الديمقراطية الليبرالية بشقيها السياسي والاقتصادي هي خاتمة مطاف تتطور الفكر البشري . فقد حسم صراع الايديلوجيات ، نهائيا والى الابد ، لصالح الديمقراطية الليبرالية . هذه هي باختصار الرسالة التي يريد تبليغها ، فرانسسكو فوكاياما من خلال كتابه الذائع الصيت : " نهاية التاريخ " The End of History and the Last Man, Francis Fukuyama
لعله ليس صدفة ، ان تلتقي الفلسفات الارضية بالعقائد السماوية في تصور نهاية سعيدة تتوج تطور الفكر الانساني في رحلته الشاقة والمتعرجة نحو الكمال ( ان كان ثمة كمال ) . فاذا كانت الجنة هي النهاية السعيدة التي تبشر بها الاديان السماوية اتباعها . فان الفلسفات الانسانية المثالية ( افلاطون وتوماس مور الخ ..) لا يختلف تصورها لتلك النهاية السعيدة ( اليوتوبيا او المدينة الفاضلة ) عن الجنة . اما الفلسفات المادية (العقلانية ) فتؤمن ان الانسان قد امتلك زمام مصيره بفضل المعرفة وانه قادر علي تسخير هذا العلم ليرقي به نحو الكمال البشري ، وانه حتما سيبلغ نهاية هذا الكمال حينما يتجسد النظام المثالي الذي يلبي طموحات واشواق الانسان الي الحياة الانسانية الكريمة . يري هيجل ان غاية تطور الفكر البشري هي بلوغ الحرية الانسانية ، وان النظام الاقدر علي تحقيق هذه الحرية ، هي الديمقراطية الليبرالية . اما عند كارل ماركس فيري ان الحرية الانسانية التي ينشدها هيغل لا تتحقق الا بتحقق النظام الشيوعي . هذه الغاية التي عناها ، هيجل وماركس ، هي النهاية التي قصدها فرنسيس فوكاياما في عنوان كتابه : " نهاية التاريخ " . فهو لا يقصد بنهاية التاريخ ، نهاية الاحداث والوقائع اليومية وانما يقصد : " ان التطور المضطرد للمجتمعات البشرية لا يسير الي ما لانهاية ، وانما محكوم بتوصل الانسان الي شكل محدد لمجتمعه يرضي احتياجاته الاساسية وعندما يتم التوصل الي هذا الشكل يتوقف التطور او بمعني آخر يتوقف التاريخ . هذا لا يعني اطلاقا توقف للاحداث ، فالحياة ستستمر من ميلاد وموت ، وسيستمر تفجر الاحداث الهامة وغير الهامة ، وستستمر نشرات الاخبار وتستمر الجرائد في الاطلال علينا كل يوم ، لكن الفرق الوحيد هو انه لن يكون هنالك اي تقدم او تطور بعد اليوم فيما يتعلق بالمباديء والايدلوجيات والمؤسسات . " هذه النهاية بالنسبة لفوكوياما هي ، الديمقراطية الليبرالية الراسمالية . انها في تصوره النظام الامثل للحكم . كل المجتمعات شاءت ام ابت مكتوب عليها تتنبي هذا النظام . قد تتعثر المسيرة عند بعض الدول والامم نحو بلوغ هذه الغاية ولكنها ستصل ان عاجلا ام أجلا . ويختتم فوكوياما كتابه بهذا التصور الدرامي الذي يعبر عن ايمانه الحتمي بانتصار الديمقراطية اللبيرالية : " .. ويبدو لي اخيرا – الجنس البشري كما لو كان قطارا طويلا من العربات الخشبية التي تجرها الخيول متجها الي مدينة بعينها عبر طريق في قلب الصحراء ، بعض العربات قد حددت وجهتها بدقة ووصلت اليها باسرع وقت ممكن ، والبعض الاخر تعرض الي هجوم من الهنود الاوباش ، فضل الطريق ، والبعض الثالث أنهكته الرحلة الطويلة فقرر اختيار مكان وسط الصحراء للاقامة فيه وتنازل عن فكرة الوصول الي المدينة ، بينما من ضلوا الطريق راحوا يبحثون عن طريق بديلة للوصول الي المدينة ، وفي النهاية يجد الجميع انفسهم مجبرون علي استعمال نفس الطريق - ولو عبر طرق فرعية مختلفة – للوصول الي غائتهم ، وفعلا تصل أغلب هذه العربات الي المدينة في النهاية ، وهذه العربات عندما تصل لا تختلف عن بعضها الا في شيء واحد هو توقيت وصولها الي المدينة : سرعة او بطء وصولها الي ، الديمقراطية الليبرالية ، ومن ثم نهاية رحلتها ، الي .. نهاية التاريخ ."
فهل حقا ان الديمقراطية الليبيرلية بشقيها السياسي والاقتصادي هي خاتمة المطاف البشري نحو المال ام انها حسب ماركس مرحلة ضرورية لا بد منها ، تصل فيها الراسمالية الى أعلي مراحل تتطورها لتهيئة المجتمعات للانتقال الي الاممية الشيوعية . ام انها التجسيد الرمزي للمسيخ الدجال الذي يمهد لظهور المسيح ليقيم جنة الارض السماوية حيث يرث المستضعفون الارض كما يعتقد الجمهوريون وسائر اتباع الكتب السماوية ؟؟؟!!
صدر كتاب فوكاياما سنة 1992 عقب تفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط الانظمة الاشتراكية في اوربا الشرقية ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب ان فكرة الكتاب ترجع الي مقال حمل نفس العنوان كتبه في صيف 1989 . بل ان فكرة المقال نفسه ترجع الى محاضرة القاها بجامعة شيكاغو في ذات السنة بعنوان : الديمقراطية بين النظرية الممارسة . _____________
• The End of History and the Last Man, Francis Fukuyama, perennial , 1992 * نهاية التاريخ – ترجمة حسين الشيخ – دار العلوم – بيروت 1993
* كنت قد قدمت استعراضا للكتاب سنة 95/1996 بمنتدي الثلاثاء بام درمان بالملازمين التحية لاستاذ احمد المرتضى ابو حراز وكل تلك المجموعة الجميلة
الأخ العـريس عبد المنعـم، تحياتي أولا والسـلام..والشـكر لك على اشـراكنا هـذه القـراءة..وأسـمح لي ببعـض الإضافات والتعليق.. أولا أوافق بلا شك، أن الديمقراطية الليبرالية، بشـقيها السياسي والحقوقي هي أفضل أنظمة الحـكم الموجـودة في الدنيا، لأن المقابل لها ببساطة هو الدكتاتورية أو الشمولية وغيرهما من الأنظمة القمعية؛ ولكـن وفي نفس الوقت، لا اعـتقد أن التأريخ قد وصل إلى نهايته، أو توقف، أو سيصل إلى تلك النهاية عنـدما تتبني كل بلدان العالم الديمقراطية الليبرالية نظاما للحكم؛ فالتأريخ لن يتوقف.. لكنه يتعثر، ويثير الغبار، كلماّ مر ّ طريقه ب( الحفر والدقداق).. كتبت:
Quote: هذه الغاية التي عناها ، هيجل وماركس ، هي النهاية التي قصدها فرنسيس فوكاياما في عنوان كتابه : " نهاية التاريخ " . فهو لا يقصد بنهاية التاريخ ، نهاية الاحداث والوقائع اليومية وانما يقصد : " ان التطور المضطرد للمجتمعات البشرية لا يسير الي ما لانهاية ، وانما محكوم بتوصل الانسان الي شكل محدد لمجتمعه يرضي احتياجاته الاساسية وعندما يتم التوصل الي هذا الشكل يتوقف التطور او بمعني آخر يتوقف التاريخ . هذا لا يعني اطلاقا توقف للاحداث ، فالحياة ستستمر من ميلاد وموت ، وسيستمر تفجر الاحداث الهامة وغير الهامة ، وستستمر نشرات الاخبار وتستمر الجرائد في الاطلال علينا كل يوم ، لكن الفرق الوحيد هو انه لن يكون هنالك اي تقدم او تطور بعد اليوم فيما يتعلق بالمباديء والايدلوجيات والمؤسسات . " هذه النهاية بالنسبة لفوكوياما هي ، الديمقراطية الليبرالية الراسمالية
ولكن أرى أن هـذا القول أيضا يحـوى معنى لنهاية الأحـداث الهامة أيضا بنهاية الحرب الباردة وانهيار المعسكر الاشـتراكي والاتحـاد السـوفيتي، خاصة وأن الكتاب قد صدر عقب ذاك الانهيار؛؛ فيمكن أن أستخلص أن المقصود هو نهاية الأحـداث (السياسية الهامة) - أو هـكذا تنبأ فوكوياما - بسيطرة الديمقراطية الليبرالية بزعامة أميركا... لذلك تجـد كثير من الدراسـات التي نقارن بين (نهاية التأريخ)، و(صـراع الحضارات) لصامويل هـنتنغتون.. الذي يقـرر أن صـراع أو صدام الحضارات سيحكم السياسة العالمية بعد نهاية الصراع الآيديولوجي لصالح المعسكر الديمقراطي _ الرأسمالي... وبالعـودة إلى سـؤالك:
Quote: فهل حقا ان الديمقراطية الليبيرلية بشقيها السياسي والاقتصادي هي خاتمة المطاف البشري نحو المال
قد تـكون هي كذلك باعتبارها كما أسلفت أفضل أنظمة الحـكم الموجودة.. بالرغم من كونها؛ مثل أي كسب إنساني آخـر؛ ليسـت مبرأة من العـيوب والنقائص..وهنا تكمن معجزة الديمقراطية في رأي لأنها قابلة للتطور، والإستفادة من الأخطاء، ومن تـراكم الخـبرات أيضا، ما يعني؛ من جهة أخـرى أن التأريخ لن يتوقف ما دامت الديمقراطية نفسها، بشقيها السياسي والإقتصادي، قابلة للتطور، للتعديل، للاضافة والحـذف الخ لأنها (لو جاز لي أن أقارنها بأي مُـخترع آخـر) هـي أيضا من اخـتراع وصنع هـذا الإنسـان القابل للتطور باسـتمرار..لك كثير الود.. وارجـو أن أعـود..
04-10-2006, 03:08 PM
munswor almophtah
munswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368
إن ما جاء به فوكومايا من نهاية للتاريخ وما جاء به هنتغتون لصراع للحضارات وما توسط به جارودى من حوار للحضارات وما سيأتى نتيجه لسرعة المتغيرات وخارجا عن تصورات وآفاق الفلاسفه والمفكرين وما يصاغ بصدده بعد إستقراء واقعه واستنباط نتائج منه لمدى آت لا يمكن أن يكون غير الذى قال به سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التكميل والسلام
(زوية لى الأرض حتى رايت أركانها وسيبلغ مجد أمتى ما رأيت مما زوى منها)) أو كما قال
ففوكومايا وغيره يقولون ما فى سعة إدراكهم من إستقراء يستنبطونه بعلميه ذات صدق غير مطلق أما سيد الخلق فهو لا ينطق عن الهوى ولكن يوحى إليه وما العولمه إلا لبنه أولى لتحقيق قوله وما الثوره العلميه والتكنلوجيه إلى وسائل تقرب سرعة تحقيق ذلك الوعد والله ورسوله أعلم......................
الاخ عيسي تحيات نواضر وسلام اخضر شكرا على هذه المساهمة القيمة لاشك ان الديمقراطية الليبرالية اصبحت قدر الشعوب اليوم صحيح هي ليست نظاما مثاليا وخاليا من النواقص والتناقضات لكنها افضل الخيارات المتاحة الان . لذلك سيظل الانسان في بحث دائم عن النظام الامثل الذي يحق العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية هل سيكون هذا النظام من داخل الراسمالية نفسها بتطوير نفسها بنفسها كما تفضلت اما لا زالت هنالك فرصة لقيام نظم اشراكية مبراة تتفادي ما وقعت فيه النظم السابقة . آلا يمكن الجمع بين الديمقراطية الليبرالية والاشتراكية ؟ ام ان الليبرلية كل لا يقبل التجزيء ؟ اما نهاية التاريخ فهو مصطلح فلسفي اوجده هيجل والمقصود به نهاية صراع الافكار او الايدلوجيات الكبري .ويري هيجل هذا الصراع ينتهي بوصوله الي فكرة واحدة او ايدلوجية واحدة يتساوي فيها كل الناس .
وتقبل فائق تقديري وفي انتظار المزيد
04-10-2006, 11:43 PM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
الحقيقة ان فوكاياما لم يات بجديد انه فقط قرأ الخارطة السياسية فوجد سيادة الديمقراطية الليبرالية بشقيها ، ولكن هل هي خاتمة المطاف طبعا لا ، ولكن في الوقت الراهن كل الشعوب تتحول صوبها الي ان يقضى الله امرا كان مفعولا .
04-12-2006, 02:54 PM
Omayma Alfargony
Omayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434
كالعـــــــــــــــــــــادة.... Inspiring and brain storming topic
أتفق معك أن الواقع السياسي والاقتصادى على مستوى العالم يتجه نحو الديموقراطية الليبرالية كخيار قد يمكنه النجاح في احتواء المشكلات المتفاقمة الناجمة عن عالم ملئ بالاثنيات العرقية،الديانات المختلفة، بل والمذاهب الدينية المتناحرة.
كذلك فجوة موغلة فى العمق فى مستويات معيشة الفرد بين الدول المانحة(الغنية) والدول المستنزفة(الفقيرة).
لي عودة..
لدى تساؤلات..
الى ذلك الحين
ارقد عافية.
04-13-2006, 11:37 PM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: هل سيكون هذا النظام من داخل الراسمالية نفسها بتطوير نفسها بنفسها كما تفضلت اما لا زالت هنالك فرصة لقيام نظم اشراكية مبراة تتفادي ما وقعت فيه النظم السابقة .
مثلما تطـورت العـربات التي تجـرها الخـيول في مثال فوكوياما إلى قطـارات مغناطيسية تصل سرعتها إلى قرابة ال400 كيلومتر في الساعة الآن؛ ويسـتحيل أن تضـل طريقها في الصحراء أو بـين الجبال، بل تـصل لوجتها (بالدقيقة والثانية)؛؛ فالديمقراطية الليبرالية أيضا، وقد ثبت الآن تـفوقها من نواحي عـدة على غيرها من الـنظم؛ أيضا يـمكن أن تتـطور إلى نـظام أكـثر إنسانية؛ أي بالأخـذ حتى ببعض أو بكثير من محاسـن الإشـتراكية؛ فالديمـقراطية أو الرأسمالية، وعلى العكـس من الإشـتراكية ليست نواة صلبة غير قابلة للإنقسام في راي؛ وهـي أيضا أكثر (واقعية) من الإشـتراكية.. لذا فأنا أرحج أن تسـير حركة العـالم السـياسية في هـذا الإتجاه؛ إتجاه تـطوير الليبرالية نشـودا للكمال ( الكمال في حـدود المقدرة الإنسانية طبعا) أو النهـاية التي عـناها المفـكر فوكوياما.. وربما يشـهد التأريخ القـريب ببعض ذلك؛ فالأحـزاب الشـيوعية في الدول الإشـتراكية السابقة نجـدها قد تحولت إلى أحزاب ديمقراطية،فقـط توصف بأنها يسـارية ولكنها في النهاية قـد تخلت عن مبادئ الشيوعية السابقة وأصبحت مثلها مثل حزب العمال البريطاني (مثلا)؛ وقـد عادت جميعها على ما أظـن إلى كراسي الحكـم بعـد سـنوات قليلة من انهيار الشيوعية..ما يدعـم القـول بتوجـه العالم إلى الديمقراطية الليبرالية..ولك أطيب السـلام، وارجـو أن أواصل..
04-13-2006, 02:53 PM
Omayma Alfargony
Omayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434
Quote:"" هذه الغاية التي عناها ، هيجل وماركس ، هي النهاية التي قصدها فرنسيس فوكاياما في عنوان كتابه : " نهاية التاريخ " . فهو لا يقصد بنهاية التاريخ ، نهاية الاحداث والوقائع اليومية وانما يقصد : " ان التطور المضطرد للمجتمعات البشرية لا يسير الي ما لانهاية ، وانما محكوم بتوصل الانسان الي شكل محدد لمجتمعه يرضي احتياجاته الاساسية وعندما يتم التوصل الي هذا الشكل يتوقف التطور او بمعني آخر يتوقف التاريخ . هذا لا يعني اطلاقا توقف للاحداث ، فالحياة ستستمر من ميلاد وموت ، وسيستمر تفجر الاحداث الهامة وغير الهامة ، وستستمر نشرات الاخبار وتستمر الجرائد في الاطلال علينا كل يوم ، لكن الفرق الوحيد هو انه لن يكون هنالك اي تقدم او تطور بعد اليوم فيما يتعلق بالمباديء والايدلوجيات والمؤسسات . " هذه النهاية بالنسبة لفوكوياما هي ، الديمقراطية الليبرالية الراسمالية""
سبقنى الاخ عيسى الذى اتفق معه.
بأن الديمقراطية من صنع الانسان فهى قابلة للتطور وبالتالى فان الديمقراطية الليبرالية لن تكون آخر المطاف فى نشود الانسان للكمال...
Quote: ""...، لكن الفرق الوحيد هو انه لن يكون هنالك اي تقدم او تطور بعد اليوم فيما يتعلق بالمباديء والايدلوجيات والمؤسسات . "
هل هذا يعنى توقف انبلاج ايدلوجيات أخرى وشمول ايدلوجية واحدة فقط؟
اعتقد أن النقطة أعلاه تحتاج الى توضيح أوسع.
Quote: ""ان التطور المضطرد للمجتمعات البشرية لا يسير الي ما لانهاية ، وانما محكوم بتوصل الانسان الي شكل محدد لمجتمعه يرضي احتياجاته الاساسية وعندما يتم التوصل الي هذا الشكل يتوقف التطور او بمعني آخر يتوقف التاريخ .""
صميم تلك الكلمات ينفى بشدة ظاهرة ""عولمة"" السياسات والايدلوجيات الاجنبية. وفى نفس الوقت يدعو لتبنى سياسة عالمية مشتركة.
فى رأيي أن فشل العديد من الاتجاهات السياسة فى العديد من دول العالم وفى""السودان"" تحديدا هو تبنيها لايدلوجيات مستوردة وعدم اخداعها لأى اعادة صياغة، واصرارها على تنفيذها محليا رغم أنف ثقافة المحل التى لا يقهرها قاهر.
دعوة طمبل
و
نفض التقليدية
و
السودانوية فى شعر محمد المهدي المجذوب
هل هذا يعني أن كل دولة ستتطور على حدة الى أن تلتقى البشرية عند اعلى قمة تطور لتقف؟ فيقف التاريخ.؟
Quote: هل هذا يعني أن كل دولة ستتطور على حدة الى أن تلتقى البشرية عند اعلى قمة تطور لتقف؟ فيقف التاريخ.؟
طبعا يا أميمة تبني نظام كوني عالمي سواء كان هذا الديمقراطية الليبرالية او الشيوعية الاممية ، لا يعني بالضرورة القضاء على الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والتاريخية للدول . كل دولة ستتطور وفق معطياتها الداخلية في الاطار العالمي ،، بهذا المعني السودانوية منظور للخصوصية الثقافية في الاداب والفنون لكنه لا يعني باية حال من الاحوال الانغلاق وعدم الانفتاح علي الثقافات الاخرى. ان العالمية في الادب هي الغوص عميقا في "المحلية" لا يوجد اديب بلغ العالمية الا عبر اظهاره للمحلية في منظوره الابداعي .العلاقة بين المحلية والعالمية ديالتيكية مثل علاقة الفرد بالمجتمع . لذلك ليس صحيحا ما قيل ان دعوة حمزة الملك طمبل الى ادب سوداني يحمل مكونات الامة السودانية دعوة ضيقة او منغلقة ، هذا تفسير قاصر . سوف نناقش الموضوع بتفصيل اكثر في بوست السودانوية فارجو ان تشرفينا هنالك .
،،
سعدنا بك حقا
نواصل الرد على باقي الملاحظات .
04-15-2006, 02:39 PM
Omayma Alfargony
Omayma Alfargony
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 1434
Quote: ان العالمية في الادب هي الغوص عميقا في "المحلية" لا يوجد اديب بلغ العالمية الا عبر اظهاره للمحلية في منظوره الابداعي .العلاقة بين المحلية والعالمية ديالتيكية مثل علاقة الفرد بالمجتمع"
.
Quote: جنس الكلام دا بخلينا دائما مسمرين في البورد دا
العزيز الفيا
لا أنحرمنا من ألق وجودك.
ودى وتقديري.
04-14-2006, 02:02 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: : ""...، لكن الفرق الوحيد هو انه لن يكون هنالك اي تقدم او تطور بعد اليوم فيما يتعلق بالمباديء والايدلوجيات والمؤسسات . "
هل هذا يعنى توقف انبلاج ايدلوجيات أخرى وشمول ايدلوجية واحدة فقط؟
اعتقد أن النقطة أعلاه تحتاج الى توضيح أوسع.
العزيزة أميمة هذا ما يؤمن به فوكاياما : الديمقراطية الليبرالية هي الايدلوجيا التي ستسود العالم في النهاية . اما عن ظهور ايدلوجيات جديدة حسب راي لن ينتهي ابدا لكن العبرة بالخواتيم كما يقولون .
04-14-2006, 02:07 AM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: صميم تلك الكلمات ينفى بشدة ظاهرة ""عولمة"" السياسات والايدلوجيات الاجنبية. وفى نفس الوقت يدعو لتبنى سياسة عالمية مشتركة.
العزيزة أميمة هنالك فرق بين العولمة والعالمية ! العولمة ارتبطت بالهيمنة الامريكية والدول المصنعة الكبري ، اما العالمية فهي مفهوم " انسانوي "قديم ليست بالضرورة ان تكون مرتبطة بسياسات الهيمنة والغلبة والامبريالية .
04-13-2006, 11:44 PM
Agab Alfaya
Agab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015
Quote: فالأحـزاب الشـيوعية في الدول الإشـتراكية السابقة نجـدها قد تحولت إلى أحزاب ديمقراطية،فقـط توصف بأنها يسـارية ولكنها في النهاية قـد تخلت عن مبادئ الشيوعية السابقة وأصبحت مثلها مثل حزب العمال البريطاني (مثلا)؛ وقـد عادت جميعها على ما أظـن إلى كراسي الحكـم بعـد سـنوات قليلة من انهيار الشيوعية..ما يدعـم القـول بتوجـه العالم إلى الديمقراطية الليبرالية.
ملاحظة سليمة مية بالمئة يا عيسى صارت احزاب الكتلة الشرقية سابقا مثل احزاب اوربا الغربية التي اندمجت في النظام الليبرالي مبكرا كحزب العمال والشيوعي الفرنسي والايطالي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة