب هذا القول يرون أن مجرد الاختلاف عما سبق دليل على الحداثة وهذه نظرة آلية تحيل الإبداع إلى لعبة من التضاد ، شأن القول بالزمنية . هذه تضاد الزمن " القديم " بالزمن " الجديد " ، وهذه تضاد النص بالنص . هكذا يصبح الإبداع الشعري تموجا سطحيا ينفى بعضه بعضا . هذا عدا أن النظرة البسيطة إلى نصوص أبي نواس مثلا ، أو النفري ، ترينا أنهما أكثر حداثة من نصوص كثيرة " مضادة " لشعراء كثيرين يعيشون بيننا .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de