دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عبد المنعم تحية طيبة وبعد شكرآ على هذه المقالة المثيرة للاسئلة الضرورية، والناقدة لبعض الكتابات السودانية المعاصرة. لقد قرأت مقالتك مرتين حتى افهم ما استغلق على فهمى ولكن دون جدوى. وربما استشكل على فهمى معانى بعض المفردات، والكلمة ومعناها أو تعسر فهم معناها قد يحول دون الفهم الناجز للنص كافة. وهنا اريدك ان تساعدنى على فهم ما استشكل من معنى فى هذه الجملة من مقدمة كتاب الاستاذ محمود بقلمه: لا ريب عندي أن هذا الكتاب
هذا الكتاب؟ هل هو كتاب الاستاذ محمود، ام كتاب مصطفى محمود؟ الاجابة فى ظنى على هذا السؤال سوف تكون فتحآ لفهم جملة النص وما بنى عليه من احكام تنحو نحو القطع والاطلاق والوثوق الناجز. ولك فائق التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Adil Osman)
|
الاخ الاستاذ عادل عثمان سعيد جدا بزيارتك واستفسارك، الكتاب الذي يقول عنه الاستاذ محمود محمد طه ،انه سيؤرخ لتحول في الفكر الاسلامي ،هو كتاب مصطفي محمود "القرآن ،محاولة لفهم عصري " وتبدا مقدمة الاستاذ محمود، في الرد علي ، مصطفي محمود كالاتي :
Quote: مقدمة:
أخرج الدكتور مصطفى محمود كتابا أسماه: (القرآن، محاولة لفهم عصري) طبعته (دار الشروق) ببيروت في شهر مايو من عام 1970 ..
لا ريب عندي أن هذا الكتاب سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي، لا لأنه كتاب جيد، ولكن لأنه كتاب جرئ ..
|
ولك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عبد النعم، شكرآ على التوضيح. فى الحقيقة أنا لم احظى بقراءة كتاب الاستاذ محمود ولا كتاب مصطفى محمود! ولكننى كنت اتابع برنامجه التلفزيونى الشهير (العلم والايمان)! ولقد كنت اجد صعوبة كبيرة فى فهم محاولاته المتعسفة، والاعتباطية بالقول ان كل الكشوف العلمية، والاختراعات، وقوانين الفيزياء والاحياء والكيمياء، كلها مذكورة فى القرآن! ولقد قام فى ظنى وقتها أن هذه المحاولات تضر القرآن أكثر مما تنفعه، وتزج بالدين فى صراع مع العلم قد لا يكون مناسبآ للدين القائم على التصديق الكامل، فى مقابل العلم الذى يقوم على التجربة والخطأ، وعلى البرهان ونقيضه، وعلى التجريب، والظنون والمعادلات!
| |
|
|
|
|
|
|
عن الانتحال (Re: Agab Alfaya)
|
اتمنى نشر مقالة القاضي حتى نعرف الى اية درجة انتحل الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا مقال ابوبكر القاضي
وارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عمر عبدالله هواري، تحية طيبة
كنت قد وعدت بالكتابة حول هذا الموضوع في معرض التعليق علي سلسلة مقالات الاخ ابو بكر القاضي التي نشرها هنا في البورد الاخ عماد البليك والتي اشار فيها الي رد الاستاذ محمود علي مصطفي محمود وبتاريخ 19/7/2004 انزل الاخ يا هو ذاتو مقال القاضي تحت عنوان : اشكالية التحول الديمقراطي وثقافة المستبد العادل" اشار فيه القاضي الي عنف اللسان عند الجمهوريين ،وساق رد الاستاذ محمود من ضمن الامثلة علي ذلك العنف حسب رايه، حيث يقول القاضي:
Quote: وعنف اللسان لدى الجمهوريين التكفير نجده في كتاب طريق محمد (للطرق والملل)‚ وكتاب عقيدة المسلمين اليوم‚ اما عنف اللسان فقد بدأ بمحاضرة الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين وادبيات الفكرة بعد محكمة الرد عام 1968 وكتاب القرآن ومصطفى محمود‚ |
وقد شاركت انا في مناقشة ما ورد في مقالات القاضي ووعدت بالكتابة عن موضوع رد الاستاذ محمود علي مصطفي محمود حيث قلت في مداخلة لي حررت بتاريخ 19 /7/2004 :
Quote: * قبل ايام وقبل اشارة القاضي الي مصطفي محمود كنت افكر في كتابة بوست عن الاستاذ ومصطفي محمود وهذا الموضوع كان يشغلني منذ بداية تعرفي علي الفكر الجمهوري ارجو ن اوفق في ذلك قريبا، |
وها انا افي بوعدي ،
لم اطلع علي رد ابو بكر القاضي علي خالد الحاج بسودانايل ، ارجو انزاله هنا لو امكن ،
في انتظار تعليقاتك ومداخلاتك
ولك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
اتفق معك اخي عادل عثمان بان الزعم بان كل الاكتشافات العلمية موجودة في القران قول فج ،ومنطق عاجز،لا يساهم الا في ابقاء المسلمين في لعب دور المستهلك لا المشارك في هذه الانجازات الحضارية .
وكنت اقول دائما في الرد علي مثل هذه الدعاوي : طيب لماذا لم يبادر المسلمون منذ البداية الي الكشف عن هذه الحقائق العلمية من القران ولو فعلوا كانوا سيوفرون علي البشرية هذه الرحلة الطويلة من الوقت والجهد والتضحيات في الوصول الي هذه المعارف وهذه الانجازات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ الدكتور ياسر الشريف لقد اطلعت علي الجزء الذي اوردته في بوستك ، من رد الاستاذ ابوبكر القاضي علي خالد الحاج ، والذي اشار فيه الي رد الاستاذ محمود، علي مصطفي محمود وهو الحديث الذي كان يقصده الاخ عمر عبدالله هواري في مداخلته ، وقد جاء في حديث القاضي المشار اليه :
Quote: فالفكرة الجمهورية ان تجاهلتها لا تسلم منها وان مدحتها دون ان تعلن إذعانك لها ايضا لا تسلم منها ومن باب اولى اذا انتقدتها. فقد مدحها الدكتور مصطفى محمود في كتابه (القرآن.. محاولة لفهم عصري) فرد عليه الاستاذ الشهيد بكتاب كامل باسم (القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري) استخدم الاستاذ عبارات عنيفة باقراره الضمني بذلك فما كان من الدكتور مصطفى محمود الا ان حذف عبارات المدح لكون ان هذا المدح قد جلب عليه شقاء لم يكن في حسبانه. رغم علمي بعنف اللسان الجمهوري فقد قررت تناول الفكرة الجمهورية من الجانب المتعلق بالتغيير والتحول الديمقراطي على اساس ان المواقف لها ثمن، ولمن لا يعرف المثل (شوال الدقيق لا تخرج يدك نظيفة منه).
|
ولعل المدح الذي يقصده القاضي هنا، هو اهداء مصطفي محمود الطبعة الاولي من كتابه " القرآن، محاولة لفهم عصري " الي الاستاذ محمود محمد طه والذي حذفه فيما بعد، في بقية الطبعات بسبب عدم رضاه عن رد الاستاذ محمود، عليه .
ولك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ منعم تحية طيبة قولك:
Quote: ولعل المدح الذي يقصده القاضي هنا، هو اهداء مصطفي محمود الطبعة الاولي من كتابه " القرآن، محاولة لفهم عصري " الي الاستاذ محمود محمد طه والذي حذفه فيما بعد، في بقية الطبعات بسبب عدم رضاه عن رد الاستاذ محمود، عليه . |
لست متأكدا من إهداء الدكتور مصطفى محمود كتابه للأستاذ محمود.. ولكن الذي أذكره عند قراءتي للطبعة الأولى من الكتاب إشارته للأستاذ محمود في مسألة التطور وإعجابه بتفسير الأستاذ للآية القرآنية "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" التي وردت في كتاب رسالة الصلاة
Quote: وعن نفخ الروح الإلهي في البنية البشرية بهذه الأطوار السبعة يحدثنا تبارك وتعالى فيقول: ((لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما، ثم أنشأناه خلقا آخر، فتبارك الله، أحسن الخالقين))..
وعن نفخ الروح، في بنية الكون، بهذه الأطوار السبعة أيضا يحدثنا، تبارك وتعالى، فيقول: ((إن ربكم الله الذي خلق السموات، والأرض، في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يغشي الليل النهار، يطلبه حثيثا، والشمس، والقمر، والنجوم، مسخرات بأمره، ألا له الخلق، والأمر، تبارك الله، رب العالمين)).
وهو عندما قال: ((ثم استوى على العرش)) إنما ذكر الطور السابع من أطوار النفخ..
السلالة ما استل من الشئ، وهو ما استخرج برفق، وفي أناة، وهو الخلاصة.. وهي أيضا تعني النسل، وتعني الولد.. تقول: هو سلالة طيبة، أو تقول: هو من سلالة طيبة.. ولقد استغرق استلال هذه السلالة من الطين زمنا سحيقا، كما أسلفنا إلى ذلك الإشارة..
وبعد إتمام استلال هذه السلالة، واستعداد المحل لنفخ الروح الإلهي - وذلك بظهور الحيوانات العليا- ظهر، بفضل الله، الانسان. واستمر تناسله، وزيادته، من يومئذ، بالتقاء ذكره بأنثاه، وأصبحت ((النطفة الأمشاج)) هنا، تعني ماء الرجل المخلوط، في الرحم، ببويضة المرأة.. فذلك قوله ((ثم جعلناه نطفة في قرار مكين)).. وقوله ((ثم أنشأناه خلقا آخر))، بعد أن ذكر أطوار التكوين المختلفة في الرحم، يعني ظهور النشأة السوية التي يختلف فيها الانسان عن الحيوان، ظاهران وباطناً.. وظهور هذه النشأة إنما يكون بقفزة تمثل حصيلة التنقل في المراقين التي استجمعت في الأطوار الستة السابقة، كما سلفت إلى ذلك الإشارة.. وفي جميع هذه الأطوار، النفخ الإلهي مستمر، لا يتوقف، ولن يتوقف، يد الدهر.. |
وسأعود لإعطاء نماذج توضح أن الأستاذ محمود لم يتجن على الدكتور مصطفى محمود، وما ينبغي له كما قال، وما وصفه بنفسه من عبارات إنما "يشتم منها رائحة العنف" ولكنها في الحقيقة ليست بالعنيفة ولكنها خالية من المجاملة.. وأنا شخصيا قد اتضح لي أن الدكتور مصطفى محمود يستحق أن يُكشف وينبه إلى أخطائه الشديدة، لتأثيره على عقول الكثير من الناس، خاصة وأنه كان له منبرا ثابتا في التلفزيون.. هل قرأت مقاله الأخير الذي أشرت أنا إليه في مداخلتي.. لو كان لديك أي نموذج لعنف لفظي غير مبرر فارجو أن تورده.. وآمل أن يتمكن الأخ القاضي من فعل الشئ نفسه في هذا المنبر التفاعلي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الدكتور ياسر الشريف شكرا علي التعقيب
الحقيقة انا لم اطلع علي الطبعة الاولي لكتاب الدكتور مصطفي محمود والطبعة التي اطلعت عليها خالية من الاهداء ولست متاكدا من شمولها علي اشادته بتفسير الاستاذ لاية "وخلقنا الانسان من سلالة من طين وفي كل الاحوال ، الغرض من ذكر هذه الوقائع هو اثبات احتفاء الدكتور مصطفي محمود بفكر الاستاذ محمود واعجابه به الي الحد الذي يفتخر فيه بتاثره به ،
تقول :
Quote: لو كان لديك أي نموذج لعنف لفظي غير مبرر فارجو أن تورده.. وآمل أن يتمكن الأخ القاضي من فعل الشئ نفسه في هذا المنبر التفاعلي..
|
كل النماذج التي اوردتها انا في المقال اعلاه مليئة بالعنف اللفظي، والتحامل والقسوة ، في حق مصطفي محمود من غير ان يكون لها مبررات موضوعية ، وذلك بغص النظر عن اتفاقنا او اختلافنا مع اجتهادات مصطفي محمود في تفسيره او فهمه العصري للقران،
ولك ان تتناول هذه النماذج واحدا واحدا وتنفي عنها صفةالعنف او التحامل او القسوة ،وتثبت لنا الضرورة التي اقتضت الاستاذ علي ان يحمل علي الدكتور علي هذا النحو ، في كل نموج علي حده ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عبد المنعم تحية وبعد انت تناقش كتابآ فى موقع عام، لم يطلع عليه الكثيرون. وكنت احسب انك سوف تورد النص الذى اقتطفت منه بعض الجمل التى اعانتك فى غياب النص ،الذى يحق لنا ان نطلع عليه، على اطلاق الاحكام، والوصول الى نتائج وتفسيرات شتى. وهأنا اورد النص الكامل للمقدمة التى كتبها الاستاذ محمود محمد طه فى كتابه الذى تفضلت بالاشارة اليه. اقول قولى هذا بغض النظر عن اتفاقى او اختلافى مع اراء الاستاذ محمود فى جملتها، او المنصوص عليها فى مقدمة كتابه. ـــــــــــــــــــــ
مقدمة:
أخرج الدكتور مصطفى محمود كتابا أسماه: (القرآن، محاولة لفهم عصري) طبعته (دار الشروق) ببيروت في شهر مايو من عام 1970 ..
لا ريب عندي أن هذا الكتاب سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي، لا لأنه كتاب جيد، ولكن لأنه كتاب جرئ .. وليست الجرأة على الخوض في أمر من أمور الدين بمحمودة على كل حال، ولكنها، إنما حمدت في هذا المقام، لأنها تمثل ثورة على الجمود الفكري، والعقم العاطفي الذي ضربه، حول الدين، من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم رجال الدين .. فلقد جمد هؤلاء الدين، وحجروه، في عصر اتسم بالسيولة، واحتشد بالحركة، والحيوية، والتجديد .. فلم يبق سبيل إلى الإنعتاق من أسر جمودهم غير الثورة .. ولا تملك الثورة أن تعتدل، وإنما هو الشطط .. وكذلك كان كتاب الدكتور مصطفى محمود، شططا في طرف التفريط وشططا في طرف الإفراط .. وقولا، في أدق أمور الدين، بغير علم، وإنما هي الخواطر الفطيرة، الفجة، تسجل تسجيلا، وترسل إرسالا .. ولقد نشرت محتويات هذا الكتاب في مقالات منجمة، على مدى ثلاثة عشر أسبوعا، بمجلة (صباح الخير) الأسبوعية، مبتدئة بعدد الخميس، أول يناير، من هذا العام – عام 1970– وكان العنوان الذي جرى تحته النشر: (محاولة لتفسير عصري للقرآن) وفي أثناء ذلك النشر توجهت إليّ مجلة (الأضواء) السودانية بستة أسئلة، كان أولها: (هل يملك الدكتور مصطفى محمود مؤهلات المفسر العصري للقرآن؟؟) ولقد نشرت الإجابة بعدد السبت الموافق 4/4/1970، وكان نصها: (مؤهلات المفسر العصري للقرآن تقوم على أمرين: أن يكون المفسر ملما إلماما صالحا بحاجة العصر، وأن يكون عالما علما وافيا، ودقيقا، بحقيقة القرآن ..
فأما حاجة هذا العصر فإلى الهداية .. فإن البشرية لم تكن يوما في التيه كما هي اليوم .. وسمة هذا العصر هي القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر الثورات: الثورة الثقافية، والثورة الجنسية، وثورة الشباب، وكلها دليل على القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر (الهيبيز) .. جماعات من الشباب، من الجنسين، يزيد عددهم كل يوم، ويستطير شرهم كل يوم، حتى لقد عم جميع الأقطار .. يقوم مجتمعهم على الرفض، فهم قد وجدوا مجتمع الحضارة الغربية، الآلية، مجتمع إنتاج واستهلاك، فقد الإنسان المعاصر فيه روحه، وقيمته، وحريته، واستحال إلى آلة تنتج وتستهلك، فرفضوه، ورفضوا معه كل عرف، ودين .. وفزعوا إلى صور من مجتمعات الغابة، فهم يلبسون المرقعات، ويسيرون حفاة، ويرسلون شعورهم، ويبيتون على الأرصفة، والطرقات، ويستبيحون بينهم من العلائق الجنسية ما ظلت البشرية على صيانته حريصة خلال تاريخها الطويل .. هم يبحثون عن حريتهم، وعن إنسانيتهم، وعن فرديتهم، فلا يكادون يجدون غير الضياع، وغير القلق، وغير الإضطراب .. فهل عند مصطفى محمود إدراك واسع لهذه الظاهرة، واهتمام بها، وسعي لإيجاد الهداية لها من القرآن بتفسيره العصري؟؟
ثم حقيقة القرآن .. ما هي؟؟ هي العلم المطلق .. وعندما تأذن الله أن يسرع الإنسان في معرفة المطلق نزله من الإطلاق إلى القيد، فكانت، في قمة القيد، الإشارة، وفي قاعدة القيد العبارة .. فأما العبارة فهي (الكلمة العربية) .. وأما الإشارة فهي (حرف الهجاء العربي) وأما حقيقة القرآن فهي فوق الإشارة، وفوق العبارة .. ولقد قال تعالى في ذلك: (حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا، عربيا، لعلكم تعقلون * وإنه، في أم الكتاب، لدينا، لعلي حكيم) فاما قوله: (حم) فإشارة .. وأما قوله: (والكتاب المبين) فعبارة .. وكذلك قوله: (إنا جعلناه قرآنا، عربيا، لعلكم تعقلون ..) فإنه عبارة تفيد العلة وراء تقييد المطلق .. وأما قوله: (وأنه، في أم الكتاب لدينا، لعليّ حكيم ..) فإنما هو عبارة، تفيد، بقدر طاقة العبارة، عن حقيقة القرآن .. وحقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، عبادة وسلوكا، وهو ما سمي، في أخريات الأيام، (بالتصوف) ..
فهل عند مصطفى محمود قدم في التصوف؟؟ لا!! ولا كرامة!!
إن ما أسماه الدكتور مصطفى محمود تفسيرا عصريا للقرآن ليس بتفسير، على الإطلاق، وإنما هو خواطر .. ولو قد كان للدكتور الفاضل قدم في التصوف لمنعه الورع أن يخوض فيما خاض فيه من أمر الدين بهذه الخواطر الفطيرة .. ومهما يكن من الأمر، فإن البشرية اليوم لا تحتاج إلي تفسير القرآن، وإنما تحتاج إلي (تأويله) .. وليس ههنا مجال الخوض في هذا الأمر، وإنما موعدنا مع القراء الكرام كتاب، هو الآن تحت الإعداد، في الرد على محاولة الدكتور مصطفى محمود لما أسماه بتفسير عصري للقرآن ..) هذا ما جاء في الرد على سؤال مجلة (الأضواء) ..
كلا!! فليس للدكتور مصطفى محمود قدم في التصوف .. بل هو لم يتفق له أن مارسه .. بل هو لا يقدره حق قدره .. بل هو لا يحفظ له بعض ما ينبغي له من الحرمة .. أسمعه وهو يتحدث عن النبي في صفحة 21 فيقول: (ولو كان محمد مؤلفا لألف في هاتين السنتين كتابا كاملا. ولكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء وجلاء فذهل كما تذهل وصعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء ..) .. فلعمري، لقد كان محمد مستمعا أمينا، ولم يكن أكثر من ذلك، إذا أردنا من قولنا هذا أن القرآن من عند الله، وليس من عند محمد .. فلم يكن لمحمد فيه غير الإستماع، والإتباع: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه، وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) ولكنه، مع ذلك، لم يكن قد (سمع كما تسمع أنت) لأنه كان قد أعد إعدادا فريدا، أنفق فيه خمس عشرة سنة بغار حراء، يصوم النهار، ويقوم الليل .. يتحنث، ويتخضع ويتزلف .. حتى إذا استعد المكان منه لتلقي القرآن كان من أول ما نزل عليه زيادة في الإعداد برسم طريق الصيام، والقيام، فقال تعالى في ذلك: (يأيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه، أو انقص منه قليلا * أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا * إن ناشئة الليل هي أشد وطأ، وأقوم قيلا ..) .. يقول تبارك وتعالى لنبيه الكريم: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) .. فلكأنه يطلب منه الاستعداد لسماعه، ولمتابعته، حين يلقي عليه .. والاستعداد لحفظه، ولفهم ما يفهم منه .. والاستعداد للعمل بما يجب عليه العمل به منه .. والاستعداد لتبيين ما يجب عليه تبيينه منه لأمته، في التشريع، وفي التفسير .. وإنما يكون ذلك الاستعداد بصيام النهار، وبقيام الليل (إلا قليلا، نصفه أو أنقص منه قليلا، أو زد عليه ..) ويحضه على القيام بعد النوم، ويرغب فيه، وذلك بذكر فضائله: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا، وأقوم قيلا) .. (إن ناشئة الليل)، القيام بعد النوم، في الثلث الأخير من الليل .. (هي أشد وطئا) .. مواطأة القلب للسان في الإنصات للقرآن في ساعة يصفو فيها الوقت، باستعداد القلب للتلقي، وبسكون الحركة التي تشغل الأذن، وبتقييد الظلام للنظر الذي يوزع الخاطر .. (وأقوم قيلا) يعني أوضح قولا .. ولقد كانت حياة محمد سمتا عاليا من الاستعداد الدائب لتلقي المزيد من معاني القرآن: (وقل رب زدني علما) فكان صواما، قواما، ساعيا في توصيل الخير للناس وصادقا في حب الخير للناس .. وكان كلما نزل عليه القرآن استعد به لتلقي المزيد منه: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، وجاءك في هذه الحق، وموعظة، وذكرى للمؤمنين) .. وفي موضع آخر: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة، كذلك، لنثبت به فؤادك، ورتلناه ترتيلا) .. ولقد جعلت هذه الحياة الثرة، الخصبة، العريضة، تجسيدا لمعاني القرآن، في الدم واللحم، فأصبحت مفتاحا لمغاليق معانيه، وهاديا في متاهات غيوبه .. وهذا هو السر في وضع محمد بيننا وبين الله في الكلمة التي هي باب الدخول في حضرة الملة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) .. وجاء العباد، من لدن أصحاب محمد، وإلى أشياخ الصوفية، يترسمون هذه الحياة .. يقلدونها في السيرة، وفي العبادة، ما أسعفهم الوسع، وما أمكنتهم الطاقة .. وهم يتلقون، من واردات الفهم عن الله من القرآن، ما قد جعلت العناية الإلهية بهم إتقانهم لتقليد حياة محمد مقدمة له، ووسيلة إليه .. فإذا جاء الدكتور مصطفى محمود، في آخر الوقت، ليقلل من كل هذه المجاهدات، فيختصرها، فيقول عن محمد: (ولكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين، سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء وجلاء، فذهل كما تذهل، وصعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء) فإنما يدل ذلك على أن هناك خطأ جسيما، وأساسيا، يتورط فيه الدكتور مصطفى محمود فيما يخص أمر النبي وسيكون لهذا الخطأ الجسيم سود العواقب على كل ما يكتب الدكتور عن القرآن، سواء أكتب من بعيد، أو كتب من قريب .. وأس هذا الخطأ الأساسي الذي يتورط فيه الدكتور إنما هو ظنه أن أسرار القرآن تنالها العقول، ويسبرها الفكر .. والذي عليه من أوتوا بصرا بهذا الأمر هو أن أسرار القرآن من وراء العقول ، وأنه لا يشم شميمها إلا من استطاع أن يرفع عن قلبه حجاب الفكر، وذلك بإتقان العبادة في تقليد محمد، في أسلوب عبادته، وفيما يتيسر من أسلوب عادته .. ذلك بأن العبادة وسيلة إلى الفكر، وأن الفكر وسيلة إلى رفع حجاب الفكر، حيث ينتهي الإدراك الشفعي، الذي أداته العقل، ويبدأ الإدراك الوتري، الذي أداته القلب .. ودقائق أسرار القرآن وترية .. وإنما الشفعية، والتعددية، في ظواهره، وحواشيه ..
إن غفلة الدكتور عن هذه الحقيقة هي التي ورطته في الهلكة التي تورط فيها تورطا موبقا، وذلك بإصدار كتاب يتحدث عن أدق أصول الدين بغير علم .. وهذه الغفلة ليست جديدة على الدكتور مصطفى محمود .. ولقد اتفق لي شرف التنبيه إليها منذ زمن بعيد، وذلك في مقال لي نشر في صحيفة (أنباء السودان)، العدد نمرة 188، بتاريخ السبت، 7 فبراير، عام 1959، على أثر سؤال وردني من أحد الأخوان .. وأحب، في هذا الموضع من المقدمة، أن أورد للقراء الكرام كل ما جرى يومئذ، لأنه شديد الدلالة على طبيعة ظن الدكتور مصطفى بأمر الدين، وأمر القرآن، من ثم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الدكتور ياسر،
ما ذكره الاستاذ محمود في خاتمة الكتاب دليل كاف بان قلمه جري بعبارات فيهاعنف لفظي ، ربما تبدو عبارة " عنف لفظي غير مناسبة في حق الاستاذ محمود ، وما عرف به من نهج مسالم ،ولكن الحقيقة هي ان هذه هي العبارة التي استعملها الاستاذ نفسه في الا عتذار المبطن لما جري به من عبارات يشتم منها رائحة العنف اللفظي ، حيث يقول :
Quote: لم أجامل الدكتور الفاضل، ولم أتحامل عليه .. وما ينبغي لي .. ومن الجائز أن القلم قد جرى، في بعض المواطن بعبارات تشتم منها رائحة العنف .. فما أريد، هنا، أن أعتذر عن شيء منها، فقد كنت أستخدم من الكلمات ما يؤكد معنى ما أريد ..
|
ان جملة " ومن الجائز ان القلم قد جري ، في بعض المواطن بعبارات تشتم منها رائحة العنف " حجة ما بعدها حجة علي ما اشتمل عليه رد الاستاذ علي ، مصطفي محمود، من عبارات قاسية وعنيفة ،
ويبقي السؤال : لماذا اضطر الاستاذ ان يذهب مع مصطفي محمود الي هذا الحد ،الي درجة اعترافه بان قلمه ربما جري بعبارات يشتم منها رئحة العنف ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عادل عثمان ،
انا غير مطالب بايراد نص الكتاب كاملا ،او ايراد فصول كاملة
وهذا منطق غريب ،لم نسمع به من قبل ،
كل المطلوب مني ان اورد النماذج التي تثبت دعوتي ،كما طالبني بذلك الدكتور ياسر الشريف ، وقد فعلت قبل ان يطالبني بذلك احد ، وعلي الذي يري غير ذلك ان يقيم الدليل وانت سيد العارف يا استاذ!
علي كل شكرك لك علي ايراد النص الكامل للمقدمة
والكتاب موجود بالكامل بموقع الفكرة الجمهورية وكل من زائر موقع الفكرة يعرف هذه الحقيقة ، وقد اورد الاخ عمر عبدالله في مداخلته مشكورا، رابطا للكتاب ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الكريم عبد المنعم تحية طيبة سأحول تتبع النقاط التي أثرتها هنا والتي فحواها أن الأستاذ محمود كان عنيفا في عباراته وقاسيا في حكمه على الدكتور مصطفى محمود من غير مبرر وهو قول يتماشى مع ماخطه قلم الأخ ابوبكر القاضي في مقالاته التي نشرت هنا وفي موقع سودانايل .. وقبل أن ابدأ أود أن اعلق على المقدمة التي افترعت بها حديثك ..
Quote: كانت كتابات الدكتور مصطفي محمود التي ذاع صيتها في الستينات والسبعينات من القرن العشرين ، تمثل ثورة ، في ذلك الوقت علي، جمود ،الخطاب الاسلامي الذي كان يتسم بالتحجر والتكرار والاجترار ومجافاة التفكير العقلاني والتعاطي مع منجزات العلم الحديث ومنطقه،ولعل المعارضة العنيفة التي قوبل بها كتاب الدكتور مصطفي محمود " محاولة لتفسير عصري للقرآن " الذي صدر في اواخر الستينات ،مؤشر علي ما كان يعانيه هذا الخطاب الاسلامي من جمود .مما حدا بالدكتور مصطفي الي تغير عنوان الكتاب الي " القرآن،محاولة لفهم عصري " ! |
حديثك هذا لا يختلف كثيرا عما أثبته الأستاذ في حق الدكتور مصطفى محمود حينما قال:
Quote: لا ريب عندي أن هذا الكتاب سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي، لا لأنه كتاب جيد، ولكن لأنه كتاب جرئ .. وليست الجرأة على الخوض في أمر من أمور الدين بمحمودة على كل حال، ولكنها، إنما حمدت في هذا المقام، لأنها تمثل ثورة على الجمود الفكري، والعقم العاطفي الذي ضربه، حول الدين، من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم رجال الدين .. فلقد جمد هؤلاء الدين، وحجروه، في عصر اتسم بالسيولة، واحتشد بالحركة، والحيوية، والتجديد .. |
أما حديثك عن اهداء الدكتور مصطفى محمود كتابه للأستاذ محمود ثم سحبه الاهداء حينما اطلع على نقد الأستاذ محمود له فلا علم له به وقد سألت عدد من اخواننا المعاصرين لتلك المرحلة فنفوا علمهم بذلك .. ولعل المقصود هو اشادته ببعض ما جاء في كتاب رسالة الصلاة ، والذي جرت طبعته الاولى في يناير 1966 ، كما أشار دكتور ياسر في رده أعلاه فقد جاء في كتاب الدكتور مصطفى محمود "محاولة لفهم عصرى للقرآن" عنه الآتي:
Quote: وأعجبني في كتاب للمفكر الإسلامي محمود طه بعنوان "رسالة الصلاة" تعبير جميل يقول فيه: إن الله استل آدم استلالاً من الماء والطين. "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" إنه الانبثاق من الطينة درجة درجة، وخطوة خطوة، من الاميبا إلى الإسفنج إلى الحيوانات الرخوية إلى الحيوانات القشرية إلى الفقريات إلى الأسماك إلى الزواحف إلى الطيور إلى الثدييات إلى أعلى رتبة آدمية بفضل الله وهديه وإرشاده" |
واذا سحب الدكتور مصطفى محمود هذا الحديث بعد النقد الموضوعي الذي تعرض له في كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" فهذا يحسب له لا عليه ويدل على أنه مكابر ولا يحب أن يسمع الا ما يرضيه .. أما الاستاذ محمود فهو لايعير اهتماما كبيرا لمدح المادحين أو ذم الذامين وقد جعل كل وكده قول الحق من غير تحامل أو مجاملة .. والحق أن رأي الأستاذ في كتابات الدكتور مصطفى محمود قديم وقد أشار اليه الأستاذ محمود بقوله:
Quote: وهذه الغفلة ليست جديدة على الدكتور مصطفى محمود .. ولقد اتفق لي شرف التنبيه إليها منذ زمن بعيد، وذلك في مقال لي نشر في صحيفة (أنباء السودان)، العدد نمرة 188، بتاريخ السبت، 7 فبراير، عام 1959، على أثر سؤال وردني من أحد الأخوان .. |
وقد أورد الأستاذ المقال كاملا في كتابه .. أما القصة التي ذكرتها عن حسن استقبال مصطفى محمود للوفد الذي زاره في منزله حيث قلت:
Quote: وقد علمت من بعض الاخوان الجمهورين انذاك ، ان الاستاذ محمود كان قد بعث بوفد من كبار تلاميذه لمقابلة ومناقشة بعض المفكريين المصريين كان من بين هؤلاء المفكريين مصطفي محمود .وقيل انه استقبل الوفد الجمهوري استقبالا حارا،واحسن وفادتهم،وعندما قدم له اعضاء الوفد نسخة من كتاب الاستاذ محمود محمد طه في الرد عليه ، وقرأ شيئا من المقدمة ،فتر حماس استقباله لهم وترحيبه بهم.ولعله فكر منذ تلك اللحظة في سحب اهداء كتابه للاستاذ محمود. |
فهي غير صحيحة بهذه الرواية وقد حدثني الأخ الذي نسق الزيارة وكان من ضمن اعضاء الوفد فذكر لي بأن استقبال الدكتور مصطفى محمود لهم كان سيئا وقد كانت تلك الزيارة هي الأولى والأخيرة له ولم تستغرق أكثر من ربع ساعة .. ولم تفوقها سوءا الا زيارة خالد محمد خالد .. وكلا الرجلين لم يتحملا النقد القوي الذي وجهه الاستاذ لكتاباتهما كما أنهما لم يستطيعا الرد عليه .. وكنت قد قرأت تعليقا لمصطفى محمود قبل سنوات قليلة يصف فيها الاستاذ محمود أوصافا سيئة ويبدي ارتياحا لمقتله مما يدل على أنه لم يتشرب أي من القيم الدينية التي يدعيها .. اذن فمصطفى محمود كان قد اطلع على ما كتب عنه قبل الزيارة التي وافق عليها على مضض .. نأتي الآن الى تعليقك عن قسوة الأستاذ في الرد على مصطفى محمود .. وواضح أنك هنا خلطت بين المواجهة القوية والتي كلها قيلت بحق وبين العنف اللفظي الغير مبرر وقد اعتمدت في حكمك هذا على فهم خاطي لحديث الأستاذ في ختام الكتاب حينما قال:
Quote: لم أجامل الدكتور الفاضل، ولم أتحامل عليه .. وما ينبغي لي .. ومن الجائز أن القلم قد جرى، في بعض المواطن بعبارات تشتم منها رائحة العنف .. فما أريد، هنا، أن أعتذر عن شيء منها، فقد كنت أستخدم من الكلمات ما يؤكد معنى ما أريد .. وجل ما أريد هو أن يأخذ الناس – كل الناس – أنفسهم بالسير خلف المعصوم، في إتقان، وتجويد لتقليده، في أسلوب عبادته، وفيما يطيقون من أسلوب عادته، حتى يأخذوا من سمت هذه الحياة الخصبة، المهتدية، الهادية، مفتاح مغاليق القرآن، فيتهيأوا بذلك للأخذ من الله كفاحا، ويكون ذلك سبيلهم إلى صفاء عقولهم، وإلى سلامة قلوبهم، فتتم لهم بذلك الحياة الكاملة – حياة الفكر، وحياة الشعور .. وأخشى ما أخشاه على النشء أن يظنوا أن هذا الدين دين قراءة، وتحصيل في المعاهد، على نحو ما يجري عليه العمل عندنا اليوم .. إن هذا الدين دين عمل .. والقاعدة في تحصيل العلم فيه قوله تعالى: (واتقوا الله، ويعلمكم الله ..) .. وقول المعصوم: (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم ..) .. |
ولقد أوردته كاملا حتى انبه للخلط الذي ورد في جملة "بعبارات تشتم منها رائحة العنف" فأرجو مراجعة الكلمات التي وضعت تحتها خط لأنها تفسر منهج الأستاذ محمود في عدم التحامل وعدم المجاملة .. ومن صور عدم المجاملة هذه أن يصف الأستاذ آراء الدكتور بالشطط وبالآراء الفطيرة حين تكون هي فعلا كذلك وبعد أن يقيم الدليل على ذلك .. ولايكفي أن تضع خطوط تحت عبارات الأستاذ وتصفها بالقسوة أو تدعي أن "القاري للكتاب لا يجد خلافا يذكر بين المفكريين يستدعي كل هذه القسوة" فإن انت لم ترى في صفحات الكتاب التي فاقت المائتين اختلاف في الفكرة والمنهج فإن غيرك قد يرى خلاف ذلك .. على كل أنا اعتقد أن كل كلمة قالها الأستاذ محمود في حق "افكار" مصطفى محمود قيلت بحق واقيم عليها الدليل فاذا كنت ترى غير ذلك أرجو أن تشير وسنستخرج لك من كتابة الدكتور ومن كتابة الأستاذ ما يثبت ذلك .. أما شخص الدكتور مصطفى محمود فإن الاستاذ لم يتعرض له الا في الجانب الذي طرحه في كتاباته مثل آرائه في التصوف من غير أن يدل أن له قدم في ممارسته وقد قيل "المرء مطوي تحت لسانه فتحدثوا تعرفوا" .. أما في غير ذلك فقد أشاد الأستاذ بالدكتور مصطفى محمود وخاطبه بلغة مناسبة للخطاب في عبارات مثل "الأستاذ الفاضل الدكتور مصطفى محمود" .. بل هو ينصفه حتى عندما يوجه له نقدا قويا كقوله "وأنا إنما كرهت لك هذا الفصل لأنه يمد في ضلال قديم هو اعتبار أن معاني القرآن إنما تلتمس في اللغة العربية .. هذا الضلال قد أنى له أن يصحح، ولقد كنت أنت، ولا تزال عندي، من المرجويين لتصحيحه، ذلك لأنك ذكي، ولأنك زكي، ولأنك عالم .." .. اذن لابد من التفريق بين شخص وأفكار الدكتور مصطفى محمود .. والحق أن من يعرف الأستاذ محمود لايمكن أن يتهمه بالتحامل على أي شخص ، بما في ذلك الذين يكيدون له ليل نهار مثل الدكتور حسن الترابي فقد قال عنه "أن شخص الترابي هو موضع حبنا ولكن ما ينطوي عليه من زيف هو موضع حربنا" .. وكما ذكرت من قبل فإن عبارات الأستاذ التي قالها في حق الدكتور أقام عليهاالدليل من أقوال الدكتور مصطفى محمود ولقد اكتفيت أنت بابرازها ووضع الخطوط تحتها الا أنك علقت على أحد هذه الأقول بقولك:
Quote: ويسفه الاستاذ اعتماد مصطفي محمود، علي العقل في محاولته اجتراح فهم عصري للقرآن بقوله:
Quote: والإعتماد على العقل في فهم أصول الدين ليس خطأ الدكتور مصطفى محمود وحده، وإنما هو خطأ شائع قامت عليه معاهد الدين جميعها في الأوقات الأخيرة، وآية ذلك إهتمام هذه المعاهد بالتحصيل النظري لقضايا الدين، وتقصيرها في التطبيق، مع أن القاعدة الدينية في فهم الأصول قول الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله ..)، وقول المعصوم: (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم) ..
يعني من علم بما علم من الشريعة علمه الله علم ما لم يعلم من الحقيقة .. |
|
مع ان شرح الأستاذ محمود لمسألة "العقل" والدين كان أن وضحها وفي أكثر من موقع بدءا برده عليه في مقاله الذي كتبه في سنة 1959 .. وقد وردت في بداية الكتاب وسأنشر ذلك الجزء هنا كاملا حتى يتضح قصد الأستاذ من العبارة التي اعتبرها أنت "تسفيها" لاعتماد مصطفى محمود على العقل خاصة وأن عبارة الأستاذ تحدثت عن "أصول الدين" وأبانت الوسيلة لفهما فيما نقلته أنت من نص عنه .. فالى حديث الأستاذ:
Quote: وأس هذا الخطأ الأساسي الذي يتورط فيه الدكتور إنما هو ظنه أن أسرار القرآن تنالها العقول، ويسبرها الفكر .. والذي عليه من أوتوا بصرا بهذا الأمر هو أن أسرار القرآن من وراء العقول ، وأنه لا يشم شميمها إلا من استطاع أن يرفع عن قلبه حجاب الفكر، وذلك بإتقان العبادة في تقليد محمد، في أسلوب عبادته، وفيما يتيسر من أسلوب عادته .. ذلك بأن العبادة وسيلة إلى الفكر، وأن الفكر وسيلة إلى رفع حجاب الفكر، حيث ينتهي الإدراك الشفعي، الذي أداته العقل، ويبدأ الإدراك الوتري، الذي أداته القلب .. ودقائق أسرار القرآن وترية .. وإنما الشفعية، والتعددية، في ظواهره، وحواشيه .. إن غفلة الدكتور عن هذه الحقيقة هي التي ورطته في الهلكة التي تورط فيها تورطا موبقا، وذلك بإصدار كتاب يتحدث عن أدق أصول الدين بغير علم .. وهذه الغفلة ليست جديدة على الدكتور مصطفى محمود .. ولقد اتفق لي شرف التنبيه إليها منذ زمن بعيد، وذلك في مقال لي نشر في صحيفة (أنباء السودان)، العدد نمرة 188، بتاريخ السبت، 7 فبراير، عام 1959، على أثر سؤال وردني من أحد الأخوان .. وأحب، في هذا الموضع من المقدمة، أن أورد للقراء الكرام كل ما جرى يومئذ، لأنه شديد الدلالة على طبيعة ظن الدكتور مصطفى بأمر الدين، وأمر القرآن، من ثم .. إليكم ما نشرته جريدة (أنباء السودان):- تعالوا إلى كلمة سواء!! الله والإنسان – الخوض في أسرار الكون عزيزي موسى .. تحية .. وبعد فقد أرسلت إلي صحيفة (أنباء السودان) الغراء الرد على سؤالك الأول، وهأنذا أبعث بالرد على سؤالك الثاني .. يسأل السيد م. ع. أ. الأخ الكريم مصطفى أبوشرف ما هو آت: (أستاذي .. فقد التبس علي الأمر في موضوع قرأته في كتاب (الله والإنسان) للكاتب مصطفى محمود، وقد جاء في فقرة من فقراته ما يلي:- (إن الله الذي لا يحترم عقلا صنعه بيديه يعطيني العذر في ألا أعبده) .. ثم يستطرد السائل فيقول: (ويعلل الكاتب حديثه بحجة أنه أراد بهذه الجملة تحطيم الحجة التي يلجأ إليها الفقهاء للهرب من الجدل .. حجة أن الدين فوق العقل، وأن الله فوق العقل، وأن العقل عاجز، قاصر، عن فض مغاليق الوجود .. ويقول أنه أراد لفت النظر إلى ما في هذه الحجة من تناقض .. فهم، بإساءتهم إلى العقل، يسيئون إلى أشرف ما صنعه الصانع الذي يعبدونه، ويفتحون ثغرة نعتذر بها عن عبادته، ونتمسك بأقوالنا، ومعنا حجة عليهم، وليست لهم .. ثم يستطرد السائل فيقول: (إنني عندما أقرأ هذا الحديث ينتابني الذعر، وتسيطر علي الهواجس، وأرى أن الكاتب، في تعليله، وحديثه، قد فند كل الحجج، وتحدى الدين، ورجاله، لما في كلامه من حقائق .. ولكن الله، في محكم كتابه يقول: ( يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) .. إن الله يأمرنا بألا نبحث في الذات، وما وراء الحياة .. وأريد أن أسأل: (هل أسرار الكون، وما وراء العقل، يمكن أن تخوض العقول للبحث فيه؟؟) (هذا هو السؤال .. وقد أوردته برمته حتى يرى القارئ مبلغ الاضطراب الذي في عبارته .. ومهما يكن من أمر، فإن أحدا من الفقهاء، لم يقل: أن العقل لا كرامة له، وأن الله لا يحترم العقل .. بل أن الفقهاء ليقرأون حديث النبي في ذلك، وهو طويل، ويشير إلى أن أول ما خلق الله تعالى العقل، وأنه، تبارك وتعالى، قال: (ما خلقت خلقا هو أكرم علي من العقل) .. والفقهاء يعلمون أن التكليف الشرعي والإجتماعي، الذي بفضله تميز الإنسان عن الحيوان، مداره العقل .. والفقهاء يقولون مع المتنبئ:- لولا العقول لكان أدنى ضيــ * *ـــغم أدنى إلى شرف من الإنسان فالله، إذن، يحترم العقل، ويكرمه، والفقهاء يعلمون ذلك بالبداهة .. و من هذا العلم البديهي يبدأون .. وإلا لكان اشتغالهم بالفقه لغوا باطلا .. فإذا صح هذا – وهو صحيح – فليس هناك إذن ما يبرر القولة، المتحذلقة، المتعالمة، الجوفاء: (إن الله الذي لا يحترم عقلا صنعه بيديه يعطيني العذر في ألا أعبده) .. إن الأمور تلبست على صاحبنا فظن أن العقل لا يكون كريما على الله، محترما عنده، إلا إذا خضع الله، سبحانه وتعالى، للعقل .. يدركه، ويحيط به، ويستنفد معانيه، ويفك مغاليقه .. فهو ينكر على الفقهاء قولهم: (إن الدين فوق العقل، وأن الله فوق العقل، وأن العقل عاجز، قاصر، عن فض مغاليق الوجود ..) ويرى أن هذا القول لا يستقيم مع احترام العقل .. إن كل ما عناه الفقهاء هو أن الله لا تحيط به العقول، وأن الدين فوق العقل بمعنى أن العقل إذا عجز عن إدراك أسرار أوامر الدين، ونواهيه، فعليه أن يطيع، وأن يصدق، وأن يؤمن بما جاء به الدين، لأن أسرار الدين هي حكمة الله، وحكمة الله كلما أدركت العقول طرفا منها، غاب عنها طرف .. ولذلك يقول، عز من قائل: (ويسألونك عن الروح، قل: الروح من أمر ربي .. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ..) .. والعقل ليس صورة ثابتة، وإنما هو نام، مطرد النمو، وما لا يدركه، اليوم، يدركه غدا .. وسبيله إلى إدراك ما لا يدرك، اليوم، التصديق، وحسن النظر، وإطالة الفكر، وارتقاب العرفان .. وهذا هو المقصود بقول الفقهاء (الدين فوق العقل) .. إن الدين هو الانقياد، والإذعان .. فما لا تذعن له وأنت عارف به، تذعن له وأنت مؤمن به .. لأن الله أرسل رسلا قامت الحجة على صدقهم .. والتصديق بما لا يمتنع عقلا أول مراتب العلم به .. ولذلك كان الإسلام، في طرفه القريب، مجرد تصديق، مع أنه في طرفه البعيد محض علم .. والعقل يدرك صفات الله، وأفعاله، بالتصديق به، أولا .. ثم بطول الروية، وحسن النظر، ثانيا .. ولذلك فقد دعانا تعالى للنظر في مخلوقاته: (قل انظروا ماذا في السموات والأرض!!) ولكنه لا يدرك ذات الله، فيحيط بها .. وذلك لأن العقل لا يميز الأمور إلا بأضدادها .. فلا يعرف النور لولا الظلام، ولا يعرف الحلو لولا المر .. وليس لذات الله ضد .. (ولم يكن له كفؤا أحد) .. ولصفات الله ضدية، ولأفعاله ضدية، في صفات العباد، وأفعالهم .. وبذلك أصبح ممكنا أن تعرف العقول الله، سبحانه وتعالى، بأسمائه، وصفاته، وأفعاله .. هذا هو السبب في أننا منهيون عن التفكير في ذات الله، مأمورون بالتفكير في مخلوقاته .. هل نحن منهيون عن التفكير فيما وراء الحياة، كما يظن السائل؟؟ كلا!! بل نحن مأمورون بالنظر في كل شيء، ما عدا ذات الله .. ولقد جاء التوحيد في الدين كوسيلة بها نوحد ذواتنا لنستطيع أن ندرك ذات الله، إدراك يقين، لا إدراك إحاطة .. فإن الإحاطة ممتنعة، لامتناع الوحدة المطلقة على أي ذات مخلوقة .. فالوحدة المطلقة هي حظ ذات الله وحده .. و لا يعرف الواحد إلا الواحد .. ولذلك قيل: ( لا يعرف الله، إلا الله ..) وقال النبي، صلى الله عليه، وسلم: (لك الحمد كما أنت أهله، لا أحصي ثناءا عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) .. (هل أسرار الكون، وما وراء العقل، يمكن أن تخوض العقول للبحث فيه؟؟) الجواب نعم!! وهذا هو المطلوب، فعلا!! غير أن العقول يجب أن تستعين على اجتلاء غوامض الوجود بالمرانة، و طول الرياضة، والصبر عن نزوات الطبع، ودواعي الجبلة .. وهذا هو غرض المنهاج الذي اختطه الدين، ورسمه بأوامره، ونواهيه .. فإن كنت لا تعرف الحكمة فيما أمرت به، ونهيت عنه، وجب عليك التصديق بذلك، ثم العمل كما أمرت، حتى يكتسب عقلك القدرة على الخوض في أسرار الكون، وحتى يأتيك موعود الله، في قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا .. وإن الله لمع المحسنين ..) .. أرجو أن يكون قد وضح أن كرامة العقل على الله لا تتنافى مع قول الفقهاء: (أن الدين فوق العقل، وأن الله فوق العقل) .. هذا وسيظل العقل كريما على الله ما عرف قدر نفسه، فلم ينف وجود كل شيء عجز عن إدراكه ..)) |
اكتفي بهذا القدر عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عمر عبدالله هواري
شكرا كثير علي التعقيب والنفس الهادي ،
يبدو لي ان هنالك محوريين في هذا النقاش ، الاول يتعلق بمدح واعجاب واشادة الدكتور مصطفي محمود بفكر الاستاذ محمود ، سواء كان هذا الاعجاب هو اهدائه طبعة من كتابه " القران والفهم العصري " او ثمينه لتفسير الاستاذ لاية وخلقنا الانسان من سلالة من طين .ويتعلق بذات الوقت بزيارة الوفد الجمهوري له وطريقة استقبال مصطفي محمود لهذا الوفد .وهذا المحور ثانوي وواهميته تاتي منه انه يعمل فقط كخلفية للجانب الرئيسي من الموضوع ، وحيث انني لا املك ادلة موثقة علي ذلك ومعلوماتي فيه سماعية ،فانني اكتفي بما سبق ان ذكرته ، مع التامين علي اشادة الدكتور بتفسير الاستاذ للاية المشار اليها.
اما محور النقاش الثاني والجوهري ،والذي يمثل لب الموصوع ، هو ما زعمه الاستاذ القاضي وما شاطرته فيه انا ، من ان الاستاذ محمود قد استعمل لغة عنيفة واصدر احكام قاسية في حق الدكتور مصطفي محمود ليس لها ما يبررها من الناحية الموضوعية ،الي درجة اعتراف الاستاذ بهذا العنف اللفظي ،رغم نفيه الي انه لم يتحامل علي الدكتور . وسينصب نقاشي من الان وصاعدا علي اثبات هذا العنف وهذه القسوة وهذا التحامل من خلال تحليل النماذج التي سبق ان اوردتها ومن خلال تحليل اعتراف الاستاذ بذلك وسوف اتعرض الي نقاش مسالة اهم من ذلك وهي تجريد الاستاذ للدكتور من أهلية الحق في تقديم تفسير عصري للقران علي زعم من انه لا يمتلك مؤهلات المفسر العصري .وهو حكم ينسجم مع الحجج التي يتمسك بها السلفيون امام اي محاولة لتقديم فهم عقلاني عصري للقران وغيره من النصوص المقدسة وقد كان الاستاذ نفسه ضحية لهذه الذهنية المتحجرة التي انكرت عليه فهمه الجديد للاسلام وتاويلاته للقران ، القائمة علي تقسيمه الي اصول وفروع ،
و احب ان اوكد هنا ان نقاشي سوف لن يكون حول صحة او عدم صحة افكار الدكتور او تطابقها مع افكار الاستاذ محمود وانما سينصب النقاش علي الاسلوب الذي اتبعه الاستاذ في الرد علي مصطفي محمود ومحاولة الاجابة علي هل انه فعلا لم يقسو او يتحامل عليه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re:مصادرة حرية البحث وحق الاجتهاد باسم التصوف (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عمر عبدالله الاخوة المتابعون
لعل من اخطر واعنف الاحكام التي اصدرها الاستاذ محمود في حق مصطفي محمود هو التقرير بان مصطفي محمود لا يملك المؤهلات التي تعطيه الحق في محاولة اجتراح فهم او تفسير عصري للقرآن !! حيث يقول الاستاذ محمود في مقدمة كتابه في الرد علي مصطفي محمود :
Quote: توجهت إليّ مجلة (الأضواء) السودانية بستة أسئلة، كان أولها: (هل يملك الدكتور مصطفى محمود مؤهلات المفسر العصري للقرآن؟؟ |
طبعا صيغة السؤال ليست جديدة .فالسؤال مبني علي خلفية الشروط التعجيزية التي وضعها فقهاء السلف في عصور الانحطاط والتقليد،والتي لا يمكن ان تتوفر في بني ادم من لحم ودم .وعلي الرغم ان الاستاذ محمود لا يتبني تلك الشروط الا انه قبل ان يجيب علي السؤال بهذه الصيغة التقليدية ، لان له شروطه الخاصة هو الاخر ! فما هذه الشروط التي يضعها الاستاذ محمود للمفسر العصري ؟ ولماذا خلص الي ان مصطفي محمود لا تنطبق هذه الشروط وبالتالي ليس مؤهل لهذه المهمة ؟ يشترط الاستاذ شرطين : - الاول الالمام بحاجة العصر للهداية ، -والشرط الثاني : ممارسة التصوف ، وكلا من الشرطين غير موضوعين ، بمعني انه لا يمكن التحقق منهما موضوعيا. فالتصوف ممارسة خاصة بين العبد وربه ، حيث يقول :
Quote: ولقد نشرت الإجابة بعدد السبت الموافق 4/4/1970، وكان نصها: (مؤهلات المفسر العصري للقرآن تقوم على أمرين: أن يكون المفسر ملما إلماما صالحا بحاجة العصر، وأن يكون عالما علما وافيا، ودقيقا، بحقيقة القرآن .. فأما حاجة هذا العصر فإلى الهداية .. .. فإن البشرية لم تكن يوما في التيه كما هي اليوم .. وسمة هذا العصر هي القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر الثورات: الثورة الثقافية، والثورة الجنسية، وثورة الشباب، وكلها دليل على القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر (الهيبيز) .. فهل عند مصطفى محمود إدراك واسع لهذه الظاهرة، واهتمام بها، وسعي لإيجاد الهداية لها من القرآن بتفسيره العصري؟؟
|
هذا هو الشرط الاول ، وعن الشرط الثاني يقول :
Quote: وحقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، عبادة وسلوكا، وهو ما سمي، في أخريات الأيام، (بالتصوف) ..
فهل عند مصطفى محمود قدم في التصوف؟؟ لا!! ولا كرامة!!
|
لاحظ العنف والشدة والتحامل في عبارة : لا ! ولا كرامة ! فالتصوف شرط اساس من شروط المفسر العصر ، وبدون التصوف لا يحق لاي انسان ان يتحدث عن اي فهم او تفسير للقران ! ولما كان مصطفي محمود حسب راي الاستاذ ،ليس له علاقة بالتصوف ولم يحدث ان مارسه فهو غير مؤهل لتقديم تفسير عصري ، ولذلك ان ما اسماه بمحاولة لتفسيري عصري ،ليس من التفسير في شي ، يقول :
Quote: إن ما أسماه الدكتور مصطفى محمود تفسيرا عصريا للقرآن ليس بتفسير، على الإطلاق، وإنما هو خواطر .. |
هكذا بجرة قلم واحد يحكم الاستاذ علي اجتهاد الدكتور علي ان تفسيره ليس بتفسير علي الاطلاق ! لاحظ التشديد في عبارة : علي الاطلاق !!! منتهي القسوة والعنف والتحامل .
والمفارقة المحزنة ان المنطق الذي تعامل به الاستاذ مع الدكتور مصطفي محمود، هو نفس المنطق الذي تعامل به من حكموا بردته وكفره ،فهم ايضا لهم معايرهم وشروطهم التي حكموا من خلالها علي ان الاستاذ محمود غير مؤهل للحديث باسم الاسلام ،
اذن هذا المنطق لا يقود الا الي العنف التكفير ومحو الاخر .ولو طبقنا التصوف كمعيار سوف نصل الي نتائج غير معقولة ونتحول الي امة من دراويش ، تصور لو طبقنا هذا المعيار علي قراءات ،نصر حامد ابو زيد مثلا ؟
الحل الوحيد هو تامين حرية البحث والاجتهاد للجميع ولا يصح الا الصحيح وتحويل مقولة :الحرية لنا ولسونا، من شعار الي ،عمل وواقع معاش ، ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
عن انتحالات الاستاذ الفيا (Re: Agab Alfaya)
|
كنا قد سالنا في بداية هذا البوست عن المدى الذي انتحل به الاستاذ عبدالمنعم عجب الفيا مقالة ابوبكر القاضي , وقد ادعى الفيا عدم قراءته للمقالة واستنجد بالاخ عمر هواري لنشر مقالة ابوبكر وجاء رد عمر كالاتي –مشيرا ضمنيا الى ذلك الانتحال حين تحدث عن قول الفيا الذي :
Quote: "هو قول يتماشى مع ماخطه قلم الأخ ابوبكر القاضي في مقالاته التي نشرت هنا وفي موقع سودانايل"ote |
ثم اشار الاخ عمر هواري الى انتحال اخر للاستاذ الفيا حين قال في هذا الصدد الانتحالي:
Quote: أود أن اعلق على المقدمة التي افترعت بها حديثك ..
Quote: كانت كتابات الدكتور مصطفي محمود التي ذاع صيتها في الستينات والسبعينات من القرن العشرين ، تمثل ثورة ، في ذلك الوقت علي، جمود ،الخطاب الاسلامي الذي كان يتسم بالتحجر والتكرار والاجترار ومجافاة التفكير العقلاني والتعاطي مع منجزات العلم الحديث ومنطقه،ولعل المعارضة العنيفة التي قوبل بها كتاب الدكتور مصطفي محمود " محاولة لتفسير عصري للقرآن " الذي صدر في اواخر الستينات ،مؤشر علي ما كان يعانيه هذا الخطاب الاسلامي من جمود .مما حدا بالدكتور مصطفي الي تغير عنوان الكتاب الي " القرآن،محاولة لفهم عصري |
" !
حديثك هذا لا يختلف كثيرا عما أثبته الأستاذ في حق الدكتور مصطفى محمود حينما قال:
Quote: Quote: لا ريب عندي أن هذا الكتاب سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي، لا لأنه كتاب جيد، ولكن لأنه كتاب جرئ .. وليست الجرأة على الخوض في أمر من أمور الدين بمحمودة على كل حال، ولكنها، إنما حمدت في هذا المقام، لأنها تمثل ثورة على الجمود الفكري، والعقم العاطفي الذي ضربه، حول الدين، من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم رجال الدين .. فلقد جمد هؤلاء الدين، وحجروه، في عصر اتسم بالسيولة، واحتشد بالحركة، والحيوية، والتجديد ..
|
وها انا اشير الى انتحال اخر من انتحالات الاستاذ الفيا قال الاستاذ محمود محمد طه الاتي عن تغيير عنوان كتاب مصطفى محمود:
Quote: ولقد يلاحظ أن اسم هذا الكتاب كان، أثناء نشره منجما في مجلة (صباح الخير)،: (محاولة لتفسير عصري للقرآن) .. فلما لقي الدكتور من المعارضة ما شككه في الثقة التي كان يأنسها من نفسه غير اسم الكتاب إلى (محاولة لفهم عصري للقرآن) وهو اسم أكثر تواضعا من سابقه، من غير أدنى ريب، بيد أنه تواضع لا تزينه فضيلة التواضع، بل إنه لتواضع يكشف عن ظاهرة مؤسفة، وهي أن الأستاذ مصطفى محمود لم يخض فيما خاض فيه من أمر أصول الدين إلا برأي فطير، وإلا بخواطر فجة |
وانتحل تلك الفكرة الاستاذ الفيا حين قال في مقدمة حديثه الاتي:
Quote: ولعل المعارضة العنيفة التي قوبل بها كتاب الدكتور مصطفي محمود " محاولة لتفسير عصري للقرآن " الذي صدر في اواخر الستينات ،مؤشر علي ما كان يعانيه هذا الخطاب الاسلامي من جمود .مما حدا بالدكتور مصطفي الي تغير عنوان الكتاب الي " القرآن،محاولة لفهم عصري |
""..
وبالاضافة لما اشرنا اليه واشار الى ذلك الاخ عمر هواري من انتحالات الفيا والتي تعكس استخفافا بعقل القراء, نذكر ايراده ادلة سمعية ضعيفة, رغم انه حاول ان يعطي القارئ ايحاء بان ما يذكره شيئ مؤكد حين قال:
Quote: وقد تاكد لي فيما بعد صحة هذه المعلومة |
نضيف الى ذلك امتلاء "مقال" الفيا بالاخطاء الاملائية والنحوية مما يساهم في موجة الاخطاء التي صارت تشكل وباء قاتلا في المنبر الحر
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ عبد المنعم أجدد التحية لك ولقراء الخيط لقد ذكرت أنت أن
Quote: محور النقاش الثاني والجوهري ،والذي يمثل لب الموصوع ، هو ما زعمه الاستاذ القاضي وما شاطرته فيه انا ، من ان الاستاذ محمود قد استعمل لغة عنيفة واصدر احكام قاسية في حق الدكتور مصطفي محمود ليس لها ما يبررها من الناحية الموضوعية |
وذكرت أن نقاشك سينصب على اثبات هذا العنف وهذه القسوة وهذا التحامل الا أنك فاجأتني بقولك بأن نقاشك "سوف لن يكون حول صحة او عدم صحة افكار الدكتور او تطابقها مع افكار الاستاذ محمود وانما سينصب النقاش علي الاسلوب الذي اتبعه الاستاذ في الرد علي مصطفي محمود ومحاولة الاجابة علي هل انه فعلا لم يقسو او يتحامل عليه" .. وهذا منطق غريب اذ أن عبارات الأستاذ لم تأتي من فراغ وأنما أتت على أساس محتوى أفكار مصطفى محمود التي نشرها في كتابه .. فكيف تثبت مثلا أن العبارة المعينة قاسية "وليس لها مايبررها" مالم تضعها في اطارها وتناقش حججها .. يذكرني نهجك هذا بنهج بعض القضاة الشرعيين الذين تقدموا بشكوى قضائية ضد الجمهوريين في منتصف السبعينات في مدينة بورتسودان بحجة أن معرض الجمهوريين يحوي لوحات فيها عبارات حسبوها اهانة وإشانة سمعة لهم وكانوا يشيرون الى حديث للأستاذ للقضاة الذين حكموا بردته يصفهم فيه بالجهل والخسة ومهادنة الحكام .. وقد كان دفاع الجمهوريين عندها أنم سيثبتون بالدليل العملي كل كلمة قالوها والا فإن التهمة ثابتة عليهم وقد فعلوا ذلك بالفعل مما اضطر الشاكيين لسحب قضيتهم والتي أصر الجمهوريون على نشر وقائعها على الملأ .. ومع ان الأستاذ محمود لم يتهم الدكتور مصطفى محمود بما اتهم به اولئك القضاة الا أن كل كلمة قالها في حقه وفي حق أفكاره كان يعنيها ولو ركزت جهدك على تبيين خطأ آراء الأستاذ محمود وصحة آراء الدكتور مصطفى محمود تكون قد وفرت علينا وعلى قرائك مشقة معرفة أين هو الميزان الصحيح للكلمات التي استخدمت ، أهو ماتملكه أنت أم ما يملكه الأستاذ محمود ؟! وهل يكفى أن تضع خطوط تحت عبارات الأستاذ مثل "فهل عند مصطفى محمود قدم في التصوف؟؟ لا!! ولا كرامة!!" أو تساؤله "فهل عند مصطفى محمود إدراك واسع لهذه الظاهرة، واهتمام بها، وسعي لإيجاد الهداية لها من القرآن بتفسيره العصري؟؟" ثم تطلق حكمك عليها بأنها "منتهي القسوة والعنف والتحامل" .. فهل شرح الأستاذ هذه العبارات وأثبت صحتها بما لا يدع مجالا للشك أم تركها هكذا كتقارير "بجرة قلم" كما ادعيت أنت؟! .. الدكتور مصطفى محمود لاشك تحدث في أصول الدين ودقائق المعارف بثقة العالم المحرر واختلاف الأستاذ معه اختلاف منهجي حيث ذكر أن معارف القرآن وسيلتها تجويد العبادة على نهج سيدنا محمد حيث قال "وحقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، عبادة وسلوكا، وهو ما سمي، في أخريات الأيام، (بالتصوف) .." .. فما هو وجه اعتراضك على هذه الجملة كشرط من شروط المعرفة في الاسلام؟ أو لا تقوم على الآية "واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم" و الآية "ياايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا" أو الحديث الشريف "من عمل بما علم أورثه الله علم مالم يعلم"؟! .. ففي منهج الأستاذ فإن العلم الصحيح بدقائق التوحيد يأتي بالعبادة المجودة التي تورث دقة في الفكر لا تتوفر لغير العابد وهذه الدقة هي التي برزت في ردود الأستاذ على ماكتبه الدكتور وعلى مدى صفحات الكتاب .. فهل أنت شخصياترى خللا في هذا المنهج؟؟ .. وهل هذا هو المنطق الذي قابل به الدعاة السلفيون الأستاذ محمود بأن وزنوا أقواله وفندوها أم انهم سعوا لتكفيره وحكموا بردته ثم تآمروا في آخر المطاف مع السلطة الزمنية على التخلص منه .. الأستاذ محمود لم يقنط الدكتور حقه في الكتابة ، بل أكثر من ذلك اهتم بكتابته واحتفى بها ، ولكنه رأى خللا في منهجه وفي محتوى علمه الذي نشره فأبان له هذا الخلل في قوة ووضوح .. فهل في هذا تكفير أو محو للآخر؟ ثم كيف يقود هذا المنهج الى "نتائج غير معقولة ونتحول الي امة من دراويش" ؟!! أما كان الأجدر بالدكتور مصطفى محمود أن يرد على ماكتبه الأستاذ وبنفس القدر أو نفس الأسلوب حتى يبين صحة منهجه ودقة فهمه ؟!! أو ترد أنت عنه اذا رأيت ذلك؟ وأنت تتسآءل فيما يشبه الاستنكار "تصور لو طبقنا هذا المعيار علي قراءات ،نصر حامد ابو زيد مثلا ؟" .. ماهو المعيار الذي تتحدث عنه هنا؟ هل هو معيار أن يرد الأستاذ محمود على تفسير نصر أبو زيد أو خلافه للقرآن بما يراه الحق ، اذا بدر منه شيئا من ذلك ؟ أم هو حديث الأستاذ عن ضرورة العبادة المجودة على نهج النبي لمعرفة دقائق حقائق الدين؟!! وهل حديث الأستاذ هنا هو محاولة لحجر التفسير على قبيل معين من الناس أم أن الأستاذ محمود حقيقة لا يحتفى كثيرا بالتفسير اذ أبان أنه لا يتجاوز قشور الدين الى اللباب وقد دعا لما هو أعمق منه "للتأويل" وذكر أن الأخير لا يتأتى الا بالعبادة المجودة وهذا أمر مفتوح للجميع وهو ماندب له الدكتور مصطفى محمود بعد أن أبان له من كتاباته أن ليس له فيه نصيب .. كل ما في الأمر أن الدكتور مصطفى محمود لم يدخل من الباب الصحيح بحسب ميزان الأستاذ محمود - ميزان الدين - ولذلك جاء تفسيره أو فهمه سطحيا ، كثير الفجوات مما حق للأستاذ أن يطلق عليه كلمة "خواطر" ويقول عنه بأنه ليس بتفسير على الاطلاق .. ولذلك اذا أردت أن تثبت أن الأستاذ محمود تحامل على الدكتور فلا مناص لك من مناقشة محتوى ماكتب الدكتور ومحتوى ما كتب الأستاذ ! عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عمر هواري ، لك التحية ولكل الاخوة المتابعين
عندما قلت لك انني سوف لن اناقش صحة او عدم صحة افكار مصطفي محمود او اتفاقها او اختلافها مع افكار الاستاذ محمود ، كنت اقصد ان الاختلاف الفكري ينبغي الا يكون مبررا ،في استخدام اللغة العنيفة واصدار الاحكام القاسية المسبقة التي لا تستند الا الي الاعتقاد بصحة ما نراه وخطا ما يراه غيرنا ، فقد عرف عن الاستاذ محمود انه انسان مسالم في قوله وعمله ،وانه يكره العنف اللفظي والجسدي ، حتي مع معارضيه الفسلين ،فلماذا اضطر باعترافه شخصيا الي استعمال لغة عنيفة وغير معهودة عنه في رده علي الاستاذ مصطفي محمود ؟ فالحكم الذي اصدره في مقدمة الكتاب بان تفسير مصطفي محمود ليس تفسير علي الاطلاق ،وانما هو خواطر فطيرة ، حكم ليس له ما يبرره من الناحية الموضوعية وانا اعني هذه العبارة بحذافيرها . اعني انه لا توجد مسطرة يمكن ان نقيس عليه خطا اجتهادات مصطفي محمود حتي يمكن ان نخلص باطمئنان الي انها ليس بتفسير علي الاطلاق ! فالتصوف ليس معيار موضوعي . وبنفس المنطق يمكن لاي انسان ان يصف اجتهادات الاستاذ محمود بالخواطر وانه ليست تاويلا او تفسيرا وبالتالي نظل ندور في هذه الحلقة التي لا تفضي الا الي العنف والتفكير ونفي الاخر .
سبق ان ذكرت مرارا ان الاستاذ محمود نفسه اعترف في خاتمة الكتاب بان قلمه جري بعبارات يشتم منها رائحة العنف ،وهذه عبارة واضحة لا غموض فيها .ولا يغير من معناه قوله انه لم يقسو او يتحامل علي الدكتور . فيكفي انه حرم الدكتور من فرصة ان يكون مصيبا لو مرة واحدة في اجتهاداته التي قطع شك فيها الكثير الذي يمكن ان تتفق معه فيه وفيها الكثير الي يمكن ان تختلف معه فيه .وهذا المنطق يتعارض حتي مع مقولات الاستاذ نفسه ، الذي يري انه لا يوجد باطل مطلق في الوجود !
وعندما وضع الاستاذ ممارسة التصوف كشرط للاجتهاد في فهم وتفسير القران ، لم يزد بان وضع كهنوتا جديدا ،بل الحقيقة هو الكهنوت القديم نفسه معبرا عنه بكلمة : التصوف ، وعندما اصدر حكما حازما وقاطعا بان مصطفي محمود ليس له قدم في التصوف ولا كرامة ، بل لم يسبق له ان مارسه ،لذلك ان تفسيره ليس تفسيرا علي الاطلاق ، اعطي الايحاء بانه وحده ،ينطبق عليه هذا الشرط وبالتالي وحده المطلع علي حقيقة القرآن التي يقول عنها انها في الاطلاق !!!
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الاستاذ اسامة الخواض
شكرا لك علي المساهمة في رفع البوست
والتنبيه الي الاخطاء الاملائية والنحوية
ولكنك في حديثك عن الانتحال ،
نسيت شيئا مهما ، وهو انتحالي لهذه الفكرة منك انت شخصيا !
فقد كنت قد تحدث عن ان لك رايا في رد الاستاذ محمود علي مصطفي محمود
وذلك في بوست بولا عن الفكر الجمهوري ، الذي انزله النور حمد
وها انا سبقتك في الحديث عن هذا الراي ،
ولا رايك شنو ؟؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الاستاذ/ عبدالمنعم الفيا ،، وافر التحية لك ولكل الاخوة المتداخلين ،،
نسعد والله حقيقة بأمثال هذه البحوث والنقاشات وإعادة الدرس حول أمثال هذه الرؤي الفكرية التي لم نلمم بها ساعة اجتراحها ، وحتي في بعض إطـّلاعنا عليها ، لم نحظي بالنظر في الرؤي المغايرة التي تأتي من خلال البحث النقدي من مختلف زوايا النظر في المسائل محل الطرح .
لاشك أنّ المنبر الحر ، يوفـّر فرصة نادرة لتبادل الآراء الإختلافية ، ممّا يؤدي ، بالضرورة ، لتصحيح الآراء المنظورة ..
فقط أحببنا أن نرفع البوست .. ولنا عودة - بعد القراءة الثانية - بما يشكل علينا في هذا الاطار .. ودمتم موفّقين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عبد المنعم تحية طيبة يبدو انك شممت عنفآ لفظيآ فى مداخلتى الاخيرة. إن كان ثمة عنف فيها، فإنى لمعتذر عنه. ولقد كانت غاية تنبيهى لك أن ايراد المصادر والمراجع، او على الاقل الاشارة اليها، ووضع ما يوصل اليها، فيه خير كثير للنقاش، ودواعى التوثيق، والتأريخ لهذا المجهود الابداعى الذى تبادر به وغيرك من الكاتبين فى هذا المنبر الحر.
قد يقول قائل إننا هنا لسنا فى قاعات الدرس الاكاديمى، ولسنا فى مجال البحث حتى نأخذ انفسنا بالشدة، والصبر على التدقيق، والسبر، والتوثيق. لم لا؟ لم لا نتأسى بالاستاذ محمود حتى حين يكتب للجرائد، فهو يورد رقم العدد، والتاريخ، ويوم النشر. وحين اشار الى كتاب مصطفى محمود، ذكر عنوان الكتاب، واسم المؤلف، ودار النشر، وسنة الطباعة والنشر، ومكانها. وهذا فى ظنى يعين على ضبط النقاش، ويساعد على اقتفاء اثر المنتج الابداعى مهما تطاول به الزمان، وباعدت بيننا وبينه مشقة المكان.
والان التقنية الحديثة، بما فيها الانترنيت، سهلت مهمة الباحثين، والمنقبين عن المعلومات بغرض تحويل هذه المعلومات الى معرفة تمكث فى الارض، وتنفعنا، وتنفع من يلينا من البشر فى مقبل القرون والاجيال!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الي عادل عثمان (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ والزميل العزيز
الاستاذ عادل عثمان ،
علي الحرام بينا مافي ملام ولا اعتذار،
لكن انا قلت الجني دا مالوا داير ينقلب علي ،لكن تاني قلبي اكلني
وقلت يمكن ظني ما في محله ،
يا زول عامرة تب ، وفي انتظار اشراقاتك ، ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين احتكار الحقيقة وبذرة العنف (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز عمر عبدالله هواري
لك التحية والاحترام،
تقول ان الاستاذ محمود انصف مصطفي محمود حتي في موضع النقد وستدل علي ذلك بقول الاستاذ محمود :
Quote: "وأنا إنما كرهت لك هذا الفصل لأنه يمد في ضلال قديم هو اعتبار أن معاني القرآن إنما تلتمس في اللغة العربية .. هذا الضلال قد أنى له أن يصحح، ولقد كنت أنت، ولا تزال عندي، من المرجويين لتصحيحه، ذلك لأنك ذكي، ولأنك زكي، ولأنك عالم .." |
الا تري يا عمر اي عنف لفظي هنا في كلمة الضلال التي جرت مرتين في هذا الاقتباس علي قلم الاستاذ ؟ ام انك تنتظر من مصطفي محمود ان يتقبلها بطيب خاطر ؟ ان الضلال هو اقسي ما يمكن ان يوصم به الاسلاميون مخالفيهم في الراي ولعل مصطلح الفرق الضالة هو التعبير المفضل عند هذه الجماعات ، الم يكن من الممكن للاستاذ ان يشرح وجهة نظره القائلة بان اللغة ، ليست هي الوسيلة الاخيرة في الاطلاع علي حقيقة القران وانما الالهام والوارد والكشف والفيض الذي يتم للعارف الصوفي ،وذلك بغير وصف الذين يقفون عند اعتاب اللغة بالضلال وهو وقوف مشروع علي اية حال ؟ وهل ينتظر من مفسر عصري ان يتحدث عن محاولة تفسير عصري للقران ، بغير اللغة ؟ وما حجتك كجمهوري علي من يصفك بالضلال في الوقت الذي تصف فيه انت من يقف معك علي ارضية مشتركة بالضلال فقط لانه استعمل عقله لفهم القران من خلال اللغة ؟ الم يقل القران نفسه " انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " ؟
وحتي بمعيار التقسيم الذي فرق فيه الاستاذ بين التفسير والتاويل ، نجد ان التفسير يتم في مستوي اللغة وباللغة .وحيث ان مصطفي محمود سمي محاولته تفسيرا فانه من باب اولي ان تتم هذه المحاولة باللغة. وبالتالي لا علي جناح عليه في ذلك ، ولا ضلال ! وتقول ان الاستاذ اثبت الفضل لمصطفي محمود وقال ان كتاباته تمثل ثورة في زمانها علي جمود الفكر الاسلامي .ولكن الحقيقة ان الاستاذ نفي ما اثبته من فضل ،في نفس السياق ،حينما اصدر حكما قاطعا جازما بان تفسير مصطفي محمود ليس تفسيرا علي الاطلاق وانما خواطر فطيرة ، حيث يقول :
Quote: لا ريب عندي أن هذا الكتاب سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي، لا لأنه كتاب جيد، ولكن لأنه كتاب جرئ .. وليست الجرأة على الخوض في أمر من أمور الدين بمحمودة على كل حال، ولكنها، إنما حمدت في هذا المقام، لأنها تمثل ثورة على الجمود الفكري، والعقم العاطفي الذي ضربه، حول الدين، من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم رجال الدين .. فلقد جمد هؤلاء الدين، وحجروه، في عصر اتسم بالسيولة، واحتشد بالحركة، والحيوية، والتجديد .. فلم يبق سبيل إلى الإنعتاق من أسر جمودهم غير الثورة .. ولا تملك الثورة أن تعتدل، وإنما هو الشطط .. وكذلك كان كتاب الدكتور مصطفى محمود، شططا في طرف التفريط وشططا في طرف الإفراط .. وقولا، في أدق أمور الدين، بغير علم، وإنما هي الخواطر الفطيرة، الفجة، تسجل تسجيلا، وترسل إرسالا .. |
وكما سبق ان قلت كيف يوصف كتاب مصطفي محمود بانه يؤرخ لثورة في الفكر الاسلامي ثم يوصف في نفس الوقت بانه قول في امور الدين بغير علم ، وانه خواطر فطيرة فجة ؟!! فاي فضل ابقاه بعد هذا الحديث للدكتور العالم ؟!!
وبالمقابل ، نجد ان مصطفي محمود قد عبر عن اعجابه باجتهاد الاستاذ في التفسير والتاويل ، ووصف الاستاذ بالمفكر الاسلامي، بل قل بالحرف انه تاثر بالمفكر محمود محمد طه ،كما سبقت الاشارة. حيث يقول في معرض اعجابه بتفسير الاستاذ والذي نقلته انت يا عمر مشكورا :
Quote: وأعجبني في كتاب للمفكر الإسلامي محمود طه بعنوان "رسالة الصلاة" تعبير جميل يقول فيه: إن الله استل آدم استلالاً من الماء والطين. "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" إنه الانبثاق من الطينة درجة درجة، وخطوة خطوة، من الاميبا إلى الإسفنج إلى الحيوانات الرخوية إلى الحيوانات القشرية إلى الفقريات إلى الأسماك إلى الزواحف إلى الطيور إلى الثدييات إلى أعلى رتبة آدمية بفضل الله وهديه وإرشاده" |
ولكن الاستاذ يصدر حكمه من البداية بتجريد مصطفي محمود من اي فرصة للصواب ،بل يصفه بالغفلة وبالضلال وبالتورط في الهلاك تورطا موبقا والحديث بغير علم الخ ..وذلك فقط لظنه ان مصطفي محمود ليس صوفيا ولم يسبق له ان مارس التصوف :
Quote: وحقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، عبادة وسلوكا، وهو ما سمي، في أخريات الأيام، (بالتصوف) ..
فهل عند مصطفى محمود قدم في التصوف؟؟ لا!! ولا كرامة!!
|
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ العزيز الأستاذ عبد المنعم، تحية وسلاما قولك:
Quote: في المعرض الذي اقامه الجمهوريون في اول سنة لدخولي الجامعة ، اطلعت بالارشيف الصحفي للجمهوريين،علي حوار صحفي اجري مع مصطفي محمود بجريدة الاضواء السودانية ، اذا لم تخني الذاكرة .وقد سئل مصطفي محمود في ذلك الحوار الصحفي عن المفكرين الذين تاثر بهم ؟ فاجاب بان من بين الذين تاثر بهم المفكر ، محمود محمد طه! اذكر انني نقلت حديث مصطفي محمود عن تاثره بفكر الاستاذ محمود الي احد زملائي المستنيرين بالدفعة بكلية القانون ، ،فرد علي بان مصطفي محمود كان قد اهدي الطبعة الاولي من كتابه محاولة لتفسير عصري للقرآن الكريم للاستاذ محمود محمد طه !! وقد تاكد لي فيما بعد صحة هذه المعلومة. |
أظن أنك تقصد اللقاء الصحفي للأستاذ محمود في جريدة الأضواء السودانية.. هذا هو اللقاء الذي أذكره في معارض الفكر الجمهوري.. وقد جاء هذا اللقاء الصحفي كاملا في كتاب من كتب الفكر الجمهوري هو "رسائل ومقالات ـ الكتاب الأول"
بيني وبين الدكتور الفاضل مصطفى محمود وقد جاء في تلك المقابلة ما أورده الأستاذ لاحقا في مقدمة كتابه "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري"، وتكرم الأخ عادل عثمان بإثباته هنا ضمن ما نقله.. في تلك المقابلة جاء عدة أسئلة أرجو أن تكون مفيدة في هذا البوست:
Quote: السـؤال الثاني:
التشابه بين الدكتور مصطفى محمود والتفسير المسيحي للكتب المقدسة؟؟
الجــواب:
كان الكتاب المقدس محتكرا في القرون الوسطى لا يطلع عليه غير رجال الدين، حتى كانت ثورة مارتن لوثر، في القرن السادس عشر، فكسرت الإحتكار، وأحدثت ثورة في الكنيسة، وأشاعت الكتاب بين عامة المسيحيين، ثم جاءت بتفاسير ثورية، متطرفة، خرجت على التقليد الذي درجت عليه الكنيسة في روما، وأخرجت للناس المذهب البروتستانتي المعروف.. ومن يومئذ بدأت الثورة تستطير، والفرق، والمذاهب، تظهر، والرأي التقليدي في الدين المسيحي يناجز، وسلطة البابا تتحدى، إلى يومنا هذا، حتى تعرضت الكنيسة، على عهد البابا بولس السادس، لأعنف ما تعرضت له في تاريخها الطويل، من الإختلاف.. هذا هو وجه التشابه بين مصطفى محمود، والتفسير المسيحي للكتب المقدسة، على حد تعبير سؤالك، وهو تشابه بعيد، ولكنه يقارب بعضه في إعتبار أن الفهم الديني، عند من يسمون أنفسهم رجال الدين، عندما يجمد، ويتخلف، وينشر الإرهاب الفكري، يحمي به جموده وتخلفه، يدفع إلى ثورة طائشة في الفكر، والعمل.. إن تفسير الدكتور مصطفى محمود يمثل ثورة على جمود الفكر الديني، وبداية لكسر إحتكار من يسمون أنفسهم رجال الدين عندنا للدين.. هذا هو التشابه..
السؤال الثالث:
هل تأتيان، أنت ومصطفى محمود، في موضوع التفسير بجديد، أم أن الأمر هو عملية إجلاء لوجه كان من قبل مخفيا؟؟ وهل ثمة علاقة تاريخية بين التجديد في دعوتك؟؟ وبين الدعوة المسيحية في عهود الإصلاح؟؟
الجواب:
للبدء في الإجابة على صدر هذا السؤال أبادر فأقرر أنه ليس هناك شبه بيني وبين مصطفى محمود، لا من قريب ولا من بعيد.. ولو كنت مكانه ما كتبت عن الدين، ولا تورطت في هلكة مثل الذي تورط.. ولمواصلة الرد على صدر هذا السؤال أقرر أيضا أن ما جئت به هو فهم جديد لأمر قديم، أو قل، إن شئت، هو عملية إجلاء لوجه كان من قبل خفيا ، أو كان مخفيا على حد تعبيرك .. وهذا الوجه الذى كان من قبل مخفيا هو القرآن، فإنه هو الكنز المخفي، وهو لا يزال بكرا لم يفض الأوائل منه غير ختم الغلاف.. وهذا هو التفسير، وما جئت به يتعدى التفسير إلى التاويل، وذلك أمر سترد معالجته في الكتاب الذي أعده الآن للرد على الدكتور مصطفى محمود..
وللإجابة على عجز السؤال أبادر فأقرر أن العلاقة التاريخية موجودة، ولكنها لا تتعدى العلاقة التي تنتظم تاريخ تطور الفكر البشري، حين يتسامى، للفهم الجديد، كل عهد جديد.. وأما العلاقة التاريخية، بمعنى التشابه في المبنى، أو في المعنى، فإنها تكاد تكون منقطعة تماما..
إن ما جئت به هو من الجدة بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو إليه هو نقطة إلتقاء الأديان جميعها، حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم، وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته، ولأول مرة في تاريخه الطويل..
السؤال الرابع:
بهذه المناسبة أين يلتقي المسلم والمسيحي، بالنسبة لأسس ديانتهما؟ وأين يختلفان..
الجواب:
الإسلام يهودي مسيحي.. أو قل: هو نقطة الإلتقاء بينهما.. أو قل: هو وسط بين اليهودية والمسيحية..
فحين تكون اليهودية في جانب التفريط، وتكون المسيحية في جانب الإفراط، يكون الإسلام وسطا بينهما.. ولقد قال تعالى في ذلك: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا، لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا)).. ومعنى ((لتكونوا شهداء)) لتجمعوا بين خصائص الناس من يمين، وشمال.. وكذلك جاء القرآن، جامعا، في سياق واحد، بين خصائص التوراة، وخصائص الإنجيل.. أو قل: جامعا بين اليهودية وبين المسيحية.. قال تعالى في ذلك ((وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا، وأصلح فأجره على الله.. إنه لا يحب الظالمين))..
قوله: ((وجزاء سيئة سيئة مثلها)) تحكي قول التوراة: ((العين بالعين، والسن بالسن)).. وأما قوله ((فمن عفا، وأصلح، فأجره على الله)) فيزيد على قول الإنجيل.. ((من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر)).. ويرتفع إلى مستوى قوله: ((أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم، ويطردونكم)).. ولقد جاءت شريعة المرحلة الأولى من الإسلام أقرب إلى جانب اليهود، وستجيء شريعة المرحلة الثانية منه أقرب إلى جانب النصارى، وذلك بالإرتفاع، والتطور، من آيات الفروع، إلى آيات الأصول.. ويومئذ يكون واضحا، وجليا، أن ليس هناك خلاف بين المسلم، والمسيحي، إلا خلافا واحدا هو أن المسيحية، حين أوصت بالتسامي، والنزوع إلى الكمال، لم تراع الضعف البشري، ولم تضع السلم الذي عليه يرقى الإنسان، من الضعف إلى القوة، ومن النقص إلى الكمال.. إن المسيحية لم تكن عملية، وإنما كانت نظرية، في حين أن الإسلام قد هيأ السلم الذي عليه يتم الصعود إلى الكمال الذي دعا إليه السيد المسيح، ثم لم يعد له هذا السلم.. إن الوقوف مع المرحلة الأولى من الإسلام – مرحلة العقيدة – أوهم بعض الذين لا يعرفون حقائق الدين أن هناك إختلافا بين أصول المسيحية، وأصول الإسلام، في حين أنه ليس هناك، في الحقيقة، إختلاف.. إلا إختلاف مقدار.. والإسلام، باختلاف المقدار هذا، أكمل من المسيحية، وأقدر على تحقيق وصاياها في الحيز العملي التطبيقي.. هذا كل ما هناك..
السؤال الخامس:
يشهد الوقت الحاضر توفر الرغبة للتعايش سلميا بين الأديان.. الإسلام والمسيحية، من جانب، والمسيحية واليهودية، من الجانب الآخر.. فهل يمكن أن يتم هذا التعايش دون أن تكون هناك مساومة على حساب الأديان؟؟
الجواب:
التعايش السلمي أدنى ما يطلب من الأديان، فكيف تكون هناك مساومة على حسابها، عندما يتحقق التعايش السلمي؟؟ إن الأديان مرجوة لتوحيد الناس على المحبة، لأن الناس أخوة، من أم وأب.. وقد أغرى بينهم العداوة الجهل بحقائق أمرهم.. وستسوقهم الأديان إلى العلم بعد الجهل.. إن الأديان كلها وحدة.. وهي، في أي مستوى كانت، إنما هي مراحل من الفكرة الكبيرة التي هي الإسلام.. الأديان كلها هي الإسلام، تنزل على حكم الوقت.. تستوي في ذلك الوثنيات، والتعدديات، والتوحيديات.. والإسلام معناه الإستسلام الراضي، في غير نزاع، بين العبد والرب، ولا بين العبد وبقية العباد الآخرين.. قال النبي: ((المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)).. هذا في معنى قول الرسول: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)) أن الناس، بفضل الله، ثم بفضل الإسلام، سيعيشون في سلام ومحبة..
السؤال السادس:
في تفسير مصطفى محمود للقرآن الكثير الذي ورد متفرقا في كتبك ومحاضراتك، وهو لديك أكثر تحديدا، وقوة، ومع ذلك فإن أفكاره تجد حفاوة أكبر – فلماذا؟؟
الجواب:
أما أنا فقد بدأت بالجانب التطبيقي في العبادة بإحياء السنة، قولا وعملا، وسلوكا، منتظرا موعود الله، حيث قال: ((واتقوا الله، ويعلمكم الله)) فلما جرى على لساني، وقلمي، وسيرتي ما علمني الله من حقائق دينه، ظنه الناس ليس من الإسلام. وما علموا: أن ما أقوله، وأسلكه، هو الإسلام، عايدا من جديد.. وأن الغرابة في هذا القول، وهذا السلوك، إنما هي لازمة من لوازم البعث الإسلامي.
ولقد حدثنا النبي فقال: ((بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا، كما بدأ، فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء، يا رسول الله؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد إندثارها!! ))..
وأما الدكتور مصطفى محمود فقد جاء ببضاعة مزجاة، فجازت على مستهلكين لا يحسنون التمييز.. هذا سبب..
والسبب الثاني هو: ((عقدة الأجانب)).. فإننا، نحن السودانيين، لطول ما رزئنا به من الإذلال، فقدنا الثقة في أنفسنا، وظننا أن الخير لا يأتي من عند أنفسنا، ولا من مواطنينا، وإنما هو الخير يجيء دائما من وراء حدود بلادنا.. هذا هو السبب الآخر..
أما بعد، فلا يظنن أحد، فيما قلت، جنوحا إلى تجريح الدكتور مصطفى محمود، أو ميلا إلى الثناء على النفس، وإنما هو الحق، في بساطة ووضوح، وستمكنني الفرصة، إن شاء الله، من تبرير هذه الإجابات في الكتيب الذي سأصدره في الرد على الدكتور الفاضل، وعلى الله قصد السبيل، ومنها جائر.. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ الدكتور ياسر الشريف ، لك لتحية
احمد الله ان ذاكرتي ليست خربة الي هذه الدرجة ، اؤكد ان الحوار الذي اطلعت عليه بالارشيف الصحفي بمعرض الجمهوريين كان مع الدكتور مصطفي محمود وقد سئل فيه عن المفكرين الذين تاثر بهم ، فذكر من بينهم الاستاذ محمود ، ولعل اشارته الي الاعجاب بتفسير الاستاذ لاية خلق الانسان من سلالة من طين ،هو من دلائل هذا التاثر، وقد قلت في حديثي ان الحوار نشر بصحيفة الاضواء " اذا لم تخني الذاكرة "اي انني غير متاكد من اسم الصحيفة ، وهذا ينبغي الا يكون ذريعة للتشكيك في ان الحوار لم يكن مع مصطفي محمود .وما الذي يمنع ان تجري الاضواء حوارا مع مصطفي محمود قبل ان تجري حوارها مع الاستاذ،
كنت قد طلبت مني ايراد نماذج تؤكد اللغة العنيفة التي استخدمها الاستاذ وقد فعلت ذلك وقمت بتحليل هذه النماذج فارجو ان اسمع تعليقك علي ذلك
ولك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز عبد المنعم تحية طيبة اتابع ما استجد من نقاطك فقد علقت على حديث الأستاذ محمود للدكتور مصطفى محمود الذي قال له فيه: وأنا إنما كرهت لك هذا الفصل لأنه يمد في ضلال قديم هو اعتبار أن معاني القرآن إنما تلتمس في اللغة العربية .. هذا الضلال قد أنى له أن يصحح، ولقد كنت أنت، ولا تزال عندي، من المرجويين لتصحيحه، ذلك لأنك ذكي، ولأنك زكي، ولأنك عالم.. بتساؤلات وتقريرات عجلى جاء فيها:
Quote: الا تري يا عمر اي عنف لفظي هنا في كلمة الضلال التي جرت مرتين في هذا الاقتباس علي قلم الاستاذ ؟ ام انك تنتظر من مصطفي محمود ان يتقبلها بطيب خاطر ؟ ان الضلال هو اقسي ما يمكن ان يوصم به الاسلاميون مخالفيهم في الراي ولعل مصطلح الفرق الضالة هو التعبير المفضل عند هذه الجماعات ، الم يكن من الممكن للاستاذ ان يشرح وجهة نظره القائلة بان اللغة ، ليست هي الوسيلة الاخيرة في الاطلاع علي حقيقة القران وانما الالهام والوارد والكشف والفيض الذي يتم للعارف الصوفي ،وذلك بغير وصف الذين يقفون عند اعتاب اللغة بالضلال وهو وقوف مشروع علي اية حال ؟ وهل ينتظر من مفسر عصري ان يتحدث عن محاولة تفسير عصري للقران ، بغير اللغة ؟ وما حجتك كجمهوري علي من يصفك بالضلال في الوقت الذي تصف فيه انت من يقف معك علي ارضية مشتركة بالضلال فقط لانه استعمل عقله لفهم القران من خلال اللغة ؟ الم يقل القران نفسه " انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " ؟
وحتي بمعيار التقسيم الذي فرق فيه الاستاذ بين التفسير والتاويل ، نجد ان التفسير يتم في مستوي اللغة وباللغة .وحيث ان مصطفي محمود سمي محاولته تفسيرا فانه من باب اولي ان تتم هذه المحاولة باللغة. وبالتالي لا علي جناح عليه في ذلك ، ولا ضلال ! |
وأول ماتجدر الاشار اليه هنا هو أن الأستاذ محمود لم يصف الدكتور محمود "بالضلال" في حديثه أعلاه أو في أي حديث آخر في كتابه .. وكلمة الضلال "القديم" التي ورد ذكرها مرتين تتحدث عن مفهوم معين وهو "اعتبار أن معاني القرآن إنما تلتمس في اللغة العربية" وهو مفهوم قديم لم يأت به الدكتور بل هو كان من المرجويين لدي الأستاذ في تصحيحه لأنه "ذكي" ولأنه "زكي" ولأنه "عالم" بحسب عبارات الأستاذ ولكنه للأسف وربما من غير أن يشعر مد فيه بكتابته في ذلك الفصل المشار اليه .. وعلى أي حال فإن الأوصاف التي وصف بها الأستاذ الدكتور لايمكن أن تنطبق على شخص "ضال" بالصورة التي يعنيها السلفيون عندما يطلقون تلك الصفة على من يخالفونهم الرأي .. الشيء الثاني هو أن كلمة "ضلال" نفسها تحمل معان شتى ودرجات شتى كذلك .. فهي قد تعني النسيان كما في قوله تعالى (ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى) وهي قد تعنى سوء الحكم والتقدير كما في قول أبناء يعقوب لأبيهم (اذ قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة ان ابانا لفي ضلال مبين) وهي تعني ايضا تنكب طريق الحق .. أما اختلاف درجة المعنى فيلتمس في تعابير القرآن المتواترة والتي تحدد مدى الضلال في عبارات مثل (ضلال مبين) و(ضلال كبير) و (ضلال بعيد) .. اذا فينبغي الا تنصرف اذهاننا ، كلما رأينا هذه الكلمة ، الى الفهم التكفيري الذي يتبناه السلفيون والذي عبرت أنت عنه بقولك "الضلال هو اقسي ما يمكن ان يوصم به الاسلاميون مخالفيهم في الراي" ودعني اقدم لك نماذج من استعمال الأستاذ لها في كتابه موضوع الحوار .. ومع أن أعظم كلمات القرآن، على إطلاقها، هي كلمة (الله) إلا أن كلمة (لا إله إلا الله) أهمها، وما ذاك إلا لقيمتها (التسليكية) .. فإنها، من حيث التسليك، لا يعدلها شيء، وذلك لمكان (النفي) و (الإثبات) فيها .. وما يفيده (النفي) و (الإثبات) هو أن الحقيقة لا هي هذه، ولا تلك، وإنما هي (بين، بين) .. ومعنى هذا أنك إن أشركت بالله غيره فأنت ضال، وإن نزهته عن الشريك فأنت ضال، وإن كان ضلالك، حين تشرك معه غيره، أكبر من ضلالك حين تنزهه .. أرجو أن تكون قد لاحظت معى اختلاف درجة "الضلال" هنا بين الشرك والتنزيه .. أما قولك:
Quote: وتقول ان الاستاذ اثبت الفضل لمصطفي محمود وقال ان كتاباته تمثل ثورة في زمانها علي جمود الفكر الاسلامي .ولكن الحقيقة ان الاستاذ نفي ما اثبته من فضل ،في نفس السياق ،حينما اصدر حكما قاطعا جازما بان تفسير مصطفي محمود ليس تفسيرا علي الاطلاق وانما خواطر فطيرة |
وكذلك قولك:
Quote: وكما سبق ان قلت كيف يوصف كتاب مصطفي محمود بانه يؤرخ لثورة في الفكر الاسلامي ثم يوصف في نفس الوقت بانه قول في امور الدين بغير علم ، وانه خواطر فطيرة فجة ؟!! فاي فضل ابقاه بعد هذا الحديث للدكتور العالم ؟!! |
فسبب وصف الأستاذ لكتاب مصطفى محمود بأنه "سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي" قد ذكره بوضوح وهو "أنه كتاب جرئ" ولقد حمد له الأستاذ هذه الجرأة "لأنها تمثل ثورة على الجمود الفكري، والعقم العاطفي الذي ضربه، حول الدين، من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم رجال الدين" .. هذا هو السبب بكل وضوح ولم ينفه الأستاذ أو ينقضه .. أما ما ذكره عن الكتاب من صفات مثل أنه قول "في أدق أمور الدين، بغير علم، وإنما هي الخواطر الفطيرة، الفجة، تسجل تسجيلا، وترسل إرسالا" فهو أيضا حق ولا أرى تناقض بين القولين .. فيمكن مثلا أن نعتبر ثورات الرفض التي حصلت في مطلع الستينات نقطة تحول في التاريخ المعاصر لأنها مثلت ثورة على الحضارة المادية الراهنة التي أفقدت الانسان قيمته ، وهذه من ايجابياتها ، ولكن كونها اتخذت اساليب خاطئة في التعبير عن رفضها فهذه من سيئاتها .. وكذلك كان كتاب الدكتور "ثورة على القديم" وهذه من حسناته ولكن "بغير علم" وتلك هي سيئته الكبرى .. والمقصود هنا العلم الذي يقدم حلولا من القرآن للانسانية المعاصرة .. وأنت أيضا تقول:
Quote: وبالمقابل ، نجد ان مصطفي محمود قد عبر عن اعجابه باجتهاد الاستاذ في التفسير والتاويل ، ووصف الاستاذ بالمفكر الاسلامي، بل قل بالحرف انه تاثر بالمفكر محمود محمد طه ،كما سبقت الاشارة. |
تعبير الدكتور مصطفى محمود عن اعجابه ببعض ماكتبه الاستاذ في رسالة الصلاة كنت قد أوردته لك من قبل ، فهل كنت تتوقع من الأستاذ أن يرد الجميل بأن يكيل المدح للدكتور على حساب الحق؟! أم أن يقول رأيه كما ينبغي بغض النظر عن مدح أو ذم مصطفى محمود؟ ألم أقل لك ان الأستاذ لم "يجامل" الدكتور كما أنه لم "يتحامل" عليه؟! والأوصاف التي وصف بها كتاباته أقام عليها الدليل .. ومع ذلك فأن قولك:
Quote: ولكن الاستاذ يصدر حكمه من البداية بتجريد مصطفي محمود من اي فرصة للصواب |
فهو غير صحيح كما بينت لك في ردي السابق .. وهو أيضا لم يصفه "بالضلال" كما أبنت لك بعاليه ، أما غفلته عن بعض الحقائق وتورطه في الهلاك عندما تحدث بغير علم في دقائق حقائق الدين ، فقد أقام عليها الأستاذ الأدلة من كتابة الدكتور فأرجو مناقشتها في مستواها .. أرجو أيضا أن تراجع حديث الأستاذ عن التصوف وكيف أن كتابة الدكتور مصطفى محمود لم تدل على أن له فيه قدم .. هذا وتقبل مني فائق الاحترام عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الدكتور الباقر العفيف ليس عضوا في المنبر ولكن أراد أن يساهم في هذا الحوار بهذه المساهمة القيمة:
معلوم أن أي نص يمكن أن يُقْرأ قراءة حميمة، أو حسنة الظن، أي ينظر إليه بعين الرضا، كما يمكن أن يُقرأ قراءة غير ودية، أو ينظر إليه بعين السخط. وتشكل قراءة الأخ عبد المنعم عجب الفيا لكتاب القرآن ومصطفي محمود والفهم العصري نوعاً من القراءة المتحاملة غير المحايدة. أصدر فيها أحكاماً كاسحة في حق الأستاذ محمود، وركز رجله وشمّر عن ساعده لاثبات صحتها، فما هي الأدلة التي يوردها؟. يورد الأخ عبد المنعم هذا النص للأستاذ "لا ريب عندي أن هذا الكتاب سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي، لا لأنه كتاب جيد، ولكن لأنه كتاب جرئ .. وليست الجرأة على الخوض في أمر من أمور الدين بمحمودة على كل حال، ولكنها، إنما حمدت في هذا المقام، لأنها تمثل ثورة على الجمود الفكري، والعقم العاطفي الذي ضربه، حول الدين، من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم رجال الدين .. فلقد جمد هؤلاء الدين، وحجروه، في عصر اتسم بالسيولة، واحتشد بالحركة، والحيوية، والتجديد .. فلم يبق سبيل إلى الإنعتاق من أسر جمودهم غير الثورة .. ولا تملك الثورة أن تعتدل، وإنما هو الشطط .. وكذلك كان كتاب الدكتور مصطفى محمود، شططا في طرف التفريط وشططا في طرف الإفراط .. وقولا، في أدق أمور الدين، بغير علم، وإنما هي الخواطر الفطيرة، الفجة، تسجل تسجيلا، وترسل إرسالا ".. ويقول بعده مباشرة: "فهل توجد قسوة اكثر من مما ورد في الجملة الاخيرة التي وضعنا تحتها خط؟" وخاصة وان القاري للكتاب لا يجد خلافا يذكر بين المفكريين يستدعي كل هذه القسوة ، بل احيانا لا يري سببا مقنعا لاعتراض الاستاذ علي كثير مما ورد في كتاب مصطفي محمود، صحيح ربما يكون هنالك اختلاف في تفاصيل التفاصيل.ولكن كيف يوصف الكتاب بانه سيؤرخ تحولا في الفكر الاسلامي في الشرق العربي ثم يتم تجريده في ذات الوقت من اي فضيلة لها علاقة بالعلم ؟" (الخطوط تحت الكلمات من وضعي) وأنا لا اعتراض لي على الأخ منعم في وصفه للعبارات بالقسوة، ولا أؤيد محاولات الأخوان الذين حاولوا أن ينفوا ذلك. فالأستاذ قال أنه لم يجامل الدكتور ولم يتحامل عليه، وأنه استخدم من العبارات ما يؤكد معنى ما يريد. وقال من الجائز أن تشتم من عباراته رائحة العنف. وأنا شخصياً أفهم هذه العبارة الأخيرة بأنها تعني أنك إن أردت أن تشتم رائحة العنف من العبارات فستشمه. وقد أراد الأخوان منعم والقاضي أن يشما رائحة العنف، وقد كان لهما ما أرادا، وهذا من حقهما بطبيعة الحال. ما أعترض عليه هو عرض الأخ منعم لما اعتبره قسوة في الخطاب وكأنه يعادل المهاترة، والمهاترة هي القول الذي لا يسنده برهان. واعتباره لها غير مبررة. بل وذهابه في محاولة اثبات ذلك لدرجة أن يقول أن "القارئ لا يجد خلافاً يذكر بين المفكرَين" وأحيانا لا يرى سبباً مقنعاً لاعتراض الأستاذ على كثير مما ورد في كتاب مصطفي محمود". فمن هو هذا القارئ الذي يعنيه الأخ منعم. أما كان أكثر تحرياً للدقة أن يقول أنه هو شخصياً لم يجد خلافاً يذكر بين المفكرَين، بدل أن يتحدث نيابة عن القارئ، بهذه الصفة المجردة التي تشمل الذين قرأوا الكتاب والذين لما يقرأوه بعد. وهل يستطيع الأخ منعم دعم حكمه هذا بالأمثلة؟ والآن لنستعرض بعض من يدخلون في مفهوم "القارئ". لقد قرأتُ كتاب القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري لأول مرة وأنا في المرحلة الثانوية، وما زلت أذكر الملابسات وكأنها حدثت البارحة. كنا في رحلة مدرسية، ووجدت أستاذي مسعود محمد علي يقرأ هذا الكتاب في مكان نائي من الجموع الصاخبة، وكانت تلك أول لحظة أسمع فيها باسم الأستاذ محمود، وكنت قد قرأت طائفة من كتب ومقالات الدكتور مصطفي محمود، وأذكر أن أستاذي مسعود وبّخني توبيخاً شديداً إذ أنني كنت أعرف الدكتور مصطفي محمود وأقرأ له، ولم أكن سمعت بالأستاذ محمود بعد، وكان مما قاله لي وانحفر في ذاكرتي "هذا الرجل هو مفخرة السودانيين بين الأمم، وأنت ما بتعرفه، وتعتبر نفسك سوداني". فطلبت منه تسليفي الكتاب وقرأته، وبعكس الأخ عبد المنعم تماماً كان أول ما لاحظته هو الفرق الهائل في الأفكار بين الرجلين. وأذكر أن الأستاذ مسعود سألني عندما أعدت إليه الكتاب ماذا فهمت منه، فقلت له لا أدعي فهماً للكتاب، فلغته كانت جديدة علي، ولكني فهمت أمراً واحداً فقد أظهر لي الأستاذ محمود مدى سطحية أفكار الدكتور مصطفى محمود، فهي تشبه الفقاقيع اللامعة. أما أفكار الأستاذ محمود فلابد لي من الإجتهاد لفهمها. فما ظن الأخ عبد المنعم بهذه التجربة، وهل تدخل في مفهموم "القارئ" الذي يتحدث عنه؟. ودعني أخبرك عن قارئ آخر، إسمه شيخ عبدالرحيم، تاجر ببلدتنا، وصديق لوالدي، كنت دائماً أراه جالساً على عنقريب أمام متجره وممسكاً بكتاب مجلّد بورق سمني اللون، يضعه في العنقريب مفتوحاً كلما جاءه زبون، فيسرع الخطى لخدمة الزبون ويرجع متلهفاً لكتابه، فسألته عن سر هذا الكتاب، فكشف لي عن الجِلاد السمني لأري تحته عنوان الكتاب، وإذا به كتاب القرآن ومصطفي محمود والفهم العصري، وأردف شيخ عبد الرحيم، وهو من السادة العجيمية كما عرفت لاحقاً، قائلاً لي "يابني الكتاب ده إسمه القرآن، وهو إسم على مسمى، فهو لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد، وأنا اكتفيت به عن الكتب، أمسكه من الأول لامن أصل الميس، وأرجع تاني، وفي كل مرة ألقى فيه كنوز جديدة". قلت له: "أنا قرأت هذا الكتاب ياشيخ عبد الرحيم، وهو رد على الدكتور مصطفى محمود المصري". فقال لي: "يا ولدي الكتاب ده عن القرآن، وصاحبك المصري ده التختة البعلمونا بيها". فهل هذا ضمن القراء الذين يعنيهم الأخ منعم؟. كذلك مما ينسبه الأخ عبد المنعم "للقارئ" قوله "بل احيانا لا يري سببا مقنعا لاعتراض الاستاذ علي كثير مما ورد في كتاب مصطفي محمود" وأنا أعتبر هذه العبارة من الشطحات التي تثبت حكاية عين السخط التي تبدي المساويا. والأخ عبد المنعم يكتب عن تحليل الخطاب، فدعنا نحلل خطابه هذا، يعني في نظر الأخ عبد المنعم أن الدكتور مصطفي محمود شخص معجب بالأستاذ، لدرجة إهدائه كتابه له (وبالطبع لم يهد له الكتاب كما أبان ياسر وعمر)، ومتأثر به في أفكاره، وأن أفكاره قريبة من أفكار الأستاذ، "لا فرق يذكر"، وأحيانا أخرى هي إما من الصحة والوضوح أو من التطابق مع أفكار الأستاذ بحيث أن "القارئ" "لا يرى سبباً مقنعاً لاعتراض الأستاذ عليه"، وهو فوق ذلك استقبل الجمهوريين بحفاوة (وهذا غير صحيح أيضا). وبعد كل هذا يأتي الأستاذ ويقسوا عليه، وكأن النتيجة المراد لنا الوصول إليها هي أن نقول أي جحود هذا، وأي فظاظة، وغلاظة قلب جعلت الدكتور ينفض من حول الفكرة، ويعاديها، من غير موجب. وبالرغم من أن الأخ منعم يحمل هذه التساؤلات من وقت قديم إلا أنه لم يطرحها كتساؤلات، والقراءة أو النقد المنطلق من غير "عين السخط"، كانت تقتضي أن يطرحها كتساؤلات بدل طرحها كأحكام كاسحة ومجلجلة، وبطبيعة الحال لن يكون لي اعتراض على الأخ منعم إن قال مثلاً أنه شخصياً لم يجد سبباً مقنعاً لاعتراض الأستاذ على أفكار الدكتور، وكان في إمكانه أن يورد أمثلة على ذلك ويثير حولها النقاش، حتى يصل "القارئ" لمناقشاته إلى رأي يوافقه أو يعارضه، ولكن أن يعرض الأمر وكأنه من البداهة التي يراها أي قارئ في الدنيا إنما ترمي لأمر واحد وهو أن الأستاذ محمود يعترض على الدكتور مصطفى محمود من أجل الإعتراض فقط، ليس إلا، والأخ منعم يترك قارئه، إن وثق فيه، بسؤال معلّق، فحواه: ولكن لماذا يا ترى إذن يعترض الأستاذ محمود على هذه الأفكار؟ أهو الحسد، أم الغيرة، أم ماذا؟. ولنجئ للعبارات التي وضعتها بين قوسين، فقد أورد الأخ منعم معلومات غير صحيحة، ولما نبهه لها كل من الأخوين عمر وياسر، قال عنها أنها أشياء ثانوية، ولكن هل هي فعلاً كذلك؟ لا أعتقد. إنها من أنواع العبارت التي ترسم الظلال حول الفكرة المراد إبرازها، مثل الخطوط وإسقاطات الضوء التي تستخدم لإبراز معالم معينة في اللوحة، وكنت أحب للأخ منعم أن يعتذر عنها "عديل بخشم البيت"، بدل أن يذهب لتطفيفها، وهو العالم بأمر تحليل الخطاب. وأمر آخر تشير إليه العبارات التي أوردها الأخ منعم والتي تشتمل على معلومات غير صحيحة، وغير موثوقة، وهو أن الأخ منعم لا يتعامل مع نقد إنسان مثل الأستاذ محمود بما يلزم من حذر وتَوَخٍّ للدقة، ووزن للعبارات. ولعمري أن هذه من مستلزمات أي نقد، خل عنك نقد الأستاذ محمود. والآن لنناقش مسألة القسوة، أولاً الأستاذ محمود رجل عالم بنفوس البشر، وهو يعرف مدى كِبَر "الأنا" أو "الإيقو" عند الكثير من المتعلمين والمثقفين خل عنك النجوم الذين لم يعتادوا من الناس سوى الوقوف والتبجيل، وأن هؤلاء لا يرضون بغير الإطراء والتدليل، وأن الكثيرين منهم لا يقبلون النقد حتى لو كان خفيفاً ودبلوماسياً، خل عنك قوياً وبليغًا، فلماذا استخدم مع أحدهم، وهو هنا الدكتور مصطفى محمود، هذا الأسلوب الذي يمكن أن يشتم منه رائحة العنف؟ من المعروف أن أي كاتب يستخدم من الأساليب ما يخدم الهدف الذي من أجله أمسك بالقلم ليكتب، إذن أهداف الكاتب هي التي تحدد أسلوبه، فما هي أهداف الأستاذ من الكتاب؟ لقد كانت كتابات الدكتور مصطفى محمود واسعة الانتشار، ولعل تجربة الأخ منعم، وتجربتي في قراءتها ونحن في مطلع العمر تقف دليلاً على ذلك، وهي قد أثارت النقاش في الصحف وتركت أثارها في الناس مما تدلل عليه الأسئلة التي تقدمت بها الصحافة للأستاذ أو تلك التي تقدم بها له السيد موسى عن طريق الصحف أيضاً، وهي أسئلة تعكس اضطراباً فكرياً أصاب البعض مما أورده الأستاذ في الكتاب. لقد كان الغرض من الكتاب إذن هو تعرية أفكار الدكتور مصطفى محمود وإبراز ضعفها وهشاشتها وسطحيتها بصورة كاملة ليس فيها لبس، وإثبات أنه خاض في أمر لا يملك عدته، حتى تتضح حقيقته للذين خطف أبصارهم بهرجه، فيكونوا قد اطلعوا على وجهة نظر أخرى تتيح لهم الاقتراب من القدرة على التمييز. فالمستهدف من الكتاب في المقام الأول هو أنا وأنت و "القارئ"، والمستهدف في المقام الثاني هو الدكتور مصطفى محمود، وقد أنصفه الأستاذ عندما تعامل معه كنظير فكري يستحق أن يدخل معه في نقاش، و كإنسان ناضج، يفترض فيه أن يكون مستعداً لتحمل مسؤولية كلماته وأفكاره، والنهوض بالدفاع عنها، أو الإقرار بضعفها، وقد كان بمقدوره أن يرد على الأستاذ بكتاب كامل، يبرز فيه أن أفكارهما متقاربة، وأن لا فرق يذكر بين أفكاره وبين أفكار الأستاذ، إن صح رأي الأخ عبد المنعم، وأن يُلزِم الأستاذ الحجة في عدم معقولية رفضه لبعض أفكار الدكتور، وأن يدحض أفكار الأستاذ ويكشفها للعالم. ولكنه لم يفعل، فلماذا لم يفعل ذلك يا ترى؟ قد يرى الأخ منعم أسباباً تحوِّل انسحاب الدكتور من المعركة إلى فضيلة، ولكني أرجح أنه إن كان يملك العدة الفكرية للنهوض في وجه الأستاذ لكان قد فعل، وأنه انسحق فكرياً أمام الأستاذ، واستشعر العجز وقلة الحيلة، فبدل أن يتصرف تصرف الكبار ويستفيد من نقد الأستاذ له، تصرف تصرف الصغار الأغرار، وأبان عن معدنه، وانحدر لدرجة الفجُور في الخصومة. ولكن قراءة الأخوين منعم والقاضي التي تنظر للدكتور بعين الرضى، لم تَرَ كل هذه المناقص، ولم تقف عندها، بل قد تجد لها العذر، وتمد أصبع الإتهام للأستاذ، تحمله مسؤولية رد الفعل العجيب للدكتور، وإن كان الأخ منعم لمح لذلك تلميحاً فقد صرح بها الأخ القاضي تصريحاً. يقول الأخ منعم "ولكن كيف يوصف الكتاب بانه سيؤرخ تحولا في الفكر الاسلامي في الشرق العربي ثم يتم تجريده في ذات الوقت من اي فضيلة لها علاقة بالعلم ؟" ولقد أجاب الأستاذ على هذا التساؤل في النص الذي أورده الأخ منعم، يؤرخ تحولا لأنه يكسر احتكار رجال الدين للدين. وقد ظل الأستاذ يدعو المتعلمين والمثقفين آناء الليل وأطراف النهار لعدم إخلاء هذه الساحة لرجال الدين، دون أن يجد منهم أذناً صاغية. فإذا جاء كتاب مثل كتاب الدكتور مصطفى محمود ليساهم في كسر هذا الإحتكار فإنه يصبح مهماً تاريخياً، وأذا ناقش قضايا هامة بغض النظر عن مستوى أفكاره فيها، يصبح هاماً، فالأهمية هنا وظيفية ولا تتعلق بمحتوي الأفكار. ويبدو أن الأخ منعم يخلط بين الدعوة لحرية الفكر، وبين تقييم محتوى الأفكار، والصراع فيما بينها. إسمعه يقول: وسوف اتعرض الي نقاش مسالة اهم من ذلك وهي تجريد الاستاذ للدكتور من أهلية الحق في تقديم تفسير عصري للقران علي زعم من انه لا يمتلك مؤهلات المفسر العصري .وهو حكم ينسجم مع الحجج التي يتمسك بها السلفيون امام اي محاولة لتقديم فهم عقلاني عصري للقران وغيره من النصوص المقدسة وقد كان الاستاذ نفسه ضحية لهذه الذهنية المتحجرة التي انكرت عليه فهمه الجديد للاسلام وتاويلاته للقران ، القائمة علي تقسيمه الي اصول وفروع ، (أنتهى). يري الأستاذ أن الدكتور مصطفى محمود لا يملك مؤهلات المفسر العصري. هل يريد الأخ منعم أن يمنع الأستاذ من التعبير عن رأيه هذا؟ هل طالب الأستاذ بمنع كتاب الدكتور ومصادرته وحرقه؟ هل طالب بمنع الدكتور من التفكير والتعبير، وتقديمه للمحاكمة؟ لقد دخل الأستاذ في نقاش مع الكاتب، وأعلن رأيه فيه، وقدم حيثياته وأدلته، فما هي المشكلة هنا؟ وأين العقلية المتحجرة؟ وهل هناك أدنى وجه للشبه بين موقف الأستاذ الذي دخل في نقاش فكري مع الدكتور، وموقف السلفيين الذين لا يدخلون في نقاش مع أحد، ويطالبون بمصادرة الكتب، وحرقها، ومحاكمة الكتاب أمام المحاكم وتعليقهم على أعواد المشانق؟ هل رأى الناس تعسفاً وتحاملاً أكثر من هذا؟ إسمع قول الأخ عبد المنعم: والمفارقة المحزنة ان المنطق الذي تعامل به الاستاذ مع الدكتور مصطفي محمود، هو نفس المنطق الذي تعامل به من حكموا بردته وكفره ،فهم ايضا لهم معايرهم وشروطهم التي حكموا من خلالها علي ان الاستاذ محمود غير مؤهل للحديث باسم الاسلام ، اذن هذا المنطق لا يقود الا الي العنف التكفير ومحو الاخر( أنتهى). فهل كانت ستكون لنا مشكلة إن اكتفى خصوم الفكرة بالقول أن الأستاذ غير مؤهل للحديث بإسم الإسلام، وكتبوا في ذلك المجلّدات، والهوامش والمتون، وتركوا الناس يحكمون؟ وهل مشكلة الذين حكموا بردة الأستاذ أنه فقط كانت لهم معاييرهم وشروطهم الخاصة بهم؟، أم لأنهم يبنون على تلك المعايير والشروط أحكام المنع والمصادرة والقتل؟ يقول الأخ عبد المنعم أن للأستاذ شرطان: الاول الالمام بحاجة العصر للهداية ، -والشرط الثاني : ممارسة التصوف ، وكلا من الشرطين غير موضوعين ، بمعني انه لا يمكن التحقق منهما موضوعيا. فالتصوف ممارسة خاصة بين العبد وربه ، أولا وللدقة يقول الأستاذ محمود أن مؤهلات الداعية أو المفسر العصري هي العلم بحقائق العصر والعلم بدقائق الدين. أو وفق النص الذي اقتبسه الأخ منعم وهو أن يكون المفسر ملما إلماما صالحا بحاجة العصر، وأن يكون عالما علما وافيا، ودقيقا، بحقيقة القرآن ، ولم يقل أن من المعايير "حاجة العصر إلى الهداية وممارسة التصوف"، كما يقول الأخ عبد المنعم. أما ما أعقب ذلك من حديث الأستاذ فهو يبين ما يعتقده الأستاذ لماهية حاجة العصر، ولكيفية إحراز العلم بحقائق القرآن. وهذا تفريق مهم لمن أراد الإضطلاع بمهمة نقد الأستاذ محمود. إذن فمعيار الأستاذ محمود للمفسر العصري هو : معرفة حاجة أو حقائق العصر ومعرفة دقائق الدين. وبطبيعة الحال لا يملك أحد أن يسلبه الحق في أن تكون له معاييره الخاصة. ومن حق الأخ منعم الاعتراض على هذا المعيار، وفي إمكانه أن يأتينا بمعيار أفضل إن كان يملك ما هو أفضل، ولكن لا أرى أي سبب يجعله ينكر على الأستاذ محمود أن يضع معاييره الخاصة وأن يحكم بها على الناس، حتى وإن كانت معايير غير موضوعية. ولكن هل هي حقاً معايير غير موضوعية؟ هل ليس في مقدور الناس أن يحكموا على شخص ما إن كان يعرف حقائق العصر أم لا إذا تكلم عنها؟ هل إذا قرأنا كتابين عن نفس الموضوع واحد لشومسكي مثلاً والآخر لشيخ الهدية، ألا نستطيع أن ندرك من منهما يعرف مشاكل هذا العصر؟ هذا عن المعيار الأول. والآن نجئ للمعيار الثاني. يقول الأستاذ أن حقائق الدين لا تجيئ عن طريق القراءة ومعرفة اللغة العربية وحدها، بل تجي عن طريق العبادة الذكية والتأمل العميق، ومحاولة تصفية العقل والوجدان أو في كلمة واحدة التصوف. وهذا معيار ديني مستمد من مصادر الدين ومنطقه الداخلي، وأتفق مع الأخ منعم أن التصوف كممارسة أمر ذاتي، وخاص، وهوعلاقة بين العبد وربه، بيد أن التحقق من نتائجه وثمراته ممكن موضوعياً. أو بعبارة أخرى بينما لا تقوم ممارسة التصوف في حد ذاتها دليلاً على إحراز العلم، يقوم العلم دليلاً على التصوف. وإلا لما كان اعتبر مثلاً الشيخ بن عربي شيخ التصوف الأكبر، ولما عقد له غيره من قادة التصوف لواء الرياسة عليهم. فهل هم فعلوا ذلك لأنهم كانوا شاهدين على عبادته وتأمله، وعلاقته الفردية بينه وبين ربه، أم لأنهم اطلعوا على إنتاجه، وعلومه، وتحققوا منها موضوعياً. فأنت لا يخفى عليك أن كل أهل صنعة يعرفون بعضهم بعضاً، ويُقِرُّون بتفوق بعضهم على بعض. هذا صحيح بين علماء الفيزياء والكيمياء مثلما هو صحيح في ميدان التصوف. وللمتصوفة عبارتهم الشهيرة "تحدثوا تعرفوا، المرء مطوي تحت لسانه" ولقد تحدّث الدكتور مصطفى محمود، وتعرّف عليه الأستاذ محمود من حديثه، وحكم عليه. فالأمر متسق وما به خلل. أعود وأقول وضع الأستاذ معاييره، وحكم بها على الدكتور مصطفى محمود ووجده غير مؤهل. فما المشكلة في ذلك؟ وكيف يمكن أن يقود "مثل هذا المنطق إلى العنف والتكفير ومحو الآخر"؟، وهل يقود الأختلاف الفكري بالضرورة إلى العنف والتكفير ومحو الأخر؟ وإن كان هذا صحيحاً، فما هو الحل؟ وكيف نتجنب التكفير ومحو الآخر؟ بأن لا نختلف؟ بأن لا نصدر الأحكام في بعضنا البعض؟ بأن لا نعبّر عما نؤمن به تعبيراً قوياً وحتى قاسياً؟ أن نتبادل المجاملات الفكرية، ونطبطب على بعضنا، وندغدغ عواطف بعضنا بعضاً؟ وإذا فعلنا كل ذلك كيف يل ترى سيكون شكل العالم؟ وماذا كانت ستكون النتيجة؟ هل مثلاً كان سيختفي التكفير ومحو الأخر؟. إن أسباب التكفير ومحو الآخر لمختلفة جداً، وإن أراد الأخ عبد المنعم البحث عنها سيجدها في آيات وأحاديث وأطنان من كتب التفاسير والفقه، كما سيجدها في التاريخ الدموي الممتد عبر القرون وحتى اللحظة الحاضرة، فإن ترك هذا الجبل الذي يكاد يسد عليه الأفق، وحمل منظاراً مكبرِّاً أو magnifier وذهب ليبحث عنها بين أسطر كتاب كتب في إطار نقاش فكري، فإنه مما يدعو للتأمل. الباقر العفيف
| |
|
|
|
|
|
|
الحقيقة تبدو ولا تكون :عن القراءة الخاطئة مرة اخرى (Re: Agab Alfaya)
|
كنت على سفر لكنني اجلته الى حين
اريد ان اعلق على نقطة اصبحت مدار الحديث بشكل مباشر او غير مباشر , وهذه الفكرة طالت الفيا حين اشار الدكتور النور حمد الى العنف اللفظي للفيا في بوست الافروعروبية" وما يروج له الدكتور بشرى الفاضل عن "العنف الثقافي", وهي مقولة حق اريد بها باطل واذا طبقنا معايير العنف الثقافي كما يراها الدكتور بشرى ,فانها ستطال ماركس, وانجلز ولينين وبولا نفسه ومثل هذه المفاهيم التي تطلق بدون اثبات ولا روية هي التي تضلل الناس, وخاصة امثالنا القادمين من الريف حيث القاعدة هي "باركوها يا جماعة" ليس من كلمات في اللغة محرم استعمالها ,والا انتفى الفكر , وانتفى تقييم الافكار والاشخاص من حق اي انسان ان يقول ما يشاء في حدود المقام , والمهم هو كيف يثبت ما يقول ثانيا:
اؤيد ماقاله الاخ عادل عن ضرورة التوثيق واثبات الحقوق للاخرين, حتى لا يكون ذلك ذريعة للسطو على افكار الاخرين كما يفعل الفيا ولكن هذا-للاسف- جزء من المشاكل المنهجية للفيا ومن ضمن ذلك رد الاراء لاصحابها كما اثبت انا والاخ عمر بخصوص انتحال الفيا لافكار الاستاذ محمود كما انه انتحل راي الاخ ابوبكر القاضي بدون الاشارة اليه وحين تحدثنا عن امكانية الانتحال اتضح انه يعرف راي القاضي فهذا انتحال مع سبق الاصرار والترصد وسبق ان مارسه الفيا علينا في رده على شهادتي اذ انه انتحل افكار الدكتور عبدالعزيز حمودة في "المرايا المحدبة", وحين اشرت الى ذلك تحدث عن انه اندهش للتطابق الغريب بين افكارهما؟؟؟؟؟ ومن المعروف ان المقالة جاءت خلوا من المراجع , مما يعني نيته سلفا ممارسة القرصنة ,وكان السودانيين لا يقراون؟؟؟؟ فكنا نتمنى ان يشير الفيا الى ما سبقه اليه ابوبكر القاضي, وان يبين اوجه التشابه في ارائهما واوجه الاختلاف كما ان الفيا يلقي الكلام على عواهنه, فاذا طلع صاح اوكي , ولا ما طلع صاح, المهم هو يمارس التجريب في خلق اللهّّّّ!!!! لاحظ الفرق بين الدقة الارشيفية والمنهجية للاخ ياسر الشريف وبين ان الفيا لا يتحدث بدون اي حرج عما سمعه, بل ويحاول ان يخدع القارئ بانه تاكد مما سمعه, وحينما جوبه بالحقائق من العارفين بالامر صار يتهرب تحت ذريعة ان هذا كلام ثانوي وغير مهم!! اذن لماذا اوردته اذا كان ذلك غير مهم؟؟؟؟ وما زال يمارس المغالطة مع "ارشيفي وموثق ضليع" مثل الاخ ياسر الشريف , بدلا من الاعتذار عن نصف الاكاذيب التي يروج لها بدون احساس بالذنب؟؟ ولا يكتفي الاخ الفيا بذلك , بل يمارس ما اشرت اليه مرات عديدة من ممارسته "للقراءة الخاطئة"
وها هي "القراءة الخاطئة" تطالني حين قال:
وQuote: لكنك في حديثك عن الانتحال ،
نسيت شيئا مهما ، وهو انتحالي لهذه الفكرة منك انت شخصيا !
فقد كنت قد تحدث عن ان لك رايا في رد الاستاذ محمود علي مصطفي محمود
وذلك في بوست بولا عن الفكر الجمهوري ، الذي انزله النور حمد
وها انا سبقتك في الحديث عن هذا الراي ،
ولا رايك شنو ؟؟!! |
اولا: هذا كلام خاطئ انا قلت ان لي رايا ولكنني لم احدده, وهاهو الفيا يصر انه عبر عن رايي ولا يسعني الا ان اقول ان هذا كلام غير صحيح الا ان يكون ان الفيا "يعلم ما في القلوب "
ثانيا : اضيف الان دليلا جديدا على القراءة الخاطئة عند الفيا ففي نفس البوست-اي مقالة بولا عن الاستاذ محمود- اوردت في ردي على النور حمد ما قاله الاستاذ محمود في رده على الدكتور مصطفى محمود في خاتمة كتابه عن الدكتور مصطفى محمود, فكيف يمكن ان اؤمن على تلك المقولة ,ثم اكون ضدها؟؟؟
علينا ان نحترم رغبتنا في معرفة الحقيقة,
والتي كما قال حسن موسى -نقلا عن اخر - كما صححنا بولا "تبدو ولا تكون" ,
وارقدوا عافية المشاء
(عدل بواسطة osama elkhawad on 08-29-2004, 07:50 PM) (عدل بواسطة osama elkhawad on 08-29-2004, 08:01 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: الاخ الدكتور ياسر الشريف ، لك لتحية
احمد الله ان ذاكرتي ليست خربة الي هذه الدرجة ، اؤكد ان الحوار الذي اطلعت عليه بالارشيف الصحفي بمعرض الجمهوريين كان مع الدكتور مصطفي محمود وقد سئل فيه عن المفكرين الذين تاثر بهم ، فذكر من بينهم الاستاذ محمود ، ولعل اشارته الي الاعجاب بتفسير الاستاذ لاية خلق الانسان من سلالة من طين ،هو من دلائل هذا التاثر، وقد قلت في حديثي ان الحوار نشر بصحيفة الاضواء " اذا لم تخني الذاكرة "اي انني غير متاكد من اسم الصحيفة ، وهذا ينبغي الا يكون ذريعة للتشكيك في ان الحوار لم يكن مع مصطفي محمود .وما الذي يمنع ان تجري الاضواء حوارا مع مصطفي محمود قبل ان تجري حوارها مع الاستاذ،
كنت قد طلبت مني ايراد نماذج تؤكد اللغة العنيفة التي استخدمها الاستاذ وقد فعلت ذلك وقمت بتحليل هذه النماذج فارجو ان اسمع تعليقك علي ذلك |
الأخ العزيز عبد المنعم تحية وكثير المودة هل أحتاج أن أقسم لك بأنني لم أقصد ما ذهبت أنت إليه هنا.. فليس غرضي التشكيك في قولك أن هناك حوارا قد تم بين الدكتور ومجلة الأضواء، وإنما قصدت أن أقول ما قلته بالضبط، وهو أني أظن أنك قصدت هذا الحوار الذي أتذكره وأعرف أنه كان موجودا في معارض الجمهوريين وهو الذي تم بين الأستاذ محمود والمجلة المذكورة، وقصدت أيضا أن أثبت مادته في البوست لأنها تحوي عبارات قالهاالأستاذ بخصوص الفرق بينه وبين الدكتور مصطفى.. وهذا بالطبع لا يمنع أن يكون هناك لقاء للمجلة مع الدكتور مصطفى كما قلت أنت.. وقد تذكرت الآن أن هناك مثل هذا اللقاء ولكن تفاصيله لا توجد لدي، ومن المرجح أن يكون قد وضع في أرشيف المعرض الصحفي.. أرجو أن يتمكن أحد المشاركين من إيجاده..
وتبقى المودة ووافر المحبة والتقدير بيننا جميعا..
ملحوظة: الأخ الباقر كفاني كثيرا مما كنت أود كتابته، وقد كتب بأفضل مما كنت سأكتب، فله مني الشكر.. ولا زالت قصة عمنا عبد الرحيم مع كتاب "القرآن" ، والتي أوردها الباقر، تبعث على التأمل، إذا استصحبنا معها موقف الأستاذ في مشهد القتل ومقارنته بما كتبه للدكتور مصطفى محمود في نفس الكتاب مما اقتبسه هنا الأخ عمر حول حقيقة الموت: "ألا ترى إلخ...؟؟؟؟".. إن قيمة ما كتبه الأستاذ تتجلى عظمتها بمقارنتها بسلوكه وتحقيقه لما اعتبره المتصوفة أحوالا عليا مثل قول الشيخ النابلسي: وجه من أهواه لاح فاختفى نور الصباح فاسقني الكأس الطفاح في غبوق واصطباح لم تقل أهل السماح موسم الأفراح راح
.....
هذه دعوى الوجود تمنع القلب الشهود فهو في أسر القيود وجنازير الحدود ليرى حال الأسود في ملاقاة الكفاح
أو قوله: كلّي تفنيه وتوجده ** ولقاك فنائي موعده
أو قوله: لانت المُنى والقصد يا غاية المنى ** وإن لامني فيك القنا والبواتر وما مِلتُ يوما عنك للغير سلوة ** وكيف ويا نوري معي أنت حاضر يقول عذولي لا تخاطر بقربه ** وهل يدرك المأمول إلا المخاطر وإني لأدري أن طرق وصاله ** تدور على الأقوام فيها الدوائر ولكن له سلّمت نفسي فإن يرد ** هداها وإن يضلل فما هو جائر
وكل هذا الشعر العرفاني كان مما ينشده الجمهوريون ويطربون لما فيه من معاني لم تتضح بكل تفاصيلها إلا بعد مشهد الثامن عشر من يناير..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شكرا دكتور ياسر علي تذكر هذه الواقعة (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ العزيز دكتور ياسر
شكرا علي تذكرك ان هنالك حوارا من هذا القبيل جري مع الدكتور مصطفي محمود حيث تقول :
Quote: وهذا بالطبع لا يمنع أن يكون هناك لقاء للمجلة مع الدكتور مصطفى كما قلت أنت.. وقد تذكرت الآن أن هناك مثل هذا اللقاء ولكن تفاصيله لا توجد لدي، ومن المرجح أن يكون قد وضع في أرشيف المعرض الصحفي.. أرجو أن يتمكن أحد المشاركين من إيجاده..
|
وكما سبق ان ذكرت انني اطلعت علي هذا الحوار باحد معارض الجمهوريين بجامعة الخرطوم ، وقد سئل فيه مصطفي محمود عن المفكرين الذين تاثر بهم ، فذكر الاستاذ محمود واخرين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الأستاذ عجب الفيا. بعد التحية.
دعنى أختلف معك قليلا حول وصفك بالقسوة والعنف اللفظى لما ورد فى كتاب الأستاذ محمود فى " القرآن، ومصطفي محمود والفهم العصري" فى الرد على ما جاء فى كتاب د. مصطفى محمود. والحق أنى كنت معجبا أيما أعجاب بكتب د.مصطفى محمود بل وكنت أزعم أنه مفكر لا مثيل له على الأطلاق .. غير أن إعجابى بكتاباته قد بدأ يخفت شيئا فشيئا الى أن تلاشى حينما قرأت رد الأستاذ على ما جاء فى كتابه (القرآن.. محاولة لفهم عصري)، والسبب فى ذلك قوة الحجة ورصانة اللغة التى تميز جميع كتابات الأستاذ محمود وعلى وجه التحديد الكتاب موضوع النقاش، وقد شدنى هذا الكتاب للدرجة التى جعلتنى لا أمل من إعادة قراءته مرات ومرات .. ولعل ذلك يرجع للغة القوية التى كتب بها، ٌٌُإضافة لما يتمتع به الأستاذ محمود من مقدرة على المواجهة لمن يختلف معهم فى الرأى دون أن يحمل عليهم أو يهادنهم - أو فلنقل يجاملهم - للدرجة التى تجعلنا نشعر من الوهلة الأولى بشئ من القسوة حيال من يقارعهم الحجة. كما أننى لم أقرأ لمفكر أكثر تحريا للدقة فى كل ما يقول أو يكتب مثل الأستاذ محمود. أخلص للقول بأن ما يمكن أن يسميه الأستاذ عجب الفيا قسوة أو عنفا لفظيا .. يمكن أن أسميه - أنا- (قوة مواجهة) .
للحوار بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ خضر حسين
شكرا علي المداخلة
كلامك جاء عاما ولم يدخل في التفاصيل ومواجهة الامثلة التي اوردناها
فارجو ان تواجه ما ذكرناه بالتفصيل والا فان الحوار سوف يدور في حلقة مفرغة، ثم ان منطلق الحديث ليس هو المفاضلة بين افكار الدكتور مصطفي محمود والاستاذ محمود،ان حديثي هنا ليس دفاعا عن فكر الدكتور في مواجهة فكر الاستاذ ، هذه نقطة مهمة جدا ويجب ان تكون واضحة.
كما ان هنالك فرق بين قوة الحجة والعنف اللفظي الذي اوردنا شواهد له ،
وقد ذكرت مرارا وتكرارا ان الاستاذ اعترف بصريح العبارة بان قلمه قد جري بعبارات يشتم منها رائحة العنف ،وليس بعد الاعتراف حجة،
× الاخ عمر هواري لك كثير الشكر علي ايراد مداخلة الاخ العزيز الباقر العفيف ،وله مني كثير السلام سوف ارد علي مداخلته ومداخلتك الاخيرة فيما بعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عمر عبدالله هواري
تحية واحتراما
اولا اعتذر عن التاخير في الرد لانني محروم من دخول النت من الصباح وحتي السابع والنصف مساء بسبب الشغل هذا اضافة الي بطء الطباعة علي الكمبيوتر .سوف احاول التعقيب علي بعض النقاط الواردة في مداخلتيك ثم اتي فيما بعد علي مداخلة الباقر،
في اللغويات وعلم تحليل الخطاب ودارسة النصوص Discourse analysis تؤخذ معاني الكلمات والعبارات من السياق والنص المطروح ،ولا تلتمس في معاني المفردات الموجودة في القواميس والمعاجم،لان الكلمة الواحدة ربما يكون لها عدد من المعاني واكثر من مستوي لكن سياق النص لا يعطي سوي معني واحدا ومستوي واحدا ، ولذلك ان كلمة ضلال ، من كما تفضلت انت لها اكثر من مستوي ولكن استعمال الاستاذ لها في النص الذي سبق ايراده لا يعطيها الا معني واحدا محددا ومحكوما بالسياق ،هو ضلال الذين يلتمسون معاني القرآن في اللغة ومنهم مصطفي محمود !الضلال عن ماذا ؟ الضلال عن حقيقة القرآن والتي يري الاستاذ انها لا تعرف الا بالتصوف ،والضلال عن حقيقة القران هو ضلال عن حقيقةالتوحيد وعن معرفة الحق ،
وعليه ان عبارة الاستاذ "من الجائز ان القلم قد جري بعبارات يشتم منها رائحة العنف " لا يلتمس معناه في الانترنيت يا عمر ،كما جاء في قولك :
Quote: يمكن اجراء بحث سريع على جملة "يشتم منها رائحة" في الانترنيت وستجد أن استعمالها لايعني تأكيد وجود الشيء بأي حال من الأحوال .. فأنت هنا تحاول أن تقول الأستاذ مالم يقله |
ان معني عبارة الاستاذ يفهم من سياق كلام الاستاذ الذي وردت فيه وعلاقتها بالجمل والعبارات السابقة واللاحقة لها، وبمجمل ما ورد في الكتاب في الرد علي مصطفي محمود ، ويمكن تحليل عبارة الاستاذ كالاتي:
" من الجائز ان القلم قد جري بعبارات يشتم منها رائحة العنف " يريد ان يقول : يجوز للقاري ، او من حقه اذا فعل، ان يشتم رائحة العنف من بعض العبارت التي جري بها القلم ، ولكن هذا العنف الذي يجوز او يحق للقاري ان يشم رائحته ،كان هنالك ضرورة من ورائه وهي تاكيد المعاني التي كنت ارمي اليها ، او كما قال! لذلك فان قولك :
Quote: فكلمة من "الجائز" لا تعني أنه حصل وكلمة "يشتم" تدل على رؤية المتلقي أكثر منها رؤية الكاتب وهي أيضا لا تؤكد وقوع الفعل "العنف" |
ليس صحيحا .فمن اين تنبعث الرائحة؟ من العبارات اليس كذلك ؟ وكلمة من الجائز ، تعني ،انه يجوز لك ان تقول ان هذه العبارات فيها عنف اوتشتم منها رائحة العنف والمعني واحد .وفي كل الاحوال انه اعطي الحق للمتلقي ان يشتم رائحة العنف وانه لا جناح عليه ان هو فعل لان ذلك العنف في رايه كان مبررا! اما قولك يا عمر ان جملة " يشتم منها رائحة " لا تعني وجود الشي باية حال حسب الانترنيت ، فمحتاج الي مراجعة واعادة النظر ،لانه كما سبق القول ان معاني العبارات يستمد من السياق وليس من خارجه ، وهذه من بديهيات اليات تحليل الخطاب وقراءة النصوص . وهكذا تري انني لا استقول الاستاذ ما لم يقله ، وانما احاول فهم ما قاله، والفرق كبير يا عمر ، تقول في مقارنة غير مباشرة بيني وبين الاستاذ محمود:
Quote: وأنت ، كناقد أدبي ، تطلق احكاما على اعمال الغير وتصفها بما تشاء وبأسلوب قد يبدو للكثيرين عنيفا وغير مبرر، وهذا من حقك ، اذا أقمت الدليل على ماتقول من نصوص الكتاب الذين تنتقدهم وأبرزت الأساس الذي يقوم عليه نقدك .. أليس هذا هو العدل ؟
|
هذه المقارنة غير موفقة يا عمر ، صحيح انا احيانا اجنح الي استعمال عبارات عنيفة وجارحة ،قد تبدو غير مبررة ومبررة احيانا ولكني لا ادافع عنها والوم نفسي كثيرا عليها،وهذه طبيعة البشر العاديين ،
لكن الاستاذ محمود ،كما تعرف ، صاحب رسالة ، ومقام ،ويطمح ان يكون هو محقق الكمالات البشرية الموعودة علي الارض ،وقال عن نفسه انه محفوظ الي اخر ما تعرف وتعتقد يا عمر ،
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ/ أسامة الخواض لك التحية طالبتَ في أولي ردودك علي هذا البوست أن يتم نشر مقال أبوبكر القاضي لتري إلي أي درجة انتحل عبد المنعم عجب الفيا ذلك المقال.. وطبعاً أنت لحظة مطالبتك بنشر مقال القاضي إما أن تكون قد قرأته وبالتالي كان عليك أن تثبت مباشرةً كيف كان الإنتحال بدلاً من ان تنتظر الآخرين يفعلوا ذلك (ولا أعتقد انهم فعلوا)، وإما أن تكون لم تقرأه وبالتالي تكون قد تجنيت علي عبد المنعم وأدنته بلا دليل ..
لقد طرح الأخ عبد المنعم مجموعة ملاحظات قال إنها تواترت في ذهنه عندما أكمل قراءة كتاب الأستاذ محمود محمد طه "القرآن ومصطفي محمود والفهم العصري" والذي أصدره رداً علي كتاب الدكتور مصطفي محمود "محاولة لفهم عصري للقرآن" .. وليسمح لي الأخ عبد المنعم ان أوجز ملاحظاته (كما فهمتها، بصرف النظر عن اتفاقي او اختلافي معه) كالآتي:
§ كتاب الأستاذ محمود اتسم ببعض القسوة غير المبررة علي الدكتور مصطفي § لا يوجد خلاف يذ كر بين أفكار الأستاذ والدكتور .. ربما يكون الخلاف في تفاصيل التفاصيل (واضح أن عبد المنعم يقصد موضوع الكتاب). § وصف الأستاذ كتاب الدكتور بأنه " سيؤرخ تحولاً في الفكر الإسلامي" ثم عاد ووصفه بانه "خواطر فجة فطيرة" ... (استغرب عبد المنعم ذلك). § عاب الأستاذ محمود علي الدكتور مصطفي الإعتماد علي العقل في فهم أصول الدين. § اتسم كتاب الأستاذ بالعنف اللفظي .. وهذا أمر اعترف به الأستاذ حين كتب "ومن الجائز أن القلم قد جري في بعض المواطن بعبارات تشتم منها رائحة العنف"
تلك كانت مجمل ملاحظات عبد المنعم والتي طرح معظمها بصيغ إستفاهمية تدل علي أنه يبحث عن الحقيقة عبر الحوار الموضوعي ... وقد استجاب نفرٌ كريم ودخلوا معه في حوار فكري/ارشيفي/وثائقي، هو بلا شك مفيد (سواءاً للمشاركين أو لمثلي من المتابعين).
وحدك – أخي أُسامة – اخترت ان تعرض خارج الحلبة، وبدلاً من مناقشة ما طرحه عبد المنعم رحت تجهد نفسك، بلا جدوي، لتثبت عليه تهمة الإنتحال دون أن تجد من يوافقك هذا الرأي ودون أن تقدم دليللاً مقنعاً .. فإستنجادك بقول عمر الهواري بأن كلام عبد المنعم يتماشي مع ما طرحه أبو بكر القاضي لا يقف دليلاً علي تهمة الإنتحال، إذ ليس غريباً ان تتشابه رؤية كاتبين في جزئية ما (ولعله لذلك لم يلجأ الهواري لإلصاق صفة الإنتحال علي عبد المنعم) ... أما القول بأن وصف عبد المنعم للخطاب الاسلامي "بالتحجر والتكرار والاجترار ومجافاة التفكير العقلاني والتعاطي مع منجزات العلم الحديث ومنطقه" بأنه وصف منتحل من كلام للأستاذ محمود فهو قولٌ لا يستقيم، إذ أن هذا وصف شائع لواقع يعلمه معظم الناس وليس لأحدٍ فيه فتح (أو ملكية فكرية) .. ومثال ذلك إذا طلبنا من عشرة كتاب أن يكتبوا عن الواقع العربي الراهن لاشتركوا جميعاً في معني أنه واقع بائس يتسم بالخيبة والفشل .. فهل نعتبر ذلك انتحالاً .. أما إعتبارك لرأي عبد المنعم بأن "المعارضة العنيفة التي قوبل بها كتاب الدكتور مصطفي محمود، مؤشر علي ما كان يعانيه هذا الخطاب الاسلامي من جمود، مما حدا بالدكتور مصطفي الي تغيير عنوان الكتاب الي القرآن، محاولة لفهم عصري "، بانه منتحل من الأستاذ محمود، فهو أيضاً غير موفق ... لأن ما أورده عبد المنعم هو استنتاج يمكن لأي شخص عادي أن يصل إليه. وفوق ذلك لا أظن أن عبد المنعم من السذاجة بحيث ينتحل مقال القاضى (المنشور حديثاً) وهو يدرك أن معظم المهتمين بالموضوع من اعضاء البورد وزواره لا بد ان يكونوا قد اطلعوا عليه ولا ان ينتحل من كلام الأستاذ محمود وهو يعلم أنه منشور علي الملأ ... بل إن تلاميذ الأستاذ، ومنهم أعضاء في هذا البورد، يكادوا يحفظونه عن ظهر قلب ... ولا أعتقد أن من الإنصاف لعبد المنعم أن يوصف بالمنتحل بينما ظل هو في ساحة السجال الفكري يدافع عن ما طرحه من آراء وملاحظات، أمام كثير من المعارضين لها، ولا يزال يفعل.
أنا لا أقول هذ الكلام دفاعاً عن عبد المنعم، فهو اقدر علي الدفاع عن نفسه، ولا اتفاقاً معه في ما طرح ولكن إحقاقاً للحق الذي هو غايتنا جميعاً، أو هكذا ينبغي أن يكون.
مع خالص الود طارق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: tariq)
|
الأخ الكريم منعم، والإخوة المتداخلين الكرام، بدأت متابعة هذا الحوار الثر اليوم. وعلى الرغم من أن الإخوة عمر عبد الله وياسر الشريف والباقر العفيف وطارق وخضر حسين أغنوني عن المساهمة في الوقت الحاضر، إلا أنني أرجو أن يتيسر لي من الوقت والعافية ما يسمح بالتداخل المفيد بعد عودتي إلى داري. تحياتي لكم جميعاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ربما هنالك تورية يا ياسر في كلمة .. لا، و لا كرامة (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز دكتور ياسر شكرا علي هذه المعلومة المهمة،
قبل يومين كنا نتناقش مع الاخ الكريم ، ابراهيم عبدالنبي واظنك تعرفه ،وهو من الاخوان الجمهوريين هنا فاشار الي ، الي نفس الاستعمال الذي ذكرته انت في مداخلتك ، ولكنني قلت له ،ان الاستاذ ربما استعمالها هنا علي سبيل التورية ، وهذا احتمال قوي جدا ، لان السياق يعطي هذا التفسير . فكانه يريد ان يقول ،ان مصطفي محمود ليس له قدم في التصوف ..لا، ولا حتي كرامة من الكرامات ،فحصل تطابق مع الاستخدام العربي القديم . فيكون المعني القريب ،هو نفي الكرامة بمعني الاية او المعجزة والمعني البعيد ، تاكيد نفي علاقة مصطفي محمود بالتصوف . وحيث انني دائما اميل الي استنباط المعني من سياق الكلام ،صرفت النظر عن الاخذ براي الاخ ابراهيم عبدالنبي ،الذي اكدته انت ،ورجحت المعني القريب الذي هو معني الآية . ولكن ربما ذهن الاستاذ كان منصرفا الي معني واحدا هو ما يعطيه الاستعمال العربي القديم الذي اوردت انت شواهد له .
ومهما يكن من الامر ،وفي كل الاحوال ان الاستاذ ،قد اكد علي نفي ممارسة مصطفي محمود للتصوف . وهذا امر من الصعب اقامة الدليل عليه . كما سبقت الاشارة .فالعبرة بالثمرة . وكان الاستاذ عندما تحدث عمن هو رسول الرسالة الثانية ،استشهد بقول السيد المسيح الي تلاميذه :احذروا الانبياء الكذبة .قالوا كيف نعرفهم ؟ قال : بثمارهم تعرفونهم ! " والثمرة هنا ، ما هو مطروح من اجتهادات ومن علم من الطرفين .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التاويل درجة من درجات التفسير (Re: Agab Alfaya)
|
منذ البداية.. كانت إتجاه المعقبين على الأخ عجب الفيا من المدافعين عن موقف الأستاذ محمود.. منذ البداية كان أتجاههم إلى أن ينحوا بالنقاش نحو مناقشة الأفكار المطروحة في الكتابين اللذين يدور حولهما النقاش الآن.. وذلك لأن بمناقشة الأفكار يظهر بشكل واضح أن الأستاذ محمود لم يتحامل إطلاقا على مصطفى محمود.. وإنما استعمل من العبارات ما يستوفي معنى ما يريد أن يقول.. ولكن عجب الفيا رفض أن ينحو منحى مناقشة الأفكار ووزعم أن محور النقاش "الجوهري" هنا هو ما زعم من عنف لفظي جرى به قلم الأستاذ محمود في حق مصطفى محمود
والآن يعود عجب الفيا ليقول أنه سيتناول الأفكار التي وردت في الكتابين ليؤكد صحة ما ذهب إليه من إتهام للأستاذ بالعنف اللفظي الغير مبرر.. وكأن الفكرة لم يسبقه إليها أحد!!.. وهذا ما كان محاوريه يبغون من البداية عندما رفض هو ذلك.. وعلى كل فإنه أمر محمود أن يتجه النقاش إلى حيث أراد له السابقين بالرد أن يتجه.. لأن هذا هو المضمار الحقيقي الذي وقف فيه الأستاذ محمود منذ البداية.. ومنذ أول حرف في كتابه "القرآن" إلى آخر حرف فيه.. وسنبين ذلك بتناول النقاط التي طرحها عجب الفيا، وكذلك التي لم يطرحها إذا توفر لنا الوقت
ولكن قبل أن نبدأ بنقاش الأفكار.. لا بد من وقفة للتعقيب على الكثير من المفاهيم التي نراها مختلة جدا وسطحية جدا في محاور جدل الأخ عجب الفيا.. وأول اختلال وتناقض هو ما ذكرناه أعلاه من رفض لتناول الأفكار وثم عودة لها دون الإنتباه المعلن لخطأ الموقف السابق
لنا عودة
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التاويل درجة من درجات التفسير (Re: Yaho_Zato)
|
من مظاهر الخلل في خطاب الأخ عجب الفيا قوله (( في اللغويات وعلم تحليل الخطاب ودارسة النصوص Discourse analysis تؤخذ معاني الكلمات والعبارات من السياق والنص المطروح ،ولا تلتمس في معاني المفردات الموجودة في القواميس والمعاجم،لان الكلمة الواحدة ربما يكون لها عدد من المعاني واكثر من مستوي لكن سياق النص لا يعطي سوي معني واحدا ومستوي واحدا ،)).. إنتهى كلام عجب الفيا..
أي لغويات؟.. وأي علم تحليل خطاب هذا؟.. سياق النص لا يعطي إلا معنى واحدا؟.. ومستوى واحدا؟.. وهل هذا المعنى وهذا المستوى هو بالتحديد المعنى والمستوى الذي فهمه عجب الفيا؟.. فإذا خالفه في هذا الفهم آخرون ماذا يكون الأمر؟..
إن المعنى بشكل عام في اللغة لا يمكن أن يكون واحدا على الإطلاق.. ذلك لأن المعنى مرتبط بالفهم.. بفهم المتلقي للعبارة.. في أي سياق كانت وعن أي شخص صدرت.. فهل يقول عجب الفيا بأن الناس كلهم يفهمون فهما واحدا.. وبمستوى واحد؟
في اللغة العربية توجد عبارة (لا أبالك).. وهي تستخدم بغرض المدح والذم.. ومن الممكن أن نقول أن المدح أو الذم يفهمان من سياق الخطاب الذي ترد فيه العبارة.. ولكن هل هذا السياق شامل للشخص الذي صدرت منه العبارة أم بغض النظر عن الشخص الذي صدرت منه العبارة؟.. فالعدو لن يقول لك (لا أبالك) قاصدا المدح.. في حين قد يقولها لك الأخ أو الصديق.. وفي كلتا الحالتين قد يكون يكون سياق الكلام لا اختلاف فيه.. ولكن العلم بمن صدرت منه العبارة هو الذي يحدد مقصدها.. كما أن عبارات التهكم في اللغات بشكل عام قد تكون مدحا في كل سياقها اللغوي.. ولكن المعرفة بالشخص الصادرة عنه العبارة هي التي تحدد ما إذا كانت تهكما أم لا.. وفي القرآن نسمع قوله تعالى ((ذق إنك أنت العزيز الكريم)).. وهو قول يفسر بأن فيه إمعانا في التأنيب.. أي يقال له ذق إنك أنت العزيز الكريم بزعمك، فماذا أغنى عنك زعمك؟.. و سياق اللفظ لا يغني في فهم مقصد الآية إلا بمعرفة المخاطب (بكسر الطاء) والمخاطب (بفتح الطاء).. فهل معرفة المتحدث داخلة في فهم السياق عند عجب الفيا؟.. وهذا سؤال استفساري وليس تقريري..
في كتاب (النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) لكاتبه حسين مروة.. يحاول الكاتب في نقده لظاهرة التصوف الإسلامي أن يفسر عبارات قالها بعض أعلام الصوفية تفسيرا خاصا به.. وهو تفسير لا يخرج عن فهم السياق اللغوي بأي حال.. فزعم حسين مروة أن رابعة العدوية عندما كانت تناجي الله بالليل وتقول (إلهي.. حط الليل.. وخلا كل حبيب بحبيبه).. يقول حسين مروة أنها كانت تتحدث عن الحبيب الحسي من جنس البشر الرجال.. وأن رابعة العدوية كانت تعيش في حالة توق لملاقاة الرجال في عزلتها تلك.. فهل نفهم نحن من نفس السياق ما فهمه حسين مروة؟.. كما يقول عن قول أحد شيوخ الصوفية لأحد مريديه (صم الدهر.. واصمت عن الكلام).. يعلق حسين مروة فيقول ما معناه(هذا مستحيل.. هل يريده أن ينتحر؟).. فهل فهم المريد ما فهمه حسين مروة؟.. بل وهل يفهم الدارس اليوم للتصوف هذه العبارة بهذا المعنى؟
هذه السطحية التي رأيناها في تحليلات حسين مروة تشابه إلى حد كبير سطحية تحليلات عجب الفيا.. وسنرى أن عجب الفيا نفسه لا يعمل بتعريفاته التي يطلقها في علم تحليل الخطاب..
في عبارة (ولا كرامة) التي وردت في حديث الأستاذ.. يختلف فهم عجب الفيا لها عن فهم الأستاذ ياسر الشريف لها مثلا.. فهل ما يفهمه الأستاذ ياسر من العبارة هو بالضرورة خاطئ لأن عجب الفيا لم يفهمه كذلك؟.. إذا قال عجب الفيا أن هذا غير صحيح فهو إذا يناقض تعريفه الذي وضعه أو نقله بنفسه (وهو فعلا قد فعل بأن أورد احتمال أن يكون فهمه خاطئا).. إذ أنه لا يوجد فهم واحد هنا من سياق الخطاب.. والطريف أن عجب الفيا حاول أن ينمق ذلك الفهم ليسميه (تورية).. يقول أن الأستاذ محمود قد استخدم التورية في هذا الحديث ليقصد به كرامات الصوفية.. واعتمد في ذلك مرة أخرى على دعواه بأن "سياق الخطاب" يفيد ذلك.. فما رأي عجب الفيا في قول الكثير من الصوفية الذين اعترضوا على الأستاذ محمود نفسه بأنه ليس ولي ولا متصوف لأنهم لم يرون له كرامة مثل كرامات الأولياء الخارقة لقوانين الطبيعة العامة؟.. هل يعتقد عجب الفيا أن الأستاذ محمود سيستخدم نفس الحجة ليسكت بها مصطفى محمود؟.. هذا مع العلم أن موقفه هو الشخصي من الكرامات واضح ومعروف.. فهل لا تنفع كل هذه المعرفة بصاحب السياق لتجعل من فهم عجب الفيا واقفا بلا قدمين؟.. أنا لم أسمع بتعريف في علم تحليل الخطاب بهذه الركاكة.. فهو لا ينطبق عندي على أي لغة من لغات العالم .. خل عنك اللغة العربية المليئة بألوان الرمز والإيحاء المتعدد المستويات ومتعدد المعاني.. والقرآن أكبر دليل على ذلك..
هذا ومما قد لا يحتاج الذكر أن عجب الفيا قد استخدم نفس السطحية ليصرح بأن الأستاذ محمود اعترف بالعنف اللفظي الغير مبرر.. في حين أن الأستاذ قد وضح تماما مبرراته لمن يريد أن يشتم رائحة العنف في كلماته.. ومبرراته هذه موجودة في طول الكتاب وعرضه كما نأمل أن نوضح عما قليل بتناول الأفكار الواردة في الكتابين المعنيين..
كذلك الحديث عن أن الأستاذ محمود قد وصف كتاب مصطفى محمود بأنه سيشكل تحولا تاريخيا في نفس الوقت الذي وصفه بالخواطر الفجة.. فالأستاذ محمود قد وضح أن الشطط في إتجاه احتكار الدين قد ولد شططا في الإتجاه الآخر الذي مثله مصطفى محمود.. وهو الحديث في أدق أمور الدين بلا ورع.. لأن الشطط يولد الشطط.. وهي خطوة نحو التغيير نفعها الوحيد أن أحدثت بداية خروج على الجمود.. فهي إذا من الناحية التاريخية الموضوعية نقطة تحول نحو التغيير.. وهي مجرد إشارة بظهور حركة من الجمود تجاه الدين.. ولكنها لا تملك من المحاسن غير ذلك.. إذ أنها ليست أكثر من ردة فعل بالفهم الفيزيائي الميكانيكي للحركة.. والتاريخ يحدثنا عن الثورات العارمة التي قامت ضد ديكتاتوريات.. ثم لا يلبث الثوار أن يصبحوا هم أيضا ديكتاتوريين.. لغياب عامل الحكمة في الثورة..
كتاب مصطفى محمود كظاهرة كانت إيجابية.. ولكن محتواها لم يكن كذلك.. لأنها شطط مقابل شطط.. وهذا قد وضحه الأستاذ تماما.. وقد وضحه مصطفى محمود بنفسه لاحقا بأفعاله ومواقفه الفكرية والعملية التي بينت صدق حدس الأستاذ فيه.. وسنتناول هذه النقطة في معرض تعقيباتنا القادمة.. وهنا نستذكر قول الإمام علي حول موت عثمان وحول قتلته من أهل العراق.. فقد كان علي معروف بموقفه المعارض لسيرة عثمان في أموال بيت المال، حيث كان يرى أنه ينفق الكثير منه فيما ليس له.. ولكنه طبعا اعترض على قتلة عثمان لأنهم أيضا أخطأوا في نظره، رغم أنه يقول بأن سبب ثورتهم على عثمان كان صحيحا.. قال الإمام بإيجاز لأهل العراق ((استأثر عثمان فأساء الاثرة.. وجزعتم فأسأتم الجزعة)).. وهذا ما فهمته من قول الأستاذ في كتاب مصطفى محمود.. إذ أن رجال الدين احتكروا الدين فأساؤوا إليه.. ومصطفى محمود ثار على هذا الوضع بكتابه فأساء الثورة ومن ثم أساء للدين أيضا.. وهذا لا ينفي أن يكون كتابه مهما تاريخيا كنقطة تحول بارزة.. فالكثير من الثورات السياسية تكون نقاط تحول تاريخية بارزة رغم مساوئها.. وذلك لأنها حلقة ظاهرة في سلسلة السير نحو التغيير للأفضل..
لنا عودة
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل هذا الاسلوب في مصلحة النقاش ؟ (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ قصي - يا هو ذاتو تحية واحتراما لعله من دواعي سروري ان تنضم الي هذا النقاش ،وقد عبرت لك عن هذا الاحساس منذ اول نقاش بيننا في هذا المنبر، ولكن اليس في الامكان ان تطرح رايك بدون تجريح وبدون عنف لفظي ، راجع مداخلات الذين سبقوك من اخوانك وكلهم اكبر منك سنا وتجربتهم في الفكر الجمهوري بعمرك ،سوف لن تجد منهم ولا واحد جنح منذ البداية الي ما جنحت اليه انت ، انني قد اعذرك، بسبب حماسة الشباب ، ولكن ارجو ان تحاول جهدك ان تتجنب اصدار احكام قاطعة ضد محاوريك مثل الخلل والسطحية الخ .. لان مثل هذه الالفاظ لا تخدم مصلحة النقاش في شي ولا تخدم حججك ويمكن ان يرد عليك محاورك بنفس العبارات وينتهي النقاش . تامل هذه العبارات واسال نفسك هل يمكن ان تساهم في دفع النقاش الي الامام :
Quote: هذه السطحية التي رأيناها في تحليلات حسين مروة تشابه إلى حد كبير سطحية تحليلات عجب الفيا.. وسنرى أن عجب الفيا نفسه لا يعمل بتعريفاته التي يطلقها في علم تحليل الخطاب..
|
ولك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Yaho_Zato)
|
عندما قال السادة الصوفية "تحدثوا تعرفوا.. فالمرء مطوي تحت لسانه".. كانوا يعنون ما يقولون.. والأستاذ محمود قد استخدم هذا المنهاج في تعامله مع مصطفى محمود.. وأقام عليه الدلائل من كلامه على ما خلص إليه في أمره..
بدأ الأستاذ حديثه في نقد كتاب مصطفى محمود بتناول فصل "لا إله إلا الله".. و ذلك ليثبت منذ البداية أن مصطفى محمود لا قدم له في التصوف ولم يقدره حق قدره.. فأصبح ينقل عن كتب أهله بلا علم ولا تجربة.. فجاء كتابه مادحا للصوفية تارة، وهادما لأهم أركان طريقهم تارة أخرى.. وأهم ما هدم مصطفى محمود في أركان التصوف هو ما يخص النبي الكريم.. فأخذ يتحدث في أمر النبي بسذاجة يحسدها عليه الوهابيون وأشباههم من الفرق التي لا تحترم مقام النبي.. وإن كان مصطفى محمود يتحدث عن الصوفية وعن أنهم يطبقون القرآن بكل حرف فيه، أفلم يعلم أن تطبيق القرآن هو نفسه حياة محمد؟ هو نفسه طريق محمد؟.. وإن كان الصوفية أهل شهود وعلوم وتحقيق كما يجري به قلمه، أفلم ينتبه إلى مقام الذي قلدوه ليحصلوا بتقليده على ذلك العلم؟.. بل ألم يقرأ في الكتب التي قرأها ونقل منها كيف يتحدث الصوفية عن النبي الكريم؟.. وكيف يقولون عنه "النور المحمدي" و"الإنسان الكامل".. وأن كل الولايات على الأرض إنما تأخذ من قبسه؟.. ألم يقرأ كل هذا قبل أن يأتي ويقول:
"ولو كان محمد مؤلفا لألف في هاتين السنتين كتابا كاملا. ولكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء وجلاء فذهل كما تذهل وصعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء" .. انتهى كلام مصطفى محمود
ألم يقرأ مصطفى محمود في كتب السيرة عن الخمس عشرة سنة التي أنفقها النبي في الرياضة الروحية قبل البعث؟.. أولم يقرأ عن عبادته وتأمله في تلك السنين وبعدها حتى يقول أنه "يسمع كما تسمع أنت".؟؟.. بالطبع لم يفوت الأستاذ هذه النقطة دون أن يعطيها ما تستحق من النقد الذي يكشف جهل مصطفى محمود بالأول والأهم ، بل والأهم على الإطلاق، بين أركان التصوف.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحدث رجل له قدم في التصوف عن النبي بالشكل الذي تحدث به مصطفى محمود..
والأمر الثاني حديث مصطفى محمود عن التوسل.. وفي هذه النقطة أتى مصطفى محمود بالحالقة كما يقولون.. والأخ عجب الفيا يتحدث عن أنه قرأ لمصطفى محمود كلاما يفيد أنه مارس التصوف.. فهل قرأ كتاب مصطفى محمود "الشفاعة" قبل أن يقول هذا الكلام؟.. بل هل قرأ ما خطه قلم مصطفى محمود عن هذ ا الموضوع في نفس الكتاب موضوع النقاش هنا؟ ومن ثم هل قرأ ما يقوله الصوفية الذين ينقل مصطفى محمود عنهم بلا فهم ولا شيء من التحقيق في موضوع التوسل هذا؟.. حسنا، دعونا نذكر حادثة تلخص موقف التصوف في موضوع التوسل.. في إحدى أركان نقاش الجمهوريين في جامعة الخرطوم في العام 1984.. سأل أحد الطلبة الأستاذ عمر القراي عن موضوع التوسل ورأي الجمهوريين فيه.. فافتتح القراي رده على السائل بعبارة وافية.. قال له " الدين كلو قايم على التوسل".. وهذا باختصار هو الموقف الصوفي من موضوع التوسل.. فإن اتباع سنة النبي وتجويد تقليده في العبادة هو أساسا من باب التوسل بمقامه، ولولا مقام النبي لما كان في تقليده نفع لأحد.. فالنبي بمقامه الذي حققه أخذ ينزل (بتشديد الزاي) المعارف إلى أرض الناس.. وما كان تنزيل القرآن نفسه إلى الأرض إلا بتحقيق النبي... يقول تعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)). وهذا هو حال العارف مع تلميذه.. وحال الشيخ مع مريده في الطرق الصوفية.. وهو في القاعدة الأساسية حال النبي الكريم مع كل المتصوفة، من أولهم إلى آخرهم..
هذا هو رأي المتصوفة في موضوع النبي الكريم وفي موضوع الشفاعة والتوسل.. ومصطفى محمود يقف برأيه في الجانب المضاد تماما لهذا الرأي.. لذا لا يجوز بحال من الأحوال أن يوصف بالتصوف... ولو نقل من كتب المتصوفة ما نقل..
هذا وقد جاز لعجب الفيا أن يقول أن الأستاذ لا يمكن أن يتأكد من أن مصطفى محمود لا قدم له في التصوف.. و نحن نقول أن الأستاذ يمكنه أن يتأكد وقد فعل.. فكتاب مصطفى محمود وحده ينضح بمجافاة التصوف و هدم اركانه ركنا ركنا.. ولا كرامة فيما نقله من كتبهم وادعى تأييده.. إذ أن الزجاج لا يفيد تلميعه بعد كسره.. إذا صح التعبير..
وكما قال الأخ تاج السر.. فالدنيا مليئة بالباحثين والكاتبين والناقلين عن التصوف وكتب التصوف والدارسين له.. وهؤلاء لا يدعون انهم مارسوا التصوف.. وهم ، كثير منهم، أجدهم يتحدثون عن التصوف بمعرفة أكبر من تلك التي عند مصطفى محمود.. إذا صح أن نسميها معرفة أساسا.. ففي أمريكا اليوم مثلا يوجد الكثير من المهتمين بشعر العارف الصوفي جلال الدين الرومي.. وهم يقرأون قصائده و يترجمونها ويكتبون عنها بفهم يفوق فهم مصطفى محمود كثيرا.. و من المشهورين في مجال دراسة التصوف العالمي الدكتور جوزيف كامبل.. والذي انتقل إلى رحمة الله قبل بضع سنين.. وقد كان دكتورا في الميثولوجيا.. ومن أشهر أعماله مقابلة تلفزيونية طويلة كانت معه في أواخر أيامه توجد في شرائط الفيديو و تسمى بسلسلة "قوة الأسطورة" (The Power of Myth) .. وفي هذه المقابلة يضع جوزيف كامبل عصارة تجربته في دراسة الميثولوجيا بشكل يبعث عن الإعجاب.. وما أردت أن أشير إليه في تخصيصي لهذا السرد الطويل عن شخصية هذا الرجل هو أني سمعت منه من التقدير لمقام نبينا محمد ما لم يرقى مصطفى محمود لشيء منه.. وقد تحدث عنه وعن حياته في تلك المقابلة كما تحدث عن الإسلام بشكل عام خلال تجواله في المواضيع الشيقة التي تناولها اللقاء..
والأستاذ محمود أيضا اعترض فيما اعترض على كلام مصطفى محمود لأن فيه من المدح ما يصور الصوفية على أنهم "قوم يهيمون وراء الأخيلة".. وأنهم ليسوا كباقي الناس.. وهذا نوع من المدح لا يشجع على إتباعهم بقدر ما يجعل القارئ ينظر لهم نظرة رومانسية غير واقعية في رأي الأستاذ.. وهو قول حق.. كما أنه في نفس الوقت يتحدث عنهم حديث من يعرفهم في حين أنه حقيقة لا يعرفهم.. انظر قوله "وهم ليسوا دراويش الارصفة ولا شحاذي المساجد ولا المجاذيب ولا الثرثارين.. الخ".. والأستاذ محمود لم يفوت هذه النقطة أيضا.. فمصطفى محمود هنا يحاول أن يضع صورة أسطورية للصوفية ، فنجده يقول مثلا "إنما هم الأتقياء الأخفياء".. وكأنه يريد أن يجعلهم بمعزل عن أرض الواقع اليومية في حياة الناس.. فهل في هذا تشجيع للتصوف أم هو مضي في رسم صورة رومانسية خرافية يتحاكى بها الناس و لايسعون للتأسي بها؟.. كأبطال الأساطير والحكاوي الشعبية.. هذا علاوة على أنه قد تورط في احتمال الإساءة لنفر كبير منهم عندما تحدث بشكل جارح عن دراويش الارصفة والمجاذيب وغيرهم ممن ذكر..
اليوم.. توجد جماعات دينية جديدة تأخد بفكر مصطفى محمود وتعتد به .. كجماعة رشاد خليفة.. وهي جماعة ادعى صاحبها الذي اغتيل في الولايات المتحدة أنه المسيح.. أو رسول الميثاق كما سمى نفسه.. وقد بنى ادعاؤه هذا على أنه اكتشف سر القرآن الموجود في الرقم 19.. ولدى هذه الجماعة موقعا على الإنترنت يعرض هذا "الإكتشاف" الذي يزعمون أن رشاد خليفة لم يسبقه إليه أحد فيه، وهو مرتبط بحروف الهجاء التي ترد في أوائل بعض السور في القرآن.. في حين أن الأستاذ قد قال لمصطفى محمود في كتابه ذاك بأن علم هذه الأحرف إنما هو من العلم القريب عند العارفين.. و في تلك النقطة أيضا وضح الأستاذ جهل مصطفى محمود بالتصوف وخوضه في أدق أمور الدين بلا ورع..
هذه الجماعة وغيرها ينظرون للسنة النبوية بكاملها على أنها من مخلفات التاريخ.. بل ويرون أن سبب تأخر المسلمين في العالم اليوم وبعدهم عن دينهم هو تعاطيهم مع هذه السنة.. في حين يرى المتصوفة أن حال المسلمين الذي يدعو للشفقة اليوم إنما هو بسبب بعدهم عن السنة النبوية.. وهذه الجماعات نجدها تحتفي بمصطفى محمود وكتاباته التي يذهب كثير منها إلى تأييد ما يذهبون إليه.. مثل كتابه "الشفاعة" الذي تعرضه جماعة رشاد خليفة في موقعها الإلكتروني على الشبكة..
ومصطفى محمود نفسه نجده مشوش الذهن بشكل عجيب.. فهل قرأ عجب الفيا كتابات مصطفى محمود الأخيرة عن "الإنسان الكامل"؟.. إذا كان قد قرأها ومن ثم ما زال يقول بأن مصطفى محمود يتفق مع الأستاذ في موضوع التصوف فهو سيكون امر غريب فعلا.. إذ أن في تلك الكتابات نجد مصطفى محمود يواصل كتاباته المرتبكة في مدح التصوف وهدم أركانه في نفس الوقت.. وهو فعلا أمر محير جدا.. فمن يقرأ كتابات مصطفى محمود الأخيرة يجد أنه ما زال يحوم حول نفس المفاهيم التي تركه الأستاذ محمود عليها عندما رد عليه في كتاب "القرآن".. بل والأدهى من ذلك أن بعض القراء قد يجدوا أن مصطفى محمود في الحقيقة قد تدهور بشكل كبير عن مستوى ما كتب في كتابه "محاولة لفهم عصري" قبل أكثر من ثلاثين عاما..
أنا شخصيا كنت من القارئين لمصطفى محمود قبل أن تقع عيناي على كتاب من كتب الأستاذ محمود.. وعندما قرأت كتاب "القرآن" كان من أول انطباعاتي أن "كيف يشتهر مصطفى محمود كمفكر إسلامي ينمق كتاباته بكلام الصوفية وهو أبعد الناس عنهم.. في حين نملك نحن في السودان مفكرا إسلاميا كالأستاذ محمود ويتعامل أبناء وطنه مع كتاباته بهذا التوجس وهذا الجفاء؟.. يلتهمون كتابات مصطفى محمود إلتهاما ولايتحرج الواحد منهم من أن يقول أنه لا يعرف عن الأستاذ محمود وأفكاره شيئا!!"..
نلاحظ أن الأستاذ محمود كان في غاية الحرص في توضيح أن لا شبه بينه وبين مصطفى محمود، من قريب أو بعيد.. والكتاب يوضح بشكل كاف لماذا حرص الأستاذ على ذلك..
لنا عودة
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا تناقض ولا سطحية يا قصي ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخوان الكرام عمر هواري قصي همرور تحية واحتراما
ان الذي يصف محاوره بالسطحية ،ثم لا يري في ذلك اساءة شخصيةاو عنف لفظي ، من باب اولي الا يري في وصف الاستاذ محمود، لمصطفي محمود ،بانه يخوض في امور الدين بلا علم ، وان تفسيره ليس تفسيرا علي الاطلاق ،وانما خواطر فجة وفطيرة وانه في غفلة وضلال وانه بذلك يورد نفسه مورد الهلاك ، الي اخر ما جري به قلم الاستاذ في حق مصطفي محمود ،من باب اولي الا يري اي عنف لفظي او اساءة حتي ولو اعترف الاستاذ ان ما جري به قلمه من الجائز ان يشتم منه رائحة العنف ، ولكنه لا يريد ان يعتذر عنه . ان الراي مسالة شخصية ،ومن ابجديات الحوار ، احترام الاخر واحترام الاخر لا يكون الا باحترام رايه ولو اختلفنا معه .وبالتالي ان الاساءة للراي الاخر هي اساءة لصاحب الراي .فلا يمكن ان تصفني بالسطحية وبالجهل ثم تقول لي انا لم اسيء الي شخصك وانما قلت راي في رايك وفي نظرتك الي هذه المسالة او تلك . لانك بذلك تكون نسفت اول شرط للحوار وتجازوت حدود ادب الاختلاف .
ان عبارة الاستاذ محمود التي قالها في حق حسن الترابي :"ان شخصية الترابي موضع حبنا ولكن ما تنطوي عليه من جهل موضع حربنا " والتي قالها في كتابه :زعيم جبهة الميثاق في الميزان " ينبغي الا تستغل في الاساءة الي المخالفين في الراي ولا حتي المعارضين .لان هذه العبارة لا تصلح ان تقال في كل مناسبة .بل الحقيقة لا تصلح كقاعدة لاي حوار مع الترابي او غيره . لانه ببساطة ، لا تتوقع من من تصفه بالجهل ،ان يخلع نعليه ويبرك امامك ليزيل جهله بالتعلم منك .والذي تحبه او تعزه ،لا تقول له في عينه :انت جاهل ، حتي لو كان جاهلا بالاجماع ! ان قوة المواجهة التي يتحدث عنها الجمهوريون ويتباهون بها لا تكون بالعنف اللفظي .وانما بقوة الحجة. الاستاذ دائما يقول انه ضد العنف وانه رسول سلام.ولكن العنف المستكره ليس هو العنف المادي والجسدي وحسب.وما العنف اللفظي الا مقدمة طبيعية للعنف المادي والجسدي . فالحرب اولها كلام ،كما قال الشاعر القديم ، وكل شكلة تبدا من نقاش لم يراع فيه احترام الراي الاخر. ولا يكون احترام الراي الاخر الا بقول رايك من غير الاساءة الي راي غيرك .وبالتالي لا يجوز لك ان تسئ الي راي ثم تقول انك لم تسيء الي شخصي !
كم احزنني ، اخي عمر هواري ،تصرف كلامي عن معناه الظاهري الذي يعطيه السياق وتقول انني قصدت ان انال من افكار ومساهمات الاخ قصي حينما قلت له : "انني اعذرك بسبب حماسة الشباب " وقد كنت اشير بذلك الي جنوحه الي استعمال عبارات جارحة ويمكن ان يشتم منها رائحة العنف اللفظي .مثل وصفه لتحليلاتي بالسطحية . وحماس الشباب امر معروف ومشروع وكلنا ممرنا به .حيث يحس الانسان في هذه المرحلة بثقة اكبر فيما يعتقد من اراء وافكار الي الحد الذي يجعله احيانا لا يعطي مساحة كافية للراي الاخر واحتمال صحته .
لا تناقض ولا سطحية ولا خلل يا قصي:
كون ان الكلمة تاخذ معناها من السياق ،امر معروف في علوم اللغة وتحليل الخطاب والسيمياء. فالكلمة بمفردها ليس لها معني محددا ثابتا .ولا يتحدد معني الكلمة الا بوضعها في سياق معين . فاذا انت نظرت مثلا في القاموس او المعجم للبحث عن معني كلمة ما، ستجد امامك عدد من المعاني متداخلة واحيانا متنافرة ومتناقضة .ولا تستطيع ان تحدد معني بعينه الا اذا وضعت الكلمة التي تبحث عنها في سياق او من خلال الرجوع الي السياق او النص الورادة فيه . مثلا كلمة : "جمهوري " اذا بحثت عن معناها لمفردها من غير سياق او نص محدد سوف تجد امامك مجموعة من الخيارات او المعاني.ولن تستطيع تحديد المعني الا بمعرفة السياق المستخدمة فيه . والذين مارسوا مهنة الترجمة يعرفون هذه الحقيقة . فاذا كان الكلام عن الانظمة السياسية والدستورية ، فان المعني المقصود من الكلمة سيكون هو النظام الجمهوري قياسا الي النظم الملكية والاستبدادية الاخري . واذا كان الكلام عن السياسة الامريكية ،فان المقصود سيكون ،الحزب الجمهوري الامريكي . اما اذا كان الكلام عن الجماعات الدينية والاحزاب السودانية ،اوعن فكر الاستاذ محمود محمد طه ،فالمعني سيكون معروف .
اما التورية بالاضافة الي المعني اللغوي المعروف ،فانها تستخدم كمصطلح بلاغي .فهنالك باب في البلاغة يسمي :علم البديع او المحسنات البديعية .ومن هذه المحنسات : الجناس والطباق والمقابلة والتورية وحسن التعليل . والتورية تعني اصطلاحا :استعمال الشاعر او الكاتب الكلمة بطريقة معينة ،بحيث ،تعني معنيين ،في نفس الوقت : معني قريب ،وهو المعني اللغوي الدارج ،ومعني بعيد وهو المعني الذي يرمي اليه . ومن ذلك مثلا ،كلمة حبيب ،الي جانب معناها المتداول ،تستخدم كاسم علم علي المذكر .ولذلك يمكن ان تات كتورية بحيث يقصد بها في المعني القريب ،الحبيب المعروف ، وفي المعني البعيد،شخص اسمه حبيب .
لذلك قلت ربما استخدم الاستاذ عبارة : "لا ،ولا كرامة " كتورية ، بحيث يكون المعني القريب ، هو تاكيد نفي ان يكون لمصطفي محمود قدم في التصوف . وفي المعني البعيد ، نفي ، ان يكون حتي من اصحاب الكرامات !
اما قولك ان هنالك خلل في طريقة التناول فلا اري اي خلل . كان اتجاهي في الاول ان اكتفي بما اقر به الاستاذ بان قلمه من الجائز ان يكون قد جري بعبارات يشتم منها رائحة العنف ولكنه لا يريد ان يعتذر عن شيء من ذلك ، لانه كان يريد من ذلك تاكيد ما يرمي اليه من معاني . الي جانب ايراد بعض الشواهد الواردة في مقدمة كتاب الاستاذ دليلا علي ذلك العنف اللفظي . ثم رايت ان الفايدة ستكون اكبر اذا اكدت ذلك بالوقوف علي افكار الرجلين .فاين الخلل .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
حول موضوع التفسير والتأويل (Re: Agab Alfaya)
|
حول موضوع التفسير والتأويل
لقد ظن مصطفى محمود أنه يستطيع أن يفهم القرآن كفهم الصوفية له، و لكن دون أن يخوض تجربة التصوف التي خاضوها.. وذلك فقط بقراءة كتبهم.. كما هو الحال في التلقين الأكاديمي.. ولهذا قال عنه الأستاذ أنه يحاول أن يعرف أسرار الدين بالعقل دون التقوى، والتقوى هي هنا ممارسة التصوف الذي هو سنة النبي..
ومن أغرب ما أورد الأستاذ عجب الفيا كدليل على صحة رأيه في ما ذهب إليه مصطفى محمود في تأويل بعض الآيات هو تأويله لآية (فاخلع نعليك).. وقد قال عجب الفيا أن الأستاذ محمود قد أخذ بقوله بانهما "النفس والجسد".. ولكن هل هذا هو حقا قول مصطفى محمود؟.. ام قول من نقل منهم قراءة تلقينية؟.. إن مصطفى محمود نفسه يقول بأن تأويله هذا قد نقله من أهل التصوف!!.. فما هو الجديد في هذا؟.. ما زال مصطفى محمود ينقل بغير فهم، وما زال عجب الفيا ينسب له الحقوق الأدبية.. هذا رغم أن مصطفى محمود نفسه لم تبلغ به الجرأة أن يدعي لنفسه صياغة ذلك التأويل وإنما رده لأهله ولم نسمع منه غير تأييده..
ثم إذا كان الأستاذ قد قبل بهذا التأويل، إلا أنه على التحقيق قد أتى بتأويل أدق منه.. ذلك أن النفس والجسد هما أقرب لأن يكونا شيئا واحدا في الفهم العرفاني.. لأن النفس السفلى يمثلها الجسد، والنفس العليا تمثلها الروح.. والصوفية لا يريدون على التحقيق الهجرة من النفس العليا وإنما الدنيا.. لهذا كان أدق أن يكون التأويل "النفس والعقل".. ذلك أن النفس هي حجاب الجسد وشهواته.. والعقل هو حجاب الفكر الذي لا يعمل إلا في منطقة التضاد، وعند الله لا تضاد..
هذا ويعترض عجب الفيا أيضا على قول الأستاذ بأن القرآن لا يحتاج لتفسير اليوم إنما لتأويل.. ويبني إعتراضه هذا على قول الأستاذ نفسه بأن الفرق بين التأويل والتفسير فرق مقدار لا نوع.. وهذا أيضا من السطحية في التحليل.. فمفهوم اختلاف المقدار لا النوع هو مفهوم توحيدي يدخل في كل شيء عند الاستاذ.. حتى أن الروح والمادة لا اختلاف بينهما إلا في المقدار عند الاستاذ.. يقول تعالى ((ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت..)).. والتفاوت يفهم هنا بتفاوت النوع.. وهو عند النهايات امتناع التفاوت تماما.. ثم إن قول الأستاذ أن التأويل يفوق التفسير في المقدار هو من نفس باب قوله بأن شريعة الرسالة الثانية تتفوق عن شريعة الرسالة الأولى في المقدار لا النوع.. ولهذا سمى الإنتقال من الأولى إلى الثانية بـ "تطوير التشريع".. وهذا هو اس الفهم التطويري إذا.. فالأستاذ يدعو لتطوير التفسير والإرتقاء به ليصبح في مجال التأويل.. إذ أن عهد التفسير قد استنفد غرضه.. فهل لا يدرك عجب الفيا مفهوم التطور نفسه ليقول أن لا فرق جوهري بين التأويل والتفسير إذ أن الفرق في المقدار فقط لا النوع؟.. حسنا.. إن الفرق الذي لا يراه عجب الفيا جوهريا هو نفس الفرق (قياسا) بين حبس المرأة في البيت و بين خروجها ندا للرجل في كافة ضروب الحياة.. هو نفس الفرق بين الدعوة بالسيف والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. هو نفس الفرق بين جعل المرأة ربع رجل وبين جعلها كفؤا جديرا له.. هو نفس الفرق بين حكم الفرد وبين حكم الشعب.. هو نفس الفرق بين الرأسمالية والإشتراكية.. هو نفس الفرق بين المادة والروح!!..
وإن كان مصطفى محمود يدرك "نظريا" وبشكل سطحي موضوع التأويل والتفسيركما أشار عجب الفيا.. فإن هذا الفهم النظري لا يغني من الحق شيئا.. وهو في النهاية ليس فهما يعتدى به.. لأن التأويل ليس نحتا عقليا كما حاول أن يفعل معه مصطفى محمود.. وله سبله التي يطلب بها.. لا ارتجال فيها ولا اعتباط كما قال الاستاذ محمود.. وسبيل التأويل هو التصوف.. والتأويل أمره أجل وأخطر من التفسير.. ومصطفى محمود لم يرع هذه الخطورة ، وجعل يأتي فيه بالخواطر الفجة كما وصفها الأستاذ.. والدليل على ذلك نجده في طول كناب مصطفى محمود وعرضه.. كما يتأكد لنا ذلك في رد الأستاذ محمود عليه..
إن مشكلة مصطفى محمود الواضحة هي ظنه أن الموضوع له علاقة بـ"الفهلوة" اللغوية والعقلية الخواطرية.. أما عند المتصوفة.. فهو كما قال قائلهم:
وهو علم من إله وهبا لا بتعليم وقول نسبا كم لربي من كرامات الهبة لست في شعري أطالع كتبا إنما هذا فتوح الأبوي
ونأمل أن تكون لنا عودة
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
ما وزن الأشياء في قراءة تصر على أشيائها ؟ (Re: Agab Alfaya)
|
(1)اذا كان موضوع (البوست) هو في حدِّ عبارة صاحبه الأخ عبدالمنعم عجب الفيا ( ما جرى به قلم الأستاذ محمود محمد طه في حق مصطفى محمود)، فإن (البوست ) حريٌّ به [منذ البداية] وليس لاحقاً أن يبرز في استشهاد واضح ماهو ( حق مصطفى محمود). لأن غياب هذا (الحق) وبروز الرد عليه بروزاً أحادياً هو قراءة ناقصة من جانبين : من جانب قاريء (البوست) منذ البداية وليس لاحقاً، ومن جانب كاتب (البوست) نفسه الذي اعتمد (رد الأستاذ) عنفاً دون ابداء الاستشهاد من ذلك (الحق) الذي وقع عليه العنف. أما الاستشهاد الذي ورد لاحقاً من كتاب مصطفى محمود فلا يسوِّغ أو يبرر أنه قد عرض (حق) مصطفى محمود لأنها استشهادات وقعت موقعاً سائباً دون ربطها بأصل الموضوع وهو ( ماجرى به قلم الأستاذ في حق مصطفى محمود).. ما يجعلني أن أقول أن الاستشهادات كانت (سائبة) هو من جهتين: من جهة أنها لم ترد في (البوست) الأول أصلاً. ومن جهة أخرى ما جاءت إلاَّ لضرورة التعقيب.
(2) الشيء الثاني الذي تصر عليه ياأخي منعم هو أنك تضع عبارة (لا ولا كرامة) في حيز البلاغة. بينما هي في حيز الأسلوب. فهي من ناحية أسلوبية تنتمي الي كونها idiom أي (أسلوب مصمت) كان مستعملاً قديماًكأن تقول (نعم وكرامة) أو (لا ولاكرامة). وقد كان الزمخشري يتجول في المدينة فقال لأحدهم ساعدني في حمل هذا . فهب الرجل وقال (نعم وكرمتين ). فأنت نحوت بها نحواً في ذات الكلمة (كرامة) وجعلتها من التورية. وهي العبارة التي تنتمي الي ( ويجري العمل على قدم وساق). ولانستطيع أن نقول في هذه العبارة نوع من مجاز في أنه شبه العمل بانسان يجري على قدم وساق . وإذا كان ذلك كذلك فعبارات مثل kick the bucket أو he can never make a speech without putting his foot in it يجب أن تترجم ترجمة مجازية ولكن هذا محال ..
فالأستاذ استخدم (الأسلوب المصمت ) في حالة النفي. وأنت اعتبرته أن الأستاذ ينفي عن مصطفى محمود وجود (كرامة) صوفيه لأن ليس له قدم في التصوف.فصرفك ذلك الخطأ في أن تنظر في أخطر نقطة عند الأستاذ يبين فيهاالفرق بين التفسير والتأويل مطوراً في ذلك السهروردي وابن عربي. ولأن الأستاذ محمود يعرف ذلك جيداً - فالمسألة القرآن كلام الله - استخدم هذا الأسلوب المصمت في حالة النفي .
(3) يركز الأخ منعم تركيزاً شديداً على هذا الاقتباس ويجعله موضع اعتراف من جانب الأستاذ محمود في أنه كان عنيفا. وفوق ذلك كأنه يرى فيه المقولة القانونية الشهيرة (الاعتراف سيد الأدلة). فكيف تم ذلك عند الأخ منعم؟. أولاً لنعيد الاقتباس المأخوذ من كلام الأستاذ محمود محمد طه. (ومن الجائز أن القلم قد جرى في بعض المواطن بعبارت تشتم منها رائحة العنف فما أريد هنا أن أعتذر عن شيء منها فقد كنت أستخدم من الكلمات مايؤكد معنى ماأريد..
يقول الأخ منعم في قراءته لهذا الاقتباس ( قول الأستاذ"فماأريد أن أعتذر من شيء منها " هو اقرار بوجود العنف في بعض العبارات ولكنه لا يريد أن يعتذر عن هذا العنف) أ.هـ . كلام منعم..
لماذا قرأ الأخ منعم جملة الأستاذ (فما أريد هنا أن أعتذر) من أن (ما) نافية؟؟.. فكان تفسيره للعبارة (لا أريد أن أعتذر) . فهل هذا التفسير صحيح؟؟. فماذا لو قرأناها (موصولة) فيكون الكلام (هناك عبارات تشتم منها رائحة العنف فالذي أريد هنا أن أعتذر ويبقى اعتذاري في كوني أستخدم الكلمات ما يؤكد معنى الذي أريده). وهي القراءة التي يعترف فيها الأستاذ أن العبارات (فكر فطير ، ولا قدم في التصوف، والضلال ..الخ العبارات التي يعدها الأخ منعم عنيفة) ماهي بعبارات عنيفة وانما هي موضوعة في التقرير الصحيح للرجل عند تحليل ما كتبه وموقفه في أشياء هو ليس أهل لها. فهو لايستطيع أن يرى فكرا فطيرا ويعلمه كذلك ولا يسميه. وان سماه باسمه (فتكاد تشتم منه رائحة عنف) وهو ليس كذلك بل حقه. ومن ثم لا عنف.
هناك عبارة محذوفة في الاقتباس من الأستاذ أعلاه وهي عبارة(تكاد) التي تسبق الفعل (تشتم) فتأتي الجملة حسب السياق (تكاد تشتم). وتكاد هذه تعني (ما قارب أن يحصل ولا ينبغي له) .. فالموضع في الجملة (فما أريد) تعني (الذي أريد) ولا تعني (لا أريد). ويعني أنني أستخدمت الكلمات التي تبدو قاسية في محلها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القراءة المغرضة (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ قصي تحية طيبة
اراك مصر علي وصفنا بالسطحية علي الرغم من التوضيحات التي اوردناها فانت وشانك ، فقط كن منصفا واعطي نفسك الفرصة الكافية لقراءتنا قراءة جيدة ثم بعد ذلك صفنا بما تشاء،
انا لم اقل ان تاويل اية "فاخلع نعليك " هو من عنديات مصطفي محمود حتي تقول انني انسب الي مصطفي محمود حقوق ادبية ليست له. والدليل انني اوردت كلام مصطفي محمود نفسه الذي يقول فيه :
Quote: وفي هذا يفسر بعض المتصوفة كلام الله لموسي في القران : " اني انا ربك فاخلع نعليك ، انك بالواد المقدس طوي " ان المقصود بالنعلين هما ؛ النفس B] الجسد ، هوي النفس وملذات الجسد .فلا لقاء بالله الا بعد ان يخلع الانسان النعلين : نفسه وجسده يالموت او بالزهد .
|
كما انني لم اقل ان الاستاذ اخذ ذلك من مصطفي محمود . بل اوردت هذا المثل لاقول ان اخذ الاثنين بهذا التاويل الصوفي ،هو دليل علي معرفة مصطفي محمود بالتمييز بين التفسير والتاويل . ان قولي :
Quote: وقد اخذ الاستاذ محمود بنفس تاويل الاية : "فاخلع نعليك " الذي اشار اليه الدكتور اعلاه .وقال ان النعلين هما : العقل والنفس .
|
لا يعني انني اتهم الاستاذ بانه اخذ ذلك من مصطفي محمود ولا يفيد انني ارجعت الفضل والحق الادبي من هذا التاويل الي مصطفي محمود . فطالما انني اوردت قول مصطفي محمود بان هذا تاويل بعض المتصوفة وليس تاويله هو ،فبالضرورة ان قولي ،لا يعني ان الاستاذ اخذ من الدكتور ،وانما يعني ان الاشارة الي التاويل وايراده هنا هو الذي يرجع الي الدكتور . اما الاختلاف في تاويل النعليين هل :هما النفس والجسد ام العقل والنفس ،فهذا ليس حجة كافية برمي الدكتور بالاوصاف التي رميته بها. خاصة وان التاويل مستويات والمعاني فيه لا تنفد .راجع كلام الاستاذ في ذلك .
ان انصاف العدو في عرف الفرسان مطلوب حتي في ساحة الحرب الحقيقية فما بالك اذا كانت الساحة ساحة حوار فكري ، ام انك لا تظن ان حسن الظن ، من ادبيات الحوار الفكري .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القراءة المغرضة (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي الأستاذ عجب الفيا
أولا: إن كنت تراني أسأت لشخصك.. فتقبل شديد إعتذاري
ثانيا: وصفت كتابة الأستاذ محمود بـ"منتهى القسوة" الغير مبررة وغيرها مما قلت.. فهل أفهم هذا النقد منك لكتابات الاستاذ محمود بأنه إساءة شخصية له؟.. عملا بمقولتك "ان الاساءة للراي الاخر هي اساءة لصاحب الراي"؟ أنا شخصيا لا أنظر إليها كإساءة.. ولا أعتقد أن من أبجديات الحوار إحترام الرأي الآخر أيا كان بقدر ما هو أحترام صاحب الرأي ومجادلته فكريا لتبيين مدى سوء رأيه.. وإلا لما كان بد من أن نحترم الراي التكفيري الإرهابي.. ونحترم راي قتلة الأستاذ محمود وراي قاتل غاندي ورأي كل قاتل بغير حق.. فهل هذه هي أبجديات الحوار عندك؟.. أنا أرى أن هناك من الآراء ما يحترمها الخصم الفكري لما يرى فيها من العمق والموضوعية رغم مخالفته لها.. ومن الآراء ما لا يمكن أن يحترمها الخصم الفكري لانه يراها مناقضة لأبسط معايير الموضوعية عنده.. وهذه مسألة تعود لمعيار الخصم الفكري وليس لأحد أن يجبره على ان يحترم ما لا يحترمه من آراء أو العكس.. إنما المطلوب منه أن يكون موضوعيا في الرد وان يثبت صدق ما ذهب إليه من الرأي.. أنت اليوم إذا وقفت الآن وقلت أنك لا تحترم رأيي فهذا لا يضيرني في شيء.. طالما أنك تحاورني بموضوعية.. واحترام الشخص يمكن أن يقوم دون احترام الراي.. بل هو يجب أن يقوم كذلك لاعتبار انسانية من تحاوره.. أما الراي فهو غير ثابت,, فإذا كنت أنا مثلا أعجبت ببعض آراءك وأشدت بها( وقد فعلت قبل اليوم)، هذا لا يمنعني من أن لا أرى في رايك في موضوع آخر سوى السطحية.. فهل أكون بذلك أحترمك ولا أحترمك في نفس الوقت؟ كلا!!.. إنماأنا أقيم طروحاتك بميزاني الخاص الذي لا يضيرك طالما أنني أحترم القيمة البشرية فيك كشخص.. وطالما أنني أحاورك بالحجة لا بسقط القول..
ثالثا: بالنسبة لموضوع التورية.. أنا لم أكن في حاجة منك لدرس في البلاغة العربية.. فقد كان نقدي متجها إلى حيث أنك أصبحت في النهاية ترى أن فهم الناس لعبارة "ولا كرامة" في قول الأستاذ محمود مختلف.. وأنت لا تستطيع ان تجزم ان راي كل من خالف فهمك خاطئ فقط لأنه لم يفهم ما فهمت.. وهذا يخالف قولك في تحليل الخطاب بأن سياق الكلام يعطي معنى واحدا ومستوى واحدا.. كما أن التورية نفسها هي من أساليب البلاغة التي قد لا يفهمها كل من يقرأها.. كما أن بعض الناس قد يظنون أن هناك تورية وليس هناك أي تورية في الواقع.. مثل إصرارك على أن الأستاذ استخدم التورية في عبارة "ولاكرامة".. وهو قول لا تستطيع أن تأتي لنا فيه ببرهان قاطع.. في نفس الوق الذي من المفترض أنك تعرف رأي الأستاذ محمود في الكرامات الخارقة للطبيعة.. فكيف سيحتج بها على مصطفى محمود وهو نفسه لا يعتد بها؟
رابعا: أخد مصطفى محمود بتأويل آية (فاخلع نعليك) من المتصوفة لا يخدم قضيتك.. بل هو إنما يبرز كيف أن مصطفى محمود ناقل لا غير من كتب الصوفية كما قلنا، و ليس له في التصوف قدم.. وعلى هذا فإن "تفسيره العصري" أو "فهمه العصري" للقرآن هو نقل في بعضه من الكتب.. مما يسلبه إدعاء كونه مفسر وإنما ناقل فقط.. أما البعض الآخر والذي أفتى فيه برأيه فهو معروض للتقييم والحكم كما فعل معه الأستاذ محمود.. والمشكلة الأكبر والأهم هو أنك أردت بذلك المثل أن توضح أن الأستاذ ومصطفى محمود يتفقان في فهم التأويل، وقلت بأن الأستاذ نفسه يقول أن لا فرق جوهري بين التفسير والتأويل.. وهذا أبعد ما يكون عن الصواب.. وهذا ما رددنا عليك فيه كما قرأت..
مع كثير ودي
على أمل العودة
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ المحترم عبد المنعم تحية طيبة اواصل حواري معك .. وابدأ بتعليقك على حديث الأستاذ الذي قال فيه: وحقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، عبادة وسلوكا، وهو ما سمي، في أخريات الأيام، (بالتصوف). فهل عند مصطفى محمود قدم في التصوف؟؟ لا!! ولا كرامة!! والذي فسرته نفسيرا متعسفا بقولك:
Quote: يعني ان مصطفي محمود ليس له مقام الولي او اي درجة من درجات الصوفي العابد ولا حتي كرامة من كرامات الاولياء المعروفة! وبالتالي فهو غير مؤهل لتفسير القران . |
ولكنك ناقضت تفسيرك هذا حينما تحدثت عن مبدأ الاستقامة والذي تعلم أن الأستاذ تحدث عنه وكتب في معظم كتاباته وهو من ثم لا يتيح فرصة لفهمك أعلاه لعبارة "ولا كرامة" ، فقد قلت:
Quote: يقول الصوفية" الاستقامة خير من الف كرامة " يعني الكرامات وخوارق العادات ادني درجة عند الصوفي العارف ، لان الكرامة عندهم فيها رائحة ربوبية كما وردت الاشارة عن الاستاذ في غير هذا المكان.وغاية التصوف هي الاستقامة والتخلق باخلاق الله "ان ربي علي سراط مستقيم ". |
ولا بد من ملاحظة أن عبارة الصوفية التي تقول أن "الاستقامة خير من الف كرامة " التي احتججت بها هنا هي من المقولات التي أبرزها الأستاذ محمود في أكثر من حديث ليدعم بها حججه في اتجاه الاستقامة وأنا شخصيا سمعتها أول ما سمعتها منه هو .. ثم هو أفرد بابا في الحديث عن الاستقامة في أول فصول كتابه "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" .. ولكني لا أعتقد أن رفض الأستاذ للكرامة نابع من أن "فيها رائحة ربوبية" كما ذكرت أنت .. ودعني أعيد عليك حديث الأستاذ عن هذا الموضوع حسب ما أورده عنه الصحفي بكــري خضـــر في صحيفة "السودان الجديد" – عدد السبت 24/3/1973 في معرض رده على سؤال الصحفي "ما رأيكم في ظاهرة كرامة الأولياء؟ وما تفسيرها ؟" فقد اتت اجابة الأستاذ على هذا السؤال كالآتي: فأجاب قائلا : كرامات الأولياء كمعجزات الأنبياء ثابتة عقلا و دينا وهي خوارق للعادات التي ألفها الناس والحكمة وراءها كالحكمة وراء معجزات الأنبياء هي شد الناس للهداية بطريق كسب ثقتهم ومحبتهم للأولياء .. وقد كان للكرامات أثر كبير في نقل الناس عندنا في السودان من حالة الغفلة ومن حالة الوثنية إلي حظيرة الدين .. والكرامات تأخذ صورها من حكم وقتها وكلما كبرت عقول المدعوين إتسع علمهم أصبحت الكرامات تقل في معنى أنها خوارق عادات وتتجه إلي أن تكون علما وخلقا وإستقامة فإنهم قد قالوا (الإستقامة أفضل من ألف كرامة) وعصرنا الحاضر هو عصر العلم والإستنارة والمعرفة بدقائق القيم .. ولذلك الكرامات منذ اليوم ستتركز في العلم والخلق والإستقامة علي خلاف ما كان عليه العهد في زمن الجهالات. وإنه لمن حسن التوفيق ان العقول المعاصرة لا تؤمن بالكرامات بسهولة لأنها بهذا التحدي .. بهذا الإنكار.. إنما تتطلب من الدعاة قامة جديدة في مستويات الخلق والإستقامة والمعرفة وهذه هي حاجة البشرية منذ اليوم. يمكن الاطلاع على الحوار كاملا في موقع الفكرة على الوصلة التالية: http://www.alfikra.org/interviews/i004.htm وقد أورد الأخ الدكتور ياسر الفهم الصحيح لعبارة "ولا كرامة" التي أربكت الأخ عبد المنعم وجعلته يقرر ويبني حكمه المتحامل على ذلك الفهم المغلوط .. والحق أننا نجد هذه المعنى الذي رمى اليه دكتور ياسر وساق اليه الأمثلة في كتابات الأستاذ محمود نفسه .. فقد كتب في ديباجة الدستور (وهي آخر ما كتب) الآتي: هل بدأ التعليم عندما بلغ الفرد البشري مستوى معيناً من الإدراك والخيال به ارتفع فوق الحيوان فاحتال بالمصالحة والمناجزة على القوى الطبيعية التي احتوشته في بيئته على نحو ما جرى به الشرح قبل قليل ؟؟ لا!! ولا كرامة!! وإنما بدأ التعليم قبل ذلك بآماد يخطئها العد، ويصح أن يقال فيها أنها تبلغ بلايين السنين .. فهل يسعفك تفسيرك التعسفي لعبارة "ولا كرامة" هنا أيضا؟!! وهل ستقول لي أن سياق الحديث هناك لايحتمل الا المعني الذي سقته أنت؟! .. فماذا لوقلت لك ما قاله الاخوان المشاركون في الحوار من قبل بأن العبارات تأخذ معانيها ومدلولاتها أيضا من السياق العام لطرح الكاتب المتكامل .. ولذلك ونسبة لعلمك بأن الأستاذ لا يحتفي كثيرا بالكرامات وأنه تحدث عن الأستقامة كمقام أكمل وأدخل في الفهم الديني الصحيح منها ، كان من الأجدر بك أن تفهم حديثه في هذا السياق العام بدل حصره في سياق ضيق ثم تبني عليه حكما مغلوطا ومتحاملا .. وكذلك جاء فهمك من قبل لعبارة "الضلال" وقد أوردت لك عدة أمثلة تفيد تعدد المعاني للكلمة الواحدة وكذلك تفيد تعدد درجات الاختلاف في المعنى الواحد حتى أنقلك لسعة المعنى .. فأنا هنا لست مع الفهم القاموسي على حساب الفهم السياقي للكلمة بل أن الأمثلة التي سقتها لك تؤيد هذا الفهم السياقي نفسه حيث لم أرجعك للقاموس لأحاصرك بمعنى واحد أو ثابت في الوقت الذي عرفت فيه أنت كلمة الضلال تعريفا واحدا وزعمت أنه Quote: اقسي ما يمكن ان يوصم به الاسلاميون مخالفيهم في الراي ولعل مصطلح الفرق الضالة هو التعبير المفضل عند هذه الجماعات |
فأخرجتها بذلك من السياق الذي قيلت فيه حتى تهول من أمرها وحتى يصح اتهامك للأستاذ بالعنف والقسوة والتحامل .. أما عبارة "يشتم منها رائحة" فهي حيثما استعملت لم تعن أن الشيء قد حصل بالفعل كما ذكرت لك وما دعوتي لك للبحث في الانترنيت الا لاعطيك فرصة "سريعة" للاطلاع على "أمثلة" للاستخدام الشائع للعبارة .. لكنك تريدنا أن نفهم بأن معنى العبارة هو واحد وهو ما فهتمه أنت عنها .. دعني أوسع معاني العبارة قليلا بحكم معرفتي بمحتوى خطاب الأستاذ لترى بنفسك هل الأستاذ فعلا استعمل كلمات عنيفة واعترف بذلك أم لا .. فالأستاذ يرى أن العنف الجسدي يبدأ في الخاطر ، فإذا لم يراقبه صاحبه برز الى حيز القول ، فإذا فلت عن المراقبة والمحاسبة برز في الفعل ، ولمعرفتي بأن الأستاذ لا يبدر منه الا الخير ، خل عنك العنف في أي مستوى من مستوياته ، فقد استنكرت عليك فهمك لعبارته تلك بأنها اعتراف بالعنف ، اذا فلا المعرفة بالاستعمال اللغوي للعبارة ، ولا المعرفة بمحتوى ما كتب (السياق) ، ولا المعرفة بالكاتب ، تعطي المعني الذي ذهبت أنت اليه .. دعني أدعم ذلك بما كتبه الأستاذ في هذا الصدد في كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" فقد قال: والحر في المستوى الثاني هو الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، ثم لا تكون نتيجة ممارسته لكل أولئك إلا خيرا، وبركة، وبرا بالناس، وأدنى مراتب الحرية الثانية العفو، وصاحب هذه لا ينطوي ضميره المحجب على ضغن على أحد، ذلك لأنه يعلم أن الجريمة إنما تبدأ في الضمير، ثم تبرز إلى حيز القول، ثم إلى حيز العمل. والله تعالى إنما يعني هؤلاء، ولا يعني أولئك، حين قال: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه، إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون) وهو يعنيهم أيضا حين قال: (قل إنما حرم ربي الفواحش، ما ظهر منها وما بطن) وهو أيضا يعنيهم حين قال: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه، يحاسبكم به الله).. وأما أصحاب مرتبة الحرية المقيدة فإن حديث المعصوم يعنيهم حين قال (إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفوسهم، حتى يقولوا أو يعملوا) فالعنف اللفظي ، في تقييم الأستاذ يقع في مرتبة ، هي دون مرتبة الحرية المقيدة .. فلم يبق الا أن العبارات "القوية" (ولا أقول العنيفة) التي استخدمها الأستاذ بحق ، كانت عبارات مستحقة وتؤكد معنى مايريد من غير مجاملة أو تحامل وقد أقام عليها الدليل من كتابات الدكتور كما ذكرت لك مرات ومرات .. ولكن من "الجائز" أن يشتم فيها بعض الناس "رائحة العنف" .. ويدو أنك أنت أحد هؤلاء الناس وستظل المحاولة جارية في اقناعك بأن حاسة شمك هذه متحاملة ومتأثرة برغبة عقلك في الشم (ونحن نعرف وهم العقول ووهم الحواس وأثر ذلك في المنظار الذي ننظر به للأمور) .. (كن جميلا ترى الوجود جميلا) أما قولي لك:
Quote: وأنت ، كناقد أدبي ، تطلق احكاما على اعمال الغير وتصفها بما تشاء وبأسلوب قد يبدو للكثيرين عنيفا وغير مبرر، وهذا من حقك ، اذا أقمت الدليل على ماتقول من نصوص الكتاب الذين تنتقدهم وأبرزت الأساس الذي يقوم عليه نقدك .. أليس هذا هو العدل ؟ |
وقد حسبته أنت مقارنة غير موفقة ، وعلقت قائلا:
Quote: صحيح انا احيانا اجنح الي استعمال عبارات عنيفة وجارحة ،قد تبدو غير مبررة ومبررة احيانا ولكني لا ادافع عنها والوم نفسي كثيرا عليها،وهذه طبيعة البشر العاديين ، لكن الاستاذ محمود ،كما تعرف ، صاحب رسالة ، ومقام ،ويطمح ان يكون هو محقق الكمالات البشرية الموعودة علي الارض ،وقال عن نفسه انه محفوظ الي اخر ما تعرف وتعتقد يا عمر ، |
أولا أنا لم أقارن بينك وبين الأستاذ محمود وما ينبغي لي حتى تقول قولك هذا عني .. وانما أردت لفت انتباهك لحقيقة هي أن ما تكتبه أنت وتراه نقدا وتحليلا موضوعيا ومسببا لكتابات الغير ف "قد يبدو" للكثيرين حديثا عنيفا وغير مبرر ، كما جرى ذلك بالفعل على صفحات هذا المنبر .. وأنا هنا بالطبع لا أؤيد اتجاهك للتعنيف بالآخرين، اذا ثبت ذلك عنك فعلا، بغض النظر عن اعتذارك عنه .. فأرجو قراءة ما أكتب بعين مفتوحة .. وجه المقارنة هنا هو في عبارتي "من الجائز" و "يشتم منها" اللتين استعملهما الأستاذ ، في جانب ، وعبارة "قد تبدو" التي استعملتها أنا هنا ، فكلاهما لا تفيدان وقوع الشيء بقدر ما تظهران تلقي المتلقي واحتمال تفاعله سلبا مع ما يكتب .. فأنا مازات عند رأيي في أن الأستاذ لم يكن عنيفا أو متحاملا أوقاسيا في تناوله لما كتبه الدكتور مصطفى محمود .. اللهم الا اذا اردنا أن نتعامى عن "الجهل" و"السطحية" و"الغفلة" ولانسميها بأسمائها حتى نظهر وكأننا أناس مهذبين وليني الجانب .. وبهذا يصبح حديثك عن حفظ الأستاذ وعدم تورطه فيما نقع فيه أنت وأنا من أخطاء ظاهرة حديثا غير ذي معنى .. ثم أن الأستاذ محمود لم يقل عن نفسه أنه محفوظ .. وقد جاء ذلك على لسان الأخ قصى ولكنه صححه في حينه فما كان ينبغي عليك اعادة قوله هنا بعد أن صحح .. دعني أعيد عليك ما كتبه الأخ قصي في خيط الأخ عماد البليك عن كتابات الأخ ابوبكر القاضي:
Quote: قلت في معرض حديثي عن موضوع العصمة أن الأستاذ محمود قد قال مرة "أنا ولي محفوظ"، وكنت قد استعنت بذاكرتي في هذا الشأن وقد استمعت للقاء تم بين الأستاذ محمود وطالبين من جامعة الخرطوم من تلاميذ الترابي بمنزل الأستاذ محمود بالمهدية.. والطالبان هما يوسف فضل الله ومحمد عثمان محجوب.. ولكن ذاكرتي لم تكن دقيقة، وقد صحح لي الأستاذ القراي عبارة الأستاذ محمود حيث كان هو حاضرا لذلك اللقاء الصحيح أن الأستاذ قال في معرض رده على الطالبين الذين ألحا عليه بالسؤال عن شخصه بما معناه (أنا بطبيعة الحال لا ادعي العصمة لانها من حظ الانبياء وأنا لست نبيا، ولكن إذا قلت أني ولي محفوظ، هل ستقبلان هذا القول مني وتلتفتان إلى مضمون الفكرة بدل الحديث عن شخصي؟).. وقد ورد هذا التعبير من الأستاذ دون تقرير ودون تعقيب.. وكان بعد إلحاح طويل من الطالبين اللذين أصرا على جعل محور النقاش هو شخص الأستاذ دون مضمون فكرته.. وكان أيضا بعد أن وضح لهما الأستاذ مفهومي العصمة والحفظ في فكره الشاهد الموثق أن الأستاذ كان يرفض دوما أن يسمى بمثل تلك المسميات، حتى أنه لم يقبل من أحد محدثيه مخاطبته له بـ(شيخ محمود) ورد عليه فورا (أنا ما شيخ) لزمنا التوضيح لهذه النقطة.. وآسف وأعتذر للقراء على هذا الخلط من جانبي.. واللقاء على كل حال موجود في موقع الفكرة في صفحة (لقاءات وحورات).. فليراجع في موضعه |
أما اذا أردت من اثارتك هذا الموضوع الآن التحدث عن مبدأ الحفظ أو عن اعتقادي أو اعتقاد الجمهوريين في أمره فيمكنني التوسع في ذلك .. اتوقف هنا على أمل المواصلة عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Omer Abdalla)
|
لعل من أكبر ما اشتهر به مصطفى محمود هو جهده الجهيد في البحث والتقصي في الإعجاز العلمي للقرآن.. وقد أفنى فيه مصطفى محمود، وما زال، جل جهده بمثابرة.. وكذلك تفعل الجماعات التي تحتفي بكتابات مصطفى محمود في العالم الإسلامي مثل جماعة رشاد خليفة..
إن القرآن بلا شك يحمل من أسرار الكون مالا تنقضي عجائبه.. فهو "همس أقدام ذات الله" كما وصفة الأستاذ محمود.. وهو يعلمك كل شيء ولا يعلمك شيئا بعينه كما قال أيضا.. والقضية من الناحية المادية غير خارجة عن معرفة القرآن.. ولكنها ليست مراده بالأصالة عند أهل التصوف وأهل المعرفة به.. إذ أنه في المقام الأول كتاب في علم النفس .. والنفس هي محل انطواء العالم الأكبر..( وتحسب أنك جرم صغير.. وفيك انطوى العالم الأكبر)..
من الناحية المادية.. لم يهتم أهل التصوف كثيرا بتدوين معارفهم التي استقوها من القرآن فيها.. بل ربما كانوا معنيين جدا بأن لا يسيروا في ذلك الإتجاه.. إلا أن هناك بعض الحالات البسيطة التي تظهر فيها إشراقات أهل التصوف "العلمية المادية".. منها ما ورد في كتابات الشيخ عبد الكريم الجيلي والتي كتبت في القرن العاشر الهجري.. يفيدنا الأخ محمد أحمد من منبر الفكرة أن الشيخ عبد الكريم الجيلي يقول أن القمر جسم كمودي،أي لا ضوء فيه.. وأنه لا يضيء من نفسه وإنما يستمد ضوئه من الشمس.. كذلك نقرأ في كتابات الشيخ الأكبر ابن عربي الكثير المثير حول مغهوم التطور الذي ينسب اليوم لدارون وشيعته.. وغير ذلك..
أما عند الأستاذ محمود.. فالأمر يأخذ مجالا أرحب بكثير.. وسنستعرض هنا مثالا بسيطا.. كان إتجاه أينشتاين في سنواته الأخيرة مركزا على إيجاد نظرية يستطيع أن يفسر بها عمليا كل شيء.. نعم كل شيء.. بما في ذلك المشاعر الإنسانية وكل مظاهر الكون.. حلم طموح جدا بطبيعة الحال ولكنه ليس غريبا على أينشتاين.. وقد كان يعتقد أنه يستطيع إيجاد هذه النظرية إذا استطاع التوفيق بين نظرية الكوانتوم (َQuantum Theory) والمتعلقة بالأجرام الدقيقة المكونة لجزيئات المادة، مع نظرياته الشهيرة للطاقة والمتعلقة في معظمها بالأجرام المرئية بالعين المجردة من صغيرها إلى أضخم ما يراه الإنسان من الأجرام السماوية..
مات أينشتاين ولم يقض وطرا يذكر في أمر طموحه ذاك.. ولكن حلمه هذا أصاب الأجيال التي عاصرته بالعدوى.. واصبحوا يتوارثون هذه العدوى إلى يومنا هذا.. وفي الفترة الأخيرة ظهرت تجربة جريئة من بين التجارب الكثيرة التي كانت في هذا الإتجاه.. ألا وهي نظرية "الأقواس الفائقة"(SuperString Theory) أو كما يطيب للمتحمسين لها أن يسموها "نظرية كل شيء" (The Theory of Everything).. هذه النظرية تأخد في حسبانها البعد الرابع للكون.. وهو البعد الغير مرئي.. بل وتتعداه إلى أبعاد تزعم نظريا يوجودها.. وتحاول نظرية الأقواس الفائقة أن تفسر جميع التنوع الموجود في هذا الكون من أدق ذرات المادة إلى أكبر الأجرام المعروفة بأنها اختلاف مقدار!!.. نعم اختلاق مقدار.. وهذا الإختلاف بشكل تبسيطي عام إختلاف في ذبذبة هذه الأقواس التي تمثل بتبسيط شديد ايضا الوجود كله.. هذه الأقواس تفوق السبعة أقواس (أعتقد عشرة) وهم لم يجزموا بعد بعدد هذه الأقواس في هذه المرحلة، والنظرية بشكل عام ما زال أمامها الكثير من التجارب لتنهض بشكل واثق أمام العالم.. حتى أن بعض هذه التجارب تعد في عرف اليوم مستحيلة، وذلك لأنها تتعلق بإجراء تجارب على "الجسم السالب" أو "المادة السالبة" (Negative Matter) ذات الوجود الإفتراضي النظري البحت في علم الفيزياء.. هذه المادة السالبة لها خصائص غير متوفرة حاليا على أرض الواقع، مثل أنها تسقط للاعلى وليس للأسفل..
ما يهمنا في الإتجاه العام لهذه النظرية ليس هو مدى صحتها أو عدم صحتها.. وإنما هو عبقها التوحيدي المدهش.. الذي مازال يظن البعض أنه من اختصاص الميثولوجيا أو الأسطورة ولاعلاقة له بأرض الواقع.. وهذا الإتجاه التوحيدي قد بدأ يظهر في الأفق عند أهل العلم المادي منذ ظهور نظرية أينشتاين في الطاقة التي تقول أن المادة طاقة في حالة من الإهتزاز بطيئة بشكل يجعلها داخل حيز الرؤية.. وهذا هو الفرق بينها وبين الطاقة الغير مرئية مثل الطاقة الكهربائية والطاقة الكهرومغناطيسية.. هذه النظرية بالذات كان الأستاذ محمود من أكبر المحتفين بها.. وكان يشير بأن الناس اليوم لم يدركوا بعد أهمية هذه النظرية في تطوير الوعي البشري نحو الإدراك التوحيدي..
أما ما قاله الأستاذ حول التوحيد فهو مستمد من القرآن الذي يعلم كل شيء.. فمقولة الأستاذ الجازمة الشهيرة بلولبية الوجود الهرمية تحظى بالمزيد من الإعتبار اليوم من جانب الواقع العلمي المادي.. وما زالت الأيام حبلى بالجديد من الأفاق التي تجعلنا ندرك عمق الفهم التوحيدي الذي كان الأستاذ محمود أحد أبرز شخصياته عبر التاريخ..
لم يأت الأستاذ محمود بهذا الفهم بالتحصيل الأكاديمي أو القراءة المكثفة والإهتمام المركز بما يهتم به علماء المادة اليوم.. وإنما كان يبحث عن نفسه!.. كما قال هو في مكتوبه الشهير "سعيد يتسائل".. وما ذكرناه هنا هو نذر يسير مما يمكن أن يقال عن عمق الفهم التوحيدي عند الأستاذ وشموله لكل خصائص الوجود حولنا.. المحسوس والغير محسوس عندنا..
ولكن ماذا قال الأستاذ محمود لمصطفى محمود عن مكابداته الدؤوبة في موضوع الإعجاز العلمي للقرآن؟.. قال له تلك القوله العميقة النافذة.. قال له (دع هذا للأشياخ، فقد استغرقهم، واستغرقوه .. وأقبل لتتحدث عن القرآن بما يليق بك وبزمانك ..).. والأستاذ كان قويا جدا في نقد ذلك الفصل عن الإعجاز القرآني في كتاب مصطفى محمود.. إذ قال له في افتتاح الرد عليه (وهذا، أيضا، فصل قليل الأهمية .. وهو بسبيل من الفصل السابق، وفي معناه .. ولكنه أكثر ضررا بالعقول منه ..).. ومن ثم يمضي الأستاذ ليتحدث عن وظيفة القرآن الأصلية، وهي ليست على التحقيق سرد النبوءات والمعلومات العلمية المادية، وإنما ما هو أعظم وأجل بكل تأكيد.. يختم الأستاذ رده على ذلك الفصل بقول موجز بليغ.. يقول:
(ولكني ما أحب أن أزايل مقامي هذا قبل أن ألفت نظرك إلى أن إعجاز القرآن ليس، فحسب، في لغته، ولا هو في علميته بآيات الآفاق، من أرض أو سموات، وإنما معجزته، كلها، في آيات النفوس الواردة إليها الإشارة في قوله تعالى: (سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق .. أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟؟) ..
ومعلوم، عند أرباب القلوب، أن الإنسان هو الكون الأكبر، وأن العوالم، كلها، هي الكون الأصغر .. فالإنسان هو مقصود الله بالأصالة، وهو موضع نظر الله إلى مخلوقاته .. والأكوان، جميعها، هي مقصود الله بالحوالة، وهي مطية الإنسان، ووسيلة سيره إلى ربه – إلى كماله – إعجاز القرآن إنما في كونه علم النفس .. وهو في ثالوثه المحكي كثيرا في الأسماء الثلاثية: (الله الرحمن الرحيم) .. أو (العالم المريد القادر) .. أو (الخالق البارئ المصور) .. ولقد حكيت، أحكم حكاية، في قوله، تبارك وتعالى: (لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف) .. أرجو أن تفكر في هذا .. وللعون أحيلك، في هذا الكتاب، إلى فصل (لا إله إلا الله) ..)
هذا هو المعلوم عند أرباب القلوب.. الذين يظن البعض أن مصطفى محمود يتحدث باسمهم، ويكاد يكون منهم.. ولعمري، إن البون بين مصطفى محمود وهؤلاء لجد بعيد
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الاول : كيف يكون التحامل اذن ؟! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ قصي تقول ان الاستاذ بدا كتابه في الرد علي مصطفي محمود،بفصل ،لا اله الا الله ،ليثبت منذ البداية ان مصطفي محمود لا قدم له في التصوف ، ويجري كلامك كالاتي :
Quote: بدأ الأستاذ حديثه في نقد كتاب مصطفى محمود بتناول فصل "لا إله إلا الله".. و ذلك ليثبت منذ البداية أن مصطفى محمود لا قدم له في التصوف ولم يقدره حق قدره.. فأصبح ينقل عن كتب أهله بلا علم ولا تجربة.. فجاء كتابه مادحا للصوفية تارة، وهادما لأهم أركان طريقهم تارة أخرى.. وأهم ما هدم مصطفى محمود في أركان التصوف هو ما يخص النبي الكريم.. فأخذ يتحدث في أمر النبي بسذاجة يحسدها عليه الوهابيون وأشباههم من الفرق التي لا تحترم مقام النبي.. |
ثم تورد اقتباسا اورده الاستاذ عن مصطفي محمود دليلا علي ذلك . ومن الاخطاء التي وقعت فيهاانت بايرادك لهذا الاقتباس هي : اولا: ان هذا الاقتباس لم يرد في كتاب مصطفي محمود بفصل لا اله الا الله . ثانيا: ان الاستاذ لم يورده في رده بفصل، لا الله الا الله ،ايضا،وانما ورد في كتاب الاستاذ بالمقدمة. ثالثا: وهو الاهم والذي لم تلاحظه انت لانك من الواضح لم تطلع علي كتاب مصطفي محمود،هو ان الطريقة التي اورد بها الاستاذ هذا الاقتباس وفهمه بها تعتبر من اوضح الامثلة علي تحامله علي الدكتور . والاقتباس المشار اليه الذي اوردته انت نقلا عن الاستاذ هو :
Quote: "ولو كان محمد مؤلفا لألف في هاتين السنتين كتابا كاملا. ولكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء وجلاء فذهل كما تذهل وصعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء" .. انتهى كلام مصطفى محمود
|
هذا الكلام مبتور من سياقه بترا اخل بالمعني المراد خللا بليغا، وصرفه عن الوجه المراد منه . فقد ورد هذا الكلام علي لسان مصطفي محمود ،في فصل : المعمار القراني " وهو اول فصل من كتاب القران محاولة لفهم عصري " ولم يرد بفصل لا اله الا الله كما جاء عندك. كان مصطفي محمود يرد بهذا الكلام علي كفار قريش وعلي كل الذين يقولون ان القران من تاليف محمد !
يقول مصطفي محمود في هذا السياق : ( ..لقد اكتشفت منذ الطفولة البعيدة دون ان ادري حكاية الموسيقي الداخلية الباطنة في العبارة القرانية ..هذه الموسيقي الداخلية ،الموسيقي الباطنة ، سر من اسرار المعمار القراني لا يشاركه فيه اي تركيب ادبي... ولكن الموسيقي الباطنية ليست هي كل ما انفردت به العبارة القرانية ،وانما مع الموسيفي صفة اخري هي الجلال. ولهذا وقعت العبارة القرانية علي آذن عرب الجاهلية الذين عشقوا الفصاحة والبلاغة وقع الصاعقة.ولم يكن مستغربا من جاهلي مثل الوليد بن المغيرة عاش ومات علي كفره ان يذهل،والا يستطيع ان يكتم اعجابه بالقران ،برغم كفره فيقول؛وقد اعتبره من كلام محمد : " والله ان لقوله لحلاوة وان عليه لطلاوة ، وان اعلاه لمثمر ،اون اسفله لمغدق ، وانه ليعلو ولا يعلي عليه " ..ولما طلبوامنه ان يسبه قال : " قولوا ساحر جاء بقول يفرق بين المرء واابيه وبين المرء واخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته " .. ولهذا انفردت الاية القرانية بخاصبة عجيبة، انها تحدث الخشوع في النفس بمجرد ان تلامس الاذن وقبل ان يتامل العقل معانيها ،لانه تركيب موسيقي يؤثر في الوجدان والقلب لتوه ومن قبل ان يبدا العقل في العمل . فاذا بدا العقل يحلل ويتامل فانه سوف يكتشف اشياء جديدة ، وسوف يزداد خشوعا .. ولكنها مرحلة ثانية، قد تحدث وقد لا تحدث ..وقد تكشف لك الاية عن سرها وقد لا تكتشفه .وقد تؤتي البصيرة التي تفسر بها معاني القران وقد لا تؤتي هذه البصيرة.ولكنك دائما خاشع لان القران يخاطبك اولا كمعمار فريد من الكلام بنيان ،فورم ،طراز من الرصف يبهر القلب .القاه عليك الذي خلق اللغة ويعرف سرها،وليس محمد النبي وليس محمد النبي الامي الذي كان يرتجف كما ترتجف انت والوحي يلقي عليه بالاية:" اقرأ باسم ربك الذي خلق ،" فيرتجف ويتصبب عرقا ولا يعرف من اي سماوات يلم به هذا الصوت الآمر .وهو يلوذ بزوجته خديجة وهو لا يزال يرتجف فرقا لما سمع وقد بات يخشي علي نفسه الجنون فطمئنه خديجة بصوتها الحاني هامسة :"والله ما يخزيك الله ابدا ، انك لتصل الرحم وتحمل الكل،وتكسب المعدوم، وتقري الضيف ، وتعين علي نوائب الحق " - هكذا وردت في النص - وينقطع عنه الوحي سنتين بعد هذه الكلمات القليلة ويتركه في حيرة ، يذرع دروب الصحراء الملتهبة يكاد يجن من امر هذا الصوت الذي نزل عليه ثم انقطع عنه . ولو كان محمدا مؤلفا لالف في هاتين السنتين كتابا كاملا .ولكنه لم يكن اكثر من مستمع امين ، سمع كما تسمع انت تلك الكلمات ذات الموسيقي العلوية في لحظة صفاء وجلاء فذهل كما تذهل وصقعت حواسه امام هذا التركيب الفريد المضيء. وبعد سنتين من الصمت عاد الصوت ليهتف في اذنه : "يا ايها المدثر، قم فانذر " .. ولو ان محمدا هو الذي وضع القران لبث فيه اشجانه وحالاته النفسية.والقران غير هذا تماما فهو يبدو من البدء الي النهاية معزولا عن النفس المحمدية بما فيها من مشاغل وهموم بل ان الاية لتنزل مناقضة للارادة المحمدية : " ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضي اليك وحيه " .)- انتهي. المعمار القراني - القران محاولة لفهم عصري
من كل هذا الكلام الواضح ، اخذ الاستاذ محمود عبارة " سمع كما سمع انت " من سياقها، ليضرب بها المثل علي ان مصطفي محمود ليس له قدم في التصوف و لايقدره حق قدره وبالتالي لا يجوز له تفسير القران !!! يقول الاستاذ في ذلك بمقدمة رده:
Quote: كلا!! فليس للدكتور مصطفى محمود قدم في التصوف .. بل هو لم يتفق له أن مارسه .. بل هو لا يقدره حق قدره .. بل هو لا يحفظ له بعض ما ينبغي له من الحرمة .. أسمعه وهو يتحدث عن النبي في صفحة 21 فيقول: (ولو كان محمد مؤلفا لألف في هاتين السنتين كتابا كاملا. ولكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء وجلاء فذهل كما تذهل وصعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء ..) .. فلعمري، لقد كان محمد مستمعا أمينا، ولم يكن أكثر من ذلك، إذا أردنا من قولنا هذا أن القرآن من عند الله، وليس من عند محمد .. فلم يكن لمحمد فيه غير الإستماع، والإتباع: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه، وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) ولكنه، مع ذلك، لم يكن قد (سمع كما تسمع أنت) لأنه كان قد أعد إعدادا فريدا، أنفق فيه خمس عشرة سنة بغار حراء، يصوم النهار، ويقوم الليل .. يتحنث، ويتخضع ويتزلف .. حتى إذا استعد المكان منه لتلقي القرآن |
ان قول الاستاذ :
Quote: فلعمري، لقد كان محمد مستمعا أمينا، ولم يكن أكثر من ذلك، إذا أردنا من قولنا هذا أن القرآن من عند الله، وليس من عند محمد .. فلم يكن لمحمد فيه غير الإستماع، والإتباع: |
وهذا بالضبط ما اراده مصطفي محمود من قوله المستشهد به !! ولكن الاستاذ يصرف هذا القول الي غير ما يريده مصطفي محمود !! فتامل !!
اما استنكارك يا قصي لمناداة مصطفي محمود للنبي ،بمحمد (حافية ) واتخاذها دليلا علي عدم احترامه للتصوف والنبي ، حيث تقول :
Quote: بل ألم يقرأ في الكتب التي قرأها ونقل منها كيف يتحدث الصوفية عن النبي الكريم؟.. وكيف يقولون عنه "النور المحمدي" و"الإنسان الكامل".. وأن كل الولايات على الأرض إنما تأخذ من قبسه؟.. |
فالاستاذ محمود كثير ا ، ما يذكر اسم محمد، حافيا، حتي دون ان يصلي عليه. وقد اعترض عليه في ذلك بعض المتصوفة .راجع كتاب : طريق محمد !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الاول : كيف يكون التحامل اذن ؟! (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي عجب الفيا
أولا: أنا لم أعب على مصطفى محمود أنه كتب اسم (محمد) دون الصلاة المكتوبة عليه.. ولم أقصد في ذلك ما فهمت أنت على الإطلاق.. فانا نفسي قد ذكرت اسم النبي الكريم دون أن أكتب الصلاة عليه كتابة.. وهو واضح في مكتوبي ذاك.. فهل تظنني أعيب عليه ذلك ومن ثم أفعله أنا نفسي في نفس البوست؟
ثانيا: لا يوجد في كلامي أصلا ما يفيد أن الأستاذ قد أورد كلام مصطفى محمود عن النبي في فصل (لا إله إلا الله).. أنا ذكرت أنه بدأ بفصل (لا إله إلا الله) لأنه حديث في التوحيد، والحديث في التوحيد هو الذي يبين مدى رسوخ قدم مصطفى محمود في التصوف.. وقد أبان الأستاذ محمود ذلك.. فأرجو أن تراجع فهمك لسياق كلامي.. فأنا ذكرت أن الأستاذ قد بدأ بذلك الفصل كمعلومة.. ولكني بعد ذلك ذهبت لنقد نقطتين كنت أنا معني يتوضيحهما، ولم أذكر أو أشير أني اتبع ترتيب كتاب الأستاذ في تناول النقاط أو أني أتحدث عنها كجزء من فصل (لا إله إلا الله)..
ثالثا: أوردت أنت كل السياق الذي أخذ منه الأستاذ كلام مصطفى محمود عن النبي.. وزعمت أن اقتباس الأستاذ كان مخلا بالمعنى.. أما أنا فأرى أن توسيعك في نقل ماكتبه مصطفى محمود إنما يؤكد ما ذهب إليه الأستاذ لا ينفيه.. وأعتقد أن كلام الأستاذ كان أكثر من وافي.. فها هو مصطفى محمود مرة أخرى يقول (يرتجف كما ترتجف أنت).. وكأنه يعلم تفاصيل حيثيات نزول الوحي على النبي ويعلم ما سيشعر به أي شخص عادي غير النبي إذا مر بنفس الموقف.. وهو أيضا ضعف كبير في فهم موضوع النبي وموضوع نزول الوحي وحديث بغير علم كما عهدنا من مصطفى محمود
مع كثير تحياتي
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفصل الاول : كيف يكون التحامل اذن ؟! (Re: Yaho_Zato)
|
أمدنا الأستاذ عجب الفيا بنص من كتاب مصطفى محمود لم نطلع عليه قبل اليوم.. فله الشكر.. ونحن الآن بصدد التعقيب على هذا النص الغريب كالعادة
يقول مصطفى محمود (ولو ان محمدا هو الذي وضع القران لبث فيه اشجانه وحالاته النفسية.والقران غير هذا تماما فهو يبدو من البدء الي النهاية معزولا عن النفس المحمدية بما فيها من مشاغل وهموم بل ان الاية لتنزل مناقضة للارادة المحمدية).. انتهى كلام مصطفى محمود
يقول مصطفى محمود أن القرآن من البدء إلى النهاية يبدو معزولا عن النفس المحمدية.. كحجة على كون القرآن من الله وليس من النبي.. وهذه أيضا غريبة أيضا.. فهي كحجة على ما أراد مصطفى محمود أن يحتج به لا تقوم!.. ذلك أن أي كاتب يستطيع أن يكتب كتابا يوجه فيه الخطاب إلى نفسه وكأن المكتوب معزول عنه ويحدثه من خارج نفسه.. وهذا أمر مبذول في الكتابات الأدبية لا تخطئه عين..
أما من الناحية العرفانية.. فهذا الأمر إنما يثبت بعد مصطفى محمود عن الفهم الصوفي أكثر وأكثر.. فكل كتاباته التي أوردها عجب الفيا تفيد بأن مصطفى محمود ينظر لعملية هبوط الوحي على النبي نظرة من يعرفها جيدا بتفاصيلها وكأنه كان حاضرا لتلك التفاصيل.. وهو رغم ذلك لا يتجاوز كونه يرسل في الخواطر إرسالا.. فمن الناحية العرفانية عند المتصوفة يستحيل أن يكون القرآن معزولا عن النفس المحمدية (بما فيها من مشاغل وهموم).. وكون الآية تنزل مناقضة للإرادة المحمدية كما يقول مصطفى محمود ليس دليلا إطلاقا.. فالنبي نفسه كان يخالف إرادته في سيره لله .. لان التوحيد أساسا يقضي أن تترك إرادتك لإرادة الله.. فهل لا يعمل معلم التوحيد الأول بهذا؟.. النبي هو الذي يعلمنا التوحيد وترك الإرادة للمريد الحق.. فهل يظن مصطفى محمود أن الوحي عندما يأتي مخالفا للإرادة المحمدية (بفهمه هو) يعني ذلك أن القرآن معزول عن النفس المحمدية؟..
الكتاب الحكيم يقول ((بل أتيناهم بذكرهم فهم عند ذكرهم معرضون)).. القرآن يحكي قصتنا نحن.. قصة كل فرد منا.. قصة النفس "بكل همومها ومشاغلها".. فما بالك بنفس النبي الكريم؟.. ونفس النبي هي في الحقيقة نفس الله!!.. هذا هو الفهم التوحيدي عند أهل التصوف.. بل إن الحديث القدسي الذي يقول (كنت كنزا مخفيا، فاردت أن أعرف.. فخلقت الخلق، قتعرفت إليهم.. فبي عرفوني).. عبارة (فبي عرفوني) في الفهم الصوفي تعني (فبمحمد عرفوني).. هذا مقام النبي.. الذي قال له الله ((إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله.. يد الله فوق أيديهم)) فتأمل.. هنا يجعل القرآن مبايعة النبي ومبايعة الله نفس الشيء.. أفلا نتفكر لماذا يا ترى؟.. يقول أهل التصوف:
أن تكن بالله قائم لا تكن.. بل أنت هو أنت ظل الغيب من أسمائه.. والشمس هو
ومن يكون بالله قائما إذا لم يكن النبي الكريم؟.. أوليس هو الذي قال أيضافي الحديث القدسي.. ((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها..الخ)).. هل بقي إلا أن يقول ((وكنت هو))؟؟.. بلى!!.. وهو ضمنيا قد قالها..
ما أريد أن أؤكده هنا هو ان مصطفى محمود لا علم له على الإطلاق بالتصوف وبأهل التصوف.. وهذا ما أكده الأستاذمحمود، وعجب الفيا ما زال يتسائل (كيف للأستاذ أن يعلم ذلك).. والأستاذ من المؤكد أن ما قرأه كتابة مصطفى محمود كافية له ليعلم ذلك.. هذه النقطة من المفترض أنها أصبحت واضحة جدا.. بغض النظر عن أحقية مصطفى محمود في أن يختلف مع طرح المتصوفة أم لا.. المهم هنا هو أن نؤكد أنه لا يمكن باي حال من الأحوال أن يتحدث باسم المتصوفة، أو أن يظن البعض أنه يتحدث باسم المتصوفة، أو أن كلامه يشابه كلامهم.. وإن لم يصرح هو بذلك..
الواضح جدا أن مصطفى محمود لم يقف عند موضوع النبي وكل ما يتعلق بحياة النبي وقفة جادة عميقة.. وقد أثر هذا بشكل واضح على كتابته عنه.. وهذه وحدها كفيلة بأن تجعل بينه وبين فهم الصوفية جدارا سميكا لا يستطيع معه ان يفقه أي شيء منهم .. وهم أبناء النبي والسائرون خلفه أدبا معه ومعرفة بقدره الذي لم يعرفه مصطفى محمود..
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ قصي يبدو ان لك مشكلة اساسية في قراءة النصوص ، هذه المشكلة تتمثل في عزل الكلام عن سياقه ،وصرفه الي معني اخر لا يتناسب مع مقتضي المقال وقصد المتكلم ، فتفهمه كيفما اتفق .ثم تصدر احكامك النهائية القاطعة وانت مطمئن البال . فمثلما عزل الاستاذ عبارة مصطفي محمود " سمع كما تسمع انت " عن سياقها وصرفها الي وجه اخر لا يقتضيه سياق الكلام ،فعلت انت نفس الشي مع حديث مصطفي محمود لتقفز قفزا الي نتيجة محددة عندك سلفا ليس لديك ادني استعداد ان تعدل فيها حتي لو وضح لك عدم صحة هذه النتيجة وهذا الحكم المسبق . فانت تبتر كلام مصطفي محمود من سيافه اللفظي والمعنوي وتاتي فقط بقوله :
Quote: (ولو ان محمدا هو الذي وضع القران لبث فيه اشجانه وحالاته النفسية.والقران غير هذا تماما فهو يبدو من البدء الي النهاية معزولا عن النفس المحمدية بما فيها من مشاغل وهموم بل ان الاية لتنزل مناقضة للارادة المحمدية).. انتهى كلام مصطفى محمود
|
لقد كان عندي احساس الي درجة اليقين انك سوف تتمسك في هذه العبارات ،لتصنع منها لك دليلا علي ما ذهبت اليه ! لقد سبق ان ذكرنا ان الدكتور كان يرد في هذا الصدد علي الذين يقولون ان القران من عند محمد . ومن الادلة التي ساقها لنفي هذا الاتهام ، الايات القرانية التي فيها عتاب او لوم للنبي ،مثل الاية التي حذفتها انت من السياق ولم توردها بالاقتباس .وهي قوله :" ولا تعجل بالقران من غير ان يقضي اليك وحيه " وهنالك ايات كثيرة غيرها ،مثل :" عفا الله عنك لما اذنت لهم " وقوله :" عبس وتولي ان جاءه الاعمي " الخ .. هذه الايات تؤكد ان هنالك ذات ، غير ذات النبي الادمي ،تخاطبه . هذا ما قصده مصطفي محمود من الاقتباس المشار اليه .
اما الحديث عن ان القرآن قصة النفس البشرية. او الحديث عن الذات المحمدية - الانسان الكامل ،او المقام المحمود فهو حديث ليس هذا مقامه . فالكلام هنا عن محمد الرسول البشر العادي ،النبي الامي المكلف بابلاغ ما كلف به .وهو في هذا المقام ،غيره في مقام الولاية :ها انت وربك او مقام :" منك واليك يا محمد". وعلي كل حال ان هذه المعارف الصوفية غير خافية علي مصطفي محمود بل هي غير خافية علي اي انسان له ادني المام بالتصوف .ولكن الحديث كان في مستوي اخر غير هذا المستوي العرفاني الدقيق . وعلي اية حال ان هذه المعارف ليست من فتوحات الاستاذ محمود وكل من له اهتمام بالتصوف علي اطلاع بها ! مرة اخري نعيد كلام الدكتور حتي تكتمل الصورة :
ولكنك دائما خاشع لان القران يخاطبك اولا كمعمار فريد من الكلام بنيان ،فورم ،طراز من الرصف يبهر القلب .القاه عليك الذي خلق اللغة ويعرف سرها، وليس محمد النبي الامي الذي كان يرتجف كما ترتجف انت والوحي يلقي عليه بالاية:" اقرأ باسم ربك الذي خلق ،" فيرتجف ويتصبب عرقا ولا يعرف من اي سماوات يلم به هذا الصوت الآمر .وهو يلوذ بزوجته خديجة وهو لا يزال يرتجف فرقا لما سمع وقد بات يخشي علي نفسه الجنون فطمئنه خديجة بصوتها الحاني هامسة :"والله ما يخزيك الله ابدا ، انك لتصل الرحم وتحمل الكل،وتكسب المعدوم، وتقري الضيف ، وتعين علي نوائب الحق " - هكذا وردت في النص - وينقطع عنه الوحي سنتين بعد هذه الكلمات القليلة ويتركه في حيرة ، يذرع دروب الصحراء الملتهبة يكاد يجن من امر هذا الصوت الذي نزل عليه ثم انقطع عنه . ولو كان محمدا مؤلفا لالف في هاتين السنتين كتابا كاملا .ولكنه لم يكن اكثر من مستمع امين ، سمع كما تسمع انت تلك الكلمات ذات الموسيقي العلوية في لحظة صفاء وجلاء فذهل كما تذهل وصقعت حواسه امام هذا التركيب الفريد المضيء. وبعد سنتين من الصمت عاد الصوت ليهتف في اذنه : "يا ايها المدثر، قم فانذر " .. ولو ان محمدا هو الذي وضع القران لبث فيه اشجانه وحالاته النفسية.والقران غير هذا تماما فهو يبدو من البدء الي النهاية معزولا عن النفس المحمدية بما فيها من مشاغل وهموم بل ان الاية لتنزل مناقضة للارادة المحمدية : " ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضي اليك وحيه " .)- انتهي. المعمار القراني - القران محاولة لفهم عصري
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي عجب الفيا
لا أدري.. هل قصدت من كلامك بأنه كما بتر الأستاذ محمود العبارة من سياقها في رأيك، فعلت أنا نفس الشيء؟.. إذا كان في هذا إيحاءا بأني أفعل فعل الأستاذ محمود.. فأشكرك جزيل شكري يا عزيزي على هذا التشريف الذي أنا لست أهلا له على التحقيق.. وإن كان قولك أني أقفز للمعاني التي أريدها بحسب فهمي.. إن كان قصدك أني أفهم فهم الأستاذ محمود.. فهذه أيضا أشكرك عليها جزيل الشكر، رغم أني لست أهلا لها على الإطلاق..
وعلى كل.. فمن الواضح أن فهمك لسياق الكلام هو الفهم الوحيد الذي يعطيه سياق الكلام عندك.. كما حددت سابقا بحكم خبرتك ومعرفتك في علم تحليل الخطاب.. فلا جرم إذا يا عزيزي.. فقد أورد الأستاذ محمود رايه وشرحه.. وأوردت أنا فهمي وشرحته.. وأنت ربما فعلت نفس الشيء.. وكل هذا متواجد هنا على هذه الصفحة.. وكل قارئ سيحكم بالطبع مما يقرأه.. لهذا لا يضير النقاش في شيء ولا يغني من الحق شيئا قولك أن معارضيك يبترون سياق الكلام ليثبتوا نقاطهم.. فهذا رأيك.. كما هو رأيي في سطحية قراءاتك..
أما إحساسك القوي بأني سأستخدم تلك العبارة كما ذكرت.. فلا جرم أيضا.. وليس في هذا ما يثبت شيئا أيضا.. وقد قمت أنت مشكورا بنقل النص كاملا قبل هذه المرة.. فهل خشيت أن لا يقرأه القراء ويقرأوا الطرف الذي "بترته" أنا فقط على حد قولك؟.. أنا أخذت العبارة التي تهمني من ما نقلت أنت مع علمي أن السياق الأكبر موجود في هذه الصحفة مسبقا ولست بحاجة لنقله كله.. هذا كل مافي الأمر
أما حديثك عن كون ما أراد مصطفى محمود أن يثبته من أن القرآن من الله وليس من محمد، فهذه من البديهيات التي نقرها بلا شك ولانقف عندها كثيرا أساسا.. ولكن ما وقف الأستاذ عنده هو طريقة حديثه عن النبي وعن تفاصيل نزول الوحي عليه.. كما هو واضح من كتابة الأستاذ محمود.. وهو أمر واضح جدا.. فالأستاذ قال له (فلعمري، لقد كان محمد مستمعا أمينا، ولم يكن أكثر من ذلك، إذا أردنا من قولنا هذا أن القرآن من عند الله، وليس من عند محمد .. فلم يكن لمحمد فيه غير الإستماع، والإتباع: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه، وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) ولكنه، مع ذلك، لم يكن قد (سمع كما تسمع أنت) لأنه كان قد أعد إعدادا فريدا، أنفق فيه خمس عشرة سنة بغار حراء، يصوم النهار، ويقوم الليل .. يتحنث، ويتخضع ويتزلف ..).. هل من يقرأ هذا الكلام يقول بأن الأستاذ محمود لم ينتبه إلى مقصد مصطفى محمود في توضيح أن القرآن من الله وليس من النبي؟.. أنا، بفهمي المبتور حسب رأيك، لا أري مجالا لشخص بأن يدعي ذلك.. مشكلة مصطفى محمود التي واجهها الأستاذ هنا هي طريقة حديثه عن النبي وتفاصيل نزول الوحي عليه، والتي تعكس فهمه للأمرين.. لأنها مفارقة لفهم أهل التصوف تماما.. وقد أثبت مصطفى محمود ذلك أكثر في كتابته عن موضوع التوسل والشفاعة كما ذكرنا قبل اليوم..
أما موضوع النفس البشرية وعلاقة القرآن به.. فأنت تقول فيه من القول ما هو أعجب!!.. تقول أن كل المطلعين على كتب التصوف يعلمون هذه القضية.. فما رأيك إذا قلت لك أن مصطفى محمود بالذات لا يعلم هذا الموضوع ولا يفهمه؟.. بل وإن ليس كل من يقرأ كتب التصوف يفهم هذه الأمور ويدركها كما تقول.. بمن فيهم أنا وأنت.. والحالقة في ذكرك أن الأستاذ لم يات بجديد في هذا الأمر.. وهذه هي السطحية بعينها.. فبعد معرفة بالفكرة الجمهورية بعمري يا أستاذ عجب الفيا، حسب قولك، أما زلت حقا ترى أن الأستاذ لم يات بجديد في هذا الأمر؟.. إذا أنا لا أملك أن أضيف لك شيئا إلى معرفتك هذه.. بحكم أنها بعدد سنين عمري.. ولكن على العموم هذا لا يضيرني في شيء.. فقط دعني هنا أثبت لك من كتابات مصطفى محمود أنه لا يفهم ما يقرأه في كتب التصوف التي صادفها.. اقرأ هذا الجزء من مقاله عن الإنسان الكامل.. وهو من مقالاته الأخيرة التي خرجت حديثا.. أي بعد أكثر من ثلاثين عاما من صدور كتابه عن الفهم العصري للقرآن.. اقرأ معي ان شئت..
واعلي تلك الرتب واقربها الي الله هي رتبه الانسان الكامل والانسان الكامل اكثر من مجرد نظريه صوفيه.. فهي عند القوم حقيقه لا شك فيها.. ولكن الغلو والشطح كان افه الفكر الصوفي فالله خلق محمدا ـ عليه الصلاه والسلام ومن نور وجهه خلق الاكوان والكائنات, هكذا يقولون في كتبهم.. وهي شطحه فيها غلو.. فهل خلق الله الديناصورات من وجه محمد ـ عليه الصلاه والسلام.. ولم اهلكها؟!! وما العلاقه بين هذه الوحوش الشائهه القبيحه وبين النور المحمدي.. لا اري علاقه.. والقول بان الخلائق والاكوان خلقت من النور المحمدي غلو ليس له سند قراني.. والقول بان الانسان الكامل هو مراه الذات الالهيه هو مدخل شائك يودي بنا الي تاليه الانبياء ويفتح الباب لدعاوي الحلول والاتحاد.. رغم ان الكاملين من الصوفيين اغلقوا هذا الباب ورفضوا هذا التاويل.. ورغم ذلك قال الحلاج في شطحاته.. ما في الجبه الا الله.. وقال البسطامي.. سبحاني ما اعظم شاني.. وغرق الكل في هذا البحر الا من عصم ربك. والفكر الصوفي تيه وبحر زاخر خضم يضل فيه الملاح اذا انكسرت دفه الشريعه في يده.. والعقل يخطيئ ويضل ويزيغ وتختلط عليه الروي بالوساوس ولا امان الا بالتزام القران والشرع والوقوف عند كلام الله المنزل والمحفوظ بالحفظ الالهي نومن به ولانزيد.. ومن باب اولي الا نتقول علي الغيب الذي لا نعلمه ونشطح وراء خيالاتنا. ولاينتهي للصوفيين كلام, فهم اصحاب امتع الكلام والذ الكلام واعجب الكلام.
فهل تقرأ هذا وتقول أن مصطفى محود قد فهم كتابات الصوفية؟.. هذا وسأقوم بإنزال كامل المقال هنا حتى لا يكون هناك مجال للإتهام ببتر السياق كما سبق..
ومصطفى محمود في الحقيقة ليس وحده الذي يقرأ كتب الصوفية و لايفهمها كما ذكرنا.. وكثيرون مثله يقرأون ويكتبون.. فالعبرة ليست بالقراءة وإنما بالفهم ودعم الفهم بالحجة..
مع كثير إحترامي
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Yaho_Zato)
|
هذا هو نص مقال مصطفى محمود ومصدره للأستاذ عجب الفيا ولجميع القراء
من جريدة التحرير عدد السبت 15 مايو 2004 http://www.tahrir.net
د. مصطفى محمود الانسان الكامل
الدكتور يوسف زيدان سواح في عالم المخطوطات له جولات وصولات.. وقد كانت لي وقفه مع احدي مخطوطاته لابن عربي في مسرحيتي عظماء الدنيا وعظماء الاخره التي اخرجتها دار الاوبرا في اداء موسيقي مبهر للموسيقار المبدع توفيق الباشا.. والباحث في التراث لاغني له عن يوسف زيدان, فكل جواهر التراث تجدها تحت يده في مخطوطات لا حصر لها يجلوها بتحقيقاته القيمه ويضيفها الي كنوز المكتبه العربيه في تواضع جم. ولنا اليوم وقفه ثانيه مع كتابه الفكر الصوفي ومايقوله كبار الصوفيه عن الانسان الكامل وعن الكون والوجود وعن خالق الوجود تقدست اسماوه. ما حكايه هذه الدنيا.. وما حكايه هذه السماوات اللانهائيه والشموس بلا عدد والمجرات والنجوم والكواكب والشهب والنيازك والرجوم التي ترجمنا بها الاجسام الفضائيه الدواره بين ساعه واخري؟!! وما هذه الدنيا بزخارفها وبريقها وكنوزها وامراضها وميكروباتها وفيروساتها وحروبها وثوراتها؟!! وما هذه الكثره من المشاهد والصور التي تنهال علي حواسنا تمحو كل صوره منها الاخري؟!! ماذا يقول اهل الله والعارفون المنقطعون في الخلوات عن هذا السيرك وعن هذا العرض المستمر ليل نهار؟!! انهم يقولون اننا في خيال.. واننا سكاري.. وان هذه الكثره التي نراها كثره ##########ه وخيالات.. وانه لاوجود الا لواحد علي وجه الحقيقه.. هو الله الذي لا اله الا هو. هو الاول والاخر والظاهر والباطن. فاينما تولوا فثم وجه الله وليس ثمه الا مراتب هذا الواحد.. ذاته واسماوه وصفاته وتجلياته واحكامه ومقدراته.. وهي التي تودي بنا الي هذه الكثره الظاهره فجميع المظاهر صدرت عن اسمه الظاهر واحكام اسمه الظاهر وتمثلات اسمه الظاهر وكل ما نري امامنا هو مايقضي به ربنا وما يجري بامره من احداث ومقادير. كل هذه الكثره هي مراتب هذا الاله الواحد وتجلياته. اولاها مرتبه الذات الالهيه وهي غيب الغيب واخراها وهي المرتبه الاربعون هي الانسان الكامل والخليفه القائم والخاتم الذي ختم به ربنا سلسله الخلائق. والانسان الكامل هو موضوعنا اليوم والانسان الكامل مخطوطه للصوفي عبد الكريم الجيلي بعنوان الانسان الكامل في معرفه الاواخر والاوائل. يقول صاحبنا العارف الملهم: ان العالم خيال او هو صور ولقطات لوجه واحد تنوعت اساريره بالتجليات في المظاهر لاسماء وصفات ذات واحده هي الله جل جلاله.. ومراد الله كان ظهور اسمائه وصفاته وتجلي ذاته وافعاله في الكون المخلوق كله.. وما ثم الا خلق وحق.. ضدان قد جمعا برحمته.. هذا يعبر عن ذاك.. ولايجتمع الضدان علي وجه التكامل في ذات الا في الذات الالهيه فهو الجبار والرحيم وهو المنتقم والعفو ولايعرف الله الا الله.. وكل مخلوق ميسر لما خلق له.. وانما يتفاوت الناس بحسب ملكاتهم العارفه. وكل الذين عبدوا الله علي وجه التقييد فقالوا هو هذا الصنم او هذا الجبار او هذا الطاغيه او هذا الولي.. اشركوا.. وكل من عبده علي وجه الاطلاق امن.. وكل مخلوق ميسر لما خلق له.. هذا عن احوالنا فماذا عن الانسان الكامل الخاتم والخليفه القائم الامثل الذي اقامه رب العالمين ليدبر امر هذه الدنيا ويكون حاكمها المستخلف عليها. انه ادم في المبتدا الاول.. وهو محمد عليه الصلاه والسلام في الختام فهكذا قال الله عن ادم في البدايه: اني جاعل في الارض خليفه وهكذا قال عن النبي محمد عليه الصلاه والسلام انه خاتم النبيين. وهكذا شهدت احداث السيره النبويه المحمديه وهكذا اكد التاريخ مسيره هذا النبي الملهم, ففي اجل قصير من63 عاما قاد هذا الرسول امه الاسلام لتهزم الروم والفرس ولترفع لواء حضاره هيمنت علي الشرق والغرب وجمعت شمل الف مليون مسلم علي كلمه التوحيد وعلي كتاب واحد هو القران ودستور واحد هو الخلق الكريم وشريعه واحده هي شريعه الله. ولا يقدر علي هذا القدر من الانجاز الا انسان كامل موفق ومويد من ربه, انه هو الانسان الكامل بلا جدال وهكذا تقول اعماله. والله يحتج به علي الكفار في القران قائلا: والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له( والاستجابه هنا هي استجابه لله ولرسوله بدخول الملايين في الاسلام وهزيمه دوله الفرس والروم وتحول العالم شرقا وغربا الي التوحيد) حجتهم داحضه عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ويفهم من الايه ان هذا النصر الموزر كان بتدبير من رب العالمين وانه جل جلاله هو الذي امد الرسول بالاسباب التي قادته الي النصر.. وان الرسول ـ عليه الصلاه والسلام ـ كان الانسان الكامل المستخلف والموهل من الله لأداء هذا الدور وبلوغ هذه المكانه الشرفيه العليا.. وان الله جعل من هذا النصر حجه ملزمه وداحضه لكل مزاعم الكفار. وتسخير الكون للانسان بالامر الالهي.. حقيقه تتكرر في كل ايات القران: ..وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بامره(32 ـ ابراهيم) ..وسخر لكم الانهار(32 ـ ابراهيم) ..وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار(33 ـ ابراهيم) وهو الذي سخر البحر لتاكلوا منه لحما طريا(14 ـ النحل) الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بامره(12 ـ الجاثيه) وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير(79 ـ الانبياء) انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق(18 ـ ص) ويقول عن سليمان فسخرنا له الريح تجري بامره رخائ حيث اصاب(36 ـ ص) الم يروا الي الطير مسخرات في جو السماء(79 ـ النحل) والسحاب المسخر بين السماء والارض(164 ـ البقره) ويقول عن سليمان.. ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه..(12 ـ سبا) وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون(17 ـ النمل), وكان حمل عرش بلقيس من اليمن والطيران به الي مجلس سليمان بتسخير الهي من الجن. قال عفريت من الجن انااتيك به قبل ان تقوم من مقامك(39 ـ النمل) واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القران(29 ـ الاحقاف) وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه(13 ـ الجاثيه) والكلام هنا عن تسخير كامل شامل لكل ما في السماوات والارض للانسان. وهذه الايات المتكرره التي توكد تسخير كل شيئ للانسان هي اشاره بليغه من الله تدل علي منزله هذا الانسان ومكانته عند ربه.. فليس عجيبا اذن ان يقول عبد الكريم الجيلي ان الانسان الكامل هو مراه الذات الالهيه وانه رئيس الكون المستخلف من الله لاداره شئونه وان الله زوده بالصلاحيات الكامله لهذه الاداره. والانبيائ كلهم كانوا نماذج لهذا الانسان الكامل كل في عصره.. وكذلك الاكابر من العارفين والصالحين.. وما يقوله ربنا عن العبد الصالح في سوره الكهف.. فوجدا عبدا من عبادنا اتيناه رحمه من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. هذا العبد الصالح الذي تفوق علي نبي الله موسي هو مثال اخر للانسان الكامل.. وذو القرنين الجوال العجيب الذي راح يذرع الكره الارضيه طولا وعرضا وشمالا وجنوبا. ويسالونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا.. انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شيئ سببا فاتبع سببا هو نموذج اخر من هذه الرتبه التي اختصها الله بالمقامات والكرامات.. فهذا رجل يسافر من اقصي الشرق الي اقصي الغرب ومن اقصي الشمال الي اقصي الجنوب قبل عصر الطائرات والصواريخ في لا زمان ويبني السدود قبل عصر الهندسه ويسد الباب علي مخرج ياجوج وماجوج الي ان تقوم الساعه.. مثال اخر للتمكين الالهي.. وإيتاء الاسباب. والعباقره والعلماء الذين فتحوا الباب لعلوم غيرت وجه الدنيا.. هم نماذج اخري مع الفارق في الرتبه.. وهذا التفاوت في الرتب يسمح بوجود رتبه عليا لا يبلغها الا الكاملون بفضل من ربهم.. والله ذو الفضل العظيم.. يوتي الملك من يشائ وينزع الملك ممن يشاء.. واعلي تلك الرتب واقربها الي الله هي رتبه الانسان الكامل والانسان الكامل اكثر من مجرد نظريه صوفيه.. فهي عند القوم حقيقه لا شك فيها.. ولكن الغلو والشطح كان افه الفكر الصوفي فالله خلق محمدا ـ عليه الصلاه والسلام ومن نور وجهه خلق الاكوان والكائنات, هكذا يقولون في كتبهم.. وهي شطحه فيها غلو.. فهل خلق الله الديناصورات من وجه محمد ـ عليه الصلاه والسلام.. ولم اهلكها؟!! وما العلاقه بين هذه الوحوش الشائهه القبيحه وبين النور المحمدي.. لا اري علاقه.. والقول بان الخلائق والاكوان خلقت من النور المحمدي غلو ليس له سند قراني.. والقول بان الانسان الكامل هو مراه الذات الالهيه هو مدخل شائك يودي بنا الي تاليه الانبياء ويفتح الباب لدعاوي الحلول والاتحاد.. رغم ان الكاملين من الصوفيين اغلقوا هذا الباب ورفضوا هذا التاويل.. ورغم ذلك قال الحلاج في شطحاته.. ما في الجبه الا الله.. وقال البسطامي.. سبحاني ما اعظم شاني.. وغرق الكل في هذا البحر الا من عصم ربك. والفكر الصوفي تيه وبحر زاخر خضم يضل فيه الملاح اذا انكسرت دفه الشريعه في يده.. والعقل يخطيئ ويضل ويزيغ وتختلط عليه الروي بالوساوس ولا امان الا بالتزام القران والشرع والوقوف عند كلام الله المنزل والمحفوظ بالحفظ الالهي نومن به ولانزيد.. ومن باب اولي الا نتقول علي الغيب الذي لا نعلمه ونشطح وراء خيالاتنا. ولاينتهي للصوفيين كلام, فهم اصحاب امتع الكلام والذ الكلام واعجب الكلام.
| |
|
|
|
|
|
|
تحية للاخ قصي همرور (Re: Agab Alfaya)
|
شديد اسفي الاخ عجب الفيا لتداخلي الان لسبب ليس له علاقة مباشرة بالنقاش
ما قلته عن "حماس الشباب" في كلامك عن قصي هو كلام خارج التاريخ -للاسف- نحن تعلمنا ان اكبر منك بي يوم اعلم منك بي سنة وكان ذلك كلاما صحيحا حين كانت المعرفة يتم تلقيها عن طريق الالتحام المباشر بالواقع وكان الاحترام مبني على العمر لكن الامر اختلف الان اصبحت مصادر المعلومات لا يمكن الاحاطة بها ومتوفرة لكل الاجيال
وفي هذا النقاش بالذات, اجد قصي اكثر المعية منك, واكثر ابداعا , ويزن الامور بميزان اتمنى ان يكون لي مثله
وهذا لا يعني انني اتفق مع ارائه
عموما عزيزي قصي -ارجو ان تراسلني على الايميل الاتي: [email protected]
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تحية للاخ قصي همرور (Re: Yaho_Zato)
|
أخي العزيز منعم..
كنت قد نبهت أن (البوست) منذ البداية ليس سوى عن العنف اللغوي الذي استعمله الاستاذ محمود في الرد على د. مصطفى محمود. وليس عن الكلام في المسائل الصوفيه المعروفة لدى أهل التذوق . هذه المسائل أتت في (بوستك) لاحقا من جراء المناقشات . أمافي مبتدأ (البوست) فأنت حملت على الأستاذ قولا ترى فيه عنفا. وكانت غايتك في كلام الاستاذ نفسه( فما أريد هنا أن أعتذر عن شيء منها فقد كنت استخدم من الكلمات ما يؤكد معنى ما أريد).. ففسرت - يا اخي منعم- أن (ما) في قول الاستاذ هي نافية . وهي التي أودت بك الى أن الأستاذ لايريد أن يعتذر . فصححتك وقلت لك أن كلامه كالآتي ( فالذي أريد أن اعتذر عن شيء (والصحيح من شيء. ولكن قد يرد علينا الأستاذ نفسه بقول الزمخشري أن الحروف تنوب بعضها ببعض ) هو أنني استخدمت الكلمات في محلها وليس شططا أو نوعا من عنف . فالرجل في مقامه يستحق ذلك.
وصححتك أيضا -ياأخي منعم _ كما صححك ياسر الشريف في أن كلمة (كرامة) هي من خواص الأسلوب العربي القديم . وهو الآسلوب الذي استعمله الأستاذ محمود في أكثر من موضع كما بين لك عمر عبدالله. ولا تعني في قليل أو كثير أن الأستاذ محمود يريد أن يقول لم نر أي كرامة من هذا المدعو مصطفى محمود حتى يكون له قدم في التصوف. وبدلا من يأتي اعتذار من جهتك بدأت تقول أنك استعملتها من باب التورية . وهو قول لا يشفع لك على الاطلاق.
فلا يمكن لك - ياأخي منعم - أن تترك (البوست) برمته وتلجأ الي أن (البوست) في الاساس هو في المسائل العرفانية . أما قراءتي في نص محمود وعبارة (تكاد) فدعها لذوق القاريء الذي انتقلت به فيما وراء علم النظم وكل الايات التي استشهدت بهاتؤكد ما أقول بل اضف اليها (وذبحوها و ماكادوا يفعلون ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فصل :لا اله الا الله - والتحامل الاكبر (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي الأستاذ عجب الفيا..
يبدو أن النقطة الواضحة في نقل مصطفى محمود من كتب التصوف دون فهم ما زالت غير واضحة لك.. فإذا كان مصطفى محمود فعلا يفهم وحدة الفاعل كما يفهمها الأستاذ محمود وأهل التصوt كما تدعي، ما الذي يدعوه لأن يقول ما قاله في مقال (الإنسان الكامل) بعد أكثر من ثلاثين عاما من كتابة كتابه الذي رد عليه الأستاذ؟.. ثم إن مصطفى محمود مترجرج أشد الرجرجة في تعريفاته.. وذلك كما ذكرنا بسبب النقل الغير مدعوم بالفهم.. فإذا كان فعلا يفهم وحدة الفاعل.. لماذا فسر لا إله إلا الله بـ(لا معبود إلا الله) منذ البداية؟.. والحق أن هناك معبودا غير الله.. وهذا من البدائه.. فلو كان فعلا (لا معبود إلا الله) لما كانت هناك مشكلة على الإطلاق في هذا الكون!!.. وأكبر المعبودين من دون الله هو الإنسان نفسه.. فمصطفى محمود لا يملك، إذا كان يفهم وحدة الفاعل، أن يفسر" لا إله إلا الله" تارة بأنها (لا معبود إلا الله) وتارة بأنها( لا موجود بحق إلا الله)، بل هو تعريف واحد لا تعريفان متناقضان.. حتى أن التعريف السلفي القديم لها (لا معبود بحق إلا الله) أدق وأوضح من تعريف مصطفى محمود (لا معبود إلا الله)..
قلناها مرارا وتكرارا.. مصطفى محمود ينقل يغير فهم أو ذوق.. فوحدة الفاعل أساسا لا يكفي ان يجري القلم بها لكي يكون دليلا على فهمها.. لأن فهمها في الأساس يتطلب الذوق.. ومن ثم فإن فهمها سيأتي تلقائيا بالفهم الحصيف لكافة نقاط التوحيد الأخرى، والتي أخفق فيها مصطفى محمود أيما إخفاق.. ألم تنظر العبرة التي أردناك أن تراها بإيراد مقال مصطفى محمود الأخير أعلاه؟.. إذا كان مصطفى محمود يفهم وحدة الفاعل، فهل كان سيسأل سؤالا مثل (فهل خلق الله الديناصورات من وجه محمد ـ عليه الصلاه والسلام.. ولم اهلكها؟!! وما العلاقه بين هذه الوحوش الشائهه القبيحه وبين النور المحمدي.. لا اري علاقه)؟؟.. هل بربك هذا فهم يعدل فهم وحدة الفاعل عند أهل التصوف؟.. اسمعه أيضا يقول(ولكن الغلو والشطح كان افه الفكر الصوفي فالله خلق محمدا ـ عليه الصلاه والسلام ومن نور وجهه خلق الاكوان والكائنات, هكذا يقولون في كتبهم.. وهي شطحه فيها غلو..).. يا عزيزي عجب الفيا، إن تناقضات مصطفى محمود في تعريفاته وتعددها تستخدم ضده لا لمصلحته!!
الأستاذ محمود لم يتجاهل شيئا من كتابات الدكتور عندما نقده.. ولكن أنت من يتجاهل التناقض الواضح في كتاباته بشكل يؤسفني جدا.. أنت تتحدث عن فهم العبارات من السياق العام، ومن ثم تجافي هذا المنهاج أشد الجفاء في قراءاتك وتحليلاتك.. فالسياق الشامل لفهم أفكار مصطفى محمود هو كتابه كله بكل ما فيه من تناقض وترجرج.. لا جملة او جملتين. والسياق الأشمل هو جميع كتاباته المتوفرة للقراء.. بما فيها مقال (الإنسان الكامل) أعلاه..
ثم هناك نقطة أخرى يا عزيزي الأستاذ عجب الفيا.. أرجو أن تكون منصفا عندما تطلب من الناس التركيز على المحاور التي تستهويك.. فلو كنت أنت ركزت على محور واحد منذ البداية لحق لك ان تطالب الناس بأن يركزوا عليه معك، ولكنك لم تفعل.. فهل تريدنا أن نظل نقفز خلفك وأنت تغير محورك بين البوست والبوست كلما يحلو لك؟.. ها أنت ذا تقول من جديد (سوف نركز النقاش حول المحاورالاساسية وهي الاجابة علي السؤال :هل فعلا ان الاستاذ محمود لم يتحامل او يقسو علي مصطفي محمود وان ما جري به قلمه من عبارات يمكن ان تشتم منها رائحة عنف ،لها ما يبررها ؟).. فلماذا لم تركز عليه منذ البداية ولم تتنازل عنه؟ وهل هذا بربك محورا أساسيا في شيء؟.. ثم إن ما كتبته في بوستك الأخير اعلاه لا يأتي ضمن الحديث عن (التحامل والعنف اللفظي) الذي تدعيه بقدر ما يدخل في الناحية الفكرية للخلاف، وفي الحقيقة هي المحور الأساسي عندي وعند معظم الذين حاوروك.. وغيرها لا وجود له أساسا
مع تحياتي
قصي همرور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الالمعية والنجومية :هل هذا كل همك ! (Re: Agab Alfaya)
|
يقول لي اسامة الخواض ،
Quote: وفي هذا النقاش بالذات, اجد قصي اكثر المعية منك, واكثر ابداعا , ويزن الامور بميزان اتمنى ان يكون لي مثله |
النجومية والالمعية :هل هذا كل همك يا اسامة ؟! اللهم اعوذ بك من شر حاسد اذا حسد .
Quote: مما لا شك فيه أني أستفيد كثيرا من كتابات الأستاذ عبد المنعم هنا في هذا المنبر.. وأقدر الكثير منها كما أقدر شخصه أيما تقدير، وكل من يساهمون في إثراء هذا المنبر بما يثري من الأفكار والمواد القيمة.. وانت منهم يا أستاذ أسامة |
شكرا قصي ، تعلم كم اقدرك واحترمك ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدة الفاعل : هي الايمان بالقضاء والقدر (Re: Omer Abdalla)
|
الاخ عمر هواري تحية طيبة
ذكرت ان الاستاذ يقصد ان الاحاطة بحقيقة القران ممتنعة في الدنيا والاخرة , لكن مصطفي محمود لم يقل انه يمكن الاحاطة بالقران في الدنيا او الاخرة
ولكن قال انه لا يمكن لجيل واحد ان يحيط بمعاني القران ،وانما تتنزل معانيه علي مدي عمر الدنيا ، ولا يوجد سبب يجعلنا ان نفهم من ذلك انه يقول بامكانة الاحاطة بحقيقة القران في الاخرة ، حتي يرد عليه الاستاذ بان هذا قول باطل . مع ملاحظة ان الاستاذ سبق وان جعل الالمام الماما دقيقا بحقيقة القران التي قال انها في الاطلاق ، شرطا من شروط المفسر العصري !!!
اما وحدة الفاعل التي يعرفها الاستاذ بانها: لا فاعل لكبير الاشياء ولا صغيرها الا الله ،فهي ببساطة الايمان بالقضاء والقدر خيره وشره ! والايمان بالقضاء والقدر كما هو معروف ،من اركان الايمان ولا تحتاج معرفته من الناحية النظرية الي قدم او ساق في التصوف .اما تحقيق ذلك علي مستوي السلوك التعبدي فهذا شان بين العبد وربه . ولا فرق بين قول الدكتور وقول الاستاذ في هذا الشان .اما الزعم ان الدكتور نقل معرفته بوحدة الفاعل من المتصوفة ،فهو اتهام سبق ان اتهم به الاستاذ معارضوه كثيرا وقالوا انه ينقل من كتب المتصوفة مثل بان عربي وغيره ،لذلك استغرب ان يصدر مثل هذا الاتهام من الاخوان الجمهوريين .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تذكير بخطة البوست (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عمر هواري تحية طيبة
لقد اكدت منذ البداية ان هدفي من هذا البوست ليس الدفاع عن افكار مصطفي محمود، ولم اقل اصلا ان ان ما يقوله مصطفي محمود هو الحق الذي لا حق بعده
هو نفسه سمي كتابه محاولة لفهم عصري .ولم يقل ان هذا الفهم العصري تلقاه من الله كفاحا وهو غاية العلم او ان هذا الفهم هو حقيقة القران .بل كثيرا ما يعبر عن عجزه عن معرفة الكثير من الامور وحتي عندما يبدي رايه في مسالة يقول ،هذا مجرد اجتهاد وليس له ان يقطع بالراي فيها. وهذا بعكس الاستاذ تماما الذي يؤكد معرفته بكل شيء ويحاول ان يجهل مصطفي محمود في كل مسالة حتي لو كان رايه فيها صحيحا.والذي يقرا رد الاستاذ ياخذ انطباعا ان الدكتور مصطفي ادعي معرفته بكل حقائق الدين واحاط بكل شيء علماولكن بالعكس كان متواضعا في طرح ارائه جدا وعبر عن جهله بالكثير من الامور.ولذلك ان الزعم بجهله بحقيقة وحدة الوجود او الانسان الكامل او غير ذلك من المعارف ليس مبررا يجعل الاستاذ ان يحرمه حق الاجتهاد او يعطيه الحق في الخوض في تفتيش ضميره والبحث في طريقة عبادته ودرجة تقواه .وليس مبررا لنا ان نؤيد الاستاذ في هذا النهج الذي نهجه في الرد عليه.
لذلك كان منطلقنا في هذا البوست هو تحامل الاستاذ محمود علي الدكتور وتسالنا عن سبب هذا التحامل و قلنا ليس هنالك خلافا فكريا بين الاثنييين يبرر هذا التحامل خاصة وان هنالك ارضية مشتركة بينها تصلح لادراة حوار بعيدا عن التشاحن الذي ظهر في رد الاستاذ .انا هنا لا اتحدث عن مجاملات ، وانا من ابغض الاشياء عندي المجاملات في المسائل الفكرية . ولكن الاستاذ يتحدث كانه يريد ان يثبت احتكاره للحقيقة وحده. وقد اوردنا الامثلة التي تبرز هذا التحامل ونواصل ابراز المزيد من الامثلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ عجب الفيا والاخوان والاخوات الكرام والكريمات تحية طيبة طريق العلم بحقائق الدين في الاسلام واحد وهو التقوي (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) .. وقد كان النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حريصا على أن يعلم الناس ما لاتصح العبادة الا به وكان يفعل ذلك بالهيئة كما في "توضوا كما رايتموني أتوضأ" و"صلوا كما رأيتموني أصلي" .. وعندما حاول بعض الأصحاب أن يتعلموا حقائق الدين وحقائق الوجود بالتلقين ردهم القرآن وطلب منهم أن يأتوا البيوت من ابوابها .. وبطبيعة الحال فأن الإيمان دائما مقدمة للعلم .. فهم قد طلب منهم أن يؤمنوا بما وردهم من قبل الصادق الأمين ، ويتبعوا ايمانهم بالعمل ، حتى يفتح الله عليهم بالعلم .. والعلم درجات وهو ماسمي بدرجات اليقين: علم اليقين ، علم عين اليقين ، وعلم حق اليقين .. و(هم درجات عند ربهم) (وفوق كل ذي علم عليم) .. لكن عندما تعقدت الدولة الأسلامية ودخلت طور الملك العضود ، نشأ الفقه وعمل على تعقيد ذلك الدين البسيط باجتهادات الفقهاء الكثيرة والتي خرجت من بساطة الدين وعمليته الى متاهات لم تزد على أن أبعدت الناس من روح الدين الى قشوره وصرفتهم عن تلك القاعدة الذهبية المضمنة في قوله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) وفي حديث نبيه الكريم (من علم بما علم ، أورثه الله علم مالم يعلم) .. ومع ذلك فأن الفقهاء لم يلجوا باجتهاداتهم في دقائق حقائق الدين الا قليلا وانما كان وكدهم وجل اجتهادهم في مجال التشريع .. أما أهل التصوف فقد ألزموا أنفسهم بسنة النبي الكريم المتمثلة في العمل والتقوى ففتح الله عليهم بدقائق المعارف كما جاء بذلك الوعد .. لكن الدكتور مصطفى محمود أراد أن يعتمد على قرآته لكتب التصوف ونحوتات عقله في سبر حقائق الدين فلم يبلغ في ذلك طائلا .. وصحيح أنه لم يكن متأكدا مما يقول لأن علمه علم اطلاع وليس علم تحقيق فجاءت آراؤه مترددة وفطيرة ومتناقضة وهي تخوض في دقائق المعارف كما بين الأستاذ محمود .. وصحيح أيضا أن الأستاذ محمود تحدث فيما تحدث فيه حديث العارف المتحقق بعلمه وماذاك الا لأنه اتخذ الوسائل الصحاح لتحقيق علمه ودعا لها ولم يعول على نهج النحت العقلي أو الاطلاع كما فعل الدكتور ولذلك جاء علمه مسددا وبلا فجوات يراها من هم دونه .. ومع ذلك فأن قولك عن الأستاذ أنه "يؤكد معرفته بكل شيء ويحاول ان يجهل مصطفي محمود في كل مسالة حتي لو كان رايه فيها صحيحا." فهو بهتان مبين .. فالأستاذ محمود لم يقل أنه يعرف "كل شيء" بل قال في أكثر من موضع أن "أعلم عالم بجانب الله أحمق من بعير" والله تعالى هو وحده "بكل شيء عليم" ، كما أن الأستاذ لم "يجهل مصطفى محمود في كل مسألة" كما ادعيت أنت هنا ومن قبل، بل إنه أبرز أخطاء الدكتور في مسائل بعينها ، بعد أن طرحها الدكتور في كتابه ، وأبان الأستاذ مواطن الضعف والجهل فيها .. وها أنت أخي عجب الفيا تجهد نفسك في أن ترى الفجوات في علم الأستاذ وفي تقيمه لكتابة الدكتور ولكن من غير طائل .. وطالما ارتضيت لنفسك السير قدما في هذا المشوار فستجدنا معك نبين لك ، ما استطعنا الى ذلك سبيلا ، ضعف حجتك ، ونؤكد لك مافات عليك من دقة تقييم الأستاذ محمود لما خطه قلم الدكتور مصطفى محمود .. ولنبدأ هذه المرة بتعريف الدكتور للموت والعبارات التي استعملها ليصفه حيث قال (اين كل هذا ؟ تحت الردم ،انتهي ، اصبح ترابا. كان حلما في مخيلة الزمان، وغدا نصبح انا وانت تحت الردم . ويصبح عصرنا سطرا في كتاب، وحلما في مخيلة مؤرخ ...وتضيع الحقائق كلها. فالكل الي موت ؛ الممثل والجمهور والناقد والحقيقة .. لانه لا حقيقة سوي الواحد الاحد الحي الذي لا يموت . " انك ميت ، وهم ميتون ") فهو هنا قطعا يتحدث عن الموت (كما يعطيه النظر العقلي، هو، عند أكثر الناس، نهاية، به تنقطع الحياة، وتسكن الحركة، ويتصلب البدن، ويعود إلى تحلل، ونتن، ويستحيل إلى تراب) كما قال الأستاذ .. وما نقلته أنت من فقرات قبل هذه الفقرة التي اثبتها الأستاذ في كتابه لم تغير في المعني الذي خلص اليه الدكتور في شيء .. وأرجو أن تقارن حديثه هذا بحديث الأستاذ محمود عن الموت والذي ورد في كتاب "أسئلة وأجوبة" (الموت الحسي ليس ، في حقيقته ، كما نظنه نحن الآن ، وإنما هو ميلاد في حيز غير الحيز الذي نألفه نحن ، مثله ، في ذلك ، مثل ميلاد الطفل في عالمنا هذا ، فإنه قد جاء من حيز قد عاش فيه مدة، وألفه ، واطمأن إليه ، ولم يخطر بباله حيز غيره ، ولو خير لكره الخروج عنه إلى عالمنا هذا كما يكره أحدنا أن يموت الآن .. نحن أيضا عندما نموت سنجد أنفسنا في عالم خير من عالمنا هذا .. الموت بمعنى الفناء ليس هناك .. فبالموت يغير الحي قشرته فقط - يخرج من صدفته التي ظلت تكنه ردحا من الزمن - وهو يكره مفارقتها لجهله بخير منها - فالإنسان لا يموت ، وإنما يتخلص من القوقعة كما يتخلص أحدنا من الملابس البالية .. وتبرير الإسلام للموت أنه سير إلى الله - سير من البعد إلى القرب - وهذا لجميع الناس .. ((يأيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه)) ومن ملاقاة الله الموت ، لأن به رفع الحجاب ((لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك، اليوم، حديد)) .. وضعف معرفة الدكتور بحقيقة الموت ظهر في عبارته التي قال فيها (لن نخاف الموت. وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) وقد علق عليه الأستاذ قائلا: و(لن يخاف ميت من الموت) يقول الدكتور، ثم يردف: (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) فهل رأيت كيف يرى الدكتور انتصارنا على الخوف من الموت؟؟ هو يراه في اليأس من الحياة، وفي اليأس من القدرة على الفرار من الموت .. (وكيف يخاف ميت من الموت؟؟) .. والحق غير ذلك .. فإن انتصارنا على الخوف من الموت إنما يجيء من إطلاعنا على حقيقة الموت، ومن استيقاننا أن الموت، في الحقيقة، إنما هو ميلاد في حيز جديد، تكون فيه حياتنا أكمل، وأتم، وذلك لقربنا من ربنا .. وبالموت تكون فرحتنا، حين نعلم أن به نهاية كربنا، وشرنا، وألمنا .. قال تعالى عنه: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد) .. وإنما بالبصر الحديد ترى المشاكل بوضوح، وتواجه بتصميم .. أما ما اقتطفته أنت من باب "البعث" لتدلل به على الفهم المتقدم للكتور لأمر الموت فهو لايصلح أن يكون حجة يعتد بها في هذا المقام فهو هنا إنما يتحدث عن البعث بعد الموت وليس عن الموت وهذا المفهوم "مفهوم البعث" موجود عند أكثر الناس، لاسيما اولئك الذين تحدث الأستاذ عنهم وعن فهمهم للموت على اعتبار أنه "نهاية، به تنقطع الحياة، وتسكن الحركة، ويتصلب البدن، ويعود إلى تحلل، ونتن، ويستحيل إلى تراب" .. دعني أثبت ما نقلته أنت من حديث الدكتور في هذا الباب حتي تتأكد بنفسك ويتأكد الآخرون أنه انما يتحدث عن يوم البعث خاصة وأنه استدل بالآية التي نزلت بعد سؤال الأعرابي عن "البعث" .. ( .. ولا يذهب اي شيء هباء. فكيف يذهب الانسان ، وهو اشرف المخلوقات، هباء ، ويتبدد سدي : " افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون " . وياتي احد الكفار الي محمد - صلي الله عليه وسلم - بقطعة من عظام ميت ويفركها بين يديه فتصير ترابا ، ويقول للنبي :ايبعث الله ربك هذه العظام الرميم بعد ان صارت ترابا؟ فينزل الوحي بالاية : " وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم ، قل يحييها الذي انشاها اول مرة وهو بكل خلق عليم " ... "كما بدانا اول خلق نعيده " . ) وكما هو واضح فإن حديث الدكتور عن البعث هنا لا يختلف كثيرا عن الثقافة العامة لدي غالبية المسلمين وليس فيها جديد يستحق الوقوف عنده .. ويمكنك ملاحظة عمق تناول الأستاذ لأمر "البعث" في الفصل الذي خصصه لذلك ، اقتطف منه الآتي: هذا فصل عن البعث .. والبعث يعني اليقظة بعد النوم، ويعني الحياة بعد الموت .. وبين النوم والموت اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع .. قال تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى .. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .. وعن البعث من النوم قال تعالى، عن أهل الكهف، الذين ضرب عليهم النوم: (ثلاثمائة سنين)، قال عن بعثهم: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم، قال قائل منهم: كم لبثتم؟؟ قالوا: لبثنا يوما، أو بعض يوم .. قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم .. فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة، فلينظر: أيها أزكى طعاما؟؟ فليأتكم برزق منه .. وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا) .. وكان بعثهم هذا عن حالة نوم عميق ضربه الله عليهم .. وقال في وصفه: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين احصى لما لبثوا أمدا) .. وعن حالة رقادهم ذلك قال: (وتحسبهم أيقاظ وهم رقود .. ونقلبهم ذات اليمين، وذات الشمال .. وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد .. لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا، ولملئت منهم رعبا) .. فالبعث، ههنا، هو اليقظة من النوم وعن البعث الذي هو الحياة بعد الموث قال تعالى: (لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ..)، ولقد قال في وصف حالة ما قبل هذا البعث: (ولقد خلقنا الإنسان، ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان، عن اليمين، وعن الشمال، قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد * وجاءت سكرة الموت بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد * ونفخ في الصور، ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفس، معها سائق، وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد) .. وعن حالة الغفلة التي يكون منها البعث قال المعصوم: (الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا) .. وقد ختم الأستاذ هذا الفصل بهذا الحديث الذي تظهر فيه محاولته صرف نظر الدكتور للمعنى السلوكي ل"لبعث": وإنما تكون الطمأنينة من الخوف بفضل العلم بعواقب الأمور .. قال تعالى، في ذلك: (قل لا أملك لنفسي نفعا، ولا ضرا، إلا ما شاء الله .. ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، وما مسني السوء .. إن أنا إلا نذير، وبشير، لقوم يؤمنون) .. والعلم أوله إيمان باللسان، وعمل بالجوارح .. ثم إيمان بالعقل وطمأنينة بالقلب .. ثم إيقان بالعقل وسلامة بالقلب .. وعند الإيقان، يعني عند حصول علم اليقين للعقل تحصل السلامة للقلب، بالخلاص من الخوف .. وعندها يتسع القلب، ويقوى، وينتظم، ويدفع دم الحياة قويا نقيا في كل ذرات الجسد، وفي كل ذرات الجلد، فتنشط الحياة في مواته بنشاط، وانتظام إفرازات الغدد الصماء، وغيرها من الغدد ذات الوظائف المختلفة، ويقفز الجسد كله إلى الحياة الكاملة، ولا يبقى فيه موضع كثافة، ولا موطن بلادة، ويتحقق موعود الله فيه .. قال تعالى: (يأيها الناس!! إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، لنبين لكم، ونقر في الأرحام ما نشاء، إلى أجل مسمى، ثم نخرجكم طفلا، ثم لتبلغوا أشدكم، ومنكم من يتوفى، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر، لكيلا يعلم من بعد علم شيئا .. وترى الأرض هامدة، فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت، وربت، وأنبتت من كل زوج بهيج) .. هذه الأرض هي أرض الجسد .. والماء هو العلم الذي ينزل من سماء العقول الصافية على هذه الأرض فيجدد شبابها، ويبعث فيها الحياة جديدة، دفاقة، جياشة بالحس المرهف، والعاطفة الصادقة .. وإلى هذا أشار شيخ الطائفة الصوفية، أبو القاسم الجنيد، فقال: تطهر بماء الغيب، إن كنت ذا سر * * وإلا تيمم بالصعيـد و بالصخر، وقدم إماما كنت أنت إمامه * * وصل صلاة الفجر، في أول العصر، فتلك صلاة العارفين بربهم * * فإن كنت منهم فانضح البر بالبحر قوله: (ماء الغيب) يعني العلم بالله .. وقوله: (فأنضح البر بالبحر) يعني أفض على الجسد من أنوار العلم ما يحيي مواته، كما يحيي الماء موات الأرض الهامدة .. ولقد قلنا أن العلم يحرر صاحبه من الخوف، فيقع الإتزان الذي يدفع الدم القوي حاملا إفرازات الغدد السليمة، فينعش، ويغذي كل خلايا الجسد غذاء صحيا، يبعثها من موتها جديدة، ومتجددة باستمرار .. هذا هو البعث الأعظم – بعث موتى القلوب .. وهو الموت الأعظم عند الله .. قال تعالى: (أومن كان ميتا فأحييناه، وجعلنا له نورا يمشي به في الناس، كمن مثله في الظلمات، ليس بخارج منها؟؟ كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون ..) قوله: (أومن كان ميتا) بالجهل بالله .. (فأحييناه) بالعلم بالله .. يعني أومن كان ميت القلب بظلام الكفر، فبعثنا قلبه، وأحييناه بنور الإيمان، كمن هو في ظلمات الجهالات يتخبط فيها على غير هدى؟؟ وإلى غير خروج؟؟ وبعد .. فإني أحب أن يكون البعث هو على هذا النحو .. هو بعث حياة القلوب، لأن به السلوك، وبه السير من البعد عن الله إلى القرب من الله .. وهذا هو الحياة .. أما البعث من الموت الحسي فهو حق، وواجب، وما ينبغي أن يأخذ من وقتنا أكثر مما أخذ .. ولولا أن هذا الكتاب قد طال لتحدثت عن بعث موتى القلوب .. ولكنني قد تحدثت عنه، بما يغني عن الإعادة ههنا، وذلك في كتابي (رسالة الصلاة)، في مقدمة الطبعة الرابعة .. فليراجع في موضعه .. ثم تحسن مراجعة مقدمة كتاب (أسئلة وأجوبة)، فإنها مقدمة ترسم طريق السير من البعد إلى القرب، والبعد موت، والقرب حياة – بعث من الموت .. وليس هناك وجه للمقارنة بين هذا الحديث المتعمق والذي رشح الأستاذ كتابي "رسالة الصلاة" و"أسئلة وأجوبة" للأستزادة منه والعبارات الانشائية المقتضبة الخجولة التي أوردها الأخ عجب الفياهنا عن الدكتور والتي قال فيها: ( .. يخاطب الله نبيه في القرآن فيقول : " انك ميت وانهم ميتون " . لا يقول انك ، ستموت ، بل : انك ميت . انك تحيا بي و تسمع بي وتنطق بي ..وهذا شان كل بشري يحيا بالله ،ويري بالله ..)- عمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الاستاذ محمود محمد طه ، والدكتور مصطفي محمود (Re: Agab Alfaya)
|
التحية للأخ منعم ولجميع المشاركين الذين أثروا هذا البوست الأخ عبد المنعم يرى أن الأستاذ محمود والدكتور مصطفى محمود لا يختلفان في رؤاهما للأمور اختلافا جذريا وإنما يختلفان في التفاصيل الصغيرة ولذا يرى أن كتابة الأستاذ اشتملت على تحامل وقسوة.. وليس صحيحا قول الأخ منعم بأن الرجلين لا يختلفان إلا في التفاصيل الدقيقة فالاختلاف بينهما شاسع.. وهذا الاختلاف الشاسع يظهر في رؤية الرجلين لقضية التسيير والتخيير، فالأستاذ يقول بالتسيير والدكتور يقول بالتخيير، وقد وردت المسألة في الكتاب باستفاضة.. أما في كتاب الأستاذ محمود الفصل الثامن "الغيب" فقد جاء الكثير مما يصلح لتوضيح أن رؤية الأستاذ محمود تختلف اختلافا كبيرا عن رؤية الدكتور.. فمثلا الدكتور مصطفى محمود يقول عن "الذين يؤمنون بالغيب":
Quote: (المقصود هم المؤمنون بالقلب الذين لا يطلبون القرائن ولا يلحون في براهين ولا يدخلون في مجادلات .. ولا يقولون .. أرنا الله لنؤمن به .. وإنما يؤمنون غيبا وقلبا) |
أما الأستاذ فقد قال له:
Quote: فمن أنبأك هذا؟؟ وما ظنك بقول إبراهيم: (وإذ قال إبراهيم: ربي!! أرني كيف تحيي الموتى!! قال: أولم تؤمن؟ قال بلى!! ولكن ليطمئن قلبي .. قال: فخذ أربعة من الطير، فصرهن إليك، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا، ثم ادعهن يأتينك سعيا!! واعلم أن الله عزيز حكيم ..)؟؟ .. إن المؤمنين (بالقلب)، الذين لا (يطلبون القرائن، ولا يلحون في البراهين)، كما تصفهم أنت، إنما هم جهلة، لا يشرفون الإيمان .. ذلك بأن الإيمان إنما هو عكاز (العقل) يتوكأ عليه في منطقة الغيب، ريثما يصبح الغيب شهادة، وذلك عن طريق الفكر الملحاح في طلب البراهين، بعد أن يتخذ الوسائل الصحائح للسير في أودية الغيوب .. وأما قولك، من صفحة 162: (فالدين إحساس قبل أن يكون نظرية تؤخذ بالبرهان. وهو حالة قلبية أولا قبل أن يكون حالة عقلية)، فهو قول سليم في معنى أن القلب بيت الله .. وهو بيت قديم .. هو أول بيت وضع للناس .. وأما العقل فهو حادث، وهو يسعى أن ينفتح على القلب، على بيت الرب، حتى يطلع على مكنونه .. وهذه هي وظيفة الدين .. ومن أجل ذلك فإن الدين خطاب موجه للعقل، وترويض له، وتسليك .. وهذا هو الذي جعل الفكر المسدد هو قمة العبادة. وهو الغرض المقصود من إرسال الرسل، وإنزال الكتب، وتشريع التشاريع .. قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم .. ولعلهم يتفكرون) |
والدكتور مصطفى يقول أيضا:
Quote: (وأمثال هذه الطلاسم .. الملائكة .. والجن .. والساعة .. والعرش .. والكرسي .. والصراط .. والجنة .. والميزان .. واللوح .. والقلم .. والبرزخ .. وأكبر طلسم، ولا شك، هو الشيطان نفسه) |
أما الأستاذ محمود فيقول له:
Quote: هذا قولك!! ولكن، كل هذه هي مسائل مادية، ومحسوسة، وكل ما هناك أنها تحتاج لإدراكها، إلى الحاسة السادسة، والحاسة السابعة .. وهاتان الحاستان تقعان في خط تطور النشأة البشرية التي بدأت، في سحيق الآماد، بحاسة واحدة، هي الحس .. ثم اكتسبت بقية الحواس الخمس التي نعرفها، نحن، اليوم، والتي كثيرا ما تورطنا في الخطأ فظنناها نهاية المطاف بالنسبة لتطور الإنسان .. ألم تقل أنت، في الفصل السابق، في صفحة 149: ( وقد علم الله أنه لن يحدث تطور روحي بعد ذلك .. وأن الإنسان لن يتطور إلا في أدواته إلخ .. إلخ)؟؟ بلى!! قد قلت!! وهو قول قد أعظمت به على الله الفرية .. |
فدعونا ننظر هل في كتابة الأستاذ محمود هنا تحاملا أو قسوة كما يقول الأخ منعم؟ قد يظن البعض أن هذه العبارات بالفعل يمكن أن يُشتمّ منها رائحة العنف اللفظي خاصة قوله: "وهو قول قد أعظمت به على الله الفرية".. ولكن أليست العبارة صحيحة في حق الدكتور وليست تحاملا ولا قسوة؟؟ لا وجه للمقارنة بين أقوال الدكتور مصطفى محمود والأستاذ محمود.. أرجو من القراء المهتمين متابعة البوست المرفقة وصلته أدناه: http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=4313#4313 حيث يسأل أحد قراء منبر الفكرة الحر عن العرش والكرسي.. وشكرا ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل ختم الرسالات بمحمد فرية ؟! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الدكتور ياسر تحية طيبة
اتعلم ما هي الفرية التي يقول الاستاذ ان الدكتور اعظم الافتراء بها علي الله ؟ والتي تري انت بكل اطمئنان انها صحيحة في حق الدكتور ؟!!!
انها القول بان الرسالات السماوية ختمت بمحمد !!! نعم هي كذلك ولك وللقاري الحق الكامل في الاندهاش بلا نهاية ! ولكن اذا عرف السبب بطل العجب ؛ فالرسالات في اعتقاد الاستاذ لم تختم ،بمجيء محمد وانقطاع الوحي ! وانما ختمت النبوة ! اي ان نزول الرسالات سيستمر بلا وحي ! والا فلا رسالة ثانية !! فالدكتور كان يتحدث عن الحكمة من ارسال الرسل علي مراحل وعن الحكمة من ختم الرسالات بالرسالة المحمدية والحكمة من انقطاع نزول الوحي . دعونا نقرا ما قاله الدكتور مصطفي محمود كما ورد في سياقه بالكامل ،والا نكتف بالنتف التي اوردها الاستاذ والتي تعطي مفهوما خاطئا عن افكار الدكتور للذين لم يطلعوا علي الكتاب ،ولعل معظم الاخوان الجمهوريين لم يطلعوا عليه واكتفوا بما قاله عنه الاستاذ:
يقول الدكتور ،في فصل :الله واحد دين واحد ،عن الحكمة من ختم الرسالات بمحمد ،وعن سبب انقطاع نزول الوحي السماوي ،الاتي :
( ..فالدين في حقيقته واحد .ان الدين لواحد . "شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسي وعيسي ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " - الشوري . انه دين واحد من ناحية العقيدة.وقد نزلت شرائع هذا الدين الواحد علي مراحل - اختلاف الاديان هو اختلاف من ناحية الشرائع فقط . "ولكل جعلنا شرعة ومنهاجا " - المائدة . ويقول المسيح :" ما جئت لانقض الناموس بل لاكمله " انها مراحل في كل مرحلة يبعث الله نبيها المناسب وينزل من الشرائع ما يلائم تطور النفس في تلك المرحلة . فاذا ارتقت الانسانية وتقدمت وتخطت تلك المرحلة بعث بالرسول الذي يكمل الناموس ليواكب التقدم الروحي الحادث . في زمن موسي وهو عصرالفراعنة عصر العنف والعنفوان والجبروت ينزل ناموس العدالة علي موسي .والعدالة الملائمة لمثل ذلك العصر هي رد الضربة بمثلها : العين بالعين والسن بالسن . فاذا ارتقي الانسان خطوة ،نزل ناموس الحب، وجاء المسيح ليقول في الانجيل : "سمعتم لانه يل عين بعين وسن بسن واما انا فاقول :لا تقاوموا لشر؛ بل من لطمك علي خدك الايمن فادر له الايسر ايضا .." وتصطدم تلك الاخلافيات الرفيعة بجبروت المتجبرين وصلف الظالمين ويحدث ما يحدث للمسيح وللمسيحيين من اضطهاد وحرق وشنق ؛وتمتحن المحبة اسوا امتحان .. وكان لابد ان تنزل شريعة محمد - صلي الله عليه وسلم - لتجمع بين ناموس العدالة وناموس الحب، في ناموس واحد هو ناموس ، الرحمة. وجاء القران يقول : " وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، واصبر وما صبرك الا بالله " - النحل. هذا التوليف الدقيق الجامع بين العدل والحب في مزاج رحيم مشفق كان هو المزاج المناسب لما تبقي للانسان من احقاب عمره علي الارض . وقد علم الله انه لن يحدث تطور روحي بعد ذلك؛ وان الانسان لن يتطور الا في ادواته فيصنع العربات والقطارات والطائرات والصواريخ والعلوم والمعارف العقلية دون ان يتقدم خطوة واحدة في روحه فختم الرسالات بمحمد - صلي الله عليه وسلم - ولم يبق بعد ذلك شيء يقال في باب العقيدة الروحية . وبقي علينا نحن ان نفهم ما قيل ،ولماذا قيل .ثم لماذا انقطعت الرسالات عن النزول ولم يعد يقال شيء. لان لا سيء جد في روح الانسان علي كثرة ما جد في عقله ومعارفه وحياته المدنية . ) - انتهي . اله واحد دين واحد - القران محاولة لفهم عصري .
واضح لكل قاريء محايد ان مصطفي محمود يقصد بوقف التطور الروحي هنا وقف تطور الرسالات السماوية بعد محمد ؛اي يقصد انه لن تنزل رسالة متطورة علي الرسالة المحمدية مثلما كانت الاخيرة تطورا علي ما سبقها من رسالات .لقد ختمت الرسالات وكل ما ارادت السماء ان تقوله علي المستوي الروحي قالته في القرآن :كتاب محمد . ولن يفهم القاريء المحايد ان الدكتور يقصد بوقف التطور الروحي بعد نزول القران ، وقف تطور ملكات الانسان وقواه الروحية من حاسة سادسة و سابعة وخلافه ، كما ذهب الي ذلك الاستاذ .
Quote: الحاسة السادسة، والحاسة السابعة .. وهاتان الحاستان تقعان في خط تطور النشأة البشرية التي بدأت، في سحيق الآماد، بحاسة واحدة، هي الحس .. ثم اكتسبت بقية الحواس الخمس التي نعرفها، نحن، اليوم، والتي كثير ما تورطنا في الخطا فظنناها نهاية المطاف بالنسبة لتطور الإنسان .. ألم تقل أنت، في الفصل السابق، في صفحة 149: ( وقد علم الله أنه لن يحدث تطور روحي بعد ذلك .. وأن الإنسان لن يتطور إلا في أدواته إلخ .. إلخ)؟؟ بلى!! قد قلت!! وهو قول قد أعظمت به على الله الفرية .. |
ولنفترض ان الدكتور قصد بكلامه فعلا ، توقف تطور الانسان الروحي بعد الرسالة المحمدية ، بالفهم الذي يقصده الاستاذ ،فهل هذا فرية علي الله ؟اين الفرية هنا ؟! اين مساحة الاختلاف الفكري والراي الاخر وحق الاجتهاد ؟
و ماذا ابقي الاستاذ في قاموس العنف اللفظي من كلمات لمعارضي الفكرة الجمهورية الذين لا يؤمنون ، برسالة ثانية من الاسلام ؟؟!!
نواصل التعقيب عن الطلاسم والغيب والتسير والتخيير ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل ختم الرسالات بمحمد فرية ؟! (Re: Shinteer)
|
الاخ العزيز شنتير تحية طيبة
في كل نقاشاتي وفي هذا البوست ،لم يكن هدفي ابدا اقناع احد، بقدر ما هو بيان وجهة نظري في حدود الالتزام بادب الحوار ما امكن ، انا قلت ان الاستاذ محمود تحامل وقسي واستعمل الفاظ عنيفة، في رده علي الدكتور مصطفي محمود، وها انا اسعي الي اثبات ذلك ، نحن لسنا في مبارة او مناظرة يا عزيزي ،
ولك تقديري واحترامي ،
| |
|
|
|
|
|
|
المسيح المنتظر هو الذي يختم الرسالة.. (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزي عبد المنعم، لك التحية والمودة
الحمد لله أنك توصلت إلى أن الأستاذ محمود والدكتور مصطفى محمود يختلفان اختلافا أساسيا في مسألة ختم الرسالة، فقد قرأت لك سابقا رأيك الذي يقول بأنك لا ترى اختلافا بين الرجلين إلا في التفاصيل الدقيقة.. وأشكرك على إيراد فقرات كلام الدكتور إيرادا مطولا، ولكنه لا يغير من الأمر الأساسي شيئا.. وأنا قد قرأت الكتاب في وقته وحتى قبل أن ألتزم الفكرة الجمهورية وقد شجعني على ذلك سماعي السابق لمحاضرات الأستاذ محمود في الأبيض عام 1969 .. وفي الحقيقة قد بهرني الدكتور بكتابه، إلى أن قرأت كتاب الأستاذ محمود.. قولك:
Quote: نعم هي كذلك ولك وللقاري الحق الكامل في الاندهاش بلا نهاية ! |
ومسألة عدم ختم الرسالة بالنبي محمد عليه السلام، بالرغم من ختم نبوة الوحي به، قول مشهور عن الأستاذ ولكنه لا يعني ما ذهبت أنت وقلته من تتابع نزول الرسالات، وكل هذا معروف وأرجو أن أجد أو يجد غيري الفرصة للتفصيل فيه، ولا يثير أي اندهاش لدى الجمهوري ولدي، ولا أستبعد أن يثير اندهاش القارئ فإن من العلم كهيئة المكنون، لا يعلمه إلا أهل العلم بالله، وإذا تحدثوا به لا ينكره إلا أهل الغرة بالله.. الرسالة الخاتمة واحدة، ولكن الفهم من القرآن مفتوح للناس ولا يحتاجون لوحي جديد، إلى أن يصل التطور الروحي إلى قمة يبدأ بعدها بالتنازل حتى قيام الساعة الكبرى حيث يُرفع القرآن من الصدور ولا يبقى في الأرض إلا لُكع ابن لُكعة.. والرسول الخاتم، المسيح له رجعتان، الأولى للتعمير، الساعة الصغرى، والثانية للتدمير، الساعة الكبرى..
وإعظام الفرية أن يقول الإنسان ما لا يعلم، وهو محرّم في الحقيقة.. فأن يحسب الدكتور أن التطور الروحي لن يزيد، أو أن الرسالة قد ختمت بالنبي محمد عليه السلام في القرن السابع، أو أن القرآن المحكم اليوم هو كلمة الدين الأخيرة، هو قول بغير علم.. ومن واجب الأستاذ أن لا يكتم هذا عن الدكتور بل ينبهه له فالله تعالى يقول: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33) الأعراف
فالدكتور لا يعلم، بل يقول صراحة بأنه يخمن "يحدس" في إحدى المرات، أوليس من واجب الأستاذ أن ينبهه؟؟ فقول الأستاذ هذا ليس سبا ولا شتيمة.. وإن كنت أنت ترى صحة قول الدكتور في أن الرسالة ختمت، فكيف تريد للإسلام أن يظهر؟ بالآيات الناسخة، كآيات الجهاد وعدم مساواة غير المسلمين بالمسلمين، وعدم مساواة المرأة بالرجل أمام القانون؟؟ أم باجتهاد أكبر من اجتهاد الأستاذ محمود، مثل ضرورة مساواة المرأة بالرجل بأكثر مما قال الأستاذ، أو النظر في مسألة الحدود بحيث تلغى العقوبات الحدية؟ أذكر أن هذا كان موقفك في بعض البوستات.. أليس كذلك؟؟ أرجو تصحيحي إذا كنت مخطئا في فهم كلامك السابق..
| |
|
|
|
|
|
|
|