|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
في تعريفه للآفروعربية ، يقول د0 عبد الله : " الآفروعربية في نظر دعاتها ، هي عمل واع لاستعادة الدم الزنجي ودراسة الجانب من ميراثنا والذي أهمل لمدة طويلة وأعنى التراث الزنجي " (6) ويقتبس هذا التعريف من كلمة لمحمد عبد الحي ، أحد أبرز دعاة الآفروعربية . ويقول : " وقع مجاز الغابة والصحراء للشاعر النور عثمان أبكر وهو في محيط أوربا الحضاري الذي يقول عنه النور : " رفض هويتي الأفريقية حين أفكر ورفض هويتي العربية حين أكـون " (7) ومن واقع هذا التعريف يمكن القول أن مفهوم الآفروعربية يعنـي عنـد د0 عبد الله القول بأن سكان شمال السودان عرقيا وثقافيا هجين عربي أفريقي . ولكن ما المقصود بتحالف الهاربين ؟ هل الوظيفة النحوية للحرف " أو " التي تتوسط العنوان هنا تفسيرية وفي هذه الحال تكون الآفروعربية أو تحالف الهاربين ، وبالتالي تكون الآفروعربية شيئا غير تحالف الهاربين ؟ !
وفي هذا السياق يقول د0 عبد الله : " … فدعاة الآفروعربية لم يلقوا وهم في ريعان الشباب من ثقافاتهم العربية الإسلامية ما يروى غلتهم من الحب والتعبير ، فاضطروا إلى الهرب بأجندة الريعان والشغف إلى فردوس أفريقي مطموس في تكوينهم الأثنى .. ولأن رحلتهم لم تقم على فهم وتعاطف مع سجن الثقافة العربية الإسلامية الذي هربوا منه ، أو معرفة بالثقافة الأفريقية التي هربوا إليها كان حصادها مؤسفا " (
إذن وضح الآن أن المقصود بتحالف الهاربين هنا هو هروب دعاة الآفروعربية من " سجن " الثقافة العربية الإسلامية إلى تكوينهم الأفريقي المطموس على حد تعبير الورقة . وبالتالي تصبح الوظيفة النحوية لـ " أو " التي تتوسط عنوان المقالة ، تفسيرية وليست تخييرية . وعليه يمكن أعادة كتابة العنوان وقراءته كالآتي : " الآفروعربية هي تحالف هاربين . " أي أنها دعوة للهروب من الثقافة والهوية العربية الإسلامية إلى الثقافة والهوية الأفريقية . وهنا نجد أنفسنا بتحليل العنوان قد أمسكنا بالمفاصل الأساسية في قراءة د0 عبد الله لتوصيف الهوية السودانية . فهو لا يرى مساهمة جماعة الغابة والصحراء ، لرد الاعتبار للمكون الأفريقي ، محاولة للاعتراف بحقيقة تاريخية وواقع ماثل بشحمه ولحمه ، بل يراها مجرد نزوة عابرة لمراهقين لا هم لهم سوى الفرار من محرمات الثقافة العربية الإسلامية إلى الثقافة الإفريقية لإشباع غرائزهم البوهيمية .
والحقيقة أن الدكتور لا يجد من حجة للتدليل على هذه البوهيمية سوى الاستشهاد برحلة محمد المكي إبراهيم والنور عثمان أبكر إلى أوربا عام 1962 ، وبقصائد محمد المهدي المجذوب التي عرفت بالجنوبيات والتي كتبها في واو بالجنوب في الخمسينات قبيل اندلاع التمرد الأول عام 1955 ، يقول : " لقد سافر محمد المكي وزميله النور عثمان أبكر في رحلة إلى ألمانيا الغربية لقضاء عطلة صيف 1962 ضيفين على جمعية الصداقة السودانية الألمانية . ولقد أملت البوهيمية والشغف بالترحال على مكي أن يمد إقامته إلى عام آخر تغيب فيه عن الجامعة . " (9) لاحظ قوله " قد أملت البوهيمية " فلماذا سوء القصد المبيت هذا في وصف رحلة مكي وأبكر إلى أوربا بالبوهيمية ؟ أليس ثمة هدف نبيل آخر غير غير هذه البوهيمية المزعومة ؟! لماذا لم يكن القصد من الرحلة الانفتاح على الحضارة الغربية والتعرف عليها من كثب في سياق توثيق الروابط بين الشعوب كما فعل آلاف من جيلهم والأجيال السابقة لهم ، خاصة وأن الدعوة جاءت من جمعية الصداقة السودانية الألمانية ؟!
ولكن مهما يكن من أمر هذه الرحلة ألا يكفى أنها ردت هؤلاء ( الهاربين ) إلى وعيهم بذاتهم وفتحت أعينهم لرؤية الأشياء على حقيقتها فتنبهوا إلى تحقيق الذات يكمن في البحث في ثقافاتهم لا في ثقافة الغير " ألم يقل د0 عبد الله في تعريفه للآفروعربية بأنها " اكتشاف للجذور قام به هؤلاء الشعراء بعد تغرب في ثقافة أوربا " ولكنهم لم يعودوا من رحلة الاكتشاف هذه صفر الأيدي و " بالحامض من رغوة الغمام ، " كما وصفهم ، بل عادوا باستعادة الوعي بانتمائهم الأفريقي الذي تنكروا له طويلا وما يزال د0 عبد الله يتنكر له ويجرده من كل فضيلة ولا يرى فيه سوى فرار آخر شبيه بفرارهم إلى أوروبا ، حيث يقول : " فرار الأفروعروبيين إلى النسبة الأفريقية مشابهة لرحلة مكي البائسة . " (10)
أما الاستشهاد بشعر المجذوب للدلالة على بوهيمية جماعة الغابة والصحراء فأمر يفتقر إلى الموضوعية من كل الوجوه . فهو أولا ، ينكر عليهم " تعميد المجذوب الذي هو في سن أباءهم أبا روحيا لمشروعهم الشعري " (11) ومع ذلك يعود ويتخذ من شعره دليلا لوصفهم بالبوهيمية . وثانيا : أنه في نقده لقصائد المجذوب التي كتبها في الجنوب ، لم يفعل أكثر من ترديد نفس الانتقادات التي سبق أن وجهها جماعة الغابة والصحراء لهذه القصائد ، وذلك رغم احتفالهم بها ، باعتبارها باكورة لنوع الشعر الذي يريدون له الذيوع ، فهو يقول أن قصائد المجذوب أساءت إلى الجنوبي عندما صورته في صورة بدائي نبيل " لا هم له سوى اللعب والرقص والسكر ، وأن هذه الصورة وهمية لا تصمد أمام الواقع . (12) وهذه بالضبط نفس عبارات محمد عبد الحي التي وردت في سياق نقده لقصائد المجذوب والتي أوردها د0 عبد الله في قوله : " جاء عبد الحي بمصطلح البدائي النبيل ، إلى حلبة نقاش العلاقات الثقافية في كلمته القيمة . فقد خلص عبد الحي من دراسة القصائد التي اشتهرت بالجنوبيات من شعر المجذوب ، إلا أنها قد صورت الجنوبي في صورة وهمية هي صورة البدائي النبيل . " (13) إذن طالما أن جماعة الغابة والصحراء قد اتخذوا هذا الموقف النقدي من " جنوبيات " المجذوب التي يصفها د0 عبد الله بالبوهيمية فلا معنى لاتخاذها ذريعة للاحتجاج بها عليهم .
وفي محاولته للتشكيك في وعى المجذوب بانتمائه الأفريقي ، لا يملك د0 عبد الله إلا أن يلحقه هو الآخر بركب الهاربين إلى الكـون الأفريقـي ويقـول : " المجذوب يشبه تحالف الهاربين في يأسه من إصلاح الثقافة العربية الإسلامية " فهو قد خلع عباءة الحضارة العربية بمحرماتها ونواهيها الكاسية ليصطنع بدائيا نبيلا في الجنوب يصوب به ذهنيا علل وآفات تلك الثقافة . " (14)
الحقيقة أن موقف المجذوب من قضية الانتماء الأفريقي لم يكن موقفا هروبيا عارضا الغرض منه اشباع رغبات مكبوتة ونزوات عابرة لم تجد لها منفذا في محيطه العربي الإسلامي . فلم يكن للمجذوب رغبات مكبوتة يخشى من التعبير عنها في الشمال حتى يفر لإشباعها في الجنوب . فقد كان يملك الشجاعة الكافية للتعبير عن نزواته بلا خوف ولا وجل . وكانت أشعاره سجلا صادقا لتجاربه في الحياة بكل ما فيها من حسنات وسيئات . أسمعه يقول وهو في الشمال في قصيدة " راية الحانة " ويمكنك أن تقرأ " راية الأنداية . " (15)
مريسـتنا مـلأت برمـة على فمها يستدير القمـر تلـوح رايتهـا فوقنــا شراعا يعود بنا من سفر يوشــوش متكئـا دلـق عليه جلال النهى والخطر تقعــده بيننـا كلاعـب لها عرق كالجمان أنتثـر تناولني فأسيغ الشــراب واجرع من قرع معتبـر وتطعمني من قديد الشواء وتطرفني بعجيب السـير حفظت لها ودها شاكـرا وتحفظ ودي ست النفـر
ولمن أراد المزيد فليراجع ديوانه " الشرافة والهجرة "
ولقد أصاب د0 بولا عندما قال : " إن المجذوب أنشغل بصدق لا مراء فيه بموضوع اعتبار المكون الزنجي بالذات في مسألة الهوية الثقافية السودانية بل هو أول من جرؤ من أبناء جيله من قبيل أولاد العرب على أن يدعو جهرة لأصول زنجية في جملة تكوينه . وهذه تحتاج إلى شجاعة كبيرة في بلد يتبرأ فيه الناس من العرق الزنجي تبرؤهم من الجذام . " (16)
وقد عبر المجذوب عن هذا الوعي المبكر بالانتماء الأفريقي ، في أشعاره من قبل أن تهتدي إليه جماعة " الغابة والصحراء " وقبل أن يسافر للعمل بالجنوب في مطلع الخمسينات . فمثلا في ديوانه " نار المجاذيب " توجد قصيدة بعنوان : " الفجر الكاذب " (17) يقول أنه كتبها في بورتسودان عام 1953 بمناسبة توقيع اتفاقية تقرير المصير التي قادت إلى استقلال السودان . والفجر الكاذب لعله يقصد به هنا الحصول على الاستقلال . فبينما كان الناس فرحين بتقرير المصير كان الشاهر يتوجس خيفة مما سيؤول إليه الحال بعد الاستقلال ، خاصة الوضع في الجنوب . وكأنه بشفافية الشاعر كان يتنبأ بانفجار الأوضاع الذي قاد إلى التمرد الأول عام 1955 . في هذه القصيدة بعد أن يعبر عن تعاطفه الصادق مع قضية الجنوب ، يجاهر صراحة في نهايات القصيدة ويفخر بعرقه الزنجي وانتمائه الأفريقي ويقول :
وعندي من الزنج أعراق معاندة وأن تشدق في أشعاري العرب
ويرجع وعى المجذوب المبكر هذا ، بمسألة الهوية السودانية إلى تأثره بحمزة الملك طمبل الشاعر والناقد الأدبي الذي طواه النسيان ، فعاد المجذوب ولفت إليه الأنظار . (1 وكان طمبل من أوائل من حاولوا إصلاح المعادلة المختلة للهوية السودانية عندما نبه أبناء جيله في المقالات التي بدأ نشرها عام 1927 في جريدة حضارة السودان ، إلى ضرورة الالتفات للخصوصية في الذات السودانية وعدم الاكتفاء بتقليد العرب القدماء في أشعارهم وإبراز المكون الأفريقي المحلي . وكانت دعوة طمبل في ذلك الوقت المبكر غريبة ومستنكرة ، فأثارت مقالاته غضب الكثيرين ممن يعدون أنفسهم عربا إقحاطا ، الأمر الذي اضطرت معه جريدة الحضارة إلى التوقف عن نشر مقالاته فأكملها ونشرها في كتاب عام 1928 بعنوان " الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
مغالطة الواقع والتاريخ
ولعل القارئ يتساءل عن الأسباب والمبررات التي حدت بالدكتور عبد الله إلى نفي المكون الأفريقي ، الثقافي والعرقي عن سكان شمال السودان . يعتقد د0 عبد الله أن القول بأن سكان السودان الشمالي هجين عربي أفريقي هو قول خاطئ يستند إلى فكرة خاطئة روج لها المؤرخون والباحثون الأجانب الذين كتبوا عن تاريخ السودان ثم تبعهم في ترديد هذه الفكرة الخاطئة المؤرخون والباحثون السودانيون . يقول : " … تقف دعوة الآفروعربية بيلوجيا على ما روجه المؤرخون والأثنوغرافون خلال هذا القرن من أن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقي . " (19 ) فهارولد ماكمايكل ، يصف الخليط من النوبة القارة والعرب ، ممن أقاموا على النيل من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر ، كهجين أفروعربي " ويقول أن بقية المؤرخين تبعوا ماكمايكل في دعوته هذه وذكر منهم من الأجانب ج. ترمنغهام ووليام آدمز ومن السودانيين يوسف فضل وحامد حريز وحيدر إبراهيم .
ولكن ما وجهة اعتراض الدكتور على أن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقي ؟ في الواقع أنه لا يجد أي حجة موضوعية لمناهضة هذه الحقيقة التاريخية سوى اللجوء لنظرية المؤامرة وافتراض سوء النية المبيت لهؤلاء العلماء والباحثين الذين قالوا بأفروعربية شمال السودان . يقول : " وقد صدرت هذه النظرية ، نظرية الهجنة العربية الأفريقية في سياق نقد أولئك المؤرخين والأثنوغرافين لمزاعم النسابة السودانيين من أهل الشمال في إلحاق أهلهم بنسب عربي صريح . وقد ساءهم إسقاط النسابة لاختلاط الدماء العربية والأفريقية في من عدوهم عربا أقحاحا . " (20)
لاحظ أنه يقول : " وقد ساءهم أي ساء هؤلاء المؤرخين الذين قالوا بأن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقي ، ساءهم أن يلحق أهل الشمال نسبهم بنسب عربي صريح . فكأنما دافع هؤلاء المؤرخين ليس بالبحث عن الحقيقة التاريخية بوازع من الأمانة العلمية وإنما دافعهم هو الغرض والهوى بقصد النكاية في السودانيين الذين يعدون أنفسهم عربا أقحاحا ولا أدرى أية إساءة يمكن أن تلحق بهؤلاء المؤرخين إذا ثبت لهم أن سكان شمال السودان عرب أقحاح . ولكن د0 عبد الله هنا يمارس نوعا من الإسقاط الشخصي في اتهامه لهؤلاء المؤرخين . فقد سبق له أن أصدر بحثا في تحقيق شجرة نسب الجعليين بعنوان : " الحصن المنيع البأس في اتصال إبراهيم جعل بأصله العباس " انتهى فيه إلى صحة نسب الجعليين إلي العباس العدناني العربي . والحقيقة أن د0 عبد الله هو الذي ساءه أن يلحق هؤلاء المؤرخين نسب الجعليين الذين يعدهم عربا أقحاحا بالعرق الزنجي الأفريقي . ولكن مهما يكن من أمر فإن الحقيقة التي انتهى إليها الباحثون بأن سكان شمال السودان هجين عربي أفريقي لا تنفى أن بعض القبائل تنحدر من نسب عربي صريح كالجعليين مثلا ، فالحديث هنا ليس عن قبيلة بعينها وإنما عن أمة ، عن الخصائص المشتركة لهذه الأمة .
لكن د0 عبد الله يأبى إلا أن يواصل تشكيكه في نوايا المؤرخين والطعن في أمانتهم العلمية بدعوى أنهم أرادوا الحط من قدر السودانيين عندما الحقوهم بالنسبة الأفريقية . " … أن دعوى الهجنة في أصولها العرقية عند ماكمايكل وتجلياتها الثقافية عند ترمنغهام تنطوى على فرضية انحطاط " (21)
ولكنه لا يأتي بالأقوال المباشرة الدالة على فرضية الانحطاط هذه وإنما يستنتجها استنتاجا من كتابات هؤلاء المؤرخين . يقول : " فقد جاء عند ماكمايكل ما يوحى بأن الدم العربي أرفع من الدم الزنجي " وجاء عند ترمنغهام " أن الهجين العربي الأفريقي قد سرب من العقائد إلى الإسلام ما أدخله في الوثنية " وأن ترمنغهام " رد عصبية البقارة التي ناصروا بها المهدية إلى غلبة الدم الأفريقي . " (22) لاحظ أنه قال " فقد جاء عند ماكمايكل كما يوحى . " أي أن ماكمايكل لم يقل أن الدم العربي أرفع من الدم الأفريقي ، وإنما أوحى إلى الدكتور عبد الله بذلك إيحاء . لكن من أين جاء هذا الإيحاء ؟ هذا ما لم يذكره . أما إشارة ترمنغهام إلى أن الهجين العربي الأفريقي قد سرب من العقائد إلى الإسلام ما أدخله في الوثنية ، فلا أدرى كيف تنطوي على فريضة انحطاط الدم الأفريقي ؟ وما علاقة الوثنية بانحطاط الدم أو سموه ؟ فالوثنية مرحلة من تطور الوعي البشري مرت بها كل الشعوب ، حتى العرب لما جاء الإسلام وجدهم قوم وثنيـون .
وأخشى أن تكون تهمة الدكتور لهؤلاء المؤرخين بالقول بانحطاط الدم الأفريقي ، ما هي إلا اسقاطات لآراءه الشخصية وقد حاول صياغتها بطرق ملتوية بالالتفاف حول آراء المؤرخين والطعن في نواياهم والتشكيك فيها حتى تبدو هذه الاسقاطات للقارئ وكأنها هي آراءهم وليتهرب هو من المسئولية . وحتى لا نطلق الكلام على عواهنه كما يقولون ، لابد من الإشارة إلى أن مسوغ هذه الاسقاطات تعود إلى مواقف سابقة كان قد اتخذها الدكتور من قضية الهوية السودانية . فقد أسس هو ونفر من أصدقائه في نهاية الستينات ( 1968 ) جماعة أدبية أطلق عليها ( أبادماك ) ، وقيل أن هذا الاسم من اختيار د0 عبد الله نفسه . (23) وكما هو معروف أن أبادماك هو الإله الأسد ، إله الحرب والصحراء ، في الحضارة المروية النوبية القديمة . وتحررت تحت عبادته مروى من سلطة الفراعنة المصريين وتخلت عن الكتابة بالهيروغلوفية إلى الكتابة باللغة المروية . وكأنما أراد الدكتور أن يتبرأ من موقفه السابق من الهوية السودانية من خلال إدانة هؤلاء المؤرخين الذين قالوا : " أن الخليط من النوبة القارة والعرب هجين عرب أفريقي " فقد بدأ له قول ترمنغهام بامتزاج الثقافة العربية بالثقافة الأفريقية الوثنية ، كأنه محاولة لاتهام الإسلام بالوثنية للحط من قدره .
أما قول الدكتور أن ترمنغهام " قد رد عصبية البقارة التي ناصروا بها الثورة المهدية إلى غلبة الدم الزنجي فيهم " لا أفهم كيف يمكن أن ينطوي على فريضة انحطاط فهل الحمية القتالية التي ناصر بها البقارة المهدي لا تحتمل سوى تفسير واحد سوى غلبة الدم الزنجي ولنفترض أن السبب المباشر لهذه الحمية هو غلبة الدم الأفريقي فيهم ، هل سيكون في هذه الحالة النسبة للدم الزنجي أعلاه من قدره أم للحط من قدره ؟ وهل فعلا أن البقارة يغلب عليهم الدم الزنجي مقارنة ببقية القبائل العربية الأخرى في السودان ؟ مرة أخرى أخشى أن يكون الأمر إسقاط آخر يكشف عن موقف عدائي للدكتور من الثورة المهدية حاول أن يعبر عنه بالالتفاف حول رأي ترمنغهام من خلال الحط من قدر الدم الزنجي الذي ناصر الثورة المهدية . ولنفترض جدلا أن ماكمايكل وترمنغهام وكل الذين كتبوا عن تاريخ السودان قد قصدوا الإساءة إلى السودانيين والحط من قدرهم عندما قالوا أن دماءهم العربية قد اختلطت بالدماء الزنجية . فهل يعد ذلك مبررا كافيا للسودانيين للتنكر لأصولهم الأفريقية والتنصل من انتمائهم لافريقيا؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
تهمة تحجيم الانتماء للعروبة والإسلام
ولكن د0 عبد الله لا يرى في دعوة جماعة الغابة والصحراء لرد الاعتبار للمكون الأفريقي ، إلا مؤامرة تهدف بوعى إلى تحجيم انتماء السودان للعروبة . يقول : " الآفروعربية في نظر دعاتها هي عمل واع لاستعادة الدم الأفريقي . " ثم يضيف مباشرة : " وقد قصدت هذه الاستعادة للدم الأفريقي أن تحجم بوعى انتماء السودان الشمالي للعروبة … " (24) ويستدل على ذلك بأقوال لجماعة ( الغابة والصحراء ) مثل قول النور عثمان أبكر : " لست عربيا ولكن … " (25) وقول محمد عبد الحي : " انتماءنا للعرب تكبرا أجوف " ، وقول محمد المكي إبراهيم : " أننا أنكرنا أفريقيتنا في تلهفنا لذلك الانتماء الأكبر … " (26) فهل مثل هذه الأقوال القصد منها تحجيم الانتماء للعروبة أم أن القصد منها أصلا الاعتراف ولأول مرة بالعنصر الأفريقي ، العرقي الثقافي ورد الاعتبار له ، والذي ظلت الأجيال السابقة على جماعة الغابة والصحراء تتنكر له وتداريه وتخجل من التصريح به . فالنور عثمان أبكر رغم أنه ينحدر من أصول أفريقية إلا إنه لم ينكر انتماءه للعروبة . وقوله : " لست عربيا ولكن … " يثبت انتماءه للعروبة أكثر مما ينفيه . فكما يقولون ، نفى النفى إثبات وبين النفى والإثبات يكمن سؤال الهوية السودانية . فهو عربي وليس عربي في ذات الوقت وهذه حقيقة من لحم ودم وليست محاولة للنيل من العروبة بأية حال . خاصة إذا قرأت هذه العبارة في ضوء العبارة اللطيفة التي أوردها النور في حديثه عن فكرة الغابة والصحراء التي عنت له وهو في محيط الحضارة الأوروبية التي يقول عنه : " رفض هويتي الأفريقية حين أفكر ورفض هويتي العربية حين أكون " فالأوروبي ينظر إليه ثقافيا وفكريا كعربي وعرقيا كأفريقي . وأعتقد أنه لا يوجد توصيف للهوية السودانية أصدق وأبلغ من توصيف النور هذا ، والذي أوحى له بمصطلح " الغابة والصحراء " للدلالة على تلاقح الثقافة العربية بالثقافة الأفريقية .
ولا يقدح في مصداقية عبارة النور عثمان أبكر رد صلاح أحمد إبراهيم الغاضب بكلمته المشهورة " نحن عرب العرب " فيجب قراءة هذه العبارة في السياق الذي قيلت فيه وألا نحملها أكثر مما تحتمل . فصلاح في الأصل مثل النور لا ينحدر من أصول عربية قحة . فهو من أصل دنقلاوي نوبي . ويذكر بولا في مقالته (27) " شجرة الغول في الهوية السودانية " أنه سأل صلاحا مرة عن سبب هذه العبارة المسرفة في نظره ، " نحن عرب العرب " . فرد صلاح ، أنها جاءت وليدة ثورة الغضب على الحملة المعادية والشامتة للعرب في أعقاب هزيمة 1967م . ويقول أن صلاحا سئل مرة عن هويته في حوار مع جريدة الشرق الأوسط فأجاب : أنا الهجين عنترة فكأن صلاح بعد سنين طويلة وبعد انحسار ثورة الغضب يعود ويردد ما سبق أن ردده النور في قوله : " لست عربيا ولكـن " . مع ملاحظة أن صلاح قال قولته " أنا الهجين عنترة " وهو نفس المحيط الأوروبي الذي قال عنه النور أبكر أنه يرفض هويته الأفريقية حين يفكر ، ويرفض هويته العربية حين يكون .
أما قول محمد عبد الحي في قصيدة " العودة إلى سنار " الذي يكثر الاستشهاد به للإشارة للهوية السودانية التي ليست عربية صرفة ولا زنجية صرفـة .
- بدوى أنت ؟ - لا . - من بلاد الزنج . - لا . - أنا منكم تائه ، عاد يغنى بلسان ويصلي بلسان .
هذا التوصيف الشعري للهوية السودانية ينبغي أن يؤخذ في عمومياته . فلا خوف فيه لمن أراد أن يبقى بدوى كامل العروبة أو أن يلحق نسبه بالعباس أو بسبطى النبي الكريم الحسن والحسين . كما لا خوف فيه لمن أراد أن يحتفظ بزنوجته كاملة . فالشاعر هنا يتحدث عن القواسم المشتركة التي توحد الأمة السودانية لا عن الخصائص التي تميز القبائل بعضها عن بعض . ولعل أكبر دليل على ذلك أن محمد عبد الحي نفسه ينتمي إلى أرومة لا تخالطها قطرة دم زنجي واحدة ومع ذلك يتحدث عن نفسه كسوداني يجمع بين خصائص الزنوجية والعروبة . والوعي الأممي ( نسبة إلى أمة ) وعى متقدم على الوعي العشائري والقبلي ، لكن الانتساب إلى الأمة لا يلغي الانتساب إلى القبيلة بالطبع . وهنا يحضرني مثال ساطع يعكس كيف يمكن أن يكون الانتماء للآمة متقدما ومتجاوزا للانتماء الضيق للقبيلة . كانت جمعية الاتحاد التي تمخضت عنها جمعية اللواء الأبيض التي قادة ثورة 1924م ، قد أصدرت كتابا يضم القصائد التي قيلت في أحد أعياد المولد النبوي فكتب سليمان كشه في إهداء الكتاب " إلى شعب عربي كريم " (2 فاعترض على عبد اللطيف وطلب منه أن يكتب بدلا عن ذلك : " إلى الشعب السوداني الكريم " وكان هذا الخلاف سببا في عدم انخراط سليمان كشه في جمعية اللواء الأبيض . فهل يعتبر اعتراض على عبد اللطيف على سليمان كشه تحجيما للانتماء للعروبة أم أنه تصحيح لمعادلة مختلة ومحاولة رائدة في تجاوز الانتماء العنصري الضيق إلى الانتماء القومي الأوسع . فلو طبقنا معايير د0 عبد الله سوف نجد أنفسنا وقد رجعنا مائة سنة للوراء إذ إننا في هذه الحال سوف نناصر سليمان كشة ضد على عبد اللطيف ، ولكن أعتقد لا أحد على استعداد الآن أن يعلن مناصرته لسليمان كشة صراحة في هذه الواقعة .
لذلك ما رضيت للدكتور عبد الله بـولا أن ينسـاق وراء افتراضــات د0 عبـد الله الخاطئة حينما أصدر حكمه القاطع على رؤية جماعة الغابة والصحراء بأنها " لا مجال فيها لمشروعية الاختلاف ثم البقاء ضمن الوطن الواحـد . " (29) ويقول " سأتفق مع عبد الله على إبراهيم في أن اضطراب منطق هذه المدرسة وفساد حجهها يلتمسان أصلا فـي أطروحـة الهجنـة التـي ( اقترحوها ) اجندة لتصالح الدغل والغابة فهذه الأطروحة تجرد المشروع المقترح من كل مجال لوجود ثقافات خارج الهجنة وليس فيها مجال حتى لخيار هوية زنجية مستقلة " .
إن الانتماء للوطن الكبير لا يلغي بالضرورة الانتماء للقبيلة والعشيرة ، ففي ظل هذا الوطن البوتقة يظل الانتماء للقبيلة موجودا وتظل الخصوصية موجودة . إن الحرص على الاحتفاظ بدم بعض القبائل العربية نقيا من مخالطة الدم الزنجي يجب ألا يحجب عنا الرؤية الموضوعية للأشياء فالقول بالآفروعربية للسودان لا ينفي خصوصية القبائل العربية التي تدعى لنفسها نسبا عربيا قحا كما لا ينفي خصوصية القبائل الزنجية الكاملة الزنوجة ، ولو أخذنا بمنطق د0 عبد الله في رفض الأفروعربية بحجة أن هنالك قبائل عربية صرفة وليست هجين لوجدنا أنفسنا نشكك حتى في اسم السودان كأسم علم على السودان المعروف الآن . لأنه ليس كل سكان السودان سود ، فهنالك البيض أيضا . وربما حاجج هؤلاء البيض في تغيير اسم السودان إلى " البيضان " .
ولكن الدكتور عبد الله على إبراهيم لا يكتفى باتهام دعاة الأفروعربية بالتآمر لتحجيم انتماء السودان للعروبة بدعوى الهجنة ، فحسب بل يذهب إلى اتهامهم أيضا بالتآمر على الإسلام ، يقول : " لا تهدف الأفروعربية إلى تحجيم الانتماء العربي الصريح وحسب بل إجراء تحسين جذري للمكون العربي الإسلامي عن الذاتية السودانية . " ويضيف " … فاستعادة التراث الأفريقي في نظر الآفروعربيين ، ليست مجرد تصحيح لمعادلة مختلة وإنما المقصود منها هو تهريب أجندتهم الاجتماعية والفكرية إلى الثقافة العربية الإسلامية الغبشاء المتشددة بقصد حملها على التلطف والسماحة . " (30)
وللتدليل على تآمر الآفروعربيين على الثقافة الإسلامية ، يورد أقوالا لمحمد المكي إبراهيم ، منها أن مكي يرى يرى أن الكثير من القيم الاجتماعية النبيلة السارية دخيلة على تكويننا النفسي لأن الدم الأفريقي يرفض هذا التشدد ويأخذ مكي على الثقافة العربية مخاطبتها العقل دون الروح . ولهذا خلت الفنون الراقية مثل الرقص والنحت والتصوير ولاكتساب هذه الفنون يشترط مكي استعادة امتلاك الدم الأفريقي الجاري في عروقنا . " وقول مكي أن احتكاك العربية باللغات سيؤدي إلى تغييرات في قواعد اللغة العربية يساعد في التساهل في قوانين النحو . كذلك يورد تخوف محمد المكي من الدعوات المتشددة في الإسلام التي يرى أن عوامل الجهل والتخلف قد مكنت لها وأبعدتها عن معدن الإسلام الأصيل الداعي إلى الحب والتسامح .. ويرى مكي أن السودان بواقع الهجنة قد كان منبعا للفتاوى الجريئة وللتخفيف عن الناس وتيسير اللقاء بالله عبر كل الدروب وتلاقى البشر حول إله واحد وحب واحد ، ولذلك فأنه يرشح السودان أن يلعب دورا قائدا للتسامح والأحياء في مجال الديانات .
ويذهب الدكتور في اتهامه لجماعة الغابة والصحراء بالتآمر ضد الثقافة العربية والإسلامية إلى الحد الذي يقول فيه : " أنهم أرادوا من خلال استردادهم المكون الأفريقي .. أن يدسوا مشروعا خاصا بهم في تفكيك محرمات الحضارة العربية الإسلامية التي سدت على يفاعتهم منافذ الأشباع " (31) فهو لا يرى في رد الاعتبار للمكون الأفريقي في الذات السودانية سوى محاولة يائسة لخلع الانتماء للعروبة والإسلام : " وعندي اجمالا أن خلع وتحجيم الهوية أو الثقافة العربية هو إما غش ثقافي أو يأس " (32) وهكذا تتحول دعوة الأفروعربية إلى التسامح الديني ونبذ التعصب مع اللغات الأفريقية ، إلى تآمر لخلع العروبة والإسلام وإلى غش ثقافي ويأس ؟!
وهنا أترك المجال للأستاذ حسن موسى وللدكتور عبد الله بولا للرد على اتهامات د0 عبد الله ضد الآفروعربية . فهما قد انجرفا وراء الإشادة المتحمسة بالورقة والتي لا تخلو من ( مجاملة ) وغضا الطرف عن كشف التناقضات الصارخة للورقة فوقعا ضحية التناقض . لأن التواطؤ مع التناقض لا يولد إلا المزيد من التناقضات فتحولت أقوالهم ضد جماعة الغابة والصحراء إلى دفاع في مواجهة اتهامات د0 عبد الله . فمأخذ حسن موسى على الأفروعربية هو طرحهم لخيار مشروع ثقافي واحد هو خيار الثقافة الإسلامية ، يقول : " أن مشكلة مشروع الهوية في مساهمة الغابة والصحراء هي أنه مشروع يقوم على الرجوع " ، ولكنه " رجوع ملغم بخيار ثقافي مسبق هو خيار الثقافة الإسلامية " (33) أما دكتور بولا فأنه لا يرى غبارا على أطروحة الغابة والصحراء سوى الإبقاء على الثقافة الإسلامية بكامل عدتها وعتادها ، يقول : " أن مشروع جماعة الغابة والصحراء لدى الوهلة الأولى يبدو متماسكا معافى من أدواء المركزية الذاتية للثقافة العربية ، بيد أن النظر الفاحص يكشف رؤى الثقافة العربية بكامل عدتها وعتادها في أجندة هؤلاء الشعراء وفي تعبيرهم . " (34)
إذن بينما حسن موسى وبولا ينعيان على جماعة الغابة والصحراء تمسكها بخيار الثقافة العربية والإسلامية بكامل عدتها وعتادها ، ويريان فيها تكريسا لهيمنة الثقافة العربية الإسلامية وتمركزها ، يرى د0 عبد الله على إبراهيم النقيض من ذلك تماما ويقول أن جماعة الغابة والصحراء تعمل على دس مشروعها العلماني في تفكيك محرمات الحضارة الاسلامية وإنها ما هي إلا محاولة يائسة وغش ثقافي يهدف إلى خلع السودان عن الانتماء لثقافته العربية ومحيطه الإسلامي . فمن اليائس إذن ؟ ومن الذي يمـارس غشـا ثقافيـا حسب تعبيـر د0 عبـد الله ؟ لقد وقع حسن موسى وبولا في المصيدة التي نصبها د0 عبد الله ، مصيدة التآمر على العروبة والإسلام ، ليس من قلة كياسة ولكن من فرط حبهما للدكتور عبد الله وثقتهم المفرطة في كل ما يكتب .. ولكن من الحب ما قتل !!
وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدى المساويا !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
البحث عن كبش فداء
ولكن بعد أن يصف ( مشروع ) جماعة الغابة والصحراء بأنه محاولة يائسة لتفكيك محرمات الثقافة العربية والإسلامية وبأنه يهدف إلى تحجيم الانتماء إلى العروبة والإسلام ، يعود ويصف هذا المشروع في خاتمة مقالته بأنه صورة من صور الخطاب الإسلامي ، يقول صفوة القول أن الأفروعربية صورة من صور الخطاب الإسلامي الغالب في السودان ، " (35 )
فكيف يستقيم ذلك ، كيف يكون خطاب الأفروعربية علماني ليبرالي يهدف إلى تفكيك محرمات الحضارة العربية وتحجيم الانتماء للعروبة والإسلام ثم يكون في ذات الوقت صورة من صور الخطاب العربي الإسلامي الغالب ؟! وهنا بيت القصيد ! فوصف الدكتور لخطاب جماعة الغابة والصحراء بأنه صورة من صور الخطاب العربي الإسلامي ، في نهاية مقالته ، ما هو إلا إسقاط ومحاولة لالقاء الطعم الأخير وذر الرماد في العيون لغض الأنظار عن تناقضات خطابه ذو النعرة العروبية المتطرفة . وقد نجحت خطة د0 عبد الله في الإسقاط أيما نجاح . فقد التقط العلمانيون والديمقراطيون من ذوى اليسار الطعم ، وطفقوا يصوبون سهامهم الصدئة نحو جماعة " الغابة والصحراء " والتي وجدوا فيها كبش الفداء الذي يحملونه وزر خطاياهم والمشجب الذي يعلقون عليه إخفاقاتهم وإحباطاتهم المزمنـة .
فحسن موسى ، يحمل المسئولية الكاملة لجماعة الغابة والصحراء في التمهيد لظهور سلطة الجبهة الاسلاموية ، ويقول في هذا السياق : " … لمحمد عبد الحي وشركائه نصيب الأسد في المسئولية الأخلاقية بقدر ما عبدوا الطريق لسلطة الصيارفة الاسلاموية وسوغوا مقولاتهم الغوغائية على مراجع العروبة والإسلام … " (36) ثم يطلق للسانه العنان للافتئات عليهم قائلا : " فهم قوم لم يرعوا حرمة الإبداع ولم يعوا دور المبدع كمعارض وكخارج ، وانساقوا وراء إرضاء الدولة المخدمة بغشامة لا تليق برجال في ذكائهم ، وهم يستحقون اللعنة بقدر ما تتسع الشقة بين رهافة حسهم الجمالي وغلظة تواطئهم الاجتماعي .
ولا يملك د0 بولا رغم حصافته إلا أن يشايع حسن موسى في قذف جماعة الغابة والصحراء بمزيد من اللعنات بعد أن يحملهم المسئولية هو الآخر في التمهيد لولادة الغول ( الاسلاموي ) ويقول : " عليهم اللعنة بقدر ما بددوا شاعريتهم العظيمة في مراوغة حقائق الواقع الصادمة ، عندما آثروا المسكنات الغنائية الرقيقة على مراويد ومباضع النقد الكاوية الشافية . " (37) وهل يملك الشاعر الحقيقي يا دكتور بولا في أي زمان ومكان ، سوى المسكنات الغنائية الرقيقة ؛ أما المباضع والمراويد الكاوية فلا أظن أن للشاعر والفنان فيها نصيب . ولكن من ذا الذي يراوغ حقائق الواقع الصادمة حسب تعبير بولا ؟ شعراء الغابة والصحراء أم الدكتور عبد الله على إبراهيم ؟!
وهنا أحمد للدكتور بولا أنه أشار في استحياء إلى مراوغة د0 عبد الله على إبراهيم " لحقائق الواقع الأولية الصادمة ، في قوله : " هنالك مساحة من السديم .. في وعى كثير من مثقفي اليسار الديمقراطي في السودان معافاة من النظر النقـدي ، تستقر فيها أحكام الثقافة العربية الإسلامية المستعلية في أمن وأمان .. وفي ظني أن من مساحة السديم هذه ، قد صدرت عن صلاح وعبد الله مواقف من سلطة الغول الاسلاموي لا تزال مبعث حيرة وأسف جمهور قرائهما " (3 وذلك في معرض تعليقه على مقولة صلاح أحمد إبراهيم " نحن عرب العرب " والتي يقول أن عبد الله على إبراهيم قد ناصره فيها . ولكن أقول لدكتور بولا ، لماذا هذا الحياء في التعبير عن الحيرة والأسف أزاء مثل هذه المواقف ولديك ما يكفي من المباضع والمراود الكاوية الشافية لتفجير هذه المواقف المتناقضة بدلا من تركها تنوم في أمن وأمان في مساحة السديم تلك لتغبش وعى الكثيرين من قراء د0 عبد الله على إبراهيم ؟
فإذا كان المرحوم صلاح أحمد إبراهيم قد اجتاز مساحة السديم التي أشار إليها د0 بولا في الوعي بسؤال الهوية وأعلنها صراحة على الملا : " أنا الهجين عنترة " فأن الدكتور عبد الله على إبراهيم لا يزال يصر بأن القول بالهجنة أو بآفروعربية شمال السودان ما هو إلا مؤامرة لتحجيم انتماء السودان للعروبة والإسلام ، ويختتم مقالته بعبارة حاسمة وقاطعة لا لبس فيها ولا غموض قائلا : " أن أفضل الطرق عندي أن يكف أبناء الشمال العربي المسلم عن خلع حضارتهم بدعوى الهجنة . " (39) فلا يوجد هنا سديم ولا يحزنون ، بل موقف واضح يكشف عن نعرة عروبية اسلاموية ، كل هدفها مراوغة حقائق الواقع الصادمة للحفاظ على خلوص ونقاء الدم العربي بأي ثمن . فالاحتجاج كما يقول : " بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن يزعم الأفروعربيين أن دمهم كأسلاف قد استقر فينا خطة سلبية جدا . " فمن الذي مهد الطريق لسلطة " الصيارفة خطة الاسلاموية " وهيأ المهاد لولادة " الغول الاسلاموي " ؟ خاصة وأن للدكتور عبد الله على إبراهيم مواقف عملية ساهمت في تكريس وترسيخ سلطة الإسلام السياسي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الجنوب وحكاية الطبعة الجديدة من ( إنسان سنار )
أن اضطراب منطق الدكتور وفساد حجته لا يكادان يستقران على حال فهو بعد أن انتهى إلى خطاب جماعة الغابة والصحراء ، صورة من صور الخطاب العربي الإسلامي ، يعود مرة أخرى ويتهم الأفروعربيين بأنهم يتخذون من الدفاع عن حقوق غير المسلمين من حملة الثقافة الأفريقية حيلة لدس مشروعهم العلماني ، يقول : " أن خطة الأفروعربيين لاستخدام المكون الأفريقي فيهم وحقوق الجنوبيين لنصرة آراءهم في الحياة السياسية والاجتماعية ، هي خطة مكشوفة للغلاة من الدعاة الإسلاميين .. فهم يرون الليبراليين من الآفروعربيين أنما يدسون مشروعهم العلماني وراء تظلمات الجماعات الأفريقية غير المسلمة .. وهذه الخطة الآفروعربية في نظر الغلاة مجرد حيلة في علم الحيل . " (40) إن الدكتور في محاولته للتشكيك في خطاب الآفروعربيين الليبرالي الرافض لمشروع الدولة الدينية ، يضطر لتبنى حجج غلاة الإسلاميين ورفعها في وجه جماعة الغابة والصحراء وغيرهم من أصحاب الخطاب العلماني الليبرالي .
ليس هذا فحسب بل يذهب إلى حد وصف الدفاع عن حقوق المواطنة لكافة المواطنين بغض النظر عن الدين والعرق واللون بأنه عمل سلبي ، يقول " فالاحتجاج بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن من يزعم الأفروعربيين أن دمهم كأسلاف قد استقر فينا هو خطة سلبية جدا . " (41) لاحظ إصراره على نفي العنصر الأفريقي عن الذات السودانية في قوله " أو ممن يزعم الأفروعربيين أن دمهم لأسلاف قد استقر فينا " .
وبدلا من الدفاع عن حقوق الأقليات غير المسلمة من حملة الثقافة الأفريقيـة ، يرى الدكتور أن على أبناء الشمال العربي المسلم أن يدافعوا هم أولا عن حرياتهم داخل ثقافتهم العربية الإسلامية يقول : " الطريق فيما أرى ، إلى اطمئنان الجنوبيين وغيرهم من حملة الثقافة الأفريقية إلى أمنهم الثقافي ، يمر عبر تصدى العرب المسلمين للنعرات وأنواع التحريم التي تغص بها ثقافتهم تصديا بالأصالة عن أنفسهم ، لا نيابة عن أحد .. فالأصح في نظري مثلا أن يدعو من يزعم أن الخمر حرية شخصية إلى كامل حرياته الشخصية كعربي مسلم ، لا أن يتخفى وراء نسبته إلى أفريقيا .. " (42 )
ربما يبدو هذا الكلام أول وهلة وجيها ، ولكن لا يركنن أحد إلى شئ من ذلك ، فأي محاولة لإشاعة الديمقراطية والحريات داخل الثقافة العربية الإسلامية ما هي إلا مؤامرة في نظر الدكتور لتحجيم وتفكيك الثقافة العربية الإسلامية . فبعد أسطر قليلة من هذا الكلام الجميل عن الحرية والديمقراطية يقول الدكتور في خاتمة مقالته : " لقد أرادت الآفروعربية باستردادها المكون الأفريقي في العربي المسلم ، أن …… تدس خلال ذلك مشروعا خاصا في تفكيك محرمات الحضارة العربية الإسلامية التي سدت على يفاعتهم منافذ الإشباع . " (43) فالمطالبة الحريات الفردية تتحول عند الدكتور إلى بوهيمية وإلى هروب وإلى دسيسة . ألم يقل الدكتور في حديثه عن فرار الآفروعروبيين إلى النسبة الأفريقية ، " … استعادة التراث الأفريقي ، في نظر الآفروعروبيين ، ليس مجرد تصحيح لمعادلة مختلة ، وإنما المقصود منه هو تهريب أجندتهم الاجتماعية والفكرية إلى الثقافة العربية الإسلامية الغبشاء المتشددة بقصد حملها على التلطف والسماحة . " (44)
ثم كيف يكون الحديث عن علاقة الدين بالدولة ووضع الحريات والحقوق الديمقراطية داخل الثقافة العربية الإسلامية مسألة لا تخص الجنوبيين وغيرهم من حملة الثقافة الأفريقية ، كما أشار الدكتور في قوله : " ولا أحسب أن حملة الثقافة العربية الإسلامية . " (45) أليسوا مواطنين من الدرجة الأولى ، ألا يكونوا أول من سيتضرر في حالة فرض الدولة الدينية الإسلامية عليهم مثلا . صحيح أن البعض ربما يتحجج برفضه لمشروع الدولة الدينية بحقوق غير المسلمين ولكن ليس بالضرورة كل من يدافع عن هذه الحقوق هو محتال أو متخفى وراء تظلمات غير المسلمين .
والحقيقة أن تحفظات الدكتور على الاحتجاج بحقوق غير المسلمين من حملة الثقافة الأفريقية إنما تكشف عن رغبته الدفينة في عدم التمازج والاندماج بين الثقافتين العربية والأفريقية . فهو بعد أن نفى أن يكون هنالك تمازج قد حدث في الماضي بين الثقافتين نتج عن سكان الشمال يعود الآن وينفي أي إمكانية للتمازج والتلاقح في الحاضر أو المستقبل وتصل به الرغبة في عدم التمازج بين الثقافة العربية والثقافة الأفريقية حدا يجعله يرفض الوصف التقليدي للسودان بأنه البوتقة التي تنصهر فيها العناصر الثقافية في ثقافة جامعة ، فهو يقول تتفق الآفروعربية مع أكثر قسمات الخاب العربي الإسلامي " محافظة وتبشيرية وهي نظرية السودان البوتقة التي تنصهر فيها كل المفردات الثقافية في ثقافة جامعة " (46) ، فحرصه على نقاء الدم العربي والثقافة العربية الإسلامية من التلوث بالدم الزنجي والثقافة الزنجية يجعله يرفض الانخراط في ثقافة جامعة تضم وتمثل كل السودانيين بمختلف ثقافاتهم وأعراقهم . وهو لذلك يختم مقالته بالدعوة إلى أن تظل كل ثقافة قائمة بذاتها في استقلال عن الثقافة الأخرى ويقول : " فأهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الإقرار بقوامين أو أكثر للثقافة السودانية . قد تمتزج وقد تتبادل التأثير والتأثر ، مع احتفاظ كل منها باستقلال الدينامية … " (47)
لذلك يقرر بكل بساطة أن الأفروعربية كصيغة للتمازج بين الشمال والجنوب " لم ترق للجنوبيين … " (4 ولا يجد للتدليل على ذلك سوى الاستشهاد بقصيدة لشاعر جنوبي نشرت بجريدة إنجليزيـة عـام 1965 بعنـوان ( الوحدة المغلفة بالسكر ) يورد منها :
تفترض الوحدة وجود فريقين فريقين متفقين على التآزر لكن من غير المنظور أن تقوم الوحدة على أشلاء آلاف الضحايا ولا على فوهات بنادق جيش منفلت مأمور أن يستأصل شأفة الجنوبيين …
واضح من هذه الأبيات أن الشاعر لا يرفض مبدئيا دعوة الأفروعبية للوحدة والتمازج الثقافي بين الشمال والجنوب القائمة على الاعتراف المتبادل ولكنه يرفض أن تأتى هذه الوحدة بالإكراه وقوة السلاح . والملاحظ أن الدكتور لا يشير في هذا السياق إلى الوقائع على الأرض ولا إلى الأطروحات الجادة لرموز ثقافية وسياسية هامة من أبناء الجنوب الذين لا يرفضون الآفروعربية كصيغة مثلى للتعايش والتمازج السلمي بين الثقافتين العربية والأفريقية .
ولكن الدكتور يختلق سببا آخر يفترضه افتراضا حتى يبدو رفض الجنوبيين للآفروعربية مقبولا في نظره وهو القول بأن جماعة الغابة والصحراء تهدف من خلال مشروعها للتمازج بين الشمال والجنوب إلى إنتاج طبعة لاحقة للإنسان الجنوبي من " إنسان سنار " وانطلاقا من هذا الافتراض وحده يصدر حكمه برفض الجنوبيين الآفروعربية بقوله : " الجنوبيين محاذيرهم كثيرة ، الصادق منها والمخترع ، حيال عرب الشمال … وستبدو لهم الدعوة إلى إعادة إنتاجهم عبر التمازج الثقافي كطبعة لاحقة لإنسان سنار نوعا من الغش الثقافي لا الحوار . " (49) فهو يريد أن يوحي بأن هنالك قالب أو نموذج جاهز عند جماعة الغابة والصحراء يودون صب الإنسان الجنوبي فيه . هذا الإنسان النموذج لا وجود له في خطاب الآفروعروبيين فهم يدعون إلى حوار وتلاقح مفتوح بين الثقافتين من غير تحديد نتيجة هذا الحوار سلفا .
وللتأكيد على تكافؤ هذا الحوار المفتوح الذي يدعو له جماعة الغابة والصحراء أعود وأشير إلى أقوال محمد المكي إبراهيم التي أوردها الدكتور في سياق اتهام الآفروعروبيين بتحجيم الانتماء للعروبة والإسلام . يقول د0 عبد الله : " أن محمد المكي غي إطار دعوته للمزيد من التمازج بين الشمال والجنوب ، يرحب بقدوم المرأة الجنوبية إلى مدن الشمال التي علبت المرأة داخل أسمك وأطول ثياب ، فنساء مدن الشمال سيجدن منافسة من أختهن الأفريقية التي اعتادت معاملة الرجل كند وانطبعت بالسلوك والمتحرر المنطلق في كل مسارب الحياة . وأمام هذه الدفعة من التحرر يمكنا أن نلمح على قسمات الرجل السوداني ، العربي المسلم في المدينة ، ملامح التسامح والتقدم والتخلص من تقاليد الكبت والرجعية القديمة . (50) فأين " إنسان سنار " هنا في خطاب الآفروعروبيين الذي يزعم د0 عبد الله أن جماعة الغابة والصحراء تود إنتاج طبعة لاحقة منه عبر إنسان جنوب السودان .
ولعل الحديث عن " إنسان سنار " استوحاه الدكتور من قصيدة محمد عبد الحي استعمل سنار هنا كرمز شعري للإشارة للتمازج والتلاقح بين العرب والأفارقة . فالعودة هنا ليست عودة إلى الزمان والمكان ، ليس عودة إلى سنار عاصمة السلطنة الزرقاء ، إنما عودة في مستوى الذات ، الذات السودانية التي هي نتيجة هذا التلاقح . سنار رمز للحظة الزمنية التي حدث فيها هذا التمازج وهذا التلاقح . أن جماعة الغابة والصحراء لا يطرحون سنار كنموذج لدولة دينية يودون إرجاع الناس إليها مثلما يود الإسلاميون إرجاع الناس إلى نموذج دولة المدنية الإسلامية .
لعل الكثير من سوء الفهم تجاه مساهمة ( الغابة والصحراء ) في توصيف الهوية السودانية مرده إلى عدم وضوح مفهوم ( العودة إلى سنار ) في أذهان الكثيرين . لقد ظن البعض أن المقصود بالعودة إلى سنار ، العودة إلى السلطنة الزرقاء . حتى أن حسن موسى رغم تركيزه الحديث عن " التاريخانية " يحتج على جماعة ( الغابة والصحراء ) " قائلا : " لقد عرف تاريخ السودان أكثر من ماض مجيد وأكثر من مدينة فاضلة قبل سنار ، الماضي الفونجي كمروي القرن الثالث قبل الميلاد أو دنقلا ، النوبة المسيحية ، أو سوبا فكلها مدن عامرة بالرموز غير أنها مدن سابقة على دخول العروبة والإسلام وهي مدن لا تثير اهتمام منظري الغابة والصحراء الذين يرون تاريخ السودان يبدأ مع دخول العرب المسلمين . " (51)
أن العودة إلى مروي أو دنقلا أو سوبا لا تتم بإلغاء الحاضر أي إلغاء المكون الثقافي والتاريخي الذي بدأ في التشكل منذ قيام مملكة سنار وحتى اليوم . وهي نظرة غير تاريخية وغير واقعية . أما العودة إلى سنار فهي بالضرورة عودة إلى مروى وإلى دنقلا وإلى سوبا لأن سنار هي اللحظة الزمنية التي تلاقت عندها كل حضارات السودان السابقة على الحضارات العربية الإسلامية . هي اللحظة التي استوعبت كل اللحظات التاريخية السابقة عليها واللحظات الحاضرة التي تشكلت وما زالت في التشكل سنار هي الحاضر وإلغاؤها أو القفز فوقها هو إلغاء وقفز فوق الحاضر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
ياعجب كيفك يعني بوستاتي الكتيرة او مسيخة، حقها راح! اهو ده الكلام، لانو ده موضوع الساعة وعلة السودان حقيقة. فكما خلقنا من الماء كل شئ حي، فازمة الهوية عندي هي اساس كل مشاكلنا في السودان. فزي انشتاين، ده "اليو نيفايد فييلد ثيوري" بالنسبة لي!
الاخ اسامة الخواض وعدني بي عمل مشترك في الحتة دي، لحدي الزمن داك، خليي اعمل "لوبي" واجيبو بي جاي.
لسة ما قريت ولا سطر غير العنوان، فياني الجاي جاي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: osama elkhawad)
|
الاخ عبد المنعم شكرا علي هذا المقال الرائع لم اجد في وصف العقلية (او النفسية) التي يستعملها د. عبد الله علي ابراهيم، ادق من اسقاطات..... و الواقع ان مكمايكل ذكر في غيرما موضع ان هماء هذه القبيلة او تلك contaminated بدماء افريقية او نوبيه.. ثم انه يستهجن ان الرواة المحليين تجاهلوا الدم النوبي او العربي في نسبتهم او شجرة نسبهم.. هل كانت كلمة contaminated هذه هي ما دعاة الي الاعتقاد بان مكمكايك قد قيم الدم العربي كارقي و الافريقي كدم ادني؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: aymen)
|
الاخ ايمن الف مرحب بك ومبروك المولود
حتي لو افترضنا ان مكمايكل قصد الاستخفاف بالدم الزنجي فان ذلك ليس مدعاة لتنكر السودانيون لاصولهم الافريقية ومبررا كافيا لدكتور عبدالله ان ينظر الي الدعوة لرد الاعتبار للمكون الافريقي بانها دعوة للبوهيمية والمشاعية او انها تعبير عن واقع مطموس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
سلام ياعجب الفيا، عارف، والله جاني طمام عديل كده او قربت اطرش من كلام المدعو عبدالله هذا!
يا لعار اليسار والحزب الشيوعي تحديدا، من وجود عقلية متخلفة ومتحجرة، وكارهة لذاتها كهذا العبد الله، بين صفوفه!
فالرجل مسكون بكم هائل من الخزعبلات تتصل في ذهنه المسترق بالانسان الافريقي والثقافة الافريقية!
كل هذا الاستعلاء والعنتظة والرجل لا يخرج عن كونو زنجي يتوهم العروبة، وليس بعربي بي اي صورة من الصور!
ماعشان كده قلنا وبنكرر القول، كيف لافرق ما بين يمين ويسار السودان المصري الانجليزي، القديم، متي اتصل الامر "بمقرن" العروبة!
لهذا من الصعب التمييز ما بين دكتور حسن مكي ودكتور عبدالله في الحتة دي.
وهذا يفضح سر مغازلة دكتور عبدالله للانقاذ، ذبدة السودان القديم، ودولة اقلية الجلابة، الشمالية، العروبية، زورا وبهتانا.
لافرق عندي اطلاقا ما بين عبدالله هذا، ومنظر النازية قوبيني في نظرتو الدونية للانسان الاسود، وارتباطه في مخيلة عبدالله هذا بالانحطاط والرذيلة!
يا للهول!
ماعشان كده احنا بنتكلم عن عقلية الشمال النازية، ونظام الفصل العنصري، كاساس لدولته، ونظامها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي!
خليني اجم نفسي شوية واجيك صادي، لاني ابدا مااتخيلت اقرأ كلام غث وركيك كهذا، من ناس المفترض فيهم ينجزوا مشروع البديل، لسودان الاحتلال الثنائي، مش يعضو عليه بالنواجز، ليعيدوا انتاج نفس قيحو او صديدوا!
يا لعار اليسار!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
العزيز عجب الفيا, سلامي ومودتي... قرأت ورقتك قراءة أولي, وسأعود لمواصلة إعادة قراءتها ثانية. والحق أنيّ استمتعت " بالتوهط" في قراءتها. وبالتأكيد, فهي ورقة ثرة, وعميقة, لأنها تحسَسَتْ, أو قل تتزع لأن تحسس سؤال تاريخي وجوهري, متصل بموضوع الهوية, وهو كما تعلم, سؤال, حوله كثير من المسلمات التي تحتاج لمراجعة وتفكيك, جزري, ومر. وما هذه الحروب إلا أحد تمظهرات ذلك السؤال, الذى لم تنجز اجاباته بعد, إن كان هناك -في الحقيقة- إجابة لمثل هذه الاسئلة. شكراً علي المساهمة, ومنتظرين ملاحظات الأصدقاء, واخص منهم بولا وحسن موسى. سلامي مجدداً
عثمان حامد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ عجب.
ذي ماقال ترباس، او شيلتي براي، بشيلة!
جميل جدا اسامة جا بي جاي، كان نفسي اشوفكم في بوست واحد، اهو اتحقق.
يا ريت، ياريت، دكتور عبدالله يجي بي جاي، بالعدم بنحتاج زول يمثل وجهة نظرو، عبد القادر سبيل بكون تمام.
بالنسبة لي وبما اني بمثل وجهة نظر مختلفة تمام الاختلاف، حيث اؤمن بان السودان هو بالفعل افريقيا نفسها، ولا اؤمن بعروبة او حتي بعض عروبة، فيما يتعلق باقصي الشمال، من حيث الملامح، وبصورة اكبر من حيث الثقافة تحديدا.
لا انكر وجود تأثير ثقافي عربي في السودان، قد نختلف في تقدير حجمو وموضعو.
من الجانب الاخر للسودان تأثير عميق في الثقافة العربية نفسها، حتي من قبل ان تعبر البحر الاحمر.
هذا الجانب غير مطروق، في كل الدراسات الاتناولت موضوع الهوية، ثم تعريف الثقافة العربية نفسها، انطلاقا من هذه الزاوية.
ده طوالي بجيبنا لي سؤال المنهج المتبع حاليا، وبالتحديد ماهو مطروح في المقرر المدرسي، كتاريخ للسودان، وعلاقة السودان بالعرب.
هذا المدخل الجديد لدراسة تاريخ السودان، وبالذات القديم، هو سبب اختلافنا الجذري مع ما هو مطروح في الساحة حتي الان.
كده خلينا نسمع رايك في الاول يا عجب وبقية المشراكين، في الموضوع، بالاجابة علي سؤال:
هل السودان عربي، ام افريقي، ام عربي افريقي، او افريقي عربي، ولماذا؟
ما رأيكم، دام فضلكم؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شي عن العنف اللفظي (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
اخي دكتور النور قبل ان ادلف للتعليق عن حديثك الشيق عن العبادي والناصر قريب الله دعني اقف قليلا عند ملاحظتك عما اسميته بالعنف للفظي،تقول
Quote: مرة أخرى أشكر لك إعادة نشر هذا المقال المهم، في البورد. ولي، في البداية، ملاحظات على لغة خطابه، ونَفَسه، اللذين لم يخليا من نبرة حدة، وربما، من شيء من الخشونة، في بعض الأحيان. |
ان كان هناك حدة او خشونة لفظية فهي قطع شك اقل بكثير من الحدة والخشونة التي سادت النصوص الثلاثةالمنقودة ،او قل انها من وحي النصوص المنقودة، اسمح لي ان اعيد عليك بعض النماذج: يقول حسم موسي:
Quote: … لمحمد عبد الحي وشركائه نصيب الأسد في المسئولية الأخلاقية بقدر ما عبدوا الطريق لسلطة الصيارفة الاسلاموية وسوغوا مقولاتهم الغوغائية على مراجع العروبة والإسلام … " (36) ثم يطلق للسانه العنان للافتئات عليهم قائلا : " فهم قوم لم يرعوا حرمة الإبداع ولم يعوا دور المبدع كمعارض وكخارج ، وانساقوا وراء إرضاء الدولة المخدمة بغشامة لا تليق برجال في ذكائهم ، وهم يستحقون اللعنة بقدر ما تتسع الشقة بين رهافة حسهم الجمالي وغلظة تواطئهم الاجتماعي .
|
من الكلمات التي ورت في ورقتي والتي يمكن ان تعد اكثر الكلمات حدة هي كلمة تواطؤ ،و كما تري املتها نفس الكلمة التي استعملها حسن موسي هنا، ويكرر بولا نفس كلام حسن موسي:
Quote: ولا يملك د0 بولا رغم حصافته إلا أن يشايع حسن موسى في قذف جماعة الغابة والصحراء بمزيد من اللعنات بعد أن يحملهم المسئولية هو الآخر في التمهيد لولادة الغول ( الاسلاموي ) ويقول : " عليهم اللعنة بقدر ما بددوا شاعريتهم العظيمة في مراوغة حقائق الواقع الصادمة ، عندما آثروا المسكنات الغنائية الرقيقة على مراويد ومباضع النقد الكاوية الشافية . " |
اما ما جري به قلم عبد الله ابراهيم،فكثير ولا يخفي علي كل قاري النفس الحاد الذي كتب به نقده لجماعة الغابة والصحراء والذي لا تفهم دوافعه الا في اطار تصفية الحسابات او ما عبر عنه اخي هاشم الحسن خير تعبير عندما وصفه باسلوب :فش الغباين.
ساعود حديثك ذو شجون كما يقولون ،
قاتل الله العبودية يا شيخ !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صدقت اخي هشام الحسن (Re: Hashim.Elhassan)
|
اخي هشام الحسن لقد اسرني اسلوبك في افتراعك نهج خاص في الكتابة لا اقدر علي مجاراته ولا يسعني الا ان اقول لك كتر خيرك علي ما اتحفتني به من كلمات ارجو ان يكن لي فيها نصيب،
لقد اصبت كبد الحقيقة حين قلت :
Quote: وايضاً في كتابات د. عبد الله شيئ من ميراث فش الغباين السوداني لا يكاد يخفى ( اشار له هو حديثاً في عموده "مع ذلك" عن الأستاذ عبدالله ادم خاطر) حتى تجده يسمي عموداً له في الرأي العام ( لو كنت من مازن) وهذا من بعض بيت الهجاء، غليظ في حق ذهل بن شيبان..
|
لا يخفي علي كل متبصر ان دكتور عبد الله قد مارس هذا الاسلوب بمهارة فائقة في نقده لناس محمد المكي ومحمد عبد الله والنور وصلاح،
كنت اتنمي لو كنا التقينا تلك الايام ،تحياتي لمامون العجيمي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صدقت اخي هشام الحسن (Re: Agab Alfaya)
|
شكراً لك منعم على أن سررت بإفتراعي و أنت الأبرع في الفن و الأطول باعاً.. و قد جاز لي التمني لو أن إلتقيتك في ايامنا تلك..كنت أشد صخباً من حالي الراهن و مناكف..!!
و لو كان في قولك!!
Quote: لا يخفي علي كل متبصر ان دكتور عبد الله قد مارس هذا الاسلوب بمهارة فائقة في نقده لناس محمد المكي ومحمد عبد الله والنور وصلاح، |
بعض المرارة!! فهاك منه في نقده لنفسه من مقالته في تقريظ عبد الله آدم خاطر التي سبقت إشارتي لها في حديث(الغباين)
Quote: يعجبني في كتابات الأستاذ عبد الله آدم خاطر مزاجه المعتدل الرائق، فكلماته التي ينشرها في «الرأي العام» تخاطب العقل وتثق فيه. وتنزل على الروح برداً وسلاما. فهو ليس مثلي (أو حتي الدكتور حسن مكي أو الدكتور الطيب زين العابدين) نصدر في أكثر ما نكتب عن خيبة في عقائدنا الأولى وأسف على خذلان الرفاق القدامي، فيشوب قلمنا العكر. |
ثم، بعد تخريمة قست على بعضهم..يقول
Quote: (هل لاحظ القارئ أنني انصرفت عن عرفاني لخاطر الى نقد الزميل اليساري.. وهذا عين العكر) |
و طبعاً يا منعم، ما من صفاء يعرف إلا بعد عكر..فهوِّن عليك في أخذه بهذه الناصية.. أما المأمون الفِصَيِّح فأظنه يتابع هذا البوست بحكم نشوقه المتأبد في الثقافي و توهطه على سرج الجدل..تصله التحايا.. و تكرم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة انصاف في حق دكتور بولا (Re: Agab Alfaya)
|
اخي واستاذي دكتور النور حمد اخي العزيز هاشم الحسن احي العزيز بشاشة
اسمحوا لي قبل ان اعود للتعليق علي مداخلاتكم ان اسدي كلمة انصاف في حق صديقي واستاذي الدكتور عبد الله بولا،
اتذكر بعد الانتهاء من القاء ورقتي التي قدمتهابالجلسة الاولي للندوة توجهت الي دكتور عبد الله بولا الذي كان قد حضر لتوه من باريس للمشاركة فتسالمنا وتعانقنا توجهنا سويا لتناول طعام الفطور وكنا ناكل ونشرب ونضحك ونسال عن حال بعض ، ثم تواصلت لقاءتنا ونحن علي هذه الحال مما اثار استغراب الكثيرين حتي ان بعض اصدقاء بولا كانوا ينظرون الي شذرا، طلب مني بولا ان اعطيه صورة من الورقة ،فعاد بعد يومين او تلاتة وناقشني فيهابكل تواضع العلماء ورحابة صدرهم وذكر لي معلومات اسمعها لاول مرة ،بل ووجه بعض اللوم لدكتور عبدالله ابراهيم في المداخلات التي شارك بها في بعض فعاليات الندوة،
كان دكتور حسن موسي ايضا من ضمن المشاركين وكانت المرة الاولي التي اتعرف فيهاعليه ،لكنه لم يناقشني في الورقة وقد عرفت فيما بعد بهذا المنبر ومن الاخ اسامة الخواض انه كتب رأيا سلبيا عن الورقة في جريدة جهنم التي يصدرها،
اما الدكتور عبد الله ابراهيم فقد كان مشاركا لكنه لم يحضر ، وقد بلغني انه مهتم بالورقة وينوي الرد عليها.
اخي دكتور النور واصل افتراعك الحديث الممتع عن الشاعريين المجيدين العباسي والناصر و قصة تعلقهما ببوادي شمال كرفان ولي مداخلة بعد الفراغ عن حديثك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة انصاف أيضاً في حق دكتور عبد الله (Re: Agab Alfaya)
|
العزيز عجب الفيا..
تحاياي..
أذكر أني قرأت مقال د. عبد الله علي ابراهيم موضوع النقد.. وانا لست من مناصري الدكتور ولا من أضداده .. ولكن سبب اهتمامي بتلك المقالة جزء من اهتمامي بمدرسة الغابة والصحراء الذي كان مرده حب روحي لاشخاصها.. لم يصل إلى قناعات فكرية..
وأقول في هذا الموقع.. أني قرأت تلك المقال في كتاب به مجموعة من المقالات للدكتور عبد الله علي ابراهيم في صيف 99.. أذكر جيداً أن الذي خرجت به من هذه القالة.. أن د. عبد الله ابراهيم ما أراد من الهجوم على جماعة الغابة والصحراء .. إلا فتح النار على الأسئلة التي ليس لها اجابات في الثقافة العربية الاسلامية.. وهذا ما قصده من تحالف الهاربين - حسب تقديري- ربما كان يرى في هؤلاء (اصحاب الغابة والصحراء)أنهم الأكثر كفاءة من غيرهم لنقد الثقافة العربية الاسلامية.. لذلك كان لومه عليهم شديداً..
الذي اود ان اقوله لا توجد ثوابت في مسائل الفكر ومدارس الهوية.. وإلا ما كان الاجتهاد.. ونفس القناعة التي جعلتك يا عجب الفيا تدعو إلى قراءة المدرسة - الغابة والصحراء في ظرفها الزمي - أدعوك لقراءة مقال د. عبد الله في ظرفه الزمني وأسبابه الموضوعية..
اشيد بطريقة نقدك للمقال - فقارئ ورقتك لا يمكن ان يكون له رأي آخر سوى رأيك .. وفي هذا مقدرة في استعمال المنطق والاسلوب البسيط..
السؤال الذي اريده ..
هل انت مقتنع بمدرسة الغابة والصحراء قبل كتابة الورقة اعلاه؟؟؟ وكنت تريد ان تثبت لنفسك قبل الآخرين ان خيار الغابة والصحراء هو الخيار الامثل في مسألة الهوية؟؟
ام انك نقدت ورقة د. عبد الله ومن ثم وجدت ان الغابة والصحراء هم من على حق؟؟؟
وهل يمكن للناقد أن ينقد بنظرة حيادية بحته؟؟ أم ان وجهة نظره تؤثر على طريقة نقده ؟؟ والمسألة ايضاً نسبية - ارجو ان لا تفهم من هذا انه اتهام.. ولكني اريد ان نفتح المزيد من المحاور للنقاش.
وماذا عن الهوية الآن عندك؟؟ هل هي ما زالت الغابة والصحراء؟؟ أم انه التنوع الثقافي داخل الوطن الواحد؟؟ غابة قحة أو صحراء قحة أو غابة وصحراء معاً..
اتمنى ان يجد كل من د. عبد الله ود. بولا الزمن الكافي للمداخلات لإثراء النقاش..
معزتي
| |
|
|
|
|
|
|
صحبييييي عجب الفيا (Re: Agab Alfaya)
|
كل بوستاتك كالرسائل الغرامية تجعلني أساهر أجادل نفسي اسهو أو أحلم اصرخ لا بد أن ناس البورد سئموا من غزلنا المعلن على البورد طيب ماذا أقول ما كثير لا أستطيع ان أقول فأنا لم أقرأ للأستاذ عبدالله علي إبراهيم و أول عهدي به كانت منذ عودته الأخيرة في التلفزيون كان يتحدث حول الرهق الخلاق و التي أقول بكل صراحة كانت Absolutely boring عفوا ليس لدي رأي موضوعي حولها ثم كان في افتتاح مركز الدراسات السودانية كان ينتقد تجربة اليسار في السودان بالكثير من الفوضى و البديهيات اوووه سيبدو و كأني أستقل من قدره لا أستطيع...فرأي الشارع العام حقيقي يؤثر في ...فما ذكر اسمه إلا و تبعته شهقات إعجاب لذا أنا معجبة ...لكن أحتاج زول يقول لي..أعجب بشنو حتى في الصحافة....لا جديد لكن عموما ما قرأته في الأعلى لا بد أنه ينضوي تحت محاولات الإدهاش إتذكرت أنو مرادف المفكر عندنا في السودان هو المدهش!!!! يعني محمود مفكر مش لأنو قدم منهج للتعامل مع الدين لكن لأنو قال كلام مدهش حاول افصل محمود من الكلام الذي ينسب إليه و لن يسميه أحد مفكر و كذلك الترابي...لا أدري لماذا يلزمني الكثيرون هنا في السودان أن اقول الكليشيه الممل "أنا أختلف مع الترابي لكنه مفكر"!!!!!!لا تهمني كتاب الأحكام السلطانية....لا يرقى حتى لخواطر الشعراوي لكن أقول حقا أنه مفكر في شيء واحد...كل عهود الدكتاتورية هنا في السودان جاءت بالصدفة لكن الترابي هو أول من منهج الدكتاتورية في السودان يعني ادوارد سعيد و الذي اعاد طباعة الامبريالية و لاثقافة حتى عام 2000 يكون زول ساي! و الملام الحقيقي في كل هذه الزوبعة هو أكاديمينا الذين يخضعون للمجاملة و المداراة و أنا ذنبي شنو؟أ أنا التي أورث كل هذا لماذا يكون إرثي مشوها لماذا نحن الوحيدين الذين لا يمكننا حتى التأريخ الممنهج لحركاتنا الشعرية ما عندنا زاتو حركات بالمعنى الدرسناه....بدون جهد النقاد و المختصين تصبح مدرسة الغابة و الصحراء...عفوا سمعت من الشاعر محي الدين الفاتح أن هذه التسمية خاطئة فهي تيار الغابة و الصحراء في مدرسة الحداثة بدون كل هذه الجهود يصبح هذا التيار مجرد محاولات شعرية متقطعة سؤال : هل يمكن تصنيف محمد عبد الحي كبوست(ما بعد)غابة و الصحراء....صاحب مدرسة جديدة خاصة و أن المدرسة السنارية تبني على الغابة و الصحراء ولا تبدو جزء منها ديلك شكلهم زي محاولة خلق ديالكتيك أو حوار بين مكونين بينما السنارية تحاول خلق وحدة للعناصر المفككة...و من هذه الوحدة تعمل حاجة زي العين التي تبصر أو اللسان الذي يتذوق الأشياء من جديد تعليق حول تبني الأفريقانية كمخرج لتحليل المحرمات ماذا عن العري لنسائنا في الوسط العربي ...النيل الأزرق و كده و شكل العلاقة بين رجالنا و نسائنا (رقص...عفوية) المسالة مع سكر و بس Am I making sense? Sleep well bye
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صحبييييي عجب الفيا (Re: Maysoon Nigoumi)
|
Quote: لا أستطيع...فرأي الشارع العام حقيقي يؤثر في ...فما ذكر اسمه إلا و تبعته شهقات إعجاب لذا أنا معجبة ... |
هذه واحدة من الحالات التي استهدفتها الورقة يا ميسون.
Quote: Am I making sense?
|
You are making much sense Mayso
Quote: كل بوستاتك كالرسائل الغرامية
|
دا ما غزل عديل يا ميسو !هسع ناس البورد ديل يقولوا علينا شنو؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ عجب الفيا لقد استهدفكم مرتين بالحوار مرة عندما كتبت عن العلائق بين اللغات الاثيوبية و اللغة العربية لم... حتي... تعقب علي ما كتبت . و استدعيتك للحوار حول مفهوم الدكتور امين معلوف للهوية الذي طرحه في كتابه (الهويات القاتلة) و لم تجب ايضا فاعتقدت انكم لا تريدون التعامل معي لاسباب تعرفونها انتم . حول ورقة الاستاذ محمد جلال هاشم الافروعروبية او تحالف الهاربين ادعوا لقراءاتها بمنهج الاستاذ محمد عبد الخالق ( شبح عود المؤلف) لدراسة روايات الاستاذ الكاتب العاتي الطيب صالح . يجب ان نسأل اولا من اي البني الفكرية و المنطلقات ينطلق الاستاذ محمد جلال هاشم . الدراسة معي ليس فيها ايضاح للمنهج او توضيج للثوابت و المنطلقات . و يعيب هذه الدراسة ايضا انها اوردت اجزاء من افكار العديد من المثقفين امثال الدكتور بولا المرحوم الدكتور عبدالله الطيب و الدكتور عبدالله علي ابراهيم . هذا النوع من الكتابة منحاز سياسيا و يجب مناجزته بالنظر الي تجربة قوات التحالف السودانية في المجالين الفكري ان وجد و السياسي
طه جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاخ العزيز طه جعفر طبعا دا ما ممكن يحصل (Re: Agab Alfaya)
|
كتب الاخ الاستاذ طه جعفر يقول
Quote: الاستاذ عجب الفيا لقد استهدفكم مرتين بالحوار مرة عندما كتبت عن العلائق بين اللغات الاثيوبية و اللغة العربية لم... حتي... تعقب علي ما كتبت . و استدعيتك للحوار حول مفهوم الدكتور امين معلوف للهوية الذي طرحه في كتابه (الهويات القاتلة) و لم تجب ايضا فاعتقدت انكم لا تريدون التعامل معي لاسباب تعرفونها انتم .
|
بالله ياطه انت تاريك شايلوا قدر دا وانا ما عارف
يا اخي قول بسم الله دا كلام شنو دا ؟
بس عشان تعرف انو كلامك ما صاح عليك الله راجع بوست الحبشية والعربية في ارشيف 2003 او في مقالات مميزة حتلقي ردي عليك ،
اما احالتك الي امين معلوف فلا اذكر في اي بوست كانت،الشي المؤكد هو انني لم اقرا لك كلاما من هذا القبيل، بحث محمد جلال جري حوله نقاش في هذا البورد لمدة طويلة وسوف احاول انزاله مرةاخري لو امكن
ثق يا اخ طه انني لا احمل لك سوي المودة والاحترام ولا يوجد اي سبب يجعلني اغلق ابوب الحوار دونك، اتذكر اننا التقينا ايام الندوة بالقاهرة مع محمد عبد الخالق، تحياتي له
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الفيا حتى نستعدل النقاش ارجو توضيح الاتي:
ذكرت ان بولا وحسن موسى هم ايديولوجيون في فهمهم للثقافة السودانية
وذلك من خلال نفيهم للمكون العربي الاسلامي
وحسب معرفتي بكتاباتهم فهم اساسا كانوا ينتقدون الايديولوجيا
فارجو توضيح هذه النقطة
المسالة الثانية انك قلت ان عبدالله على ابراهيم ينفي المكون الافريقي في
الثقافة العربية
وانا اعتقد ان هذا ليس صحيحا ولا يمكن ان يصدر من مفكر وكاتب بحجمه
مهما اختلفنا حول ارائه
فارجو توضيح هذه النقطة ايضا
وارقد عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وكيف تكون آلايدلوجيا يا اسامة؟ (Re: osama elkhawad)
|
يا اهلا وسهلا بالاخ اسامة الخواض بدات حديثك قائلا:
Quote: حتى نستعدل النقاش ارجو توضيح الاتي:
|
لا اظن ان النقاش به اي عوج ،حتي الان، يا اخ اسامة، فكل المتداحلين جاءت مشاركاتهم في صلب الموضوع
Quote: ذكرت ان بولا وحسن موسى هم ايديولوجيون في فهمهم للثقافة السودانية
وذلك من خلال نفيهم للمكون العربي الاسلامي
وحسب معرفتي بكتاباتهم فهم اساسا كانوا ينتقدون الايديولوجيا
فارجو توضيح هذه النقطة
|
تقول يا اخ اسامة " حسب معرفتي بكتاباتهم،فهم اساسا كانوا ينتقدون الايديلوجيا" اي كتابات تقصد؟ اناهنا اتحدث عن نصوص معينة ومحددة جدا اوردتها واشرت الي المصادر التي اخذت منها هذه النصوص ، انا هنا انطلق من نصوص ولا انطلق من خلفية معرفتي المسبقة ببولا وحسن موسي واظن هذه من ابجديات القراءة ، وانت سيد العارفين،
لا احكم علي النص من شخصية صاحبه وخلفيتي عنه وانما احكم علي ما يقوله النص. هل تحتاج مني ان اذكرك بنظرية موت المؤلف وما جرته علينا من نكد؟ رغم راي الذي تعرفه فيها، اعتقد انني تحدثت باسهاب من داخل هذه النصوص عن البعد الايديولوجي الذي قاد ثلاثهم الي التناقضات التي انتهوا اليها، ها هي نصوص عبدالله بولا وحسن موسي واجهها اعد قراءتها بدون قناعات مسبقة ثم تعال واثبت انها لا تنطوي علي اي قدر من الايدولوجيا وانا اكون سعيد بذلك.
Quote: المسالة الثانية انك قلت ان عبدالله على ابراهيم ينفي المكون الافريقي في
الثقافة العربية
وانا اعتقد ان هذا ليس صحيحا ولا يمكن ان يصدر من مفكر وكاتب بحجمه
مهما اختلفنا حول ارائه
|
تقول يا اخ اسامة:"وانا اعتقد هذا ليس صحيحا" انت تتحدث عن قناعات وعقائد مسبقة وهذه هي آلايدلوجيا في قمتها، وانا اتحدث عن نصوص صريحة وقاطعة،و لا تحتاج الي اي تاويل ولا اظن ان هنالك ضرورة ان اعيد عليك هذه النصوص فهي اوضح من الشمس والمسالة لم تقف في حدود النصوص بل تعدتها الي المواقف العملية، المشكلةانك وضعت صورة معينة في ذهنك تحولت هذه الصورة الي عقيدة،او قل الي ايدولوجيا وبالتالي فانت غير مستعد ان تسمع اي شي من شانه ان ينال من تلك الصورة المثاليةاو يصطدم معها، وهذه مشكلة القطاع العريض من قوي اليسار الماركسي الذي لا يزال يراهن علي عبدالله ابراهيم باعتباره المفكر الناطق باسمه رغم كل شي , اليس هذا هو الاستلاب بعينه ؟وكيف تكون الايدلوجيا اذن يا اسامة؟ مع احترامي الشخصي لعبدالله ابراهيم ممثلا لنفسه،
ارجو ان تعيد قراءة الورقة بذهن مفتوح ،ونحن في انتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الاستاذ عجب الفيا
تحية طيبة،،
رغم اني ما زلت متتبعا قراءة هذه الورقة النقدية والتي يكنني ان اسميها " نقد النقد" ، الا انني اقدر جهدك البناء في تأسيسها.
لي اراء حولها كثيرة من منظور اجتماعي بعيدا عن الايدولوجيا الحزبية سوف اتحدث عنه لا حقا بعون الله الا اني اود ان الفت الانتباه وبعيدا عن النظرة الاعتذارية الانشدادية تجاه نقد من سبقونا لماذا لا يكون استقدامنا لحلقات من النقد بقدر ما تقتضي مسيرة واقع السودان الثقافي والاجتماعي اليوم....
هل حين اجتمع نخبة من الجنوبيون في ادير عام 1992م ليقيموا تجربة الجبهة الاسلامية في سياق علاقة السودان الشمالي بالجنوبي وخلصوا " الى ان السودان قد تطور في اتجاهين افتراقيين ، هما العروبة في الشمال " متوجة في نظام الانقاذ وشريعته" والزنوج في الجنوب " ممثلة في حركة الرفض التي تقودها الحركة الشعبية" هل كان هذا التوصيف خاطئا بمعطيات الواقع التي افضت الى ما يسمى بتقرير المصير.... وهل هذا يمكن ان يصنف بناءا على رؤيتك في مقدمات قراءتك اعلاه بانه ايديولوجيا ام ان هناك واقع اجتماعي وحراك هوية حقيقي افضى الى مثل تلك المواقف شمالا وجنوبا...
هل الواقع السوداني بعافية الى درجة ان كل من يطالب بتفكيكه او اعادة تشكيل العقل فيه يعتبر بغير واقعي وانه مجرد ايدولوجيا اواتوبوبيا؟ وصف المؤرخ الغربي الشهير ارنولد توينبي وصف حالة السودان حين سؤل عنها في الثمانينات بقوله " ان مشكلة السودان هي مشكلة افريقيا التي تنقسم على نفسها قسمين" في اشارة واضحة بان الخلية البيولوجية السودانية شمالها وجنوبها شرقها وغربها لم تخلو تماما من المؤثرات الجينية افريقية كانت او عروبية هذا على مستوى العرق البشري الذي لم يجد له نقاء في عالم اليوم سواء كان حاميا او سامياخاصة في شمال السودان.
اوروبا وامريكا التي تبدو اليوم نموذجا رائعا في تطبيق نموذج للدول التي تقوم على مبدآ المواطنة وصلت لهذا الحال بعد جهد جهيد بغض النظر عن مسالة الحروب بل هناك سجال فكري نقدي عنيف ركز حول الاسس التي تقوم عليها الدولة : فهل اس الاساس في ذلك هو العرق ام اللون ... اللسان ... ام هو ارادة العيش والبقاء بناء على روابط التاريخ والمصير المشترك بين مكونات تلك الدولة بتنوعها.
الاعتزاز بعرق او نقائه لا يمكن ان تتجرد منه النفس البشرية ولذا كنت دوما وما زلت اقول فيما يتعلق بحالة السودان لا نريد عربيا ان يتجرد من عروبته مثلما لا يسرني ان يتنكر زنجيا لزنجيته فان حدث هذا فهذا يعني ان هناك وطن زائف لا يقوم على هوية معترف بها ومتصالح معه في الذوات الفنية لمواطينه.... فليعتز الكل بمكنونه على مستوى ذاته عشيرته قبيلته ولكن عليه ان يتواضع حين يتعلق الامر بالدولة السودانية التي ينبغي ان يفتخر المرء بكل ما هو متمبيأ في ارضها من انسان وثقافة.
اتمنى ان تواصل في ورقتك لتخاطبك معطيات الواقع الراهن المتشظي منذ يونيو 1989م والذي افرز اشكاليات عديدة المطالبة بتفكيكها لا يصنف في خانة الايديولوجيا بقدر ما هو ينصب في خانة الحراك الاجتماعي ووفق قوانين التطور الطبيعي للعقل السوداني ووعيه وادراكه بضرورة التعايش في وطن اسمه السودان له هوية غير متنازع فيها شرقية كانت او غربية....
ودمتم
ابوساره
**************************************************************** مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: AbuSarah)
|
Quote: الاعتزاز بعرق او نقائه لا يمكن ان تتجرد منه النفس البشرية ولذا كنت دوما وما زلت اقول فيما يتعلق بحالة السودان لا نريد عربيا ان يتجرد من عروبته مثلما لا يسرني ان يتنكر زنجيا لزنجيته فان حدث هذا فهذا يعني ان هناك وطن زائف لا يقوم على هوية معترف بها ومتصالح معه في الذوات الفنية لمواطينه.... فليعتز الكل بمكنونه على مستوى ذاته عشيرته قبيلته ولكن عليه ان يتواضع حين يتعلق الامر بالدولة السودانية التي ينبغي ان يفتخر المرء بكل ما هو متمبيأ في ارضها من انسان وثقافة.
|
فتح الله عليك اخي ابو سارة هذا ما رمت اليه الورقة تحديدا وبعد ان تكمل قرائة الورقة سوف يتضح لك ذلك، ارجو متابعة بقية الردود لجلاء الامر اكثر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
والله يا اخوانا واخواتنا حتسهلوا الموضوع شوي لو كل متداخل ورانا بالاول هو جاي من وين، في موضوع هوية السودان كشعب .
بلاحظ في تغليب شديد للجانب الابداعي للمذكورين في ورقة الاخ عجب، مما يبعدنا قليلا عن موضوع الهوية.
الاخ اسامة اتمني تشرح لينا ماهية الثقافة العربية في السودان. من جانبي هذه مسلمة لا اساس لها من الصحة. ثقافة السودان افريقية بحتة مع تأثير عربي عرضي، تسرب الينا مع الاسلام عامة والاسلام السياسي تحديدا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Bashasha)
|
وُلد العباسي عام 1880، وحين اندحرت جيوش المهدية في كرري، أمام حملة كتشنر، عام 1898، كان عمره 18 عاما. وبعد عام من احتلال كتشنر للخرطوم، أرسله والده، الشيخ محمد شريف نور الدائم، إلى الكلية الحربية في القاهرة، إستجابة لطلب من كتشنر. وحين عاد العباسي، من بعثته في القاهرة، عاد إلى حياة التتلمذ الصوفي على أبيه، وظل يصحب أباه في جولاته بين أم درمان، وبين بادية الكبابيش. وكان أبوه يقوم بتلك الجولات، في الأرياف البعيدة، بحكم أنه شيخ، الطريقة السمانية. وحين توفي والده، في 1907، كان عمر العباسي 27 عاما. ويبدو أن رحلاته مع أبيه، كمريد، وتلميذ في طريق التصوف، قد تحولت، بعد وفاة والده، إلى رحلات شاعر، عرف بالتجربة، أن في تلك البادية متنفسا، وبراحا، لم يعرفهما في مدن الوسط. ((راجع كتاب، "في الأدب السوداني المعاصر" للدكتور، حسن أبشر الطيب. الطبعة الأولى، 1971، الدار السودانية. ص. ص. 32-33)).
الشاهد أن كثيرا ممن نشأوا في بيوت صوفية، أصبحوا شعراء. وذلك بحكم ارتباط التصوف، والبيوت الحاملة لإرث التصوف، بالأدب وباللغة، وبالقراءة، والكتابة، وبالتراث في عموم أشكاله المرقومة. يضاف إليهما التراث الشفاهي المروي الذي تحفظه، وتداوله البيوت الصوفية، جيلا، بعد جيل. فالوجدان الصوفي، والوجدان الشاعري، مخلوقان من مادة واحدة، فيما أزعم. والشاعر الكبير، والصوفي الكبير، يتشاركان مساحة كبيرة جدا، فيما يتعلق بالقدرة على التعرف على مواطن الجمال في المحيط، في مما يلي الهيئات العينية، والتجسيدات، ومما يلي المعاني، وما ينجذب نحوها، من طرف الهيئات، والتجسيدات، والتعيينات، وهي تتسامى وتتحول إلى دلالات ترميزية، إعلائية. ولا غرو أن أصبح كل من العباسي، والناصر قريب الله، ومحمد المهدي مجذوب، شعراء كبارا. فكلهم نشأوا في بيوت صوفية كبيرة. غير أن عالم الشعر اجتذبهم بحريته، وأنسه، وحلاوته، وقلة تكاليفه. في حين طردهم عالم التصوف، بجفافه، ووحشته، وكثرة تكاليفه، وصرامته. فكان أن هجروه، على الرغم من أنه كان تراث آبائهم، وأجدادهم. وقد مال المجذوب، بحكم نشأته الصوفية، إلى الأستاذ محمود محمد طه، في شبابه، وأصبح من الأعضاء الأوائل في الحزب الجمهوري، غير أنه، سرعان ما ابتعد عن حركة الجمهوريين، وعاد للعيش، في عوالمه الشعرية. وسوف أبحث في صلة المجذوب بالجمهوريين، وتأرجحه بين الشعر، وبين عالم الأستاذ محمود محمد طه، في سانحة أخرى. وربما أفعل ذلك، في سياق كتابي آخر، منفصل.
كتب الدكتور حسن أبشر الطيب، في كتابه المشار إليه عاليه، ما نصه:
((فد تغزل العباسي غزلا ماديا، دفعته إليه ظروف الحرمان والتزمت الشديد الذي عانى منه جيل العباسي عامة، ورفقاء العباسي، خاصة الذين نشأوا نشأته الدينية المتصوفة الملتزمة لقواعد أخلاقية صارمة في السلوك. وقد كانت البادية أحسن حالا في الإعتراف بهذه العاطفة الإنسانية إذا قورنت بالمدن في ذلك الحين، لأن طبيعة الحياة فيها تجعل اختلاط الفتيات والفتيان أمرا مألوفا مقبولا)).. انتهى نص الدكتور حسن أبشر الطيب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما الذي جعل حواضر الوسط محافظة، بل، وربما متزمتة، في حين بقي الريف أقل تزمتا. ويبدو أن المنطقي، والمنسجم، في مثل هذا الوضع، هو أن يكون العكس. أي أن يكون الريف متزمتا، والحواضر منفتحة. فلو سلمنا بتلازم ظاهرة المدينة، فيما نفهمه عنها، من ارتباطات، عضوية، بكثرة المعارف، وباتساع الأفق، يضاف إلى ذلك أنماط الإنتاج ـ كما يحلو للماركسيين ـ ثم الإختلاط بالأجناس، والثقافات الأخرى، فكيف إذن صارت المدينة محافظة، بل ومتزمته، وظل الريف، وهو مظنة العقائد، والتشدد، أكثر سماحة، وأكثر اعترافا بالحياة الطبيعية، وأكثر فسحا للمرأة في ممارسة الأنشطة، وفي الحركة. خاصة وأن الريف الذي أتحدث عنه، ليس الريف الإفريقي الأصيل، الذي ظل محافظا على منظومة ثقافته القديمة، وإنما الريف ((العربسلامي)) في السودان الشمالي، والأوسط. وقد كنت اسمع من ابي الذي وُلد مع نهاية المهدية، قصصا، وصورا عن ريف منطقة ودالترابي، التي تبعد خمسين ميلا جنوب الخرطوم، تجعل هذه الريف المجاور لأكبر حواضرنا، لم يكن يختلف، فيما يخص وضع المرأة، وحركتها، وزيها، عما ورد من وصف لبادية الكبابيش، وغيرها من بوادي شمال كردفان.
في الأوضاع الطبيعية، تنشأ المدينة، عادة، كامتدادا طبيعي، للريف الذي يحيط بها، ولكن في طور جديد. ولذلك فإن السمات التي تميز ذلك الريف الذي تمخض عن تلك المدينة، تنتقل بصورة من الصور، إلى تلك المدينة. الشاهد، أن هناك حلقة مفقودة، فيما يخص عاصمتنا، وما يخص حياة "الصفوة العربسلامية" الممسكة بمقاليد الأمور، في منطقة الوسط. هذه الحلقة المفقودة، هي التي تفسر هذا الوضع المقلوب. أعني، مدينة، وصفوة متزمتة، وريف متسامح ونمط حياته، طبيعي. خاصة أن ريفنا يشارك مدينتنا عموميات الثقافة الإسلامية، وغيرها من المؤثرات الشرق ـ أوسطية، الأخرى.هي تخرج من
ويقود هذا السؤال في تقديري، إلى إعادة فحص التأثيرات التركية، على المدينة السودانية، الحداثوية. والمدينة السودانية الحداثوية، هي نبت تركي، في الأساس. وقد ارتبطت البيوت الصوفية بالحكام الأتراك، في حقبة ما قبل المهدية، وارتبطوا ببقايا تلك الحقبة التي استمرت في حقبة الحكم الثنائي. وقد تنازل الصوفية، فيما أرى، عن كثير من إرثهم الصوفي، وتشربوا الكثير من رؤية الفقهاء، والوعاظ، والرسميون، من رجال الدين.
من ينظر إلى مدينة سواكن، التي هي مدينة تركية، يرى تمددا تركيا أصيلا، في نسيج الحياة السودانية. فمعمار سواكن هو معمار، ثقافة الحريم، و"السلملك"، و"الحرملك"، و"المشربيات" المعلقة على صفحات الأبنية، في الطوابق العلية، والتي تبدو ناتئة مثل صندوق خشبي محلي بزخارف الرابيسك. من هذه الشرف المغطاة بشبكة خشبية متقاربة الجزيئات، ترقب النسوة المحبوسات، والمحجوبات وراء الجدران، الشارع من حيث يرين العابرين، ولا يراهن العابرون. وقد جاءت التركية إلى السودان بفقهائها، ووعاظها، وقضها وقضيضها من الدين المؤسسي الرسمي، في نسخته العثمانية, ولا أستبعد أن يكون كل ذلك الجيش من الوعاظ الرسميين، وغيرهم من رجال الأغدارة الدينية، ممن كانوا يظنون أن أهل هذه البلاد التي أتوا إليها، (السودان) قوم وثنيون، وعلى ضلال بعيد. وربما حسبوهم أباحيين، ولا يعرفون تنظيما لعلاقاتهم. ويجب ألا يغيب عن بالنا أن الإسلام العثماني، المتزمت، هو ذات الإسلام، الذي قاد أتاتورك، أن يوغل في التطرف، في الوجهة الأخرى، ميمما شطر أوروبا، تاركا الإسلام وراء ظهره، ومعه حروف اللغة العربي، ذاتها.
أما أريد أن أخلص إليه هنا، أن المدينة السودانية، وذهنية الصفوة التي أدارت مقاليد المدينة السودانية، شيئان وافدان، أو على اقل تقدير، تغلب عليهما السمات الأجنبية، التي ليس لها امتداد، متجذر في المساق التاريخي، الذي أنتج هيئة الريف السوداني، كما نعرفها. والمدينة السودانية، التركية، والمدينة السودانية الإنجليزية المصرية، مدينتان منقولتان، من سياق حضاري، وثقافي آخر، Transplanted. وإلى تلك البداية غير الطبيعية لمدينتنا، ترجع تخلقات جدلية المركز والهامش، عندنا. تلك الجدلية التي تشعبت، واستشكلت، وتشابكت دوبها. وهذا ما قاد لكي يصبح سؤال الهوية لدينا، سؤالا شائكا، ومحيرا، وربما مملا.
يبدو أنني لن أتمكن من مناقشة دعوة الدكتور عبد الله علي إبراهيم، هذه المرة، كما وعدت. وذلك، فيما يتعلق بضرورة استخراج مساحة للحرية السياسية، والحرية الشخصية، من داخل الثقافة العربية الإسلامية. وقد أـشرت في المرة السابقة، أن هذا النهج ظاهر في معالجة الأستاذ محمود محمد طه. واشرت غلى أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم، قد أشار إلى تلك الوجهة، وذلك، بدل أن نهرب، بعيدا، لنتفيأ ظلال ثقافات أخرى ضمها وطننا. غير أن الدكتور عبدالله علي إبراهيم، أغفل ذكر مساهمة الأستاذ محمود محمد طه. ولا أعرف أحدا سار في الوجهة التي تحدث عنها، الدكتور عبدالله، بمثل ما فعل الأستاذ محمود. ومع ذلك، لم يشر الدكتور إلى ذلك الإسهام، في ذلك السياق، ولا مجرد إشارة. وهنا موضع لتساؤل، وربما لملامة، إن سمح لي الدكتور عبد الله.
لم أف بذلك الوعد، بالحديث في تلك الوجهة التي تفضل الدكتور عبد الله علي إبراهيم، باقتراحها على من أسماهم "تحالف الهاربين. غير أنني سوف أوفي بذلك الوعد، حين يوصلني مسار الكتابة إلي هناك. وعلى الرغم من أنني لم أوفِ بوعدي الأول، هذا، فهانذا تأخذني غوايات الكتابة إلى قطع وعدا آخر، وذلك بالحديث عن محاولة اليسار، إحداث إنقلاب ثقافي، "أروربي التوجه" في الشمال، عن طريق استخدام بندقية الحركة الشعبية. فقد فشل اليسار عبر تجربته المطربة، في حواضر الشمال، في زحزحة البنية الثقافية "العربسلامية" في الوسط، وفي خلخلة دعاماتها المنغرسة في تربتي السلطة والثروة. وقد ظلت هذه البنية تعيد انتاج نفسها، متمددة في الريف، الذي لم تكن لها فيه مواضع قدم كبيرة. تمددت هذه البنية، في العقود الثلاث الأخيرة، بهوية المدينة التركية، العثمانية، المنقولة، لتمحو كثيرا من معالم الهوية الأصلية، التي ظلت باقية في الريف، منذ العهد المروي، وعبر الممالك المسيحية، ومرورا بسلطنة الفونج.
وسأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Dr.Elnour Hamad)
|
الاخ عجب الفيا وبقية الحضور هنا
ظللت اتابع هذا الحوار منذ بواكيره,
اعتقد ان الدراسة تتمتع بالتماسك والموضوعية فى عمليات الحفر التى تميزت بها و ان كنت اتشكك فى ان مفهوم مدرسة او تيار الغابة والصحراء تجاه مسألة الهوية كان بهذا النضج الذى اظهرته فى دفاعك عن رؤيتهم ومدي مقاربتها للواقع.
اما فيما يخص كتابات الدكتور عبد الله على ابراهيم فاعتقد انه من الكتاب المثيرين لكثير من اللقط , اما انا بدوري بالرغم من اننى قرأت الكثير للدكتور الا اننى وحتى هذه اللحظة لا ادري منطلقاته و كيفية صياغته لمقدماته النظرية التى دون ان يبرهن على سلامة بناءها فاذا به يخلص للنتائج, وفى نظري ان كتابات عبد الله على ابراهيم على الاقل فى نظري كقاريء عادي من نوع الكتابات المائية التى ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة كالوصف الفيزيائى للماء بل هى يصعب الامساك بها و التنبؤ باتجاهات الكاتب.
قرأت للدكتور عبد الله على ابراهيم مقالا قبل ايام فى سودانايل بعنوان السهم فى كنانته كنت احاول ان انقل منه جزئية, تحدث فيه عن تجربة الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم وفى خضم المقال بدأ يتحدث عن تامر المستعمر على علمنة الدين الاسلامى و عن دور الاستعمار فى تغييب دور الدين , وفى ظنى ان الدكتور عبد الله على ابراهيم ان ما يقوم به اقل ما يوصف به انه من المبشرين الجدد لمشروع ثقافى احادي ثقافته الاسلاموعربية و مقدسه الاسلام الذى لا ادري ان كان سينتهى بنا الى الاسلام المدرسى ومن ثم الاسلام السياسى ام الاسلام الشعبى او الصوفى.
اما موضوع الهوية و بالرغم من اننى قرأت معظم ما كتب فى هذا الاتجاه الا اننى ما زلت اعتقد ان الموضوع لم تقدم فيه البحوث والدراسات التى تعادل حجم الانفس التى ذهبت كضحية لحالة الاستقطاب الهويوي ان جاز التعبير و التى يعيشها السودان منذ قيام الدولة الحديثة صنيعة وموروثة الاستعمار. ساظل اتابع الحوار وربما ادلو بدلوي حينما يكمل ما بداه دكتور النور و الاستاذ الخواض . وقبل ان اغادر لا بد لى ان اشيد بالمجهود العظيم الذى بذل فى هذه الدراسة اخى عجب
ولى عودة
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الداعية الجديد ..والغيبوبة الثقافية (Re: Bakry Eljack)
|
يا اهلا وسهلا بالاخ الاستاذ بكري الجاك حقيقة افتقدناك في الفترة الاخيرة خلصت في حدثك عن عبدالله ابراهيم الي القول :
Quote: وفى ظنى ان الدكتور عبد الله على ابراهيم ان ما يقوم به اقل ما يوصف به انه من المبشرين الجدد لمشروع ثقافى احادي ثقافته الاسلاموعربية و مقدسه الاسلام الذى لا ادري ان كان سينتهى بنا الى الاسلام المدرسى ومن ثم الاسلام السياسى ام الاسلام الشعبى او الصوفى.
|
هذه هي بالضبط الحالة التي يمثلها عبد الله ابراهيم الان، وهي حالة لم تبدا اليوم ،بل مهد لها منذ كتاباته الاولي ، وهجومه علي الافروعربية كان احدي تجليات هذه الحالة، لذلك لم يكن غريبا ان يصف طرحهم لرد الاعتبار للمكون الافريقي بالمؤامرة العلمانية لتفكيك الشريعة الاسلامية وتحجيم الانتماء العربي الاسلامي ،
ارجو ان تكون قد قرات سلسلة مقالاته في الدفاع عن تطبق الشريعة والقضاة الشرعيين وتقريعه للاستعمار الانجليزي لتطبيقه القانون المدني بدل قوانين الشريعة الاسلامية،وهذه المقالات يعتبرها هو شخصيا من اعظم الاعمال التي انجزها وقد تفرغ لها خصيصا ، هذا ما ذكره لنا في جلسة مصغرة ضمتنا في ابو ظبي قبل نحو عامين،
رغم كل ذلك وناس اسامة الخواض لسع عايشين في غيبوبة ثقافية، يزمرون ويطبلون وما عارفين الي اين تقودهم الزفة ؟؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
رغم اعتراضي على الكيفية التي اولت بها ورقة الفيا ما اوردته من اراء لبولا وحسن موسى حول تيار الغابة والصحراء, الا انني ساكتفي بايراد ما سعت الورقة لاثباته , وما قاله الفيا ردا على ما قلناه بخصوص اخفاق الورقة في اثبات تلك الفرضية
فالورقة تقول الاتي تقف قراءة كل من حسن موسى وبولا في سعيها للتقليل من وربما نفى المكون العربي الإسلامي ، على الطرف الأيسر
ورد الفيا علينا يحكي عن فرضية معاكسة لفرضية الورقة حين يقول:
اماموقف حسن موسي وعبدالله بولا،المناهض للغابة والصحراء فينطلق من فرضية تقول بتبني الغابة والصحراء الكامل للثقافة العربية الاسلامية
وهذا الخلط الغريب مدعاة لان يقوم الكاتب باعادة النظر في فرضيته تلك
اما بخصوص مقال عبدالله على ابراهيم فاعتقد ايضا ان الورقة لم توفق في فهم منطق المقال القائم كما قلنا على فضح العقلية الشبه استشراقية للخطاب النظري لتيار الغابة والصحراء ووقوعه اسير الخطاب الانثروبولوجي الكولونيالي والذي لم يسلم من سلطته حتى الاستاذ محمود محمد طه
وساعود للكلم عن التاويل الخاطئ للورقة لكل من اراء بولا وحسن وموسى وكذلك اخفاقها في القراءة المتانية لمقال عبد الله على ابراهيم الرائع والذي تعتقد ورقة الفيا ان كل من يشيد به يقول ذلك من باب المجاملة
وارقدوا عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: هاشم الحسن)
|
لا تضم المكتبة السودانية، في سؤال الهوية، أدبا موسعا، حسب علمي، بقدر ما تضم أوراقا، نتلقفها من هنا، تارة، ومن هناك، تارة أخرى. والأوراق لا تصلح لبناء المفاهيم المُعَقَّدة المُقَعَّدة، فالورقة البحثية، والمقالة الصحفية، لا يمكن بحكم طبيعتهما، أن تحملا أكثر من إشارات هنا، وهناك، لما يريد الكاتب، التأسيس له. وربما جاء الوقت الذي يجب أن نتجه فيه إلى مناقشة مشكل الهوية، بشكل موسع. أعني بشكل يستصحب معه إعادة لقراءة تاريخنا، الذي كُتب بشكل فيه الكثير من الإبتسار. ولكي أضرب مثلا، لمثل ذلك الإبتسار، أسوق مثلا، من واقع حالي. فلقد تلقيت تعليمي في السودان، منذ الإبتدائية، وحتى لحظة التخرج من كلية الفنون، وأكملت في ذلك ستة عشر عاما من (الزحيح) المتواصل من درج، إلى درج، ومن فصل إلى فصل، ومن مدرسة إلى مدرسة، ولم أعرف، رغم كل تلك السنوات، من الدرس، والتحصيل، شيئا ذا بالٍ، عن سوبا، وطامة الخراب، التي حلت بها، في عام 1504. وما من شك، أن القرن السادس عشر، لا يمثل تاريخا موغلا في البعد، إن نظنا إليه بمقياس التاريخ للزمن. ويكفي فقط، أن نعرف أن ما جرى لسوبا قد حدث بعد أكثر من ألف عام، من البعثة المحمدية. ومع ذلك، فنحن نعرف عن تفاصيل الحياة في الجزيرة العربية، قبل الإسلام، وبعده، أكثر مما نعرف عن سوبا التاريخية، قتيلة القرن السادس عشر، والتي تقع على بعد عشرة أميال جنوب عاصمتنا الخرطوم!!
ربما لا يعرف أكثريتنا، نحن الذين تلقينا تعليمنا، في ظل مناهج التعليم في السودان، في حقبة ما بعد الإستقلال، عن حياة أهل سوبا، وثقافة أهل سوبا، سوى أن إمرأة داهية، من طراز ساحرات الأساطير، إسمها عجوبة، قد لعبت دورا محوريا، في خراب تلك المدينة. ويبدو أن تحالف العنج والعبدلاب قد قضى على تلك المدينة قضاء مبرما، فلم يُبق من آثارها شيئا، يهتدي به الدارسون. هذا إن كان للدارسين في بلادنا، إهتمام أصلا، بسيرة مدينة مسيحية، نزل عليها البلاء ضحىً، فأختفت من وجه البسيطة!
يضاف إلى ذلك أن التاريخ عندنا قد ظل، ولا يزال، يُكتب بوعي آيديولوجي، إسلامي، مُسْتَبْطَنْ. وأذكر أننا عندما كنا صغارا، كنا معجبين بخراب سوبا تلك، بمعنى من المعاني، وكنا متحالفين مع العنج، والعبدلاب. ومن درسونا، كانوا يدرسون الآيديولوجية الإسلامية، الحربية الإستئصالية التي لا ترى بأسا في أن يقتحم الإسلام حصون المدن، (غير المسلمة) ويحيلها إلى حطام، وربما رماد. وكل هذا بحاجة إلى مراجعة، إن أردنا أن نفهم تاريخنا، على نحو يعيننا على عيش الحاضر، في أبهى تجلياته، ورؤية المستقبل، ببصر حديد. نريد أن نعرف كيف كان الناس يعايشون بعضهم بعضا، مسلمين وغير مسلمين، عربا، وافدين، إلى أرض السودان، كانوا، أم آفارقة أصلاء، متجذرين في تربة إفريقيا، في الفترة الممتدة منذ العهد المروي، ومرورا بالعهد المسيحي، حتى قيام، ما سمي بالسلطنة الزرقاء. نريد أن نقرأ تحليلا موسعا، مدركا، وعالما، ومحررا من قيود الفكر، لحالة التحول التي أحدثتها، نشأة سلطنة الفونج، في نسيج التعايش بين القبائل السودانية، والثقافات السودانية. نريد أن نفهم دور سنار، في تشكيل، وصياغة، حالتنا المستشكلة الراهنة.
سنار التي هام بها أهل الغابة والصحراء، ليست، في تقديري، سوى نقطة متأخرة، جدا، في مسار تحولات معقد. وهي نقطة يحيط بها غموض كثير، فيما أرى. وربما مثلت، في تقديري، مجرد بقعة من الرمال المتحركة، التي لا تصلح لكي نؤسس عليها بنيانا متماسكا.
لقد كان في هيام محمد عبد الحي، بسنار، شيء من الحنين، لحالة وسطية، متخيلة، ربما رأى فيها الشاعر، لحظة تاريخية مفتاحية، مثلت في أفق تمنياته، وفي دفق عاطفته الرومانسية، عصا سحرية، ومخرجا جماليا، سعيدا، هنيئا، من معضلة الهوية. فلربما رأى شاعرنا الكبير، محمد عبد الحي، في تلك اللحظة التاريخية، التي جمعت، بين الأفارقة (العنج) والعرب (العبدلاب) لحظة ميلاد لجنين جديد. غير أن محاولة دس كل صراعات السلطة، والثروة، في ذلك الجراب التاريخي، السناري، برفع الشعار، من شاكلة (أفروعروبية) لا تلمس أصل الجرح. فهي محاولة، فيها ما يشبه إدخال الفيل في جرة، أو في (كستبانة) ولربما صح في تلك المحاولة "التأصيلية السنارية" قول بولا، وحسن موسى، بأنها تصب في خدمة الأوضاع الراهنة، والمؤسسة القابضة الراهنة، وتجميل الراهن، بما لا يستحقه، فعلا. فضلا عما يمكن أن تحتويه من صرف للأنظار عن مظان مواطن التحليلات الأعمق، والإجابات الأشمل.
لا يخفى على من يقرأ شعر عبد الحي، وحنينه إلى عالمه ذاك الملون، بكل ألوان الأماني العذاب، والذي أبدع عبد الحي، حقا، في رسمه، ـ وعبد الحي، صائغ ماهر في رسم، ونقش المعاني، ومن المجودين لصنعتهم ـ لا يخفى على من يستطيع إدخال رجليه، في حذاء عبد الحي، ما قام به من اسقاطٍ بعدي، لتصوراته البَعْديةَ الزاهية، على عالم قَبْلِي، لم يكن، في حقيقته، بمثل تلك الشاعرية. بل ولا قريبا منها! استل محمد عبد الحي، بمهارة فائقة، نموذج الشيخ إسماعيل، صاحب الربابة، ذلك العاشق الأسطورة الذي تنسب إليه بعض الخوارق، وبعض صور الخروج على قواعد ما هو مرعي. فهو، فيما يبدو من سيرته، ممن (سَلَّم لهم الناس بحالهم). وهذا النموذج، نموذج معروف في التجربة الصوفية، خاصة من يسمون بـ "الملامتية". ويقول المُسَلِّكُون من مشائخ الصوفية، أن مثل هؤلاء، مجاذيب، يُسَلَّم لهم بحالهم، ولكن لا يقتدى بهم! ويحيل التأصيل الصوفي هذه الظواهر الخارجة على مألوف الناس، إلى مرجعية باطنية، تحكيها قصة الخضر وموسى. فقد كان الخضر، الذي يمثل الباطن، (الحقيقة) يقوم بأفعال، يستنكرها، موسى الذي يمثل الظاهر (الشريعة). وقد تعلق كثير من قراء عبد الحي، بنموذج الشيخ إسماعيل، صاحب الربابة، الذي نفض عنه عبد الحي الغبار، وأخرجه، من أضابير السلطنة الزرقاء، وخلق منه أيقونة للعشق هام به الكثيرون، لكونه قد أحيا بصورة من الصور، بقايا حسية ضائعة، أوشك ان يقتلها التزمت الفقهي الإسلامي.
وما تفضل به الدكتور عبد الله علي إبراهيم، من أن في بعض نزوع أهل الغابة والصحراء، يندغم غرض في التحلل من قيود الثقافة العربية الإسلامية، المحافظة، المتزمتة، قول صحيح. غير أني أضيف إليه نزوعا آخرا، مشابها، يظهر جليا، في سيرة كل من العباسي، والناصر قريب الله، والمجذوب. وأريد من ذكر هذه النماذج، إلى القول بأن الإبداع، في كل قممه، السامقة، إنما مثل نزوعا، وتململا للخروج من قيود التزمت، والمحافظة. وليسمح لي الدكتور عبد الله، بالإختلاف معه بأنني لا أرى ما يعيب في ذلك النزوع، أبدا. بل بالعكس!! إنني ربما رايت فيه ظاهرة صحة! ومن علامات صحته عندي، أنه نزوع عبّر عنه كبار مبدعينا الذين أشرت إليهم عاليه. فنزعة التحرر، نزعة طبيعية. والنفوس التي ترضى القيد، الثقيل، غير الضروري، وتتصالح معه، نفوس ميته، ولا خير فيها. والأمة التي تعيش في تاريخها، أكثر مما تعيش حاضرها، وتتفاعل معه، أمه تعيش حالة يباس الضفادع في بياتها الشتوي، هذا إن لم تكن قد عبرت إلى حالة الموات الأكيد.
حين أعود سأتحدث عن الحسية الشهوانية، في شعر المجذوب، والناصر، والعباسي، والحقيبة، وأعود بذلك للظاهرة السودانية، المدهشة، المتمثلة في كون ريفه متحرر نسبيا، ومدينتة متزمتة!! تزمتا يفرض على الأدباء، والفنانين شد الرحال، و"الهرب" حسا، أو معنى!! وكل ذلك مرتبط بموضوع الهوية، والله أعلم!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: هاشم الحسن)
|
وصلة للمداخله عاليه
وفي بعض تعريف الأيدلوجيا جاء أنه: (إنها تفكير يتبلور في منظومة مفاهيمية حول المجتمع البشري، بناه ، و ماهياته و آليات وأتجاهات حركته من ماضٍ ما إلى المستقبل . هذه المنظومة المفاهيمية، بما توفره لمجموعة بعينها ، من أسس معرفية، وطاقة الدفع اللازمة لتحقيق أهدافهم ومصالحهم، غالباً ما تعبر عن نفسها في فكر سياسي يتحدد شكلاً في كيانات حزبية تسعى في تكتيكات الحصول على السلطة، وتخطط لكيفية و غائية إستخدامها. وعادة ما تكون قيمة أومعيارية أخلاقية ما ، كامنة في جذور أي آيدلوجيا)... هل يمكننا الإتفاق ان ليس كل الفكر صحيح و ما كل ما يتمناه المرء يدركه!! وأن بعض الأيدلوجيات الكانت، أو لم تزل ،هي في حكم المؤودة من البداية خضوعاً للشروط الموضوعية /العلمية / المعرفية، أو لأنها خديجة!!! أو فقط.. لأنها لم تفارق نوعها في الحلم إلى محكم التفكير أو إحكام العلم إذن..لو جوَّزتم لي خلط التوصيف بالرأي، و هو خطل ، أرجو عفوكم عنه بما يبيحه حكم البورد فيمن كان قليل وقت يكرسه للتجويد.... أقول فإذا نظرت لهذا التعريف( المبذول ايضاً للنقد) ، أو ما يقاربه من تعريفات، ثم أعدت النظر في مقالة الآفروعروبية مقارباً لحالها فيه، لوجدت فيها كل خصائص الأيدلوجيا ( و لو كانت المؤودة )، لأنها:
*فكر سال له وبه الحبر على الورق القليل، ( فيما هو غير شعر، من صحف و كتب وحواشي). وتجلى في كثير من الرحيق الخلاسي أو خطر في جلد الفهد و هو يقطِّر من الشعر أصدقه حلاوة و الذي هو بالتالي أكذب الفكر، كما في الموروث العتيد. ولكنه كافٍٍ للهفى الخطابات الكليّة التي توافق هواهم و ترضي وطنيتهم الفائقة الجوع و المتقريِّفة لفكر محلي ( لا شيئ في كونه محلياً يساويه بكونه سديداً، كما العكس صحيح) . و هو أيضاً، أعني الفكر، أكثر من كافٍ لمحصوري الأزمة المستحكمة من امر البلد (وقع ليهم في جرح)، الذي اصبح ومنذ فجر الإستقلال ، يجري التنازع على المصالح فيه تنازعاً مستطيلاً و مستعرضاً . وغالباً ما أُبتسر التعبير عن هذا التنازع ، من باب الإستقطاب الذميم ، في كونه هو نزاعات الهوية لا غير، رغم أنها ليست كله.. المهم هو، أن منظومةً مفاهيمية ما تبلورت و سعى في حقها سعاة حداد اللسان و من ناس النم العالي و الحسيس بما له في قابليات الإستئناس عند الأهالي ما له..يعني بروباقاندا و فعالة كمان.. أذن فقد توفرت المدرسة على نظام من المفاهيم، هو ، حسب ناقديه، برّاق في الشعر، و لكنه كابٍ في التنظير و التقعيد بما لا يمكنه من إستقطاب قدر معتبر في المثقفين إذ لا يبلغ عند بعضهم حد تجويد الحيثية و منهجية الإثبات الواجبة فكرياً ..ولا ساعدته أحوال البلاد و العباد الجارية على إنفراط عتيد، من الأنتشار واسعاً ، ولا مكنته صفويّة الدعاة (بحكم الإنفصام المشهود للمثقف عن الجماهير في بلاد العالم الثالث وليس كصفة شخصية لأي منهم) من بلوغ غايات في الجماهيرية مما ترجوه الآيدلوجيات .. وعليه، ظلّ (عقده ناقص ما هو تام ).. ** ورغم أنه ما من حزب و لا تنظيم بعينه تبنى الآفروعربية منهجاً في أُطره الآيدلوجية، إلا ان بعض الممارسة السياسية و نوع ما من التبني قد توفرت لها في خطاب شمولية السبيعينات و جهد المراهنين عليها من المثقفين( بعض رهانات الحداثة كارثية) من محازبي عساكرها (الذين عندهم أن الملكي في الأساس كُهنَة و لا يفسحون له إلا قدر أن يبصم).. فلقد أجرى بها بعض محسوبي النظام حسابات خبطهم العشواء ( وهنا أزعم زعماً يخصني وحدي وأرجو مناقشته لو أمكن؟؟، إن ما ظلت تبشر به أفاعيل الحكم و (القول الثقافي) النميرية كلها، على قارعة منابرها الصائتة بالجناس و البديع، أو المقروؤة أو الحاكمة و السيادية، هو من بعض ما إنسرب في وعي متكلميها من حلم و آيدلوجيا (أو العكس) الأفروعروبية !! إنظر في خطاب رجال كعمر الحاج موسى و جعفر محمد علي بخيت و منصور خالد( في تلك المرحلة) مثلاً..ولا يخفى على الناس بعد، أن المبشرين بها غابة و صحراء، ما كانوا على شقاق فصيح مع مايو و لا حقيقة أن مخاصميها (مع حبهم للغابة و الصحراء الجغرافيتين) كانوا في زمرة من شاقق مايو و شق عليها عصا الطاعة.. و لو اسعفتني الذاكرة، أعتقد ان المرحوم محمد عبد الحي (أنبت الله على ذكراه حديقة الورد الأكثر عبقاً)، اعتقد أنه، ولفترة قصيرة على أيام التعددية الأخيرة ، كان في وداد ووصل بالحزب الوطني الإتحادي .. إذن و بالرغم عن كل تحولاته الباذخة يظل هو منظر الآفروعربية الأطول باعاً و الأخير بيعاً ، لا ينسي حاجة الفكرة إلى حزب..إن عدم تحققها الكامل في مايو لا يقطع رجاءه فيها و من حزب (الوسط التأريخي) و هو القائل باكراً منذ العام 1963 (وفق ما ورد في مقالة تحالف الهاربين)____ أن تمازج الثقافات في السودان معلق بحركة التصنيع التي بوسعها ان تزيل البقية الباقية من العوائق بين الجنوب و الشمال____ و هذا قولٌ في آليات التغيير الإجتماعية مما يليق بالآيدلوجي----> المنظِّر---> السياسي---> ذي المشروع أكثر من لياقته بالشاعر أو الواصف للواقع من مثل علماء النبات و الحشرات الذين ملأ منعم المكان الخالي منهم في الجملة بإقحامه لجماعة الغابة و الصحراء و جعل من الآفروعروبية مرادفاً تاماً لعلم التصنيف TAXONOMY لمّا أورد القول بأن( فالأفروعربية عند جماعة الغابة والصحراء ليست تصورا نظريا لما يجب أن تكون عليه الهوية السودانية بقدر ما هي توصيف لما هو واقع فعلا) *** ومما توفر للآفروعبية من لوازم المشروع الإجتماعي ، طليعةٌ من المبشرين والدعاة لم و لا يألون جهداً في الدعوة إلى توسطها بين المتقابلات (كصيغة إعتراف متبادل مرة < بين العربي و الأفريقي> ، و مرة صيغة علمية لوصف الواقع العياني الملموس < حيث إندغام المكونين معا واقع و أكيد >) لا يدحض في تبشيرهم ولا في خطابه، أنه قد غلبتهم عليه تشظِّيات الشعر و الشعراء فلما لم يتفَّرغوا للبحث الذي يحتاجونه ، طفقوا يستعيرون من هنا الحالم ، و هناك المستشرق ، حتى صارت التخريجات الفكرية كجبة الأنصاري خارجاً من كرري، على ترقيعها، مليئة بالثقوب. مثلاً في هذه الورقة موضوع هذا البوست ، و قدر ما قريت فيها ، فأنا تائه أبقى بين العرقي / الإثنوغرافي و الثقافي/الحضاري ، ما عرفت الحدود، متى يتداخلان و متي ينفصلان في مكوِّن الإنسان الأزرق ( السنّاري الحديث وليس القديم) ****لما كل ما سبق ، بالإضافة لإصرار منعم الفّذ على إنكار كل صلة للآفروعربية بالآيدلوجيا/ المشروع/ الخطاب وبدلاً عن ذلك، وصلها حميماً بالمعرفة المحايدة و بالعلمية (و سلطة الحقيقة المطلقة و العاتية التي كانت لازمة فيه قُبَّال حكاية اللاحتمية الملعونة) في و صف الظواهر كما هي عليه فقط( وهذا الإنكار و الوصل هو ظاهرة آيدلوجية بإمتياز..إنظر في علاقة كل ما تذكر من آيدلوجيات بلفظة العلم!!). وهذا الوصل لا أجد ما يسوغه عندي كقناعة في الفكر و ليس كأمنية في الحلم.. و لا هو( الفكر) وجد ما يسوقّه في سوق (الله أكبر) العامرة بالمتداعين للآيدلوجيات في مساعيهم نحو مشاريع للتحديث أو في الحداثة ، و من هؤلاء عبد الله بولا و حسن موسى و عبدالله علي إبراهيم . من الذين عاتبتهم يا منعم في ورقتك ونعيت عليهم تكالبهم على جنازة الآفروعربية ضرباً و تقطيعاً ...ويشهد الله ما و جعت زولاً غيرك يا منعم!! و و صف عبد الله علي إبراهيم لها بالتوفيقية و الطوباوية و الوسطية السعيدة لخير و أرأف بها من وصف نصر حامد ابي زيد لخطاب حي و مليء بالحيوية كمشروع اليسار الإسلامي في (الدين و الثورة لحسن حنفي) بالتلفيقية صراحة وليس مواربة..حتىميراث فش الغبائن السوداني ما يقطع بمثل هذا القطع الناشف..فلنتعزى بذلك!! لكن بعد دا كلو.. الجماعة ديل، في رأيي الشويَّة و قليل ، ناس عندهم مشاريع يريدون بناءها وخطاب يريدون إعلاءه ، في ارض هي ملك مشاع لكن لسة فيها بقية من قبب فكرية و بويتات آيدلوجية و أسمال راية منكوسة لا يزال يشاغبهم بها أثر لا تستحيل قراءته، من شعارات المشروع طيب الذكر.... كل ما يمكن ان يبقى من آيدلوجيا... إذن ، فلا بد لمن كان مثلهم، من هدمه/ها.. ولا يكتفون..اليسار/اليمين/الطائفية/العربسلامية/الرسالة الأولى/الرسالة الثانية/...وإلى ما لا آخر... عِد
الآيدلوجية..كالفرعون..لا تقوم الا على انقاض اخرى..
فيا منعم لا تهرب بالآفروعروبية من نصيبها في النقد و مجابدة الأفكار بإلباسها لبوس المعرفة المتعالية عن كل غرض ، ودع (الأزرق) لنفسه التي هو عليها و ليس التي (كانت) في العودة إلى (سنار) و يا ليتنا نعيد النظر في القول السديد: ( فأهدى السبل إلى السلام و النهضة الثقافية في السودان هو الإقرار بقوامين (أو أكثر) للثقافة السودانية. قد تمتزج هذه القوامات و قد تتبادل التأثير و التأثر، مع إحتفاظ كل منها بإستقلال الدينامية من حيث المصادر و الترميز و التوق) و للمقوسات الصغرى من دوال الآفروعربية لي عودة و تبقون على خير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
اخي هاشم عرفت تماما سبب عدم مشاركة بولا في البوست والسبب ان الفيا لا يملك المعرفة المناسبة للحوار مع بولا وحسن موسى وها انا احاول ان اقنعه ان ما قاله مجاف للحقيقة وايضا للحق
ارجو ان يعيد الفيا تقييمه لما كتبه كما كنت تتوقع انت والمسالة ليست معركة وانما بحث عن الحقيقة ولن يضيره شيئ لو انه اقر بغلطه
وساعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: osama elkhawad)
|
حبابك ياأسامة وصباح الخير أخي المشاء
أما هذا
Quote: عرفت تماما سبب عدم مشاركة بولا في البوست والسبب ان الفيا لا يملك المعرفة المناسبة للحوار مع بولا وحسن موسى وها انا احاول ان اقنعه ان ما قاله مجاف للحقيقة وايضا للحق |
فلا أعرفه ..
وانا نفسي دخلت على هذا البوست بزاد قليل في المعرفة أرجو ان يزيد بالحوار والمثاقفة و يا ليت بولا و حسن موسى و عبدالله يشاركوننا هنا..فقد شكوتُ لبولا قلة ماكان متاحاً لنا من إبداعه و فكره في بوست دكتور النور الرائع بما هو أكثر من مجرد الترحيب..وأتابعك انت ايضاً هناك في المناداة بنشر ( مصرع الإنسان الممتاز) وما تأتي به في هجاء مديح العصامية..
و إن كنت معك في
Quote: ارجو ان يعيد الفيا تقييمه لما كتبه كما كنت تتوقع انت |
ليس لأنني على قناعة بغير فكرته فقط.و لا لأن الأستاذة منى عبد الحفيظ توقعت مثل هذه المراجعة و تساءلت عنها. ولكن، فقط ، لأن المراجعة من سمت الباحثين عن الصواب و إن عابها الأستاذ منعم على عبد الله علي إبراهيم في إشارة لرحيله من أيدلوجيا الشيوعيين و خطابهم في الهوية، إلى العربسلامية، بالفكر و الموقف مما قد لا يكون دقيقاً..كما أظن معك أن إنزال ورقة ( الآفروعربية أو تحالف الهاربيين) في هذا البوست سيساعد في جلاء الصورة و كشف دقائقها للمتفحص .. والمسالة كما قلت Quote: انما بحث عن الحقيقة |
..يا ليتني لو كنت أصبر على طباعتها.. ولكن هل تصبرون أنتم؟؟؟لا أظن!! ولن يضيرناجميعاً، أي شيئ ...لو اننا نتثاقف في وفرة من فكر و رأي وننعم الفكر كرّة فيما يتفرد به د.النور من إجتراح نقدي في الثقافة السودانية ذي حدين هو على الهامش من البوست و في صميم الموضوع في ذات الوقت..عجبي!!! أيضاً سعيد بمداخلاتك العميقة الغور النقدي كما بثراء ورقة عجب الفيا الذي يثير كل هذا النقاش . أرقد عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: osama elkhawad)
|
Quote: عرفت تماما سبب عدم مشاركة بولا في البوست والسبب ان الفيا لا يملك المعرفة المناسبة للحوار مع بولا وحسن موسى وها انا احاول ان اقنعه ان ما قاله مجاف للحقيقة وايضا للحق |
تحياتى استاذ اسامة... ان كان عجب الفيا لا لا يملك المعرفة المناسبة للحوار مع بولا وحسن موسى ... فلا اظن ان هناك ارضية للحوار الذى نستفيد منه نحن~~ دعوة للنزول الى الارض يا اهلنا...فنحن منكم...من السودان AnwarKing
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
اوافقك القول يا النور حمد في ان عبد الحي يختلف من المقولات الاستشراقية التي قالها محمد المكي ابراهيم ومحمد عبد الحي له عقل نقدي فهو استنكر على محمد المهدي روحه شبه الاستشراقية في كلامه عن انسان الجنوب وايضا عبد الحي عندما تحدث عن "المصهر" كان يعتقد ان ما قاله هو مشروع وليس امرا قائما بالفعل نحن هنا لا نريد ان ننقص من قدر اولئك الكتاب ولكن ان نبين ان ايا منا يمكن ان يخطئ ولا اعتقد ان محمد المكي ابراهيم سيدافع الان عن تلك المقولات التي قالها بصدد الغابة والصحراء
وساعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
اخي هاشم ما تفضلت به من كلام هو ما حاول الفيا ان يحجبه عن المتابعين
" فأهدى السبل إلى السلام و النهضة الثقافية في السودان هو الإقرار بقوامين (أو أكثر) للثقافة السودانية. قد تمتزج هذه القوامات و قد تتبادل التأثير و التأثر، مع إحتفاظ كل منها بإستقلال الدينامية من حيث المصادر و الترميز و التوق)"
واعتقد ان عبدالله على ابراهيم حينما تبنى خيار القوامين او اكثر كان اكثر صدقا في التعبير عن حالتنا المتعددة ثقافيا
ارقدوا عافية ا لمشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: osama elkhawad)
|
إلى د. عبد الله علي ابراهيم:
الافروعربية ليست تحالف الهاربين د. بشارة صقر [email protected] اولا ومن منطلق فلسفي فانه لا يجوز اثبات وجود ما هو موجود (بالصورة) وان ذلك نوع من الاعتباطية واستهلاك زمن في جدل (سفسطائي) ذلك ان الافريقانية في السودان موجودة بالصورة , بداء من اسم الدولة التي اطلقها العرب (وهذا من باب شهد شاهد من اهلها) علي قوم سود يسكنون في البلاد المسمي السودان. وفي التاريخ كتب ابن خلدون في مقدمته عن اقاليم السودان :وذكر ضمن من ذكره من شعوب: بلاد النوبة والبجة وسكان جنوب السودان ومجالات الزغاوة ...... وغيرها كما ومن الممالك الاكثر تاثيرا وشهرة واكثر توسعا من نواحي العلاقات الدولية وسعة الملك كانت ممالك افريقية مثل مملكة النوبة صاحبة التراث العمراني المزهل ومملكة دارفور (رواق ازهر وكسوة كعبة) ومملكة العلوة وغيرها . وفي التاريخ السوداني الحديث كانت لنضال القوي الافريقية دورا هاما واساسيا في كون السودان بشكلها الحالي وان كانت النّخب التي كتبت تاريخ(وليست التأريخ) السودان الحديث نسيت او تناست عن ذكر كثير من هذه النضالات ( نذكر منها تصويت القوي الجنوبية لصالح الوحدة , ومعارك التحرير في كل من الطينة والجنينة والتي بموجبها تم تحديد حدود السودان الغربية بشكلها الحالي) كذلك قوة تاثير الافريقانية ارثا وثقافتا علي السودان واضح للعيان وسط القوي الافريقية التي تعرضت للاقصاء والتهميش في الجنوب ودارفوروالشرق ومناطق اخري , وفي هذا المجال نذكر اختيار د. فرنسيس دينق ضمن افضل مائة شخصية مؤثرة في القرن المنصرم فهل يوجد انجاز مشابه حققته تلك القوي المستعربة الناكرة لافريقية السودان؟ اذا كان المفكر هو ذلك الشخص الذي يحمل في اعماقه ثقافة نقدية قادرة علي انتاج الافكار وتنشيطها لتشكل نظاما فكريا ما وتوسيعها واغنائها وتجديدها والتحقق من مدي تطابقها مع الواقع , واذا كانت الايديولوجيا علي عكس ذلك تقوم بانتقاء لبعد الافكار التبسيطية عن سبق اصرار من اجل تعبئة الجماهيرللقيام باعمال محددة. فان ما يقوم به د. عبدالله علي ابراهيم هو ممارسسة الايديولوجبا التبريرية من اجل تهييج الجماهير واعادة انتاج الثقافة الاحادية الشرقية التي تقوم علي اسس استبدادية , ذلك الثقافة التي تؤمن بالمستبد العادل بديلا للحريات وتشكل تجمعات محاميين من اجل دفاع عن الطواغيت امثال صدام حسين .انا لا اتهم هنا د. عبدالله بقدر ما انتقد الثقافة التي ينفي مستندا عليها كل الارث الاجتماعي السوداني الافريقي الشغّال . العنوان الذي اطرحه هنا بديلا لما يقوله د. عبدالله هو الاسلامو-عروبية وتحالف الهاربين ولكي نثبت وجود هكذا تحالف غرّبت الوطن من مجمل محيطه الافريقي ولم تنجح في ادخالها اوادماجها في عروبتها المصطنعة , يجب ان نبدا في تحليل عناصر التراث الاجتماعي السوداني ومقارنتها بتلك الموجودة في البيئة العربية المثالية (الجزيرة العربية). اذا كانت اللغة تؤثر في حضارة الامة ومظاهر ثقافتها فهي بدورها تتاثر بحضارة البيئة ونظمها وعقائدها واتجاهاتها العقلية وتقاليدها ودرجة ثقافتها واحوال بيئتها الجغرافية والمناخية وشؤونها الاجتماعية الاخري , والحال هكذا فان مايملكه اسلاموعروبيون في السودان هو رهان اللغة العربية اما العوامل الاخري فهي عوامل افريقية في الاساس وبالتالي من الطبيعي ان تكون بسماتها قوية علي مجمل الهوية والثقافة المنتجة في السودان. واذا كانت اللغة نظاما من الاشارات التي تعبر عن الافكار , فان الدولة السودانية الحديثة بتجاهلها اللغات المحلية تجاهلت الافكار الموجودة داخل هذه اللغات والارث الثقافي المكوّن لها , وتلك اول دلائل قصور الرؤية للنخب المثقفة التي فرضت واصّلت للاثقافة الاحادية في السودان.هذه الثقافة العربية المستوردة والتي قامت بعملية تعريب (عمودي) لانماط الثقافية الافريقية واعادة انتاجها في قوالب (عربية) دون ان يحفظ لها حقها الافريقي بل وصلت الي درجة الانكار لوجود أي اصل افريقي لهذا الارث الثقافي الموجود واقعا (انظر: د. عبدالله علي ابراهيم :افروعربية وتحالف الهاربين) . لو نظرنا الي العلاقات التي تحكم وضع المراة في المجتمعات السودانية لوجدنا انها منخرطة ومساهمة بقوة في الفعل الانتاجي اذ المراة في الريف السوداني مثلا عاملة ومنتجة , و في التاريخ القديم تبوات المرأة مناصب قيادية عليا (ممالك النوبية) , وكل ذلك توكد بان المراة في السودان ناشطة ضمن الفاعلين اجتماعيا , فهل هذا يبدو مشابها لوضع المراة العربية( الجزيرة العربية) , وما هو السبب وراء هذا الانحراف لوضع المراة في السودان اذا افترضناها عربية؟ دلالات الشلوخ: ظاهرة الشلوخ في السودان وهي ظاهرة موجودة وسط القبائل النيلية مثل الشايقية وكذلك موجودة في اوساط قبلية سودانية كثيرة اخري وهي امتداد لظواهر افريقية مشابهة مثل وضع علامات في الوجه او تلوين الجسم , ومن هذا المنطلق فان الشلوخ عند الشايقية منسجمة تماما مع التقاليد الافريقية ولكن هل توجد تقاليد مشابها لظاهرة الشلوخ في الاوساط العربية الاصلية؟ وانا هنا لا اتفق مع الفكرة القائلة بان الشلوخ عند بعض القبائل النيلية عبارة عن وسيلة لحفظ نوعها(العربي) من الذوبان في القبائل الافريقية الاخري وان كان في هذا القول تلميح او اعتراف ضمني بحدوث مثل هذا التداخل ادت الي تغيير السحنات اللون مما جعلت العلامة في الوجه دلالة وحيدة لتحديد النوع (فيزيائيا). حسب اعتقادي فان الشلوخ ظاهرة افريقية موجودة ومنتشرة بكثرة في الاوساط القبلية المختلفة (المحس او الشايقية , الفور , اودينكا , الزغاوة ............الخ). اما السؤال الاكثر الحاحا هو: ما الذي يجعل العربي في الجزيرة العربية لا يتذوق الفن السوداني؟ ففي وقت الذي يتمايل كل الشعب العربي من المحيط الي الخليج طربا لاغاني المكوجي شعبان , لا نجد من يقوم حتي بنقر الاصابع لاغاني العملاق وردي او غيره من الفنانيين السودانيين , ولكن الغريب ان هؤلاء العمالقة لهم جماهير علي امتداد افريقيا حتي اوساط اولئك الذين لا يعرفون اللغة العربية فما هو سر هذا التعلق الافريقي بفن السوداني, فيما يرفضه العرب بصورة ماساوية ؟. ان النتاقض الواضح ما بين واقع الارث الافريقي (الشغّال) داخل غالبية الاوساط الشعبية السودانية وبين الثقافة العروبية (المتخيّل) فقط عند النخب المهيمنة لمفاصل الجهاز الاعلامي والثقافي الرسمي للدولة هو الذي افرز هذا الواقع السوداني المحزن .انه لمن المؤسف ان يمارس الدولة اساليب السرقة والتشويش والاقصاء للارث الاجتماعي الافريقي وبالتالي تمييع الهوية السودانية وتغريبها عن بيئتها مما ادّ ذلك الي انتاج ساحتين اجتماعيتين في الفضاء السودانيساحة عروبية متخيّلة عند النخب ولا وجود لها لا في الواقع السوداني ولا في اوساط العربية التي يدّعون الانتماء اليها وانما هي ساحة وهمية مصنوعة بفعل الاعلام وبوسائط التهييج الجماهيري التي تجيد هذه القوي استخدامها بكفاءة. اما الساحة الاخري فهي ساحة التراث الجمعي المهمّش من قبل القوة المهيمنة. ان دراسة البيئة الاجتماعية للتراث السوداني من الدّاخل ومعرفة السيميائيات الدلالية والثقافية لكثير من مكوناتها البنيوية وتحليلها بدقة سيكشف النقاب عن زيف الادعاء بهوية العروبية ويكشف ايضا الي أي مدي تداخلت النوبية مع العربية مع غيرها من مكونات النسيج السوداني الي درجة يصعب معها فرز الكيمان من جديد.
-------------------------------------------------------------------------------- اخي الفايا ... هذه مداخلة الاخ الدكتور بشارة صقر في صحيفة سودانايل الاكترونية .. لتعميم الفائدة ننشره هنا ضمانا لوحدة الموضوع .. وساقوم باختار الاخ دكتور بشارة لمتابعة تعقيبكم مع التقدير .. حامد حجر .............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: hamid hajer)
|
البوست ده غريب خلاص بطلع فوق بى زول لما نجى نفتش المساهمات بيكون اسم الزول انحشر فى النص ولا راح وين ماعارفا وبلقى اخر مساهمة ياها زاتا على العموم فوق ونحنا جماهير المستمتعين جدا بالنفاش يا استاذ عجب الفيا وكمان منتظرين ورقة دكتور عبدالله الوعدت بانزالها هنا وما عارفين التاخير سببو شنو
دى النسخه التانيه عشان اشوف الحاصل شنو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: samia gasim)
|
الاخت سامية قاسم
تحيات ماجدات
بعض الاخوة يلحق رده مباشرة بعد المشاركة التى يود التعليق عليها و لتحصلى على اخر تعليق يمكنك الضغط على Jump to newest reply in thread » الموجود اعلى يسار الصفحة. انا اتابع هذه الدراسة القيمة بصمت و اعجاب و لا اجد ما اضيفه لها
مع الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توضيح لبعض اسباب اللبس (Re: Agab Alfaya)
|
البوست ده غريب خلاص بطلع فوق بى زول لما نجى نفتش المساهمات بيكون اسم الزول انحشر فى النص ولا راح وين ماعارفا وبلقى اخر مساهمة ياها زاتا على العموم فوق ونحنا جماهير المستمتعين جدا بالنفاش يا استاذ عجب الفيا وكمان منتظرين ورقة دكتور عبدالله الوعدت بانزالها هنا وما عارفين التاخير سببو شنو
| |
|
|
|
|
|
|
ما زالت ورقة الفيا تتخبط وهي تحاول ان تصلح ما افسدته القراءة الخاطئة والمركبة لكل من : بولا وحسن موسى مقال عبدالله على ابراهيم تيار الغابة والصحراء
وبدلا من ان تعترف الورقة باخطائها الفادحة , ها هي تزوغ من النقاش, بل وتعيد انتاج الخطا, وساورد مثلا بسيطا من الرد الاخير للفيا فهو قال عن الجنوب الاتي:
"الجنوب لم يكن داخلا في الصورة في البداية تم الحاقه فيما بعد،"
وعن اي افريقي كان يتحدث محمد المكي ابراهيم ؟
الم يتحدث عن المراة الجنوبية؟
وانا مصر ان الفيا يراهن على عدم امتلاك القراء لمقال عبدالله على ابراهيم والا ما قال ماقاله
لكن الحقيقة ستنتصر
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
اسف لما حدث في انزال ردي بطريقة مبتسرة لخلل فني وساعيد ما اردت قوله حول الاخطاء الفادحة والمتكررة للفيا ما زالت ورقة الفيا تتخبط وهي تحاول ان تصلح ما افسدته القراءة الخاطئة والمركبة لكل من :
بولا وحسن موسى مقال عبدالله على ابراهيم تيار الغابة والصحراء
وبدلا من ان تعترف الورقة باخطائها الفادحة , ها هي تزوغ من النقاش, بل وتعيد انتاج الخطا, وساورد مثلا بسيطا من الرد الاخير للفيا فهو قال عن الجنوب الاتي:
"الجنوب لم يكن داخلا في الصورة في البداية تم الحاقه فيما بعد،"
حقيقة لا اصدق ما يحدث !!!!!!!!
وعن اي افريقي كان يتحدث محمد المكي ابراهيم ؟ الم يتحدث عن المراة الجنوبية؟
وانا مصر ان الفيا يراهن على عدم امتلاك القراء لمقال عبدالله على ابراهيم والا ما قال ماقااله لكن الحقيقة ستنتصر
وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
لفائدة القراء اليكم بعض ما قاله عبدالله على ابراهيم عن فهم محمد المكي ابراهيم شبه الاستشراقي للجنوب وما نورده هنا عكس ما قاله الفيا عن ان الجنوب اتى لاحقا فهو اي الفيا مازال يتخبط في اخطائة مراهنا على عدم امتلاك القراء للمقال ولكن هيهات واليكم الفقرة التالية من المقال وفي اطار دعوته الى المزيد من التمازج بين الشمال والجنوت يرحب مكي بقدوم المراة الجنوبية الى مدن الشمال التي علبت المراة داخل اسمك واطول ثيابا .فنساءمدن الشمال سيجدن منافسة من اختهن الافريقية وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
نعيد الكلام للمرة الثانية زعم الفيا ان الجنوب اتى لاحقا والى الان فهو يزوغ من الرد على هذه المسالة مثلما زاغ من اسئلة اخرى وجهناها اليه لكنه عمل " اضان الحامل طرشة" المهم المسالة في رايي معرفية ومن حق الاجيال الجديدة ان تتملك الحقيقة بقدر ما نعرف اما اذا كانت المسالة غير ذلك فهذا شان اخر وانا شخصيا لا علاقة لي بمثل هذه الامور فنحن لسنا نجوما وانما نساهم كباحثين عن المعرفة فاذا كانت المسالة هي مغالطة وهروب من الاسئلة الجوهرية فهذا شان اخر وارقدوا عافية وساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
مداخلة بسيطة (Re: Agab Alfaya)
|
مداخلة بسيطة: حسب نقل أستاذ الفيا، فإن الطرح الأخير الذي يستعرضه الأستاذ عبد الله علي إبراهيم غريب. و هو يصب في النزاع الذي كان متداولا في فترة مدرسة الغابة و الصحراء...و هي التقسيم الحاسم للثقافة السودانية إلى غابة و صحراء لذا نلاحظ نبرة القلق و عدم الاتزان التي نجدها في كتابات صلاح أحمد إبراهيم مثلا....و كذلك المجذوب...لا يمكن أن تصف قصيدة للأستاذ صلاح بالغابة و الصحراء...و لكن الصحراء تارة..و الغابة تارة، و حتى وصفي هذا غير دقيق...لأن وجدان الأستاذ صلاح كان تحرريا، نسبة إلى حركات التحرر التي اجتاحت إفريقيا و الإقليم العربي في تلك الفترة. وجدان سياسي أكثر منه ذو علاقة بالثقافة....باستثناء القليل من قصائده "دبايوا " مثلا و جنوبيات المجذوب هي النقطة المعنية بالضبط...تقسيم الشعر إلى غابة و صحراء و ليس الغابة و الصحراء لهذا ميزت محمد عبد الحي من التيار و تساءلت لو يمكن تقسيم محمد عبد الحي إلى ما بعد الغابة و الصحراء"Post" و العودة و إلى سنار هي محاولة لإيجاد مركز الوجدان للسوداني الشمالي و احتمال الجنوبي(هذا يجيب عليه الجنوبيين و لا أتحدث فيه" ، أقول مصدر نبع وجدان السوداني ثم من بعد محاولة الإجابة على سؤال الهوية...كلو لازم يجي بالدور، أداة تعبيرك ، لغتك ، وجدانك ثم من بعد تعريف هويتك. النقطة الثانية هو زاتو التقسيم الفج ده مضحك لشماليي السودان...عرب و زنوج...المضحك كلمة عرب...كأن عرب دي واضحة و وضوح الشمس..ما أقصده بتساؤلي انو لما تقول عرب كأنك ممكن تحدد صورة و تفاصيل واضحة، رغم أن الأمر ليس كذلك....ليه؟ لأنه العرق النقي و الثقافة النقية أمرها مردود عندي، حيث أن هذا مجرد افتراض...أعذروا اللغة القاطعة عندي، لكن ده الافتراض الأنا بادية بيهه......حتى زمن القبائل العربية، كان هذا النزاع موجودا حول من هم العرب؟ ، و من هم عرب العرب؟!...فما بالك الآن؟ عرب الشام، أم شبه الجزيرة أم شمال أفريقيا و المغرب العربي؟!!!...و في شبه الجزيرة دي نأخذ وقفة....عرب الممزوج بالعجم(فرس و هنود) و لا بالعناصر الزنجية...عرب منو؟ نقطة ثالثة :لما ناس ال POST COLONIALISM كانوا بيتكلموا عن الثقافة الهجين Hybrid لم يكونوا يعنون الزنوج المخلطين بالأجانب ...لأنو دي حالات عارضة لا تؤثر على المسيرة الثقافية بشيء، لكن يعنون فترة وجود الأجنبي و ممارساته الاقتصادية، الاجتماعية، و الجيل الذي ولد في أحضان تلك الفترة...و تأثيره على الحركة الثقافية ككل.....فبافتراض كلام الأستاذ عبد الله علي إبراهيم بنفي الهجين العرقي...ماذا عن نفي الهجين الثقافي...العرب الذين عاشوا في ديار الزنج، بعاداته و مزاجه و لغة تواصله، أم أنهم عاشوا في جزيرة معزولة طوال حياتهم؟!!!! حتى خيار العودة للأصل يبدو مستحيلا و يعمق من أزمة الشمالي السوداني ...العودة لمن؟ و أين؟ آخر نقطة ....كون أن المصهر و بوتقة كلمة دكتاتورية.....لا ادري، لكن فلنقل أنها كلمة العربي الذي يتعايش مع زنوج و ثقافات أخرى.....و كلمة الزنجي الذي يتعايش مع العرب و ثقافات أخرى...أي الذين قبلوا تواجدهم تحت جغرافية واحدة....و لا تعني خلط الثقافات سوية ..."كوكتيل يعني"!!!!! هي ما كلمة دكتاتورية لكنها كلمة السودان...و إلا كل واحد ينفصل في دولته براه و نعمل اتحاد دول ما تحت خط X شمالا و فوق X جنوبا.....or whatever
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عوافي عليك يا ميسون (Re: Maysoon Nigoumi)
|
عوافي عليك يا ميسو كتت تقول :
Quote: و العودة و إلى سنار هي محاولة لإيجاد مركز الوجدان للسوداني الشمالي و احتمال الجنوبي(هذا يجيب عليه الجنوبيين و لا أتحدث فيه" ، أقول مصدر نبع وجدان السوداني ثم من بعد محاولة الإجابة على سؤال الهوية...كلو لازم يجي بالدور، أداة تعبيرك ، لغتك ، وجدانك ثم من بعد تعريف هويتك.
|
وكتبت تقول :
Quote: آخر نقطة ....كون أن المصهر و بوتقة كلمة دكتاتورية.....لا ادري، لكن فلنقل أنها كلمة العربي الذي يتعايش مع زنوج و ثقافات أخرى.....و كلمة الزنجي الذي يتعايش مع العرب و ثقافات أخرى...أي الذين قبلوا تواجدهم تحت جغرافية واحدة....و لا تعني خلط الثقافات سوية ..."كوكتيل يعني"!!!!! هي ما كلمة دكتاتورية لكنها كلمة السودان...و إلا كل واحد ينفصل في دولته براه و نعمل اتحاد دول |
لا تعليق !! تطابق كامل في وجهات النظر كما يقولون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نداء الي عبد اللطيف الفكي (Re: Agab Alfaya)
|
الاخ الاستاذ عبداللطيف الفكي في بداية انضمامك الي المنبر الحر في بوست انزله الاخ اسامة الخواض في ردك علي محمد المكي ، جري نقاش بينك ومحمد المكي ذكرت فيه ان لك بحثا : في رد الاعتبار للغابة والصحراء
وكنت قد طلبت منك في مداخلتي ان تقوم بانزل هذا البحث فارجو ان تنضم الينا لاثراء الحوار في هذا البوست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تعليق علي سرد الدكتورالنور حمد (Re: Agab Alfaya)
|
كنت استاذي النور قد استهجنت في اول مداخلة لك حديث دكتور عبد الله ابراهيم عن ان دافع المجذوب والمكي وعبد الحي وصلاح لرد الاعتبار للعنصر الافريقي في تكوين انسان شمال السودان،هو اشباع رغباتهم وشهواتهم البوهيمية !
خطورة هذا الكلام الذي غض الطرف عنه ، حسن موسي و بولا او اسامة الخواض وكل الذين اشادوا بورقة عبدالله فقط لانه عبد الله ابراهيم،هو انه يفترض مسبقا ان الافريقي لا هم له سوي اشباع الشهوات واتباع الرغبات،ولا عقل له يعصمه من ذلك. اي ان عبد الله مستلب بالصورة الكولونالية التي اوحت بها الذهنية الاسترقاقية،العربية والغربية . لذلك يرفض بشدة ان يوصف انسان الشمال الذي يحسبه عربيا مسلما ،باي وصف فيه ريحة افريقية، وقد اسقط عبدالله هذه الصورة الكولونالية علي الافروعوبيين حتي يسهل اتهامه لهم بالبوهيمية كما قال ذلك صراحة عن محمد المكي !
الشي الثاني ان الفرضية التي انطلق منها في وصفه لهم بالهروب من تشدد الثقافة العربية، الي فردوس افريقي ،الرغبات طليقة ، علي حد تعبيره ، فرضية غير واقعية ، فالمعروف ان اسلام اهل السودان قد عرف بسماحة لا مثيل لها في العالم الاسلامي والمحيط العربي ، يكفي ان ترجع بالذاكرة الي الوراء قليلا ، قبل انتشار التشدد الظاهري علي ايدي الجماعات الاسلامية ،لتري التسامح الذي كان موجودا كان شرب الخمر لا يعتبر عيبا في كل التجمعات السكانية لشمال السودان كانت كل مناسبة مهما كانت صغيرة تشد لها البرم والبووش ويركب التكاي وتعصر المريسة ويقطر العرقي، وكان العرس الذي يخلو من ذلك لا يعتبر عرسا ، الجيل الجديد لم يعرف ذلك اوصيهم بقراءة رواية عرس الزين ،فهي وثيقة اجتماعية تاريخية علي ذلك . كانت الانادي التي تحولت الي نوادي - في الاصل الكلمة واحدة-،من اهم مظاهر الحياة الثقافية في ام درمان ،تخرج منها كل المبدعين والمناضلين الثوريين ،ولعل انداية فوز التي كان يرتادها المشاهير في الثلاثينات من اشهر الانادي، كانت حياة ام درمان في النصف الاول من القرن العشرين لا تختلف كثيرا عن بغداد في عهد الرشيد، يا سقاة الكاس من عهد الرشيد ! بيت شهير من اغنية سيد خليفة ،يطلب حسين خوجلي في حلقة تلفزيونية من سيد، تغييره لانه لا يواكب المشروع الحضاري ، وتم التعديل فعلا في تسجيلات الاذاعة !! جريمة بشعة يرتكبها التتار الجدد.
في البوادي كانت حياة الهمباتة ،التي تشبه حياة صعاليك العرب القدماء نموذجا لما يصفه عبد لله ابراهيم بالوهيمية، ومن منا لا يعرف طه الضرر وود ضحوية في بادية البطانة وتيراب ووش القطر في بوادي كردفان،
بعد هذا التمهيد دعني ادلف الي التعليق عن حديثك الشيق والمطرب عن العباسي والناصر قريب الله ، اري ان هنالك اختلاف بين دواع وتوجهات المجذوب والمكي وعبد الحي وسائر الآفروعروبيين ، وبين تعلق الشاعرين الناصر والعباسي بحياة البادية. العباسي كان شاعرا عربيا اصيلا ،يصنف شعره الي مدرسة الاحياء الشعري التي تضم البارودي وشوقي وغيرهم والتي كانت تعمل علي احياء تقاليد الشعر العربي القديم.فكان نزوع العباسي الي البادية ،تمثل لحياة العرب القدماء،وكانت بادية الكبابيش وما زالت تشبه البوادي العربية القديمة ويعتبر الكبابيش بشمال كردفان من اكثر القبائل التي حافظت علي تكوينها ولهجتها ونمط حياتها العربي وهم من احدث القبائل هجرة الي السودان كما يقول المؤرخون . ونفس الشي يقال عن الناصر قريب الله الذي كان شعره لا يقل جودة عن شعرالعباسي ويبدو انه قد تاثر به في حياته وشعره . وكل من العباسي والناصر لا يماريان في انتمائهما العربي الاصيل،وهو احساس لا جديد فيه ولا يختلف عما كان تحسه النخبة المثقفة من ابناء الشمال.
اما الجديد في توجه حمزة الملك طمبل وجماعة مجلة الفجر والمجذوب والغابة والصحراء وكل الافروعروبيين ،هو الانتباه لاول مرة للافريقي الكامن في دواخلهم، وهي مسالة لم تكن تخطر ببال الناصر والعباسي في نزوعهم الي البادية.
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
مرة تانية نقطة نظام: النقاش الحالي في مجملو يمثل وجهة نظر واحدة، ملخصها ان السودان عربي، او عربي افريقي.
لاجديد في هذا الفهم المبني علي مسلمات اساسها تصورات مسبقة، اوحي بها الاحتلال الثنائي ونعوم شغير تحديدا، الذي صاغ مقرر التاريخ الحالي، الذي صاغ بدوره نمط تفكيرنا الحالي.
بالعدم دعوني ابدأ بصاحب الدار، الاخ عجب موجها سؤالي مرة اخري:
السودان، عربي او عربي افريقي علي اي اساس يا اخ عجب؟
وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Bashasha)
|
تمكن "الغول الإسلاموي" باستخدامه سلطة النص الديني، وقوته القهرية، من تدجين المثقفين، فأصبحوا لا يسفرون عن حقيقة، ما يعتقدون فيه إلا لواذا. وهذا أمرٌ لا ينطبق على السودان وحده، وإنما على كل الفضاء، العربسلامي، وربما شرق الأوسطي، أيضا. حين ارتفعت حدة الخطاب الديني، التي صاحبت تجربة تطبيق "قوانين الشريعة الإسلامية" على النسق "النميروي، "المكاشفوي، الحاج نوروي"، لم تجد قبائل المثقفين، خاصة أهل اليسار، وغيرهم ممن يمموا وجوههم شطر المركزية الأوربية، شيئا يردون به هجمة النصوص الدينية، سوى بضع من اعتراضات خجولة، أنصبت في معظمها، أن القول بأن العدالة الإجتماعية لم تتحقق بعد، وأن عمرا بن الخطاب ، سبق أن عطل الحدود في عام الرمادة. وكأنهم بذلك يقولون، لا بأس بأن نطبق الحدود، عندما تكون العدالة الإجتماعية قد متوفرة، ونسوا أن في الحدود رجم بالحجارة حتى الموت، وجلد متعلقان بالزنا، ولا يمكن الدفع فيهما بحجة العدالة الإجتماعية، وعموم الفقر. وواضحة في مثل هذه الخطة الدفاعية، ضد كارثة القوانين الإسلامية التي اصبحت، أقرب من حبل الوريد، النزوع نحو استراتيجية لكسب الوقت، وللتأجيل، لمجرد التأجيل. وكأن معجزة من نوع ما، سوف تحدث، لتخرجهم من ذلك المطب!
المفكر الوحيد الذي واجه أصل القضية، بلا مواربة، كان الأستاذ محمود محمد طه، الذي عمل على تفكيك سلطة النص، وإبطال حد شفرة الإرهاب في سيفها. وقد بدأ الأستاذ محمود جهده ذاك قبل ما يزيد على الثلاثين عاما، من حلول تلك الكارثة بالبلاد، والعباد. وقد واجه الأستاذ محمود ذلك الخطر، الذي كان عارفا بحتمية قدومه، عن طريق تقديم فهم، يجعل المعترض، على تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، يعترض من موقع المسلم، الصميم، لا من موقع المستخدم للحجج الفقهية الإسلامية، من موقع خارجي مشكوك في صدقه، ومشكوك في كون أهله يعنون ما يقولون، حقيقية. الشاهد، أن الدكتور عبد الله علي إبراهيم، الذي دعا دعوة صائبة، إلى حلحلة عقد الثقافة الإسلامية، ومواجهة أوجه عدم معاصريتها، من داخلها، بدل الهرب، للإحتماء، بشوكة الثقافات الأخرى، لم يبين لنا، في سياق دعوته تلك، بيانا شافيا، الكيفية التي بها نخلق مساحة للحريات الشخصية، وللحريات السياسية، داخل سلطة النص الديني الإسلامي الموروث منذ القرن السابع. ولا أجد في إشاراته، إلى ما جرى من تحسينات لوجه الشريعة، وإعلاءه من اجتهادات القضاة الشرعيين مما تفضل به، في ذلك الصدد، شيئا يلمس جوهر إشكاليات تطبيق الشريعة الإسلامية، في زماننا الراهن. (راجع تعقيبي على مقالات الدكتور عبد الله علي إبراهيم، حول الشريعة الإسلامية، بسودانايل).
ما تركه المثقفون السودانيون جانبا، من فكر الأستاذ محمود محمد طه، التقطه بعض المفكرون العرب، وبنوا عليه طروحاتهم، ومقارباتهم التي بدأت إعمال أزاميلها ـ ولا اقول معاولها ـ في تشذيب سلطة النص الغاشمة، وتهذيبها، وترويضها وهي تصر على مقاربة إدارة شؤون الواقع. وذلك بإعادة قراءة التجربة الإسلامية، برمتها، منذ البعثة المحمدية، في القرن السابع الميلادي، وإلى وقتنا هذا، ومناقشة العقائد الموروثة المصمتة، التي استعصت على النقد، والفحص، لأربعة عشر قرنا من الزمان. وأحب أن أشير هنا، إلى كتابات، سيد محمود القمني، وخليل عبد الكريم، ونصر حامد أبوزيد، خاصة ما يتعلق منها بقضية الناسخ، والمنسوخ. والحديث في هذا الجانب، ربما اقتضى توسعا، لا محيص عنه، غير أنني أكتفى منه هنا بالإشارات.
ما يهمني هنا، هو تثبيت حقيقة ازورار مثقفينا من مواجهة سلطة النص، في ثقلها التاريخي، الضاغط على طاقات الحاضر، والمقيد لأيدي الحاضر، والحابس لطاقات الروح والعقل. وسوف أناقش هنا مثالا، واحدا فقط. وهو المثال المتعلق بمنع الخمر. وكنت قد أشرت في مداخلتي السابقة إلى حال المجتمع السوداني، حتى سبتمبر 1983. فقبل ذلك التاريخ، لم يكن الناس مشغولين بموضوع الخمر، في كثير، أو قليل. ولا أزال أذكر أنني كنت، حتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي، أحمل كتب الجمهوريين، وأطوف بها في الأمسيات، على الدكاكين، وعلى المارة في الشوارع، وأغشى أيضا في تلك الطوافات، محلات مثل محل "أتينيه" في وسط الخرطوم، حيث تتناثر الطاولات في الفسحة الواقعة وسط عمارة أبو العلا الجديدة، التي تحتل مربوعا كاملا يقع شمال شرقي تقاطع شارعي القصر، والجمهورية. كما كنت أطوف بالكتب، في كازينو النيل الأزرق في بجري، ومنتزه الرفيرا في أمدرمان. وقد كنت أجد في كل تلك الأماكن الموظفين، ورجال الأعمال، وغيرهم، من افراد الطبقة الوسطى، وهم متحلقين حول تلك الطاولات، وبينهم قناني الخمر. ولم أكن أستنكر ما هم فيه، ولم يكونوا يستنكرون ما أنا فيه من عرض كتب تتعلق بأمر الدين في تلك الأماكن!
عاد السودانيون، عقب الثورة المهدية، إلى طبيعتهم القديمة، من حيث عدم الإرتباك أمام ما يجدونه طبيعيا من مسلك البشر، ومن ممارساتهم. وشرب الخمر ظاهرة قديمة قدم التاريخ، ولم تخل منها حضارة من الحضارات، ولا مجتمع من المجتمعات. والسودانيون شعب، ذو ثقافة ضاربة في القدم، وهي ثقافة لها أكثر من قوام واحد، كما تفضل الدكتور عبد الله علي إبراهيم. فهم قد عمروا السهل النيلي، منذ ألاف السنين، وحين جاءتهم الشريعة الإسلامية، استوعبوها، وأفادوا من وجوهها المشرقة، وفي النفس الوقت، غضوا الطرف عما لم يكن مستساغا تماما منها. والمجتمعات تستجمع الحكمة الممتخضة من التجربة التاريخية. المجتمعات المستقرة، والراسخة الجذور، لا تناقش مثل هذه التحديات المربكة، وإنما تستخدم حسها المتشكل تاريخيا، وتتعامل في هدوء معها، فتخلق مساحة كافية تحفظ أمن الجماعة، وتراعي في ذات الوقت الحرية الشخصية، متجانفة بعبقرية عن غلو العنت، وطغيانه، ووسمه لفضاءات الحياة العامة.
وكما تفضل الدكتور عبد الله علي إبراهيم، فقد كان في وسع المثقفين ـ ولا أستثني نفسي من التقصير هناـ محاولة مواجهة حشر الدولة لأنفها، في شؤون الأفراد الشخصية، بإسم الدين. كان في وسعهم، ولا يزال، مواجهة كل أولئك، مستخدمين إرث ذات الثقافة التي ينتمون إليها. وهو إرث فيه الكثير من مما يسند النقاد، في وجهة التاسيس للحريات الشخصية، وللإنفتاح، ومجانفة التضييق والعنت. نعم هذا النقد ليس سهلا، أو مواتيا، ولكن من قال أن التحولات الكبيرة، تجيء إلى الناس وهم مستلقين على جنوبهم؟ كان من الممكن، ولا يزال، ألا نهرب من جزء من وعينا، عجزنا عن مواجهته، لنحتمي ضده، بالجاهز، مما تتيحه الثقافات التي تشاركنا الفضاء السياسي.
وأشكر للصديق عبد المنعم عجب الفيا، إيراده نموذج "عرس الزين" للطيب صالح، فهو نموذج قد عرض هذه الإشكالية، بنجاح كبير. ولابد من التنويه، إلى أن الطيب صالح قد عالج تلك الإشكالية، في وقت مبكر جدا، فكان سابقا، ومدركا لذلك الصراع. فهو قد شرح بنية القرية الإجتماعية، وما تتعرض له ثقافة العقل الجمعي القروي، المتجذرة في الحكمة القديمة، الموروثة، في التعامل مع الحياة، بخيرها، وشرها، دون عنت، وبين ما مثله إمام المسجد، من جنوح للتحكم في مجريات الأمور، مستخدما سلطة النص المرقوم، في بطون الكتب، لفرضها على بنية تاريخية متشكلة، ومتجسدة، وأخذت أبعادهاى المستقرة، في فضائي الزمان، والمكان، وانتجت عبر مخاض طويل حكمها الإجتماعية التي تدير لها شؤونها.
قام نميري، في عام 1983، مسنودا بالتوجهات الطهرانية، الترابي، وقبيله، وحرصهم على إعادة الحياة السودانية إلى ما يظنونه، "الجادة" و"سواء السبيل"، بشيء مماثل لما قامت به الثورة المهدية. قبل قرن من الزمان. ذلك الجهد الفوقي، الذي ما لبث أن أصبح أثرا، بعد عين. فمحاولة المهدية، ومحاولة "الترابي/النميري"، لم تكونا سوى محاولة لاقتلاع تقاليد شعب، من جذورها، ثم وزرع تقاليد بديلة، مكانها، بين يوم وليلة!! جمع نميري، في عام 1983، بعد تمهيد، وتزيين، وتشجيع، من التيار الإسلامي، بقيادة الدكتور حسن الترابي، كل ما استطاع أن يجمعه من الخمور الإفرنجية، التي كانت معروضة، في بارات البلاد. وأتى بها إلى شارع النيل، ومشت عليها البلدوزرات، وزحافات الطرق، فأسالت منها سيلا عرمرما تحدر إلى جوف النيل. تم ذلك وسط الهتاف، والتصفيق، والتهليل، والتكبير!. ربما كان الغرض لدى بعض من دعم تلك المسرحية البائسة الإعداد، والإخراج، والغامضة الهدف ـ إلا في عقول منفذيها، بطبيعة الحال ـ هو القضاء، بقوة الدولة، وسلطانها، على ظاهرة شرب الخمر، مرة واحدة، وإلى الأبد. وربما كان الغرض منها هو، إهانة الطبقة الوسطى، التي لم تبد كثير حماس، حتى ذلك الوقت، لتوجهات التيار الإسلامي. إذ كانت، أميل ما تكون، إلى قوى اليسار، والوسط. فقد كان الترابي يستخدم كلمة "علمانيين" بكثرة، وبطريقة مستفزة. وكان ذلك جزء من حملة نفسية قصدت إخضاع المتعلمين، المتشككين في مشروع الدولة الدينية، أوعلى الأقل تحييدهم. ولم تكن مصادفة أن سرّّب الترابي أفراد تنظيمه، إلى نيابات العاصمة، وإلى محاكم، الطوارئ، ليكملوا حملة الإرهاب الفكري، بتوقيع عقوبة الجلد، على المسؤولين التنفيذيين، وعلى المطربين، بغرض الإهانة، والتجريد من الإحساس بالكرامة، Demoralization أمام العامة، بتهمة شرب الخمر. وقد أثمر ذلك العمل، في اخراس أصوات المثقفين، وخفوت أصواتهم. وقد تم استخدام تكنيك الـ Demoralization كأبشع ما يكون، حين أُجبر الجمهوريون، على إنكار قائدهم، والتنصل من معتقدهم، تحت ظل السيف، فيما شاهده الشعب السوداني، من شاشات التلفاز، فيما سمي بـ "الإستتابة" التي كان المرحوم، أحمد محجوب حاج نور أحد ابطالها. الشاهد، أن الدكتور الترابي، قد ظل يمارس تعاليا منقطع النظير على المثقفين. وقد عمل بدأب، لا لكسبهم، وإنما لإرهابهم، وإسكاتهم، وتجريدهم من القدرة على الوقوف على منصة "الأخلاق" التي احتكرها، لنفسه، ولقبيله. والترابي يعرف، قبل غيره، خلو وفاض تنظيمه، من فكر يمكن أن يكسب به المثقفين إلى جانبه. وهذا هو ما قاده إلى التحالف، منفردا مع نميري، ثم بعد ذلك، إلى المجي إلى السلطة بمفرده، في يونيو 1989. أما الآن فأظن: "ذهبت السكرة، وجاءت الفكرة".
خلاصة القول أن هروب المرهفين، من الكتاب والشعراء، وحنينهم الرومانسي، إلى فردوس، من جنان الحس، وفراديس المتع، لم يكن سوى حلم أملته مكونات قوية في وعيهم التاريخي، بما يمكن أن تعنيه، وما يجب أن تكون عليه "الحياة الطبيعية". فقد حدث ارباك لمسار الحولات الطبيعية في السهل النيلي الأوسط، والشمالي، في القرنين الأخيرين، بسبب الغزو التركي، وبسبب الثورة المهدية، ثم بسبب تيار الإسلام السياسي، المتربع الآن على دست الحكم، في الخرطوم. وأصر على استخدام عبارة " الحياة الطبيعية" هذه. فما يتصوره سدنة النصوصية الفقهية الإسلامية، لما يجب أن يكون عليه حال الناس، أجمعين، ليس طبيعيا، وهو تصور لم يتحقق في يوم من الأيام، حتى ولا في صدر الإسلام. وهؤلاء النفر الذين يريدون أن يعيدوا صياغة الشعوب، وكبس ممارساتها الثقافية، البالغة من العمر آلاف السنين، في علبة النص، مجرد قوم غير "طبيعيين"، بل وربما قوم مصابون، بعصاب، ووسواس، وهوس، بلغ بهم درجة انعدام القدرة، على تلمس نبض الواقع. وأرجو ألا نكون قد نسينا، بالإضافة إلى جلد كبار التنفيذيين، والإداريين، في سوح محاكم الطوائ، على ملأ من الناس، وجلد المطربين، وطالبات الجامعات، المضايقات الكثيرة الأخرى، التي ظلت تلقاها، حفلات الأعراس، وغير ذلك من محاولات، إعادة صياغة الثقافة، والممارسات الشعبية، وصبها في العلبة الضيقة التي تمثلها أحلام، ورغبات الطغمة الحاكمة المتنفذة، المصابة بالعصاب الديني.
وأحب أن أختم هذه المداخلة بما أورده الدكتور عبد الله علي إبراهيم في كتابه "الإرهاق الخلاق" الصادر عن دار عزة للنشر، بالخرطوم، (بلا تاريخ، ولكن مقدمته كُتبت في 2001). فهي فقرة لمست وترا شديد الأهمية، وذلك حيث قال:
((يظن بعض الجلابة بصدق مع الذات غير منكور أنهم براء من حكم البشير ولكن هذا الحكم في نهاية المطاف، في كلمة مقتبسة من إدوارد سعيد، هو أكفأ الأجهزة الجلابية في تعبئة وتعليب المشاعر الدينية والعرقية بين الجلابة. فالحكم مصنوع من قماشة الوعي الجمعي الجلابي الذي يشتهي تحويل هامشية الثغر بين العالم العربي وإفريقيا إلى مركز ذي صلف وغرور. فقد خرج المهدي عليه السلام بدعوته في 1881 يريد أن يفتح المدينة الرومية الكبرى بالتكبير. وهتف الشيوعيون في الخرطوم "لا قومية بل أممية .. سائرين سائرين في طريق لينين". وعقد الشيخ الترابي أمميته القومية الإسلامية العربية قصيرة العمر في الخرطوم. إن ضيق مثقفي هذه الجماعة الجلابية بخصوبة الخيار، وجدل طيف الألوان مما شهدت به دوائر الخريجين في الإنتخابات السودانية. فبدلا أن تكون هذه الدوائر معرضا للرأي بانتخاب نواب يمتون إلى مختلف وجهات النظر اصبحت ساحة للإكتساح الحزبي المفرد. ففي عام 1954 اكتسحها الوطني الإتحادي، وفي عام 1965 اكتسحها الحزب الشيوعي، وفي عام 1986 اكتسحتها الجبهة القومية. وهذه حالى نفسية بالغة التعقيد في اضغاث الأحلام السياسية. ونفاد الصبر، وخبط العشواء)) .. انتهى ص. ص. 48-49.
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اسامة الخواض والمغالطة في البديهيات (Re: Agab Alfaya)
|
وضح من خلال الملاحظات والاسئلة التي بدت من الاخ اسامة الخواض اننا في حاجة للحديث عن البديهيات. ففي الوقت الذي يتهم فيه الاخ اسامة الاخرين بعدم المعرفة نجده يجهل بديهيات الغابة والصحراء! يقول اسامة:
Quote: لكي نستعدل النقاش ارى اننا لا بد ان نتفق حول البديهيات في تاريخ الغابة والصحراء, والا اخي شانتير فلن نقدر ان نساعدكم بقدر المستطاع في فهم تيار الغابة والصحراء.
|
فماهي البديهيات في ظن اسامة الخواض؟ يعتقد الكثيرون خطا، واسامة واحد منهم،ان كلمة الغابة في مصطلح الغابة والصحراء ،وضعت اصلا لتعني الجنوب،ولا علاقة لها بالشمال ،وان الشمال تمثله كلمة الصحراء حصرا .وبالتالي فهموا خطأان هؤلاء النفر يتحدثون عن وجود عربي صرف في الشمال يقابله وجود افريقي صرف في الجنوب !!! وهذا الظن الخاطي هو السبب في الاستخفاف برؤية هؤلاء النفر وعدم تقييمها التقييم الصحيح ، والدليل علي ان اسامة الخواض ينطلق في هذا النقاش من هذا الفهم الخاطيء هو قوله :
Quote: كما ذكرنا للفيا ان الجنوب لم يرد لاحقا كما زعم في رده علينا.
ونحن نتعجب كيف يمكن لمن يريد ان يقارب خطاب الغابة والصحراء ان يقول ان الجنوب اتى لاحقا؟ هل يمكن فهم الغابة والصحراء دون جنوبيات محمد المهدي المجذوب؟؟هل يمكن ؟؟؟
|
هذا التعجب وهذا الاستغراب سببه الجهل بالبديهيات! مما يؤسف له ان انسان في قامة اسامة الخواض يظن ان رمز الغابة أوحت به قصائد المجذوب التي عرفت بالجنوبيات ! فمن البديهيات ان - الغابة والصحراء- هي في الاصل وصف لانسان شمال السودان اوحت به المملكة الزرقاء او سلطنة سنار او مملكة الفونج ،التي تشكلت من تحالف القبائل الافريقية بزعامة الفونج والقبائل العربية بزعامة القواسمة ،وادي هذا التحالف الي تزاوج وانصهار العنصريين العربي والافريقي علي مدي قرون واجيال فبرز انسان شمال السودان المعروف الان.ومن المعلومات التاريخية البديهية ان الجنوب لم يكن جزء من سنار. لذلك يا اسامة قلنا ان الجنوب اتي لاحقا .يعني حتي لو قدر للجنوب ان ينفصل فستظل الغابة والصحراء كماهي وستظل الافروعربية كما هي وصفا للتمازج والتشابك الاثني لسكان السودان الشمالي . ومن المفارقات ان عبد الله ابراهيم وبولا وحسن موسي مدركين لهذه الحقيقة الغائبة علي اسامة الخواض .لذلك كان عبد الله ابراهيم واضحا جدا عندما حدد مصطلح الافروعربية والغابة والصحراء في مستهل ورقته بقوله : "ا لقصد من هذه الكلمة ان تتفحص نقديا مفهوم الافروعربية الذي استقر كوصف لثقافة الجماعة الشمالية العربية المسلمة علي النيل والبوادي " فالافروعربية او الغابة والصحراء،كما فهمها دكتور عبدالله ،المقصود بها في الاصل شمال السودان لذلك كان دافعه هو تخليص شمال السودان من رمزية الغابة التي الحقها بهم محمد عبدالحي ورفاقه.
ولو كان اسامة مدركا لهذه الحقيقة لما جاء رايه حول الغابة والصحراء بهذا التبسيط والاختزال ولكان من المدافعين عن هذه الرؤية او لرد الاعتبار لهؤلاء النفر،علي الاقل ، كما فعل صديقه عبد اللطيف الفكي يقول اسامة :
Quote: فعلى الصعيد الابداعي ارى ان له مساهمة شعرية رفيعة, لكنه كمشروع ثقافي يتسم بالاختزالية التبسيطية للمكونات المتعددة والمتشابكة للثقافات ولا اقول الثقافة السودانية. فهو حصر المسالة كلها في تيار عروبي واخر افريقي |
السؤال هنا :ما هي المكونات الثفافية المتعددة والمتشابكة في حالة السودان؟ هل تعني شيئا غير تشابك وانصهار العناصر الافريقية بالعناصر العربية عبر القرون الطويلة؟ فاذا كان ذلك كذلك فهذا ما قاله بالضبط ناس الغابة والصحراء وسائر الافروعروبيين من خلال رمزية السلطنة الزرقاء . وفي هذه الحالة فان اسامة الخواض اقرب الي رؤية الغابة والصحراء من رؤية عبد الله ابراهيم وبولا وحسن موسي الاحادية .
الا ان الشي الغريب في منطق اسامة تبنيه لرفض فكرة البوتقة التي طرحها عبد الله ابراهيم .فالاخير يرفض فكرة البوتقة لانه يتحدث عن شمال عربي صرف لا تشوبه شائبة ،ولكن كيف لمن يدعي الحديث عن التعددية الثقافية المتشابكة ان يرفض مفهوم البوتقة !!؟؟؟ يقول اسامة :
Quote: كما ان تيار الغابة والصحراء تيار غير ديمقراطي من خلال تبنيه لفكرة البوتقة والتي اشار اليها بالمعية مدهشة عبدالله على ابراهيم في مقاله الذي اغضب الفيا.
|
كيف تكون فكرة البوتقة فكرة غير ديمقراطية وانت تتحدث عن التعددية الثقافية المتشابكة ؟ اللهم الا اذا كان مفهوم التعدية الثقافية عندك مفهوم ميكانيكي غير عضوي ،تكون فيه الثقافات كالجزر المعزولة؟
ومن هو غير الدمقراطي حقا يا اسامة الذي يقول ان ثقافة اهل شمال السودان افروعربية متشابكة ام الذي يصر علي انها عربية صرفة لا تشوبها اي شائبة افريقية ؟ دعك من هذه الاوصاف المجانية وفكر بعقل مفتوح،
اخ بشاشة سوف اعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
الأستاذ عبد المنعم والأعزاء مرحباً، كمان مرة وللدكتور النور بعد الشكر العميق و صادق التقدير لمكْنتِك في الخُلق و العلم ، وما من غرابة أنني بذلت جلّ ليلتى البارحة منقباً ملفاتي الإلكترونية عن مقال لك في الرد على مقالات د.عبد الله في أمر المحاكم الشرعية. ضعت في متاهة ملفاتي فإستعنت برائع التنسيق من (موقع الفكرة) وفعلاً وجدت ما كنت ابحث عنه فيما ظننته في هذا المعنى عن مواجهة جفاء الوقائع اللازم علينا حتماً و تكليفاً لو أردنا بأنفسنا و وطننا خيراً ، ثم ها أنت تأتي بالقول Quote: ( وكما تفضل الدكتور عبد الله علي إبراهيم، فقد كان في وسع المثقفين ـ ولا أستثني نفسي من التقصير هناـ محاولة مواجهة حشر الدولة لأنفها، في شؤون الأفراد الشخصية، بإسم الدين. كان في وسعهم، ولا يزال، مواجهة كل أولئك، مستخدمين إرث ذات الثقافة التي ينتمون إليها. وهو إرث فيه الكثير من مما يسند النقاد، في وجهة التاسيس للحريات الشخصية، وللإنفتاح، ومجانفة التضييق والعنت. نعم هذا النقد ليس سهلا، أو مواتيا، ولكن من قال أن التحولات الكبيرة، تجيء إلى الناس وهم مستلقين على جنوبهم؟ كان من الممكن، ولا يزال، ألا نهرب من جزء من وعينا، عجزنا عن مواجهته، لنحتمي ضده، بالجاهز، مما تتيحه الثقافات التي تشاركنا الفضاء السياسي. ) |
و لقد أظنه ، هو عينه الذي يلخص رفض الدكتور عبدالله للآفروعربية و وصمه لها ب(تحالف الهاربين) كما و صم أخرين ب (اليسار الجزافي)..و قد جاء في مقالته موضوع نقد منعم: ( فالإحتجاج بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو من يزعم الأفروعربيون أن دمائهم كأسلاف قد إستقرت فينا هو خطة سلبية جداً) و أرجح أن (أسلاف) هنا تأتي في معنى السلف الثقافي و ليس العرقي، وأن الخطة هنا تنصرف إلى سبل مقاومة ما يعتَّوِر ثقافة الشمالي من قصور و إشكالات في مصادرها و ترميزها و توقها..أذهب هذا المذهب في ترجيح هذه المعاني و ليس ما ذهب إليه منعم من نفي د.عبد الله للمكون الأفريقي في العرق الشمالي لمّا أستدل إلى ذلك برد د.عبد الله الباتر لتعريفات ماكمايكل و ترمنغهام البائرة، و هو إستدلال ليس عندي بالصائب، في مقام الرد على تلك المقولات وهي الموصولة فيما كان سائداً يستعين به المُستَّعْمِرون على مستضعفيهم كمثل القول برقي العرق القوقازي( الذي منه العرب في صورتهم المعرَّفة إستشراقياً) على الزنجي المصنف عندهم وضيعاً، ولذا يسهل عندها على مثل ماكمايكل و ترمنجهام وصف خليطهم العرقي بأنه ملوث (Contaminated) و إسلامهم بأنه وثني. و أيضاً في ورقة تحالف الهاربين جاء ما يلي Quote: ( و عندي إجمالاً ان خلع أو تحجيم الهوية أو الثقافة العربية هو إما غش ثقافي أو يأس. فالطريق فيما أرى إلى إطمئنان الجنوبيين و غيرهم من حملة الثقافة الأفريقية إلى أمنهم الثقافي، يمر عبر تصدي العرب المسلمين للنعرات وأنواع التحريم التي تغص بها ثقافاتهم تصدياً بالأصالة عن أنفسهم، لا نيابة عن أحد. و يستلزم ذلك وقفة مستنيرة إزاء الذات و قدرة على تحري النقد، و تحمل تبعاته) |
و التشديد هنا من عندي كما في تشديدي على بعض مقالتك أعلاه..من باب المقارنة!! و لتسمحوا لي أن أعلن عن( لا حياديتي) التامة في اليقين بأهمية هذه الورقة التي يطرح فيها الأستاذ منعم دفاعاً قوياً عن رؤيته في الهوية ضد ما ينتاشها من نقد جسيم. و لأنها، في عمقها وجديّتها و ما أثارت و تثير من نقاش جاد و عميق مثل الذي هو في (الهامش و الصميم في آن) مما تبدعه يا دكتور النور و مما إجترحه المتداخلون كافة ، مما نحتاجه في حياتنا الثقافية التي كاد يجدبها إنعدام مثل هذه القراءات المحاوِرة للآخر دونما إسفاف أو تعلق بالقشور و الحزازات مما يقتل الفكر زريعاً ، بل، و يكاد يذهب بالدهشة التي لم تعد تكفينا. وفي نفس المقام، أعلن، إنحيازي الأكيد لمآلات مقالة عبدالله علي إبراهيم عن تحالف الهاربين دون ما فيها من متعلقات ميراث فش الغبائن السوداني. أو ليست تقول..خذوا الناس بما هم عليه..ثم إعطوا كل ذي حق حقه..أو كما عبّر عن نفسه في الورقة التي كنت و لا أزال أرجوا أن يثبتها من كان منكم ضليعاً بالضرب السريع و المحكم على (الكي بورد) مما لا أجيده و إلا لفعلت.. يا ليتنا نجد من يعلقها على اول هذا البوست عقب مصادر ورقة الفيا فنقرأ منهاعلى مرأى من الشاشة.. و ما يبدوا على قولي من حياد يا دكتور هو من بعض تقديري لقاماتكم و قليل تأدب في حضرة العلماء. لا أحبذ أن اقطع بقول عشوائي أدعوه راياً ثم فليكن ما يكون، و من ذلك ان اصرخ به دون تقديم دليل عليه فيما يقتضيه البرهان المنطقي بعدم صلاح مقدمات الغابة و الصحراء النظرية عندما ساقهاعبد المنعم كمعرفة محيطة . وعدم صلاحها في حسباني لها فكراً و خطاباً و مشروعاً يؤخذ منه ويرد لأنها ليست على شيئ من علوم القرن التاسع عشر و نظرياته التي ظنّت ألآ ياتيها باطل من خلف و لا امام.. ................................................ ف دمتم.. و منعم في ورقته ، ولا يزال، يؤكد، بغير قليل من التناقض أحياناً، على ان الآفروعربية هي المعرفة بالواقع القديم الدائم المتعالي عن اي إعادة للنظر فيه أو تجريح لعدالته العلمية، وعلى أن فضل الرواد من الشعراء ليس في إختراعها من عدم آيدلوجي ، وتخليقها،على عينهم و أعين بعض القائمين بالسياسة و المستشرقين، في رحم الأزمة السودانية و من ثم، تقديمها كحلٍ لمعاظلات الواقع المتشظِّي في الهويّات و فساد السياسة ، بل أن فضلهم حصراً هو فضل الدليل على الحائر الضهبان عن نفسه و أصله العرقي و الثقافي منذ حمزة الملك طمبل قال لهم في ترك البكاء على الأطلال و الإلتفات إلى واقعهم في السودان ، وكأنها دعوة في الإنقطاع العرقي و الثقافي و ليس الفني والشعري كما الذي ساقته مدرسة الديوان في مصر إلى أمثال البارودي و شوقي حتى تصرفهم عن محاكاة البحتري او حبيب حذو البيت بالبيت و البعير بالبعير. وهل جاء التجاني مفارقاً للعباسي الشاعر ام لثقافة الكتيَّاب و العبابسة ؟؟ وكنت قد صرفت نقدي لنفي منعم للآيدلوجيا/الخطاب/المشروع عن سيرة الآفروعربية ولزقه لها بالمعرفة و العلم مع كل ما بدا منها في النجوى والجهر، من وداد حميم مع المذكورات ذماً من بنات الحداثة..عدم جدوى تصريفي واردة!! و لكن ، ما ينقض الغزل مثل حائكه..فقد قال منعم في الفقرة الثانية من (صيغة تسع الجميع) وعلى قارعة من نفيه للأيدلوجيا عن خطابه الآفروعربي في الفقرة سابقتها مما ناقشته سابقاً..قال:/
Quote: ( ولتقييم مساهمة جماعة ( الغابة والصحراء ) تقييما سليما لابد من النظر إليها في السياق التاريخي الذي ظهرت فيه ، وهي فترة الستينات من القرن العشرين حيث كانت حركات القومية العربية بزعامة جمال عبد الناصر وأحزاب البعث في أوج ازدهارها . وفي أفريقيا وأمريكا اللاتينية كانت هناك حركة الزنوجة بزعامة ايمى سيزار وليوبولد سينغور.) أوليس المذكوريين عاليه من بطون الايدلوجيات المحمولة على ظهور الظروف التي أنتجتها و قادت إليها، كمثل التي يقول منعم عنها واصلاً لشرحه:/ ( في هذه الظروف واجه جماعة الغابة والصحراء سؤال الهوية ففطنوا إلى أن السودان حالة خاصة يجمع بين العروبة والأفريقانية فتفتق تفكيرهم عن صيغة تجمع بين المكونين العربي والأفريقي في الهوية السودانية فكانت صيغة الغابة والصحراء أو الآفروعربية . ) |
قلتُ، هذا ما عرفه عنها من يواجهون بنفس السؤال في الهوية ويعدون و ليمتهم الخاصة ل(سمايتا) ثم لا يرون في تفتق الغابة و الصحراء وردة دمهم أو توقهم في المصادر ولا أنها تمنحهم صيغة تسع(هم) ناهيك عن وسعها للجميع.. عدّهم لوأردت السودانوية/النيوسودانية/الزنجوية/النوبية/القوميةالعربية/العربسلامية/الضدعربسلامية/الإسلامية/اليسار/ الطائفية....و غيرها. كل واحد من الخطابات يشتمل على تصور أو عدة تصورات عن الثقافة العربية في السودان ، أحصى بعضها الدكتور محمد عثمان الجعلي في ورقة ذات طابع اكاديمي بارد النفس و ليس كئيبا (منشورة في نفس محور الهوية من اوراق الندوة من عام 1999 التي فيها ورقة الأستاذ عبد المنعم). و قد أحصى نماذجاً لبعضها وصنفها وفقاً لتصورها عن الثقافة العربية الإسلامية في السودان / وإحتمالات آلية عملها في تعريف و توجيه وتشكيل واقع الثقافة السودانية و مستقبلها و موقفها من الثقافات السودانية الأخرى: هنا تلخيص لبعض أطروحتها بغير قليل من التصرف أرجوا أن أعذر عليه لو أخلّ. (1) التصور الإقصائي أي ان هذا التصور يقول بأن الثقافة العربية ثقافة تعترف بالآخر و لكنها تقصي هذا الأخر في فعل إرادي مباشر لتدعيم الذات و في ذلك تعتمد على نمط سلطة سلطوي يعتمد القهر أو الآيدلوجية. كما عند بولا و موسى.. (2) و التصور الإنكاري بما ينكر و جود ثقافات غيرها و لا يعترف إلا بثقافة وحيدة تعتمد على الدفع الذاتي لإنعدام المنافس ،ولا بد لها من سلطة قاهرة و مؤدلجة، لتمرير مثل هذا الزعم.. كما عند أبو القاسم حاج حمد. (3) التصور التركيبي في معنى الإنصهار و البوتقة ويقول بتعددية ثقافية هي مكونات لثقافة و طنية تركز على توفير مناخ الإنصهار للثقافات المتعددة و هو يحتاج لنمط إداري يعتمد على مؤسسية أجهزة الدولة ..كما عند منصور خالد. (4) التصور الإلحاقي في اصل خارجي كما عند محمد المكي إبراهيم، وهذا يقول بتعددية ثقافية سودانية وفيه تعمل صيغة الثقافة العربية الإسلامية السودانية على التواصل مع الثقافة الأم خارج السودان في فعل إرادي مباشر لتوطيد صلة الثقافة العربية باصولها كأساس للتنافس الداخلي مع الثقافات الأخرى وهو مما يحتاج نمط كالسابق. (5) التصورالأفروعربي و رمزه محمد عبد الحي يعترف بتعددية ثقافية و بضعف المكوِّن الزنجي مع التركيز على الدعم الواعي و المباشر لهذا المكوِّن في فعل إرادي يبحث عن صيغة لثقافة وطنية سودانية تعادلية أفروعربية مما يحتاج نمط سلطة يعتمد كسابقيه على مؤسسية اجهزة الدولة. (6) و الهامشي في كون السودان مجرد هوامش على التخوم العربية/ الأفريقية كما جاء عند علي المزروعي ، و فيه إعتراف بالتعددية الثقافية مع إنكار لوجود ثقافات أصيلة وسائدة، فكل الثقافات تعاني من التهميش و يدفعها التنافس للبحث عن ذاتها مراوحة بين شتى التخوم والمراكز و بالتالي لا وجود حقيقي لي سلطة تتسم بالديمومة. (وبروف علي دا حكايته حكاية، براغماتي يعالج الأشياء بمبضع مراكز البحوث الأمريكية كمثل هنتنغتون وفوكوياما، فمرة يدعوا إلي إعادة إستعمار أفريقيا نسبة لفشل دولها الحديثة، و مرة سمعته يقول في محاضرة بأبي ظبي، أن التثليث المسيحي اتاح للغرب مدخلاً في التعددية السياسية والديمقراطية مما لا تتيحه عقيدة التوحيد في الإسلام.. نشّف ريقي وأصابتني الكآبات)الشاهد، إن في تصنيف الجعلي، و شروحاته التي الحقها عليه، فائدة للفرز و التوصيف لمن يريد ، و إشارة لإحتدام الصراع حول السوداني الشمالي و ثقافته مما حتمته أزمة الهوية و الإنتماء في الكيان السوداني و ما جرّته في معيّتها من إحتراب و إستقطاب..و لا يغيب عليه في شرحه معقباً، و لا على فطنتكم، أن التصورات الإلحاقية و التركبية و الأفروعربية هي من قبل الكسرات في لحن واحد مما يستلزمه لزوم الروي السوداني و زحافات مزاجه.... و لو أردنا إضافة تصور عبد الله علي إبراهيم لما أورده الجعلي لقلنا: أنه تصور إقراري يعترف بالتعددية في الثقافات السودانية و يؤكد على حق كل ثقافة في تعريف نفسها أصالة، و الإحتفاء بذاتها و نقد قصورها الذي يعرقل تعايشها مع العصر ومع غيرها من ثقافات في الواقع الجغرافي/السياسي المسمى بالسودان بكل ملابساته...مشروعه يتجاوز نقد اليسار و الأفروعربية الي تمكين تصوراته في الثقافة العربية السودانية مما جاء في ( كسّار قلم ماكمايكل) إلى النظام القانوني في مقالاته عن التشريع و المحاكم الشرعية التي اشار لها منعم و حاورها قبلاً د. النور.. وفي هذا هو يحتاج لسلطة رشيدة لا تتوفر له في إسلاموي الإنقاذ مما يجعله في ضيق منهم كما من اليسار جزافاً لا يكاد يخفيه.. و اتفق مع عجب الفيا في أن المستهدف من كل الخطابات عاليه و غيرها هو إنسان سنار (الحديث) الذي تغويني فكرة أن أدعوه ( الأزرق) إغواءاً لا أعرف كيف أرشده بتقعيد في دلالات اللون و الترميز مما أرجوا ان يفيدني فيه عجب الفيا و د. النور و الخواض بتحليل و تفكيك نجيض..ولكنك من كل بد، واجد الأزرق في توَلُّهِهم به وجداناً و تسمية *السلطنة الزرقاء!! *النيل الأزرق / بحر رفاعة الهائج وعكر / ورغم أن ماء العاديك هو الأبعد ماءاً عن الزرقة، بُعد السما عن الأرض!!فهو الأزرق.. *ازرق طيبة / الصوفي الأزرق و كل شيخ سجادة او أرباب جوّاد!! *الأزرق في لون السناري لمّا يحلك( وجلّهم كذا) فلمّا يسفر قليلاً هو الأخضر ثم الأصفر.. يحتفظون بالأسود و الأبيض لمن كان خارجاً عن أطر الترميز خاصتهم و لو كانت لهم به قرابة و نسب!!!! و لأنه لا بد من بعض حديث ورقة د.عبد الله علي إبراهيم حتى تستقيم لنا بها القراءة..فإني أقتطف التالي متجشماً دق الحروف باصبع واحد!!
Quote: (صفوة القول: إن الأفروعربية هي صورة أخرى من صور الخطاب العربي الإسلامي في السودان. وهي كخطاب غالب تنهض على محورين: المحور الأول، هو تمييز ((إنسان سنار))- نواة السودان الشمالي- عما عداه من أناس في الوطن. و لذا تنظر الأفروعربية إلى الحركة التاريخية في السودان كحركة مستمرة صائبة من التمازج بين العرب و الأفارقة، بين الشماليين و الجنوبيين، لإصدارات متكررة من ذلك الإنسان؛ أما المحور الثاني فهو تشويه الأفروعربية لموضوع خطابها وهو الأفريقي. ففي تنقيبها عن الأفريقي المطموس في السوداني الشمالي إنتهت الأفروعربية إلى إختراعه كبدائي نبيل. و ككل بدائي نبيل صدر الأفريقي من حوار الأفروعربية مصنوعاً من محض محض معطيات و مسبقات و تكهنات و تشهيات لا أصل لها في واقع الحال).... |
و نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
و مواصلة للنقل و اللصق من نفس عدد الأضواء وملحقها
ملف الغابة والصحراء الجزء الثاني
مدرسة الغابة والصحراء في الشعر السوداني اعداد: احمد طه الحسن
برز تيار الغابة والصحراء في جامعة الخرطوم عام 1962م كنموذج وليد لاحساس سوداني صميم وإستدعى بعضهم صوراً فنية فريدة من خلال علاقتهم بالثقافة الغربية وقراءتهم العميقة للتراث العربي.
بدأ محمد المكي والنور عثمان في المانيا وصلاح احمد ابراهيم في غانا ويوسف عيدابي في قصيدته «ابو دليق» عام 1963م ومصطفى سند في ام درمان في قصيدته «اصابع الشمس» ومحمد عبد الحي في رائعته «العودة الى سنار» عام 1963م.
كتبوا شعراً فيه ملامح مشتركة واختلاف عميق في العناصر المكونة لرؤاهم الشعرية، وأثار بزوغ هذا التيار جدلاً لايزال قائماً لأنه قرع طبلاً افريقية افزع هدأة الصحراء، فالثقافة في السودان ذات جذور عربية اصيلة مرتبطة بالواقع السوداني ومتكئة على تراث صوفي ولغوي نغيم.. لكن النهر لا يكف عن الجريان إذ قفز تيار الغابة والصحراء.. فوق كل ذلك وظهر كصوت جديد يثير دعوة البحث عن الهوية الجديدة التي تتصل بصميم الذات السودانية.. تتحسس جذورها ولا تنفلت من ماضيها وتستشرف مستقبلاً تذوب فيه كل التناقضات في واقع ثقافي يعترف بالآخر، ويعتد بهذا التميز مزدوج الهوية الذي يمنح الخصوصية ومن ثم يفرض واقعاً جديداً للناتج الثقافي لا يطغى فيه صوت احد على الآخر وتتعدد فيه الاصوات دون أن تستفز الحس القومي بنشاز.. يذوب فيه صوت الطبل والبوق وأهازيج الغاب مع المظاهر الاخرى القادمة من خلف الصحراء كحلقات الذكر وحداء القوافل وايقاع المصمودي لتغلب السماحة على علاقة ابناء الوطن الواحد، متعدد الثقافات والجذور والرطين.. من الممكن ان يغني بلسان ويصلي بلسان دون ان يؤذي غيره بصلاته.. او بغنائه. جاء الاحتفاء بمدرسة الغابة والصحراء وسط الاوساط الثقافية حينها بفرح.. حفي باكتشاف الذات، اعتبره البعض صوتاً متمرداً وحاولوا استغلاله وصبغه وتشويهه، لكنه بقى شعراً فطرياً يخلص للرؤى القديمة السابحة في وجدان الامة.
عندما استلهم الشاعر عبد الحي «سنار» اراد أن يقول أنه ليس بدوياً خالص البداوة، ولا هو زنجي محض الزنوجة وإنما هو المزيج الذي ولد من كليهما كما كانت سنار القديمة تأكيداً لهذا المزج الرائع بين العنصرين.. كانت سنار عنده براءة وفرحاً شكل ضمير أمته واستخدم لغة القبيلة وروح الاسلاف بعد أن خلص اللغة عنده من عقدة اللغة الثانية فجعل منها لغة مقدسة تجسدت في شعره وشعر رفاقه ــ النور ــ وود المكي.. وصلاح اخو فاطنة.. والمك علي وسند.. وبقية العقد الفريد.
استوحوا عالمهم الخاص بشعائره وطقوسه.. بغموضه واساطيره .. بخرافته ورموزه، وعبروا عن كل ذلك البهاء والبكارة بشعر قويم بلغة عربية رصينة بتصميمها وموسيقاها وإنسجامها وخصوصيتها.
يرى النقاد وبعض من رموز هذه المدرسة أنها كانت سباحة ضد التيار وإنكفاءة على ثقافة على حساب اخرى وتجنياً على الثقافة الغالبة التي شكلت وجدان الامة.
إرتبط معظمهم بجماعة «ابادماك» هذا التيار الذي اعطاه رواده اسم «الإله الاسد» في مملكة مروي القديمة التي إستطاعت أن تتميز بلغتها وثقافتها واناشيدها عندما إنفلتت من ثقافة الفرعون وتحللت منها بثقافة مروية سودانية لا يشاركها أحداً في خصائصها وملامحها المتميزة حتى الابادماكيون اثاروا جدلاً ولم يسلموا من النقد.
نستعرض في هذا الملف خصائص مدرسة الغابة والصحراء شواهدها اهلها.. نقدم ما لها وما عليها باصوات رموزها مع نماذج مختارة من شعرهم.
احمد طه شهادة الاستاذ كامل عبد الماجد مدرسة الغابة والصحراء التي كان الشاعر الفذ محمد عبد الحي احد مؤسسيها فكراً وشعراً ووعياً وقراءة عميقة لتشكيلنا كأمة مزيجها البشري زنجي وعربي وتحت ظلاله تتبلور ثقافتنا وموروثنا الفريد، نحن أخذنا من العنصرين أجمل ما لديهما لذا ترانا نختلف اختلافاً بيناً عن العرب والافارقة. بما تجذر فينا من نسيج اخذ من العنصرين، ونأمل أن يخرج إبداعنا في كافة ضروب العطاء عبر بوابة الوعي بالغابة والصحراء في دواخلنا.
و أحمد طه الحسن عضو معنا هنا في المنبر فيا ليته يدلي بدلو في الموضوع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الآفروعربية .. بين الواقع ووهم الآيدولوجيا (Re: Agab Alfaya)
|
و هنا لصق أخير لبعض قول عبد الله علي إبراهيم في الغابة و الصحراء / من نفس عدد الأضواء أو ملحقها..
الغابة والصحراء هجنة مصطنعة وغير واقعية د. عبد الله علي ابراهيم
الغابة والصحراء هي هجنة مصطنعة وغير واقعية. مجموعة من المثقفين كانت مؤرقة بهموم الهوية والصراع بين الشمال والجنوب والصراع بين العروبة والافريقية والصياغات التي تمت في حركات التحرر في العالمين العربي والافريقي في ذلك الوقت.
قررت هذه المجموعة أن تخلق كيمياء معينة تقول أن السودان نشأته في الاصل عربية افريقية أو «خلاسي» كما قال محمد المكي ابراهيم، وأننا سنعيد انتاج مملكة سنار التي كانت ثمرة تزاوج العرب الوافدين مع الافارقة فأنا اعتقد أن هذا ميثاق وفرح شمالي فقط، واعتقد أن الجنوبيين في الجانب الآخر لا يرون مثل هذا الرأي ويعتقدون أن ثقافتهم مستقلة وأنهم لم يهجنوا بعد.
نحن مسلمون حقيقة ونحن عرب حقيقة يعني أن لغتنا قائمة على النحو العربي وعلى الصوت العربي وإن كانت استلفت بعض المفردات النوبية وغيرها ولكن لا يمكن تهجينها بهذه الصورة، أي لغة يمكن ان تستعير مفردات من الوسط حولها وهو ما حدث للعربية في السودان ولكن لا يعني هذا إنها خرجت عن اصلها وعن ديباجتها العربية.
في تقديري أن رموز الغابة والصحراء لم يكونوا متشبعين بثقافة عربية اسلامية وإنما بثقافة غربية إستشراقية وهي ثقافة اتضحت في كتاب برمنجهام «الاسلام في السودان» فعندما ترث مدرسة كل هذا الاستشراق فيكون نتاجها بهذه الصورة ولذلك اسميتها الغش الثقافي مما اغضب المرحوم محمد عبد الحي.
اذا انت لم تدرس الأمر دراسة دقيقة ولم تتحر الصدق واخذت عناصر من هنا وهناك وركبتها مع بعضها البعض ولم تتحر مصلحة الطرف الآخر ولم تسأله رأيه فماذا تسمي ذلك؟ لأنه في الوقت الذي كانوا يدعون فيه الى السنارية، كان هنالك شعراء آخرون من الجنوب على سبيل المثال يتبرأون من هذه الفكرة ويقولون صراحة «نحن لسنا منكم» كما أن تيار الغابة والصحراء في اساسه كان يمثله في الغالب بعض الشعراء مدفوعين بدوافع عاطفية ولم تساعدهم رؤاهم الفكرية على تحري الضبط في هذا الأمر من ناحية، ومن ناحية أخرى انهم لم يستشيروا اي طرف من ممثلي الثقافات الاخرى حول جمال مشروعهم، فاصبح له البريق والرونق وضلل الناس عن ضرورة تفكيكه والنظر في جذوره، ونجد مثلاً محمد المكي ابراهيم يشير صراحة الى فكره الافريقي الراقص، هذا تحامل عجيب سواء كان من الاستشراق العربي أو الإستشراق الاوربي فكل هذا تأتي به وتقول أن هذه فكرة اسلامية وهذه فكرة عدوانية فكأنما جئت تحمل كل التحامل وغلفته بعبارات اسلامية انا فعلاً دافعت عن افريقيا مقابل التصور وهو التصور نفسه الذي جاءت به مجموعة الغابة والصحراء وطبعاً محمد عبد الحي «إرتد» عن فكرة الغابة والصحراء وقال أنا عربي وما عاد مشروع الغابة والصحراء يناسبه وقال «أنا عربي».
ابادماك هو الإله النوبي القديم وإستظرفنا فكرة أن لديه ثلاثة وجوه كل وجه منها يحمل قيمة من القيم وكأنما اردنا أن نقول أن هذا ما يمثل الثقافة السودانية بتعددها ولكن الفكرة قوبلت بالإستنكار والإتهام بالوثنية ولكنها كانت تعبر عن الثقافة السودانية وعن ان الثقافة السودانية اشمل واقدم مما تظنون وأن اية خطة سياسية وثقافية لاحقة يجب أن تضع هذه الاشياء في الإعتبار، واعتقد أن الفكرة كانت نوعاً من التدخل السياسي الثقافي للحد من خطورة الهجمة التي قادها الاسلاميون.
ü مفكر سوداني واستاذ جامعي بامريكا ـ في حوار صحفي بجريدة اخبار العربي 11 يوليو 2001م
| |
|
|
|
|
|
|