لا زال اريج المطبعة يضمخ انفى،من رواية ،الاخ احمد الملك الجديدة :الخريف ياتى مع صفاء؛ والتى وصلتنى بالبريد،قبل يومين.طباعة جميلة جدا تصميم واخراج فى منتهى الروعة.فالمؤسسة العربية للدراسات والنشر،عودتنا دائما على جودة اصداراتها.تقع الرواية فى حوالى262 صفحة من القطع المتوسط،وفى بنط وورق مريح جدا للعين.
"لفت نظرى فى هذه الرواية الجديدة تماما،ذلك الجانب الذى لم يعرفه الناس عن حياة المشير،اى دور الدكتورة صفاء والاميرة مينيسارى فى حياته،وبالتالى حياة شعبه.ولعل احمد الملك كروائى راى ان يطعم جفاف عهد المشير،الذى انعكس جفافاعلى احداث الرواية،ببعض الندى والنكهة.فخلق بذلك عالما اكثر اثارة وشاعرية.ولذلك جاءت صفاء قمة جديدة من قمم النضج الفنى،لدى شاب نشا فى عهد المشير،ما كاد ان يبدا رحلته الادبية حتى تلقفه عهد العميد ثم الفريق.."
هذا بعض ما جاء فى المقدمة التى كتبها للرواية د.الصاوى يوسف،تحت عنوان:احمد الملك والواقعية السحرية؛ فهنيئا لك اخى احمد بهذا المولود الجديد،وشكرا لك على هذه الهدية القيمة
مبروك الرواية فعلا عمل مميز قرأت بعض منها عبر البريد الالكترونى رغم اننى ما زلت انتظر نسختى لتصلنى مبروك لاحمد وللمكتبه السودانية لإثرائها بإبدعات الشباب
الحقيقة رواية صفاء شئ جديد خالص للذين اعتادوا اسلوب الملك السابق في روايات الفرقة الموسيقية وعصافير آخر ايام الخريف. وسأنشر هنا باذن الله مقتطفات منها لمجرد فتح شهية البعض لقراءتها.
"وخلافا للشائعات الرسمية التي كانت تطلقها أجهزة أمنه بأنه جاء إلى السلطة بوحي قرار الهي، وأن الوطن كله حلم به ليلة الثورة المجيدة فيما الأولياء الموتى يزفونه علي إيقاع نحاس الشبالنكيت، وأنه نصب مثل الشيخ بدوي أبودليق علي ككر من الذهب، في محاولة لردم حقيقة أنه وصل إلى السلطة لأنه كان الشخص الوحيد الذي استيقظ مبكرا صباح ذلك اليوم النائي، والوطن كله في حالة سبات جماعي، لا عن نشاط أو طموح، ولكن لانه كان الوحيد ضمن كتيبة كاملة الذي تعاطي خمرا مغشوشة في الليلة السابقة لاستيقاظه المبكر التاريخي. ففي الثلث الأخير من تلك الليلة ارتدي ملابسه العسكرية الكاملة وطاف شوارع العاصمة، فاكتشف أن الوطن كله كان نائما ولم يشاهد سوي بعض اللصوص يتراجعون بغنائمهم بالقرب من كوبري النيل الأزرق، اقتحم القيادة العامة للقوات المسلحة، فوجد الحراس نائمين وقد سقطوا أرضا علي وجوههم، تفحص وضع سقوطهم ليتأكد أنه كان عسكريا، وفي غرفة جانبية عارية من الأثاث إلا من منضدة صغيرة وجد الضابط العظيم يخلد إلى نوم احتفالي في بركة من البول وحوله أربعة زجاجات شري فارغة ومنفضة سجائر غاصة بالأعقاب وجهاز راديو ملقي علي وجهه وهو يصدح بأغاني فرنسية من محطة في الكونغو، اعتلي ظهر إحدى الدبابات قطع بها الشوارع الخالية وعبر كوبري النيل الأبيض . شاهد صيادي الأسماك نائمين علي شاطئ النيل الأبيض وشعر برطوبة النهر الدافئة مختلطة بعفونة السمك الميت تكاد تخنقه، وفجأة شاهد ومضات ضوء غريب تلمع من علي البعد فوق صفحة مياه النيل الأبيض، لم يهتم بها ولم يتسن له أن يلاحظ مطلقا أنها لم تكن سوي آخر ومضات الحياة في الوطن الواقف علي أعتاب العصر الأول للجفاف . اقتحم الإذاعة دون ادني مقاومة من الحراس الذين كانوا نائمين في مقاعدهم، في الداخل لم يجد سوي مذيع واحد مستغرق في النوم أزاحه بقدمه وامسك بالميكرفون فاستيقظ الوطن كله علي صوته الأجش: انقلاب عسكري . لحظة أن فرغ من ارتجال بيانه الأول شعر فجأة بفداحة ما فعل: أنه يقوم بانقلاب في الإذاعة دون أية سند من أية وحدة عسكرية، فجأة تناهي إلى سمعه صوت إطلاق رصاص، اقترب منه ثلاثة ضباط برتبة رواد وأدوا له التحية العسكرية، ارتبك لبرهة قبل أن يرد علي أول تحية عسكرية بصفته رئيسا للدولة، بادره أحد الضباط الثلاثة : تمام سعادتك، تم تأمين الموقع، وتحركت قوة لتأمين القيادة العامة، وقوة أخري لتأمين منطقة وادي سيدنا وقوة ثالثة اتجهت نحو مدرعات الشجرة، وقوة رابعة قامت باحتلال القصر الجمهوري . شعر ببعض الاطمئنان رغم إنه عاني شعورا غامضا بأنه كان يقوم بدور معد سلفا، غادر الإذاعة في حراسة الرواد الثلاثة ليستقلوا عربة مدرعة عبرت بهم الشوارع التي بدأت تدب فيها حركة حذرة، شاهد بعض المواطنين يهتفون باسمه وفي اسفل كوبري النيل الأبيض، شاهد صيادي الأسماك الذين تركهم نائمين لدي مروره فجرا، شاهدهم يسحبون شباكهم التي تلمع فيها أسماك البياض والبلطي الفضية، شاهد عشاق الساعة السادسة والربع يتسكعون في شارع النيل، يسيرون بخطي ثابتة كأنهم رجال آليون بمحركات زمبركية."
واليكم مقطعا آخر:
"وقبل حتى أن يتسلم الوزير مسئولياته الجديدة بدأت تقارير مستشاريه تنهمر : حتى قبل أن يجلس علي كرسي مكتبه الجديد سيدي الرئيس، قام بإصدار قرار بمنع استيراد ثلاثين سلعة اسماها السلع الكمالية، دعما لاستقرار العملة الوطنية كما أعلن، ولوقف ما اسماه بالتضخم الحلزوني الذي يضرب اقتصاد الوطن، واصدر قرارا بتكوين لجنة من عدد من القانونيين للإشراف علي تطبيق القرار . وبسبب هاجس برود الشارع تجاه الحركات المسلحة ضده، حاول تحسين صورته واستعادة أوهامه الشعبية ، فشارك فرقة الموسيقي الشعبية الرقص علي أنغام آلة الكيتا في مهرجان الثقافة والفنون، وشارك بنفسه في استعراض منفرد علي الحصان قبل بدء السباق السنوي للخيل، وشوهد في يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهو يرقص بزي درويش علي ضربات الطار . كما شوهد عدة مرات وهو يساعد العميان علي عبور زحام العربات في شارع القصر، دون أن يلاحظ أن الكفيف الذي يساعده علي عبور الشارع ويدس في جيبه ورقة فئة خمسة جنيهات، كان مدججا تحت ثيابه الممزقة بالسلاح وانه أحد أفراد القوات الخاصة المكلفة بحراسته شخصيا، وانه كان يبصر أمامه افضل منك سيدي الرئيس، لأنه مدرب حتى علي الرؤية للخلف . وحتى المتسولين المعوقين الذين كنت توزع عليهم الصدقات سيدي الرئيس جوار الجامع الكبير، كانوا من رجال الأمن بعد أن تم طرد المتسولين الحقيقيين من المكان تحت تهديد السلاح، حتى النسوة اللائى حاولن لقاءك لإهدائك سلالا من سعف الدوم الملون قضين عدة أيام في صناعتها لك لا بسبب الفراغ بل بسبب الحب، وقدمن لك سيدي الرئيس عريضة يعلن فيها استنكارهن للمظاهرات التي سيرها ذوي ضحايا أحداث يوليو الذين دفنوا أحياء في الحزام الأخضر، بإعتبار أنهن الأهل الحقيقيون لأولئك الضحايا، كانوا من رجال الأمن سيدي الرئيس . فتصاب حاسة السمع لديه بارتجاج خفيف لم يستطع أن يميز أن كان بسبب هول ما يرد إليه من تقارير مضادة حول أداء رجال جهاز أمنه الذين جعلوا من أذنيه مختبرا للأكاذيب، أم أن سبب ارتجاج أذنيه كان بسبب الشيخوخة المبكرة، أم بسبب المظاهرة الهادرة التي شعر بها تتلوي مثل الأفعى في شوارع وأزقة العاصمة."
وصدقوني بكيت كثيرا وانا اقرأ المقطع عن الوزير الذي يركب المواصلات ويربت على اكتاف اليتامى والمتسولين والعميان، لأننا لم نعرف في تأريخنا مثل هذا الوزير، في حين اننا نقابل هنا في اوروبا يوميا الوزراء وهم يركبون الدراجات !!!
ان مأساة وملهاة السودان أغرب من الخيال والفانتازيا مهما اشتطت !!
الصاوي
05-23-2003, 11:43 AM
ahmad almalik
ahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 753
أصدقائي عبد المنعم عجب الفيا وزمراوي ورانيا مامون وقليبي المهضلم والصاوي شكرا لكم جزيلا علي ترحيبكم بالرواية، استاذ عبد المنعم شاكرين جدا علي المبادرة الكريمة.رانيا لك بالغ مودتنا واحترامنا وانشاء الله نقرأ رواياتك قريبا، الصاوي صفاء ولدت علي يديك وها أنت بكرمك تتعهدها بالرعاية. لكل الاصدقاء الراغبين في الحصول علي الرواية التوزيع دار الفارس عمان ص ب 9157 الاردن، بريد الكتروني [email protected] لكم جميعا بالغ شكري وتقديري
05-23-2003, 12:40 PM
Mohamed Abdulhamid
Mohamed Abdulhamid
تاريخ التسجيل: 11-29-2002
مجموع المشاركات: 94
الاصدقاء الاحباء والبديع احمد الملك .... استمتعت بقراءة الرواية ومناخاتها المدهشة... وتخيلت نفسي اترنح في قيظ الخرطوم المرتبكة بطقوس ضباطهاالذين استيقظوا مبكرين ... وخور ارقو واسرار عاشقيها وليالي اراملها ساعود قريباً لتعليق اطول شكرا احمد الملك لهذا الوقت الجميل
05-23-2003, 12:53 PM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
الاستاذ الكريم عبد الاله زمراوي: بالغ الشكر طلتك علي المنبر اسعدتنا كثيرا. الدكتور النور حمد: لك بالغ الشكر سيدي الكريم علي اهتمامك ويسعدني ان أحصل علي عنوانك البريدي لارسل لك نسخة من الرواية. ولك كل احترامنا وامنياتنا الطيبة.
05-24-2003, 04:38 PM
أبكر آدم إسماعيل
أبكر آدم إسماعيل
تاريخ التسجيل: 10-05-2002
مجموع المشاركات: 549
الأخ أحمد الملك ألف مبروك لينا يا زول وآهوندة مهرجان الأطفال والعصافير ينمو وينمو وغدا سيكبر الأطفال، و(يكيّسون) ويتشوكشون، ويكررون المحاولة ثم يتزوجون وينجبون أطفالا آخرين وتستمر الحكاية وما أجملها من حكاية!!؛
صديقي الجميل احمد الملك على أن اهنيء المكتبة السودانية بنتاج سردي جديد قبل أن اهنئك شخصيا بصدور عملك الجديد ، متمنيا لك المزيد من الابداع ودمت عزيزي الملك واحدا من مبدعينا فى الحقل السردي
05-25-2003, 07:28 AM
ahmad almalik
ahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 753
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة