الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 02:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2007, 06:26 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد

    كنت كثيرا ما اتسآءل ، قبل مطالعة كتاب "الاستشراق " عن الجديد الذي اتى به ادوارد سعيد حتى حظي كتابه بكل هذا الاهتمام بين المثقفين الردكاليين في الغرب والشرق على السواء . فقد ارتبط الاستشراق ، في اذهان الكثيرين منذ انفتاح الشرق العربي الاسلامي على أوربا ، بالاستعمار وبالتبعية الثقافية والحضارية للغرب . فقد نظر التقليديون و انصار الحركات الدينية السلفية الى بحوث المستشرقين عن الاسلام والحضارة العربية ، بقدر كبير من الشك والريبة ، لاعتقادهم ان هذه البحوث والكتابات بالرغم ما تدعيه من صرامة منهجية الا انها تدفعها الرغبة في تحريف الاسلام وتشويه تاريخ المسلمين والنيل من الثقافة العربية .
    وشملت هذه النظرة حتى المفكرين العرب التجديديين امثال طه حسين وعلى عبد الرازق اذ كان ينظر اليهم كتلاميذ للمستشرقين والى مساهماتهم في تجديد الفكر العربي والاسلامي بوصفها ترديدا لمقولات المستشرقين الهادفة الى تشويه التاريخ الاسلامي والحضارة العربية . ويمكن الاكتفاء هنا بالاشارة بصفة خاصة الى كتابات الشيخ محمود محمد شاكر الذي بدا في نشرها منذ الثلاثينات وحتى الستينيات بمجلة "الرسالة " وغيرها ضد اسهامات طه حسين ولويس عوض وتوفيق الحكيم ومحمد مندور وغيرهم ويصفهم ساخرا بصبيان المستشرقين ، وكان يردد : " الاستعمار ، والتبشير ، والاستشراق ، ثلاثة اسماء لشيء واحد " !! وقد جمع هذه المساجلات ونشرها في كتاب من عدة اجزاء اسماه " أباطيل واسمار " .

    صدر كتاب "الاستشراق " للمفكر العربي الفلسطيني ، ذي الخلفية الماركسية ، ادوارد سعيد ، باللغة الانجليزية سنة 1978 . وصدرت ترجمته الى اللغة العربية بقلم الناقد والاستاذ الجامعي ، كمال أبو ديب سنة 1981 . وبعد ان تيسر لي الاطلاع على الكتاب وجدت ان تساؤلاتي كانت في محلها . فمن حيث المضمون ليس هنالك جديد في طرح ادوارد سعيد . فقد كرر ذات الاتهامات والادانات القديمة ضد الاستشراق والمستشرقين . كما انه تبني اطروحات المفكر الماركسي انور عبد الملك في إدانة الاستشراق بوصفه أداة إمبريالية لتكريس التخلف والتبعية الثقافية للغرب . وكان عبد الملك قد نشر سنة 1963 بمجلة يوجين الفرنسية مقالة بعنوان ( الاستشراق في أزمة ).
    ولم تخرج افكار سعيد في جوهرها عما ورد في مقالة أنور عبد الملك . لكن اذا كان انور عبد الملك قد استثنى الماركسية والاستشراق الروسي من دائرة الادانة . فقد ذهب سعيد بعيدا الى حد وصف ماركس نفسه ، أكبر ثائر ضد الرأسمالية الغربية ، بانه كان استشراقيا اي انه كان خادما للنظرة الامبريالية في محاولته اثابت نظريته من خلال حديثه عن نموذج الانتاج الاسيوي . حتى ان سعيد دبج الصفحة الاولى من كتابه بايراد قول ماركس : " انهم عاجزون عن تمثيل انفسهم ، ينبغي ان يمثلوا " مقتبسا من (برومير الثامن عشر للويس بونابرت ) ، وذلك في اشارة للشرقيين حسب تأويل سعيد . الامر الذي أثار حفيظة المفكر ، مهدي عامل ، وحدا به الى تجريد كتيبا في الرد على سعيد ومنهجه ، يعد من اجود ما كتب، عامل ، اسماه " هل القلب للشرق والعقل للغرب - ماركس في استشراق ادوارد سعيد " .

    لكن ما الجديد في كتاب ادوارد سعيد ؟!

    الجديد هو المنهج الذي نظر من خلاله الى الاستشراق واللغة ذات المفردات والصياغات المراوغة التي يستصحبها ذلك المنهج . فقد وظف سعيد مفهوم (الخطاب ) عند الفيلسوف البنيوي ميشيل فوكو . يقول في مقدمة الكتاب : " لقد وجدت استخدام مفهوم ميشيل فوكو لتحديد الخطاب ذا فائدة لتحديد هوية الاستشراق . ما أطرحه هنا هو اننا ما لم نكتنه الاستشراق بوصفه خطابا فلن يكون في وسعنا ابدا ان نفهم هذا الحقل المنظم تنظيما عاليا و الذي استطاعت الثقافة الغربية من خلاله ان تتدبر الشرق بل حتى ان تنتجه سياسيا واجتماعيا وعسكريا وعقائديا وعلميا وتخيليا في مرحلة ما بعد عصر التنوير ."

    ولتقريب الصورة يمكنا ان نحدد الخطاب هنا بوصفه ( مجموعة التصورات التي تشكل الفضاء المعرفي لفرد أو مجموعة بشرية في سياق تاريخي واجتماعي وسياسي محدد ) . بهذا المفهوم يكاد الخطاب يتطابق مع التعريف الماركسي للايدولوجيا بوصفها تصورات أو مفاهيم غير (علمية) تتلبس لبوس الحقيقة الموضوعية .الفرق بين المفهومين هو انه إذا كان ماركس ينظر إلى الايديلوجيا كوعي زائف ، بمعنى إن هنالك وعي علمي غير زائف ، فان فوكو لا يقر بهذا التمييز فكل وعي هو خطاب والخطاب تمثيل (تصور ) للحقيقة وليس الحقيقة ذاتها . وبهذا المنظور لا وجود لمعرفة موضوعية مستقلة خارج نظام الخطاب . فالخطاب يستمد مشروعيته ومرجعيته من منطقه ونسقه الداخلي لا من الخارج او بالمقارنة مع الخطابات والانساق الأخرى . بلى ، انها المثالية الذاتية عينها في ثياب بلاغية جديدة . فلا حقيقة الا ما تراه انت كذلك . وبالتالي لا لوجود لحقيقة او معرفة موضوعية مشتركة في الخارج . هنالك فقط خطابات وصراعات بين هذه الخطابات .

    من هنا يستنتج فوكو أن المعرفة سلطة. وبهذا المعنى نظر سعيد إلى الاستشراق بوصفه معرفة بالشرق أنتجت سلطة. هذه السلطة قادت أوربا الى الهيمنة على الشرق واستعماره والسيطرة عليه .إذن المعرفة بالشرق التي وفرها الاستشراق هي التي مكنت أوربا من فرض نفوذها الإمبريالي على الشرق .ومن هنا يخلص سعيد الى ان " الاستشراق هو اسلوب غربي للسيطرة على الشرق واستبنائه وامتلاك السيادة عليه " وهو " مؤسسة امبريالية " و ان " جوهر الاستشراق هو التمييز الذي يستحيل اجتثاثه بين الفوقية الغربية والدونية الشرقية "!

    ولكن بالرغم من ان المعرفة بالشرق مكنت الغرب من السيطرة على الشرق، فإنها معرفة غير حقيقية ، فحسب نظرية المعرفة التي يحكتم اليها سعيد ، ليس هنالك حقيقة . هنالك فقط تصورات (تمثيلات ) و التمثيل هو تشكيل للحقيقة وتشويه لها يتم عبر اللغة والثقافة السائدة ومؤسساتها المهيمنة . و الاستشراق بما انه معرفة بالشرق فهو تمثيل او اعادة تشكيل وتشويه لحقيقة الشرق. انها ليست معرفة حقيقية بطبيعة الشرق وإنما مجموعة تصورات (تمثيلات ) للشرق وليس الشرق ذاته . فعندما يتحدث المستشرق عن الشرق، كما يقول سعيد ، فهو لا يتحدث عن الشرق (الحقيقي ) او الطبيعي ، وانما عما يتصور انه الشرق . " فالشرق كتمثيل في اوربا يشكل ويفسد تشكيله ويشوه " . وبالتالي لا تنتج معرفة الاستشراق بالشرق الا صورة مشوهة عنه. وانطلاقا من هذه الفرضية ينتهي سعيد الى وصم الاستشراق بانه " اختراع غربي للشرق ". وانه "شكل من اشكال العصاب التوهمي بارنويا ومعرفة من نمط مختلف عن المعرفة التاريخية العادية " وانه " نمط من الاسقاط الغربي على الشرق وارادة السيطرة عليه".

    يتبع ،،،

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 05-21-2007, 11:56 AM)

                  

05-21-2007, 06:32 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد -2 (Re: Agab Alfaya)

    لا شك ان الإدانة المطلقة للاستشراق انطلاقا من مقولة كل معرفة سلطة و ان معرفة أوربا بالشرق عبر الاستشراق ، قادت الى السيطرة عليه قول ينطوي على تعميم مخل . صحيح كانت هنالك كتابات تحمل افكارا عدوانية عن الشرق وتتسم بروح التعالي ونبرة التفوق العنصري والثقافي وبعضها ذو دوافع استعمارية . لكن يصعب على المرء الاتفاق مع ادوارد سعيد ان كل ما قام به المستشرقون من حفريات وفك لرموز الحضارات واللغات القديمة وتحقيق للمخطوطات التاريخية مثلا مجرد تشويه لتلك اللغات والحضارات ؟
    وان تلك الجهود الجبارة والمخاطرات العظيمة بحيواتهم لا يعدو ان يكون الدافع من وراءها خدمة المطامع الاستعمارية والتوسع الامبريالي ؟!

    لكن اذا كان اداورد سعيد يفترض ان الاستشراق نشا لخدمة الاهداف الاستعمارية لاوربا ، وذلك استنادا لنظرية المعرفة = السلطة . فان الكثيرين يخالفونه الراي ويرون ان الاستشراق وليد النزعة الانسية (الهيومانيزم ) التي سادت في عصر النهضة الأوربية . فقد ظهر الاهتمام بدراسة الحضارات الشرقية في إطار البحث عن الإنسان الكوني والأرث الإنساني المشترك باعتبار ان الحضارات الانسانية مكملة لبعضها البعض كما يقول المستشرق الماركسي ، مكسيم رودنسون . وكمثال على هذه النزعة الانسية تاتي الإشارة الى أعمال كبار الرومانسيين أمثال غوته وفيكتور هيجو الذي كتب بمقدمة ديوانه (الشرقيات ) الذي افتتحه بثلاث ابيات للشاعر الفارسي سعدي قائلا : " لم تحرز الدراسات الشرقية مثل التقدم الذي احرزته اليوم .. فقد كان الناس في عهد لويس الرابع عشر هيلينين ، واما اليوم فقد أصبحوا شرقيين " .

    تاكيدا لذلك ، يقول المستشرق الإيطالي فرانسيسكو غابرييلي ، في رده على انور عبدالملك ، لا شك ان الاستشراق ساعد على " استكشاف للحضارات الشرقية القديمة وساهم هذا الاستكشاف في بيان حجم مساهمة الحضارات في التاريخ العام للبشرية وقيمة هذه المساهمة . صحيح ان هذه الاستكشاف كان قد ساعد أوربا احيانا على تغلغلها الاقتصادي والسياسي في الشرق الحديث من اجل استعباده واستغلاله . هذا شيء لا يمكن لاي مفكر شريف ان ينكره ولكن من العدل والإنصاف والشرف ايضا الا نعمم هذه الحالات والأحداث الخاصة ونشمل بادانتنا كل البحث الاستشراقي . فهذه الإدانة قائمة على خلط الأمور والمغالطة . صحيح انه وجد بعض المستشرقين كعملاء لهذا الاستعمار وكادوات له : نذكر منهم القناصلة والسفراء والتجار والمبشرين والعسكريين والتقنيين . ولكن عددا لا باس به من كبار المستشرقين عرفوا كيف يميزون بين اهتماماتهم العلمية وبين الأهداف والغايات السياسية لبلدانهم بل انهم وقفوا ضد هذه الأهداف في بعض الاحيان ."

    ومن ابرز الدلائل التي يستدل بها نقاد ادوارد سعيد على قصور الفرضية التي ينطلق منها في ربط الاستشراق بالاستعمار استنادا الى علاقة المعرفة بالسلطة ، الإسهام الضخم للاستسراق الالماني . فالمانيا لم تكن قوة استعمارية مهيمنة مثل انجلترا وفرنسا حتى يقال ان الاستشراق الالماني كان لخدمة اهدافها الاستعمارية وتوسعها الامبريالي . لكن سعيد لم يتوقف لتفسيره هذه الظاهرة ربما خوفا من ان تفسد عليه صحة منطلقاته النظرية في الادانة الاجمالية للاستشراق . فلو كان المستشرقون كما يقول لويس برنارد : " يبحثون عن معرفة الشعوب الشرقية من أجل الهيمنة عليها ، ولو كان البحث عن السلطة بواسطة المعرفة و الباعث الوحيد او الباعث الاساسي للاستشراق ، فلماذا ازدهرت هذه الدراسات الاستشراقية في بعض البلدان الاوربية التي لم تساهم اطلاقا في الهيمنة على العالم العربي - المقصود المانيا ؟ " ويضيف " في الواقع ان كتابة تاريخ الدراسات العربية في أوريا بدون الالمان لا معنى لها مثلما انه لا معنى لكتابة اريخ الموسيقى أو الفلسلفة الاوربية بدون ذكرهم " .

    ومن مظاهر التعميم والانتقائية ، التي استم بها كتاب سعيد ، الخلط بين الاستشراق كتخصص اكاديمي صارم وبين كتابات بعض الرحالة والصحفيين والادرايين الاستعماريين . يقول المستشرق الفرنسي كلود كوهين : " ونظرا لانه – اي سعيد - لا يميز بالشكل الكافي بين الأدبيات الاستشراقية المبتذلة او الصحفية وبين بحوث العلماء الحقيقيين ، فانه يرتكب أخطا فاحشة ويقع في ظلم كبير " . ويوافقه على ذلك بيرنارد لويس بقوله ان سعيد : " يلجا احيانا الى حشر سلسلة من الكتاب في دائرة الاستشراق دون ان يكون لهم اي علاقة بها . نذكر من بيهم اديبين من امثال شاتوبريان وجيرار دو نيرفال او مدراء امبراطوريين كاللورد كرومر او غيره . لا ريب ان اعمال هؤلاء قد ساهمت في تشكيل المواقف الثقافية الغربية ، ولكن لاعلاقة لها اطلاقا بالتراث الاكاديمي للاستشراق ،اي بالشيء الاساسي المستهدف من قبل السيد ادوارد سعيد ."

    اما الفرضية الثانية القائلة ان الحقيقة ما هي الا تصور وتمثيل ، وان معرفتنا بالأخر لا تملك الا تنتج صورة مشوهة لذاك الأخر ، فليست اقل دلالة على تعسف سعيد في تطبيق نظرية ميشيل فوكو من الفرضية الأولى. يقول ادوارد سعيد : " تكمن المشكلة في ما اذا كان بالامكان وجود تصور صادق عن اي شيء .. ان جميع التصورات (التمثيلات ) بلا استثناء وبحكم كونها تصورات مدفونة في لغة صاحب التصور وفي ثقافته ومؤسساته واجوائه السياسية (من ثم ) علينا عندئذ ان نكون مستعدين للقبول بالواقع القائل ان كل تصور يختلط حكما باشياء كثيرة غير الحقيقة .. مع العلم بان الحقيقة نفسها هي تصور ليس الا . "

    فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا اذن نؤاخذ الغرب على تصوره المشوه – المفترض - للشرق ؟ لماذا نلوم الاستشراق الذي هو وليد الثقافة الغربية طالما انه لا سبيل الى معرفة موضوعية بالآخر او تصوره تصورا حقيقيا ؟
    بعبارات اخرى ، اذا كان صحيحا - كما يقول المفكر جلال صادق العظم: " ان الشرق الذي يدرسه الاستشراق ليس الا صورة مشوهة في خيال الغرب وتصورا مزيفا في عقله ، كما يكرر ادوارد سعيد في شجب صاحب الصورة والتصور ولومه وتقريعه ، او ليس صحيحا كذلك ان الغرب يكون بفعله هذا قد سلك سلوكا طبيعيا وسويا وفقا للمبدأ العام الذي يقول لنا ادوارد انه يتحكم بآلية تلقي ثقافة ما لثقافة أخرى غريبة عنها ؟ بعبارة أخرى يؤدي بنا الموقف الابستمولوجي الذي تبناه ادوارد الى نتيجة تقول انه حين حاول الغرب التعامل مع الواقع الخام للشرق بغية تمثله وهضمه عبر مؤسسة الاستشراق ،قام بكل ما كانت تقوم به اية ثقافة أخرى في ظل الشروط ذاتها مما ، من شانه ان يرفع عتب ادوارد سعيد على الغرب وان يحيد لومه للاستشراق ."

    وعطفا على هذه الإشارة اللماحة لجلال العظم نقول إن ادوارد سعيد كان قد حاول تلمس المعاذير للمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون قائلا : " ليس في وسع باحث حتى ولو كان ماسنيون ان يقاوم ضغوط امته و ضغوط التقليد البحثي الذي يعمل في سياقه. " . وهو يقصد بذلك ان لا احد بقادر ان يفلت من سلطة الخطاب السائد في مجتمعه ، حتى لو كان كارل ماركس ، او ماسينيون بوصفه المستشرق الوحيد تقريبا الذي يعده سعيد قد نحج في قراءة الشرق من داخله ولذاته. ولكن بذات المنطق نفسه وبذات النظرية ، لماذا لم يجد سعيد العذر للمستشرقين الذي أدانهم وكرس كتابه لفضحهم مثلما وجد لماسنيون ما دام لم يكن لدي هؤلاء المستشرقين الفرصة حسب نظام الخطاب ، في الإفلات من ثقافة أممهم السائدة في التعاطي مع الشرق ؟! خاصة وانه باقرار سعيد نفسه ، ان افكار ماسينيون ظلت استشراقية وتقليدية تماما . اي لا فرق في النهاية بينه وبين اؤلئك المستشرقين ؟؟؟!!

    تكمن المشكلة تكمن في ان سعيد قد اخلص للمنهج اكثر من اخلاصه لموضوعه محل البحث وهو الاستشراق . وقد قاده ذلك الى التعسف والتناقض احيانا . صحيح يمكنا القول اجمالا مع فوكو ان السلطة دائما توظف المعرفة لمصلحتها وان الثقافة السائدة والمسيطرة هي ثقافة الطبقة الحاكمة والغالبة والمسيطرة دائما ولكن هذا لا يعني بالضرورة ان السلطة وحدها هي الحافز على انتاج المعرفة .
    وهنا لا نملك الا ان نتساءل مع هاشم صالح ، المتخصص في ترجمة اعمال محمد اركون من الفرنسية وفي دراسة اتجاهات الحداثة وما بعدها : هل تعني هذه النظرية انه لا توجد معرفة من دون سلطة او ان السلطة هي المعرفة والمعرفة هي السلطة او ان الحقيقة لا يمكن ان توجد بشكل بريء ومنزه عن كل علاقات القوة والهمينة والسلطة ؟
    ثم ينتهي هاشم صالح الى القول : " ان الشيء الذي يمكنا ان نلومه عليه (اي سعيد ) هو التطرف في التطبيق ، اي أعتبار المعرفة مجرد خادم مطيع للسلطة ، ونفي اي استقلالية ذاتية عنها . وهنا نقع في خطر التشكيك بامكانية وجود المعرفة من أساسها وبالتالي وجود الحقيقة في مجال العلم اي علم . فالحقيقة ضمن هذا المنظور غير موجودة ولا يمكن ان توجد والشيء الموجود فقط هو ذلك الصراع الدائر ابديا وعلى مدار التاريخ بين ارادات الهيمنة والقوة الشيء الموجود هو صراع الخطابات الحاملة لارادات الهيمنة والسلطة وتناطحها في ما بينها .. هنا يكمن خطر العدمية الذي كاد ميشيل فوكو ان يسقط فيه ، بل سقط فيه بحسب راي البعض ، والذي يهدد ايضا كتاب ادوراد سعيد على رغم ذكائه وألمعيته ."

    وتاكيدا لجدية هذا التحذير من الوقوع في العدمية واللاعلمية ، يذهب صادق العظم الى ان كتاب سعيد : " لا يخلو من موافق مناهضة للعلم والتفكير العلمي المنظم . على سبيل المثال تجلى هذه المواقف في هجومه على الاستشراق الثقافي – الاكاديمي وتنديده به لانه قام بتصنيف الشرق وتبيويبه وجدولته وتدوينه وفهرسته وتخطيطه وتشريحه واختزاله وكأن هذه العلمليات ، التي لا يستقيم بدونها اي تفكير منتظم او جدي مهما كانا مبتدئين ، شريرة ابحد ذاتها وغير مناسبة على الاطلاق لتحصيل اي فهم حقيقي للمجتمعات البشرية وثقافتها ولغاتها الخ ، لان العلمليات العقلية المذكورة لا بد ، وان تشوه واقع هذه المجتمعات وتزيف أحوالها ."

    وفي السياق نفسه ينتهي ، المستشرق ، مكسيم رودنسون ، والذي يمتع بسمعة طيب في الوطن العربي ، الى ذات النتيجة التي انتهي اليها هاشم صالح ، ويحذر من التهور المنهجي في تطبيق النظريات الحديثة مثل البنيوية وغيرها والتي يقول انه لا اعتراض له عليها من حيث المبدا لكنها : " ليست مبرأة من العيوب كما يتوهم بعض الشباب المتسرعين المبهوريين بكل ما هو حديث " ، الذين حالما يتبنون هذه المناهج يشعرون بالزهو والفخر ظانيين ان هذه المناهج قادرة على تفسير كل شيء لكن ذلك مجرد خداع ، فهي ، جزئية في معالجاتها وتفتقر الى الرؤيا الكلية - على حد تعبيره . وفي اشارة الى نظرية المعرفة عند فوكو يقول : " ان الذين يعتبرون ان الموضوعية اسطورة او خرافة ، هم اؤلئك الذين يريدون هدم كل موضوعية وكل مسئولية ." ثم يدعو الى التمسك بافضل ما في الاستشراق الكلاسيكي : التقشف العلمي والموضوعية والدقة البحثية .

    يتبع ،،،
                  

05-21-2007, 06:39 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    فيما تقدم تحدثنا عن ان ادوارد سعيد ربط بين الاستشراق والاستعمار استنادا الى العلاقة الحتمية المفترضة بين المعرفة والسلطة او بين المعرفة وارادة الهيمنة والقوة . ومن ناحية اخرى افترض سعيد ان اي معرفة ، تمثيل (تصور ) . والتمثيل هو تشويه للحقيقة وليس الحقيقة ذاتها وبالتالي فان تصور الغرب للشرق جاء تصورا مشوها . وهذه الفرضية النظرية الاخيرة لو صحت ، كما اوضحنا، تنهار معها كل دعاوى سعيد ضد الاستشراق .

    اما الفكرة المحورية الاخرى التي بنى عليها سعيد كتابه في نقد الاستشراق التقليدي هي القول بان العالم ينقسم إلى شرق وغرب ، وان لكل منهما خصائص جوهرية وطبائع أزلية ثابتة تميز بينهما . كالتمييز بين الجنس السامي والجنس الأري ، والزعم مثلا ان الاول روحاني والثاني عقلاني ، ومن المستشرقين الذين روجوا لهذا التمييز ارنست رينان . و ترسخت هذه النظرية بسبب سيادة علم الاجناس البيولوجي في القرن التاسع عشر .
    وقد استعار سعيد هذه الفكرة في نقد الاستشراق من أنور عبد الملك في مقالته المشار اليها في بداية الجزء الاول من هذه الدراسة . يقول عبد الملك : " يتبنى الاستشراق تصورا جوهرانيا للبلدان والامم والشعوب الشرقية موضع الدراسة تصورا يعبر عن نفسه عبر علم أنماط عرقي مبني على خصوصية حقيقية ، لكنها معزولة عن التاريخ ومتصورة ."
    وهو ما يصفه سعيد بقوله : " الاستشراق أسلوب من الفكر قائم على تمييز وجودي ومعرفي بين الشرق والغرب " و " الاستشراق في نهاية المطاف رؤيا سياسية للواقع روجت بنيتها للفرق بين الغرب المالوف (نحن ) وبين الشرق الغريب (هم ). " ويخلص الى ان " منظومة الاستشراف المركزية هي أسطورة تطور الساميين المعاق " .

    الا ان المفارقة اللافتة ان سعيد لا ينتهي في تحليلاته الى تقويض هذه الاسطورة كما يصفها ، بل ينتهي إلى عكس ما يريد اي ينتهي الى تكريسها وتثبيتها . و يتجلى ذلك في مثالين . الاول ارجاعه جذور الفكر الاستشراقي الذي يتوجه اليه بالادانة ، الى العصر اليوناني الكلاسيكي ، الى هوميروس واسخيلويس ويربيدوس . اي انه يجعل النظرة الدونية الى الشرق شيء ملازم لطبيعة الفكر الغربي منذ فجر تكوينه وليس مجرد ظاهرة تاريخية بزرت مع التوسع الاستعماري في القرن الثامن عشر .
    يقول : " .. وبوسع هذا الاستشراق ان يفسح مكانا ليستوعب ايسخليس وهوجو ودانتي وكارل ماركس " ويضيف أن : " الفصل بين الشرق والغرب يبدو انه بدا حادا ومميزا مع ظهور الإلياذة .. ومسرحية ايسخليس (الفرس ) ومسرحية يربيدوس (الباكنتيون ) .." هذه الأعمال المسرحية : " رسمت حدا فاصلا بين قارتين : أوربا قوية وفصيحة ، وآسيا مهزومة ونائية " .

    وبالتالي لا تعود ظاهرة الاستشراق كما يقول جلال صادق العظم : " وليدة شروط تاريخية معينة واستجابة لمصالح وحاجات حيوية ناشئة صاعدة ، بل تاخذ شكل الافراز الطبيعي العتيق والمستمر الذي يولده العقل الغربي المفطور بطبيعته على انتاج واعادة انتاج تصورات مشوهة عن واقع الشعوب الاخرى ومحقرة لمجتمعاتها وثقافاتها ولغاتها ودياناتها في سبيل تاكيد ذاته والاعلاء من شان تفوقه وقوته وسطوته. اي وفقا لهذه الاطروحة يبدو العقل الاوربي من الشاعر هوميروس الى المستشرق هاملتون جيب ، مرورا بكارل ماركس وكأنه يتصف بنزعة متاصلة لا يحيد عنها لتشويه الشرق وتزييف واقعه وتحقير وجوده . يبدو لي ان هذا المنحي في تفسير ظاهرة الاستشراق وتطورها مع النتائج المترتبة عليها يعمل على احباط الاهداف الاساسية التي من اجلها وضع ادوارد سعيد دراسته النقدية . "
    إن النتيجة المنطقية لهذا الاتجاه في تفسير ظاهرة الاستشراق ، والحديث للعظم : " هي العودة بنا من الباب الخلفي الى اسطورة الطبائع الثابتة التي يريد ادوارد سعيد تدميرها بخصائصها الجوهرية التي لا تحول ولا تزول والى ميتافيزيقيا الاستشراق التي كتب ادوارد كتابه ليفضحها ويجهز عليها بمقولتيها المطلقتين الشرق شرق والغرب غرب ولكل منهما طبيعته الجوهرية المختلفة وخصائصه المميزة . "

    الشاهد الثاني ان ادوارد سعيد ينتهي في تحليلاته الى تثبيت التوصيف (الروحاني ) للشرق كخاصية جوهرانية ينفرد بها في مقابل الغرب العقلاني . وذلك من خلال انحيازه الكامل لرؤية المستشرق الفرنسي لويس ماسنينون ( 1882-1962 ) للشرق . فبرغم ان سعيد يقرر بان أفكار ماسنيون عن الشرق ظلت تقليدية واستشراقية تبرز الثنائية الضدية : الشرق والغرب بشكل غريب - على حد تعبيره . وانه كان يؤمن ايمانا راسخا ان" الشرق الاسلامي ، روحاني ، سامي ، قبلي ، لا آرى " وان " جوهر الفرق بين الشرق هو الفرق بين الحداثة والتراث القديم " . كما يقرر سعيد ان " شرق ماسينيون متناغما كلية مع عالم النيام السبعة - أهل الكهف " . بل الادهى ان سعيد يقرر : " ان مشورة ماسينيون كانت مطلوبة على نطاق واسع كخبير في الشؤون الاسلامية من الحكومات الاستعمارية ".
    رغم كل ذلك يصف ادوارد سعيد ، ماسينيون ، بانه صاحب "الإسهام الأعظم " ويصف أعماله بأنها " أفضل الأعمال الاستسراقية خلال فترة ما بين الحربين " . فهو يرى ان ماسينيون ، لما يتمتع به من "حدس فردي روحي " استطاع النظر الى الشرق من " الداخل " وقد مكنه ذلك من استيعاب " القوى الحيوية التي تنفح الثقافة الشرقية " ومن النفاذ الى جوهر الطبيعة " الصوفية للإسلام ، التي تتميز بنزعتها الذاتية واللاعقلانية التي لا تقبل التفسير والتعليل" .
    إذن ما يصفه سعيد بالإسهام الأعظم لماسينيون ، ليس أكثر من تكريس أسطورة الطبائع الجوهرانية التي تميز بين الغرب والشرق . اذ لم يزد ماسينيون ان وصف الشرق بكونه ذو طبيعة "روحانية "والغرب ذو طبيعة "عقلانية" .
    اكثر من ذلك ان هدف ماسينيون كان تكريس هذا الفرق بين الشرق التقليدي والغرب الحديث من خلال نصيحته لفرنسا الاستعمارية بان تبقي على الشرق تقليديا اي ان تقف مع التقليد ضد الحداثة . حيث ينقل عنه سعيد قوله : "قد اصبح واجبا على فرنسا ان ترتبط برغبة المسلمين في الدفاع عن ثقافتهم التلقيلدية وقاعدة حياتهم السلالية وميراث المؤمنين " . وذلك حتى يظل الشرق محتفظا بروحانيته التي تميزه عن الغرب العقلاني على حسب تصوره.

    هنا يأتي استنكار صادق جلال العظم في محله حين يقول : " في الواقع لا ادري كيف أفسر تماما قيام أهم ناقد للاستشراق مثل سعيد بتعظيم ماسينيون ومديحه إلى هذا الحد ! .. يتضح من مناقشة ادوارد لأعمال ماسينيون ونظراته ، ان هذا المستشرق الفرنسي لم يتخل في يوم من الأيام عن العقيدة الاستشراقية الأساسية - التي يهاجمها ادوارد أعنف هجوم - والقائلة ان العالم ينشطر الى شطرين غير متكافئين بحيث يتصف كل منهما بطبيعة جوهرية خاصة به . إن ما عده ادوارد عند ماسينيون فهما داخليا متعاطفا مع القوى الحية التي تحرك الثقافات الإسلامية والشرقية عموما والتقاطا للبعد الروحي الذي تحمله تلك الثقافات ليس في الحقيقة الا تاكيدا جديدا للتصور الاستشراقي الكلاسيكي عن الاسلام والشرق الذي كان دوما - حسب نقد سعيد نفسه له - يمجد في الشرق روحانيته وبداءته وقدمه وأحديته . "

    وينتهي ، مهدي عامل، الى ذات النتيجة ويقول ان سعيد يثبت بذلك ان : " المقاربة الوحيدة التي بامكانها ان تنجو من خطر الوقوع في منطق الفكر الغربي هي المقاربة الروحية للشرق ، فهي الوحيدة التي في توحد مع موضوعها.! أليس في هذا القول تأكيد لمقولة الفكر الاستشراقي التقليدي نفسه التي تميز بين روحانية الشرق ومادية الغرب . أليس في هذا القول ما يدل على ان النص السعيدي لم ينجح في الإفلات من منطق الفكر الاستشراقي ، بل ظل في نقده له ، أسيره ؟. "
    وأظن انه من هنا ، استوحى مهدي عامل العنوان الرئيسي لكتابه في الرد على ، سعيد : " هل القلب للشرق والعقل للغرب – ماركس في استشراق ادوارد سعيد ؟"
                  

05-21-2007, 06:47 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد -4 (Re: Agab Alfaya)

    ويحاول جلال العظم إيجاد تفسير لموقف سعيد من اطروحات ماسينيون والذي يتناقض مع مقدماته النظرية بل يهزم القضية الاساسية التي انجز كتابه من أجلها ، قائلا : " التفسير الوحيد الذي خطر لي الان هو ان ادوارد يرتاح كثيرا لتأويلات ماسينيون الميتافيزيقي الصوفية للإسلام باعتبارها تنسجم مع نزعاته المثالية على المستوى الايديلوجي والذاتية النسبية على المستوى الابستمولوجي " .
    وهو يشير بذلك إلى نظرية (الخطاب ) عند ميشيل فوكو كما طبقها ادوارد سعيد والتي لدي التحليل الأخير ، لا تختلف عن المثالية الذاتية في شيء .
    لكني أري إن تعاطف سعيد مع ماسينيون ربما يرجع إضافة إلى ما ذكره جلال صادق العظم إلى أسباب أخرى.

    فقد لفت نظري عند مطالعة كتاب ، الاستشراق ، أن سعيد لم يتخلص من إحساسه كفلسطيني وهو يعالج موضوع الاستشراق . وان شبح الصراع العربي الاسرائيلي كان ماثلا بقوة على الدوام . وليس أدل على ذلك من انه بدا مؤلفه بالفصل الأول ، بالحديث عن اللود بلفور وزير خارجية بريطانيا الاسبق وصاحب الوعد الشهير بإيجاد وطن بديل للاسرائليين في فلسطين .
    ولقد اثر ذلك سلبا في مقاربته للموضوع إلى الحد الذي جعله لا يبدي عن اي قدر من التقدير إلا للمستشرقين الذين ابدوا قدرا من التعاطف مع القضية الفلسطينية . أمثال لويس ماسينون ومكسيم وردنسون وجاك بيرك . وكان ماسينيون من أشد المدافعين عن الحق الفلسطيني . و يصف سعيد هذا الموقف بقوله :" وكان ماسينيون محاربا لا يكل من أجل الحضارة الإسلامية ، كما تشهد مقالاته ورسائله العديدة بعد عام 1948 تأييدا للاجئيين الفلسطينين ودعما لحقوق العرب المسلمين والمسيحين في فلسطين ضد الصهيونية " .

    أما المستشرق والأكاديمي العتيد بيرناند لويس مثلا الذي يتهم بالتعاطف مع اسرائيل ، رغم تأييده قيام دولة فلسطينية ، فلم يلق من سعيد سوي العداء والاستعداء وسوء الفهم والتخريج . وهنا اورد مثالا على تعسف ادوارد سعيد في معالجة بعض النصوص الاستشراقية . يستدل سعيد بحديث لبرنارد لويس عن مفهوم (الثورة) في الفكر الاسلامي العربي يتقصى فيه، لويس ، جذر كلمة ثورة من المعاجم العربية الكلاسيكية المعروفة وتطور دلالتها . ولكن سعيد يأول كلام برنارد لويس عن مواضعه ويصرفه عن جادته ويقول ان هذا المستشرق اراد بذلك الحديث الحط من مكانة الثورة عند العرب والاساءة اليهم .

    وكان برنارد لويس قد نشر مقالة بعنوان : " التصورات الاسلامية للثورة " وذلك بمجلد صادر عن معهد الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن عن الثورة في الشرق الاوسط . من ضمن ما ذكره لويس في هذه المقالة ، وأورده سعيد ، ان لفظ ثورة مصطلح حديث نسبيا وان الفاظ مثل : فتنة ، وبغي ، وتمرد ، كانت مستعملة للدلالة على الثورة في التاريخ الاسلامي . ثم يتقصى معاني كلمة ثورة بالاستشهاد بمعجم "الصحاح " للجوهري ، ويقول جذر الثورة هو ثور، بالفتح ، والفعل ثار يثور وتعني ، نهض وقام ( نهوض جمل مثلا ) وثور ، تعني استثار وحرك . والمصدر ثورة وثوران وإثارة (فتنة ) ومن معانيها : الهيجان ، ويورد قول الجوهري :" انتظر حتى تسكن هذه الثورة " .ثم يختم بقوله الذي ينقله عنه سعيد : " والثورة هو المصطلح الذي استخدمه الكتاب العرب في القرن التاسع عشر للثورة الفرنسية ثم صار يستخدم اليوم من قبل الكتاب العرب لوصف الثورات المقبولة داخليا وخارجيا ."
    ولكن ادوارد سعيد يذهب بعيدا في تأويل حديث لويس قائلا :" لماذا تقحم فكرة الجمل الناهض كجذر اشتقاقي للثورة العربية الحديثة . إن غرض لويس هو إن يحط الثورة من المكانة السامية المعاصرة لها ، بحيث لا تعدو في نبلها جملا يكاد يرفع نفسه من الأرض . إن ربط لويس بين الثورة وبين جمل ينهض وبالهيجان بشكل عام لا بالصراع من اجل القيم ، فيه إيحاء بان العربي لا يكاد يكون أكثر من كائن عصابي جنسي . ان الألفاظ : حرك ، أثار ، قام ، هيجان ، التي استعملها لمعاني الثورة ذات إيحاءات جنسية سيئة ، بمعنى إن العرب غير مهيئين للأعمال الجادة و ان هيجان العرب الجنسي بالنسبة له ، لا يجاوز في نبله جملا يقوم .." !

    قبل ان أصل الى خاتمة هذا الحديث الذي يبدو انه طال ، أود ان أعلق على اللوحتين اللتين جعلهما سعيد على الغلاف الأمامي لكل من الطبعة الإنجليزية لسنة 1995 الصادرة عن بنجوين ، والنسخة العربية التي ترجمها كمال ابو ديب والصادرة عن المؤسسة العربية للأبحاث ببيروت (الطبعة الرابعة( .
    حمل غلاف النسخة الإنجليزية لوحة لرسام أوربي يدعى لوديج دتش تسمي" الحارس وعازف القيثار " ، وهي لعربي في كامل أبهته يجلس داخل صالون فخيم وهو يعزف على الغيثار منفردا بينما يقف على باب الصالون حارس أفريقي اسود متمنطقا بسلاحه . وحيث إنني حصلت على النسخة الإنجليزية أولا ظننت أن الناشر هو الذي وضع هذه اللوحة دون موافقة المؤلف .

    ولكني فؤجئت عندما رأيت غلاف النسخة العربية أيضا يحمل لوحة شبيه باللوحة الأولى في فكرتها ، وقد علق عليها الناشر أسفل الصفحة الثانية من الكتاب بقوله :" صورة الغلاف بعنوان : بيت الأمير- باب الحريم الخاص في القرن السابع عشر عن كتاب مستوحى من معالم القاهرة للفرنسي بريز دافن " . و يظهر في الرسم أيضا حارس أفريقي اسود (عبد) يجلس خارج باب الحريم وتقف على مسافة منه سيدة ترتدي الخمار تتحدث إليه كأنها تسأله الدخول ا. فوقر في نفسي أن ذلك لا يمكن أن يكون حدث صدفة وظللت أتساءل عن السر وراء اختيار المؤلف لذينك اللوحتين !
    إلى أن عثرت أثناء إعدادي لهذه الدراسة ، على مقال بالانجليزية * يقول فيه كاتبه ان ادوارد سعيد كان قد أقام سنة 1998 بسيدني باستراليا معرضا ،احتوى المعرض على مجموعة من الرسوم والصور الفوتوغرافية لفنانين اوربيين من القرن التاسع عشر عن موضوعات من شمال أفريقيا وحوض المتوسط . وان فكرة سعيد من إقامة ذلك المعرض ، كما تم الإعلان عنها ، هو التدليل كيف ان الفن الأوربي ساهم في ترسيخ الفكر الاستشراقي المتحيز ضد العالم العربي الإسلامي . وان اللوحتين المذكورتين ، كانتا من ضمن الصور والرسوم المعروضة .

    ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ، لماذا اختار سعيد هاتين اللوحتين تحديدا لتزينان غلاف كتابه ؟ فاذا كان هدفه من ذلك فضح تحامل الغرب على الشرق الاسلامي رغم ان اللوحتين لا يحملان ما يدل على ذلك ، فان ذلك يمكن ان يؤدي إلى نتيجة عكسية اذ ان انصار الاستشراق الذي يتوجه اليه سعيد بالادانة ، يمكنهم المحاججة بالقول مثلا ان صورة الحارس الافريقي الاسود المتكررة في الرسمين بشكل لافت ، تجسد حقيقة استعمار واستعباد العرب لشعوب افريقيا السوداء وهو الشيء نفسه الذي فعلته اوربا في القرنيين الثامن والتاسع عشر !!

    وعودا على بدء ، نرجع الى الاستهلال الذي بدانا به هذه المقالة وهو سبب الاحتفاء المبالغ فيه بكتاب " الاستشراق " خصوصا في امريكا . هذا ليس تقليلا من جهد ادوارد سعيد باية حال ، ولكن كانت هنالك مبالغة في الاحتفاء بذلك الكتاب دون ادنى ريب . يذهب البعض الى انها " الرغبة المازوشسية في جلد الذات " ، او ما يسمي بعقدة الذنب الليبرالية التي تطارد المجتمعات الغربية بسبب الأرث الاستعماري ، وهذا هو راي برنارد لويس .

    ولكني أرجح عامل آخر ، وهو الظرف التاريخي الذي صدر فيه الكتاب . فقد شهدت نهاية السبعينات في الغرب ذروة الافتتان باطروحات الحداثة وما بعد الحداثة وقد وجدت هذه الاتجاهات في نقد العقلانية الغربية والنموذج الأوربي أرضية خصبة لها في امريكا وسط بعض الدوائر الاكاديمية التي احتفت بكتاب سعيد وقد ضاعف من ذلك تعالي نبرة العداء للمركزية الاوربية الثقافية والعرقية في ذلك الوقت من قبل اليسار الجديد وحركات التصحيح السياسي وغيرها من الاتجاهات التي تولى اهتماما خاصا بالثقافات المهمشة في محاولة لكسر المركزية الغربية والبحث عن مسارات أخرى للتطور بخلاف المسار الأوربي . وقد توج كل ذلك بتدشين مرحلة فكرية جديدة في مناهضة الاستعمار والامبريالية سميت "ما بعد الكولونيالية " جعلت من ادوارد سعيد عميدا لها.

    انتهي .

    عبد المنعم عجب الفيا


    المراجع :

    1- Edward W. Said ,Orientalism , Western Conceptions of the Orient, Penguin 1995


    2- الاستشراق : المعرفة ،السلطة، الانشاء – ادوارد سعيد – ترجمة كمال أبو ديب – مؤسسة الابحاث العربية – بيروت - الطبعة الرابعة 1995 .

    3- الاستشراق والاستشراق معكوسا – صادق جلال العظم – نشر بمجلة الحياة الجديدة فبراير 1981 واعيد نشره بكتابه : ذهنية التحريم – دار المدى –بيروت - الطبعة الثانية 2004

    4- مهدي عامل - هل القلب للشرق والعقل للغرب ؟ ماركس في استشراق ادوارد سعيد – دار الفارابي – بيروت – الطبعة الثالثة 2006

    5- الاستشراق بين دعاته ومعارضيه : مكسيم رودنسون ، فرانسيسكو غابريلي ، كلود كوهين ، بيرنارد لويس ،محمد اركون ، آلان روسيون - ترجمة واعداد هاشم صالح – دار الساقي الطبعة الثانية 2000

    * Keith Windschuttle, Edward Said Orientalism" revisited”, The New Criterion: http://www.newcriterion.com



    المراجع :
                  

05-21-2007, 07:00 AM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    (على سبيل التحية)
    وإلى حين اكمال القراءة
    تحياتي
                  

05-21-2007, 01:45 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    يا اهلا وسهلا الاستاذ محمد الحاج

    والفين مرحبا

    في انتظار اضاءاتك
                  

06-03-2007, 07:39 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    **
                  

06-03-2007, 08:40 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    العزيز/ منعم

    تحياتي

    تحلق بعيداً ..!!

    محبتي
                  

06-03-2007, 09:10 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    يا اهلا وسهلا استاذ كمال
    معكم وبكم يحلو التحليق
    في سماء الفكر

    محبتي
                  

07-20-2007, 11:53 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 11020

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    استاذ الملفات البحثية الشيقة الاخ عجب الفيا موضوع دسم ووعر يستحق المطالعة مثني و ثلاث ورباع قبل ابداء الراي لك من الود كل الحروف.
                  

07-31-2007, 06:12 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: محمود الدقم)

    الاخ الاستاذ العزيز / محمود الدقم

    التحايا النواضر

    يا اخي شديد الاسف لاني لم اري هذه المداخلة الا الان

    فلك العتبى حتى ترضى ،

    وعاجز عن الشكر على هذا الثناء الوافر

    كل الود
                  

07-31-2007, 06:47 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    مرحبا عجب الفيا

    افتقدناك كثيرا

    الباقر موسى
                  

07-31-2007, 08:13 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Elbagir Osman)

    يا مليون مرحبا باستاذنا الجليل / الباقر موسى

    سعدنا بهذه الاطلالة المباركة ،


    فالف شكر على السؤال ودوما في معيتكم .


    عميق تقديري واحترامي
                  

07-31-2007, 08:26 AM

Adrob abubakr

تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 3895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    الأستاذ عجب
    شكرا علي المواضيع الحية التي تطرحها








    لي عودة
                  

07-31-2007, 08:32 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Adrob abubakr)

    للتحية والمجاملة والاعجاب بهذا المجهود البحثي.
                  

07-31-2007, 09:02 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Adrob abubakr)

    اهلا وسهلا استاذ /ادروب ابوبكر

    شكرا على الحضور وفي انتظار عودتك

    وبلغ سلامي الى استاذنا ادروب الكبير .
                  

07-31-2007, 09:09 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    الاخ العزيز الاستاذ / سيف جبريل

    عاجز عن الشكر على هذا الثناء السخي ،
    وعلى هذه الاطلالة المباركة التي اسعدتنا ،


    عميق تقديري

                  

07-31-2007, 10:54 AM

Wafa Ajjasim


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    أخي الغالي عجب الفيا لك التحايا العاطرة على هذه الورقة الجميلة والمترعة بالمعرفة والفكر. لقد اضطررت لطباعة كامل الورقة بما فيها من مراجع حتى أقرأها على انفراد – وأنا دائماً ما أفعل ذلك – فاستمتعت بما قرأته هنا في ورقتك هذه.

    في البداية تنتابني خاطرة أود أن أقولها كمدخل أولي وأساسي في كلامنا عن الاستشراق. فثمة مفكرون عرب يعانون من أزمة حقيقية، فإن انتمائهم الفكري للغرب وللحضارة الغربية وميلهم إلى الأيديولوجية المصنوعة هناك في محاولة منهم لما يمكن أن نسميه بالمحاولات التوفيقية بين الحضارتين، وتقريب وجهات النظر المنهجية والأيديولوجية بمنحى معاصر كلياً. فهم لا يخرجون في الشرق من كونهم زنادقة مرتمون بين أحضان الغرب والحضارة الغربية، ومتشدقون بها ومخربين يحاولون النيل من الثوابت غير القابلة للنقد أو المناقشة. وهم أيضاً لا يخرجون في الغرب من كونهم "مسلمين" بصرف النظر عن الفكر الذي يحملون. فالمجتمعات الغربية تقوم بتأطير هذه العقول الغربوإسلاموية في إطار أنه مسملون، وكل ما له علاقة بالإسلام فهو بالنسبة لديهم يحيلهم قسراً إلى التخلّف والجمود، وان ما يقومون به ما هي إلا محاولات لتجميل الواقع الشرقي القبيح. والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، وربما كان أركون أكثر الأمثلة شيوعاً وأدلها على ما أقول. فهذا التغريب الفكري لهؤلاء المفكرين هو عنصر يجب التوقف عنده لمعرفة حركة الفكر الغربي واتجاهاته قبل الولوج في الاستشراق.

    الكلام عن الاستشراق .. يقودنا – من حيث العدالة – إلى الحديث عن حركة التأريخ في الإسلام. ولو أننا أصبحنا منصفين كفاية لقلنا أنه لا يوجد تاريخ يمكن أن يُعتمد عليه. فالتاريخ الموجود محرّف بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. وهذا التحريف يشمل التحريف على جميع المستويات. والمتتبع لواقعة تاريخية واحدة فقط لأكثر من مصدر تاريخي يجد ذلك واضحاً. فموقعة كربلاء تاريخياً تم تحريفها أو فلنقل تسخيرها ضد/لمصلحة التيار الفكري أو الديني العام للمجتمع المراد تغييبه أو التحّكم في ميوله وتوجهاته. وكذلك موقعة الجمل، وكذلك حادثة الإفك. فالتاريخ الإسلامي لم يذكر لنا مثلاً ماذا حدث ليهود المدينة بعد فتح مكة وكيف وإلى أين تم ترحيلهم بعد ذلك. والتاريخ الإسلامي لم يذكر لنا أي شيء عن التداعيات السياسية التي نشأت في سقيفة بني ساعدة، والخلاف الذي حدث بين علي بن أبي طالب وبين أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم ذلك اليوم، والتاريخ الإسلامي لم يذكر لنا شيئاً عن ثورة العبيد التي حدثت في العهد الأموي أو حتى العهد العباسي. إذاً فلا ثقة في التاريخ الذي نملكه. ولا ثقة فالتاريخ المحجوب عنّا أيضاً طالما أن الذاتية والانحيازية كانت هي السمة الأساسية في تدوين التاريخ. وهذه هي الإشكالية الحقيقة التي تعوق دون أن نطلق الأحكام الصحيحة. ولا يمكننا السكوت عن التاريخ كما فعل ابن حنبل عندما سئل عن الفتنة وعن أيهما كان على حق في تلك الحرب التي كانت بين عليّ بن أبي طالب وشيعته وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير فقال: "تلك فتنة أعفى الله أعيننا من رؤيتها، فلنعف ألستنا عن الخوض فيها" ولكل شيعة وفريق رأيّ فيما يدور من أحداث وصراعات سياسية ودينية وفكرية يتم على أساسها تدوين التاريخ، وكل فرقة تؤمن بأن ما لديها هو الصحيح، وأن ما لدى الآخر هو المحرّف وهو الخطأ.

    وبالعودة إلى موضوع الاستشراق وإلى كتاب إدوارد سعيد، فإنني أجده تلميذاً ماركسياً فاشلاً لم يستطع الاستفادة من دروس الماركسية التي كانت متاحة بغزارة في تلك الحقبة، بل انزوى إلى ناحيةٍ ما من الفكر الذي يمكن أن نسميه بأن فكر محوري من حيث أنه فكر يدور حول نقطة واحدة، لا تفضي إلى خطوة أمامية أبداً. فالغرب لم يتمكن من فرض سيطرته على الشرق بالطريقة التي تصورها إدوارد سعيد، وإنما بمجمل تراكمات المنتج الواعي وغير الواعي الذي كان الشرق طرفاً فيه. بدليل أن كل الحركات الثورية في الغرب كانت بعيدة كل البعد عن الشرق بل ولم تكن تلك الحركات الثورية الغربية لها علاقة مباشرة بانحطاط الشرق أو فناءه فيه. هي إنما حركة تاريخية عادلة أراها تجري بنسق منفصل تماماً. وربما الخيط الوحيد الذي يمكن ربطه بين الاتجاهين هو تداعيات الثورة الصناعية التي انعكست على شكل الإنتاج في الشرق وتأثير ذلك على مناحي حياتية كثيرة جداً.

    ثمة سؤال يكاد يقتلني أستاذ عجب الفيا "لماذا يجب أن تحدد العلاقة بين الشرق والغرب على أنها "علاقة" في الأساس؟" هل فعلاً ثمة علاقة من نوعٍ ما بين الشرق والغرب؟ بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي، وهل هذا الصراع أو العلاقة – إذا كان الصراع هو علاقة في حد ذاته – هو صراع من طرفٍ واحد؟ إن هذا الأمر يشغلني حقاً ، والكلام حول هذه النقطة يطول ويطول. ولكنه ممتع بالتأكيد

    لك أكاليل من الورد وأعتذر إن خرجت عن الخط العام للموضوع
                  

07-31-2007, 02:57 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي الأستاذ عجب الفيا، تحياتي لك وأنت دائماً تأتينا بالمفيد من النقد العقلاني المحاط بالمعرفة والموسوم بالمنطق..

    الدكتورة فاطمة المرنيسي في كتابها "هل أنتم محصنون ضد الحريم؟" وأثناء دفاعها عن المرأة ضد محاولات حبسها جسدياً، تغلغلت في نقد نظرة الغربيين الأوروبيين تحديداً للمجتمعات الشرقية ووعيهم الشائه بها، على إعتبارها مجتمعات يشكل مفهوم الحريم فيها عنصر محوري وأساسي، وأن ذلك الجانب –بحسب المرنيسي- هو سر إهتمام وشغف كثير من الغربيين بثقافة الشرق، وتعبير خفي عن شوقهم لمجتمع الحريم والمحظيات.. وقد كشفت المرنيسي عن تلك النزعة من خلال دراستها للأعمال الفنية لكبار الرسامين الأوربيين أمثال "ماتيس" وبعض الأعمال الأدبية لأدباء مثل "فكتور هوغو" .. وأعتقد أن إدوارد سعيد في إختياره لصور غلاف كتابه "الإستشراق" في نسختيه الإنجليزية والعربية، إنطلق من نقد المرنيسي ذاك! ولكنه وقع في الإشكال الآخر الذي إنتبهت له بدقة، يا أستاذ عجب الفيا، والمتمثل في:
    Quote: "صورة الحارس الافريقي الاسود المتكررة في الرسمين بشكل لافت ، تجسد حقيقة استعمار واستعباد العرب لشعوب افريقيا السوداء وهو الشيء نفسه الذي فعلته اوربا في القرنيين الثامن والتاسع عشر !!"



    الأستاذة الأديبة وفاء حمد الجاسم، تحياتي..

    يبدو لي أنك على وشك الوقوع في براثن "المركزوية الأوربية" من خلال حصرك للتحريف والتزييف في حركة الت(أ)ريخ في الإسلام! لكن، وبنظرة أكثر شمولاً لكل حركات ت(أ)ريخ الأديان، نجدها لا تخلو من التحريف والتدليس، وعلى أفضل الأحوال، الإخفاء، فمازال الغموض والروايات تختلف حول علاقة السيد المسيح ب مريم المجدلية، والأمثلة كثيرة.. وقد عمدت على التركيز على كتابة التأريخ هكذا؛ الت(أ)ريخ للدلالة على أن تأريخ الأديان الرسمي، كتبه متدينون، من تلك الأديان، أي دعاة. وعندما شرع المؤرخون الذين يتوخون العلمية والموضوعية في تدوين التاريخ، ظهرت الروايات الأخرى، والمدعومة بأكثر من سند حقيقي أو منطقي. أخلص إلى أن التحريف في ت(أ)ريخ الأديان ليس حكراً على الإسلام، وأنت لم تذكري ذلك صراحةً، ولكن إطلاق صفة "الإسلامي" عليه، إنما يوحي بذلك.

    لكم عميق تقديري وإحترامي.

    عدلان.
                  

08-01-2007, 10:32 AM

Wafa Ajjasim


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    أخي الغالي عدلان أحمد عبد العزيز أشكرك على هذه الملحوظة الذكية يا عزيزي. وأود أن أذكّرك بما قلته أنا حرفياً "ولو أننا أصبحنا منصفين كفاية لقلنا أنه لا يوجد تاريخ يمكن أن يُعتمد عليه. فالتاريخ الموجود محرّف بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. وهذا التحريف يشمل التحريف على جميع المستويات." فكلامي هنا كان محاولة لفك حصار التحريف من خانة التأريخ الإسلامي، إلى حركات التأريخ بشكل عام، ولذا رأيت أن أكون منصفة بحق التأريخ الإسلامي بألا أصفها وحدها بأنها من تعرّض للتحريف. وبهذا فإنني لم أحاول أن أسقط كل اتهاماتي على حركات التأريخ الإسلامي بشكل أخص. ومن ناحية أخرى فإن الموضوع فيما قرأته أنا كان حول علاقة بين الفكر الإسلامي "الشرق" والفكر الغربي فيما يسمى الآن بالاستشراق ومحاولات احتواء الثقافة العربية الإسلامية الشرقية من قبل المفكرين المستغربين. أكرر لك ودي وتحيتي إليك مع أكاليل من الورود
                  

08-01-2007, 00:12 AM

suliman ibrahim
<asuliman ibrahim
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 183

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    الاستاذ /عبد المنعم
    مافهمت ما انت فيه هنا او ما تريد القول فيه....اظن انك تقول ان ادورد
    ظلم بعض المستشرقون بربطهم بعهود الاستعمار اي انهم اكتشفوا منابع ووجوه
    جديده ثم ارسلوا جيوشهم بحكم انهم اي المستشرقون وجلهم رحاله قد اعانوا
    جيوشهم على الدخول الى بلاد الشرق...وانت تقول لا بل كان بينهم علماء ترجموا
    التراث الشرقى ونقلوا بعض العلوم التى سوف تصبح جزء من الارث الانساني..م تقول
    ان كتاب الاستشراق احدث اهتمام لا يستحق...

    اولا--ادورد قال ان الغرب فهم الشرق على خلفيه نمطيه مهد لها اناس عكسوا
    هذه الحضاره على انها سجاد عجمي و اواني فخار وخلخال وسندباد واربعين
    حرامي......

    ثانيا--يقول ان الغرب الى الان لا يتعامل مع الشرق بما يستحق من معارف وعلوم
    ساهمت بشكل كبير واسهمت فى الارث الانسانى....واتهم بعض منهم اي المستشرقون بالتجسس و التخابر لصالح الاستعمار.....

    ثالثا--صورة الغلاف صورة نمطية عن نظرة الغرب لشرق مثلما رسم المستشرقون
    الاوانى وخان الخليلي والزهرةالدمشقية رسم بعض منهم (الحرملك)لكن
    ادورد لم يقصد بتك ما ذهبت انت اليه فى ختام هذا السفر....

    الاستاذ/منعم

    اعجبني ما كتبت هذا جهد تستحق عليه الكثير

    ان وجدت سانحه عدت وان لم اجد لك كل ما تنشد

    سليمان ابراهيم
                  

08-01-2007, 01:37 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    الشاعرة والاديبة المتميزة الاخت الغالية /وفاء الجاسم
    أكاليل من الورود في الترحيب بك عضوا في هذا الحوش السوداني
    والدار دارك واتمنى ان تطيب لك الاقامة بيننا،

    وقد سعدت جدا بهذه الاطلالة واشكرك على صبرك وتحملك المشاق في طباعة وقراءة هذه الورقة
    وعلى كلمات الثناء والتقدير وعلى ما تفضلت به من ملاحظات واضاءات قيمة ،

    اقول ، لقد خلف انبهار البعض في العالم العربي بكتاب الاستشراق لادوارد سعيد بسبب الاحتفاء الذي وجده الكتاب من بعض دوائر الفكر الغربي ، خلف موقفا عدميا وليس نقديا فحسب من الاستشراق والمستشرقين. حتى صار يكفي لتسفيه اي فكرة او نسف مصداقية هذه الفكرة ان تنسبها لاحد المستشرقين .
    وقد عبر سعيد نفسه عن انزعاجه من هذا الموقف العدمي الذي تسبب فيه كتابه لدي البعض بل قال انه هو نفسه قد وقع ضحية هذه الموقف العدمي من الاستشراق والمستشرقين .

    يقول في مقدمة كتابه - الثقافة والامبريالية : " اكتسبت كلمة الاستشراق شهرة واسعة كلفظة تجريح وتشهير ومن المفارقات اللاذعة انني شخصيا هوجمت من قبل اذاعة ياسر عرفات الرسمية اثناء زيارة قمت بها الى فلسطين عام 1996 بتهمة انني مستشرق " ؟؟؟!!

    لا شك انها مفارقة لاذعة حقا ! و ادوارد سعيد هنا كانه يعتذر عن الاثر الذي خلفه كتابه لدى جمهور المثقفين العرب ، ويقول انه لم يقصد الى ان يدين الاستشراق ادانة مطلقة ولم يكن يرمي الي ان تتحول لفظة مستشرق الى سبة وعلامة تجريح وتشهير ، بقدر ما كان يهدف الى تقديم قراءة نقدية وليست عدمية و (اعدامية) من اعدام ، لنظرة الأخر الغربي الى الشرق العربي الاسلامي .

    فيما يتعلق بألتاريخ اظن انه لولا المستشرقين لضاع كل او جل التاريخ الاسلامي
    والعربي ،
    لكن ادوارد سعيد والاسلاميين ينطلقون في نظرتهم للاخر الغربي من نقطة واحدة وهي نظرية المؤامراة ،ومن المفارقات التي قادت اليها هذه النظرة توحد الخطاب الاسلامي والعلماني في الموقف من الغرب كما هو واضح الان . بالطبع لا احد ينكر وجود كتابات مغرضة وذات دوافع استعمارية ولكن الغالبية العظمى من الدراسات الاكاديمية المتخصصة قدمت خدمات جليلة وعظيمة للتاريخ العربي الاسلامي.
    ساعود الى بعض النقاط الاخرى .

    اكر شكري وتقديري ومودتي

                  

08-01-2007, 02:22 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لوحتي غلاف النسختين العربية والانجليزية (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي الفاضل الاخ الاستاذ /عدلان احمد عبد العزيز
    يااهلا وسهلا على تشريفك لنا بهذه الاطلالة وهذه المساهمة القيمة
    التي تفتح آفاق النقاش ،وجزيل الشكر على كلمات الثناء .

    لم اقرأ "المرنيسي" وهذا تقصير ولا شك ،
    ولكني اظن انها هي التي تاثرت بادوارد سعيد في نقد ولع الفنانيين الاوربين بظاهرة مجتمع الحريم ، لكن الفرق هي انها اجتهدت في تفسير الظاهرة بغض النظر عن صحة ذلك الاجتهاد بينما سعيد اكتفي بالتفسير الجاهز وهو تامر هولاء الفنانيين لتشويه صورة الشرق ، علما ان ظاهرة الحريم من اكثر الظواهر التي تعرضت للانتقاد من دعاة الحقوق المدنية ولا زالت في العالم العربي .



    هذا هو الغلاف الامامي للنسخة الانجليزية - طبعة نجوين سنة 1995 وهي لعربي في كامل أبهته يجلس داخل صالون فخيم وهو يعزف على الغيثار منفردا بينما يقف على باب الصالون حارس أفريقي اسود متمنطقا بسلاحه ،
    وقد كتب في التعريف باللوحة خلف الكتاب ما يلي :
    The cover shows A Guard with a Zither player in an Interior by ludwig Deutsch



    هذا هو الغلاف الامامي للنسخة العربية - ترجمة كمال ابو ديب - الطبعة الرابعة سنة 1995
    المؤسسة العربية للابحاث . و يظهر في الرسم أيضا حارس أفريقي اسود (عبد) يجلس خارج باب الحريم وتقف على مسافة منه سيدة ترتدي الخمار تتحدث إليه كأنها تسأله الدخول
    وقد كتب أسفل الصفحة الثانية من الكتاب :
    " صورة الغلاف بعنوان : بيت الأمير- باب الحريم الخاص في القرن السابع عشر عن كتاب مستوحى من معالم القاهرة للفرنسي بريز دافن "

    وكان ادوارد سعيد كما ورد في صلب المقال : " قد أقام سنة 1998 بسيدني باستراليا معرضا ،احتوى المعرض على مجموعة من الرسوم والصور الفوتوغرافية لفنانين اوربيين من القرن التاسع عشر عن موضوعات من شمال أفريقيا وحوض المتوسط . وان فكرة سعيد من إقامة ذلك المعرض ، كما تم الإعلان عنها ، هو التدليل كيف ان الفن الأوربي ساهم في ترسيخ الفكر الاستشراقي المتحيز ضد العالم العربي الإسلامي . وان اللوحتين المذكورتين ، كانتا من ضمن الصور والرسوم المعروضة ."

    ويحق للقاريء ان يتسآل عن وجه الاساءة في هاتين اللوحتين ضد العالم العربي الاسلامي ؟
    اللهم الا اذا أراد سعيد بذلك ، ان يباهي الغرب ويقول له ، كان للعرب ايضا مجد ونفوذ استعماري على افريقيا وبقية العالم مثلما كان لاوربا في العصور الحديثة !! .
    ويبدو ان سعيد قد فطن الى عدم توفيقه في اختيار هذين الرسمين فلم يظهرا في الطبعات اللاحقات .

    عميق تقديري ومودتي

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 08-01-2007, 03:02 AM)

                  

08-01-2007, 03:22 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-02-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    عزيزي الأستاذ عبدالمنعم عجب الفيا..

    أنت مُحق تماماً في ما كتبته من أن
    Quote: "اظن انها هي التي تاثرت بادوارد سعيد في نقد ولع الفنانيين الاوربين بظاهرة مجتمع الحريم"
    ف الدكتورة فاطمة المرنيسي في "هل أنتم محصنون ضد الحريم؟" كتبت:*
    Quote: وتثير البطاقة البريدية التي أرسلها ماتيس عن الحركة النسوية الإهتمام. وأنا لم أذكرها من أجل إعطاء المبررات للذين يريدون مناهضة العنصرية بصورة بدائية على نحو "لا يحق للأوربيين أن يقدموا لنا الموعظة" لأنني أرى هذا الإسلوب في رفض النقد طفولياً وكذلك التقوقع في نرجسية تبليدية. وقد برزت مثل هذه المواقف بعد صدور الدراسة الفريدة التي قام بها إدوارد سعيد عام 1978 بعنوان الاستشراق، ويحلل فيها الكاتب تحليلاً دقيقاً وعلمياً الكليشهات الغربية عن الشرق.


    وسأعود للتعليق في موضوع لوحات الغلاف، قريباً.

    لك كل التقدير والود،

    عدلان.
    -------------

    * ص 54 و 55 من كتاب فاطمة المرنيسي؛ هل أنتم محصنون ضد الحريم؟ الطبعة الثانية، ترجمة نهلة بيضون
                  

08-01-2007, 05:34 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)

    العزيز / عدلان عبد العزيز

    نجدد الترحيب بك وشكرا على التوضيح

    فيما يخص لوحتي الغلاف اظن اننا متفقين فقد اوردت في المداخلة الاولى قولك :
    Quote: ولكنه وقع في الإشكال الآخر الذي إنتبهت له بدقة، يا أستاذ عجب الفيا، والمتمثل في:
    Quote: "صورة الحارس الافريقي الاسود المتكررة في الرسمين بشكل لافت ، تجسد حقيقة استعمار واستعباد العرب لشعوب افريقيا السوداء وهو الشيء نفسه الذي فعلته اوربا في القرنيين الثامن والتاسع عشر !!"


    كل الود والتقدير
                  

08-01-2007, 06:05 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    اهلا وسهلا بالاخ الاستاذ /سليمان ابراهيم
    شكرا على الثناء على المقال والمشاركة معنا في هذا الحوار
    واسمح الي ان اعقب على نقاطك بالاتي :
    تقول :
    Quote: اولا--ادورد قال ان الغرب فهم الشرق على خلفيه نمطيه مهد لها اناس عكسوا
    هذه الحضاره على انها سجاد عجمي و اواني فخار وخلخال وسندباد واربعين
    حرامي......

    الصورة الاختزالية الانتقائية التي رسمها سعيد لمخيلة الغرب عن الشرق هي بالضبط احد دوافع هذا المقال النقدي .يا اخي ديل ناس بعرفوا الشرق اكثر من الشرقيين انفسهم !!
    Quote: ثانيا--يقول ان الغرب الى الان لا يتعامل مع الشرق بما يستحق من معارف وعلوم
    ساهمت بشكل كبير واسهمت فى الارث الانسانى
    ....واتهم بعض منهم اي المستشرقون بالتجسس و التخابر لصالح الاستعمار.....

    الغرب هو الذي نفض الغبار عن الحضارات الشرقية والعلوم والمعارف الشرقية التي ساهمت في الارث الانساني الحضاري
    Quote: ثالثا--صورة الغلاف صورة نمطية عن نظرة الغرب لشرق مثلما رسم المستشرقون
    الاوانى وخان الخليلي والزهرةالدمشقية

    العبيد والحريم اكثر ظاهرتين سالبتين في المجتمعات الشرقية وطبيعي جدا ان تنال هاتين الظاهرتيين اهتمام الغربين في تلك الفترة الباكرة وتصدى سعيد لتناول هذه الظاهرة بحجة ان القصد منها تشويه صورة الشرق هو في حقيقته دفاع وترسيخ لهذه الظواهر التي لا زالت محل عمل متواصل من قبل جماعات حقوق الانسان وحركات تحررالمراة .
    ان وضع سعيد للوحتي الغلاف في الواقع ليست احتجاجا على الاساءة للشرق ، وانما رسالة الى الغربيين : باننا نحن العرب ايضا كنا اسياد!!!!
                  

08-01-2007, 11:22 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    خالص التحايا
    صاحبي الاستاذ
    Agab Alfaya

    ياخ انت جميل جمال ودار...

    سلام ليك ولكل المعاك..
    يديك العافية ودابا...

    التحايا النواضر
                  

08-02-2007, 01:30 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: معتز تروتسكى)

    اخي العزيز / معتز

    دا من جمالك انت يا عزيز ،

    ،،،،

    محبتي
                  

08-02-2007, 04:29 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)



    الكاتب الفخم
    عجب الفيا
    حلق
    لك التحية اخى العزيز .
                  

08-02-2007, 06:51 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Osman Musa)

    العزيز عثمان موسى

    اخجلتني بهذا الثناء البازخ ، اخي الكريم ،

    فلك مني أجزل الشكر ،

    واهنيك على هذه المساهمات القيمة والمتميزة التي ظللت ترفد بها هذا المنبر

    وان شاء الله نشوفك دائما في العلالي .
                  

08-05-2007, 01:54 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    خالص التحايا
    استاذي العزيز
    Agab Alfaya

    اضافة لموضوعك ياريت القى عندك الكتاب [الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف] لـ [عبدالله على العليان]، لانو اول ماشفت موضوعك هرولت نحوه لانو ذكرني بالكتاب ، فكنت ان بدات القراءة به قبل مدة طويله ،لكن للاسف لم اكمله . ملخصه يتحدث عن [التفريق بين الاستشراق الايديولوجي الغير منصف والاستشراق العلمي الذي قدم الكثير للتراث والتاريخ بالمنطقة] يعنى قريب من مداخل حوارك..
    عملت سيرش قلت يمكن ان اتحصل عليه مجانا لكن للاسف .
    وجدت ايضا في بحثي [[تاريخ حركة الاستشراق، الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا حتى بداية القرن العشرين] - tarikh hrkah alastshrak] لـ [المستشرق: يوهان فوك /ترجمة عمر لطفي العالم] ] اعتقد كلها مادة دسمة ..


    التحايا النواضر..
                  

08-06-2007, 03:03 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    صديقي الأستاذ الباحث المدقق عبد المنعم عجب الفيا.. لك التحية وأنت تبحر محققاً في استشراق المفكر الفلسطيني الأصل إدوارد سعيد.. أتت دراستك مغايرة لما كُتب حول (الاستشراق).. لكنني على يقين بأن مفهوم الاستشراق الغربي - أعني التسمية فقط ليست مبرأة من الغرض.. وهي بحسب إدوارد سعيد في إصطلاحه لمعنى الاستشراق سماه (صُنع الآخر بما يلائم الذات المتطلعة إلى الهيمنة).. وكنت كتبت حول الاستشراق رداً كما أخبرتك به وهي ثلاث حلقات سأورد هنا الحلقة الأولى:


    الاستشراق: صُنعُ الآخر بما يلائم الذات المتطلعة للهيمنة
    خالد أحمد بابكر

    ما يزال كتاب (الاستشراق) للمفكر الفلسطيني الكبير إدوارد سعيد (1935- 2003م) مثيراً للتأمل بقدرته على استشراف قضايا متجددة حول ثنائية الشرق/ الغرب منذ قال إنَّ الشرق عدو مفترض أو أسطورة خلقها خيال الغرب. وكان إدوارد سعيد قد استجاب لدعوة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وانضم لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني في نهاية الثمانينيات دون انتماء منه لأيٍ من الفصائل الفلسطينية. والمعروف أنه عارض (اتفاق أوسلو) بين عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحاق رابين. كما واجه إدوارد سعيد انتقادات واسعة من قِبَل بعض الأكاديميين كـ (برنارد لويس) الذي هاجم كتاب (الاستشراق) ومؤلفه. وردَّ عليه سعيد بقوله: إن برنارد لويس يمضي في تشويه الحقيقة، وأن أفكاره شائعة للأسف بين صغار مساعديه ومقلديه وهم الذين تنحصر مهمتهم فيما يبدو في تبنيه المستهلكين الغربيين إلى الخطر الذي يتهددهم والنابع من عالم إسلامي ساخط". هذا، وقد أهدر الأصوليون دمه في كتاب (الحداثة في ميزان الإسلام) للأصولي السعودي عوض القرني عام 1989م.
    الاستشراق – كما يقول إدوارد سعيد – هو صنع الآخر بما يلائم الذات المتطلعة إلى الهيمنة. ولما كانت الذات المقصودة هي ذات الغرب الأوربي بين أواخر القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر، فإن الحديث يمس الاستعمار التقليدي وصولاً إلى المرحلة الإمبريالية التي تهندس نظام العالم حتى تصبح أمبراطورية النفوذ نوعاً من العمل.
    إن المنهج الذي استخدمه سعيد في كتاب (الاستشراق) هو منهج علمي بيِّن يفرِّق بين المتشابه، فهو قد ميّز بين (الاستشراق الثقافي الأكاديمي) بوصفه حقلاً معرفياً وتصوراً متكاملاً بنته أوربا عن الشرق، وبين (مؤسسة الاستشراق) بوصفها أداة توسع أوربي نحو الشرق، وقوة مادية فاعلة في هذا الاتجاه. ويجعل من (الاستشراق الثقافي الأكاديمي) ذلك المصدر الذي نبعت منه (مؤسسة الاستشراق)، وليس العكس. وهو ما حمل سعيد على القول بأن (فكرة قناة السويس) – على سبيل المثال – هي نتيجة منطقية لفكر الاستشراق وجهوده أكثر بكثير منها نتيجة طبيعية للتنافس الفرنسي/ الإنجليزي على بناء الإمبراطورية والحفاظ عليها عبر الهيمنة على الشرق.
    ويرى أن الشرق شبه اختراع أوربي، وأن الاستشراق ليس مجرد خيال أوربي متوهم عن الشرق، يقول: بل إنه كيان له وجوده النظري والعملي، وقد أنشأه من أنشأه واستثمرت فيه استثمارات مادية كبيرة على مر أجيال عديدة، وقد أدى استمرار الاستثمار إلى أن أصبح الاستشراق مذهباً معرفياً عن الشرق شبكة مقبولة تسمح منافذها بتسريب صورة الشرق إلى وعي الغربيين... الإمبريالية السياسية تحكم مجالاً كاملاً من الدراسات والإبداع والمؤسسات البحثية".
    ويرصد بعض نجوم الفكر والأدب الأوربيين الذين "كانت لهم آراؤهم المحددة بشأن الامتياز العنصري والإمبريالية ومن اليسير إدراك تأثيرهما في كتاباتهم"، ومنهم المؤرخ توماس كارلايل (1795-1881م) والفيلسوف جون ستيوارت (1806-1873م) والشاعر ماثيو أرنولد (1822-1888م) والروائيان جوستاف فلوبير (1821-1880م) وتشارلز ديكنز (1812-1870م). ويتساءل كيف شارك فقه اللغة ووضع المعاجم والتاريخ والبيولوجيا والنظرية السياسية والاقتصادية وكتابة الروايات والشعر الغنائي في خدمة رؤية الاستشراق للعالم، وهي الرؤية التي تعتبر إمبريالية بصفة عامة. ويضيف أن الثقافة الأوربية تمكنت من إبداع الشرق عبر مفاهيم الاستشراق الذي اعتمد على التمييز الوجودي والمعرفي بين الشرق والغرب، يقول: زادت الثقافة الأوربية من قوتها ودعمت هويتها من خلال وضعها لذاتها مقابل الشرق باعتباره ذاتاً بديلة... الاستشراق برمته يقع خارج الشرق وبعيداً عنه".
    يذهب إدوارد سعيد إلى نفي أن يكون الاستشراق مؤامرة، ويشدد على كونه ظاهرة ثقافية وسياسية.. وأنه في بعض جوانبه كان متواطئاً مع المصالح الاستعمارية ومن الصعب "فصل مصالح المستشرق من طرف واحد عن السياق الإمبريالي العام الذي بدأ مرحلته العالمية الحديثة بغزو نابليون لمصر في (1798م)".
    في إطار الحديث عن نشأة الاستشراق ونموه في ظل التجربة التاريخية ومعطياتها والموضوعات الفلسفية والسياسية في آن واحد، ومن خلال استعراضه للعلاقة بين الشرق والغرب يرى سعيد أن الإسلام ظل بالنسبة لأوروبا مصدر قلق دائم وخطر يتربص بها. ويلاحظ أن الاستشراق وقع في أزمة بدءا من عشرينيات القرن الحالي حتى إعلان مؤتمر باندونج عام 1955م، حيث كان الشرق بأكمله قد توصل إلى الحصول على استقلاله السياسي عن الإمبراطوريات الغربية، وبدأ يجابه تجسيداً آخر للقوى الإمبريالية متمثلاً في الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وهنا وجد الاستشراق نفسه عاجزًا عن تميز (شرقه) في العالم الثالث الجديد، ويواجه شرقًا جديدًا ومسلحًا سياسيًا.
    يركز إدوارد سعيد على المراحل المبكرة لما يسميه بالاستشراق الحديث، فحتى القرن الثامن عشر استمر الاستشراق ينطلق من أسباب دينية في تحليل الشرق والإسلام والحكم عليهما. إلا أن عناصر أربعة طرأت بعد ذلك، وهي - كما يسميها- التوسع والمجابهة التاريخية والتلبس المتعاطف والتنميط، وكان من أثرها أنها أطلقت الاستشراق من عقال التقصي الديني الضيق، وأسلمته إلى مستشرقين حولوه إلى فرع من فروع المعرفة التي تنتمي إلى المعتقدات العلمانية وشبه الدينية للقرن الثامن عشر، وقد مهّد هؤلاء الطريق أمام انبعاث الاستشراق بشكله الحديث.
    والاستشراق الحديث هو ما أسماه سعيد (الاستشراق الآن). وهو المرحلة الأخيرة من الاستشراق الأمريكي المعاصر حيث يثبت سطحية الرؤية التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى المنطقة، وهو كذلك ما يقودها إلى العديد من المواقف التي لا تفقدها مصداقيتها كبلد متقدم يدعو إلى حرية الشعوب فحسب، بل يحولها إلى عدو مكروه بشدة في الشارع العربي. ويقول في هذا الخصوص: للولايات المتحدة توظيفات هائلة حالياً في الشرق الأوسط تفوق في حجمها ما هو قائم في أي بقعة أخرى على وجه الأرض، مع ذلك نجد أن الخبراء في شؤون الشرق الأوسط الذين يقدمون المشورة إلى صانعي السياسة مشبعون واحداً واحداً دون استثناء بالاستشراق، لذلك يظل الجزء الأعظم من هذه التوظيفات مبنياً على الرمال، لأن الخبراء يقدمون توجيهاتهم لصنع السياسة استناداً إلى تجريدات رائجة، مثل النخب السياسية والتحديث والاستقرار التي لا تتعدى في معظمها كونها القوالب الاستشراقية القديمة مطروحة بلباس مصطلحات علم السياسة".
                  

08-06-2007, 12:41 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    والصديق والكاتب : عجب الفيا .

    تحية لك لا توصف .
    وراء كل جهد : عمل باهر .
    شكراً جزيلاً لك ، وإلى أن نفرغ من هومنا .

    للشرق وللشروق و للإستشراق عُدة أكوان .
    يختلف المُستشرقون عن بعضهم . لكل حالة
    ما يُميزها ، وهو موضوع ضخم .
    لا يُغطيه مقال ، ولو أنك جلست جلوس
    ( التوهُط ) وجلبت لناالأدلة والبراهين .

    كنتُ ولم أزل أود لو كان في معيتنا من بعد هذا السرد
    الثري أن نأخذ حالة بعينها ونُجري عليها الإختبارات
    وتلك أراها مرحلة لاحقة إن وجدنا الوقت .

    ونستون تشرشل كان في صباه مُراسلاً حربياً لأيام غزو كتشنر ،
    طاف إفريقيا وعاد لبلاده ثم كان من تاريخه ما كان .

    كتب عن حرب النهر ، ونال جائزة نوبل للآداب .
    بدأ بغير ما انتهى ،
    أهي التعلُم من التاريخ ؟

    يصلُح ( تشرشل ) مادة طيبة وقد يقول قائل إنه ليس بمستشرِق ،
    سنعود إن تيسر لنا زمان

    ومن بعد ثرائك تستهي الأقلام .
    شكراً لك أيها الرائع
                  

08-12-2007, 12:04 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    الاصدقاء الاعزاء

    معتز

    خالد

    الشقليني


    الان فقط جئت اتفقد هذا البوست بعد غيبة

    بسبب وعكة خفيفة ،

    فداهمني هذا الحضور الانيق ،

    ساعود اليكم فردا فردا يا صحاب
                  

08-13-2007, 05:21 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    Quote: اضافة لموضوعك ياريت القى عندك الكتاب [الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف] لـ [عبدالله على العليان]، لانو اول ماشفت موضوعك هرولت نحوه لانو ذكرني بالكتاب ، فكنت ان بدات القراءة به قبل مدة طويله ،لكن للاسف لم اكمله . ملخصه يتحدث عن [التفريق بين الاستشراق الايديولوجي الغير منصف والاستشراق العلمي الذي قدم الكثير للتراث والتاريخ بالمنطقة] يعنى قريب من مداخل حوارك..

    عزيزي معتز
    نجدد احتفاءنا مرة أخرى بحضورك الانيق ،

    واحيك على هذا الاهتمام والمثابرة ،

    وكتاب ( الاستشراق بين الانصاف والاجحاف ) للاسف ما عندي والله .

    لكن بضمه الى قائمات الكتب المطلوبة

    بحاول اشوف لو عندنا هنا في برسله ليك


    ودمت جميلا
                  

08-13-2007, 06:37 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    الصديق والكاتب الفنان / عبد الله الشقليني

    يا اهلا وسهلا نورت ونور البوست باطلالتك البهية ،

    وعاجزين عن الشكر على هذا المديح العال .

    Quote: للشرق وللشروق و للإستشراق عُدة أكوان .
    يختلف المُستشرقون عن بعضهم . لكل حالة
    ما يُميزها ، وهو موضوع ضخم .

    هذا صحيح لذلك لم يكن من الصواب دمغهم كلهم بالجملة بوصفهم أدوات استعمارية ،
    او انهم ينفذون في مخطط أو مؤامرة مرسومة سلفا .

    سعدنا ايها الرائع بمشساركتك لنا وفي انتظار ان يسعفك الوقت في ان تحدثنا عن تشرشل وحرب النهر خاصة انه ورد الاشارة اليه في كتاب سعيد .
                  

08-14-2007, 01:19 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    خالص التحايا
    استاذي العزيز وصديقي
    Agab Alfaya

    في مؤلف المفكر الناقد "الاستشراق" نجد انه حاول صياغة نظرة محولة مختلفة ، مركزية للشرق المغربن او الشرق المخترع بواسطة الغرب ،حيث الشرق شروق والغرب غرب ، وفق النزعة الزاتية المركزية الغربية . وقدر راى ادورد سعيد في اردادة المعرفةالقائمة على التمثيل والانشاء نوعا من الاستبناء الخطابي الذي يحول المعرفة الى ارداة- معرفة، تعيد قراءة وكتابة الظاهر وفقا لمعايير الذات المركزية غالبا –بالمعنى الخلدوني- والمتعالية. فالاستشراق حسب رؤية ادورد هو اسلوب من الفكر يقدم على تميز انطولوجي بين الشرق والغرب ، اعتمدته الدراسات الاكاديمية الغربية في اعادة تشكيل الشرق . وتمثله صياغته في اطار (علاقة – القوة) في مرحلة ما بعد عصر الانوار واعادة التشكيل هذه تدخل في اطارها النزوعات والتكوينات والتهويمات المنتجة من الذات عن العالم والتاريخ والاخرين ، وتختلط فيها بالسرد التاريخي "الروائي" وشتان ماببن التاريخ الواقعي والسرد الرؤائي "الحكائي" القائم على نزعات تاريخية..

    التحايا النواضر..
                  

08-18-2007, 05:56 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: معتز تروتسكى)

    الصديق العزيز جدا /معتز
    شكرا على هذا الملخص الموجز لمؤلف اداورد سعيد
    تقريبا ما تفضلت به هو مجمل المنطلقات النظرية ،
    التي اعتمدها ادوارد في نقده للاستشراق
    وقد انصبت دراستنا في تقديم قراءة نقدية لهذه المرتكزات
    سنعود للتفصيل

                  

08-18-2007, 05:59 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    اخي وصديقي العزيز خالد كتمور

    اجدد الترحيب الحار بك وبمساهمتك القيمة اعلاه

    شوية تفاصيل حالت دون التعليق في حينه سوف اعود

    ودمت بخير
                  

12-09-2007, 06:35 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    نتعشم في مواصلة ما انقطع من نقاش

    لو لقينا فرقة في باقي الايام دي
                  

12-11-2007, 01:34 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الاختلاف الثقافي: من وحي قضية معلمة اليونتي (Re: Agab Alfaya)


    في الاختلاف الثقافي: من وحي قضية معلمة اليونتي

    د. خالد محمد فرح
    [email protected]

    أما وقد أسدل الستار رسمياً بحمد الله على قضية المسز جيبون جونز المدرسة السابقة بمجمع مدارس الاتحاد المرموقة بالخرطوم ، أو ما تعرف على نحو أكثر شهرة في السودان باليونتي تعريباً لها من قولهم Unity School ، وذلك بفضل القرار الرئاسي الحليم والحكيم الذي صدر في الأسبوع الماضي ، بينما ما يزال هذا الخبر وتداعياته تثير لغطاً واسعاً ، ويريق مداداً كثيراً على صفحات الصحافة الورقية منها والالكترونية على حد سواء ، فقد عنّ لي بهذه المناسبة أن أقول إنّني قد كنت أشعر منذ البداية أن هذه المسألة هي مسألة اختلاف وسوء فهم ثقافي ليس إلاّ ، وما كان ينبغي لها أن تخرج من سياقها ذاك إلى اعتبار أنها فعل قصدي متعمد أريد منه إزدراء مشاعر المسلمين في السودان وفي كل مكان بإطلاق اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على دمية " دبدوب " التي يلعب بها الأطفال.

    وفي اعتقادي أنه ينبغي تصويب الجدل نحو السياق الثقافي والمعرفي الذي اكتنف هذه القضية وليس الإطار القانوني الذي تم النظر إليها من خلاله. فنحن لا نريد بهذا مساءلة القانون ولا مساءلة أولئك الذين طبقوه. إذ أنه طالما كان المجتمع السوداني مجتمعا متدينا بطبعه ، مع علمنا التام بتعدد أعراق أهله ونحلهم وأديانهم ، فإن ذلك يستلزم وجود قانون يجرم الإساءة لكافة العقائد الدينية ( وليس الدين الإسلامي وحده كما ذكر خطأ خاصة في بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي تناولت الخبر). وبهذا يكون من يقول لأي شخص مسيحي مثلا في السودان ، مواطنا كان أو زائرا أو مقيما " ينعل صليبك " بقصد الإساءة إليه واقعاً تحت طائلة هذا القانون.

    فهذه هي فرنسا بلد الحريات وحقوق الإنسان ورائدة التنوير في العالم كما يقال ، بها قانون سار منذ سنوات يجرم ليست الإساءة إلى العقائد الدينية ذات القدسية المعروفة ، ولكن مجرد التشكيك في أية جزئية مهما صغرت مما نشر عن نتائج محاكمات نورنبرج الشهيرة حول جرائم النازي ضد اليهود في أوروبا. وهو ما يعرف بقانون " غيسو " نسبة لاسم أحد أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي ، كان قد بادر بطرح مشروع ذلك القانون. وفي كثير من يلاد الغرب يمكن للطفل أن يشكو أباه أو أمه ذا ما ضربه أحدهما تأديبا له ، فيحاكم بقانون عندهم يسمى Child abuse ، وذلك ما لا يمكن تصوره أصلاً في مجتمعاتنا. فغني عن القول إذاً ، أن أي مجتمع يسن القوانين التي تعكس خصائصه الاجتماعية والثقافية واهتماماته.

    هذا ، وقد ازداد يقيني ببراءة المسز جونز من تعمد الإساءة عندما رأيت صورتها من خلال شاشات القنوات الفضائية ، وخصوصاً قناتي ال B.B.C وال C.N.N اللتين عرضتا بعض اللقطات من مشهد وصولها إلى مطار هيثرو واستقبالها بواسطة أفراد أسرتها، إذ أنني ألفيت فيها سيدة طيبة العينين ، مؤدبة وحيية ، و " زولة الله " ، وربما تكون " مسطّحة " تماما. أجل ، لم يكن في سمتها وطريقة حديثها ذلك اللؤم والفجور والوقاحة التي تكون عادة في مثل أولئك الذين من المتوقع أن تصدر منهم عمدا الإساءة لمخالفيهم في الرأي والاعتقاد وإيذاء مشاعرهم. قال تعالى "فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول " الآية.

    على أنه كان ينبغي خصوصاً على سيدة بريطانية مثل المسز جيبونز ، وقد كانت تعرف أنها مقبلة على العمل معلمة أطفال في بلد غالبية أهله مسلمون عرفوا بالتمسك الشديد بكل ما يتعلق بدينهم ، والحساسية المفرطة تجاه كا ما يحسون أنه يمثل ازدراءاً أو إهانة له ، كان يبغي عليها الاطلاع على نحو أكثر عمقا على كل هذه الجوانب حتى لا تقع فيما وقعت فيه. ومما لا شك فيه ، أن السيدة جيبونز – وهي بريطانية – وارثة لتراث ضخم في هذا المجال بحكم وضع بلدها كدولة مستعمرة سابقة للسودان. قالوا: كان بعض المفتشين الإنجليز يأمرون بجلد وسجن من يفطر عمدا في نهار شهر رمضان من المسلمين في السودان ( أم أن تلك كانت إحدى حيل و "حركات" ومظاهر دهاء الإمبراطورية العجوز في تثبيت سلطانها على مستعمراتها عبر الظهور بمظهر الحادب على معتقدات أهلها وعدم استهدافها ؟ ).

    أما لماذا لم تر تلك المدرسة بأساً في إطلاق اسم بشر – وإن يكن اسم أشرف الخلق أجمعين ، وسيد ولد آدم كما نعتقد نحن وليس كما تعتقد هي بالطبع – على تلك الدمية أو ذلك الدبدبوب ، وهو قطعاً – أي الدبدبوب – شيء محبوب ومقدر لدى الأطفال ، فإن هذا هو من صميم ثقافتها. ذلك بأن للأوربيين مذهباً يخالف مذاهبنا في تسمية حيواناتهم المنزلية الأليفة من كلاب وقطط وببغاوات وسلاحف و " لغاويس " أخرى كثيرة ، بل في علاقتهم بتلك الحيوانات بصفة عامة. ولعلنا لا نعدو الحقيقة إذا ما قلنا إن حب الأوروبي لكلبه أو لقطته ربما يفوق حبه لكثير من أقاربه من الدرجة الثانية على الأقل. وليس من النادر أن ترى رئيسا غربياً ، أو مرشحاً للرئاسة ، وقد حرص على نشرة صورة له ومعه كلبه أو قطته على نطاق واسع لكي يراها الجمهور ، موقنا بأن ذلك مما يزيد من شعبيته ويظهره بمظهر الشخص الودود أو الحاني على الحيوانات.

    ويبدو أن الأوربيين بالفعل يطلقون على الحيوانات أسماء البشر. ولعل من قرأوا منا رواية جورج أورويل الذائعة الصيت Animals Farm أو " مزرعة الحيوانات " ، يذكرون أسماء: الخنزير نابليون ، والحمار بنيامين وهو اسم أصغر الأسباط أبناء يعقوب وشقيق يوسف عليهما السلام ، والنسر موسى أو Moses وهو اسم نبي كريم من أولي العزم من الرسل ، وهكذا.. وبالطبع فإننا لم نقرأ أو نسمع أن جورج أورويل قد اتهم بمعاداة السامية مثلا على صنيعه ذاك ، ذلك بأن السياق الثقافي في مجتمعه يسوغه له.

    وبهذه المناسبة أذكر أننا عندما ذهبنا لأول مرة إلى فرنسا لقضاء العام الدراسي 82\1983 في إطار برنامج للتعاون الأكاديمي آنئذ بين جامعة الخرطوم وجامعة Lyon II الفرنسية ، تصادف وجودنا هناك بوجود أخت سودانية أسمها عفاف كانت تدرس اللغة الفرنسية على نفقتها الخاصة. وكانت تجاور تلك الأخت في السكن سيدة أمريكية طاعنة في السن. وكانت تلك العجوز الأمريكية تحتفظ في شقتها بأعداد هائلة من القطط مختلفة الأشكال والأحجام والألوان. ولما كانت تلك العجوز تعيش وحيدة بين قططها تلك ، وكانت عفاف – بعاطفتها وأخلاقها السودانية – تلاطف تلك السيدة ، وتؤانسها ، وتساعدها أحيانا ، فقد أحبتها تلك العجوز الأمريكية. ولما أرادت أن تعبر لها عن تلك المحبة وذلك التقدير ، أخبرتها ذات يوم أنها قد اقتنت قطة جديدة ، وأنها قد قررت أن تسمي تلك القطة الجديدة "عفاف " ، معلنة بصوت مرتعش بلكنتها الأمريكية: I think I will call it Afaf .!

    وخلال ذلك العام نفسه بفرنسا – والشيء بالشيء يذكر – كنا نتسامر ذات ليلة في غرفة صديقنا الدكتور أسامة عثمان الذي كان وقتها يحضر لنيل درجة الماجستير في اللسانيات والترجمة بذات الجامعة. وكان أخونا د. أسامة منذ أن عرفناه امرءاً كوزموبوليتانيا عولمياً (من العولمة) ، فلا غرو إذاً أن انضم منذ سنوات إلى العمل بهيئة الأمم المتحدة. فبينا نحن جلوس نتآنس في غرفة أسامة إذ طرق الباب ودخل علينا شاب وفتاة من غوادلوب أو مارتنيك من أصدقاء أسامة ( من تمام آلة السوداني القح غير الكوزموبولتاني ألا يصادق أو يعادي إلا سودانيا مثله حتى يلقى الله..و لو عاش دهرا بهولنده أو كندا فتأمل !! ) ، وكان من بين الحضور زميل سوداني لأسامة كان قد دخل لتوه في طور من التدين والتنسك الشديدين. فلما بدأ ذلك الشاب وتلك الفتاة يصافحون من كانوا داخل الغرفة من الطلاب السودانيين ، قال أسامة للفتاة منبها لها بالفرنسية ، ومشيرا إلى زميله ذاك: " إنه لا يصافح الفتيات " ، فما كان منها إلا أن قالت: " أوه حسناً .. إنه يقبّلهن إذاً " Ah bon, il les embrasse alors ! .. فانفجرنا ضاحكين ، وفغرت المسكينة فمها تعجباً ودهشة من ضحكنا.


    http://www.sudanile.com/
                  

12-11-2007, 01:44 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الاختلاف الثقافي: من وحي قضية معلمة اليونتي (Re: Agab Alfaya)

    الزواية التي نظر بها دكتور خالد فرح الى قضية المعلمة الانقليزية بمدرسة الاتحاد تلخص
    نظرة المسلمين في التعامل مع كتابات المستشرقين حيث يتوقع المسلم من المستشرق ان يكتب عن الاسلام بنفس الطريقة التي يكتب بها المسلم والا فان اي اختلاف يفسر بانه مقصود به التشويه او الاساءة وذلك دون الاخذ في الحسبان ان الاختلاف في النظرة سببه اختلاف الثقافة والتنشأة وليس بالضرورة ان يكون بقصد الاساءة او التشويه .
                  

12-11-2007, 03:06 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4176

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الاختلاف الثقافي: من وحي قضية معلمة اليونتي (Re: Agab Alfaya)

    الاخوان خالد و عجب الفيا
    لا يسعنى الا ان اقول فتح الله عليكما
    هكذا تورد الابل
                  

12-12-2007, 09:41 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في الاختلاف الثقافي: من وحي قضية معلمة اليونتي (Re: Omer Abdalla Omer)

    سعيدين بمرورك الاخ العزيز عمر عبدالله

    ارجو ان تكون بخير وكذلك الاسرة الكريمة

    شكرا على التعليق
                  

12-12-2007, 09:49 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق بين الانصاف والاجحاف (Re: Agab Alfaya)

    Quote: اضافة لموضوعك ياريت القى عندك الكتاب [الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف] لـ [عبدالله على العليان]، لانو اول ماشفت موضوعك هرولت نحوه لانو ذكرني بالكتاب ، فكنت ان بدات القراءة به قبل مدة طويله ،لكن للاسف لم اكمله . ملخصه يتحدث عن [التفريق بين الاستشراق الايديولوجي الغير منصف والاستشراق العلمي الذي قدم الكثير للتراث والتاريخ بالمنطقة] يعنى قريب من مداخل حوارك..
    عملت سيرش قلت يمكن ان اتحصل عليه مجانا لكن للاسف .

    العزيز معتز تروتسكي اخيرا تحصلت على الكتاب : [الاستشراق بين الإنصاف والإجحاف]
    يقول المؤلف في المقدمة ويقصد بحديثه ادوارد سعيد :

    " .. ومن الحق أن نذكر إن التعميم والمبالغة في نقد كل أعمال المستشرقين وربطهم بالاستعمار والتنصير والتبشير ، لا يستقيمان مع العدل والموضوعية ناهيك عن المنهجية والعلمية في الطرح والمناقشة وتفنيد الرأي المختلف استرشادا بقوله تعالى (لا يجرمنكم شنآن قوم الآ تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ) .
    ومن هنا علينا ان نفرق بين الاستشراق الايديلوجي عير المنصف والاستشراق العلمي الذي قدم الكثير من الاعمال الجليلة لتراثنا وتاريخنا وروائع حضارتنا وهي جهود لا تزال موثقة ومكتوبة وشاهدة على الاخلاص والتفاني والموضوعية ... "

    عبد الله على العليان
    الطبعة الاولى 2003
    المركز الثقافي العربي :
    الدار البضاء - المغرب
    بيروت – لبنان
                  

12-12-2007, 12:06 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    كثير الشكر لهذا الطرح العميق والشيق ...واصل
                  

12-12-2007, 12:07 PM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    حذف للتكرار

    (عدل بواسطة أبنوسة on 12-12-2007, 12:10 PM)

                  

12-12-2007, 11:10 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)












    >
                  

12-13-2007, 07:03 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    يا اهلا وسهلا بالابنوسة

    الشكر لك انت على هذا الحضور الانيق والمتابعة الرصينة ،
                  

12-13-2007, 07:06 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    مرحب بالفنان خالد كودي

    وشكرا على المساهمة

    ساعود بعد الاستماع الى الفيلم ، ليس لدي جهاز صوت الان ،
                  

12-16-2007, 02:15 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    الفنان خالد كودي

    بالامس اتيحت لى الفرصة في مشاهدة الفليم والاستماع اليه ،
    الفيلم أكد صحة الانتقادات التي وجهت إلى كتاب سعيد والتي تعرضنا لها في المقال وهي :

    - اختزال الاستشراق في عمل الرساميين وكتاب قصص الرومانس وهواة الرحالة والصحفيين عن الشرق .

    - الخلط بين الاسشتراق كعمل اكاديمي وبين الاهداف الاستعمارية والتوسع الامبريالي بل الذهاب الى درجة جعل الاستعمار نتيجة مباشرة للاستشراق .

    - الفيلم اكد صحة ما ذهبنا اليه في نهاية المقال من ان سعيد بوصفه فلسطيني حاكم الاستشراق من خلال قضية الصراع العربي الاسرائيلي .

    - أما الدعاية المتحمسة التي وجدها الكتاب في بعض الدوائر الغربية والاميريكية فقد أوضحنا جانب منها في خاتمة المقال . وقد زادت هذه الدعاية من درجة الحماس لادوارد سعيد في العالم العربي .
                  

12-16-2007, 05:49 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Agab Alfaya)

    عمل ممتاز وشيق
    يستحق إعادة قراية ومن ثم حوار
    تشكر والمساهمين علي الإضاءة
                  

12-17-2007, 09:39 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاستشراق : في نقد اطروحة ادوارد سعيد (Re: Nasr)

    شكرا نصر على رصانة المتابعة وحسن الثناء

    وفي انتظار مزيد من الاضاءات
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de