|
اللهجة السودانية في شعر المتنبي !
|
يمتليء شعر المتنبي بالكثير من الالفاظ التي تجدها في كلام أهل السودان . وقد رصدت اثناء مطالعاتي لديوانه عددا كبيرا من هذه الكلمات التي نستعملها في لغة الكلام ولا نستعملها في لغة الكتابة او المخاطبات الرسمية ظنا انها (عامية) وهذه بمثابة دعوة الي (فك الاقواس ) العامية عن هذه الكلمات . ونحن نزعم ان تقسيم الفاظ اللغة العربية الي فصيح وعامي بالكيفية المحفوظة ، ما هو الا وهم كبير وسوف نخصص بوستا منفصلا عن هذه القضية لذلك نرجيء النقاش حولها الي حين ذلك البوست . يقول اهل السودان للمرض : عياء . وللمريض عيان . وقد ورد ذلك عند المتنبي في مطلع قصيدة يمدح فيها شجاع بن محمد الطائي :
عزيز أسي من داؤه الحدق النجل عياء به مات المحبون من قبل
قال المرصفاوي في شرح البيت : العياء : المرض . وقال ابو البقاء العكبري : " العياء : الداء الذي لا علاج له قد أعيا الاطباء ." اما البرقوقي فكرر كلام ابي البقاء ولم يزد عليه . وجاء في لسان العرب لابن منظور : " داء عياء : لا يبرأ منه . وحكي عن الليث ،الداء العياء الذي لا دواء له " . والعياء ايضا في كلامنا التعب اي الاعياء . تقول : عييت ، اذا تعبت . وفي ذلك يقول صاحب اللسان : " وحكي الازهري عن الاصمعي : عي فلان ، بالامر اذا عجز عنه . ويقال في المشي : أعييت وأنا عيي . والاعياء : الكلال ، قال : مشييت فاعييت ، وأعيا الرجل في المشي ، فهو معي ." وفي تهذيب اللغة للازهري : " أعييت اعياء . قال : وتكلمت حتي عييت عيا ."
-2-
شاكل يشاكل شكلة ، ترد في كلام اهل السودان بمعني اشتجر يتشاجر مشاجرة واشتجارا. وقد وردت عند المتنبي في هذا المعني في قوله :
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر ضعيف يقاويني قصير يطاول لساني بنطقي صامت عنه عادل وقلبي بصمتي ضاحك منه هازل وأتعب من ناداك من لا تجيبه وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
ولكن شراح المتنبي فات عليهم ادراك المعني (السوداني ) الذي قصد اليه المتنبي من لفظ " تشاكل " واضطرهم ذلك الي التصرف في مقصد الشاعر مسايرة لدلالة اللفظ عندهم . فابي البقاء العكبري يقول في شرح البيت : " والمعني ، أتعب من عاداك : اتعب حاسديك بندائه لك من كنت مترفعا عن مجاوبته .. وأغيظ اعدائك من لا يشاكلك ، وأكرمهم اليك من كنت لا تماثله . اما عبد الرحمن البرقوقي فيحذو حذو العكبري النعل بالنعل ، يقول : " أتعب مناد لك من ناداك فلم تجيبه لانك لا تشفيه بالجواب فيجهد في النداء ، كما ان اغيظ الاعداء لك من عاداك وهو دونك لانك تترفع عن معارضته فلا تشفي منه " . اخذ كلا الشيخيين " تشاكل " بمعني تماثل وتساوي ، من المشاكلة وهي الموافقة والتطابق . ولا يستقيم المعني الا اذا قلت في شرح البيت : أتعب مناد لك من ناداك ولم ترد عليه ، واغيظ اعدائك من عاداك ( شاكلك ) ولم تعاديه ( تشاكله ) اي تخاصمه وتشتجر معه . . وعندي ان تشاكل بالمعني ( السوداني ) من أشكل الامر ، اذا التبس ، فهو مشكل و مشكلة . ولكنا نحن نسقط الميم فتصير : شكلة . وهذا كثير في كلامنا . مسبحة تتحول عندنا الي سبحة وهكذا لا نابه لميم مفعلة نسقطها. لاحظت تسرب كلمة "خناقة " المصرية الينا شيئا فشئيا حتي علي مستوي بعض كتاب القصة .
-3-
نقول في كلامنا : لز ، يلز . اي دفع يدفع . في زحام المواصلات كثيرا ما نسمع : يا اخي ما تلز من فضلك !! قال المتنبي يصف احدي غارات سيف الدولة علي احدي القبائل :
فلزهم الطراد الي قتال * احد سلاحهم فيه الفرار مضوا متسابقي الاعضاء فيه * لأرؤسهم بارجلهم عثار
جاء في شرح المرصفاوي للبيت : لزه : دفعه . وجاء في شرح البرقوقي : لزه الي الشيئ : ألجاه اليه وأدناه منه . جاء في لسان العرب : " لز الشيء بالشيء يلزه لزا : ألزمه أياه . قال الليث : اللز ، لزوم الشيء بالشيء بمنزلة لزاز البيت ، وهي الخشبة يلز بها الباب ."
ونقول في كلامنا ايضا ، لزق ( بالكسر ) بمعني لصق او ملاصق : البيت لزق البيت . يقول صاحب اللسان : " لزق الشيء بالشيء يلزق لزوقا : كلصق وألتزق التزاقا . وألزقه ، كألصقه . وهذا لزق هذا ، اي لصيقه ، وقيل اي بجانبه .." !!!
ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا لك أخي عجب على هذه المحاولة البحثية المعرفية الجادة التي تفيد كثيرا وتمتع أكثر.. اعتقد من الأجدى لو عنونت البوست بـ"شعر المتنبي في اللهجة السودانية" لأن شعر المتنبي سابق للهجة السودانية وليس العكس، ولربما تأثر السودانيون - من فرط حبهم للمتنبي - بكثير من العبارات والمفردات التي استخدمها.. وهذه الملاحظة الشكلية لا تقلل من الجهد المقدر الذي قدمته ونشجعك على المواصلة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: محمد الأمين موسى)
|
اهلا بالاستاذ الاعلامي المحاضر بجامعات الامارات محمد الامين موسي اولا اهنيك ونهنيء نفسنا بانضمامك الي المنبر الحر وثانيا لا ازال اذكر مداخلتك الكاربة في محاضرة الموصلي بالنادي العربي بالشارقة حيث التقينا اول مرة . فقد كانت تعكس رؤية متماسكة ومؤسسة عن توجهات فن الغناء في السودان ثالثا اشكرك علي المرور والتعلق :
Quote: ولربما تأثر السودانيون - من فرط حبهم للمتنبي - بكثير من العبارات والمفردات التي استخدمها |
هذه المفردات استاذ محمد لم يستعرها السودانيون من شعر المتنبي وانما هي لهجتهم السودانية العربية وهي اقدم من شعر المتنبي بكثير . قدم العربية نفسها . وقد تاملت في اسباب ذلك فوجدت ان المتنبي من العراق . وهنالك تقارب بين لسان اهل العراق ولسان اهل السودان . هنالك كثير من الالفاظ المشتركة في الحقيقة . مثلا : اني (انا) وشنو والحلة (القرية )وقد وردت في شعر المتنبي سنتوقف عندها في هذا البوست - الجهال جمع جاهل : الاطفال او العيال الخ ..
ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: اشرف السر)
|
أخي عجب أجدد إعجابي بما كتبت وأهديك التحايا المرسلة.. لقد بدا لي وكأن العنوان يشير إلى أن المتنبي تأثر باللهجة السودانية.. وكنت أظن من الأصوب أن يرد العنوان في صيغة مقارنة بين بعض المفردات العبارات السودانية وبعض ما ورد في شعر المتنبي.. فالموضوع لا يتعلق باللهجة السودانية ولا بشعر لامتنبي، بل ببعض نقاط التلاقي في استخدام الغة العربية، وهذا شيء طبيعي وستجده عند كل الشعراء وكل من يتحدث اللغة العربية - سواء من السودان أو غيره - لابد من أن يلتقى مع الشعراء في استخدام اللغة العربية.. وكلهم لابد من أن يقتبسوا بعض المفردات والعبارات التي وردت في القرآن الكريم.. وعلى كل هذا الاختلاف - كما أشرت في مداخلتي السابقة - لا يمت إلى جوهر ما كتبت، وهو نابع من جهد مشكور بذلته أسأل الله أن يجزيك عنه خيرا، ويمتعك بالصحة حتى تواصل مثل هذه المقارنات العلمية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: محمد الأمين موسى)
|
اخي محمد الامين اجدد ترحيبي بك وفي انتظار مساهماتك النيرة الغرض من هذا البوست كما اشرت في البداية هو كسر حاجز الوهم الذي استقر في الاذهان جيلا بعد جيل ان هنالك الفاظ عربية فصحي واخري عربية عامية . بعد البحث والتامل والتدبر تبين لي ان هذا التصنبف علي مستوي الالفاظ غير حقيقي ولا يستند الي شيء فكل الفاظ اللغة فصيحة . ولا اريد ان اخوض اكثر من ذلك سارجيء التفاصيل للبوست الذي وعدت به القراء حول هذه القضية .
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
الأستاذ عجب الفيا تحياتي...
ما قرأته ويُنسب للبروفيسر عبدالله الطيب في شأن العامية السودانية واللغة العربية .. أنها أقرب اللهجات إلى الفُصحى.. وأن العربية هي ذاتها لهجات.. ومن هذه اللهجات تتنزل عاميتنا السودانية.. قرأت في ذات السياق أن جداد (دجاج) هي قلب الجيم دال والدال جيم كما في إحدى اللهجات العربية الفصحى القديمة.. وغيرها من الكلمات التي تنتج عن قلب الحروف...هذه المفارق بالتأكيد ليست صدفة لأن يحمل المتنبي بين جنبات شعره الكثير من الكلمات المشتركة ما دام الأصل واحد.. ومع احترامي للمبادرة الثرّة.. والملاحظة القيّمة.. اسمح لي بانتقاد صغير.. وهو أني لا أجد فضيلة في أن نجد كلمات عامية في شعر المتنبي مما يُنسب إلى عاميتنا.. وأرى فيه بحثاً مضنياً عن تأكيد تواصلنا العربي..
هذا ولك كل الاحترام والتقدير.. وأتمنى ألا أكون قد ضايقتك برأيي.. فهو رأي شخصي بحت..
بنت الحسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: مريم بنت الحسين)
|
Quote: ما قرأته ويُنسب للبروفيسر عبدالله الطيب في شأن العامية السودانية واللغة العربية .. أنها أقرب اللهجات إلى الفُصحى.. وأن العربية هي ذاتها لهجات.. ومن هذه اللهجات تتنزل عاميتنا السودانية. |
غرض البوست يا ام الحسين هو ازالة ذلك الوهم بان هنالك كلمات عربية فصحي واخري عامية . ان عبد الله الطيب مكانته معروفة عند الجميع ولكن ما يقول به ليس خاتمة المطاف وهو لم يغلق باب الاجتهاد في الدراسات اللغوية . واذا كان قد قال ان عاميتنا هي اقرب اللهجات الي اللغة الفصحي فانا اقول هذه العبارة غير دقيقة . والصحيح ان نقول ان كلماتنا ( العامية ) هي ذاتها الكلمات الفصحي نفسها .
Quote: ومع احترامي للمبادرة الثرّة.. والملاحظة القيّمة.. اسمح لي بانتقاد صغير.. وهو أني لا أجد فضيلة في أن نجد كلمات عامية في شعر المتنبي مما يُنسب إلى عاميتنا.. وأرى فيه بحثاً مضنياً عن تأكيد تواصلنا العربي..
|
عندما تقولين عاميتنا السودانية ماذا تقصدين بعامية يا ام الحسين ؟؟؟! ومتي تكون الكلمة عامية ومتي تكون فصيحة وما هو المعيار الذي يحدد ذلك . هذه هي القضية !! الكلمات التي استعملها المتنبي ليست عامية بالمعيار التقليدي لهذا التصنيف . اذن انت في حاجة الي وقفة لتحديد مصطلح فصيح وعامي . بالنسبة لي كما سبقت ان ذكرت هذا التقسيم وهمي . وهذا هو الغرض من البوست . وليس الغرض بحث عن اثباتات عن عروبتنا هذا موضوع مفروغ منه وانا في تصالح تام مع انتمائي العربي الافريقي ولا ابحث عمن يمحني شهادات وصكوك عليه . بعد كل هذا التوضيح اذا كان رايك الشخصي هو ان هذا المجهود لا فائدة منه . فانا لا اري ذلك .
وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
أخي الأستاذ عجب الفيا ، لا عجب أبدأ أن نتفيأ ظلال هذا البحث القيم ..
ما دمت كاتبه ..
كنت دائماً أود لو أن باحثاً مثلك أفرد بحثاً في (العامية) السودانية .. وها أنت
ذا تبشرنا بذلك ..
ربطك بين (عامية) أهل السودان وعامية أهل العراق .. أصبت فيه تماماً ..
وإن كنت أظن أن التقسيم(المزعوم) الذي ذكرته بين العامية والفصحى سببه أن
هناك الكثير والكثير جداً من المفردات العامية هنا وهناك وفدت إلينا من لغات
أخرى غير عربية .. بعضها آسيوي وبعضها أفريقي ..
ولك ودي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: عبد الباقي الجيلي)
|
الاخ الاستاذ عبد الباقي الجيلي يا اهلا وسهلا وانا جد شاكر ومقدر لك علي هذا الثناء الطيب ،
Quote: وإن كنت أظن أن التقسيم(المزعوم) الذي ذكرته بين العامية والفصحى سببه أن
هناك الكثير والكثير جداً من المفردات العامية هنا وهناك وفدت إلينا من لغات
أخرى غير عربية .. بعضها آسيوي وبعضها أفريقي |
انا افضل استعمال لهجة علي كلمة (عامية) لان عامية كلمة سالبة ولا تعكس الحقيقة . فما نسميه عامي هو في الحقيقة فصيح .ويستند تعبير اللغة العامية الي تقسيم الناس الي عامة وخاصة .الخاصة هم عيلة القوم والعامة هم عامة الناس . وهذا التقسيم يفترض ان العامية هي التي يتحدثها عامة الناس والفصحي هي التي يتحدثها الخاصة . وهذا مجرد افتراض ولا وجود له علي ارض الواقع .كما سنفصل ذلك فيما بعد . اما دخول مفرادات اجنبية الي اللغة العربية فلا يجعل من المفردة الدخيلة عامية حسب التقسيم التقليدي بدليل ان القرآن استعمل كثير من المفردات الاجنبية من النبطية والسريانية والعبرية والحبشية ولم توصف هذه المفردات بانها عامية .لان هذه الكلمات استعربت وصارت (فصيحة) وانا هنا اجاري فقط التقسيم القديم من اجل التوضيح .
وسوف نواصل ايراد المزيد فابقي معنا ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: عبد الباقي الجيلي)
|
الأخ العزيز عبد المنعم التحايا وكثير الأشواق ومرة أخرى ألف مبروك. جعله الله قرانا ميمونا. ما تقوم به من بحث في هذه الوجهة، أمر في غاية الأهمية. الفضاء الغوي العربي ربما يكون الفضاء اللغوي الوحيد في العالم حيث يتكلم الناس خلافا لما يكتبون. ولا أدري كيف نشأت هذه الظاهرة. وهذا في حد ذاته مبحث كبير ومهم. هذه القسمة بين اللغة المكتوبة واللغة المتحدثة أفقر اللغة العربية إفقارا كبيرا. ولكي يتم إثراء هذه اللغة ويتم توسيع أوانيها لابد من مراجعة الإقصاء الصفوي للغات العامية. ولأمر ما أصر الطيب صالح على استخدام العامية في رواياته، ودافع عنه أمام من جأروا بالشكوى من ذلك من الأدباء العرب، وخاصة الشوام. وفعل مثله الروائي التونسي محمود المسعدي، في روايته "الدفلة في عراجينها" التي قدم لها الطيب صالح. أيضا أخرج الأستاذ محمود محمد طه محاضراته التي جرت بلغة الكلام في كتيبات. ولا أدري إن كان سيجيء يوم تنتهي فيه، أو ـ على الأقل ـ تقل فيه الشقة بين الفصيح وبين العامي. فالعامي ليس سوى فصيح خرج على القالب. أحيانا كثيرا أجد العامية أوسع بالنسبة لي في التعبير عن بعض من دقيق الأفكار. غير أن العامية لا تزال غير مقبولة. أرجو أن أرى وجهة بحثك متجاوزة لمجرد إثبات أن عامية السودان هي فصحى في حقيقة الأمر إلى القضية الجوهرية في ردم الهوة الفاصلة بين ما يسمى "فصيح" وما يسمى "دارجي" أو "عامي". أسمع منك وأعود.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
استاذي واخي النور حمد يا لسعادتي بهذه الطلة التي افتقدناها كثيرا والتي ارجو ان تتواصل .
Quote: الفضاء الغوي العربي ربما يكون الفضاء اللغوي الوحيد في العالم حيث يتكلم الناس خلافا لما يكتبون. ولا أدري كيف نشأت هذه الظاهرة. وهذا في حد ذاته مبحث كبير ومهم. هذه القسمة بين اللغة المكتوبة واللغة المتحدثة أفقر اللغة العربية إفقارا كبيرا. ولكي يتم إثراء هذه اللغة ويتم توسيع أوانيها لابد من مراجعة الإقصاء الصفوي للغات العامية. |
اتفق معك تماما استاذي في هذه الملاحظات الثاقبة .وقد سبق الي ان اشرت في احدي مقالاتي عن اللهجة السودانية ان تجاهل اللهجات افقر اللغة العربية افقارا كبيرا لان هذه اللغة الفصحي ما هي الا هذه اللهجات منها تشكلت . يظن كثيرا من الناس ان الناس في العصر الجاهلي والعصر الاسلامي كانوا يتحدثون بلغة الكتابة وهذا خطا فقد كانوا يتحدثون مثلما نتحدث وكانت لهم لهجات شتي . انا ازعم ان هذا الاقصاء للغة الكلام يتم في احيان كثيرة بطريقة غير واعية لاسباب تتعلق بهذا التقسيم الوهم لالفاظ اللغة الي فصيح وعامي خذ مثلا هذه الكلمات :
ماعون (اناء ) - نعلين ( حذاء ) - نبز (سب ) - سوي ( انجز ، عمل ) ) ، - قد (ثغر )
هذه الكلمات نستعملها في كلامنا ولا نكتبها . لماذا هل لانها عامية ؟ ولكنها وردت في القران الكريم علي اية حال وبالتالي يصعب ان نقول عنها عامية . اذن لماذا لا نستعملها في لغة الكتابة ؟! ما المانع من ذلك ؟ لا شيء في نظري سوي ذلك الوهم .
Quote: ولا أدري إن كان سيجيء يوم تنتهي فيه، أو ـ على الأقل ـ تقل فيه الشقة بين الفصيح وبين العامي. فالعامي ليس سوى فصيح خرج على القالب. أحيانا كثيرا أجد العامية أوسع بالنسبة لي في التعبير عن بعض من دقيق الأفكار. غير أن العامية لا تزال غير مقبولة. |
علي مستوي المفردات اقول ان الاستعمال هو الذي يزيل الحاجز المصطنع بين لغة الكلام ولغة الكتابة . خذ الشواهد التي اوردنا عن المتنبي : عياء . لماذا نصر علي استعمال كلمة( مرض) في لغة الكتابة ونقصي كلمة عياء ومشتقاتها . لاحظ كيف اقصي الاستعمال الاعلامي كلمة بيت واحل مكانها كلمة منزل. حتي بدا البعض يتجنب استعمال كلمة بيت في المخاطبات الرسمية ولغة الكتابة ظنا ان منزل هي (الافصح ) وهذا وهم . علي مستوي التراكيب النحوية والصرفية الامر اكثر تعقيدا ويحتاج لوقت اطول . وربما يكون لي مبحث اخر عن العوامل التي ادت الي نشؤ النحو واعطته هذه السطوة المنيعة .
عظيم تقديري وامتناني وارجو ان تبقي معنا فمثل هذه المباحث تحتاج الي مثل اراءكم وافكاركم المسنتيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Abdulgadir Dongos)
|
اهلا بالاخ Abdulgadir Dongos تقول :
Quote: رغم الأعتراف بالتنوع الثقافي واللغوي والأثني، أراك تحتكر الحديث بأسم "أهل السودان" راميا بموروثهم في سلة المهملات.
|
هذا البحث يا اخي ينتمي الي ما يسمي علم اللغويات lingiustics وهنالك في اللغة ما يعرف بالمجاز المرسل . ومنه ان تطلق الكل وانت تريد الجزء . عندما قال القرآن " الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم ". الناس الاولي هنا لا تعني كل الناس علي ظهر البسيطة والناس الثانية كذلك لا تعني كل اهل الحجاز وجزيرة العرب بل تعني اؤلئك الاعراب الذيت تجمعوا في غزوة الاحزاب حول المدينة . وقياسا علي ذلك عندما قلت أهل السودان اقصد الذين يتحدثون العربية من اهل السودان . . وليس كل اهل السودان الذين يتحدثون العربية يتحدثونها كلغة ام . لذا يمكنك القول ان كل اهل السودان يتحدثون اللهجة السودانية . فعربي جوبا لهجة سودانية . لذلك لا يوجد مبرر يجعلك تفهم من كلامي انني اقصد اقصاء اللهجات الافريقية غير العربية .
Quote: علمنا عن خلفيتك القانونية، أرجو أن تتوخي العدل أستاذ العجب. لأجل المحافظة علي تراث عروبتك ، لا تدع قلمك يتطاول علي حقوق آخرين يشاركونك هذا السودان. |
وهل العدل والانصاف لا يكون الا بتجفيف منابع الثقافة العربية واقصاء اللغة العربية واحلال لغة افريقية اخري محلها ؟ اذن ما الفرق بينك وبين الجنجويد الذين يودون القضاء علي الوجود الافريقي في دافور ؟؟! كما قلت لك هذا بحث اكاديمي لغوي حول ظاهرة تقسيم اللغة العربية الي فصيح وعامي ، فاين مصادرة حقوق الاخرين هنا ؟
Quote: ان كنت تري في المتنبي عصاميا، مازال فينا "أهل السودان" من يرسل اللعنات الي قبره لأنا مانزال نكتوي من العنصرية التي أورثها.
|
وهذه هي المصيبة : دائما نطعن في ظل الفيل ! هل العنصرية اورثكم اياه المتنبي ؟؟ المتنبي قال في لحظة غضب : لا تشتري العبد الا والعصي معه ، فهل نحن عبيد ؟؟ وهل سبب العنصرية هو هذا البيت ام نظام الرق الذي كان سائدا منذ فجر البشرية لغاية دخول الانجليز السودان في مطالع القرن الماضي . وما الفرق بين اللعنات التي توجها للمتنبي وحملات الابادة الجماعية التي اتي بها الجنجويد في دارفور ؟ فلو كان المتنبي حيا لفعلت به ما فعل الجنجويد . فهل هذا ما تدعونا اليه .
| |
|
|
|
|
|
|
مزيد من الشواهد (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ العزيز انور الطيب اليك والي الاصدقاء والقراء الكرام مزيد من الشواهد :
نقول في كلامنا قد بالفتح بمعني ثغر او خرم او شق او فتق . ولكن لا نستعمل هذه الكلمة في لغة الكتابة والمخاطبات الرسمية ظنا من انها (عامية ) ولكن كما هو معروف ان الكلمة وردت في القران الكريم : " ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين "- يوسف - الآية 26 ، 27 كما وردت الكلمة في شعر المتنبي :
أيا خدد الله ورد الخدود * وقد قدود الحسان القدود
يدعو علي خدود الحسان وقاماتهن اللدنة التي اسهرته واضنته ، بالتشقق واليباس !! والبيت به جناس او مجانسة بين القد ،بالفتح ، بمعني القامة وقد بالفتح ايضا ، بمعني شق يشق او فتق يفتق او خرم يخرم او ثقب يثقب .
اما القد بالكسر ، في اللهجة السودانية جلد البقر يشقق في شكل سيور وتنسج به العناقريب ويستعمل في اغراض اخري كثيرة كالشد والربط . يقول المتنبي في هذا المعني :
وغيظ علي الايام كالنار في الحشا * ولكنه غيظ الاسير علي القد
يقول المصطاوي في شرح البيت : القد : سير من الجلد. ويقول البرقوقي : القد، سير يشد به الاسير . وردت ايضا في شعر طرفة بن العبد : وخد كقرطاس الشامي ومشفر * كسبت اليماني قده لم يجرد ومن القد ، بالكسر ، جاءت القديد وهو الشرموط في كلامنا.
فهيا بنا الي فك الاقواس (العامية) عن كلمة قد بمختلف معانيها .
ونواصل ايراد المزيد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
يا سلام يا فيّا علي الإمتاع و الإفادة التي ترفد بها هذا المنتدي.. لك التحايا والتقدير. فكرة الفصل بين "اللغة الفصحي" و"اللغة العامية" فكرة مزعجه و مربكه . الغريب في الأمر أن أمر الفصام الذي نعيشه بين لغة نتحدثها و لغة نكتب بها غير غائب عن أذهان كثيرين و بعضهم مختصون و في مواقع تسمح لهم بإتخاذ تدابير فاعله في إتجاه إزالة هذا الفصام، و لم يفعلوا! أعتقد أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد النوايا الطيبه خصوصا و أن خطوة كهذه ستضع الأمور في نصابها، من حيث التعامل مع اللغة بوصفهاقابله للتطور و التغير و النمو. ما نسميه "اللغة العربية الفصحي" هو لغة العرب في لحظة تاريخية معينه، كان واردا أن تمر كغيرها من اللحظات. لكن التاريخ توقف عندها لأسباب عديدة بعضها شائك ليس المجال لمناقشته هنا. هذا يعني أن هذه اللغة "الفصحي" هي نفسها نتيجة قانون التطور والنمو هذا. إشكال اللغة كتب عنه أنتونيو قرامشي، في وضعية مشابهه. فهو تناول علاقة جنوب إيطاليا بشمالها، و قد أثار هذه القضيه حيث عمدت بعض اللهجات في الشمال المتقدم إلي إقصاء لهجات من مناطق أخري من إيطاليا وحلت فيها مفردات مكان أخري. قرامشي أطلق مسمي اللغة المعياريه علي ما نسميه نحن اللغة الفصحي. و قد تناول القضية وفق منظور جدلي يقوم علي إستيعاب عميق للقواعد التي يعمل بها مفهوم الهيمنة الثقافيه. مايفيد في تجربة قرامشي هنا هو تعامله مع اللغة المعياريه بوصفها تمثل المنتج الثقافي الأكثر سطوعا لمجتمع معين في مرحلة معينه. و من خلالها إستطاع أن يعري نقاط الخلل في معادلة المركز والهامش بين شمال إيطاليا و جنوبها. في تقديري أن التمسك باللغة العربيه" الفصحي" دافعه الخوف من المجهول، فهو يستبطن فكرة الخوف من الجديد. ولكن هذه الدعوة لحماية اللغة أشبه بحماية كائن حي بوضعه في صندوق مقفل ينعدم فيه الهواء. أتفق معك إلي حد كبير حول عدمية التقسيم بين لغة عامية و اخري فصحي، ولكن قبل ذلك يجب نزع فكرة اللغة ككيان جامد من أذهان الناس فهذا أمر وهمي و لا وجود له.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Samau'al Abusin)
|
شكرا علي هذه المداخلة الثمينة يا سمؤال اشارتك الي قرامشي مهمة جدا ويا ريت لو كل المثقفين الرادكاليين عندنا زي قرامشي مسالة خلق وعي تاريخي جدلي بتطور اللغة لا غني عنها كشرط لغرس اي مفاهيم جذرية في هذا السياق . ولكن الجديد في هذا الطرح ليس كون انه لم يتم استيعاب ما طرأ من مفردات جديدة بحجة كونها عامية وانما الجديد في هذا الطرح مسآءلة المنجز اللغوي الذي توقفت عنده حركة التدوين في القرن الرابع الهجري نفسه ، عن تقسيم الفاظ اللغة الي فصيح وعامي . وانا زعيم بان هذه المسآءلة لم يسبقني اليها احد . فكل الذين كتبوا في هذا السياق انطلقوا من حقيقة مسلم بانها وهي ان هنالك الفاظ فصيحة واخري عامية . ومثال علي ذلك الدكتور عون الشريف في (قاموس العامية السودانية ) فهو رغم حديثه عن فصاحة بعض الفاظ العامية الا انه لم يتجاوز ذلك الي البحث في جدوي هذا التقسيم وحقيقته .الا ان الجهد الذي بذله في هذا المجال جهد مقدر ومحمود ومهم جدا ورائد .
وفي انتظار المزيد من الاضاءات يا سمؤال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ونجاة بجاوية ! (Re: هاشم نوريت)
|
Quote: خايف نطلع اصحاب لغة افصح من فصاحة المتنبئ. |
ما بعيد يا نوريت .غايتو امسكوا الخشب . بالمناسبة ورد في شعر المتنبي ذكر اهلنا البجة والتغني بجودة نوقهم ، يقول :
وكل نجاة بجاوية * خنوف وما بي حسن المشي
جاء في شرح البرقوقي : " النجاة الناقة السريعة ، وبجاوية منسوبة الي بجاوة وهي ارض من بجاوية تعرف نوقها بالسرعة وقيل قبيلة من البربر تنسب اليها هذه النوق .قال الطرماح : بجاوية لم تستدر حول مثبر * ولم يتخون درها ضب آفن قالوا : وكان اهل بجاوة هذه يتطاردون علي النوق في الحرب وغيرها وكانت النوق تنعطف معهم كيفما ارادوا ، فاذا وقعت الحربة في رمية عطف الناقة اليها فاخذها ، وان وقعت في غير رمية عطفها اليها فاخذها فكانت نوقهم تنعطف معهم حيث ارادوا . حكي ابن جني عن المتنبي قال : يرمي الرجل من اهل بجاوة بالحربة فاذا وقعت في الرمية طار الجمل اليها حتي ياخذها صاحبها. " - انتهي .
اها رايك شنو يا نوريت ؟
واغلب الظن ان المتنبي تعرف علي النوق البجاوية وهو في مصر في كنف كافور . وقد قال القصيدة التي ورد فيها البيت اعلاه في هجاء كافور بالكوفة بعد هروبه من مصر. وقد لفت نظري ايراد البرقوقي لبيت الطرماح الذي ذكر فيه ايضا النوق البجاوية . والطرماح بن حكيم هذا شاعر من شعراء العصر الاسلامي . وهذا ان دل انما يدل علي العلاقة بين شرق السودان وحزيرة العرب قديمة تعود الي ما قبل الفتوحات وهذا يقودنا الي قصة الهجرة الي الحبشة ولكن هذا حديث آخر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ونجاة بجاوية ! (Re: هاشم نوريت)
|
شكرا الاخ هاشم علي هذه المعلومات القيمة عن البجة وعلاقتهم التاريخية بجيرانهم. عن علاقة البجة بالهند قرات في تاريخ الحبشة ان ملك الحبشة في التاريخ القديم (خمسمائة سنة قبل الاسلام) كان يسمي "ملك الهند والحبشة "اذ كان يسيطر علي منطقة البحر الاحمر والقرن الافريقي حتي اليمن .وعلمت ان هنالك شبه بين لغة الارومو الاثيوبية(غير سامية ) واللغات الهندية . اما كلمة يم بمعني بحر ، موجودة في العربية والحبشية (الجعزية والتقرية ) والعبرية وسائر اللغات السامية. وذلك علي الرغم من ان البجاوية لا تصنف ضمن اللغات السامية الا ان قربهم وتداخلهم مع شمال الحبشة السامي والحجاز اكسب لغتهم بعضا من الملامح السامية . ولنترك كلمة " يم" او بحر تعود بنا الي الي موضوع اللهجة السودنية في شعر المتنبي حتي لا ياخذنا الحديث في هذه المواضيع الشيقة بعيدا . مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ونجاة بجاوية ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الفاضل عجب تحايا واحترام مره اخرى الف مبروك الزواج وان شاء الله بيت مال وعيال يا رب ربنا يظللكم بالسعاده والفرح..
بوست جدا قيم وسردك ممتع مع شرحك الوافى والكافى .. بصراحه كنت حريصة دائما وبتمنى اجد من يكتب ويحلل عن لهجتنا السودانيه البسيطه لكن ما متخيله اجد من يكتب عنه مثلك الان..( ما خليت شىء ما شاء الله .. ربنا يحفظك ) بالنسبه لتشابه اللهجه بينا وبين شعب العراق .. فعلا ملحوظ وواضح جدا .. ولاحظت ايضا مع مواطنى جده والمدينه المنوره .. تحديدا جده .. لهجتم قريبه جدا مننا فى احدى المرات التقيت باخت زميله عمانيه اصلها الحقيقى (بلوشى) من المناطق التى تنسب لبلوشستان او ايران تستعمل كثيرا كلمة (حزه ) مثلا فى ديك الحزه حصل ... الخ .. والكلمه دى تحديدا بستعملوها حبوباتنا كثير جدا بمعنى دقيق للحظه او الهنيهه.. لك شكرى وتقديرى .. وواصل ونحن متابعين معك .. اسماء الجنيد ... مسقط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأمات والنسوان ! (Re: Agab Alfaya)
|
شكرا الاخت الاستاذة اسماء الجنيد علي الاطلالة وعلي التهنئة وتحياتي لكل ناس مسقط الحلوين وكتر خيرك وبارك الله فيك ونسال الله ان يوفق الجميع لما فيه خير الناس صحيح هنالك تشابه بين لهجة اهل الحجاز واللهجة السودانية وكان الدكتور عبدالله الطيب كثيرا ما يتحدث عن ذلك .ربما نتحدث عن بعض الظواهر المشتركة مستقبلا .
في حديث للطيب صالح كان اللهجة السودانية اشار فيه الي ورود كلمة : "أمات " في شعر المتنبي حيث جاء :
Quote: وقد قال المتنبي يصف الخيل :
العارفين بها كما عرفتهم والراكبين جدودهم أماتها
ونحن نقول ( أمات ) ولا نقول ( أمهات ) . وقد قال الشاعر السوداني :
يا طير أن مشيت سلم على الأمات وقول ليهن وليدكن في الحياة ما مات
|
اضافة الي البيت الذي ذكره الطيب صالح وردت كلمة أمات عند المتنبي ببيت اخر :
تظن فراخ الفتخ انك زرتها * باماتها وهي العتاق الصلادم
يقول صاحب لسان العرب - ابن منظور : الجمع من أم ، أمات وأمهات بزيادة هاء . واضاف : " وقال بعضهم : الامهات فيمن يعقل ، والامات بغير هاء فيمن لا يعقل ، فالامهات للناس والامات للبهائم . " ولكنه اورد عددا من الشواهد الشعرية تخالف هذه القاعدة ومنها بيت شعر لذي الرمة حيث استعمل امهات لغير العاقل ، مما يدل علي ان هذا التفريق لا اساس له . وانا اري ان الامر لا يعدو اختلاف لهجات . بعض العرب كانت تجمع أم علي أمهات وبعضهم كان يجمعها علي أمات . وقد استعمل القرآن ، أمهات ، ولم يستعمل أمات : " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم واخواتكم .." - النساء 23 " الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم ان أمهاتهم الا اللائي ولدنهم .." - المجادلة 2 وليس كل اهل السودان يقولون امات كما اشار الطيب صالح .ففي كردفان مثلا يقولون امهات في جمع الام وابهات في جمع الاب .
-2- لا ننظر الي كلمة نسوان كونها عامية فقط بل كونها ايضا ذات دلالة سالبة في وصف جنس النساء ولكن علينا بعد ان نفك عنها الاقواس ان نحررها ايضا من هذه الدلالات السالبة لتغرد حرة طليقة . نسوان مثلها مثل نسوة ونساء ، لا فرق . ففي كل المعاجم ، جمع أمراة هو : نسوة ، نساء ونسوان . وقد وردت في شعر المتنبي في قصيدة يمدح فيها سيف الدولة :
تخليهم النسوان غير فوارك * وهم خلوا النسوان غير طوالق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأمات والنسوان ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الفاضل/ عجب الفيا
Quote: واغلب الظن ان المتنبي تعرف علي النوق البجاوية وهو في مصر في كنف كافور . وقد قال القصيدة التي ورد فيها البيت اعلاه في هجاء كافور بالكوفة بعد هروبه من مصر.
|
ذهب بعض الشراح، ومن بينهم الاستاذ/ الطيب صالح، الى ان الناقة البجاوية التي وردت في
البيت المذكور كان قد امتطاها المتنبي بعد هروبه من مصر ومروره بديار (البجة) في
السودان في طريقه الى موطنه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأمات والنسوان ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
اهلا الاخ حيدر علي مرحبا بك في المنبر الحر وشكرا علي المرور والمداخلة ويبدو لي الان ان فكرة هروب المتنبي جنوبا عبر شرق السودان ثم البحر الاحمر وجيهة لان كافور كان مسيطرا علي فلسطين والشام واي محاولة للهروب عبر صحراء سيناء ستكون فاشلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شينة وسمحة (Re: Agab Alfaya)
|
يقول اهل السودان في كلامهم شين وشينة للقبيح والقبيحة . ولم اسمعها في كلام غيرهم . ولكنهم لا يكتبونها توهما منهم انها ليست من لغة الكتابة ، علما بانهم يستعملون مشتقاتها في الكتابة : مشين مشينة ، مثل : فعل مشين وظاهرة مشينة . ويقال في القانون اشانة سمعة .
جاء في لسان العرب في معاني كلمة شين : " الشين معروف خلاف الزين : شانه يشينه شينا . قال ابو منصور : والعرب تقول وجه فلان زين اي حسن ذو زين ، ووجه فلان شين اي قبيح ذو شين ... والشين ( ايضا ) العيب .." ما اروده ابن منظور في اللسان من معاني لكلمة شين هو بالضبط ما عليه اهل السودان . السمح والشين . فلان ما بسوي الشين ، يعني العيب .
وقد استعمل المتنبي لفظ شين في هذا المعني السوداني في قوله :
وليس مصيرهن اليك شينا * ولا في صونهن لديك عاب
وحيث ان الشيء بالشيء يذكر فانه عندنا كلمة سمح وسمحة بمعني جميل وجميلة اظنها من الكلمات العربية التي لا وجود في هذا المعني الا عند اهل السودان . فالسماحة في المعجم : الجود والكرم والسخاء . رجل سمح وامراة سمحة . والاسماح والمسامحة والتسامح : التساهل واليسر ومنه جاء تعبير الشريعة السمحة . وهي ايضا اللطف والظرف . وعندي ان السماح في لسان اهل السودان ، اشمل وارحب من لفظ الجمال ، فكأن المرأة السمحة عندنا ليست جميلة وحسب بل ان جمالها فاض وسخي عليها حتي شمل كل خصالها . فهي لطيفة وظريفة واريحية وجميلة فهي سمحة . يعني ما سماح جمل طين ساي ! وسمح عندنا في معني جميل لطيف ظريف ، تقابل زين عند اهل الخليج ومليح عند اهل الشام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شينة وسمحة (Re: Agab Alfaya)
|
الأخ الحبيب و الأستاذ فيا .
شكراً ليك وانت مالي هدوم المنبر ..
في سنة 74 تم اعتماد اللغة العربية في المنظمات الدولية كلغة رقم ستة _الأنجليزي والفرنسي والاسباني والروسي والصيني - وكان ده جهد من السعودية ومصر . لم بداء السماح بها اصبح مندوبي السعودية ومصر يتحدثون بلهجاتهم في غياهب المنظمات . وكان الهدف من كدة محاولة قيادة قطر الأمة العربيةمن قضيب المنظمات الدولية بقاطرة اللغة ولولا خطاب عرفات المشهور - بجئتكم وغصن الزيتون بيدي - والذي كان بالـ (الفصحى) والذي قلب الطاولة على اللهجات المصرية والسعوديةلما كان فيه من شحنات عاطفية مركزة والذي اوتوماتيكياً أسس للفصحى لتكون السلك الموصل جيد جداً لفهم القومية العربية، لكان اللغة الرسمية او الفصحي هي السعودية أو المصرية ولكانت بما يسمى بالفصحي تحولت من البترينة الي الأرشيف . من هنا يمكن ملاحظة انو الفصحي ليست كائن مقدس كما يلاحظ ان تمكين لهجة على أخرى تدخل فيه المواصفات العادية للقوة . سياسة واقتصاد وثقافة . وأشياء مادية ملموسة. ولو أننا في السودان قادرين على توصيل لهجتنا بتكنيك حديث وامكانيات عالية .
كل الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شينة وسمحة (Re: mutwakil toum)
|
Quote: كما يلاحظ ان تمكين لهجة على أخرى تدخل فيه المواصفات العادية للقوة . سياسة واقتصاد وثقافة . وأشياء مادية ملموسة. ولو أننا في السودان قادرين على توصيل لهجتنا بتكنيك حديث وامكانيات عالية .
|
اتفق معك تماما يا متوكل ، اي لغة واي لهجة تسود بسيادة اهلها تقافيا واقتصاديا وماديا . اللهجة المصرية سادت بفضل سيطرة مصر علي الاعلام وريادتها في السينما والصحافة وامور اخري كثيرة . يبدو انه قد جاء الان دور اللهجة اللبنانية بفضل انتشار مذيعاتها الحسناوات في الفضاء الاعلامي . نحن شعب مقموع لذلك لا عجب ان قلدنا ثقافة ولهجة القامع . ولتكن هذه المحاولات من باب اضعف الايمان .
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شينة وسمحة (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ/عجب الفيا
(عن اللهجة السودانية في شعر المتنبي او العكس)
يقول أبو الطيب المتنبي:
يقول لى الطبيب أكلت شيئا وداؤك فى شرابك والطعام
وما فى طبه أنى جواد اضر بجسمه طول الجمام.
أطلق رابح فضل الله السوداني اسم (انجمينا)كعاصمة للمملكة التي اسسها وكانت تمتد في
مناطق من تشاد والكميرون والنيجر وهى كلمة عربية معناها استرحنا ومشتقة من الجمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شينة وسمحة (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاخ حيدر تحياتي
Quote: يقول أبو الطيب المتنبي:
يقول لى الطبيب أكلت شيئا وداؤك فى شرابك والطعام
وما فى طبه أنى جواد اضر بجسمه طول الجمام.
|
اهلنا بقولوا يا حيدر : القلوب شواهد ، لقد سبقتني الي ذلك بقليل فقد كانت هذه في قائمة الكلمات التي رصدتها في شعر المتنبي وقد كنت علي وشك الحديث عنها . والجمام هنا: الاستجمام . من استجم يستجم استجماما فهو مستجم . نحن نقول في كلامنا : ينجم وانجم وتنجم وهو منجم . والمعني ان المتنبي يقول ان الذي امرضه الاستجمام والقعود وليس تلوث الاكل والشراب .
Quote: أطلق رابح فضل الله السوداني اسم (انجمينا)كعاصمة للمملكة التي اسسها وكانت تمتد في مناطق من تشاد والكميرون والنيجر وهى كلمة عربية معناها استرحنا ومشتقة من الجمام
|
كم يا تري من اعضاء المنبر هنا يعرف رابح الزبير ؟ ارجو يا حيدر ان تفرد بوستا خاصا بالتعريف بهذا السوداني الذي اسس دولة تشاد الحديثة .
-2-
الذين يعرفون الابار الجوفية والعد والمشيش يعرفون كلمة جم او جمام - بفتح الحاء وتشديد الميم - . عندما يغيض ماء البير تترك لمدة حتي يجم ماؤها من جديد اي يزداد . يقولون : البير جمت . والبير التي لا تجم تهجر . وقد ورد هذا المعني في قول المتنبي مادحا سيف الدولة :
فلا غيضت بحارك يا جموما * علي علل الغائب والدخال
جاء في شرح المصطاوي للبيت: الجموم ،الذي يزداد ماؤه حين بعد حين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بحر النيل (Re: Agab Alfaya)
|
بحر النيل وبحر ازرق وبحر ابيض . بحر الجبل وبحر الزراف . هكذا كان السودانيون يسمون الانهار التي تجري في ارضهم . كل نهر عندهم بحر . تعظيما لنعمة الله . اما البحر الاحمر فهو " البحر المالح " . وتسمية النهر بحر يتوافق مع لغة القرآن وما ورد بالمعجم . يقول تعالي في سورة الرحمن : " مرج البحريين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " - الاية 19،20 وفسر البحرين بانهما العذب والمالح في قوله : " وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا " الفرقان - الاية 53 وهو كذلك في سائر الشعر العربي . يقول المتنبي في ذلك :
قواصد كافور توارك غيره * ومن قصد البحر استقل السواقيا
السواقي كما جاء في الشروحات : " الانهار الصغيرة " والجداول . والبحر هو النهر الكبير .والمعني ان كافور هو البحر وما عداه من الملوك مجرد جداول ومداخل الي البحر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بحر النيل (Re: Agab Alfaya)
|
...
أجمل التحايا لك أستاذنا عجب الفيا،.. والتقدير أصدقه لجهدك في هذا البوست ومباركتنا لك على فرحة الزواج السالف وفرحتنا الحاضرة بهذا البوست، أتابعك بكل حب،.. وكن بخير، أبداً بخير،... رغبتُ في استفسارك عمَّا تعنيه بهذه الفقرة:
Quote: غرض البوست يا ام الحسين هو ازالة ذلك الوهم بان هنالك كلمات عربية فصحي واخري عامية . ان عبد الله الطيب مكانته معروفة عند الجميع ولكن ما يقول به ليس خاتمة المطاف وهو لم يغلق باب الاجتهاد في الدراسات اللغوية . واذا كان قد قال ان عاميتنا هي اقرب اللهجات الي اللغة الفصحي فانا اقول هذه العبارة غير دقيقة . والصحيح ان نقول ان كلماتنا ( العامية ) هي ذاتها الكلمات الفصحي نفسها . |
عن حق لم أفهم ما الذي تعنيه، هل تعني رفضك للمصطلح "عامي" و"فصيح" بمعنى إحلال مفردتين أُخريين كـ"دارج" و"فصيح" كما اقترح علمنا الراحل عبد الله الطيب؟ أم تعني أن لك تعريفات أخرى لنَفْس المصطلح؟ أم تقصد أنَّك لا تؤمن بأنَّ هناك كلمات عامية وفصيحة من أساسه، وأنَّك تؤمن بأنَّ كل "كلماتنا" –العربية، هي كلمات فصيحة؟ ومن هنا سأشتق سؤالاً آخر، هو "هل الموضوع يقتصر على "الكلمات" أي المفردات، أم يتجه نحو اللغة نفسها، في كامل أبنيتها الصياغية والنحوية والدلالية؟ هي محاولة مني لمشاركة معك في هذا البوست الجميل، ودفعتُ بهذه الأسئلة أمامي كي لا أدخل من جهة خاطئة،.. كن بخير، أبداً بخير،..
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
لك محبتي ايها الولد الشقي محسن خالد نورت البوست وزدت من رصيده بشعبيتك الكبيرة والف مرحب بمساهماتك بالامس كنا في سيرتك مع الاخ الشيخ عووضة بمعرض الشارقة للكتاب كنت اتصفح رواية كلب السجان : قال لي تصور الكتاب دا صادوا مني كله في معرض الخرطوم . قلت ليهم مالوا الكتاب دا . واحد منهم قال لي انت ما قريتو؟ قلت ليهو فيهو شنو؟ قال لي دا ياخي بقول : " في مراة صلبها كبير ...." !!
اما بخصوص استفساراتك فحديتي كما اوضحت في البداية وفي عدد من المداخلات ، علي مستوي الكلمات وليس علي مستوي التراكيب النحوية والصرفية. لا شك علي مستوي الصيغ والتراكيب النحوية والصرفية هنالك اختلاف واضح بين لغة الكتابة ولغة الكلام . انا افضل استعمال مصطلح لغة الكتابة ولغة الكلام علي مصطلحي فصيح وعامي . لماذا ؟ لان كل لغة فصيحة، سواء لغة كلام ام لغة كتابة . فالفصاحة هي الابانة والوضوح . عندما تصف لغة الكتابة بالفصاحة ولغة الكلام الدارج بالعامية كانك تنفي الفصاحة عن لغة الكلام . ثم ان لغة الكلام الدارج لا يتحدثها العامة فقط . اضافة الي ذلك تقسيم الكلمات الي فصيح وعامي تقسيم متاخر نسيبا . لو رجعت الي امهات المعاجم مثل تهذيب اللغة للازهري او الصحاح للجوهري او لسان العرب او مقاييس اللغة لابن فارس ، سوف لن تجد اثرا لهذا التقسيم فهم يتعاملون مع كل الفاظ اللغة بمستوي واحد كل ما نطقت به العرب ، ولا يفرقون بين فصيح وعامي . ستجد ان كل الكلمات التي نظن انها عامية دون اشارة الي انها عامية . اخلص الي القول انني ازعم ان الاعتقاد بان هنالك كلمات خلقت لتكون فصحي واخري خلقت لتكون عامية اعتقاد وهمي ولا يستند الي شيء .والاستعمال وحده هو القادر علي ازالة هذا الوهم ومن هنا ياتي دور الكتاب من امثالكم ، فهم الاقدر علي تحريك اللغة وتثويرها .
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
..
صديقنا الجميل العجب، تحياتي يا رجل وكن بخير،... صاحبنا الشيخ عووضة دا مستهبل كبير، وبقول كلامو دا عشان يفحّط من الدفع لمحسن خالد، هو جاييهم جاهز ونص كتبو ببيعها من تحت الطاولة، يا هرباً من الرقابة كما هو الحال مع كلب السجّان، وإما هرباً من دفوعات الضرائب، دا جان كبير وخليهو ساي، وعشان كدي أنا مليتها بركة قاهرتم –القاهرة- دي، وحوّلت بيروت وعَمَّان،.. غايتو كن بخير، وإن شاء الله نتشاوف أثناء المعرض دا، وشكراً على ترحيبك بي،..
بالعودة لما قلته سالفاً عن الاصطلاح العامي والفصيح،... أولاً أنا لا أتفق معك على المستويين، سواء كان بخصوص صياغات اللغة، أو باتجاه المفردات،.. هناك كلام عامي (كما اصطلح الأقدمون) وآخر فصيح، بمعنى (الاصطلاح) وليس بمعنى أنه (غير مبين)، أي كلمة من لغة أخرى هي مبينة، ولكن هل هي عربية الجذر أم لا؟ هذا هو السؤال! وهل سيفهما العربي أم لا، وهنا تمدُّد السؤال واللغة كلها وتفرعاتها لأجناس،..
هناك مفردة عربية (فصيحة) بمعنى أنها متوافرة في الاصطلاح القديم، وأخرى غير ذلك،...
(داير)، فيما هو دارج من لغتنا، بمعنى أُريد، هي كلمة غير فصيحة، بمعنى أنَّها خارج الاصطلاح، لو قلتها لناطق بالعربية من بلد آخر، لن يجهلها فحسب، بل لن يستطيع أن يعثر لها على معنى بالعودة إلى القواميس، إذ هي ليست زاحفة ولا محرفة ولا منحوتة ولا مشتقة، ولا تُفهم إلا في صياغ الكلمات المتقاطعة، هي فقط مكونة من الحروف التي تكوّن كلمة (أُريد)، اللهم إلا إذا تعامل معها ذاك الناطق الآخر بالعربية ككلمة I want ومن ثم جاء للسودانيين وتعلّمها منهم كما يتعلّم الشخص لغةً ثانية، وهذا باختصار هو الاصطلاح،... أما الكلمات التي بينتها أنت أعلاه، فيمكنني كسوداني ببساطة أقول كلمة (عياء) وإن لم يفهم فدونه الاصطلاح –القواميس والمرجعية، أو هو نفسه إن قابلته مكتوبة في نص، أول ما سيفعله سيعود للقاموس وسيجدها بنفسه، هذه ليست بمشكلة، ولو لم تكن هناك شقة ومسافة بين ما هي عليه (لغاتنا الدارجة اليوم) وبين الفصيح، لما عدنا إذاً وقمنا بمثل قراءتك هذه، أو بمثل قراءاتي في إصلاح الكتابة بما أُسميه (تفكيك عامية)،..
بأي حال دعني أنسف لك نقطة ارتكازك الأساسية وبالدليل الواضح والقاطع لوجود هذا الاصطلاح منذ القديم وأنت مخطئ جملةً وتفصيلاً في قولك أدناه:
Quote: اضافة الي ذلك تقسيم الكلمات الي فصيح وعامي تقسيم متاخر نسبيا . لو رجعت إلي امهات المعاجم مثل تهذيب اللغة للازهري او الصحاح للجوهري او لسان العرب او مقاييس اللغة لابن فارس ، سوف لن تجد اثرا لهذا التقسيم فهم يتعاملون مع كل الفاظ اللغة بمستوى واحد كل ما نطقت به العرب ، ولا يفرقون بين فصيح وعامي . |
قاموس (جمهرة اللغة)
ابن دُريد 838 إلى 933م
كان في مقدمة الكتب التي بنى الأزهري كتابه (تهذيب اللغة) للرد عليه،...
Quote: شط العَشَنّط: الطويل. والغَطمشة: الأخذ قهراً؛ وبه سُمّي الرجل غَطَمَشاً. والطَّنفشة: تحميج النظر؛ طنفشَ عينه، إذا صغّرها. فأما شُنْطُف فكلمة عاميّة ليست بعربيّة محضة. وشَفْطَل: اسم. |
مورد (أساس البلاغة):
الزمخشري: 1074 إلى 1143م
أول كتاب من "نوعه" في تاريخ الأدب العربي،...
Quote: وقلب أغلف: لا يعي، "وقالوا قلوبنا غلفٌ" وتقول: هكذا القلوب الغلف، ليس معها إلا الخلف. وغلّف لحيته بالغالية: غشّاها بها من الغلاف. وعن ابن دريد: أنها عاميّة |
قاموس (تاج العروس من جواهر القاموس)
الزبيدي 1732 إلى 1790م
أضخم معاجم اللغة العربية، قديمها وحديثها
Quote: وقد ائْتَزَر به وتَأَزَّرَ به: لَبِسَه، ولا تَقُل اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ، بإِدغامِ الهمزةِ في التَّاء، ومنهم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه، والأصلُ ائْتَمنتُه، في الحديث: كان يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وهي مُؤْتَزِرةٌ في حالة الحَيْض، أي مَشْدُودَةُ الإزارِ، قال ابنُ الأثِير: وقد جاءَ في بعضِ الأحاديثِ، أي الرِّواياتِ، كما هو نَصُّ النِّهايَة: وهي مُتَّزِرَةٌ، ولَعلَّه من تَحْريفِ الرُّوَاة قال شيخُنَا: وهو رَجاءٌ باطلٌ، بل هو واردٌ في الرِّواية الصحيحةِ، صَحَّحها الكِرْمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ، وأثبته الصّاغانيّ في مَجْمَعِ البَحْرِينِ في الجَمْع بين أحادِيثِ الصَّحِيحَيْن. قلتُ: والذي في النِّهَايَة أنه خطأٌ، لأن الهمزةَ لا تُدغَم في التّاء.وقال المطرّزيّ: إنها لغةٌ عاميَّةٌ، نعمْ ذَكَر الصّغانيّ في التَّكْمِلَة: ويجوزُ أن تقولَ اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ أيضاً فيمَن يُدْغِمُ الهمزةَ في التّاءِ، كما يقال: اتَّمَنُته والأصلُ ائْتَمنتُه. وقد تقدَّم في أخَذَ هذا البحثُ، فراجِعْه. "ج آزِرَةٌ" مثل حِمارٍ وأحْمِرَةٍ، أُزُرٌ مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ، حجازيَّة، وهما جَمعان للقلَّة والكَثرة، وأُزْرٌ، بضمٍّ فسكونٍ، تميميّة، على ما يُقاربُ الاطِّراد في هذا النَّحْو. قال شيخُنا: هو تخفيفٌ مِن أُزُر، بضَمَّتَين. قيل: الإزارُ: كلُّ ما وَارَاكَ وسَتَرَكَ، عن ثَعلب، وحُكِىَ عن |
بهذه الاقتباسات أنا ركَّزت على مفردة ومصطلح (عامية) حرفياً، أما القواميس التي ذكرتها أنت فكلها تتفق على أنَّ هناك كلام فصيح وآخر غير فصيح، وثالث يسمونه بـ"الغريب"، لا أدري كيف وصلت أنت للخلاصة القائلة بأنها تتناول الكلام دون تمييز، وإن شئت البراهين على كلامي هذا أتيتُك بها، وبلا حصر،..
وابن منظور قاموسه كان متأخّراً، وهنا تعريفه وتاريخه:
قاموس (لسان العرب):
ابن منظور 1232 إلى 1311م
أشهر معاجم اللغة العربية في العصور المتأخرة..
و"تهذيب اللغة" تالٍ لـ"جمهرة اللغة"
تهذيب اللغة من مشاهير أولى معاجم العربية
الأزهري 895 إلى 981م
هكذا نكون قد أثبتنا بأنَّ هذا الاصطلاح موجود ومنذ قديم الزمان وأول القواميس،...
هذه مجرّد تحية أو مدخل لحوارٍ أرجو له أن يفيد السامعين،.. وخلاصة كلامي أنَّ المسألة ليست فصاحة وإبانة بمعنى خلق مصطلح جديد، وإنما هي استفسار عن "ماهية"، و"هُويّة" الكلمة، بمقايستها مع التالد من كلام العرب"،..
وكن بخير يا صديقي،..
..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
...
تحياتي يا صديقي عجب الفيا،.
لا أظنني خلطتُ بين ما هو غير عربي (أعجمي كما ذكرت) وبين ما هو عربي، بل أنا ضربتُ بهما المثلات فحسب، وكلامي واضح،...
دعنا أولاً نُركِّز الحوار كي لا ننسى ما نود إثباته، لأنَّ كل أمثلتك حسب رأيي تقول ضد ما تقول به أنت، وتقسّم الكلام بشكل واضح إلى عامي وفصيح،...
أولاً أنت قلت بأن المصطلح نفسه ظهر متأخر نسبياً (من خلال استدلالك بالقواميس، القواميس هذه استدللت بها أنت)، وأنا أثبت لك عدم صحّة هذا الزعم، من قواميس متقدمة على القواميس التي ذكرتها،... ثانياً أنت قلت بأن القواميس التي ذكرتها أنت وهي:
Quote: تهذيب اللغة للازهري او الصحاح للجوهري او لسان العرب او مقاييس اللغة لابن فارس |
لا تعترف بتقسيم الكلام إلى فصيح وغير فصيح، وهذا الكلام أيضاً غير صحيح، لأنها تعترف بهذا التقسيم وتقول به وبالغريب،...
إذن (أنا أُريدُ أولاً أن أعزل كلامك عن كلامهم) لكي تقدّم مقترحك –عبر نفسك وليس عبرهم- ومن ثم نناقشك حوله، يعني بالسوداني كدا أول شيء نعرف إنو دا كلامك إنت مش كلام القواميس،..
ثالثاً، أنت لا تتكلم عن اختلاف مفردات، وإنما عن معانٍ، أي أنَّ أصل الكلمة أو المفردة (رسماً وصوتاً) هي موجودة، وإنما الاختلاف حول معانيها،... والعامية فيها كلمات لا تُوجد في لغة العرب رسماً ولا صوتاً.... خذ مثالك نفسه: المفردة المختلف حولها هي (فزع) والاختلاف حول معانيها "فقط"، وليست هي مبارزة بين (فزع) وكلمة أخرى –وهمية- لنفترض أنها (عفز) المتكوّنة من أحرف "فزع" والتي لا تُوجد في اللغة، انتبه لهذه النقطة يا صديقي،..
إذ لها خطورتها الحاسمة، لكي نتمكن من استخراج الأفعال من المفردة، وكذلك المصدر والاشتقاقات منها، وتأنيثها وتذكيرها، وجمعها وإفرادها،...
وعشان ما نطفّر فوق الكلام ساي،... أرجعك تاني للمفردات الآتية.... من العامية السودانية:
هنا مثالان لكلمتان لا تُوجدان رسماً ولا صوتاً في لغة العرب... داير .......... بمعنى يُريد تُر.... بمعنى ابتعد
هنا مثالان لكلمتان تخرجان اصطلاحاً عن لغة العرب، بينما تُوجدان رسماً وصوتاً،...
الخشم....... بمعنى الفم والخشم في الفصيح (الأنف) دقس.......... بمعنى انخدع ووقع في مقلب وفي الفصيح "دقس في البلاد" أوغل فيها
هنا مثالان محرّفان عن الأصل:
الرحط............ بمعنى الثوب – أو كما نقول "قطع الرحط" وما هو صحيح (الرحض) الدعاميس.... بمعنى الفضلات والبراز وما هو صحيح "الجعاميس"...
هناك نقطة، القرآن تكلّم بلغة العامة وهذا شيء معروف، وتكلّم بالغريب، وتكلّم بما هو ضد البنى النحوية المعروفة بشكل قاطع،...
رجائي إليك يا أخي العجب أن نناقش الموضوع على نحو عملي، لأنّ افتراضاتك تقود إلى تساؤلات عملية،...
فما رأيك في هذه الأمثلة أعلاه؟
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
...
يا صديقي العجب تحياتي، ولك الود،..
أولاً أنا عشان ما أشتت جهدك، وأبقيك في ملادحة اسمها محسن خالد بدل متابعتك الجميلة في تفكيك لعاميتنا، أنا سأنسحب حتى تنتهي مما أنت فيه، يعني لو جيت تاني إلا عشان أقول ليك عوافي، وربنا يساعد،...
بس خليني أختم كلامي معاك بالإيضاحات أدناه:
أهو شايف العامية دار تزعلّك مني ساي، أولاً نطفّر دي أنا قصدت بيها روحي أولاً وإنت معاي تانياً، إنو ما نقول كلام ونمشي تاني نجيب غيرو بدون ما نفرغ من إثبات الأول وألا إكمال تشريحو تمام التمام، ولو قالها ليك جدّي بقولها ليك ضاااحك، يا جنى ما تطفّر فوق كلامي دا ساي، كدي قُُبّال تمشي علي كورتكم دي، أسقي البهائم المتعوجات ديل،..
أما الاقتباس الفصيح دا فو الله ما فيهو حاجة،.. معناتو شنو؟ إنت بتقول العامية دي كلها فصيحة، ودا افتراض عملي وبالتالي بقود لاختبار عملي، يعني نجيب ليك العامية دي وتورينا أصلها من فصلها، ونناقشك حولها،..
بعدين يا صاحبي العجب، يعني أنا لو ما كنت ضامن إنو بدخل البوست دا وإنت ح تناقشني بكل جمال ومحبّة، ولو ما كنت ضامن إنت ما ح تهاترني، ولا أنا كمان ح أهاترك، والله ما كان دخلت من الأساس، ما مغروض في كلام غير جميل يعني، ولا إنت الرجل البستحق كلام غير جميل وألا يلاذعوهو بالكلام، وما أنا بلذّاع،.. يعني هسع خليني أضحكك شوية، إنت من مداخلتك الفاتت شغال معاي تسليم بالأقدمين -ثوابت، تسليم بالأقدمين -ثوابت، أنا ما عندي تسليم ولا ثوابت وإنت عارف كدي، لا في اللغة ولا غيرها، بل إنت البتحاول تحوشني بالثوابت:
Quote: هل نحن أكثر فصاحة من القرآن؟ |
القرآن دا نص طويل، وبتكون من "صور" و"بيان و"منطق"، وكذلك الشعر والفلسفة والرواية، والحرب بينهما سجال، وأحياناً النصوص البشرية تبز النص القرآني،... أها العندو ثوابت منو؟ (يا صاحبي العجب أنا في الدنيا دي كلها، عندي حاجة اسمها "حدوس ومنطق، وانتهى")،... اعتراضي كله جاء بخصوص الإطلاق في كلامك، أنت تقول كل المفردات فصيحة، وكل العاميات فصيحة، وأنا أقول الكثير من المفردات فصيحة، والعاميات في إطلاقها ليست بفصيحة، مع أنني أعرف أنَّ العامية السودانية –مثلاً- ستصمد أكثر من العامية المغربية أمام هذا الاختبار، وإن انتقلت بك إليها –المغربية- فستجد ما لا يمكنك فهمه من الأساس كي يتم لك بعد ذلك معالجته على نظام جدف وجذف، الذي لم أقتنع به إطلاقاً مع كلمة "داير"،... أنا مع –الاصطلاح- ولستُ مسلِّماً أمري للقدماء، هكذا مجاناً....
القرآن تحدَّث بلغة العامة أنا قصدتُ منها بلغة مختلف القبائل، التي كان منها ما يصنّف على أنَّه قبيلة عوام، وأنا لا أوافق على هذا التصنيف في هذه النقطة تحديداً و"بس"، كما هو الحال مع بناء القواميس، القواميس بُنيت على طريقة القرآن، من كلام مجمل العرب وعامتهم "أنا بحاول أحوش فكرتك عن هيمنة لسان قبيلة بعينها على لغة القبائل الثانية، أي أحاول أن أستثني القرآن عن لغة البيوتات"، فالمعروف –قبلياً وقديماً- أن لسان "قريش" كان في المقدمة، مقارنةً مع قبائل أخرى، والقرآن تحدَّث بلغة عامة الأعراب، هذا قصدي، والأعراب في عمومهم كانوا رعاةً، هل كانوا "خاصة"، والقرآن نزل على سبعة أحرف تعني هذا الشيء، -وإن كنتُ لا أتفق معه-،.. ولك الشاهد من –اليومي المعيش- أن الرسول "ص" كان يقول لأبي ذر الغفاري: ناولني السكين، وأبو ذر يتلفت دون أن يفهم، فأخذ الصحابة يضحكون وقالوا للنبي، يا رسول الله إنه من غفار-قبيلة غفار، ولا يعرف السكين، بل قل له ناولني "المُدية"، والقرآن تكلّم بـ"الدارس" من اللغة،... وللمزحة كدي عشان ما تجي تزرزرني بمثال أبي ذر، القواميس جُمعت من عامة العرب ومن عوامهم،... كما أنَّ القرآن تحدّث بلغة "العامة" التجار، التاجر القرشي هو من العامة بمقارنته مع الـ25 البعرفوا الكتابة والقراية في مكة -إن كنت تُريد هذا الاتجاه- والتي انحصر معظمها في استجلاب كلمات من لغات أخرى كـ"الإستبرق" الفارسية والتي هي في أصل أمها "إستبرك"، فهو نص "شامل" يمثّل كافة القبائل العربية وفيه مفردات غير عربية -وأنت تعرف، كما فيه مفردات مجهولة حتى يومنا هذا،.. (دا كلو حصل أيام كانت ما تزال هناك فصاحة، ولكن ماذا عن اليوم، والعولمة و"الرندوك" عربي وأفرنجي)،... بأي حال المسألة بالنسبة لي ما مسألة تسجيل نقاط كما قلت أنت، بل كلامك هذا لو كان صحيحاً هو في مصلحتي كروائي، في مصلحتي مائة بالمائة، ولكن ما هو غير منطقي سيبقى على حاله أبداً،.. يعني هسّع كعملي مواجهاني مشكلة مع روايتي تيموليلت، وأنا محتار فيها لأنها "فصيح" مع "عامية سودانية" و"عامية مغربية" يعني يلم فيها "زلمة" وألا "مصري" وألا "أبو عقال" ما يفهم أي حاجة،..
كن جميلاً، وواصل، أنا سأُتابعك دون أن أُشوِّش عليك، وهذا لمصلحة الموضوع ولمصلحة النقاش معك بعد أن تفي بالمادة التي تُريد جمعها، إن قُدِّر لنقاش أن يقوم،... أها يا صاحبي عجب يطيب نهارك، وكن بخير، أبداً بخير
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Samau'al Abusin)
|
Quote: و قد أشرت في مداخلتي الأولي في هذا البوست إلي ذلك حين قلت " أن ما يعرف باللغة الفصحي، إنما هي اللغة التي تحدثها المجتمع العربي في لحظة تاريخية معينة. لكنها كانت لحظة فاصلة و جوهرية أحدثت ما يشبه توقف الزمن. اقصد اللحظة التي ظهر فيها القرآن. هذه اللحظة المفصلية هي التي أخرجت اللغة من التراتبية التاريخيه و قوانين الجدل و التطور التي كانت تخضع لها، إلي سياق آخر، قداسي، رسالي، ثقافي، أيقوني أيضا.. هذا الإنتقال أيضا له سماته المميزه، من حيث صار هناك معيار لغوي يلعب دورا ثقافيا بالغ الخطورة. أضحت هناك لغة معيارية- مع التحفظ علي هذه المعياريه، إذ ترد خارج الشرط التاريخي- بقواعد محددة لعبت دورا مرجعيا في خلق سياق لغوي واحد. لكن من الجانب الآخر حدث هذا الشرخ الواسع بين لغة التفكير و التعبير اليومي و بين لغة الكتابة والتعلم، هذا ثمنه فادح و باهظ.
|
يا سلام يا سمؤال لهذا التحليل الرصين النافذ ، فقط اضيف ان هذه اللغة (المعيارية) التي توقف عندها او بالاصح اوقف عندها نمو اللغة العربية ، وضعها علماء اللغة والنحو وليس القرآن . لان الثابت ان القران نزل بسبعة احرف اى بكل لهجات العرب ولكن لظروف يعلمها الجميع لم تتبقي سوي لهجة واحدة هي لهجة قريش . وسبب حدوث الشرخ الذي اشرت اليه ان هؤلاء العلماء وضعوا قوالب ومقاييس جامدة يقيسوا عليها صحة وفصاحة اللغة وكل ما خرج علي هذه المقاييس سموها عامية او لحن . والحقيقة كثير مما يقال انه لحن او عامية ما هو الا تطور طبيعي للغة من حيث التغير في دلالة الالفاظ والتغير في مخارج الحروف الخ.. ولو لم يضع هؤلاء العلماء هذه القوالب الجامدة لقياس صحة اللغة وتركوا اللغة تنمو بشكل طبيعي لتم استيعاب كل ما يوصف الان بانه لهجات عامية ، في جسد اللغة الام او المجري الكبير للغة ولما حدث هذا الشرخ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لحن العوام (Re: Agab Alfaya)
|
كتاب " لحن العوام" لابي بكر الزبيدي من اوائل الكتب التي وضعت للحجر علي اللغة من الخروج علي المقاييس والمعايير التي قننت في القرن الرابع الهجري . ويقصد باللحن ، التغيير الذي يطرا مع مرور الزمن علي حركات الكلمة او التغيير الذي يصيب دلالة الكلمة كان تستعمل في معني غير المعني الذي صنفت علي اساسه كلغة فصحي في فترة التدوين (القرن الرابع الهجري )او ما يسميه الزبيدي مما " وضعته العامة في غير موضعه " .
-1-
(( ويقولون - يقصد العامة - لفلان زي حسن - بالفتح - ، يريدون الهيئة . قال محمد والصواب زي - بالكسر .))- انتهي كلام الزبيدي . ونحن نري ان كليهما صحيح . فقد اثبت الرواة ان قبائل الحجاز مثل قريش كانت تميل الي الفتح .اما قبائل شمال شرق الجزيرة العربية كتميم وبني اسد كانت تميل الي الكسر . واذكر انه كان قد دار جدل عندنا في اجهزة الاعلام حول كلمة صحة هل هي بالفتح او الكسر . واغلب الامثلة التي يوردها الزبيدي في القسم الاول من كتابه تجري علي هذا المنوال .
-2-
((ويقولون للزق الذي ينفخ به الحداد : كير . قال ابو بكر ةوالصحيح المعروف ان الكير موقد النار الذي يبنيه الحداد . ويقال له :الكور ايضا ..)) وكلنا نذكر بالطبع الرواية التي درسنا بها الحديث النبوي والتي جاء فيها ان الكير هو الزق الذي ينفخ فيه الحداد النار ولكن الزبيدي يورد للحديث رواية مختلفة عن تلك الرواية !! الا ان محقق الكتاب يورد في الهوامش ان ابن قتيبة في " ادب الكاتب " له راي نقيض تماما لراي الزبيدي : (( والكور كور الحداد المنبني من طين . والكير زق الحداد وهي رواية ابي عمرو.)) وهذا المثال يدلل علي هشاشة تقسيم اللغة الي فصيح وعامي .
-3-
(( قولهم للثوب وشاح . قال محمد والوشاح : نظمان من لؤلؤ يخالف بينهما ويعطف احدهما علي الاخر . )) طبعا في اللغة العربية (الفصحي )المتداولة اليوم الوشاح غير ما اشار اليه الزبيدي وهذا دليل علي التطور الديناميكي للغة .
-5-
(( ويقولون : مؤخرة السرج . قال محمد والصواب : آخرة السرج وكذلك آخرة الرحل .)) طبعا لا يمكن ان تقنع احدا اليوم بان يستعمل آخرة بدلا عن مؤخرة وهذا دليل علي كيف يفرض النمو الطبيعي للغة نفسه .
* * *
ومن اللافت للانتباه ان بعض الامثلة التي خطا فيها الزبيدي العامة نجدها في اللهجة السودانية قد استعملت الاستعمال الصحيح الذي ذكره ، مثال :
- (( ويقولون للحزام : قلادة . قال محمد : والقلادة : العقد الذي يوضع في العنق .))
- (( يقولون زرزول. والصواب زرزور . ))
- (( ويقولون بحر لما كان ملحا خاصة . والبحر يكون للعذب وللملح . قال الله عز وجل : " وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات " . فسمي العذب بحرا . )) طبعا نحن كنا نقول بحر النيل وبحر ابيض لكن تاثرنا بالاعلام المصري خلانا نترك " يقين ما عدنا الي ظن ما عند الاخرين " او كما قال ابن عطاء الله السكندري في حكمه .
نكتفي بهذا القدر من كتاب " لحن العوام " للدلالة علي وهم تقسيم الفاظ اللغة الي فصيح وعامي .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العجاج والمحل (Re: Agab Alfaya)
|
بسبب التقسيم الوهم لالفاظ اللغة الي فصحي وعامية تخلصنا من اجمل مفردات لهجتنا السودانية الجميلة ، بالاضافة للامثلة التي اوردناه اعلاه نواصل ايراد المزيد من الشواهد من شعر المتنبي :
نا س النشرة الجوية في تلفزيون السودان دائما يرددون عبارة : : الغبار العالق ! هنالك كلمة واحدة تكفي لوصف حالة الجو الكدرة وهي كلمة عجاج التي يستعملها اهلنا الغبش المغبرين دائما بتعب الحياة . طبعا لو سالناهم لماذا ليس عجاج لاجابوا بانها عامية ! وقد وردت مفردة العجاج في شعر المتنبي كثيرا . والعجاج كما جاء معجم لسان العرب والمعاجم الاخري : " العجاج : الغبار ، وقيل من الغبار ما ثورته الريح .واحدته عجاجة " يقول المتنبي :
لبست لها كدر العجاج كانما * تري غير صاف ان تري الجو صافيا وقال :
عجاج تعثر العقبان فيه * كأن الجو وعث او خبار
ويقول :
ولا سالكا الا فؤاد عجاجة * ولا واجدا الا لمكرمة طعما
-2-
عندما ضرب التصحر سهول الغرب لم يجد اعلامنا لوصف الجدب الذي ألم بالاقليم غير كلمة جفاف وهي كلمة عامة وهنالك كلمة مخصوصة تصف الحالة وتشخصها تشخيصا دقيقا وهي كلمة ." محل " - بفتح الميم وتسكين الحاء - التي لا يزال يستعملها اهل الاقليم الي اليوم لوصف حالة الجدب والجفاف . جاء في معجم لسان العرب ومعجم الصحاح وسائر المعاجم : " المحل : الجدب وهو انقطاع المطر ويبس الارض من الكلا . يقال بلد (ماحل ) وزمان (ماحل ) وارض محل . وامحلت الارض وامحل البلد فهو ماحل . وقد وردت اللفظة ومشتقاتها في شعر المتنبي اكثر من مرة : يقول :
فما بفقير شام برقك فاقة * ولا في بلاد أنت صيبها محل
ويقول :
بدا وله وعد السحابة بالروي * وصد وفينا غلة البلد الماحل
وقال :
فلما نشفن لقين السياط * بمثل صفا البلد الماحل
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
العليق او العلوق او العليقة : في اللهجة السودانية : الاكل المخصص للدواب التي تستعمل في الركوب . وهي كذلك في المعجم . وقد وردت في شعر المتنبي . يقول :
يكلفني التهجير في كل مهمة * عليقي مراعيه وزادي ربده والربد : النعام .
ويقول :
فامسك لا يطال له فيرعي * ولا هو في العليق ولا اللجام
يطال له : من طول يطول للدابة في اللهجة السودانية : تربط الدواب في العادة في المرعي بحبل طويل نسبيا حتي تتمكن من الاكل في اكبر مساحة .
-2-
المخلاة او المخلاية والجمع مخالي : شنطة او وعاء من جلد لحمل الاغراض او لتقديم العليق للدواب . يقول المتنبي :
لساحيه علي الاجداث حفش * كايدي الخيل أبصرت المخالي
وهنا يقصد المخالي التي يقدم فيها العلوق للخيل . ويبدو لي ان العليقة او العليق او العلوق سمي كذلك لانه يعلق في المخالي علي رقبة الدابة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
أخي الأستاذ عجب الفيا .. مغرم أنا معكم بالمتنبي و معي صديقي السفير صلاح محمد علي .. أعجبني حديثك و تذكرت مقالا في ذات الموضوع كتبته قبل أشهر في صحيفة سودانايل الألكترونية ، رأيت أن أقرأه معكم .. كأول مساهمة لي في هذا المنتدى الرحب ..
في السودان شيء من المتنبي . . جمال محمد إبراهيم
جاءني من صديقي السفير الأديب صلاح محمد علي ، من مقامه في لوساكا ، مقالا قديما و ليس بقديم ، بقلم الأستاذ الطيب صالح في صفحته " نحوأفق بعيد " ، بمجلة "المجلة"في عدد يعود إلى أوائل التسعينات . حفل المقال بمقاربات طريفة بين لغة المتنبي و " عربية " أهل السودان . . و كنت أنا مغرما بالمتنبي في كل شعره ، و قد نظرت في بعض مفردات ، استوقفني أنها من مألوف لغتنا العامية في السودان ، أو ما يقترب منها نطقا أو معنى . كان ذلك في مايو من عام 2004 ، و ما كنت قد اطلعت على مقال أستاذنا الطيب وقت نشره ، و لا فاتحني في الموضوع صديقي صلاح وقتها .و تحقيقا لرغبة صديقي صلاح ، بعثت بمقال الطيب الذي وصلني منه ، في يوليو أو أغسطس عام 2004 ، إلى الصديق الصحفي طارق الجزولي ، أحد أذكى رواد الصحافة الإلكترونية في السودان . و ما ترددي في ضبط تاريخ الإرسال ، إلا بسبب أمر يشغلني في صحيفة " سودانايل " الإلكترونية ، ذلك كونها لا تحتفظ بأرشيف لما ينشر ، فيصعب توثيق الإسترجاع . و أعرف في طارق عزيمته الصادقة ، وإلمامه الثر ، بما هو عاكف عليه من أمور صحيفته و أن الأمر لم يفت عن باله . . غير أني أعلم الظرف الصعب الذي يحيط بإصدارته الإلكترونية، عسى أن نجد سبيلا جميعنا ، نعينه فيه على تجاوزه . أما أبو الطيب فقد رصد قلمي الرصاصي ، مقاربة بين لغة المتنبي و عاميتنا في السودان على هوامش ديوانه و في النسخة التي جاء فيها أنها صححها و قارن نسخها و جمع تعليقاتها الدكتور عبدالوهاب عزام ، و هي نسخة من منشورات دار الزهراء للطباعة و النشر في بيروت ، عام 1978 . و هذه نسخة أعض عليها بالنواجذ ، إذ عثرت عليها إبان مقامي في طهران سنين عددا ، وعوضت فقدي الجلل في أحد أسفاري ، لذات النسخة في طبعتها القاهرية التي صدرت في تاريخ يقع في أربعينات القرن الماضي . فيما أورد أدناه ، سياحة عجلى في بعض شعر المتنبي الذي استوقفتني بعض مفردات فيه ، تلامس عامية أهلنا في السودان ، على نحو يحفز النظر و يستدعي الدراسة الجادة ، إذ قد نظفر في آخر الأمر بما يعين على تقصي التماس الثقافي الذي وقع في أزمان قديمة . . * جاء في قصيدة يمدح بها أبو الطيب مساور بن محمد الرومي ، و أولها : جللا كما بي فليك التبريح أغذاء ذا الرشاء الأغن الشيح حتى يقول : و على التراب من الدماء مجاسد و على السماء من العجاج مسوح و المجاسد هي الثوب اللاصق بالجسد و العجاج هو الغبار و هو كذلك الإسم الذي نعرفه به في السودان . * و في مدحه علي بن إبراهيم التنوخي ، أنشد قصيدته التي أولها : أحق عاف بدمعك الهمم أحدث شيء عهدا بها القدم و يقول فيها : وقد توالى العهاد منه لكم وجادت المطرة التي تسم والمطرة هي مقدم الربيع و فيه بعض أمطار ، و المطر في عامية السودان الشائعة مؤنث ، إذ نقول : صبت المطرة .. و كاد أن يقولها المتنبي. . !
* و في مدحه للمغيث بن علي العجلي و أولها : دمع جرى فقضى في الربع ما وجبا لأهله و شفى أنى؟ ولا كربا حتى يقول : مكارم لك فت العالمين بها من يستطيع لأمر فائت طلبا و ما أكثر استعمالنا في السودان لكلمة فات و مشتقاتها .. * يقول المتنبي مرتجلا أمام بدر بن عمار : لعظمت حتى لو تكون أمانة ما كان مؤتمنا بها جبرين
و نطق إسم جبريل على هذا النحو شائع في السودان ، مثلما كان شائعا قديما عند بعض القبائل العربية القديمة .
* قال يصف سيف الدولة في قصيدة أولها : لهذا اليوم بعد غد أريج و نار في العدو لها أجيج و يقول فيها : تحاول نفس ملك الروم فيها فتفديه رعيته العلوج و العلج هو الجافي من رجال الروم ، و الكلمة أقرب ما تكون إلى كلمة مسيئة إلى حد البذاءة في العامية السودانية ، ينطق السودانيون جيمها على الطريقة القاهرية . يذكر أن الكلمة جرت على لسان وزير إعلام صدام يصف بها غزاة العراق من جند التحالف ، يسيء إليهم و يتوعدهم ، و كان الإعلام العربي يعجب من أين أتى الصحاف بالكلمة .
* و في قصيدة في مدح سيف الدولة ، أولها : لكل امريء من دهره ما تعودا و عادة سيف الدولة الطعن في العدا يقول فيها : و يمشي به العكاز في الدير تائبا وما كان يرضى مشي أسقر أجردا و العكاز عندنا في السودان عصا تحمل و لنا فيها مآرب كثر من بينها إبداء الهيبة و الكلمة غير شائعة عند عرب اليوم ، و الغريب أننا نظن أن كلمة"عصا" أفصح من كلمة " عكاز" ، فتأمل غلونا المعكوس في الذي رأيناه أقل فصاحة و قال به أبو الطيب ، و هو الذي ينطق عن خواطر الناس ، على قول القاضي الفاضل ، فيما أورد ابن رشيق القيرواني في كتاب العمدة و نقل عنه عبد الوهاب عزام في مقدمة الديوان الذي صححه .
* و يقول في بائية مدح بها سيف الدولة : بغيرك راعيا عبث الذئاب و غيرك صارما ثلم الضراب و يمضي يقول : و أسقطت الأجنة في الولايا وأجهضت الحوائل و السقاب و مفرد ولايا ولية ، و هي أنثى الحيوان الحامل أو نحو ذلك . و الولية في السودان يستعملها الرجل ينادي بها زوجه ، و هي شائعة أكثر ما يكون الشيوع في بادية السودان ، و ينفر عن استعمالها رجال المدينة ، لكأن فيها شبهة انتقاص من مكانة المرأة أو نحو ذلك . .! * ثم أنظر مدحه سيف الدولة في قصيدة أولها : تذكرت ما بين العذيب و بارق مجر عواليناو مجرى السوابق و يقول فيها : تخليهم النسوان غير فوارك و هم خلوا النسوان غير طوالق البيت كله ينضح "سودانية " ، فاستعمال التخلي بهذا التصريف ، ثم استعمال كلمة " النسوان " في الإشارة إلى جمع النساء ، إستعمال شائع على نحو واسع في السودان و نكاد نحتكره عندنا . .
* قال المتنبي يرثي فاتكا : حتام نحن نساري النجم في الظلم وما سراه على خف ولا قدم و فيها يقول : طردت من مصر أيديها بأرجلها حتى مرقن بها من جوش و العلم و مرقن أي خرجن ، و الإستعمال شائع في السودان و في تصريف متعدد.
هذه نزهة قصيرة معجلة في فلك أبي الطيب ، أو قل سباحة في ضحل مياهه قبالة بحره اللغوي العميق ، و أنا أقرأه قراءة معجب مأخوذ ، لا قراءة نقاد ممحصين متخصصين في دقائق الشعر و أسرار اللغى . . و لصديقي السفير صلاح أرفع تقديري مضاعفا ، إذ أتاح لي فسحة لأشاركه هيامه بأبي الطيب ، ثم انحناءة مني واجبة لأستاذنا الطيب صالح ، في نفضه بعض غبار يعتم على البعض رؤية ما اغترفنا من اللسان العربي ، ليس بحكم التقليد ، لكن ربما باعتبار التداخل و التماس الثقافي التاريخي القديم ، الذي جرى في الرقعة الممتدة من الجزيرة العربية عبر شمال و أواسط القارة الأفريقية ، و حتى أطراف المغرب و موريتانيا ، المطلة على المحيط . هذه جوانب لمن يمعن النظر، تتصل بأمر الهوية التي صارت هما و سؤالا ، أحسب أن الوصول إلى إجابة مطمئنة عليه ، قد يطوي مسيرة أجيال و أجيال . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: جمال محمد إبراهيم)
|
الاخ الاستاذ السفير /جمال ابراهيم اولا الف مرحب بك عضوا جديدا بالمنبر الحر بسودانيزاونلاين والتحية لك ولصديقك السفير محمدعلي عساه يكون متابع معنا هذا الحوار الجميل وثانيا اشكرك كثيرا علي هذه المساهمة القيمة في الاشارة الي بعض مفردات اللهجة السودانية في شعر المتنبي . كنت قد اطلعت علي مقال الطيب صالح قبل فترة الا ان ملاحظتي ورود كلمات من اللهجة السودانية بشعر المتنبي ترجع الي تاريخ قديم ربما من ايام الدراسة الثانوية واذكر ان اول كلمة لفتت انتباهي في ذلك الوقت كلمة : تشاكل الواردة في قوله :
واتعب من ناداك من لا تجيبه واغيظ من عاداك من لا تشاكل
تقول في مداخلتك :
Quote: فيما أورد أدناه ، سياحة عجلى في بعض شعر المتنبي الذي استوقفتني بعض مفردات فيه ، تلامس عامية أهلنا في السودان ، على نحو يحفز النظر و يستدعي الدراسة الجادة ، إذ قد نظفر في آخر الأمر بما يعين على تقصي التماس الثقافي الذي وقع في أزمان قديمة |
واحد من اهداف هذا البوست اخي جمال ازالة وهم تقسيم الفاظ اللغة الي فصيح وعامي ! هذه الكلمات التي اوردناها لماذا نصفها بالعامية ؟! وماذا تعني عامية ؟؟ واذا كان المتنبي قد استعمل هذه الكلمات في شعره لماذا لا نستعملها نحن في لغة الكتابة والمخاطبات الرسمبة ؟؟
احيك مرةاخري واتمني لك اقامة طيبة في هذا الوطن السابيري وما تحرمنا من مساهماتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
نحو أفق بعيــد
بقلم الطيب صالح *[/B]
يظن أهل السودان أن عربيتهم الدارجة هي من أفصح اللهجات العربية ويمضي أبعد من ذلك العالم الحجة الدكتور عبد الله الطيب صاحب كتاب " المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها ، فيقول أن العربية الدارجة في السودان هي أفصح اللهجات العربية إطلاقا . الله أعلم . والحق أن من قلة بخت عرب السودان أولا اسم دولتهم ، وثانيا أن عروبتهم كما تجرى على ألسنتهم ، أفصح أحيانا مما ينبئ به سمتهم وسحنتهم .
وقد وجدت في الشعر الجاهلي ثم في عامة الشعر العربي ، خاصة عند المتنبي وأبي العلا ، كلمات كثيرة تستعمل في لغتنا الدارجة ، وبعضها لا يوجد إلا في السودان ، وكنت أظنها محرفة أو دخيلة على اللغة العربية ، فإذا بها كلمات فصيحة . المتنبي مثلا يستعمل كلمة ( غلت ) بمعنى ( غلط ) وأكثر أهل السودان يقولون ( غلت ) بالتاء ، وفي لسان العرب أن ( غلت ) و ( غلط ) بمعنى واحد ويستعمل ( توراب ) ، وأهل السودان يقولون ( تيراب ) للبذور التي تدفن في الأرض ، كالقمح والذرة وغيرها وفي المعجم ( توراب ) أو ( تيراب ) هي الأرض أو ما يدفن فيها .
هذا ، وقد ذكر الدكتور احسان عباس في كتابه " تاريخ النقد الأدبي عند العرب " في الفصل عن أراء النقاد القدماء في شعر المتنبي ، وهو كتاب جم الفائدة ، أن الصاحب بن عباد عاب على المتنبي استخدامه الكلمات الحوشية الغريبة مثل ( توراب ) غفر الله له أنه لم يزل يتتبع المأخذ على المتنبي ، ولو أنه عاش في السودان ، لوجد أن الكلمة شائعة تجرى على ألسنة عامة الناس . كذلك عاب عليه استعمال ( جبرين ) بالنون بدل ( جبريل ) باللام ، وقال : وقلب هذه اللام إلى النون أبغض من وجه المنون. وعامـة أهـل الســودان ، يقولــون ( جـبرين ) و ( اسماعين ) .
ذاك ، وقد قال المتنبي يصف الخيل :
العارفين بها كما عرفتهم والراكبين جدودهم أماتها
ونحن نقول ( أمات ) ولا نقول ( أمهات ) . وقد قال الشاعر السوداني :
يا طير أن مشيت سلم على الأمات وقول ليهن وليدكن في الحياة ما مات
حتى التصغير الذي كان المتنبي مولعا به ، وعابوه عليه ، مأثور عندنا ، نقول ( وليد ) و ( زويل ) و ( بنيه ) و ( مريه ) . ولقد كاد أبن القارح يصيبه الخبل من قول المتنبي :
أذم إلى هذا الزمان أهيله .
حتى صب أبو العلا ، رحمه الله ، الماء على نيران غضبه ، فقال له :
" كان الرجل مولعا بالتصغير لا يقنع من ذلك بخلسة المغير ، ولا ملامة عليه ، إنما هي عادة صارت كالطبع ، فما حسن بها ، مألوف الربع .. "
وكان شاعر السودان الفحل ، محمد أحمد عوض الكريم أبو سن الملقب بالحردلو ( 1830 – 1916 ) أيضا مغرما بالتصغير ، في مثل قوله يصف أن وعل الظباء تركها في مكان وذهب يستكشف ، ثم عاد إليها :
جاهن منقلبا وقتا عصير وشفاف وكاسب ليله بيهن من صدف ما بخاف ديل الطبعهن دايم الأبد عياف وفي ( نايط السروج ) لقين بقيلن جاف
كل هذا كلام عربي فصيح إذا تأملته ، وأنت ترى أنه صغر ( عصرا ) إلى عصير ، و ( بقل ) إلى بقيل . و ( نايط السروج ) اسم موضع ، والصدف ، بفتح الصاد والدال ، هو ما يصادفك مما تكره ، وخاصة بالليل . وأنظر كيف صور الشاعر ذكر الظباء ( التيس ) كأنه قائد عسكري مقدام لا يهاب المخاطر ، سرى بالقطيع ليلا ، حتى أوصله إلى حيث يريد ، فذلك قوله " كاسـب ليلـه بيهن " . ونحن نستخدم " الكسب " بمعنى النصر الحربي أيضا ، كما قال الآخر يصف فتية محاربين :
ديل جابو الكسب بين ( كاجا ) و ( أم سريحه ) ويا ساتر من اليوم العقوبته فضيحه
أي أنهم عادوا منتصرين من تلك البلاد في الجنوب والغرب حيث شبت حروب بين أهلها وبين القبائل العربية في الزمان القديم .
والحردلو يصف الظباء بأنهن ( عياف ) والكلمة تحمل في جوفها معنى الحذر والكبرياء والعفة ، فما أجمل ذلك كأنه ذو الرمة ، وهو حقا أشبه الشعراء به .
وعندنا " الزول " بمثابة " الزلمه " عند أهل الشام ، و" الريال " عند أهل جزيرة العرب ، يجعلون الجيم ياء ، وهو فصيح ، ونحن جيمنا قريبة من ذلك . وكلمة " زول " في المعجم ، من معانيها الشخص اللطيف المهذب . وقد وجدتها بهذا المعنى عند أبى العلا . وذكر لي الدكتور عبد الله عبد الدايم ، وهو عالم ثبـت ، أن " زول " هي أحسن مرادف للكلمة الإنجليزية Gentleman فهل كل أهل السودان " أزوال " ؟
والكلمة تستخدم للمرأة أيضا ، وقد قال الحردلو يذكر انسانة جميلة ألهته عن حضور العيد مع أخيه عبد الله ، وكان شاعرا أيضا :
الزول السمح فات الكبار والقدره كان شافوه ناس عبد الله كانوا يعذرو السبب الحماني العيد هناك ما أحضره درديق الشبيكة النزلوه فوق صدره
و " الشبيكة " حلى متشابكة تعلق على صدر الفتاة ، وقد وجدتها بصفتها وباسمها هذا في متحف قطر الوطني الذي يديره العالم الشاعر الدكتور درويش الفأر في الدوحة الميمونة الطالع .
و " حمى " بمعنى " منع " أكثر جريا على الألسنة عندنا من " منع " ، وقد قال أبو العلا :
ترى العود منها باكيا فكأنه فصيل حماه الشرب رب عيال
هذا في وصف مبلغ حنين الإبل إلى أوطانها ، ويا سبحان الله ، كيف أن أشقاءنا المصريين ، وهم منا على بعد ما تطير اليمامة ، لا يصفون الفتاة بأنهـا " سمحة " كما نفعل ، بل يقولون " جميلة " كان الله قسم لهم الجمال وقسم لنا السماحة ا
وفي ديار غرب السودان ، يقولون ( ينطي ) بمعنى ( يعطي ) وهي كذلك في المعجم ، ولم أجدها عند غيرهم . وقد قال أبو العلا رحمه الله :
لمن جيرة سيموا النوال فلم ينطوا يظللهم ما ظل ينبته الخط رجوت لهم أن يقربوا فتباعدوا وألا يشطوا بالمزار فقد شطوا
أي والله ، لقد شطوا يا أم عمرو ، وهل بعدهم يطيب العيش
---------------------------
* نشرت بمجلة المجلة - نحو افق بعيد * الطيب صالح - مختارات -5 - في صحبة المتنبي ورفاقه - منشورات رياض نجيب الريس - ابريل 2005 - ص 143
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
يقول الطيب صالح في مقاله اعلاه :
Quote: و " حمى " بمعنى " منع " أكثر جريا على الألسنة عندنا من " منع " ، وقد قال أبو العلا :
ترى العود منها باكيا فكأنه فصيل حماه الشرب رب عيال
هذا في وصف مبلغ حنين الإبل إلى أوطانها |
وقد وردت كلمة "حمي " بمعني منع ايضا في شعر ابي الطيب في قوله :
ولكن حمى الشعر إلا قليلاً هم حمى النوم إلا غرارا
حمي هنا بمعني منع كما في اللهجة السودانية . يريد ان يقول ان الذي حماني عن قول الشعر هو هم . وهذا الهم ارقني وحماني النوم !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
يقول أستاذنا الدكتور الأديب منصور خالد:
Quote: السودانيزم وبراءة الأختراع السودانزم، أو السودانوية أكبر من مجموع الأجزاء المكونة لها، لهاذا فان النظرة التبعيضية للشخصية السودانية أو القمعية لبعض مكوناتها لا تقود الي فهم موضوعي للأمر بل تفضي الي شواش لا يعين علي اجلاء الصورة الحقيقية. دعاة الأصطفاء أو التبعيض لا يبتغون الا الهروب الي الأمام عن مواجهة السؤال المحوري "من نحن؟" هل نحن عرب مسلمون وكفي؟ (النظرة القمعية التي تلغي الآخر)، أم نحن أفارقة غير عرب وغير مسلمين (التعريف بالانكار)، وما هكذا تحدد الهوية! |
ويقول في موقع آخر:
Quote: هذه "السودانيزم" لا توصف بالدين في بلد متعدد الأديان حتي وان كانت أغلبيتهم تدين بدين واحد؛ ولا توصف باللغة حتي وان كان كل أهل هذا البلد قد ارتضوا هذه اللغة سبيلا للتواصل فيما بينهم بمن في ذلك من لم يرضعها من ثدي أمه؛ ولا توصف بالعرق في بلد تختلف فيه الأعراق ومازال بين أهله من يرد أصوله الي شبه الجزيرة العربية وينكر حتي الأثر النوبي فيها. ولا بدع في أن يحن المرء الي ماضي أصوله أو الي أرض آبائه الأولين، فالأيرنديون في الولايات المتحدة يحنون لأرض أجدادهم ويحتفلون بمناسباتها التاريخية ويتزينون في تلك المناسبات بزي أهلهم وهم يشهرون علي الملأ راية القديس باترك. هذا ما يفعله أيضا الصينيون والأغريق وذوو الأصول الهندية الا أن أي واحد من هؤلاء لا ينكر أو يتنكر لأمريكيته. المشكل يبدأ عندما تصبح النظرة للهوية نظرة طائفية،بصور كأن ينسب "العروبي" الشمالي نفسه بصورة مطلقة لكيان خارج بلاده ة تباعد بينه وبين أخيه في الوطن لاسيما ان كان الرباط الذي يتشبث به في الخارج هو رباط لا يجمعه مع أخيه في الوطن؛ فثمة فرق بين أن يخايل الشمالي المستعرب بتراثه الثقافي وبين أن يفترض أنه امتداد عضوي لكيان عربي خارج حدود بلاده بالمفهوم الأثنولوجي لا بمفهوم التكامل السياسي أو الوشيجة الثقافية. ولربما كان السودانيون أكثر تعرضا لمثل هذا التمزق الداخلي من عرب ومستعربة شرق أفريقيا زنجبار، (الساحل الكيني) بسبب التماس الجغرافي بين السودان والبلاد العربية الأخري؛ فأهل الساحل وزنجبار عرب بكل المقاييس: في عاداتهم ومعاملاتهم ولغاهم وأنماطهم السلوكية؛ الا أن الزنجباري منهم هو زنجباري أولا والكيني كيني بداية. السودانيزم اذن، ليست نتاج عوامل عرقية وثقافية يصطفيها المرء من بين جميع المكونات لشخصيته وفق منطلق زاتي بل هي كينونة تولدت عبر تراكم تاريخي تم عن طريق التمازج و التزاوج والتناضح (OSMOSIS). ولو ترك هذا التراكم يسير سيرا طبيعيا لانتهي الي تخليق وطن موحد الوجدان، متصالح النفس. |
(ص. 361 - 362 جنوب السودان في المخيلة العربية)
دنقس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Abdulgadir Dongos)
|
الاخ عبد القادر دنقس نرحب بك مرة ثانية الحقيقة لم افهم مغزي احالتك الي منصور خالد في هذا البوست ان منصور يتحدث في سياق غير هذا السياق الذي نتحدث فيه اذا كنت تظن انه يدعو الي التخلي عن الثقافة العربية والانتماء العربي واللسان العربي كثمن لوحدة السودان فان اول من تخسره فهو منصور خالد لا بل ستخسر جون قرنق ايضا يمكن ان اورد لك من نفس المرجع والكتابات الاخري عشرات الشواهد والاقوال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
عزيزنا الرائع الفيا
شكراً لك وأنت تُجري المقابلات . أنت تُغسل ذهب اللغة من شوائبه ، وهو مبحث يستحق هذا العُمق . مرفق لك مشاركتي :
( العربية السودانية ) في شعر المتنبي (1)
وقال المتنبي من بحر الوافِر :
وَتَملِكُ أنفُسَ الثّقَلَينِ طُرّاً .. فكيفَ تَحُوز أنفُسها الكِلابُ وَ ما تَركُوكَ مَعصيّةً وَ لَكنْ .. يُعَافُ الوِردُ وَ المَوتُ الشّرَابُ طَلَبْتَهُم عَلى الأمواهِ حَتى .. تَخَوّف أن تُفَـتِّشَهُ السّحَابُ فَبِتَّ لَيالياً لا نَومَ فيها .. تَخُبّ بكَ المُسَوَّمَةُ العِرابَ يَهُزّ الجَيشُ حَولَكَ جانبيهِ .. كما نَفَضَت جَناحيها العُقاب تُكَفكِفُ عَنهُمُ صُمُّ العَوالي .. وَقد شَرقَتْ بظَعنِهِمِ الشِّعَابُ
التعليق : 1/ يعاف : هنا بمعنى تجنب ، وفي اللهجة السودانية يعاف الشيء لا ترغبه النفس . 2/ فبتَّ : بمعنى المبيت ، وفي اللهجة السودانية بنفس المعنى . 3/ يَهُزَّ : معلومة ، وفي اللهجة السودانية ( يَهِزّ ) 4/ تكفكِف : يكف مرة بعد مرة ، وفي اللهجة السودانية كَفكِف دَمعتَكْ ، تُقال لتجفيف الدمع من ذات التخريج مع بعض الإختلاف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
هو كذلك ايها الفنان الجميل الرائع عبدالله الشقليني اللغة كائن حي يتوالد ويتكاثر ويموت ويبعث حيا من جديد . كل الشكر علي هذه المساهمة القيمة وهذه المختارات التي رفدت بها هذا البوست لكن لو لاحظت اننا ركزنا علي الالفاظ التي لا تستخدم في لغة الكتابة والمخاطبات الرسمية ظنا من كونها عامية !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
...
تحياتي يا صديقي عجب، وكن بخير،.. يبدو أننا استعجلنا كلانا في الخلوص إلى أنَّ ابن منظور لم يقل بمصطلح "عامية"، فقد تبيّن لي أنَّه قال بهذا المصطلح بعد عودتي مرة ثانية للبحث في لسان العرب، وهنا الاقتباس المطلوب:
Quote: (وكانت الأُوقية قديماً عبارة عن أربعين درهماً، وهي في غير الحديث نصف سدس الرطل، وهو جزء من اثني عشر جزءاً، وتختلف باختلاف اصطلاح البلاد، قال الجوهري: الأُوقية في الحديث، بضم الهمزة وتشديد الياء، اسم لأربعين درهماً، ووزنه أُفعولةٌ، والألف زائدة، وفي بعض الروايات وُِقية، بغير ألف، وهي لغة عامية)،..
|
وهذا ما وجب توضيحه لكل شخص يمر من هنا، كي لا يعتمد افتراضك الأول، ولا إقراري له،...
شخصياً انبسطت جداً لهذا الدليل، لأنّني أُعز هذا الرجل "بزَّاف"، وللمزحة كدي ما تسألني عن معنى "بزّاف" لأنها عامية-فصيحة بالتالي كما تقترح، من جيهة تيموليلت،.. وسأعود بالمهلة لمراجعة "تهذيب اللغة"، أنا أُلاحق ورود هذا المصطلح "حرفياً" أما كمحتوى وخلاصة فنتفق على أنَّ القواميس كلها تقرِّه وتتعامل به،...
أها، كن بخير،...
تحياتي يا سموأل أبو سن ولك محبتي، نخلي بس أستاذنا عجب يخلص ونواصل النقاش، وكن بخير،...
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ محسن سعدت جدا بعودتك لمواصلة النقاش وسيمكنني ذلك من الرد علي بعض النقاط التي وردت في كلامك والتي لم ارد عليها احتراما لقرار توقفك عن النقاش .
كما سبقت الاشارة يا اخ محسن ان القضية ليست هي في وجود مصطلح عامية ، ولكن القضية هي ما هي دلالة هذا المصطلح والاسس التي يستند اليها والظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية التي ادت الي ظهوره ؟؟
فطالما تقول انك مع المصطلح ، فما هي دلالة مصطلح عامية وما هي دلالة مصطلح فصيحة ؟ متي تكون اللفظة عامية ومتي تكون فصيحة ؟ هل لا زلت عند قولك ان العامية هي التي لا جذر عربي لها والتي لا يفهمها العربي ؟ ام انك راجعت هذا التعريف اثناء مراجعاتك الاخيرة ؟
هل كلمة "عياء " بمعني مرض عامية ام فصيحة ؟ فاذا كانت فصيحة لماذا نستخدمها في لغة الكلام ولا نستخدمها في لغة الكتابة والمخاطبات الرسمية ؟
هل ما زلت عند قولك ان كلمة " تر " و" داير " غير عربيتين ؟
اري ان هذه الاسئلة ضرورية لتوجيه دفة الحوار واعتمادا علي اجاباتك سوف اثبت لك ان قول معجم لسان العرب بان " وقية " عامية وان اوقية هي الفصيحة ، هو تاكيد لدعوتي بان هذا التقسيم يستند الي اسس واهية او وهمية لا تصمد امام التحليل الدقيق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الرد علي محسن خالد (Re: Agab Alfaya)
|
نواصل الرد علي محسن خالد بعد ان عاود مواصلة النقاش . يقول محسن :
Quote: وعشان ما نطفّر فوق الكلام ساي،... أرجعك تاني للمفردات الآتية.... من العامية السودانية:هنا مثالان لكلمتان لا تُوجدان رسماً ولا صوتاً في لغة العرب... داير .......... بمعنى يُريد تُر.... بمعنى ابتعد
|
لقد استعجلت يا محسن كثيرا عندما بتت في عدم وجود لفظ تر وداير رسما وصوتا في اللغة العربية . ولو تمهلت قليلا ورجعت للمعاجم التي استشهدت بها لتبين لك وجود هاتين اللفظتين رسما ومعنا في اللغة العربية . وان دل هذا انما يدل علي تغلغل ورسوخ وهم تقسيم اللغة الي فصيح وعامي في وجداننا واذهاننا .
ولناخذ كلمة : تر. تر : في اللهجة السودانية تاتي بمعني : أبعد . يقال : تر لغادي ، اي ابعد .او ارجع لوراء . وهذا المعني موجود بامهات المعاجم العربية .
جاء في معجم القاموس المحيط للفيروزآبادي : " تر فلان عن بلده : تباعد . وترت النواة من مرخاضها: وثبت . وأتر الغلام القلة بالمقلاة : نزاها(قذفها ) . والترترة : التحريك . وفي الحديث : ترتروه ومزمزوه "
وجاء في معجم الصحاح للجوهري :
" تر فلان عن بلده : تباعد . واتره القضاء : أبعده . والترترة : التحريك وفي الحديث :" ترتروه ومزمزوه " قال زيد الفوارس : ألم تعلمي اني اذا الدهر مسني * بنائبة زلت ولم أتترتر اي لم اتزلزل ولم اتقلقل ."
وجاء في معجم لسان العرب لابن منظور :
تر الرجل عن بلده : بعد . وأتره القضاء : أبعده . وترت النواة من مرخاضها : وثبت وأتر الغلام القلة بمقلاته : نزاها (قذفها ) . وقال العباس : أتر شيء ، أرخي شيء من التعب : يقال : تر يا رجل . والترترة : التحريك الشىء . وترتر الرجل : تعتعه. وفي حديث بن مسعود :" ترتروه ومزمزوه " وفي رواية وتلتلوه . قال زيد الفوارس : ألم تعلمي اني اذا الدهر مسني بنائبة زلت ،ولم أتترتر اي لم اتزلزل ولم اتقلقل . "
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الرد علي محسن خالد ... (Re: Agab Alfaya)
|
..
تحياتي يا صاحبي عجب الفيا،.. وكن بخير وسلام،... أولاً اعذرني، فأيامي مربوكة كثيراً، وبصدد سفر وشيك، فكن بخير أبداً،... سأحاول أن أُجيب على مداخلاتك بالتتابع: المداخلة الأولى: أولاً أنا أتفق معك في أنَّ مصطلح "عامية" و"فصيحة" هو مصطلح غامض ولكن هذا "لسعته" وليس لعدم وجوده، فاللحن النحوي أيضاً يدخل في تصنيف ما هو "دارج وعامي" وأيضاً "النبر -بمعنى التصويت المناسب في طريقة نطق الكلمات"،.. كلمة "الوَدِع" نحن ننطقها بهذه الطريقة، أما في القواميس فهي موجودة بهذه الطريقة "الوَدَع" بالفتح، وليس بالكسر كما ننطقها نحن، هذا مثال،... أنا أعتبر أن نطقنا للكلمة هذا "عامي" و"دارج"، ولكي لا نُخرِّب الاصطلاح والمرجعية فيجب أن ننطقها كما هي موجودة في القواميس، كي نستطيع التفاهم مع العرب الآخرين، وكي يستطيعوا هم التفاهم معنا بصدد كلمات "أخرى" نحن ننطقها بشكلها الصحيح أما هم فيلحنون فيها، وهذا هو الحل كما أرى بدون أي جدل غير منطقي، وإلا فإن سمحنا لكل شخص ينطق بطريقته ويأتي بمفردات من اختراعه، فستعم الفوضى، وبعد زمن سيتم الاختلاف والوصول إلى ألسنة جديدة ومبتكرة، وهذا بالضبط ما حدث من "مسألة" عامي وفصيح،.. وهذا بالضبط ما جعل الأمم كافةً لها "مجامع" و"منتديات" لدراسة اللغة وصيانتها وحتى الابتكار فيها والنحت والاشتقاق وإنزال المصطلحات الجديدة، يعني نعم اللغة تتطور وتُطوَّر ولكن عبر علمائها وليس عبر ترك الأمور لأحاديث العامة، وهذا عين السبب الذي أنتجوا لأجله "مجمع اللغة العربية" و"مجمع اللغة الفرنسية" و"مجمع اللغة الألمانية".... وإلخ... العرب في السابق كانت أقل من العرب في اليوم، لذا انحصرت حتى الاختلافات، كما أنها دُوِّنت، كما قرأت أنت "وقية" و"أوقية"، لاحظ أنك حكمت بصحة المفردتين من تدوين القواميس نفسها، إذن احتكمت إلى مرجعية، ليس هذا فحسب، بل احتكمت إلى المنطق الذي تعتمده هذه المرجعية نفسها، التي تعتمد عامي وفصيح،.. أما الأسئلة التي سلسلتها أعلاه، فهي مما يستوجب عليك أنت مناقشتها والإجابة عنها، كمقدمة نظرية أصيلة لموضوعك، أنا اكتفيت بمجموعة "خبرات" حول اللغة.. أحتكم من خلالها إلى "القواميس، ومصادر أخرى" و"علم النحو والصرف"، ما يوافقها أعتبره فصيحاً، وما يخالفها أعتبره ليس بفصيح-عامي-أو دارج،... بالنسبة لي الموضوع كأن تأتي وتقول لي تلك الشمس ولكن أثبت لي أنها الشمس، فكيف سأثبت لك أنها الشمس،.. يعني بالدارجي كدا، أنا لم أخالف من سبقوني في هذه الناحية، وهذه الناحية هي الموجودة حالياً، والمعترف بها حالياً، فمن هو صاحب الثورة على هذا التعارف؟ هو أنت وليس أنا... إذن على من تقع مسؤولية النقد للمصطلح القديم وتشريحه، تقع عليك أنت وليس أنا... أنا سأشارك معك إن رغبت في أن نضع للموضوع تعريفاً... ولكن أنت تقول بأنَّ المفردات "العامية" كلها، وفي "العاميات" كلها فصيحة، أنا لا أوافقك على ذلك....
كلمة "عياء" هي كلمة فصيحة، وأنا أتساءل معك، لماذا لا نستخدمها في الكتابة؟ أنا شخصياً أيما كلمة أعود إليها وأُلاحقها في القواميس وكل الكتب القديمة "فأجدها"، أستخدمها فوراً، مثلاً في (الرجل الكلوروفيل) صاحب المشاكل داك، أنا استخدمتُ فيه مفرداتٍ مثل "أروش" و"بَكّاش" و"يطلس"، وكنتُ في السابق أظن بأنَّ هذه المفردات "عامية" لا أصل لها حتى صادفتني في أمهات القواميس، بالتالي زالت فيها جهالتي أولاً وسقطت حساسيتي نحوها ثانياً، فلم أعد بعد ذلك أتردد مطلقاً في استخدامها، الذي لن يعرفها من العرب الآخرين، ستتم له هذه المعرفة بالبحث عنها في المراجع، وهذه هي نقطة خلافي الأساسية معك، إن لم يكن بوسعنا الاحتكام إلى المراجع والقواميس والكتب القديمة جدية التوثيق، فإلى ماذا سنحتكم؟
مداخلتك الثانية: بخصوص مفردة "تُر" أنا مخطئ مائة بالمائة، وأنت مصيب مائة بالمائة، لأنني تذوقت هذه الكلمة في فمي وألقيت بها هنا، دون العودة لها في القواميس –كسلاً مني- وأنت أزلت جهالتي بصددها، وحالياً أنزلتها موضعها الذي يجب أن يكون لها، بل للمزحة كدي جربتها في عمك "علي كنعان" قلت له: تُر يا زلمة، قعد يضحك وقال لي ياخي احكي بالعربي، فقلتُ له دونك القواميس، معنا الشاعر جمال ملحم أيضاً، وقرأناها مع بعض.... أيوووة، دا ياهو الاصطلاح ذاتو المطاردنو...
طيّب بخصوص "داير" يا ريت والله يا عجب لو قدرت تثبت لي إنها "فصيحة" بل أمنيتي تطلع إنها فصيحة، بس الحقيقة لا... هي لا تُوجد بهذا المعنى، مطلقاً،... فهل "لاوصه" أو "داوره... مداورةً".... و"دار" و"أدار" و"داور" تعني: يرغب في الشيء، ويرغب عن الشيء، أنا رجعت لها في القواميس قبل كلامك وبعده، هذا للمعلومية،... أنا فقط أُطالبك بأن تتساوى معي، في الاعتراف بالذي نتعجّل فيه، أو نخطئ فيه، فكلانا يبحث عن المعرفة، بهذه الطريقة إن لم نتوصل إلى شيء سنكون في الطريق الصحيح بأقل تقدير،... "أنت مخطئ بصدد هذه المفردة، هي لا تُوجد بالطريقة التي نستخدمها بها إطلاقاً"،...
كلامك عن النبر والتخفيف بصدد الأصوات، أنت تعرف أنني لا أجهل هذه الناحية في اللغة فلا داعي لإيراده، أنا أتوقع منك أن نختلف فيما نحن مختلفان فيه بالفعل،... يعني "بئر" و"بير" و"رأس" و"راس" "انمحى" و"امحى" هذه أشياء معروفة لمن هو أقل اطلاعاً مني، فلا داعي لأن تلحقها باسمي وتقول لي هذه ليست عامية "يا محسن"، هل أنا قلت بذلك؟...
مداخلتك الثالثة مع شوية استرسالات: (يا صديقي عجب الفيا وربي وأمي تلك المدفونة بشندي، أنا لم أقصد من إيرادي لابن منظور إلا تصويب نفسي أولاً، وإن لم أكن قد أقررت معك بأنَّ هذا المصطلح ربما ابن منظور لم يُورده، لما دخلت إلى هنا وقلت لك ذلك، أو لأرسلت لك بهذه الملاحظة على المسينجر، لكي تصوبها بنفسك، أنا هنا بصدد تصويب نفسي، بعدين يا العجب أخوي، لا أنا ولا إنت حافظين الكتب دي، يعني بنكوس فيها وعارفين دروبها، وبنعرف منها الكتير، لكن ما حافظنها ولا مقطعنها، فياخي أنا قدر ما أغلط عليك الله صححني وبالطريقة البتعجبك، "وليك علي لو ما قبلت التصويب بكل جمال ومحبة" عشان نحن بنقول في معرفة، ويجب أن نتوخى الحرص في إفادة الناس، وعدم تمليكهم أشياء خاطئة، وحتى لأجل أن نستنتج استنتاجاتنا الصحيحة، وبشكل صحيح)،..
هذا المصطلح "عامي" و"فصيح" أنا أُقر معك بأنه "غامض" ولكن "لسعته" وليس لـ"عدم وجوده"،... وسأعود معك لما قاله صاحب التهذيب، هو يعترف بكلمة "طنفش" ولكنه يقول بخصوص كلمة "شُنطف": فأما شُنْطُف فكلمة عاميّة ليست بعربيّة محضة. وواضح بالطبع أنَّ كلمة "شنطف" ثقلت على لسان "العامة" لذا نطقوها: شنطف، ولكن هل ذلك يجعلنا نُسقط الأصل وما هو صحيح؟ هذا سؤال مهم،.. ياخي بعيداً عن كلمات من دون جذور، أو كلمات شدة التحوير فيها جعلت منها كالكلمات المتقاطعة كما أسلفت لك، يقال مفردة كذا تجد حروفها بين "جوطة" الأحرف التالية، دعنا في جملة بسيطة جداً، ألا وهي، لحن العوام العادي في قول "دولة الأمارات العربية المتحدة"، هنا هم فقط أبدلوا الهمز بألف، بدلاً عن "الإمارات" التي تعني الإمارة والمنطقة الجغرافية المعينة، وعملوها "الأمارات" بمعنى العلامات، والدلائل، هل يجوز ذلك؟ وإن جوزنا ذلك، فماذا بقي من الاصطلاح والتعارف وما هو صحيح ومنطقي، وما هو تقسيم لدوال المفردات، كل مفردة تُفهم في إطارها المرجعي،..
وهناك نقطة أنت لم تعلِّق عليها، أنا قسَّمت لك الخراب الذي يلحقه العوام باللغة إلى أنواع، أحياناً يأتون بمفردات ما من أصل لها، هذا ضرب، وأحياناً يستبدلون معنى لمفردة بمعنى آخر، وهذا ضرب، وأحياناً يُغيّرون بعض أحرفها بأخرى، وهذا ضرب،... أي أنت ركّزت على "داير" و"تر"، ولم تعلّق على خشم بمعنى "الفم" و"رحض" التي أصبحت "رحط"،.. بخصوص القلب وما أدراك ما القلب، كلانا يعرف القواميس جيداً، ويعرف أن هذه الحركات نفسها معيّنة ومرسومة، عرب كذا يقولون كذا، أما عرب كذا فلغتهم كذا، يعني مسألة محصورة داخل المصطلح والتعارف، وكمان موثّقة ومدوّنة، بالتالي ما طَلَقيت ساي، وأي زول يطلق الكلام زي ما داير، وأنا تركت الحتة دي ليك براك، وكويس إنك راجعتها بخصوص "داير"، لأنو لو القلب بيسمح بمرونة للدرجة دي، فما المانع إنو "شنخلول" تصبح هي "أراد"، ما المانع؟ إذن لا بد من مانع ومنطق وأُسس تصبح هي المانع، فالقواميس تقول، إن "جبد" لغة في جذب، وكذا لغة في كذا، إذن هي محددة من خلال التدوين والتوثيق، وإلا فما فائدة القواميس؟ لقد قرأت في هذا الباب شيئاً جميلاً من "خصائص" ابن جني، بس أنا ما عايز نردم البوست بالنقل،..
ولاحظ أنَّ نقاشي معك أقوده من خلال العامية السودانية فحسب، وكما أسلفت لك، بأنني أُقر بأنَّ "عاميتنا" نجيضة وجدعة، وستصمد لفرضيتك أكثر من غيرها، وخصوصاً في المناطق الرعوية، ولكني سأسألك سؤالاً هل أنت أجريت بحثاً على كافة عاميتنا لتصل إلى خلاصة أنها "مفرداتها بالإجمال فصيحة"؟ بالطبع لا... وربما يأتيك أي شخص ويُلقي لك بمفردات من بيئته ستحار في أصلها،..
ثانياً... ألا تُقر بأنَّ عاميتنا "السودانية" تكَوَّنت من ألسنة كثيرة؟ كوشية وبجاوية وقبطية وتركية وإنجليزية ونوباوية و"نيلية –تعبيراً عن كافة الألسن الإفريقية؟ بالطبع تُقر بذلك، إذن ما هي رؤيتك لهذه التركيبة، هل هي "عربية" بالأساس؟ ناهيك عن "عامية" و"فصيحة"؟
هناك مفردات "زراعية" مثلاً، لدينا في الشمالية من نوع: "أرومبو"، "لاويق"، "لبقة"، "تقنت"، "انقاية"،.. بالإضافة لمجمل مفردات الساقية، "فسقية –تركية"، "تواريق"، "للس"، "كَرَب –نيِّر"،.. طيّب... "ضانقيل"، "كشاشة" "كرنك"، "مشلعيب"، "كدنكة"،.... يعني أنا لو داير أسرف في جنس المفردات دي، ما بننتهي، ولا بنخلص،.. وأنت حين تقول بأنَّ مفردات عاميتنا كلها "فصيحة" تُسقط عن ثقافتنا إجمالاً، وليس عن عاميتنا فحسب، مكوناتها الأخرى، التي أثَّرت على اللغة مثلما أثَّرت على العادات ونُظُم العيش وو..إلخ...
طيّب أراجع منطقك نفسه بخصوص "عامية" و"فصيحة" في دائرة العربي "فقط"، وليس في دائرة العامية السودانية، التي هي ليست عربية في "تمامها" "بالأساس" ناهيك عن "فصيحة ومش فصيحة"،.. وكذلك العاميات المغربية إجمالاً، شيء أمازيقي وشيء فرنسي وشيء روماني قديم من أيام قرطاج، وشيء إفريقي صرف،...
(هناك نقطة مهمة، لو أنت تؤمن بأنَّ وجود "مفردة" عبر الاستعمال "داخل لغة غير لغتها، يجعل منها مفردة من لسان هؤلاء القوم الذين يستعملونها، فهنا سينحرف النقاش نحو نقطة أخرى، بمعنى لا بد لي من اتخاذ تدابير أخرى للحوار، هل كلمة "استبرق" الفارسية مثلاً، بوجودها داخل نص عربي مثل القرآن يجعل منها عربية؟ رأيي أنا، أن الاستعمال لمفردة بداخل بيئة غير بيئتها لا يجعل منها "منتمية لتلك اللغة" وإن كان يجعل منها منتمية لاصطلاح تلك البيئة، بمعنى أنها تغدو معروفة المعنى بالضرورة وليست "نكرة" ولا "مرفوضة") ولكن في التصنيف اللغوي تُدرج ضمن لغتها الأصلية، وليس ضمن لغتها النازحة إليها،..
طيّب كي لا ينسرب بنا الكلام، لنراجع منطقك نفسه بخصوص "عامية" و"فصيحة" في دائرة العربي "فقط"،...
أولاً أنت تُقر بأنَّ الفصاحة تُرتَّب كالآتي: قرآن، شعر جاهلي، حديث،... كما تُسمِّي هذا الترتيب بالاصطلاح، علماً بأنَّه ليس كذلك، فهذا مجرَّد انحياز ديني، لا اصطلاح ولا يحزنون، لأنَّ العرب المسيحيين لن يقروا ذلك، وحتى لو كان الساسانيون أحياء، لرأوا أنَّ لغتهم أفصح مما يخرف به ابن هريرة وابن شعبة وود ماجة،..
أولاً لو كنت تعتقد بأنَّ مصطلح عامي وفصيح ظهر متأخر نسبياً، فأُنبّهك لكون محتواه ظهر مبكراً، منذ علي بن أبي طالب وأبي الأسود الدؤلي، ومحاولتهما مقاتلة "اللحن" بشكل عام،.. اللحن تناولوا فيه أيضاً وبشكل أساسي "طُرق نُطق المفردات" وحتى مقاتلة "بعض التقليبات والتحويرات فيها" بمعنى أنهم كانوا يعرفون ما هو صحيح، ويرفضون تلك الفوضى التي أحدثها العوام،..
طيّب سؤالي ليك بخصوص "منطقك" حول "اعتمادك" للتراتبية هذه، وفي نفس الوقت بـ"فصاحة" لغة ناس المسيكتاب "إطلاقاً" و"أم كدادة" وفي عام 2006م؟ هل يمكن لهذا المنطق أن يركب مع بعضه بعضاً؟ أو لماذا أنت تُقر بأنَّ هذه "التراتبية –قرآن –شعر –جاهلي- هي الأفصح؟ على أي أُسس مادام كلام ناس المسيكتاب في يوم الليلة دا كلو فصيح؟ ويساوي كلام الحارث بن حلزَّة وقس بن ساعدة الإيادي في فصاحته؟
ثانياً، كلامك هذا:
Quote: اذن مصطلح عامية لم يظهر الا بعد الفتوحات واختلاط العرب الفصحاء بالاعاجم ولم يكن موجودا عند نزول القران وفي صدر الاسلام .
|
بالمنطق كدا، كلامك دا، بصب في أي خانة، "فصيح" و"عامي"؟ وألا إنت بس بتستخدموا لامن المسألة تتعلق بالقرآن والأحاديث؟ ولامن يجي محسن خالد يدعي إنو القرآن نص، وغيرو كمان في نصوص، هنا ترجع وتتخذ موقف "فقيه" مش باحث في اللغة؟
أنا شخصياً مؤمن تمام الإيمان إنو أي بحث في الدنيا دي، لو عندو محاذير مسبّقة، لن ينتهي بنتائج يمكن الثقة فيها،..
طيّب خلاصات لمصلحة البحث، كما أُقدّر المسألة: العامية السودانية تحتوي على كلام كثير غير عربي بالأساس، نظراً لطبيعة تكون المجتمع السوداني وتداخلاته الكثيرة، وتحتوي على كلام عربي محرّف عن أصوله، وتحتوي على كلام مقلبن، وعلي كلام أنا شخصياً لا أعرف له أصولاً،... مثلاً هاتان المفرداتان أنا لا أعرف لهما أصلاً: "ويكة"، و"آبري"،..
بالنسبة لي أوافقك مثلاً بخصوص كلمة "وقية، وأوقية" القانون العام الذي يمكن أن نخرج به، إن كانت المفردة مذكورة في "القواميس" بعدة ألسن يمكننا أن نعتمد جميع هذه الألسن بدرجة واحدة، مادامت متوفرة في المرجعية، مع إضافة مني: تاريخانية المفردة، الأقدم تكتسب عندي درجة علاوة على الأحدث، وبهذه الطريقة يمكنني أن أوافقك تماماً، بل قانوني الذي كنت أتعامل به في السابق لم يكن يخرج على هذه الملاحظة العميقة،..
وأيضاً أوافقك في أنَّ هذه القواميس تعاني من مشاكل كثيرة ولكن كيف يمكن حلها؟ في رأيي عبر مادتها وتضارباتها هذه نفسها، "من دقنو وأفتلو"، ومن المصادر الأقدم منها وإن كانت قليلة جداً، وأهمها القرآن، نظراً لعامل توثيقيته المتينة -"فحسب"-، ومن هنا أرجع مرة ثانية "لمنطق" اعتماداتك أخي عجب الفيا، أنا قلتُ في البداية، أنا لا أؤمن بالأحرف السبعة، لأنها تقديرات عنصرية تجاه ألسن بعينها، فكيف يمكنك يا أخي العجب، أن تعتمد الأحرف السبعة بمعنى "الروايات السبع"، بينما أنت تُعلن ثورة ضد لغة "أهل الامتياز" –وتقول بأنَّ اللغة كلها في مصاف واحد، وما كاينش عربي أفصح من عربي- فالقرآن له ما يُقارب الـ14 قراءة، لذلك أنا عند حديثي عنها قلت:
Quote: والقرآن نزل على سبعة أحرف تعني هذا الشيء، -وإن كنتُ لا أتفق معه-،.. |
وثَبَّتُ عدم اتفاقي معه، لأنه رأي ديني من كفر يكفر فهو كافر، ولا يصلح لي كباحث في اللغة وباحث عن الحقيقة، هذا كلام من باب الزريبة والقطيع، وليس الاصطلاح، فالعرب لم يصطلحوا على أنّ فلان أفصح من فلان، -كما يقول افتراضك بالأساس- وكما أوافقك- وقدماؤهم وطارفهم يتعامل مع هذه المسألة بكل بساطة ويسر حين تتعلق بالشعر الجاهلي، وبمجرد إدخال القرآن والحديث إلى الحسبة، يفرنبوا،..
خلاصة ثانية، مصطلح "عامية" "حرفياً" ظهر منذ أول القواميس، أما محتواه فموجود منذ زمن بعيد جداً، استشهدتُ لك بعلي بن أبي طالب وأبي الأسود الذي شَهِد معركة صفين مع الإمام علي، أما من كتب التاريخ والمصادر الأخرى، فأنت تعرف أن النقد العربي في بذرته الأولى لم يكن سوى نقد "لُغوي" بحت، وكله ينحصر في أنَّ هذه المفردة فصيحة، أو أنَّ الشاعر أخطأ في استخدامها أو أو ... كما يمكنك مراجعة كل الكتب في هذا المجال،... إذن "فصيح" و"عامي" هذه موجودة منذ السحيق والغابر في محتواها، يعني برضو محتمل نمشي نكوس مصادر تانية أقدم ونلقاها "حرفياً"،... لذا يا أخي العجب كخاتمة، أقول يمكنك أن تنجح في إثبات أنها مخطئة في بعض الأحايين، ولكن هي مصطلح صميم وليس بصدد العربية فقط، بل في لغات الدنيا كلها،...
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في الرد علي محسن خالد ... (Re: محسن خالد)
|
تقول يا محسن :
Quote: ثانياً... ألا تُقر بأنَّ عاميتنا "السودانية" تكَوَّنت من ألسنة كثيرة؟ كوشية وبجاوية وقبطية وتركية وإنجليزية ونوباوية و"نيلية –تعبيراً عن كافة الألسن الإفريقية؟ بالطبع تُقر بذلك، إذن ما هي رؤيتك لهذه التركيبة، هل هي "عربية" بالأساس؟ ناهيك عن "عامية" و"فصيحة"؟
|
طبعا يا محسن أنا اقر بذلك ودائما اذكر ذلك في احاديثي ومحاضراتي عن اللهجة السودانية ولي بوستات نشرت هنا عن المؤثرات النوبية والبجاوية في اللهجة السودانية العربية . تسالني ما رؤيتي للمفردات ذات الاصل غير العربي في هذه التركيبة هل هي فصيحة ام عامية
واقول ان الفصاحة عندي لا تتحدد بعروبة الكلمة يا محسن كل لغة عندي هي فصيحة بالضرورة وبالتالي كل كلمة هي كذلك عشان كده انا قلت ليك يجب ان تعيد النظر في تعريف مدلول الفصاحة .
تقول :
Quote: العامية السودانية تحتوي على كلام كثير غير عربي بالأساس، نظراً لطبيعة تكون المجتمع السوداني وتداخلاته الكثيرة، وتحتوي على كلام عربي محرّف عن أصوله، وتحتوي على كلام مقلبن، وعلي كلام أنا شخصياً لا أعرف له أصولاً،... مثلاً هاتان المفرداتان أنا لا أعرف لهما أصلاً: "ويكة"، و"آبري"،..
|
. ويكة ، وآبري هي عندي كلمات فصيحة . لاحظ انا قلت فصيحة ولم اقل عربية !! لانني لم اقل ابدا في يوم من الايام ان كل كلمات اللهجة السودانية ذات اصول عربية موضوع هذا البوست هو الكلمات العربية التي نظن انها عامية وهي ليست كذلك ، تساؤلك يا محسن عن كلمتي آبري وويكة يدل علي انك تحدد فصاحة الكلمة بوجودها في القوامس فاذا لم تجدها تحكم علي انها غير فصيحة ! من قال ان المعاجم والقواميس احتوت " علي الاسماء كلها " حتي الاكلات والمشروبات والنباتات التي يتم اكتشافها في المستقبل ؟؟؟؟؟!!!!!
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
Quote: أولاً أنا أتفق معك في أنَّ مصطلح "عامية" و"فصيحة" هو مصطلح غامض |
صديقي محسن وهكذا بهذا الهدوء تقاربت وجهات النظر كثيرا وسوف تتقارب اكثر ، اشكرك علي تفضلك بالرد والتعقب علي اسئلتي لكني ساعود للتعقيب بكثير من الهدوء علي ما تفضلت به وابقي بالف خير .
| |
|
|
|
|
|
|
Reالوهم هو السبب يا محسن (Re: Agab Alfaya)
|
كمية مشغوليات يا محسن عفوا علي التاخير ساجيب علي بعض النقاط الهامة وارجي الباقي الي حين عودتي من غيبة قسرية تدوم يومين تلاتة ،، بدا محسن هذا الحوار بحماس زائد في الدفاع عن مصطلح "عامية " وقدم تعريفا غير صحيح للمصطلح وعندما وضعناه في المحك العملي وطلبنا منه ان يضع لنا تعريفا مانعا جامعا لمصطلحي فصيح وعامي عجز عن تقديم هذا التعريف بل واقر بان المصطلحين غامضين :
Quote: أولاً أنا أتفق معك في أنَّ مصطلح "عامية" و"فصيحة" هو مصطلح غامض |
الحقيقة هو ليس غموض وانما غياب الاسس العملية لهذا التقسيم اصلا . وهنا اريد ان اذكر محسن بان يوفر جهده في اثبات وجود المصطلح لان الخلاف ليس علي وجود المصطلح وانما الخلاف حول ماهيته وتحديده وجديته وفعاليته وجدواها .
Quote: كلمة "عياء" هي كلمة فصيحة، وأنا أتساءل معك، لماذا لا نستخدمها في الكتابة؟ |
تتسآءل عن السبب يا محسن ، ما هو انت جيت في الخط ياخي ! السبب طبعا هو الوهم ، وهم تقسيم اللغة الي فصيح وعامي ودا يا هو موضوعنا ذاتو ! ليس "عياء " فحسب هي التي لا نستخدمها في لغة الكتابة والمخاطبات الرسمية بسبب هذا الوهم ، بل كل الكلمات التي وردت عند المتنبي في هذا البوست ، بل ان 90% من لغة الكلام نمارس عليها اقصاء قسريا ونطردها من دائرة لغة الكتابة بسبب هذا الوهم ، وانتم ، انتم الكتاب يا محسن يقع عليكم واجب فك الاقواس عن هذه الكلمات واطلاقها حرة لتغرد في فضاء الكتابة بلا قيود وهمية مصطنعة .ولكن للاسف انت تمارس هنا دورا لا يشبهك! Quote: أنا شخصياً أيما كلمة أعود إليها وأُلاحقها في القواميس وكل الكتب القديمة "فأجدها"، أستخدمها فوراً، مثلاً في (الرجل الكلوروفيل) صاحب المشاكل داك، أنا استخدمتُ فيه مفرداتٍ مثل "أروش" و"بَكّاش" و"يطلس"، وكنتُ في السابق أظن بأنَّ هذه المفردات "عامية" لا أصل لها حتى صادفتني في أمهات القواميس، |
اذن انت تقر هنا بهذا الوهم ، يا محسن ! وانك كنت احد ضحاياه ، ولكن تصيد الكلمات من القواميس ليس هي الطريقة المثلي لكاتب ثائر مثلك ، اللغة تاخذ من افواه الناس ومن الحياة ، استعمل الكلمات الحية المتداولة مثل داير وشوف ويسوي حتي ولو لم توجد في القواميس .
Quote: وهذا بالضبط ما جعل الأمم كافةً لها "مجامع" و"منتديات" لدراسة اللغة وصيانتها وحتى الابتكار فيها والنحت والاشتقاق وإنزال المصطلحات الجديدة، يعني نعم اللغة تتطور وتُطوَّر ولكن عبر علمائها وليس عبر ترك الأمور لأحاديث العامة، وهذا عين السبب الذي أنتجوا لأجله "مجمع اللغة العربية" و"مجمع اللغة الفرنسية" و"مجمع اللغة الألمانية".... وإلخ...
|
اللغة لا تفرخ في المختبرات العلمية ولا تصنع في المجامع يا محسن اللغة ينتجها الناس عامة الناس وتفرزها حركة الحياة العريضة لذلك كان جامعي اللغة من العرب الاوئل امثال ابو عمرو ابن ابي العلاء ، يضربون في البوادي والفرقان يجمعون اللغة من افواه " العامة " .وذلك قبل ان يتحول جمع اللغة من السماع الي القياس حيث تم تحنيت اللغة الي يوم الناس هذا : " ارجو ان تراجع في ذلك خصائص ابن جني الذي اشرت اليه في مداخلتك يا محسن " الكلمات التي فرختها مجامع اللغة العربية صارت مصدر تندر العامة ! دار الخيالة ، المرئي ، شاطر ومشطور وبينهما طازج !!!! لقد فشلت كل مجامع اللغة العربية ان توجد كلمة واحدة تعادل كلمة سندويتش ، بينما اهتدي اعرابي من كردفان من "العامة " الي ما فشلت فيه سدنة اللغة جاء ذلك الاعرابي الي مدينة الابيض وألجاته غريزة الجوع الي احد اكشاك بيع الاكل فقال لصاحب الكشك : اديني واحد من المحاشي ديل - يقصد السندويتشات !!!!
Quote: وهناك نقطة أنت لم تعلِّق عليها، أنا قسَّمت لك الخراب الذي يلحقه العوام باللغة إلى أنواع، أحياناً يأتون بمفردات ما من أصل لها، هذا ضرب، وأحياناً يستبدلون معنى لمفردة بمعنى آخر، وهذا ضرب، وأحياناً يُغيّرون بعض أحرفها بأخرى، وهذا ضرب،...
|
" الخراب الذي يلحقه العوام باللغة " انه لامر مؤسف ومحير ان تصدر منك هذه الجملة وهذا الفهم الاصولي السلفي الذي تتفوق فيه علي اكثر فقهاء اللغة سلفية يا محسن ! ادعوك مرة تانية الي خصائص ابن جني فهو اكبر معين لك علي هذه السلفية اللغوية . ان لغة العوام هي الاصل يا محسن وليس لغة الكتابة . لغة الكتابة لغة مصطنعة ومختلقة ولغة الكلام لغة طبيعية واذا جاز لنا الحديث عن تخريب ،فان لغة الكتابة هي " تخريب " للغة الاصل : لغة الكلام ! وليس العكس !! هذه الكلام قد يبدو غريب لاول مرة ولكنه الي يحتاج الي اعمال الفكر ونزع حجاب العادة حتي يكشف عن وجاهته . ان ما يمارسه ما تصفهم بالعامة هو معايشة اللغة كما ينبغي ان تكون بدون رتوش .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقد نسفت حجة صاحب لسان العرب ! (Re: Agab Alfaya)
|
صديقنا العزيز محسن خالد عساك بخير اينما كنت ظروف كثيرة حالت دون مواصلة هذا النقاش الجميل فقد كنت قد وعدت بتواصل الرد علي ما ورد في بقية ما جاء في تعقيبك الاخير ، كنت قد تحدثت انا عن ظاهرة اهمال واسقاط الهمزة في اللهجة السودانية في مثل كلمة بير وراس وسبوع وساس الخ وقد ارجعت هذه الظاهرة الي الاصول العربية في لغة اهل الحجاز وقراءات القرآن . وفي تعقيبك علي هذه المسالة وافقتني علي ذلك وكان ردك اقرب الي التوبيخ حيث قلت لي ما معناه بانك لست في حاجة الي من يذكرك بذلك بحكم بداهته عندك :
Quote: كلامك عن النبر والتخفيف بصدد الأصوات، أنت تعرف أنني لا أجهل هذه الناحية في اللغة فلا داعي لإيراده، أنا أتوقع منك أن نختلف فيما نحن مختلفان فيه بالفعل،... يعني "بئر" و"بير" و"رأس" و"راس" "انمحى" و"امحى" هذه أشياء معروفة لمن هو أقل اطلاعاً مني، فلا داعي لأن تلحقها باسمي وتقول لي هذه ليست عامية "يا محسن"، هل أنا قلت بذلك؟...
|
هذا كلام جميل يا صديقي ولكن الا تري انك بذلك قد نسفت حجة ابن منظور عندما اورد في لسانه ان : " وقية " عامية . والصحيح " أوقية " ؟؟!! الا تري انك بذلك اتفقت معي في ان تقسيم ألفاظ اللغة الي فصيح وعامي لا يستند الي اسس سليمة وانه في حاجة الي مراجعة جذرية ؟؟
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرحط هي الرهط وليس الرحض يا محسن ! (Re: Agab Alfaya)
|
سلام محسن خالد ارجو ان تكون بخير ومتابع معنا جاء يمداخلتك بتاريخ 11/12/2005ر
Quote: هنا مثالان محرّفان عن الأصل:
الرحط............ بمعنى الثوب – أو كما نقول "قطع الرحط" وما هو صحيح (الرحض)
|
هذا غير صحيح يا محسن الرحط في المعجم رهط وليس رحض ! .
جاء في اللسان العرب في معاني الرهط : " الرهط : جلد ، قدر ما بين الركبة والسرة ، تلبسه الحائض وكانوا في الجاهلية يطوفون عراة والنساء في أرهاط . قال ابن سيده والرهط جلد طائفي يشقق تلبسه لالصبيان والنساء الحيض . ابن الاعرابي : الرهط جلد يقد سيورا عرض السير اربع اصابع او سبر تلبسه الجارية الصغيرة قبل ان تدرك ، وتلبسه ايضا وهي حائض ، قال وهي نجدية ."
اما الرحض فهي غير الرهط وهي الغسيل ومنها جاءت المرحاض . جاء في اللسان : " الرحض : الغسل ، رحض يده والاناء والثوب وغيرها يرحضها رحضا : غسلها . وفي حديث ابي ثعلبة ك ساله عن أواني المشركين فقال ك ان لم تجدوا غيرها فارحضوها بالماء وكلوا واشربوا اي غسلوها . والرحاضة الغسالة . والمرحضة شيء يتوضا فيه مثل كنيف . وقال الازهري المرحاضة شيء يتوضأ به . والمرحضة والمرحاض المغتسل ، والمرحاض : موضع الخلاء والمتوضأ وهو منه .. وفي حديث ابي زيد الانصاري : فوجدنا مراحيضهم استقبل بها القبلة فكنا نتحرف ونستفغر الله ، يعني بالشام . اراد بالمراحيض المواضع التي بنيت للغائط . "
اذن الرحط هي الرهط وليس الرحض . نحن ابدلنا الهاء حاء والابدال معروف في اللغة وهو احلال حرف مكان آخر . مثل بكة ومكة . وقد الف فيه ابن السكيت واخرون ويمكن مراجعة جمهرة ابن دريد والمزهر للسيوطي وفقه اللغة لابن فارس وغيرهم . وذهب اغلب اهل اللغة ان الابدال اختلاف لغات /لهجات .وكل لغات العرب حجة كما قال ابن جني . وبهذا المعني ان الرحط ليس خطا وانما لغة /لهجة اي ان من العرب من يقول رهط ومنهم من يقول رحط .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرحط هي الرهط وليس الرحض يا محسن ! (Re: Agab Alfaya)
|
Dear A. Monem, Salamat.
This is a very interesting post.
Do you have any explanation for why many of the words used by Al Mutanabi and criticized by his contemporary linguists are found in Sudan but not in the homeland of Al Mutanabi? When I studied the Norwegian languish, I came across a very interesting article dealing with Norwegian dialects. In Norway, and specially in western Norway (where I live) are so many dialects, almost every village has its own dialect ( the explanation is the geography of the area that led to free movement and contact between people due the high mountains and fjord). In that article, they commented on the fact that many Norwegian who settled in the New World ( America) kept their dialects and when they came back to visit their homeland after some generations they found out that that particular dialects has changed and it was not spoken any more ( the dialect itself has developed). This phenomenon probably could explain the disappearance of a certain Arabic dialect from its origin (say in Iraq) while it still exists in (say Sudan) if indeed some people migrated from that origin to Sudan. However, the problem here is that this dialect (here, words) was criticized by people even then. That means it was most probably not in common use then. So, how could words that were not common at any particular time, become dominant several centuries later and several thousand miles away? To me, one explanation could lie in what you yourself have written about Quran and the Sudanese dialect. I believe the words used in Sudan that has origin form Quran are simply learnt from Quran. Religious scholars, regardless of their ethic background, entered Sudan in hundreds some centuries ago. They taught Islam and consequently the Arabic language spread in Sudan is directly related to Quran and classic Arabic. This is probably the case with AlMutanabi, also it is difficult for me to how.
Aymen Bushra
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الرحط هي الرهط وليس الرحض يا محسن ! (Re: aymen)
|
الاخ ايمن تحيات نواضر
اذا فهمت قصدك فهما سليما اقول انه يصعب جدا القول ان الفاظ اللهجة السودانية الواردة في القرآن تعلمها السودانيون من تدارس القرآن ! كذلك يصعب جدا القول ان الالفاظ الواردة في شعر المتنبي تعلموها ايضا من تدارس شعره وذلك لاسباب كثيرة يصعب الاسهاب فيها الان ، ولكن اكتفي في هذه العجالة بالقول ان هذا الافتراض لا يمكن التسليم به الا اذا افرضنا وسلمنا بان القبائل العربية في السودان تعلمت العربية تعلما ولم تكن العربية بالنسبة لها اللغة الام ، وهذا غير صحيح .ارجو ان اسمع منك ،
مع وافر التقدير والاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصحيح قصة المدية والسكين ، ودلالتها اللغوية يا محسن ! (Re: Agab Alfaya)
|
صديقنا الجميل /محسن لعك بخير ومتابع معنا ، تقول في واحدة من تعقيباتك :
Quote: ولك الشاهد من –اليومي المعيش- أن الرسول "ص" كان يقول لأبي ذر الغفاري: ناولني السكين، وأبو ذر يتلفت دون أن يفهم، فأخذ الصحابة يضحكون وقالوا للنبي، يا رسول الله إنه من غفار-قبيلة غفار، ولا يعرف السكين، بل قل له ناولني "المُدية"، والقرآن تكلّم بـ"الدارس" من اللغة،... وللمزحة كدي عشان ما تجي تزرزرني بمثال أبي ذر، القواميس جُمعت من عامة العرب ومن عوامهم،... |
هذه القصة هي حجة عليك يا محسن . وقولك: " عشان ما تجي تزرزرني " دليل احساسك بانك اقمت الحجة علي نفسك . وهو ان اللغة جمعت ودونت من افواه عامة العرب . كل ما نطقت به العرب فصيح لا فرق بين كلام العامة والخاصة بدليل دخول لفظ مدية معاجم اللغة ،رغم " عاميته " كونه ليس من لغة المركز "مكة والمدينة ". ولكن قبل الاستطراد في دلالة ذلك نود تصحيح القصة كما وردت في كتب اللغة . فالصحابي هو ابو هريرة وليس ابا ذر !
وتروي القصة في كتب اللغة كالآتي : " ان ابا هريرة لقى النبي ص وقد وقعت من يده السكين ، فقال له : ناولني السكين ، فالتفت ابو هريرة يمنة ويسرة ولم يفهم ما المراد بهذا اللفظ فكرر له القول ثانية وثالثة وهو يفعل ذلك . ثم قال : آالمدية تريد ؟ فقيل له نعم . فقال أو تسمي عندكم سكينا ؟ ثم قال والله لم اسمع الا يومئذ . " انظر : في اللهجات العربية - د. ابراهيم انيس ص167
هذه القصة تثبت عدد من الحقائق تصب كلها في تاكيد دعوتنا وهي :
- "ان القواميس جمعت من عامة العرب ومن عوامهم ". أفي ذلك شك ؟
-العرب ما كانت تتكلم لغة /لهجة واحدة وانما لكل قبيلة او مجموعة من القبائل لهجة/لغة الخاصة بها .وان ما يسمي اللغة العربية الفصحي المدونة في المعاجم هي تجميع للغات العربية المختلفة التي كانت تتحدثها تلك القبائل .( راجع كلام ابن جني وابن فارس اعلاه ) . عن اختلاف لغات العرب وحجيتها جميعها .
- ما يعرف بالترادف او تعدد الالفاظ للمعني الواحد مثل السكين والمدية ما هو الا اختلاف لغات/لهجات القبائل العربية .وبالتالي ان تعدد اللهجات العربية هو اثراء للغة العربية واثراء لها وان اقصاء هذه اللهجات واهمالها بحجة الحفاظ علي اللغة العربية الفصحي هو في حقيقته قضاء علي العربية وعلي الثراء الذي تميزت به .
- علينا ان ننظر من الان فصاعدا في هذه اللهجات من باب اختلاف اللغات/اللهجات وليس من باب التقسيم الوهمي لالفاظ اللغة الي فصيح وعامي .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تصحيح قصة المدية والسكين ، ودلالتها اللغوية يا محسن ! (Re: Agab Alfaya)
|
يا عجب الفيا..سلام جاك وتحيه قلبيه, اما بعد, اولا انا احب النظر لصورتك هذه,فهي تذكرني باهلي,وتلهمني نفحة قديمه لشخصيه سودانيه ان نحن نظرنا في انفسنا لوجدناها,هو ليس باطراء قدر ماهو توسم وفراسة, ارجو ان اكون اهل لها,وصاحبك العسير المتنبي (لو تذكر) تحدثه عن ذكاء عيون شخص حتى ظن انها اكتحلت بالذكاء.
ابو الطيب المتنبي,الطيب صالح,بوب بن مارلي,حينما يتحدث احد عن اي منهم,اصيخ بقلبي اكثر من عقلي, وكما قال رب الشعور واستاذ الاساتيذ ابو تمام: شكرتك ليلة حمدت وطابت اقام سرورها ومضى كراها سمعت بها غناء كان اولى بان يقتاد نفسي من عناها ومسمعة يحار السمع فيها ولم تصممه..لا يصمم صداها ولم افهم معانيها ولكن.. ورت كبدي..فلم اجهل شجاها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللهجة السودانية في شعر المتنبي ! (Re: Agab Alfaya)
|
رفيق الحرف المسكون بحب البلد وناس البلد محمد بهنس ذاك كان ايام الشباب يا عزيزي . تلك العيون التي كانت تشع بحب الاستطلاع صارت الان كحبة العنب الطافية . ومع ذلك كم انا سعيد بان تتوسم في الصورة ، ملامح اهلك الطيبين هناك والوطن الذي نحمله بين جوانحنا ايما حللنا ، نردد مع حميد ومصطفي : يا ما شايلك فيني حايم لا الاسامي الاجنبية، لا العمارات السوامق ، لا الليالي المخملية بتمحي من عيني ملامحك .
" وتمهلت عند باب الغرفة وانا أستمريء ذلك الاحساس العذب الذي يسبق لحظة لقائي مع جدي كلما عدت من السفر . احساس صاف بالعجب من ان ذلك الكيان العتيق ما يزال موجودا أصلا على ظاهر الارض . وحين اعانقه استنشق رائحتة الفريدة التي هي خليط من رائحة الضريح الكبير في المقبرة ورائحة الطفل الرضيع . وذلك الصوت النحيل المطمئن ، يقوم جسرا بيني وبين الساعة القلقة التي لم تتشكل بعد .. نحن بمقاييس العالم الصناعي الاوربي ، فلاحون فقراء ، ولكنني حين أعانق جدي احس بالغني ، كانني نغمة من دقات قلب الكون نفسه . انه ليس شجرة سنديان شامخة وارفة الفروع في أرض منت عليها الطبيعة بالماء والخصب ، ولكنه كشجيرات السيال ، تقهر الموت لانها لا تسرف في الحياة . وهذا وجه العجب . انه عاش أصلا رغم الطاعون والمجاعات وفساد الحكام . "
حفظك الله يا بهنس . وحفظ لنا طيبنا الصالح ، وسلام لابي الطيب وبن مارلي في الخالدين .
| |
|
|
|
|
|
|
|