عند الفجر كان قد اكمل الترتيبات الضرورية لاعلان النبأ الهام ، فهو يعرف منذ ثلاث سنوات ان موعده صباح اليوم . وكعادته كان مستيقظا منذ الهزيع الاول من الليل ، لانه يصلي الصبح بوضوء العشاء. انعشته نسيمات الصباح التي ما زالت تتعطر بالندي الممزوج بحمرة الشفق .. أطربه زقاء الديوك في وداعها لفلق الصباح ، الذي بدأ ينساب عائدا يحث الخطي ليلحق بموكب الليل ويمسك بأطراف عباءته ، مفسحا الطريق لاشعة الشمس ، التي تتعمد كل صباح اطالة وقفتها عند الغيوم ، حتي لا تحرمه نشوة الفرح التي تعرفها جيدا عندما تلامس مشارف ألافق لتشهد ميلاد يوم جديد . كان يقف منتصب القامة متهلل ألاسارير منشرح النفس ، واثقا بانه سينجز اليوم مهمته ويزيل عبئا كبيرا سيمكنه من التفرغ لمواصلة سياحته . جال ببصره في ارجاء المكان ، أطمان الي انه أعد كل شيء بعناية وان اللقاء سيتم وفقا للصورة التي رسمها جيدا في ذهنه ... سيدهشون عند رؤية الكوخ الصغير الذي شيده بعد منتصف الليل من سعف النخل وأعواد القصب عند طرف اللسان الرملي الممتد من داخل النهر ، والذي من اليسير الوصول اليه ،فالمياه في ذلك المكان ضحلة لا تصل خاصرة صبي في العاشرة .. لكن المفاجاة التي ستروعهم ستكون في الوقت المناسب ، عندما يخرج السكين الحاد النصل من جيبه .. و تحسس براحة يده نصل السكين ، وأطمأن بان ضربة واحدة منه تكفي لتدفق شلالات من الدماء ..ووضع مسبحته ألالفية المصنوعة من ثمار الهجليج (اللالوب ) حول عنقه .. كان يطل علي القرية من الربوة العالية التي تفصل المنازل عن الارض الزراعية الصغيرة عند شاطيء النهر ، وباعلي صوته صاح وتدفقت الكلمات مدوية في وقار وجلال ، اكسبها سكون الصباح قوة اندفاع خارقة تجاوبت معها العصافير والدواب بالصمت واللهفة ، وسمعها كل ردل وامراة وطفل ، جميعهم كانوا يعرفون صوته ، فانطلقوا في حماس يتسابقون لتلبية ندائه ..، ونمعوا حوله ، لاحظوا لالكوخ عند طرف لسان الرملي داخل النهر ، لكنهم لم يجرؤوا علي سؤاله ، ولم يمهلهم ، قال بصوته القوي النبرات :
- أيها الناس ..اليوم موعدنا ... لن يتكر هذا اللقاء ابدا .. اليوم ساقدم لكم ما يبدد خوف ظنونكم . ستجدون أغلي ما تنشدونه " أمن اليقين " أيها الناس : من يريد منكم السير في طريقنا فليتقدم .. وتاكدوا ان الطريق لاتجاه واحد .. من أراد منكم الطريق فليتقدم .. هيا تقدموا ..! سري حديثه بينهم مريحا مشجعا .. انهم يصدقونه فقد عودهم دائما ان اقواله افعال , وتعالت الصيحات : - نريد الطريق .. - نريد الطريق .. - اننا مستعدون .. - نحن رهن اشارتك .. أشار اليهم بالهدوء ،، ارهفوا السمع . قال لهم : هنالك شرط واحد .. من أراد منكم الطريق عليه الوفاء بالشرط ، ولن نسمح له بالتراجع . في لهفة صاح الحاضرون : - نقبل كل شروطك .. - امرك مطاع .. - لن نتراجع .. - كلنا مستعدون . وعندما اخرج السكين من جيبه ولمع نصله الحاد مع انعكاسات الصباح ، صمت الجمع وساد سكون شامل .. العيون تتطلع في دهشة .. قال لهم : - من أراد الطريق فليتقدم .. شرطنا الوحيد هو الذبح ّ ذبح من يوافق للسير في طريقنا .. وهو لاتجاه واحد ! هيأ تقدموا .. الذي يقبل الشرط عليه الدخول في هذا الكوخ ، واشار باصبعه .. تقدموا ! صمت ..صمت ... صمت . وفجأة قفز شاب في الخامسة والعشرين من عمره وانفلت من وسط الجمع وباقصي سرعته اندفع داخل الكوخ .. ودخل الرجل في اعقابه والسكين يلمع في يده .. - لقد جن الرجل ( هتف احدهم ) . - لا حول ولا قوة الا بالله .. لقد كان اعقلنا .. - هل تعرفون من هو هذا الشاب ؟ - نعم انه عربس لم يكمل اسبوعه ! - لن يذبحه - لا اظنه يرتكب جريمة قتل في وضح النهار !
وأطل الرجل من الكوخ وحده وسكينه تقطر دما ، ولوح بها في وجوهم ، بينما نزيف من الدماء يسيل خارج الكوخ مختلطا بمياه النهر .. الذعر يسود المكان .. اغمي علي عدد من النسوة .. صراخ عويل .. هستيريا من البكاء والنحيب . ويتقدم الرجل ليقف في مكانه ويصيح مجددا : - ايها الناس من اراد منكم الطريق فليتقدم ، الطريق لاتجاه واحد .. ويتعالي صياح الناس : - انه مجنون . - امسكوه لن تذهب دما العريس هدرا. - اهجموا عليه . ويفاجئهم شيخ وقور تجاوز الستين من عمره يعرفونه جميعا ، يتجه نحو الكوخ ، بينما تحاول مجموعة من الواقفين منعه ..يقاومهم زاجرا : - مكانكم لا يلمسني احد ..أنا ادري بمصلحتي ، اذا كان العريس الذي لم يتجاوز الثلاثين قد ذبح ، فانا في الستين. واندفع داخل الكوخ وخلفه الرجل شاهرا سكينه . انحبست الانفاس واحتقنت الوجوه بمزيج غريب من الغضب والخوف والالم والضجر .. ثم أطل الرجل والدماء تقطر من سكينه ويديه ، فانحني يغتسل بينما تجمعت بركة قانية اللون حول الكوخ ..لم يتكلم احد ، كانوا ينظرون اليه في ذهول وهو يتقدم نحوهم بخطواته الثابتة وسكينه الطويل النصل .. وكرر النداء : - ايها الناس ..من أراد منكم الطريق فليتقدم .. الطريق لاتجاه واحد ...! صمت ..صمت ..صمت صمت الجمع مطرق ينظر تحت أقدامه .. بدأت نظراتهم تتجه نحو واحد منهم يقف في الصف الامامي ، فهو من وجهاء القوم ، معروف بقوته وباسه ، احرجته العيون المتسائلة المستنجدة .. تنحنح ضغط علي أسنانه في غيظ شديد وتقدم في خطوات وئيدة وهو يردد في صوت خافت : " ساذبحه قبل ان ينال مني " ودخل الكوخ والرجل خلفه شاهرا سكينه . مضت الدقائق متثاقلة .. لم يظهر الرجل علي باب الكوخ .. طال الانتظار .. لا صوت .. لا حركة من ناحية الكوخ ..قال احدهم : - الآن نهاية الرجل مؤكدة . - لن نأسف عليه . - لا أصدق ما حدث . - امتحان رهيب ..
وخرست الأصوات .. جحظت العيون ، كان الرجل يقف امام باب الكوخ ممسكا بسكينه العتيد يقطر دماء طازجة وبهدوء خاطبهم : يا قوم طريقنا صعب .. وأحمد الله فقد خرج من بين صفوفكم ثلاثة رجال يستطيعون حمل الامانة ، انهم مؤهلون للسير بكم في الطريق ، ساغادر دياركم اليوم بعد ان اعانني الله علي اكمال مهمتي . وخرج من داخل الكوخ العريس الشاب ، والشيخ الذي تجاوز الستين ووجيه القوم .. كل واحد ممسك بجلد (الذبيحة ) التي فداه بها الرجل واوصاهم بان يجعلوا منها مصلي لهم .. وعندئذ تتدافع الناس بالمناكب يهتفون .. نريد الطريق ، نريد الطريق .. نريد الطريق .. وكان الرجل قد اختفي من بينهم .
----------------- * يحي العوض ________________
** حمد النيل هو الشيخ حمد النيل العركي المعروف .
*** نشرت القصة بمجلة الدوحة ( القطرية ) عدد ديسمبر 1980 كما هو ظاهر بالقصاصة ، وقد أطلعت علي القصة فور نشرها وانا بالصف الثالث الثانوي فاعجبت بها الي حد انها ألهمتني قصة اشتركت بها في مسابقة في المدرسة وفازت بالمركز الثالث .واذكر ان رئيس لجنة التحكيم كان استاذنا محي الدين فارس ، انعم الله عليه بالصحة والعافية .
*** * نشرت القصة - بوابة حمد النيل - بمجلة ادب ونقد القاهرية بملف خاص عن الادب السوداني بالعدد 80 ابريل 1992 وكان لي شرف اختيار مواد هذا الملف . _________________
حدثني والدي بالقصة.. وقد قرأها (فيما أعتقد) في طبقات ود ضيف الله.. وهي كما يلي..
قيل أن الشيخ تاج الدين البٌهاري حين أتى إلى السودان حاملاً الطريقة القادرية أراد أن يُعطي الطريق إلى من يحمل الراية من بعده في السودان.. فنصب خيمه.. وقال في الناس ان الطريق "بالضبح"... قيل أن جدّنا ود عبدالصادق، وكان وقتها شاباً يافعاً كان أو المتقدمين... تلاها شيخ كبير (لكني للأسف لا أذكر اسمه) قال عبارة أحفظها "انا توراً كمّل كِرا" أي انني قد طعنت في السن وما عاد لي ما أفعله.. فتقدّم وأخذ الطريق أيضاً.. ولم يكن الذبح ما يجري في الحقيقة.. إلا أنه اختبار اليقين..
هل أخذ الشيخ حمدالنيل الطريق بمثل هذه القصة؟
سأراجع طبقات ود ضيف الله.. وأعود إليك مرّه أخرى لأتأكد مما نقص من معلومات..
شكرا على القصة الجميله.. ومبارك زواجك...
بنت الحسين
10-15-2005, 02:08 AM
ودقاسم
ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الأستاذ عجب الفيا الابنة مريم شكرا لإيرادك هذه القصة الشيقة ، وشكرا لكاتبها ... والرجل قد يكون اختار حمد النيل كرمز للصوفية ، لكن الشيخ حمد النيل الذي عاصر المهدية لم يكن حاضرا أيام الطريق ب ( الضبح ) ، وقد سبقته هذه القصة ربما بأكثر من ثلاثة قرون ، وقيل أنها جرت بمكة المكرمة وويقال أنه قد حضرها من العركيين الشيخ عبد الله العركي ، وهو جد متقدم للشيخ حمد النيل ، وهي قد أتت أيضا بعد الشيخ تاج الدين البهاري لأن الشيخ عبد الله العركي لم يكن من الذين أخذوا الطريق عن الشيخ البهاري عند مجيئه إلى السودان ، لأنه وقتها كما قال للشيخ البهاري كان طالب علم ،،، ثم ذهب الشيخ عبد الله العركي بعد ذلك بعدة سنوات إلى مكة يبحث عن الشيخ تاج الدين البهاري ليأخذ عنه الطريق ، لكنه وجد أن الشيخ البهاري قد انتقل إلى رحمة مولاه ، ثم قيل أنه أخذ الطريق بهذه الطريقة ، وقيل أن الشيخ الذي اختبرهم كان يذبح خروفا كلما دخل عليه أحدهم ،،، فيسيل الدم فيتردد الآخرون ، وقيل أن الشيخ عبد الله العركي قد رفض وتحجج بحجة أن الله لم يأمر بالهلاك في عبادته ، فقبل الشيخ حجته الشرعية ، وقيل انه دعا عليه قائلا : إن شاء الله صلاحا ما تورّثوا .أي لا يرثه أبناءك وأحفادك من بعدك ، فدعا الشيخ عبد الله العركي بدعاء : إن شاء الله يرثوه أولاد أبو إدريس أخوي ... وليت الأخ عبد الباقي الجيلي حفيد الشيخ حمد النيل يدخل هنا ليحكي لناالقصة الكاملة .. لكن القصة المثبتة هنا قصة رائعة ، و كاتبها مبدع
10-15-2005, 02:54 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاخت العزيزة مريم منورة دوما وربنا يزيدك نور علي نور ،
قصة ( الضبح ) التي استوحي منها الكاتب هذه القصة لم ترد في كتاب طبقات ود ضيف الله واذكر انني راجعت الكتاب الذي بحوزتي فلم اجدها وسوف اعيد مراجعته لمزيد من التاكيد .
والحقيقة بغض النظر عن صحة القصة وتاريخيتها من ناحية وقائعية الا ان الكاتب قد ابدع فيها . والف شكر علي الزيارة والتعليق .
10-15-2005, 02:27 AM
مريم بنت الحسين
مريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727
Quote: دعا عليه قائلا : إن شاء الله صلاحا ما تورّثوا .أي لا يرثه أبناءك وأحفادك من بعدك ، فدعا الشيخ عبد الله العركي بدعاء : إن شاء الله يرثوه أولاد أبو إدريس أخوي ...
عمو ود قاسم.. ودي برضه (حكوها لينا).. كتير برددها الوالد.. بس للأسف الأسماء ما بتركز في راسي.. لكن قالوا فعلا صلاحه ما ورّثه... بالمناسبة دي انا عندي علاقة (ود) جميله بالسادة العكريين... أحكي ليك حكاية ظريفة.. بحكيها طوالي.. كنت في فترة من الفترات زي (شوعيه) .. وكنا في طريقنا إلى مدني من رفاعة.. بطريق الشرق.. وكانت السفره (كعبه تب).. راكبه بوكسي... وبي ورا.. وهوا وكتاحه شديده.. يعني ما كان عندي أدنى احساس انو الرحلة دي ممكن تكون أسوأ من كده عشان أساساً مافي مجال تسوء.. كنا مارين بديار العركيين... وظهرت لينا قبابهم من بعيد.. وبدا خالي النور يعرفني على القباب... انا بجواي خواطري اتحركت بسوء (زي انه انا ناقصه كمان !!).. قووووم يا العجل نفّس في الخلا داك... ومن يومها عرفت حدودي...
أستاذنا عجب الفيا.. شكرا ليك على القصة المليان روح وريحان...
بنت الحسين
10-15-2005, 03:07 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: والرجل قد يكون اختار حمد النيل كرمز للصوفية ، لكن الشيخ حمد النيل الذي عاصر المهدية لم يكن حاضرا أيام الطريق ب ( الضبح ) ، وقد سبقته هذه القصة ربما بأكثر من ثلاثة قرون ،
الاخ العزيز / الاستاذ ود قاسم شكرا علي هذه المعلومات التاريخية القيمة عن الشيخ حمد النيل واسلافه ، واظن ان كاتب القصة اراد ان يتخذ من حمد النيل كما تفضلت رمزا للمدرسة الصوفية ( البوابة الصوفية ) سيما وان اسم حمد النيل فيه جرس موسيقي وغني بالدلالات والاشارت الموحية . ولعل تضارب الاقوال حول حقيقة الشيخ الذي تنسب اليه هذه القصة هو الذي جعل الكاتب يكتب وصف ( اسطورة ) علي قصته . وبغض النظر عن حقيقة صاحب قصة (الضبح ) والذين قدموا انفسهم للذبح الا ان جوهر الحكاية موحي وملهم وقد ابدع الكاتب في معالجته قصصيا.
الف شكرا ودمت .
10-15-2005, 03:47 AM
عبد الباقي الجيلي
عبد الباقي الجيلي
تاريخ التسجيل: 06-23-2004
مجموع المشاركات: 1613
شكرا أستاذ عبدالباقي على المعلومات الجميله.. وعلى ما أظن ان المعلومة هكذا اكتملت والقصة واحده.. يعني الحادثه هي واحده.. ولكني حكيتها من جهة جدّنا ود عبدالصادق .. وانتو حكيتوها من جهة الشيخ حمد النيل... نفعنا الله بجاههم.. وبمكانتهم منه.. والشكر للأستاذ عجب الفيا أن شاركنا بالقصة الجميلة ذات المعاني المتشعّبه... واعتقد أنه أراد ان يقول أنه لو أن القصة واقعاً أو خيال.. فالكاتب قد نقلها بصورة أكثر جمالاً.. وبل وفيها رمزية.. وما هي الحكايا إلا نقل واقع.. بشكل من الأشكال...
بنت الحسين
10-15-2005, 09:47 AM
عبد الباقي الجيلي
عبد الباقي الجيلي
تاريخ التسجيل: 06-23-2004
مجموع المشاركات: 1613
الشيخ عبد الباقي الجيلي سليل السادة العركيين اهل الطريق الواصليين شرفتنا بهذ الحضرة المباركة في هذا الشهر المبارك ، والشكر علي مباركة العرس وعلي هذه المعلومات القيمة عن الحادثة :
Quote: صاحب الطبقات تحاشى ذكر القصة ولست أدري لماذا .. رغم أنه ذكر من
الكرامات ما يفوقها غرابة
ان عدم ذكر ودضيف الله لهذه الحادثة في طباقته لا يعني باية حال من الاحوال بانها لم تحدث فربما كانت له اسبابه في ذلك . ويجب الا ننسي ان ودضيف لم يكن معاصرا لهذه الاحداث وهو قد وضع كتابه بعد مرور نحو مائتين ونيف من ذلك العهد الذهبي للتصوف .
وافر التقدير والاحترام
10-16-2005, 03:52 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
اذن من رواية الاخ الشيخ/عبد الباقي الجيلي حفيد الشيخ حمد النيل العركي ، يتضح ان الشيخ الذي وهب الطريق بامتحان الذبح هو الشيخ تاج الدين البهاري الذي ادخل الطريقة القادرية الي السودان وان الشيخ عبدالله العركي هو الذي رفض المثول لامتحان الذبح ولكنه استدرك الامر بعد رحيل البهاري فلحق به في مكة الا ان الشيخ كان قد انتقل الي رحمة مولاه فاخذ العركي الطريق من خليفته العجمي . كما نفهم من كلام الاخ عبدالباقي الجيلي ان للشيخ عبدالله العركي اخ يسمي حمد النيل ، سمي عليه ، الشيخ حمد النيل صاحب القبة المعروفة بامدرمان والذي عاصر المهدية كما اشار ودقاسم .
من المهم التنويه بانه ليس من الضروري ان يكون غرض كاتب القصة يحي العوض اثبات القيمة الايمانية للحادثة ، بقدر ما غرضه توظيف الحكاية فنيا ومعالجتها قصصيا. وكما اشار شيخ عبد الباقي الجيلي ان البعد الرمزي الذي تنطوي عليه القصة هو المهم . .
10-16-2005, 04:53 AM
Habib_bldo
Habib_bldo
تاريخ التسجيل: 04-04-2002
مجموع المشاركات: 2350
أولا أنتهز الفرصة لأبارك لكم شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا دائما بالخير والرحمات والمغفرة والعتق من النار. وكذلك أنتهز الفرصة لتهنئة العريس عجب الفيا وأقول ليه بيت مال وعيال والتهنئة أيضاً للأخت العزيزة مريم بنت الحسين والأخ العزيز ناذر والف مبروك وبيت مال وعيال. مع روحانيات رمضان السيرة العطرة لسادة الصوفية يحلو الجلوس والاستماع ولكن لسوء حظي الدوام ولا بد من المغادرة للبيت. سأعود للاطلاع لاحقاً بإذن الله
11-10-2005, 10:29 AM
Rakoba
Rakoba
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5814
Quote: بوابة حمد النيــل أسعدني الأستاذ عبد المنعم عبد الله عجب الفيا بإعادة نشر لوحة من "بوابة حمد النيل" وكذلك المداخلات الموضوعية من العديد من أعضاء منبركم المتميز، والذي أضاف قيمة نوعية، جديدة له، بتواصل الأجيال عبر نافذته.... تبلورت فكرة مسرحية "بوابة حمد النيل" من كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان تأليف الشيخ محمد النور بن ضيف الله عن دخول الطريقة القادرية إلى السودان على يد الشيخ تاج الدين البهاري، وتناثرت التفاصيل في تناول سيرة عدة شخصيات منها الشيخ تاج الدين البهاري والشيخ محمد عبد الصادق (جد الصادقاب) والشيخ بان النقا الضرير (جد اليعقوباب) والشيخ عبد الله العركي "من أعمدة البيت العركي".... ولاستكمال مراسيم (البيعة) تبادلت رسائل مع الشيخ الطيب علي المرين ـ رحمه الله ـ أحد أعمدة بيت الصادقاب العريق....
وكما أشرت آنفا إلى "مسرحية بوابة حمد النيل" فقد كانت "البيعة" جزءا من عدة لوحات منها لوحة (يد البدري) للشيخ فرح ود تكتوك وقد شكا البدري، تلميذ الشيخ فرح من دمل في يده ويسمى بالعامية السودانية (نشرة) فأمسك الشيخ فرح بيده وخاطبها قائلا: يا إيد البدري قومي بدري اتوضي بدري صلي بدري ازرعي بدري حُشي بدري أحصدي بدري شوفي تاني كان تنقدري
ورافقتها أنشودة عذبة صاغها الشاعر المبدع إسماعيل حسن "يا با شيخي يا ود تكتوك"، لحنها الموسيقار ناجي القدسي وأداها الفنان الكبير أبو عركي البخيت.
وكانت اللوحة الثالثة في سياق المسرحية طقوس "دفن الجنازة" جسده الفنان الدكتور عثمان جمال الدين مع خلفية موسيقية للموسيقار ناجي القدسي تتناغم مع أنشودة للختمية تأليف السيد محمد سر الختم بن السيد محمد عثمان الميرغني "الختم" تقول: عليك اعتمادي كل لحظة بدنياي في الرضا وفي كل شدة وعند حتوفي ارتجيك لموتتي لتحضرني تختم لي بالحسن ختمة تقر بها عيني إذ الروح تؤخذ وكانت اللوحة الختامية تجسيدا لأنشودة "عزة في هواك" للخليل...
شكلت اللوحات الأربع أساس مسرحية "بوابة حمد النيل" وأخرجها الأستاذ الريح عبد القادر في مهرجان المسرح القومي في أواخر السبعينيات إلا أن المسرحية أوقفت بقرار من الأمن بعد عرضها الأول فقد صنفت بأنها معادية للنظام وبسببها واجه مخرجها مضايقات في عمله واضطر إلى الهجرة إلى دولة الإمارات..
لقد تدخل الدكتور اسماعيل الحاج موسى وزير الدولة للإعلام آنذاك لإعادة عرض المسرحية وكذلك الأستاذ بدر الدين هاشم مدير المسرح القومي رحمه الله إلا أن المحاولات لم تثمر، وأحسب أن الأستاذة سعدية عبد الرحيم التي كانت تعمل في وزارة الإعلام ذلك الوقت تعرف المزيد من التفاصيل..
ونتيجة لتلك الأجواء المتوترة وهجرتي إلى أبو ظبي عام 1979م فقدت أصول المسرحية وأناشد عبر منبركم الأساتذة المهتمين بالمسرح والأصدقاء الأعزاء الذين شاركوا في المسرحية التكرم بتزويدي نسخة منها..
والشكر للأستاذ عبد المنعم عجب الفيا اهتمامه بلوحة بوابة حمد النيل التي أعدت صياغتها ونشرت بمجلة الدوحة ومن سياق مقاله أحسب أنه يحتفظ بمجموعة المجلة، لقد فقدت أيضا نصا لقصة بعنوان "وقفة العدل النهائية" نشرت في العدد التالي لمجلة الدوحة.. أتمنى لو كانت في مجموعته..
لقد أدمن جيلنا الترحال يحمل "بقجته" على عجل، يغادر مع "البيان الأول".. وضاع منا الكثير من العمر والورق!
يحيى العوض
11-11-2005, 03:05 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الاخ العزيز Habib_bldo كل سنة وانت طيب وربنا يحقق امانيك والقابلة زي ما داير تجدني شديد الاسف لاني لم اطلع علي مساهمتك الا الان بعد ان تفضل الاخ راكوبة برفع البوست اكرر اسفي وشكري وتقديري ودمت
11-11-2005, 03:08 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: تبلورت فكرة مسرحية "بوابة حمد النيل" من كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان تأليف الشيخ محمد النور بن ضيف الله عن دخول الطريقة القادرية إلى السودان على يد الشيخ تاج الدين البهاري، وتناثرت التفاصيل في تناول سيرة عدة شخصيات منها الشيخ تاج الدين البهاري والشيخ محمد عبد الصادق (جد الصادقاب) والشيخ بان النقا الضرير (جد اليعقوباب) والشيخ عبد الله العركي "من أعمدة البيت العركي".... ولاستكمال مراسيم (البيعة) تبادلت رسائل مع الشيخ الطيب علي المرين ـ رحمه الله ـ أحد أعمدة بيت الصادقاب العريق....
ودي هي القصة الأتكلمنا عنها من البداية.. الشكر للأستاذ يحى العوض الذي تحدث فأبان.. وكتب فأبدع..
Quote: والتهنئة أيضاً للأخت العزيزة مريم بنت الحسين والأخ العزيز نادر والف مبروك وبيت مال وعيال
الأخ العزيز حبيب بلدو عميق شكري وتقديري ومعزتي، وأمنياتي الخالصة لك بالتوفيق والسداد في حياتك والتهنئة موصولة لصاحب هذا البوست الجميل الأخ الأستاذ عجب الفيا متمنياً له ولزوجته حياة مملوءة بالحب والتفاهم والإنسجام ... ولكل الأخوة الأعزاء المشاركين بكلماتهم المُعبرة الجميلة ألف شكر وتقدير ...
الأخ حبيب بلدو.. بالغ اعتذاري فلم أنتبه لتحيتك لنا وتهنئتك لنا ..بس اعذرني، البوست ده تحديداً بدخله وانا بكون روشه شوية كده فيه واعتقد ان نادر قام بالواجب ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة